
خبير جيولوجي يوضح الفرق بين العواصف الرملية والغبارية وتأثيرها المباشر على الصحة
وأوضح الشمري في حديثه لـ"سبق" أن العواصف التي تُعرف شعبيًا بمسميات مثل: "العجاج"، و"العج"، و"الكتام"، و"الغبرة"، هي ظواهر جوية مختلفة في المصدر والتركيب وطبيعة الانتقال، رغم التشابه الظاهري بينها.
وأشار إلى أن السبب الرئيس لنشاط هذه العواصف في مطلع الصيف يعود إلى تكوّن طبقات تربة جديدة غير مستقرة نتيجة أمطار الشتاء، ومع دخول موسم الجفاف واشتداد الرياح تصبح التربة سهلة الحركة إما سطحياً أو عبر التعليق في الهواء.
وبيّن الشمري أن هناك عاملين أساسيين يفسّران هذه الظاهرة: تراكم تربة هشّة بعد موسم الأمطار، والجفاف الحاد الناتج عن انقطاعها، مما يجعل جزيئات التربة قابلة للانفصال والنقل، خاصة مع الرياح القوية.
وأوضح أن العواصف الرملية تتكوّن من حبيبات كبيرة نسبيًا يتراوح قطرها بين 60 ميكرون (0.06 ملم) إلى 2 ملم، وتتحرك هذه الحبيبات على شكل زحف أو قفزات قصيرة فوق سطح الأرض، وتبدأ الرمال بالحركة عند سرعة رياح تتراوح بين 10 إلى 15 كم/ساعة، وفي الحالات الشديدة قد تتجاوز 20 كم/ساعة، وتُشاهد الرمال وهي تزحف على الطرقات والمناطق المكشوفة، في ظاهرة تُعرف شعبيًا باسم "السافي".
وفي المقابل، تتكوّن العواصف الغبارية من جسيمات دقيقة جدًا من الطمي أو الطين، يقل قطر بعضها عن 4 ميكرون، ما يجعلها قادرة على البقاء معلّقة في الجو لساعات وأحيانًا أيام، والتنقل لمسافات شاسعة.
ولفت الشمري إلى أن بعض جزيئات الغبار تم تتبعها أثناء عبورها المحيطات، مثل غبار الصحراء الكبرى الذي يصل إلى أمريكا الجنوبية، نتيجة خفة وزنها وقدرتها على التعلّق بالطبقات العليا من الغلاف الجوي. وأظهرت الدراسات أن هذه الجزيئات الدقيقة قادرة على قطع آلاف الكيلومترات دون أن تسقط.
وبيّن أن بعض العواصف تحمل مزيجًا من الرمال والغبار، وذلك حسب بُعد المصدر وقوة الرياح، موضحًا أنه "إذا كان مصدر التربة قريبًا، فإن العاصفة تكون رملية بحتة، أما إذا كان بعيدًا جدًا، فهي غبارية بالكامل، وفي الحالات المتوسطة قد نواجه عاصفة مزدوجة تبدأ بزحف رملي وتنتهي بسحابة غبارية خفيفة".
وحذّر الشمري من التأثيرات الصحية الخطيرة لهذه الجسيمات الدقيقة، موضحًا أنها قادرة على اختراق الجهاز التنفسي والوصول إلى الرئتين، مما قد يسبب نوبات ربو أو التهابات رئوية، كما تزيد من خطر المضاعفات لدى مرضى القلب والجهاز التنفسي.
ونصح أفراد المجتمع باتباع مجموعة من الإرشادات الصحية للوقاية، منها البقاء في الأماكن المغلقة أثناء العواصف، وإغلاق النوافذ والأبواب بإحكام، واستخدام الكمامات عالية التصفية، وتجنّب القيادة في الأجواء المغبرة الشديدة.
وختم الشمري تصريحه بالتأكيد على أن العاصفة الرملية ظاهرة سطحية ثقيلة، أما الغبارية فهي خفيفة ولكن ذات تأثير عميق على الصحة، مشيرًا إلى أن الفهم العلمي لهذه الفروقات لا يعزز التثقيف المجتمعي فحسب، بل يسهم في الوقاية وتقليل المخاطر الصحية والبيئية المرتبطة بهذه الظواهر الجوية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ 6 ساعات
- الرياض
إطلاق معجم "مصطلحات الحياة الفطرية"
أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية معجم 'مصطلحات الحياة الفطرية'، في خطوة تهدف إلى توثيق المصطلحات البيئية وتوحيدها، وفق منهج علمي دقيق يراعي السياقين البيئي واللغوي، ويعزز حضور اللغة العربية في المجالات العلمية والبحثية المتخصصة. وأكد الأمين العام للمجمع، الأستاذ الدكتور عبد الله بن صالح الوشمي، أن إطلاق هذا المعجم يأتي ضمن جهود المجمع في إعداد معاجم متخصصة تسهم في تمكين اللغة العربية في القطاعات الحيوية، مشيرًا إلى أهمية التعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية لبناء قاعدة معرفية لغوية تسد الفجوة المصطلحية في هذا المجال، وتدعم المحتوى العربي في البيئة والأبحاث العلمية. من جانبه، أوضح الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، الدكتور محمد علي قربان، أن المعجم يُعد ثمرة لشراكة استراتيجية مع المجمع، ويمثل مرجعًا علميًّا لحفظ وتوثيق مصطلحات الحياة الفطرية في المملكة والمنطقة، ما يسهم في تعزيز التواصل بين العاملين والباحثين في هذا المجال. وأضاف أن المشروع يعكس التزام المركز بتعزيز الهوية البيئية الوطنية، وإثراء المحتوى العربي البيئي والمعجمي، وترسيخ اللغة العربية في العلوم المتخصصة، بما يخدم الباحثين والمؤسسات الأكاديمية. وقد تولى فريق متخصص إعداد المعجم، من خلال حصر المصطلحات وتطويرها علميًّا ولغويًّا، لتقديم مرجع دقيق يخدم المختصين والعاملين في مجال الحياة الفطرية، ويعزز التواصل بينهم، كما يسهم في دعم الدراسات والبحوث العلمية عبر مصطلحات موثقة تشمل الكائنات وتصنيفاتها والموائل الطبيعية والمفاهيم البيئية المرتبطة بالحفظ والاستدامة. ويستهدف المعجم فئات متعددة تشمل طلاب الجامعات، والباحثين، والمؤسسات الأكاديمية، والجهات البيئية، كما يهدف إلى تبسيط المفاهيم العلمية بما يمكّن الإعلاميين والمهنيين من نقل المعرفة البيئية بلغة دقيقة وسليمة. وسيُدرج المعجم ضمن منصة 'سِوَار' للمعاجم اللغوية التي طورها المجمع، والتي تضم أكثر من 20 معجمًا تخصصيًّا يتم تحديثها دوريًّا بالتعاون مع الجهات الوطنية ذات العلاقة. وقد تضمن حفل الإطلاق محاضرة بعنوان: 'الجهود السعودية في خدمة اللغة العربية: معجم الحياة الفطرية نموذجًا'، إلى جانب معرض تعريفي بمشروعات المجمع ومبادراته في دعم اللغة العربية. ويمثل هذا المعجم نموذجًا للجهود الوطنية في توثيق المصطلحات البيئية، وتعزيز حضور اللغة العربية في المجالات العلمية، بما يسهم في حماية البيئة وتنمية الحياة الفطرية من خلال لغة دقيقة وموثوقة.


صحيفة سبق
منذ 7 ساعات
- صحيفة سبق
المساحة الجيولوجية: الحرات البركانية كنز علمي لم يُستغل وتزخر بثروات داعمة للاستدامة
كشفت هيئة المساحة الجيولوجية السعودية أن الحرات البركانية المنتشرة في غرب المملكة تمثل ثروة علمية واقتصادية غير مستغلة حتى الآن، مشيرة إلى أن هذه الحقول البازلتية، التي تمتد على مساحة تتجاوز 180,000 كيلومتر مربع، تُعد من أكبر مناطق التدفقات البركانية في العالم، وتزخر بكميات ضخمة من "الأسكوريا"، وهي مادة بركانية خفيفة تشكلت نتيجة انفجار فقاعات الغاز داخل الصهارة. وأكدت الهيئة أن الأسكوريا متوفرة بملايين الأطنان، لا سيما في المناطق ذات النشاط البركاني الحديث، مما يجعلها من الكنوز الجيولوجية الواعدة. وفي إطار جهودها للاستفادة من هذه الثروة، أوضحت الهيئة أنها استخدمت الأسكوريا كوسيط داعم لنمو الأشجار ومادة فعالة في تقليل استهلاك المياه عند زراعتها بالتنقيط تحت التربة، حيث أثبتت التجارب أنها تقلل من استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 50% مقارنة بالتربة العادية. كما شملت الدراسات استخدام "طحين البازلت" كسماد صخري يعزز من خصوبة التربة في المناطق الصحراوية. إلى جانب ذلك، أكدت الهيئة أن الأسكوريا تدخل في صناعة مواد البناء، حيث تُستخدم كعازل حراري طبيعي وكمادة خفيفة داخل الخلطات الخرسانية، إضافة إلى دورها في إنتاج بلوك بناء يتميز بالكفاءة الحرارية والمتانة، مما يعزز مفاهيم البناء المستدام في المملكة.


صحيفة سبق
منذ 7 ساعات
- صحيفة سبق
دقيق يراعي السياق البيئي واللغوي .. مجمع الملك سلمان للغة العربية يطلق معجم "مصطلحات الحياة الفطرية"
أطلق مجمع الملك سلمان العالمي للغة العربية، بالتعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية، معجم "مصطلحات الحياة الفطرية" وذلك في إطار دعم الجهود العلمية والمعرفية الهادفة إلى توثيق مصطلحات الحياة الفطرية وتوحيدها، وفق منهج علمي دقيق يراعي السياق البيئي واللغوي، ويعزز استخدام اللغة العربية في المجالات البيئية والبحثية المتخصصة. وأكّد الأمين العام للمجمع الدكتور عبدالله بن صالح الوشمي، في كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة, أن هذا المعجم يأتي امتدادًا لجهود المجمع في صناعة معاجم متخصصة تسهم في تمكين اللغة العربية في المجالات الحيوية، مشيرًا إلى أهمية التعاون مع المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية في بناء قاعدة معرفية لغوية تسد الفجوة المصطلحية في هذا القطاع، وتدعم المحتوى العربي في البيئة والأبحاث العلمية. وفي تصريح له بهذه المناسبة، قال الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية الدكتور محمد علي قربان: "يمثل معجم "مصطلحات الحياة الفطرية" إحدى ثمرات الشراكة النوعية بين المركز والمجمع، ويُعد مرجعًا مهمًّا لحفظ مصطلحات الحياة الفطرية في المملكة والمنطقة وتوثيقها، بما يعزز التواصل والفهم بين العاملين والباحثين في هذا المجال". وأشار إلى أن هذا المشروع الريادي يعكس التزام المركز بتعزيز الهوية البيئية الوطنية، وإثراء المحتوى العربي البيئي والمعجمي، ويسهم في ترسيخ استخدام اللغة العربية في المجالات العلمية المتخصصة، ويخدم الباحثين والمؤسسات العلمية والأكاديمية بالمراجع الموثوقة. وتولى فريق إعداد المعجم حصر المصطلحات وتطويرها علميًّا ولغويًّا؛ سعيًا إلى توفير مرجع لغوي دقيق يخدم المختصين والعاملين في مجال الحياة الفطرية، وييسر التواصل بينهم، ويسهم في تطوير الدراسات والبحوث ذات الصلة من خلال تقديم مصطلحات موثقة تشمل أسماء الكائنات، وتصنيفاتها، والموائل الطبيعية، والمفاهيم البيئية المرتبطة بالحفظ والاستدامة. ويستهدف المعجم فئات متعددة، تشمل: طلاب الجامعات، والباحثين، والمؤسسات الأكاديمية، والجهات العاملة في مجال تنمية الحياة الفطرية، ويهدف إلى تبسيط المفاهيم العلمية بما يمكّن الإعلاميين والمهنيين من نقل المعرفة البيئية بلغة سليمة ودقيقة. وسيُدرج المعجم ضمن منصة "سِوَار" للمعاجم اللغوية، التي طوّرها المجمع لتكون مرجعًا شاملًا يضم أكثر من (20) معجمًا متخصصًا في المجالات المختلفة، وتُحدَّث دوريًّا بالتعاون مع الجهات الوطنية المعنية. وصاحب إطلاق المعجم محاضرة عنوانها "الجهود السعودية في خدمة اللغة العربية: معجم الحياة الفطرية نموذجًا" وذلك بحضور الأمين العام للمجمع، و الرئيس التنفيذي للمركز، إضافةً إلى معرض مصاحب للتعريف بمشروعات المجمع ومبادراته اللغوية. ويجسد هذا المعجم التزام المجمع بدعم المحتوى العربي المتخصص، وإبراز الجهود الوطنية في حماية البيئة وتنمية الحياة الفطرية من خلال لغة علمية دقيقة، تسهل الفهم والتواصل، وتعزز حضور اللغة العربية في هذا المجال الحيوي.