
أميركي يعرّض نفسه للدغ الثعابين 200 مرة سعياً للتوصل إلى مضاد لسمومها
قال الأميركي البالغ 57 عاماً من منزله في بلدة تو ريفرز الصغيرة بولاية ويسكونسن في اتصال بالفيديو مع وكالة فرانس برس: "أعرف معنى الموت من لدغة ثعبان".
وكان من شأن ما تعرّض له تيم أن يجعله يشمئز من الثعابين ويخاف منها مدى الحياة، لكنه اكتفى باتخاذ قرار بتوخي الحذر أكثر في المستقبل.
غير إن تيم فريد تعمّد أكثر من 200 مرة تَرْك ثعابين سامة تلدغه بين عامَي 2000 و2018، وحقن نفسه بسمّها أكثر من 650 مرة.
وأخضع تيم نفسه لهذه التجارب المؤلمة جداً سعياً إلى اكتساب مناعة كاملة ضد هذه اللدغات، على أمل المساهمة في التوصل إلى تحسين مضادات السموم.
وهذه الطريقة التي تتمثل في اكتساب مناعة ضد المواد السامة من خلال أخذ جرعات متزايدة منها، تُسمى "الميثرياداتية"، نسبةً إلى ميثريداتس الكبير (113-63 قبل الميلاد). ويُروى أن هذا الملك اليوناني، خوفاً من أن يدس له أعداؤه سمّاً، تناول كميات متزايدة من الزرنيخ في محاولة للتعود عليه.
أما تيم فريد، وهو ميكانيكي شاحنات سابق لا يحمل أي شهادة جامعية، فقد كافح طويلاً لكي يأخذه العلماء على محمل الجد. وبعد 25 عاماً، نشرت مجلة "سيل" Cell في أيار أبحاثاً تستند إلى تجاربه.
وأظهرت هذه الأبحاث أن الأجسام المضادة في دمه توفر حمايةً ضد الكثير من لدغات الثعابين، وبات معدّوها يأملون تالياً في أن تؤدي المناعة المفرطة التي اكتسبها تيم فريد إلى ابتكار مضاد شامل لسموم الثعابين يستخدم في مختلف أنحاء العالم.
ولا تصلح مضادات السموم المعتمدة راهناً إلا ضد نوع واحد أو عدد قليل من الثعابين السامة الـ 600 المعروفة.
وتقتل لدغات الثعابين، بحسب منظمة الصحة العالمية، نحو 138 ألف شخص سنوياً، وتؤدي إلى بتر أطراف أو إعاقات أخرى لنحو 400 ألف آخرين. ويُرجّح أن تكون هذه الأرقام دون الواقع، إذ يعيش الضحايا عادةً في مناطق فقيرة ومعزولة.
لا يزال تيم يتذكر اللدغة الأولى التي تعرّض لها في سن الخامسة من ثعبان غير ضار. وقال: "خفت، بكيت، وهربت". لكنه راح بعد ذلك يُحضر الزواحف إلى المنزل، مُخبأة في مرطبانات المخللات، ما أثار غضب والدته.
ونشأ لديه مع الوقت شغف، فما كان منه إلّا أن تعلّم، بفضل دورة تدريبية، كيفية استخراج سمّها.
لم تشهد طريقة صنع مضادات السموم تغييرات تُذكر خلال 125 عاماً، إذ تقوم على حقن الخيول أو الأغنام بجرعات صغيرة من سم الثعابين، فتُنتج هذه الحيوانات أجساماً مضادة تُستخدم كمضادات للسموم.
لكنّ هذه المضادات لا تكون مفيدة إلا ضد نوع محدد، وبعض الأجسام المضادة قد تُسبب آثاراً جانبية خطرة، كصدمة حساسية المفرطة.
وهذا ما حدا بتيم فريد إلى أن يتولى بنفسه مهمة المتطوع لإجراء التجارب. وسرعان ما راح يعرّض نفسه لأكثر الأنواع سمية، كالكوبرا والتايبان والمامبا السوداء والأفاعي الجرسية. ووصف الأمر بأنه "مؤلم في كل مرة".
وبعد أن تجاهله العلماء طويلاً، تواصل معه أخيراً عام 2018 عالِم المناعة جايكوب غلانفيل.
وروى غلانفيل لوكالة فرانس برس أنه خلال سعيه إلى العثور على "باحث ثعابين أخرق تعرض للدغات عدة عن طريق الخطأ"، وقع مصادفةً على مقطع فيديو يُظهر إنجازات فريد الخطيرة.
وقال له عالم المناعة خلال أول محادثة بينهما: "قد تجد هذا محرجاً، لكنني أود أن أحصل على بعض دمك".
ويحتوي مضاد السموم، الذي تتمحور عليه دراسة غلانفيل المنشورة في مجلة "سيل"، على جسمين مضادين من دم تيم فريد، بالإضافة إلى دواء مثبط للسموم يحمل اسم "فيرسبلاديب" varespladib.
ووفّر هذا الدواء للفئران حماية كاملة ضد 13 من أصل 19 نوعاً من الثعابين التي خضعت لاختبارات، وحماية جزئية ضد ستة أنواع أخرى.
وأشاد تيموثي جاكسون، من وحدة أبحاث السموم الأسترالية، بهذه الدراسة، لكنه شدد على ضرورة إجراء الاختبارات على إنسان، في وقت تتوافر أجسام مضادة اصطناعية.
وتعمل شركة "سنتيفاكس" Centivax، التي أسسها غلانفيل عام 2019، على التوصل إلى مضاد سموم عالمي يمكن بيعه يوماً ما في قلم حقن ذاتي مُعبأ سلفاً.
وقال تيم فريد، الذي يعمل راهناً في "سنتيفاكس": إنه "فخور" بكونه ساهم في تقدُّم الطب، لكنه يأسف لكونه لم يعد يستطيع حقن نفسه بالسم بعد اليوم، نظراً إلى أن اللوم في أي حادث سيُلقى على الشركة. ويضيف: "أفتقد ذلك".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
٠٥-٠٧-٢٠٢٥
- فلسطين أون لاين
الصِّحَّة بغزَّة: أزمة نقص الوقود في المستشفيات لاتزال تُراوح مكانها ضمن مؤشرات غير مسبوقة
أكدت وزارة الصحة بغزة، اليوم السبت، أنَّ أزمة نقص الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية في المستشفيات لاتزال تُراوح مكانها ضمن مؤشرات غير مسبوقة . وقالت الصِّحَّة في بيان صحفي، إنَّ "الأزمة تُفاقم من حالة الاستنزاف الشديدة للمنظومة الصحية وما تبقى من مستشفيات عاملة". وأشارت إلى أنَّ الضغط المتزايد من الإصابات الحرجة يزيد معها الحاجة لضمان استمرار عمل المولدات الكهربائية لتشغيل الأقسام الحيوية . وأوضحت، أنَّ الاحتلال الإسرائيلي يتعمَّد سياسة التقطير في السماح بإدخال كميات الوقود والتي لا تتيح وقت إضافي لعمل المستشفيات وذكرت، أنَّ استمرار الحلول المؤقته والطارئة يعني انتظار توقف عمل الأقسام المنقذة للحياة، لافتةً إلى أنَّ الفرق الهندسية في المستشفيات مستنزفة في متابعة عمل المولدات وإجراءات الترشيد التي أصبحت دون جدوى . وجددت وزارة الصحة المناشدة العاجلة للجهات المعنية بالتدخل والضغط على الاحتلال لإدخال امدادات الوقود اللازم لعمل المولدات الكهربائية. وفي وقت سابق، دعا المتحدث باسم مستشفى شهداء الأقصى الدكتور خليل الدقران للضغط على قوات الاحتلال لفتح المعابر والسماح بإدخال الوقود والمستلزمات الطبية. وطالب منظمة الصحة العالمية وسائر المؤسسات الصحية والحقوقية الدولية إلى التحرك العاجل لحماية ما تبقّى من المرافق الطبية في قطاع غزة. ومنذ بدء الإبادة بالقطاع في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عمد الاحتلال إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وهو ما عرّض حياة المرضى والجرحى للخطر. ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية وإغاثية كارثية منذ أن أغلقت "إسرائيل" المعابر في الثاني من مارس/آذار، مانعة دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، بينما يصعّد جيشها حدة الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد سكان القطاع الفلسطيني والتي أودت بنحو 180 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين وكارثة إنسانية غير مسبوقة. المصدر / فلسطين أون لاين


فلسطين أون لاين
٠١-٠٧-٢٠٢٥
- فلسطين أون لاين
التهاب السحايا يفتك بأطفال غزة.. كارثة صحية تتفاقم وسط الحصار وغياب العلاج
غزة/ محمد الأيوبي بينما يواجه قطاع غزة حرب إبادة جماعية مستمرة منذ أكثر من 20 شهرًا، تتكشف مآسٍ صحية جديدة تتجاوز مشاهد القصف والدمار، لتضرب عمق الجسد الفلسطيني المنهك من الجوع والأوبئة وانهيار النظام الصحي. دقت جهات صحية ناقوس الخطر محذرة من تفشي التهاب السحايا (الحمى الشوكية) بين الأطفال، وسط عجز شبه تام عن التشخيص والعلاج بفعل الحصار الإسرائيلي الذي يمنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية. انتشار المرض كشف المدير الطبي لمستشفى شهداء الأقصى، د. إياد الجبري، عن تسجيل 39 إصابة مؤكدة بالتهاب السحايا في مجمع ناصر الطبي، إضافة إلى حالات أخرى بمستشفيات وسط القطاع، مؤكدًا أن هذه الأعداد هي الأعلى منذ بدء العدوان في أكتوبر 2023. وأوضح الجبري لـ"فلسطين أون لاين" أن المستشفيات عاجزة عن عزل المصابين، إذ يتشاركون الغرف ذاتها، ما يزيد من معدلات العدوى، خاصة في ظل الاكتظاظ، وسوء التغذية، وانعدام النظافة. وأضاف: "الأعراض تبدأ بارتفاع حاد في الحرارة وتصلب الرقبة، ثم طفح جلدي واضطراب في الوعي، وقد تؤدي إلى الوفاة أو تلف دائم في الجهاز العصبي"، لافتًا إلى أن العلاج يتطلب مضادات حيوية وريدية لمدة لا تقل عن عشرة أيام، وهو ما يفوق قدرات المستشفيات حاليًا. من جانبه، أكد المدير العام في وزارة الصحة بغزة، د. منير البرش، أن ما يحدث "محاولة ممنهجة لنشر الأوبئة في القطاع"، محذرًا من أن الاحتلال يدفع نحو انفجار صحي شامل عبر منع الأدوية واللقاحات، وانتشار أمراض مثل التهاب السحايا، الإسهال الحاد، والأمراض المنقولة بالمياه، في وقت يعاني فيه 90% من السكان من انعدام الأمن المائي. وضع كارثي للأطفال بدوره، قال مدير مستشفى الشفاء، د. محمد أبو سلمية، إن الوضع الصحي بلغ مرحلة كارثية، مشيرًا إلى أن الأطفال باتوا ضحايا للموت بكل أشكاله: قصفًا، جوعًا، ومرضًا. وأوضح أن أكثر من 17 ألف طفل استشهدوا جراء القصف، و67 طفلًا بسبب الجوع، فيما يعاني نحو 17 ألفًا من سوء تغذية حاد، و70 ألفًا بدرجات متفاوتة، مما يجعل الأطفال الفئة الأكثر هشاشة. وأكد أبو سلمية أن التهاب السحايا ينتشر بشكل متسارع بين الأطفال، والمستشفيات عاجزة عن احتواء الوضع في ظل الاكتظاظ ونقص الأدوية. وقال: "المرض قاتل؛ يصيب خلايا الدماغ، وإذا لم يُعالج بسرعة يسبب إعاقات دائمة أو الوفاة". وأضاف: "سوء التغذية ليس حالة طارئة، بل عامل تدمير بطيء لجيل كامل؛ يتسبب في اضطرابات بالنمو الجسدي والعقلي، وضعف في المناعة، ويفتح الباب لأمراض نفسية وسلوكية مثل التوحد والعدوانية والانعزال". وأشار إلى أن الكارثة تطال حتى الرضع، حيث تعاني الأمهات من سوء تغذية حاد يمنعهن من الإرضاع الطبيعي، في ظل انعدام الحليب الصناعي. وأضاف: "لدينا 50 ألف أم مصابة بفقر دم شديد وسوء تغذية، و65% منهن غير قادرات على إرضاع أطفالهن". وحذر من أن استمرار هذه الأوضاع يعني أن آلاف الأطفال سيحملون في أجسادهم وعقولهم آثار إبادة بطيئة لا تقل خطرًا عن القصف. انهيار صحي شامل وتواجه المستشفيات والمراكز الصحية في غزة انهيارًا وظيفيًا كاملًا بسبب الحصار واستهداف المنشآت الطبية، ما أدى إلى توقف أكثر من 70% من المستشفيات عن العمل، بحسب تقارير منظمة الصحة العالمية. ومنذ السابع من أكتوبر 2023، ترتكب (إسرائيل) بدعم أمريكي إبادة جماعية شاملة في قطاع غزة، تشمل القتل، التجويع، التدمير، والتهجير، متجاهلة أوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان. وقد خلفت الحرب أكثر من 190 ألف شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، و11 ألف مفقود، فضلًا عن مجاعة كارثية وأوضاع إنسانية غير مسبوقة. المصدر / فلسطين أون لاين


معا الاخبارية
٢٥-٠٦-٢٠٢٥
- معا الاخبارية
عملية 'الفارس الشهم 3' الاماراتية تقدم دعماً طبياً جديداً لقطاع غزة عبر منظمة الصحة العالمية
غزة -معا- في ظل الأوضاع الصحية الكارثية التي يمر بها قطاع غزة، وتفاقم أزمة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، قدمت دولة الإمارات العربية المتحدة، عبر عملية 'الفارس الشهم 3'، دفعة جديدة من الدعم الطبي الطارئ للمرافق الصحية في قطاع غزة، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية. وشمل هذا الدعم، الذي جرى تسليمه من خلال المستشفى الميداني الإماراتي جنوب القطاع، كميات كبيرة من الأدوية الأساسية، والمستهلكات الطبية العاجلة، ومواد خاصة بعلاج الأطفال، إلى جانب توفير 150 سريراً طبياً مجهزاً، و6 خيام ميدانية مخصصة لإنشاء وحدات طبية مؤقتة، بهدف التخفيف من الضغط الهائل على المستشفيات التي تعاني من أضرار جسيمة أو توقف كامل عن العمل. ويأتي هذا التدخل الإنساني في وقت تواجه فيه المنظومة الصحية في غزة انهياراً شبه كامل، نتيجة استمرار الازمة ، وتضرر البنية التحتية للمؤسسات الطبية، وتوقف الإمدادات الدوائية، مما جعل آلاف المرضى، بمن فيهم الأطفال والجرحى والمصابين بالأمراض المزمنة، عرضة للخطر. وتعمل عملية 'الفارس الشهم 3' على دعم القطاع الصحي في غزة كأحد المحاور الأساسية في تدخلها الإنساني، استناداً إلى التوجيهات الصادرة عن القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تؤكد التزام الدولة بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، والتخفيف من معاناته الإنسانية، لا سيما في القطاع الصحي الذي يعد من أكثر القطاعات تأثراً بالأزمة الراهنة. ويُعد هذا الدعم الطبي الجديد امتداداً لسلسلة من المساعدات الإماراتية المستمرة التي يتم إرسالها عبر عملية 'الفارس الشهم 3'، والتي تركز على تقديم الدعم الفوري والفعال في ظل التحديات الكبيرة التي يواجهها القطاع الصحي في غزة