logo
إبراهيم شعبان يكتب: نكتة العام .. نوبل لترامب

إبراهيم شعبان يكتب: نكتة العام .. نوبل لترامب

صدى البلدمنذ 10 ساعات
تحولت الدعابة الفارغة التي قالها ترامب في منشور على "تروث سوشيال"، إنهم لن يعطوه جائزة نوبل للسلام مهما فعل، رغم جهوده في وقف الحرب الهندية الباكستانية، ولا بعد ذلك في السيطرة سريعًا على الحرب الإيرانية الإسرائيلية، إلى واقع يثير الأسى والتساؤلات حول ما إذا كان الرئيس الأمريكي ترامب يحق له الحصول بالفعل على نوبل للسلام أم لا؟
وعما إذا كان لأرفع جائزة دولية أن تُمتَهن بهذا الشكل؟ وأن يكون الحصول عليها بهذه الطريقة؟
فالعمل من أجل السلام الحقيقي لا يكون فقط بالتدخل لعقد هدنة مجهولة التفاصيل بين إيران وإسرائيل، وبقاء أسباب الصراع والخلاف بينهما قائمة حتى هذا الوقت، ولا بهدنة سريعة مجهولة التفاصيل كذلك بين الهند وباكستان بعد الاشتباك المسلح بينهما. فما فعله ترامب ليس جهدًا حقيقيًا للسلام، ولكنه عمل سياسي نجح في اللحظة وقد يفشل غدًا حال تجددت الحرب بين أي منهما، وهذا وارد، فترامب لم يقُد اتفاقية سلام حقيقية بين إيران وإسرائيل، وهذا بعيد عن أنفه، لأنه باختصار يجهل أسباب الصراع، كما أن تدخله من البداية جاء منحازًا لنتنياهو.
وهكذا في حالة الهند وباكستان، فقد أوقفت الدولتان النوويتان الحرب، ليس فقط نزولًا على رغبة ترامب، ولكن لأنهما الاثنتين لم تجهزا لحرب طويلة، والاشتباك العسكري والمناوشات بينهما كان محكومًا عليه بقصر المدة وعدم التطور لحرب طويلة بخصوص كشمير، فقط ضربات انتقامية هنا وهناك لإثبات الذات وكفى.
فالبلدان لم يخططا لحرب كبيرة بينهما، والحرب لا تندلع في يوم وليلة، ولكن تكون وراءها أسباب كامنة تؤدي لاشتعال النيران، والهند وباكستان تعايشتا منذ أكثر من خمسة عقود مع واقع كشمير وارتضتا أن لا يكون الإقليم سببًا للحرب بينهما، على الأقل طوال النصف قرن الماضي.
وبالعودة لجهود ترامب، فهي تدخلات سياسية لا تستند إلى أي أساس بين الدول الأربع: إيران وإسرائيل من ناحية، والهند وباكستان من ناحية ثانية، وهذا جزء من عمله كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية، وللحفاظ على مصالح واشنطن مع هذه الدول.
أما الكارثة الحقيقية والتي لا يمكن لترامب أن يحصل بسببها على جائزة نوبل، ولا غيرها، ولكن قد يحصل على وسام العار، فهي صمته التام – باستثناء نداءات سياسية فارغة – أمام واقع إبادة غزة وتغيير واسع لها، وقتل لأطفالها ونسائها بدم بارد، ومشاهدة مسرحية نتنياهو يأكل غزة وهو سعيد بذلك.
كما أن فشله الذريع في السيطرة على الحرب الروسية الأوكرانية، ورغم كل التنازلات التي قدمها لبوتين، والشيك على بياض الذي وقعه له في أول أيام ولايته من أجل وقف الحرب، يؤكد أنه لا يستحق، وأن وعوده بخصوص أوكرانيا ومشاريع "غزة ريفييرا الشرق الأوسط"، ومشاهدة مسرحيات نتنياهو الدموية، تؤكد فشله وعجزه وعدم وجود استراتيجية أمريكية حقيقية لوقف الحربين.
ويُضاف إلى ذلك أن حديث نتنياهو عن أنه رشّح ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، هو قمة المأساة ومجرد تلاعب بالرئيس الأمريكي الذي حقق كل أحلام الاحتلال، ويقف تمامًا بجواره، لدرجة أن حاخامات إسرائيل ذاتها دعوا الله أن يفوز ترامب، "الخادم الأصيل للصهيونية"، بالحكم.
وفي رسالته إلى لجنة نوبل، والتي نشرها علنًا على الإنترنت، قال نتنياهو إن ترامب "أظهر تفانيًا ثابتًا واستثنائيًا في تعزيز السلام والأمن والاستقرار في جميع أنحاء العالم"!! وهذه الرسالة تكشف أن نتنياهو يحاول أن يرقص رقصة سياسية يكسب من خلالها وُدًا أكبر من جانب ترامب، ويتملقه بشكل فج، على أمل أن يكون خامس رئيس أمريكي يحصل على جائزة نوبل للسلام، بعد تيودور روزفلت، وودرو ويلسون، وجيمي كارتر، وباراك أوباما.
وفي منشور على منصة "إكس"، جاء تعليق جون بولتون، مستشار ترامب للأمن القومي خلال فترة ولايته الأولى، ليفضح الأسباب وراء تعلّق ترامب بجائزة نوبل ورغبته في الحصول عليها، قائلًا: "إن الزعيم الجمهوري يريد جائزة نوبل للسلام، لأن الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما حصل عليها". – يعني غيرة بين الرؤساء-
وأضاف بولتون: "لن يحصل عليها لحلّ الحرب الروسية الأوكرانية (الأزمة قائمة ولم تُحل). لقد حاول دون جدوى".
اللافت في مهزلة سعي ترامب للحصول على جائزة نوبل للسلام، رغم استمرار دماء غزة واستمرار الصراع الروسي - الأوكراني، أن الدول العربية والإسلامية تبدو بعيدة تمامًا عن صراعات ترامب واتفاقياته وتحالفاته مع نتنياهو، رغم انعكاس كل ذلك على الأمن القومي العربي والاسلامي. ويبدو أن الجميع سينامون خلال ولاية ترامب، وأنهم قد قرروا – في تحالف غير مقدس بينهما – أن يتركوا ترامب ومشاريعه، مهما كانت نتائجها أو تداعياتها، وهو وضع مهين للشعوب القابعة في هذه الدول، وترى بأعينها إعادة هندسة وتغيير العالم دون أن يكون لنحو 57 دولة عربية وإسلامية أي صدى يُذكر أو كلمة مسموعة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما بعد ماراثون الثانوية.. «صباح البلد» يستعرض مقال الكاتبة إلهام أبو الفتح
ما بعد ماراثون الثانوية.. «صباح البلد» يستعرض مقال الكاتبة إلهام أبو الفتح

صدى البلد

timeمنذ 8 دقائق

  • صدى البلد

ما بعد ماراثون الثانوية.. «صباح البلد» يستعرض مقال الكاتبة إلهام أبو الفتح

استعرضت الإعلامية نهاد سمير، في برنامج «صباح البلد» على قناة صدى البلد، مقالًا للكاتبة الصحفية إلهام أبو الفتح، مدير تحرير جريدة «الأخبار» ورئيس شبكة قنوات ومواقع «صدى البلد»، المنشور في صحيفة «الأخبار» تحت عنوان: «ما بعد ماراثون الثانوية». انتهت امتحانات الثانوية العامة، الأسبوع الماضي لكن القلق والترقب والانتظار لم ينتهِ. بل ربما بدأ الآن. مرحلة الانتظار – رغم صمتها الظاهري – مليئة بالتوتر، ومشحونة بالأسئلة: هل سيكون المجموع كافيًا؟ هل تتحقق الأمنية والحلم بدخول الجامعة والكلية التي يحلم بها الطالب؟ طلاب الثانوية العامة كان الله في عونهم وعون أولياء الأمور فهم يواجهون عامًا دراسيًا ضاغطًا، في ظل نظام عانينا منه لسنوات يلقي العبء علي عام واحد ونتيجة امتحانات واحدة ومجموع قد يضيع بسبب التوتر والحالة النفسية التي يمر بها الطالب بسبب الضغوط التي يواجهها من الأسرة والمجتمع وكم الدروس الخصوصية التي تستنزف دخل الأسرة. فما زال التقييم حتى الآن وحتي العام القادم يقوم على امتحان نهائي واحد، يختزل كل ما بذله الطالب في رقم. ورغم أن قانون التعليم الجديد، تم إقراره لكن التطبيق سيبدأ العام بعد القادم ومازلنا في انتظار القرار الوزاري ليشرح لنا بعض النقاط الغامضة وكيف سيتم التطبيق الذي يعتمد على التقييم التراكمي ومسارات متنوعة. القانون الجديد خطوة مهمة، ويؤشر على تحول في فلسفة التعليم من الحفظ والتلقين إلى التخصص والاختيار. لكنه لا يزال في بدايته، ويحتاج إلى مزيد من الشرح والتوعية داخل المدارس، وإعداد حقيقي للمعلمين، وضمان تكافؤ الفرص في التنسيق الجامعي بين جميع المسارات. كما أن بعض تفاصيله، مثل فرض رسوم على تحسين الدرجات، تثير القلق لدى الأسر محدودة الدخل، وتستدعي مراجعة تضمن العدالة وتكافؤ الفرص للجميع. أما طلاب الثانوية العامة هذا العام، فهم ضمن الدفعتين الأخيرتين في النظام القديم. هم من عاشوا تحت ضغط المجموع، وتحملوا سنة كاملة من التوتر والخوف من المجموع. لكن الحقيقة مختلفة. فوراء كل نتيجة حكاية، ووراء كل رقم قصة لا تُرى. بعض الطلاب ذاكروا في ظروف صعبة، وتخطاها بعضهم واجه تحديات نفسية أو أسرية، وهناك من حاول بصدق وقلوبنا معهم جميعا ما يحتاجه هؤلاء ليس فقط شهادة، بل كلمة طيبة. أن يجدوا من يقول لهم: "اجتهدت وحاولت ويبقي التوفيق من الله وهذا يكفي". الجامعة ليست نهاية المطاف، والمجموع ليس كل شيء. النجاح لا يُقاس فقط بالكليات، بل بالمسار الذي يختاره الإنسان، وان يجد مكانا في سوق العمل وهذا هو الأهم.

نتنياهو: نعمل مع ترامب على التطبيع مع دول عربية
نتنياهو: نعمل مع ترامب على التطبيع مع دول عربية

LBCI

timeمنذ 12 دقائق

  • LBCI

نتنياهو: نعمل مع ترامب على التطبيع مع دول عربية

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يعمل مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التطبيع مع دول عربية. وقال لـ"فوكس نيوز": "عملت مع ترامب خلال زيارتي الأخيرة للولايات المتحدة على اتفاق في غزة". وأضاف: "آمل أن يتم التوصل إلى اتفاق في غزة. وأعتقد أننا في النهاية سنحقق كل أهدافنا في غزة بما فيها تدمير حماس". من جهته أخرى، اعتبر نتنياهو أنه يجب عليهم إبقاء إيران تحت الرقابة. وقال: "حققنا نصرا عظيما على إيران وهذا يمكن أن ينتج نموا رائعا". وأضاف: "قتلنا علماء نوويين إيرانيين سابقا لكن ليس كالعلماء الكبار الذين قتلناهم في الحرب الأخيرة".

ماسك في انتقادٍ جديد : ترامب يجب أن ينشر ملفات إبستين كما وعد
ماسك في انتقادٍ جديد : ترامب يجب أن ينشر ملفات إبستين كما وعد

صدى البلد

timeمنذ 14 دقائق

  • صدى البلد

ماسك في انتقادٍ جديد : ترامب يجب أن ينشر ملفات إبستين كما وعد

قال إيلون ماسك اليوم الأحد إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يجب أن ينشر ملفات جيفري إبستين كما وعد في انتقاد متجدد لترامب. ذكر ماسك في رد على منشور على إكس:"بجدية. لقد قال إبستين ست مرات بينما كان يطلب من الجميع التوقف عن الحديث عن إبستين. فقط أصدروا الملفات كما وعد". أصبحت قضية إبستين هوسًا لمنظري المؤامرة. قالت وزارة العدل الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي في مذكرة نُشرت الأسبوع الماضي إنه لا يوجد دليل على أن الممول المدان احتفظ "بقائمة عملاء" أو كان يبتز شخصيات قوية. كما رفضوا الادعاء بأن إبستين قُتل في السجن، مؤكدين وفاته منتحرًا في أحد سجون نيويورك عام 2019، وقالوا إنهم لن يصدروا أي معلومات أخرى حول التحقيق. قوبلت هذه الخطوة بعدم تصديق من قبل البعض في أقصى اليمين الأمريكي - الذين دعم الكثير منهم ترامب لسنوات - وانتقادات حادة للمدعية العامة بام بوندي ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كاش باتيل. دافع الرئيس الأمريكي عن بوندي في منشور على موقع "تروث سوشيال"، حاثًا حملة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا" على التوقف عن مهاجمة إدارته بشأن هذه القضية. نفى ترامب، الذي ظهر في مقطع فيديو يعود تاريخه إلى عقود على الأقل إلى جانب إبستين في إحدى الحفلات، مزاعم ورود اسمه في الملفات أو وجود أي صلة مباشرة بينه وبين الممول. في الشهر الماضي، زعم ماسك - الذي ترك منصبه كمستشار كبير في البيت الأبيض - أن الزعيم الجمهوري ورد اسمه في ملفات إبستين، قبل أن يحذف التغريدات لاحقًا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store