logo
لواء إسرائيلي: وحدة المتحدث باسم الجيش "ماكينة أكاذيب" تهدد أمن إسرائيل

لواء إسرائيلي: وحدة المتحدث باسم الجيش "ماكينة أكاذيب" تهدد أمن إسرائيل

فلسطين أون لاينمنذ 19 ساعات
في مقال رأي نشره على موقع صحيفة "معاريف" العبرية، وصف اللواء الاحتياط إسحاق بريك وحدة المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي بأنها تحولت إلى "مصنع أوهام" يروّج الأكاذيب بدلاً من نقل الحقيقة، محذرًا من تداعيات خطيرة على الأمن القومي الإسرائيلي.
وأشار بريك إلى أن هذه الوحدة، التي أُنشئت أساسًا لتعزيز ثقة الجمهور بالجيش وتدعيم شرعية عملياته، أصبحت أداة دعاية ممنهجة تسوّق "صورة كاذبة" عن قوة الجيش وتقدّمه الميداني. وأضاف: "ما يُبثّ للجمهور من انتصارات وهمية هو في الحقيقة تغطية على فشل استخباراتي وعسكري، بلغ ذروته في 7 أكتوبر 2023، واستمر في الحرب الدائرة على غزة بلا أفق حقيقي للنصر."
وأكد بريك أن الجيش لم يعد يكتفي بخداع الجمهور، بل أصبح ضحية تضليله الإعلامي، حيث يعتمد قادته على تقارير "مُضلَّلة" صادرة عن وحدة المتحدث لاتخاذ قرارات مصيرية.
واعتبر أن هذه الفجوة بين الخطاب الإعلامي والواقع الميداني تعمّقت خلال الحرب على غزة، إذ في حين تحدثت البيانات الرسمية عن "سيطرة تامة" و"سحق حماس"، أظهرت إفادات الجنود على الأرض عكس ذلك: جيش مرهق، انتشار محدود، وعدو يحارب من باطن الأرض عبر شبكة أنفاق ما زالت تعمل بكفاءة.
وأوضح بريك أن "إسرائيل زعمت تدمير آلاف المقاتلين والأنفاق"، لكن الاعترافات الأخيرة من داخل المؤسسة العسكرية تُظهر أن 80% من أنفاق حماس لا تزال قائمة، بما فيها الأنفاق الممتدة من سيناء، والتي سبق أن أعلن الجيش عن تدميرها.
اتهم بريك رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير بتغليب الاعتبارات السياسية على المهنية العسكرية، وبتقديم صورة مزيّفة عن الوضع في غزة، قائلاً إن "الجيش يفتقر اليوم للجاهزية الحقيقية لأي مواجهة إقليمية، سواء على الجبهة الشمالية أو في مواجهة الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية". ولفت إلى أن القوات البرية منهكة، والاحتياط مستنزف، ما يضع إسرائيل أمام مأزق أمني غير مسبوق.
وشدد بريك على أن الحل الجذري يكمن في "تفكيك وحدة المتحدث باسم الجيش وبنائها من الصفر، لتكون قائمة على الشفافية والصدق، لا على تلميع الصورة وتزييف الواقع". واعتبر أن لا حاجة لمئات الضباط والمجندين، بل لفريق صغير مهني يعمل وفق "أخلاقيات جيش الدفاع"، ويقدّم الحقيقة فقط دون اعتبارات دعائية أو سياسية.
واختتم مقاله بالدعوة إلى وقف الحرب في غزة مقابل صفقة شاملة للإفراج عن الأسرى، والتفرغ لإعادة تأهيل الجيش اقتصاديًا ومعنويًا وتسليحيًا، مؤكدًا أن "الاستمرار في خداع الذات، ليس فقط فشلًا أخلاقيًا، بل وصفة مؤكدة لكارثة مقبلة".
المصدر / فلسطين أون لاين

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الدوافع الأميركية الإسرائيلية وراء إنجاز صفقة تبادل.. لماذا الآن؟
الدوافع الأميركية الإسرائيلية وراء إنجاز صفقة تبادل.. لماذا الآن؟

فلسطين اليوم

timeمنذ 37 دقائق

  • فلسطين اليوم

الدوافع الأميركية الإسرائيلية وراء إنجاز صفقة تبادل.. لماذا الآن؟

فلسطين اليوم الكاتب: شرحبيل الغريب يتساءل كثيرون عن دوافع بنيامين نتنياهو وراء السعي المحموم لإنجاز صفقة تبادل بأيّ ثمن، وحرص الرئيس الأميركي دونالد ترامب على إنجاز صفقة تبادل قريبة مع حركة حماس، تلك التصريحات اللافتة عبّر عنها مسؤولون كبار في الكابينت الإسرائيلي حول رغبة إسرائيلية أميركية بأهمية وضرورة التوصّل إلى صفقة بأيّ ثمن، تفتح الباب أمام تساؤلات استراتيجية وسياسية مهمة، لماذا الآن؟ ما الذي تغيّر؟ ولماذا يراها نتنياهو بالفرصة السياسية النادرة؟ ولماذا يحرص الرئيس ترامب على إعلان هذه الصفقة خلال زيارة نتنياهو المرتقبة لواشنطن؟ قراءة المشهد بعمق من زوايا مختلفة وتحديداً الوضع الداخلي في "إسرائيل" وحسابات نتنياهو الشخصية، والسياقات الدولية، والتطوّرات الميدانية في قطاع غزة، والحرص الأميركي الشديد على إعلان الصفقة من البيت الأبيض، جميعها عوامل حاضرة في معادلة الصفقة المرتقبة. أميركياً، المسألة واضحة عندها فالرئيس ترامب يواجه انتقادات داخلية لاذعة حول الملف النووي الإيراني والضربات العسكرية التي وجّهها لإيران، ويتهمونه داخل أميركا بالفشل في حسم هذا الملف رغم الضربات الجوية التي تعرّضت لها منشآت إيران النووية، وبالتالي هو أمام شعبه باتت جعبته فارغة بلا إنجاز يذكر ويريد في هذا التوقيت أن يقدّم إنجازاً يحميه من الفشل في هذا الملف، أما الضغط الكبير الذي يمارسه على نتنياهو فيأتي من منطلق أنّ ملف الحرب على قطاع غزة هو الملف الأسهل له والذي يستطيع من خلاله تقديم إنجاز سريع أمام خصومه في أميركا، يتجاوز فيه الفشل في الملف الإيراني على وجه الخصوص. إسرائيلياً، وتحديداً الوضع الداخلي، فمنذ أحداث السابع من أكتوبر 2023 يواجه نتنياهو ضغوطاً كبيرة وغير مسبوقة سياسياً من جمهور المستوطنين الذين اتهموه بالفشل الأمني مع تصاعد الغضب الشعبي والانقسامات داخل المؤسسة العسكرية والسياسية طيلة أشهر الحرب، وباتت بفعل ذلك شعبيته تتأكّل، هذه العوامل ومع إطالة أمد الحرب بعيداً عن الحسم فيها، برزت عوامل أخرى تصدرت المشهد أهمها تهديد حلفاء نتنياهو بضرورة إجراء انتخابات مبكرة وحظي هذا التوجّه بإجماع داخل المؤسسة السياسية في "إسرائيل"، وبالتالي يأتي الحرص من نتنياهو من وجهة نظره في حصد الثمار بتحويل الإنجازات التكتيكية إلى رؤية استراتيجية ثابتة تخدمه سياسياً بالدرجة الأولى، وهذا ما استدعى حرصه وجعله يسابق الزمن الآن لإبرام صفقة تبادل تظهره أمام المجتمع الإسرائيلي وأمام خصومه بأنه المنقذ والمخلّص، وقد يفتح له هذا المسار مسارات أخرى تتعلّق بصفقة إقليمية يريدها الرئيس ترامب حول توسيع دائرة اتفاقيات التطبيع مع عدة دول في المنطقة. ربما يتساءل البعض، عن مصير الائتلاف الحكومي الذي يعارض إبرام صفقة تبادل مع حماس ويدفع باتجاه استكمال احتلال عسكري كامل لقطاع غزة، فمن المعروف أنّ المضي في صفقة معناه سقوط الحكومة الحالية، وأمام ما شهدته الساحة السياسية في "إسرائيل" خلال الأسابيع القليلة الماضية من أنّ نتنياهو بدأ بالفعل يبحث عن شبكة أمان من المعارضة، وقد وردت عدة تسريبات تشير إلى أنّ نتنياهو يتفاوض مع المعارضة لمنحه شبكة أمان بعد عقد الصفقة، وهذا يعني أنه يراهن على الصفقة كأداة لإعادة ضبط توازنات سياسية وضمان بقائه في المشهد السياسي والتي قد تفتح له آفاقاً سياسية أخرى. ثمّة سبب جوهري آخر يجعل نتنياهو يصرّ على المضي في مسار الصفقة، بعدما تسرّب مؤخّراً عن وجود خلافات بينه وبين رئيس الأركان في "الجيش" الإسرائيلي ايال زامير حول الأهداف والدور المنوط لـ "الجيش" في قطاع غزة واختلاف الرؤى إزاء مسار الحرب الجارية والوصول إلى نتيجة أنّ مسار الضغط العسكري لم يحقّق أهدافه، واعتراف زامير بصعوبة سيطرة "الجيش" الإسرائيلي على 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، في مقابل الزاوية الأخرى من الصورة والمتمثّلة بحال الاستنزاف لـ "الجيش" الإسرائيلي بعد سنة وأكثر من تسعة أشهر من الحرب، بات "الجيش" يعاني من إنهاك عملياتي ومعنوي وتكبّد خسائر فادحة في أرواح الجنود تجاوزت 30 جندياً وضابطاً خلال الشهرين الماضيين، أي برقم يزيد عن عدد الجنود الأسرى الموجودين لدى حماس وهذا مؤشّر مهم، مع حال الضغط المتزايد من عائلاتهم لإنهاء الحرب نظراً لارتفاع الفاتورة في أرواح الجنود والضباط. الجانب الآخر والمهم، هو الفشل الإسرائيلي في تحقيق النصر المطلق الذي أعلنه نتنياهو بداية الحرب، والمتعلّق بتدمير قوة حماس وتحرير الأسرى بالقوة، وهو ما جعل نتنياهو يقبل بتسوية تحفظ له ماء الوجه في ظلّ استمرار التوتر مع حزب الله على الجبهة الشمالية بين حين وآخر واحتمالات تجدّد المواجهة في لحظة ما قد تصل إلى ذروتها في أيّ وقت. الحسابات الشخصية لنتنياهو حاضرة كعامل مساعد ومهم في معادلة الصفقة الذي يجري العمل عليها حالياً، وهو يدرك أن فقدان السلطة سيعيده حتماً إلى قاعات المحكمة مجدداً لمواجهة تهم فساد ما زالت قائمة في سجله القضائي، لذلك هو يرى أن عقد صفقة وتحديداً بعد الحرب مع إيران من شأنها أن تمنحه غطاءً سياسياً جديداً وسيقدّمها للمجتمع في "إسرائيل" على أنها صفقة بطولية وإنجاز يضاف إلى سجله خلال هذه المرحلة. النداءات الدولية والعربية لوقف الحرب عامل مهم وفعّال وشكّلت عزلة دولية لـ "إسرائيل" وانعكس ذلك سلباً على صورة وموقع "إسرائيل" في المنطقة ككلّ، وتزايد الحديث عن ضرورة طرح مبادرات إقليمية تنادي بوقف حرب الإبادة هدفها إعادة الإعمار لكنّ هذه الدول تشترط وجود صفقة شاملة تسبق جهود إعمار حقيقة، وبالتالي يدرك نتنياهو أنّ رفض الصفقة الآن يعني مزيداً من العزلة الدولية لـ "إسرائيل". يتعامل بنيامين نتنياهو مع المشهد كفرصة سانحة لحصاد يسجّله في مسيرته في ظلّ الفشل المتراكم طيلة الأشهر الماضية، وقد يكون مستعدّاً لتقديم تنازلات كان من الصعب تقديمها لكنه يرى أنّ التوقيت مناسب ويريد استثماره فذلك يخدمه سياسياً وشخصياً بعد ارتفاع استطلاعات الرأي الأخيرة لصالحه وحتى لا يفقد البريق وتتبعثر الإنجازات وتنعكس المعادلة ضده فجأة. الذهاب إلى صفقة في الوقت الحالي يعني نهاية حكومة نتنياهو الحالية والذهاب إلى انتخابات، وما بعد الصفقة ستكون في "إسرائيل" حكومة جديدة ومعها مستقبل سياسي جديد وشركاء جدد لنتنياهو، وفي المفهوم السياسي لما يجري فالذهاب إلى صفقة يعني إفراز خارطة سياسية جديدة في "إسرائيل" بل وتغييراً جذرياً فيها. الصفقة مطلوبة لماذا الآن؟ يتقن نتنياهو قراءة المشهد وتوظيفه لصالحه، ويعي المعادلة التي تضمّ مجموعة من العوامل، أهمها الظروف الداخلية والضغط الداخلي والطموح السياسي والظروف الدولية المتقلّبة ومعها الحاجة الأميركية الآن، وبالتالي هذه التهدئة ستكون مدتها 60 يوماً، وكلّ الاحتمالات تشير إلى أنها ستجدّد 60 يوماً أخرى، وسيتشكّل بعدها مسار سياسي ينهي الحرب ونتنياهو يرى في الفرصة النادرة التي تحدّث عنها وكشف عنها وزراء في حكومته المصغّرة أنها فرصة لن تتكرّر، بذلك هو مستعد لدفع الثمن الآن ما دام هذا الثمن لا يدفع من رصيده السياسي.

نتنياهو ولحظة القوة الفارقة؛ كيف حوّلته إلى "براغماتي"..!
نتنياهو ولحظة القوة الفارقة؛ كيف حوّلته إلى "براغماتي"..!

فلسطين اليوم

timeمنذ 37 دقائق

  • فلسطين اليوم

نتنياهو ولحظة القوة الفارقة؛ كيف حوّلته إلى "براغماتي"..!

فلسطين اليوم الكاتب: محمد هلسة لا يُستبعد من باب الظنّ، وليس كلّ الظن إثم، أنّ كلّ التصريحات الإسرائيلية المتفائلة جداً التي تشير إلى تحوّلٍ لافت في موقف نتنياهو من الحرب على غزة، هي تصريحات مُضلّلة وهي مصائد استدراج للمقاومة في محاولة لطمأنتها بأنّ الدخول إلى مسار الصفقة هذه المرة مختلف وبأنّ نيّات الطرف الإسرائيلي، كما الأميركي، مختلفة هي الأخرى هذه المرة. وبالتوازي، فإنه لا يمكننا أيضاً أن نغفل "نقطة القوة الفارقة" التي وصل إليها نتنياهو والتي لطالما سعى خلفها، من دون فائدة، في حربه المحمومة على غزة، ويبدو أنه يعيش اليوم تجلّياتها بفضل حربه القصيرة على إيران. فنتنياهو الذي رفض حتى الآن مجرّد الحديث عن صفقة شاملة للأسرى تُنهي الحرب، لاعتبارات سياسية تخصّ مستقبله ومصير حكومته، يتحوّل فجأة إلى شخص "براغماتي" وينقل عنه أنه "عازم على التوصّل إلى صفقة بأيّ ثمن؛ وإنّ أمام إسرائيل فرصاً سياسية نادرة وخياليّة يجب استغلالها". ومع كلّ نشوة القوة والثقة التي يعيشها، إلّا أنّ نتنياهو لا يُسلّم أوراقه كاملةً على الطاولة، ربما حتى يطمئن إلى الخلاصات والنتائج التي قد تفضي إليها مفاعيل هذه القوة، من حيث مقدرتها على توفير ممر آمن، قابل للتحقّق، للخروج من مأزقه مع شريكي الائتلاف، سموتريتش وبن غفير، من دون الخشية من أن يُسقطا الحكومة، وهما اللذان يطالبانه برفض الصفقة واستمرار الحرب. وكذا مأزقه مع المجتمع الإسرائيلي، بالاطمئنان لزيادة رصيده بما يتيح له الذهاب إلى صندوق الاقتراع من دون الخشية من الخسارة، خاصة إذا ما تمكّن من استعادة من تبقّى من الأسرى الإسرائيليين في إطار التسوية المطروحة! وأخيراً حربه مع الجهاز القضائي، بالاطمئنان إلى أنّ دعوة ترامب بإسقاط التهم عنه ومنحه عفواً قد تتحقّق فعلاً. عملياً، ستدخل الحكومة الإسرائيلية الحالية قريباً عامها الرابع، بعد أنّ ظنّ كثيرون أنها لن تصمد في ظلّ الاضطرابات التي شهدتها "إسرائيل" في السنوات الأخيرة، وعلى رأسها مساعي "الانقلاب القضائي" ثم أحداث السابع من أكتوبر 2023 والحرب التي تلتها، ولا شكّ بأنّ نتنياهو يريد الوصول إلى الانتخابات مُحمّلاً بإنجازات سياسية غير مسبوقة، تفوق في أثرها اتفاقيات أبراهام التطبيعيّة. يبدو، وعلى خلفية "الإنجازات" الأخيرة في الحرب ضد إيران، والتطلّع إلى الانتخابات المقبلة، ورغبة الرئيس الأميركي المرتبطة بترتيبات وتسويات إقليمية يسعى إليها هو الآخر لتعزيز مكانته على الساحتين الأميركية والدولية، أنّ شيئاً ما قد تغيّر في موقف نتنياهو، فهو يُرسل رسائل مفادها أنه لن يُفوّت فرصة السلام مع الدول السنية، وفي مقدّمتها السعودية، وربما ترتيبات أمنية مع سوريا ولبنان. لكن من الواضح للجميع أنه للمضي قدماً، يجب الحديث عن "ضرورة طيّ ملف حرب غزة بعد إعادة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة وضمان ألّا تكون حماس صاحبة السيادة في قطاع غزة بعد الحرب". ومع أن خيار الصفقة الشاملة لاستعادة الأسرى جميعاً مرة واحدة مقابل تعهّد إسرائيلي وضمان أميركي بنهاية الحرب طُرح من قبل حماس، وأظنه ما زال، مضافاً إليه إعلان الحركة أنها مُستعدّة للتنازل عن حكم القطاع بعد الحرب، إلّا أنّ نتنياهو تمسّك بفكرة الصفقة الجزئية التي تمنحه ضمانة أن لا يُسقط خيار العودة للحرب مجدّداً في حال تغيّرت مؤشّرات تصاعد أسهمه وتعثّرت المساعي لمنحه عفواً، أو شعر في لحظة ما خلال فترة الهدنة بأنه لن يستطيع، وفق المعطيات المتوفّرة حينها، الذهاب إلى صندوق الاقتراع والفوز في الانتخابات. في كلّ الأحوال، يبدو اليوم جلياً بأنّ هنالك جملة من المتغيّرات والتحوّلات محورها الأساس هو شخص نتنياهو، الذي أدار الحرب على امتداد عام ونصف العام وأكثر وفق بوصلة مصالحه التي دار معها حيث تدور، ولا نشكّ بأنّ هذه المتغيّرات هي التي تتيح لنتنياهو بأن يبدو برغماتياً ساعياً لانتهاز الفرص التي عُرضت عليه فيما مضى لكنه أدار ظهره لها! سياسياً، يدرك نتنياهو أنّ شريكيه المتطرّفين، وعلى الأخصّ بن غفير، الذي سبق أن عارض صفقات التبادل مرتين، سيعارضها هذه المرة أيضاً، مع امتناعه حتى اللحظة عن التهديد بالانسحاب من الحكومة أو تفكيك الائتلاف بسبب الصفقة التي يبدو بأنها تحظى بأغلبية في الكنيست وفي الحكومة من دون بن غفير وحزبه. وحتى لو افترضنا جدلاً إمكان انهيار حكومة نتنياهو بسبب المواقف المتشدّدة لبن غفير وسمترتيتش، فإنّ "إسرائيل" على وشك الدخول في عام انتخابي على أيّ حال، ونتنياهو عملياً يخوض بالفعل حملة انتخابية، وهو واثق من أنه سيحقّق إنجازاً كبيراً لحزب الليكود بما يضمن له العودة لرئاسة الحكومة مجدداً، خاصة مع ازدياد قوته وتقدّمه على خصومه وفق استطلاعات الرأي، ورغبته في أن يستثمر "بريق الورقة الإيرانية" قبل أن تفقد وهجها وتتأكّل قيمتها في الشارع الإسرائيلي خاصة مع عودة الاحتجاجات والانتقادات بسب الحرب على غزة. علاوة على ذلك، فإنّ دعوة الرئيس الأميركي ترامب الإسرائيليين إلى ضرورة إسقاط التهم المنسوبة إلى نتنياهو ما زالت تتفاعل في الداخل الإسرائيلي، حيث يطمح نتنياهو أن تُترجم هذه الدعوة بحصوله على العفو. ولا يخفى أنّ ترامب المُضطلع على دوافع نتنياهو الحقيقية من استمرار الحرب على غزة، يريد أن يحرّره من قيود المحاكمة وثقلها عليه حتى يسمح له بمزيد من الحركة والمناورة في موضوع وقف الحرب، وربما بمَنحِهِ القدرة على التعاطي مع ما تريده الإدارة الأميركية في هذه المرحلة من استثمارٍ لما يسمّيه الطرفان "إنجازات كبيرة ضد إيران". وهذا يقودنا إلى المُتغيّر الأهمّ الذي يلوح أمام نتنياهو في مقابل التخلّي عن سردية "الحرب المفتوحة" على غزة والمتعلّق بالتطبيع مع السعودية، وعلى الأرجح لن يمانع نتنياهو، في إطار "تسوية إقليمية" شاملة، صُدور "صيغة أميركية غامضة حول الدولة الفلسطينية"، تُدخل الفلسطينيين والعرب مجدّداً في سردابٍ مُظلم يطول انتظار رؤية بصيص نور في نهايته، في مقابل التطبيع والترتيبات الأمنية، فيما يجري فعلياً استرضاء شركاء نتنياهو المتطرفين بموافقة أميركية علنية على ضمّ الضفة الغربية أو أجزاء منها، مقابل عدم اتخاذ خطواتٍ من شأنها أن تقوّض سلامة الائتلاف الحاكم ولو مؤقتاً. يعوّل نتنياهو على أنّ السعودية "مستعدٌّة لتقبّل مثل هذه المقاربة، في ضوء إنجازات الولايات المتحدة و"إسرائيل" ضدّ إيران، حيث تقلّ حاجتها، أيّ السعودية، إلى اتفاقية دفاعية مع الولايات المتحدة، وفي كلّ الأحوال من غير المرجّح أن تحصل على أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ الأميركي". ولا يبدو بأنّ سقف طموح نتنياهو يقف عند هذا، فعلى الأرجح سيعرض في اجتماعه بترامب في البيت الأبيض الأسبوع المقبل، مشاريع إقليمية طموحة، مثل "خط أنابيب النفط من السعودية إلى إسرائيل"، ومن هناك إلى أوروبا عبر البحر المتوسط"، ناهيك عن توقيع اتفاقية أمنية مع سوريا، تراها "إسرائيل" حيوية لقطع الطريق على "أطماع إردوغان في سوريا"، وهي تتوقّع من الولايات المتحدة "أن تمنع أنقرة من إنشاء قواعد في قلب جارتها الشمالية" سوريا. كما من المتوقّع أن يُصرّ نتنياهو على الحفاظ على التفوّق الجوي لـ"الجيش" الإسرائيلي في حال حصول تركيا على طائرات أف-35، بالمطالبة بالحصول على قاذفات بي-2 الأميركية رغم تكلفتها الباهظة التي تبلغ نحو مليار دولار، لكنها "لا تقاس أمام امتلاك إسرائيل مثل هذه القدرة الاستراتيجية التي ستُغيّر قواعد اللعبة والردع في المنطقة". يقود نتنياهو اليوم خطاباً مفاده أنّ هناك "فرصة تاريخية لن تتكرّر وأنّ على إسرائيل أن تستثمرها"، لكنّ واقع الأمر أنه يطمح في نهاية المطاف إلى مزيدٍ من أوراق القوة بين يديه يسوّقها كإنجازات تتيح له العودة إلى الحياة السياسية من بوابة صندوق الاقتراع، وربما الحصول على العفو، عندها ليس من المستبعد اعتزال نتنياهو الحياة السياسية في ذروة قوته، بعد اتفاق مع السعودية وسوريا وعودة الأسرى، وانتهاء الحرب في غزة وفق ترتيبات تصرّ "إسرائيل" عليها، ومن غير المستبعد أن يتخذ الرئيس الإسرائيلي هرتسوغ إجراءً بشأن العفو في ظلّ ظروف معيّنة تُمهّد الطريق أمام نتنياهو للاعتزال بعد أن يضمن أنه سيُخلّد بطلاً وربما "ملك ملوك إسرائيل" وفق ما يحلو لأنصاره توصيفه.

حرب المستوطنين المقبلة وتفريغ الحواضن الشعبية الفلسطينية في الضفة
حرب المستوطنين المقبلة وتفريغ الحواضن الشعبية الفلسطينية في الضفة

فلسطين اليوم

timeمنذ 38 دقائق

  • فلسطين اليوم

حرب المستوطنين المقبلة وتفريغ الحواضن الشعبية الفلسطينية في الضفة

فلسطين اليوم الكاتب: محمد جرادات انكشف الظهير الفلسطيني في الضفة بعد القضاء على كتائبها في الشمال، ما يفسر اندفاع المستوطنين وتصاعد اعتداءاتهم على القرى الفلسطينية، في ظل حياد أجهزة أمن السلطة الفلسطينية وارتهان إرادتها السياسية، مع تصاعد حملة الجدار الحديدي الإسرائيلية في تهجير ثم تدمير مخيمات الشمال، وطبيعة هذا المنحنى التصاعدي في إضفاء أجواء من الرعب على أهل الضفة، ما يشير إلى خلق جوّ تمهيدي يفلت فيه عقال المستوطنين بعد أن يكونوا قد استكملوا خطط التسليح والتدريب الواسعة لشن حرب واسعة في عموم الضفة. استكمل المستوى السياسي الإسرائيلي أو يكاد أن يستكمل خططه في ضم الضفة، وتظهر على الأرض طبيعة الخطة التمهيدية التي ينوي من خلالها فرض واقع جديد في الضفة، لإقامة دولة المستوطنين عبر شن حرب واسعة من قبل هؤلاء أنفسهم، بحيث يؤدي فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي دور الجيش البريطاني قبيل إقامة دولة هذا الكيان عام 1948، وما يفتح النظر لرؤية عوامل اقتراب هذه الحرب؛ طبيعة التطورات الميدانية في الضفة، ثم ما يتسرب عن حقيقة الأهداف الإسرائيلية وهي تتكشف بما يشبه الصراحة في التعبير عنها. يمكن للمتابع أن يرصد مسارات الوضع الميداني ووقائعه في الضفة المتصلة بقرب اندلاع حرب المستوطنين، وأهم هذه الوقائع بهذا الخصوص: أولاً: حصول نحو نصف مليون إسرائيلي على ترخيص سلاح جديد، ومعظم ذلك يحصل في الضفة الغربية، بحسب ما يتفاخر بن غفير، وأنه شخصياً يشرف على هذه المهمة، وكان عند انضمامه لحكومة نتنياهو وقع اتفاقاً معه على إنشاء قوات حرس وطني من 25 ألف مستوطن تكون خارج نطاق عمل الشرطة، وتعززت الفكرة بمقترح سموتريتش إقامة مناطق عازلة واسعة حول التجمعات الاستيطانية في الضفة. ثانياً: إقامة ميليشيات محلية للدفاع عن المستوطنات، وهو ما أعلنه وزير الدفاع السابق يوآف غالانت خلال زيارته لأطراف منطقة جنين، وتزويد هذه الميليشيات بأسلحة متطورة وآليات عسكرية وطائرات مسيرة وصواريخ مضادة للدروع. ثالثاً: إلغاء وزير الدفاع الحالي يسرائيل كاتس كل الأوامر العسكرية السابقة ضد شغب المستوطنين واعتداءاتهم، بما فيها الاعتقالات الإدارية التي أصدرها جهاز الشاباك بحق بعض زعمائهم، وتقييد أنشطة الشاباك بهذا الخصوص. رابعاً: حديث الإعلام الإسرائيلي مؤخراً، خاصة القناة 13، عن وجود حركة سرية للمستوطنين، وهي بمنزلة جناح عسكري للصهيونية الدينية والقوة اليهودية، وأن أفرادها يتبادلون أنشطتهم عبر مجموعات واتس أب، ويجاهرون باعتداءاتهم على البيوت والممتلكات الفلسطينية تحت عين الشاباك ومعرفته. خامساً: مشاركة آلاف المستوطنين في عمليات جيش الاحتلال في غزة، وهي مشاركة تتجاوز العمل التطوعي أو ضمن الجيش النظامي أو في قوات الاحتياط فحسب، لما هو التدريب العملي الميداني لتحقيق مهمات مقبلة في عمق الضفة، وما يؤكد ذلك نسبة قتلى المستوطنين من مجموع قتلى جيش الاحتلال في غزة، وهي نسبة عالية سبق لسموتريتش أن تطرق إليها، قائلاً إن عدد القتلى من الجنود المحسوبين على تياره يتجاوز حجم تياره في الوسط الإسرائيلي، وهو ما دفعه إلى البكاء والانهيار على منصة الخطابة. سادساً: طبيعة الاعتداءات التي ينفذها المستوطنون توحي بتوجه عام باتجاه هجمات أوسع، ما يشير إلى كونها مناورات وتدريبات يتحضرون فيها لساعة صفرية، ربما تحاكي السابع من أكتوبر ولكنه إسرائيلي استيطاني في الضفة لتعزيز نتائج الحرب الوحشية للجيش ومنظومة الأمن الإسرائيلي في غزة والضفة. سابعاً: ما يجري على الأرض من عمليات لجيش الاحتلال داخل المجمعات السكانية الفلسطينية، وخاصة ما يجري مؤخراً في القرى الفلسطينية ومنها قرى ليس فيها أحداث أو مواجهات، ومكوث قوات الاحتلال فيها لعدة أيام مع أجواء منع تجول أو مناطق عسكرية مغلقة، وبصحبتها مدرعات وآليات تتحول فيها القرية إلى ما يشبه المعسكر المتنقل، وهو ما يجعل السكان الفلسطينيين المحليين يستشعرون أن ما يجري هو جزء من حالة حرب، وليس مجرد مداهمات واعتقالات، ما يدفعهم إلى المكوث والانكفاء في البيوت. ثامناً: تصاعد عمليات سرقة الأموال التي ينفذها جيش الاحتلال داخل البيوت التي تجري مداهمتها، وخاصة لبعض الأثرياء غير المحسوبين على فصائل مقاومة، وقد حصل ذلك في بعض قرى جنين، وتجري عملية السرقة عبر الضابط المسؤول، بطلب صريح من أصحاب المنازل تسليم أموالهم من نقد وذهب، ومن لا يسلّمهم يتعرّض بيته للتحطيم والتفتيش الكامل حتى العثور على الأموال، في أحد هذه البيوت سُرق مبلغ يصل حتى 70 ألف شيقل، ما يعزز احتمال محاولة إفراغ الخزائن الفلسطينية من القدرة على شراء السلاح، وهي جهود تتركز منذ السنة الماضية على المصارف وإغلاق بعضها بحجة دعم الإرهاب. تاسعاً: تركيز الاعتقالات والاغتيالات بحق بعض تجار السلاح من الفلسطينيين في الضفة، وهم من الذين لم يسبق لهم أن شاركوا بدعم الجهد المقاوم، وكان مسكوتاً عنهم من الأمن الإسرائيلي والفلسطيني منذ عقدين، ولكن فجأة الآن يجري اعتقالهم ومصادرة أسلحتهم واغتيال من يطارَد منهم، ما يشير إلى جهود حثيثة لإفراغ المناطق الفلسطينية وخاصة الشمال من أي سلاح مهما كانت طبيعته ووجهته. تأتي هذه الإجراءات الميدانية المشجعة للمستوطنين لشن حرب حقيقية، تتجاوز الاعتداءات، ما يضع الضفة ليس فقط أمام خيار الضم الذي أصبح مسألة وقت، بل أمام احتمال حل السلطة الفلسطينية وقد عزلت نفسها تماماً عن شعبها، في ظل تصاعد إجراءاتها ضد المقاومة وخاصة كتيبة جنين والمحسوبين عليها، ما يسهّل على الإسرائيلي التخلص منها، باعتبارها مظلة سياسية تحمل طموحاً فلسطينياً لا ينسجم مع رؤية الجدار الحديدي الإسرائيلي، ويمكن أن يقع ذلك في ظل حرب المستوطنين وما يترتب عليها من مذابح محتملة، قد تدفع بعض المحسوبين على أجهزة السلطة إلى الدفاع عن أهله وجيرانه في مواجهة الذبح. ليس صدفة تحويل مشهد الذبح اليومي في غزة ومشهد الدمار والتهجير في مخيمات الشمال، إلى مشهد اعتيادي عبر البث الحيّ والمباشر، ومع طول الأمد قست القلوب، وهناك في الضفة، وخاصة في الوسط والجنوب، من يشجع الناس أن تستمر حياتهم كعبيد يقيمون حفلات رقص صاخبة، وكأن مشهد الذبح الغزي ودمار مخيمات الضفة خارج السياق البشري، وليس بحق قطعة من هذا الوطن الصغير، ما يوسع شبكة أهداف المحتل ويفتح شهيته أكثر تجاه ما يعتبره فترة تاريخية في ظل حكم ترامب وفريقه المتصهين في واشنطن، واتفاق هذا الفريق مع الائتلاف اليميني الحاكم في تل أبيب على اعتبار الضفة جائزة مجانية لليمين الإسرائيلي كتحصيل حاصل، والسؤال بينهما ليس القيام بذلك وتنفيذه، إنما هل يحصل ذلك في ظل الحرب على غزة أم بعدها مباشرة؟

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store