
هل يدفع لتحرك دولي؟.. اتهامات للجيش السوداني باستخدام أسلحة كيميائية وتصاعد الانتهاكات
غاز الكلور في ميادين الصراع: أدلة وتداعيات
القرار الأمريكي جاء تتويجًا لتحقيقات صحفية وأمنية أشارت إلى تورط الجيش السوداني في استخدام محتمل لغاز الكلور، وهو من الغازات المحظورة دوليًا، خلال معاركه مع قوات الدعم السريع منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز في تقريرها الصادر في يناير، نقلاً عن أربعة مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى، أن الهجمات جرت على الأقل في مناسبتين.
أم درمان والصالحة: عنف عرقي ممنهج وتكتيكات ترهيب
على الأرض، يتفاقم الوضع الإنساني بشكل خطير في مدينة أم درمان، وخاصة في ضاحية الصالحة، التي باتت مسرحًا لانتهاكات موثقة. تقارير صادرة عن هيومن رايتس ووتش ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA) تحدثت عن أعمال قتل جماعي ذات طابع عرقي، استهدفت مدنيين من مجموعات غير عربية، منذ سيطرة الجيش والكتائب الإسلامية على المنطقة قبل أشهر
واتهمت الحركة الشعبية لتحرير السودان – التيار الثوري الديمقراطي الجيش السوداني بارتكاب 'جريمة إبادة' في الصالحة، استنادًا إلى شهادات عن تصفيات ميدانية ممنهجة؛ كما وثقت منظمة العفو الدولية استخدام الجيش لمنازل المدنيين كتحصينات عسكرية، ما عرض السكان لمخاطر كبيرة، في خرق واضح لقوانين النزاعات المسلحة.
وفي حادثة اخرى ، أسفرت ضربات بطائرات مسيرة في ساحة دار السلام بأمبدا عن مقتل ما لا يقل عن 120 مدنيًا. في الوقت ذاته، أثارت تقارير متداولة، حول استخدام محتمل لأسلحة كيميائية في تلك المناطق أيضا دعوات دولية لإجراء تحقيق مستقل، أبرزها من مركز راؤول والنبرغ لحقوق الإنسان.
عسكرة التشدد الديني: ظهور كتائب متطرفة وجرائم مرعبة
تصاعدت المخاوف مع تورط وحدات عسكرية ذات طابع أيديولوجي متطرف في القتال، مثل 'كتيبة البراء بن مالك'، التي وثق مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثها (ACLED) استخدامها أساليب مستمدة من تنظيم داعش، منها الإعدامات العلنية بهدف بث الرعب في صفوف المدنيين.
وفي فبراير 2025، تداولت وسائل الإعلام مقطع فيديو صادم من مدينة الأبيض يظهر جنودًا يلوحون برؤوس بشرية مرددين شعارات عنصرية، ما أثار إدانات واسعة على المستويين الإقليمي والدولي. هذه الممارسات ساهمت في تفاقم أزمة النزوح، حيث وصل عدد النازحين داخليًا إلى 8.8 مليون شخص، إضافة إلى 3.5 مليون لاجئ في دول الجوار حتى فبراير الماضي.
الرد الدولي: مطالبات بالمحاسبة وإنهاء دوامة الإفلات من العقاب
وسط تصاعد الفظائع، دعت الولايات المتحدة ومعها عدد من المنظمات الحقوقية الدولية إلى تحرك عاجل لوقف الانتهاكات. وطالبت هيومن رايتس ووتش والأمم المتحدة بفتح تحقيقات شفافة ومستقلة حول مزاعم ارتكاب جرائم حرب، خصوصًا في أم درمان وضواحيها.
ويبدو أن السودان يواجه لحظة حاسمة في تاريخه الحديث، حيث تُهدد الانتهاكات الموثقة بنسف الجهود الأممية الرامية لتحقيق تسوية سياسية شاملة، في ظل تدهور إنساني غير مسبوق وغياب آليات فعالة للمحاسبة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


شفق نيوز
منذ 5 ساعات
- شفق نيوز
الذكاء الاصطناعي يدخل ساحة المعركة.. إسرائيل وإيران تشعلان "حرب التضليل"
شفق نيوز- نيويورك كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، يوم الثلاثاء، عن استخدام الدعاية والتضليل والعمليات السرية بمساعدة الذكاء الاصطناعي ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، من قبل إسرائيل وإيران خلال حرب الـ 12 يوماً. وذكرت الصحيفة في تقرير، اطلعت عليه وكالة شفق نيوز، أن "إسرائيل وإيران حوّلتا منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة معركة رقمية، مستخدمتين الخداع والأكاذيب في محاولة للتأثير على النتيجة، حتى مع تبادلهما الضربات الصاروخية الحركية التي أودت بحياة المئات وأججت الاضطرابات في الشرق الأوسط المضطرب أصلًا". وقال باحثون وفقاً للصحيفة إن "هذه المنشورات تُمثل شدةً أكبر لحرب المعلومات، إذ بدأت قبل الضربات، واستخدمت الذكاء الاصطناعي، وانتشر انتشاراً واسعاً وسريعاً". وتابع التقرير، أنه على سبيل المثال، في الساعات التي سبقت قصف القوات الإسرائيلية لسجن إيفين في العاصمة الإيرانية في 23 يونيو/حزيران، ظهرت منشورات باللغة الفارسية على مواقع التواصل الاجتماعي، تُنذر بالهجوم وتحث الإيرانيين على إطلاق سراح السجناء، وبعد لحظات من وقوع القصف، ظهر فيديو على تطبيقي "إكس" و"تلغرام"، يزعم أنه يُظهر انفجاراً عند مدخل السجن، المعروف باحتجازه للسجناء السياسيين، وفي حين كان الهجوم على السجن حقيقياً، لكن المنشورات والفيديو لم يكونا كما بدوا إذ كانا جزءاً من خدعة إسرائيلية. وفي المقابل، أظهر مقطع فيديو مُفبرك دماراً في مطار بن غوريون في إسرائيل لم يحدث وظهرت صور ومقاطع فيديو لحطام طائرة إسرائيلية، ولاحقاً أمريكية، بناءً على روايات تعقبها باحثون إلى إيران ووسائل إعلامها الرسمية، بحسب التقرير. وبينما زعمت إيران إسقاطها ثلاث طائرات إسرائيلية من طراز إف-35 على الأقل، نفى مسؤولون عسكريون إسرائيليون خسارة أي طائرة في القتال، ولم تظهر أي أدلة تشير إلى خلاف ذلك. وحتى أن وسائل الإعلام الإيرانية زعمت أسر طيارة إسرائيلية، تُعرف باسم سارة أحرونوت، إلا أن شركة "نيوز جارد"، وهي شركة تُراقب التضليل الإعلامي، تعقبت الصورة لتجدها صورة لملازم في البحرية التشيلية التُقطت عام 2011. وأوضحت الصحيفة أن حرب المعلومات، التي تُسمى غالباً العمليات النفسية، قديمة قدم الحرب نفسها، لكن الخبراء يقولون إن الجهد بين إسرائيل وإيران كان أشد وأكثر تركيزاً من أي وقت مضى، وشاهده ملايين الأشخاص وهم يتصفحون هواتفهم بحثاً عن التحديثات حتى مع سقوط القنابل. ووفقاً لباحثين وبيانات رسمية، فإنه على سبيل المثال، أرسلت إيران تنبيهات باللغة العبرية إلى آلاف الهواتف المحمولة الإسرائيلية تحذر المتلقين من تجنب الملاجئ؛ لأن مسلحين خططوا للتسلل إليها ومهاجمة من بداخلها. وبدورها، نشرت شبكة من الحسابات على موقع "إكس" المنسوبة إلى إسرائيل رسائل باللغة الفارسية في محاولة لتقويض الثقة في الحكومة الإيرانية، بما في ذلك رسائل روتها امرأة مُولَّدة بالذكاء الاصطناعي. من جانبه، قال جيمس فورست، أستاذ الدراسات الأمنية بجامعة ماساتشوستس لويل: "إنها حقبة جديدة من حرب النفوذ". وأضاف: "لم يسبق في التاريخ أن شهدنا مثل هذه النتيجة التي أتيحت لنا فيها القدرة على استخدام هذا النوع من الدعاية على نطاق واسع". ولفتت الصحيفة إلى أن "إسرائيل وإيران اتبعتا نهج روسيا في حرب أوكرانيا، محاولتين التأثير على الرأي العام محلياً ودولياً، مع إضافة القدرة على دمج أدوات الذكاء الاصطناعي المتاحة على نطاق واسع في حملاتهما". وأضافت: "أغرقت جهات الاتصال من كلا جانبي الصراع الإنترنت بصور وفيديوهات مُفبركة أو مُزيّفة، سعياً منها لإضعاف الطرف الآخر وتشويه سمعته؛ وتضمن المحتوى في الغالب على صور من صراعات سابقة، وتلفيقات واضحة للمرشد الأعلى الإيراني ورئيس الوزراء الإسرائيلي".


موقع كتابات
منذ 3 أيام
- موقع كتابات
بانقلاب ترمب على بوتين .. هل تدخل الحرب على أوكرانيا مرحلة جديدة من المواجهة مع 'أميركا' ؟
خاص: كتبت- نشوى الحفني: فيما يبدو أن العالم يدخل على مناوشات جديدة بين قوتين كبيرتين؛ حيث تدهورت علاقة الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، ونظيره الروسي؛ 'فلاديمير بوتين'، خلال الفترة الأخيرة، وفق ما يذكره الكاتب؛ 'جوليان إي. بارنز'، في تقريره المنشور في صحيفة (نيويورك تايمز). ويرى الكاتب أن ذلك التغيَّر يُعدّ تحولًا غريبًا للغاية، بالنظر إلى ما بدت عليه الأمور في 'روسيا' بعد انتخاب 'ترمب'، إذ بدا أن الرئيس الجديد ينظر إلى 'بوتين' باحترام، وبدا الأخير مستَّعدًا لتحقيق الكثير مما يُريده في حربه ضد 'أوكرانيا'. خطأ في لعب الأوراق.. لكن الرئيس الروسي أخطأ في لعب أوراقه؛ وفق الكاتب الذي شرح في تقريره كيف تحوّل من حليف محتَّمل لـ'البيت الأبيض' إلى شخص: 'مشكوكٍ في أمره'. بداية مشَّرقة في العلاقات.. خلال حملته الانتخابية؛ وعد 'ترمب' بإنهاء الحرب في 'أوكرانيا' بسرعة كبيرة، وعندما تولى منصبه، كانت إدارته متشَّككة في طموحات 'أوكرانيا' للانضمام إلى 'حلف شمال الأطلسي'؛ الـ (ناتو)، ومستَّعدة للسماح لـ'روسيا' بالسيّطرة على الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها، ومتَّرددة في إنفاق مبالغ طائلة على دفاعات 'كييف'، بل إنها منُفتحة على الاعتراف بضم 'موسكو'؛ لـ'شبه جزيرة القِرم'، عام 2014. كان ذلك عرض سلام حقّق العديد من أهداف 'روسيا' الحربية. ثم جاءت زيارة 'فولوديمير زيلينسكي' الكارثية لـ'المكتب البيضاوي'؛ في شباط/فبراير، حيث استخف 'ترمب'؛ بـ'زيلينسكي'، ووصفه بأنه ناكر للجميل على الهواء مباشرة، مُصرًا على أن: 'الأمور ليست في صالح أوكرانيا الآن'. كما قال 'ترمب' إن 'بوتين' كان ضحية حملة شعواء قامت بها وسائل الإعلام الأميركية. وبدأت 'الولايات المتحدة' بالضغط على 'أوكرانيا' لتوقّيع اتفاقية تُسلمها جزءًا كبيرًا من ثرواتها المعدنية. وجاء كل هذا في الوقت المناسب تمامًا بالنسبة للجانب الروسي، وفق ما ذكر الكاتب في تقريره. وبحسّب مزاعم الكاتب فقد خسّرت 'روسيا' حوالي ربع مليون جندي في الحرب، وكان اقتصادها ضعيفًا. لكن مع وجود رئيس أميركي متعاطف، كان 'فلاديمير بوتين' على وشك إعلان النصر. رفض مسّاعي 'ترمب'.. بحسّب ما يرّوج له الكاتب؛ فإن 'بوتين' لم يكن مستَّعدًا للتسّوية، في ذلك التوقيت. وكما فعل عندما بدأ الحرب في 'أوكرانيا'؛ عام 2022، اعتقد أنه قادر على تحقيق كل ما يُريد، عبر الحرب. ويقول إن 'بوتين': 'رفض مرارًا وتكرارًا مسّاعي؛ دونالد ترمب، لوقف إطلاق النار، بل وواصل قصف أوكرانيا بهجمات مروعة باستخدام الطائرات المُسيّرة'. على حد مزاعمه. في هذه الأثناء؛ كان يتقدم في ساحة المعركة، محاولًا الاستيلاء على المزيد من الأراضي وإضعاف الحكومة الأوكرانية. وبينما لم تتضح أهدافه بدقة، يعتقد بعض المسؤولين الأميركيين أنه يُريد الاستيلاء على 'خيرسون' أو 'أوديسا' أو حتى 'كييف'، وهي مدن أوكرانية رئيسة. ويرى المسؤولون الأميركيون أيضًا أن هذا الطموح وهمّي، بينما تابع الرئيس الأميركي كل هذا بقلق متزايد. في نيسان/إبريل، وبعد هجوم صاروخي روسي وطائرات مُسّيرة على 'أوكرانيا'، نشر 'ترمب' على الإنترنت: 'لستُ سعيدًا بالضربات الروسية على كييف. لم تكن ضرورية، وتوقيتها سيء للغاية. فلاديمير، توقف!'. تحول الموقف بيت 'ترمب' و'بوتين'.. ووفق التقرير؛ فالآن ينتقد 'ترمب'؛ 'بوتين'، وليس 'زيلينسكي'. إذ إنه بعد (06) مكالمات هاتفية مع 'بوتين' هذا العام، يبدو أن 'ترمب' قد غيّر رأيه فيه، وفق الكاتب. هذا الأسبوع؛ صرح صراحة بأنه غير راضٍ عن 'بوتين'؛ لأنه يقتل الأوكرانيين. وقال 'ترمب': 'نتلقى الكثير من الهراء من بوتين، إذا أردتم معرفة الحقيقة… إنه لطيف جدًا معنا طوال الوقت، لكن اتضح أن كلامه لا معنى له'. لو صدَّرت هذه الكلمات من أي سياسي آخر في 'واشنطن' تقريبًا، لمِا كان ذلك مفاجئًا. لكن قول 'ترمب' لها يُظهر مدى نفور 'بوتين' من 'البيت الأبيض'، وربما إهداره فرصته في التوصل إلى سلام تفاوضي. بحسب ادعاءات الكاتب الأميركي. استأنف 'ترمب' شُحنات الأسلحة إلى 'أوكرانيا' بعد توقف قصير من (البنتاغون)، بينما يدفع الجمهوريون في 'مجلس الشيوخ' بفرض مجموعة جديدة من العقوبات على 'روسيا'، ويدّرس 'ترمب' هذا الاقتراح أيضًا. ويواصل الكاتب الأميركي ترويج مزاعمه؛ بأن 'أوكرانيا' قد سئمت الحرب، لكن إرادتها في القتال لا تزال قائمة، خاصةً إذا مضت 'روسيا' قُدمًا، لأنها كما يصّور الكاتب ادعاءاته: 'تُبدع في ساحة المعركة، وتُكبد طائراتها المُسيّرة الجيش الروسي خسائر فادحة'. ويدعي الكاتب كذلك؛ أن وعود الدعم من 'أوروبا' وتعزيز الدفاع الجوي من 'الولايات المتحدة' سيجعل من الصعب جدًا على 'بوتين' إنهاء الحرب بالقوة، رُغم إطلاق 'موسكو' عددًا قياسيًا من الطائرات المُسيّرة والصواريخ على وسط وغرب 'أوكرانيا'، خلال الأيام الأخيرة، وهو ما اعتبره الكاتب تصعيدًا روسيًا مدفوعًا بقناعة مُفادها أن دفاعات 'أوكرانيا' قد تنهار في الأشهر المقبلة. ضربة لنهج الصفقات.. كذلك يقول تقرير لشبكة (سي. إن. إن) الأميركية؛ يبدو أن 'ترمب' قد وصّل إلى نقطة تحول. فقد انتقل من إلقاء اللوم المُفرط على 'أوكرانيا'، إلى اتهام 'روسيا'، بإطالة أمدها دون داعٍ. ويأتي هذا التغيَّر في الموقف؛ بعد أن فشلت محاولات 'ترمب' السابقة لإقناع 'بوتين' بالتوصل إلى اتفاق سلام يُنهي الحرب، التي بدأت باجتياح 'روسيا'؛ لـ'أوكرانيا'، عام 2022. ورُغم ما وُصف: بـ'شروط ترمب السذخية' لوقف إطلاق النار، تجاهلها 'بوتين'، ما اعتبره محللون ضربة لنهج 'ترمب' القائم على الصفقات. ولكن هذا التحول لا يخلو من المخاطر؛ أبرزها إمكانية تصعيّد التوترات بين زعيمي قوتين نوويتين، في وقتٍ تتصاعد فيه الهجمات الروسية على 'كييف'. كما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان هذا التغيَّر سيسّتمر، خاصة أن 'ترمب' لم يلتزم حتى الآن بتقديم مساعدات بحجم ما قدمته إدارة 'بايدن'، والتي تجاوزت عشرات المليارات من الدولارات. زيادة الضغط.. وتساءلت الشبكة بعد أن توصل الرئيس؛ 'دونالد ترمب'، في النهاية إلى أنه لا يستطيع إقناع 'بوتين' بالدخول في محادثات السلام، فهل هو على استعداد لمحاولة إجباره على الدخول فيها؟ وقال 'تشارلز كوبتشان'؛ الزميل البارز في 'مجلس العلاقات الخارجية'، لـ (سي. إن. إن): 'أعتقد أن ترمب فهم الأمر الآن. عليه أن يضغط أكثر على روسيا إذا أراد التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا'. وقد يشمل الضغط زيادةً في الأسلحة والذخائر الأميركية لـ'أوكرانيا'، في حين تتعهد الدول الأوروبية، التي تخشّى انسحاب 'ترمب' من 'كييف'، بزيادة مساعداتها. قد يكون الفرق هائلًا، إذا التزمت 'واشنطن' التزامًا حقيقيًا، وقد يُربك اعتقاد 'بوتين' الراسّخ بقُدرته على الصمود أمام الغرب، وقُدرته على كسب الحرب في نهاية المطاف. وكذلك؛ قد يتقبل 'البيت الأبيض' مشروع قانون مشترك بين الحزبين، يُفرض عقوبات جديدة صارمة على 'روسيا' وحلفائها في 'الصين والهند'. المواجهة بين الزعيمين.. ولفتّت الشبكة الأميركية؛ إلى أن أحد المخاطر الكبيرة لفترة التوتر بين 'البيت الأبيض' و(الكرملين)، هو أن يقع 'ترمب' و'بوتين' في دائرة من التصعيّد، رُبما للدفاع عن المصداقية الهائلة التي استثمراها في العلاقة. وأوضحت أنه لا شيء في سلوك 'بوتين' يوحي برغبته في مواجهة 'ترمب' أو 'الولايات المتحدة'. لكن الزعيم الروسي لطالما لوّح بالسلاح النووي خلال الصراع الأوكراني، على ما يبدو لتخويف الشعوب الغربية. وفي نهاية المطاف؛ قد يعود 'ترمب' إلى هذا الافتراض الاستراتيجي الذي طالما خيّم على السياسة الأميركية تجاه 'أوكرانيا'. 'الحقيقة هي أن أوكرانيا، وهي دولة غير عضو في حلف الـ (ناتو)، ستكون عُرضة للهيمنة العسكرية الروسية مهما فعلنا'. وفق تصريح للرئيس الأسبق؛ 'باراك أوباما'، في مقابلة مع مجلة (ذا أتلانتيك) عام 2016. ورُغم هذا التحول؛ لا يزال بعض المراقبين الغربيين يُشّككون في دوافع الرئيس الأميركي؛ ويتساءلون عمّا إذا كان غضبه من 'بوتين' ينبَّع من خيبة شخصية بسبب فشل صفقة محتملة، أم أنه يعكس تغييّرًا استراتيجيًا حقيقيًا في رؤيته للحرب. وفي وقتٍ يتنامى فيه القلق من اندلاع دوامة تصعيّد بين 'موسكو' و'واشنطن'، يرى البعض أن هذا التوتر قد يكشف مدى جدية 'ترمب' في تبّني نهج أكثر صرامة تجاه 'روسيا'، ويختبر قُدرته على إعادة تموضع 'الولايات المتحدة' في ملف بات أحد أعقد الملفات الجيوسياسية في العالم.


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 4 أيام
- وكالة الصحافة المستقلة
لولا يهدد بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع الأميركية رداً على ترامب
المستقلة/- هددت البرازيل بالرد على خطة دونالد ترامب لفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على صادراتها برسوم جمركية بنسبة 50% على السلع الأمريكية، مما يمهد الطريق لحرب تجارية ضارية. صرح الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، لصحيفة ريكورد الإخبارية المحلية: 'إذا فرض علينا رسومًا بنسبة 50%، فسنفرض عليه رسومًا بنسبة 50% أيضًا'. جاء ذلك بعد يوم من تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية باهظة على السلع البرازيلية واتهامه البلاد بشن حملة قمع ضد رئيسها السابق جايير بولسونارو، الذي يواجه محاكمة بسبب محاولته إلغاء هزيمته في انتخابات 2022. وأشار لولا إلى أن البرازيل قد تلجأ إلى منظمة التجارة العالمية، وتقترح تحقيقات دولية، و'تطلب توضيحات'. وأضاف لصحيفة ريكورد: 'لكن الأهم هو قانون المعاملة بالمثل، الذي أقره الكونغرس'، في إشارة إلى التشريع الأخير المصمم لحماية أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية من هجمات الرسوم الجمركية. كان لولا قد صرّح في بيانٍ له يوم الأربعاء بأن ادعاء ترامب بأن العلاقة الاقتصادية بين البرازيل والولايات المتحدة 'بعيدة كل البعد عن التبادلية' كان 'غير دقيق'. وأضاف أن البرازيل 'ستُعالج' زيادات الرسوم الجمركية الأمريكية. في وقتٍ مبكر من يوم الخميس، اجتمع لولا مع الوزراء البرازيليين لمناقشة كيفية تعامل حكومته مع تهديد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50%. وأعلن مكتب رئيس أركان لولا أنه سيتم تشكيل مجموعة دراسة لتحديد كيفية الرد. وقد تعهد ترامب بالفعل بالرد إذا ردت البرازيل على هجومه، حيث من المقرر أن تدخل الرسوم الجمركية الأمريكية حيز التنفيذ في الأول من أغسطس. وكتب في رسالةٍ إلى لولا يوم الأربعاء نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي: 'إذا قررتم لأي سببٍ من الأسباب زيادة رسومكم الجمركية، فسيتم إضافة أي مبلغ تختارونه إلى نسبة الـ 50% التي نفرضها'. تُعد الرسوم الجمركية المُهددة على البرازيل جزءًا من موجةٍ من الرسوم الأمريكية المقترحة التي كشف عنها ترامب هذا الأسبوع. بينما كان من المقرر أن يرفع البيت الأبيض الرسوم الجمركية على عشرات الدول يوم الأربعاء، أمر بتأجيلها لمدة ثلاثة أسابيع إضافية حتى الأول من أغسطس. إلى جانب هذا التأجيل، وجّه ترامب رسائل إلى عدد من الدول، منها بنغلاديش واليابان وكوريا الجنوبية، يُبلغها فيها برسوم جمركية أمريكية جديدة ستُفرض عليها ما لم تُبرم اتفاقًا مع إدارته.