
مصر لتسجيل «مقياس النيل» على قائمة اليونيسكو للتراث العالمي
وأكّد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور محمد إسماعيل خالد، أن المجلس يولي اهتماماً كبيراً بتسجيل وإدراج المواقع الأثرية المصرية الفريدة والمتميزة على قائمة منظمة اليونسكو للتراث العالمي، ما يعكس حجم الإرث الحضاري الذي تتميز به الدولة المصرية. وأشار خلال بيان للوزارة، الثلاثاء، عقب اجتماع مشترك بين مسؤولي الملف من مصر والصين، إلى السعي لتبادل الخبرات العلمية والاستفادة من الخبرات لدى الجانب الصيني لتسجيل موقع مقياس النيل في جزيرة الروضة، المُسجل على القائمة المبدئية لمواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2003.
وأنشئ مقياس النيل بالروضة في عهد الخليفة العباسي المتوكل على الله، إذ تم بناؤه عام 247 هجرية - 861 ميلادية، لقياس مستوى الفيضان، وبناء على ذلك تنظيم أمور الزراعة وتحديد الضرائب، والمقياس عبارة عن عمود رخامي مثمن الشكل بطول 19 ذراعاً، يحمل علامات القياس لتحديد ارتفاع الفيضان، ويقع وسط بئر مبطن بالحجر، ويدور حول البئر سلم حلزوني يصل إلى القاع، وتحمل جدران المقياس زخارف من الآيات القرآنية.
مقياس النيل مزين بالزخارف والنقوش من الفن الإسلامي (تصوير: عبد الفتاح فرج)
وخلال اجتماع بين الجانبين المصري والصيني لمتابعة إجراءات إعداد الملف المشترك، أوضح رئيس قطاع حفظ وتسجيل الآثار بالمجلس الأعلى للآثار، الدكتور هشام الليثي، الإجراءات التي تم اتخاذها عن طريق المجلس في إعداد الملف الخاص بموقع مقياس النيل بجزيرة الروضة، لافتاً إلى أن المجلس بصدد «وضع اللمسات الأخيرة على الملف والنظر في التقدم إلى المنظمة لتسجيله خلال هذا العام حال اكتمال الملف الخاص بالجانب الصيني».
بينما استعرض رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية، الدكتور جمال مصطفى، موقف استيفاء الملف وفقاً للمعايير المقررة من منظمة اليونسكو، والمتضمنة وصف الموقع الجغرافي لجزيرة الروضة والوصف الأثري لموقع مقياس النيل، وقيمته التاريخية المعمارية والثقافية والعلمية، وحالة الحفظ الحالية للموقع الأثري، وخطط الترميم والصيانة الدورية.
وتضم مصر العديد من المواقع المسجلة ضمن قائمة التراث العالمي باليونسكو، من بينها «آثار النوبة من أبو سمبل حتى فيلة»، و«طيبة القديمة» و«منف وجبانتها»، و«القاهرة التاريخية»، و«منطقة أبو مينا» و«دير سانت كاترين والمنطقة المحيطة به».
وعن مقاييس النيل في مصر وتطورها عبر العصور، تناول معاون وزير السياحة والآثار لتنمية الموارد البشرية، الدكتور أحمد رحيمة، أوجه التشابه بين موقع مقياس النيل بجزيرة الروضة ونقوش بايهيليانج الصينية بمنطقة فولينغ المسجلة على القائمة المبدئية لمواقع التراث العالمي لليونسكو منذ عام 2008، باعتبارهما أهم مواقع التراث الهيرولوجي التي لا تزال قائمة بحالة حفظ جيدة.
جانب من الزخارف الإسلامية داخل المقياس (تصوير: عبد الفتاح فرج)
وقال خبير الآثار المصري، الدكتور عبد الرحيم ريحان، عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة، رئيس حملة الدفاع عن الحضارة المصرية، إن «السعي لتسجيل مقياس النيل بالروضة مع نقوش بايهيليانج الصينية يطلق عليه في اليونسكو الممتلكات العابرة للحدود حيث تشترك دولتان أو أكثر في إعداد الترشيحات الخاصة بهذه الممتلكات»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط»: «يمكن اقتراح توسيع نطاق ممتلك مدرج يقع في دولة واحدة ليصبح ممتلكاً عابراً للحدود، وهذا يحدث لأول مرة في مصر بخصوص التراث الثقافي المادي. أمّا التراث اللامادي فقد سجّلت مصر ممتلكات عديدة بالاشتراك مع الدول العربية، أحدثها السمسمية مع المملكة العربية السعودية».
وتقدم الترشيحات في 30 سبتمبر (أيلول) من كل عام، وينظر في الترشيحات الكاملة قبل الأول من فبراير (شباط)، لكي تنظر اللجنة في إدراجها في العام التالي، ويجب أن تكون الترشيحات مدرجة في القوائم المؤقتة للبلدان، وفق ريحان.
مدخل مقياس النيل في جزيرة الروضة بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)
ومن الجانب الصيني، استعرض سكرتير لجنة الحزب الشيوعي الصيني لمنطقة فولينغ ببلدية تشونغتشينغ، لي يونغ، أبرز الملامح الثقافية لمنطقة فولينغ الصينية وموقفها الاقتصادي الحالي، كما تناول الموقف الحالي للملف الصيني الخاص بموقع نقوش بايهيليانج، وتناول الاجتماع مناقشات بين الحضور لمراجعة خطة العمل خلال الفترة المقبلة، وما يجب اتخاذه من إجراءات للتقدم بالمستندات الرسمية للجنة التراث العالمي المختصة التابعة لمنظمة اليونسكو لإدراج المواقع بالقوائم النهائية.
وبخصوص المعايير التي تؤهل مقياس النيل للتسجيل كتراث عالمي باليونسكو، أوضح عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة أن «مقياس النيل بالروضة يمثل قيمة تاريخية ومعمارية وفنية عظيمة، ويمثل إبداعاً معمارياً، فهو عبارة عن عمود رخامي مدرّج ومثمن يعلوه تاج روماني، حفرت عليه علامات القياس، ويتوسط العمود بئراً مربعة مشيدة بأحجار مهذبة، روعي في بنائها أن يزيد سمكها كلما زاد العمق»، ولفت إلى أن طريقة التشييد هذه «تدلّ على أن المسلمين كانوا على علم بالنظرية الهندسية الخاصة بازدياد الضغط الأفقي للتربة كلما زاد العمق إلى أسفل».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 4 ساعات
- العربية
بالتعاون مع جامعة إكستر البريطانية.. التنقيب عن آثار طريق الحج التاريخي
تستعد هيئة التراث لبدء أعمال المسح الأثري والتنقيب عن الآثار في المواقع الأثرية الواقعة على طريق الحج التاريخي الرابط بين (مكة المكرمة والمدينة المنورة)، وذلك بالتعاون العلمي مع جامعة إكستر البريطانية. وتأتي تلك الأعمال بعد توقيع الهيئة اتفاقية تعاون مع الجامعة، والهادفة إلى توسيع قاعدة الشراكات العلمية مع الجامعات والمراكز البحثية الدولية المتخصصة في مجالات التراث، وتعزيز الدراسات الميدانية التي تسهم في توثيق المواقع الأثرية وحمايتها، بما يعكس الأهمية التاريخية لطريق الحج بين المدينتين المقدّستين (مكة المكرمة والمدينة المنورة). وتواصل هيئة التراث جهودها، في إطار الجهود الوطنية للاستفادة من المقوّمات التراثية، وتحقيق عوائد ثقافية واقتصادية واجتماعية، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. يذكر أن التعاون بين هيئة التراث وجامعة إكستر سبق أن شمل تنفيذ دراسات علمية، حول مصادر المياه وطرق الوصول إليها خلال فترات الملاحة القديمة، إلى جانب توثيق أصوات البحارة ومستوطني سواحل البحر الأحمر، كما أجرى الجانبان أعمال مسح شاملة لبقايا السفن القديمة والحرف البحرية التراثية، في المنطقة الممتدة بين محافظتي القنفذة بمنطقة مكة المكرمة والوجه بمنطقة تبوك.


الرياض
منذ 6 ساعات
- الرياض
مع جامعة إكستر البريطانية ....هيئة التراث توقّع اتفاقية لتنفيذ أعمال المسح والتنقيب الأثري على طريق الحج التاريخي
وقّعت هيئة التراث اليوم، اتفاقية تعاون علمي مشترك مع جامعة إكستر البريطانية؛ تهدف إلى تنفيذ أعمال المسح الأثري والتنقيب عن الآثار في المواقع الأثرية الواقعة على طريق الحج التاريخي الرابط بين (مكة المكرمة والمدينة المنورة). وتسعى هيئة التراث من خلال هذه الاتفاقية، إلى توسيع قاعدة الشراكات العلمية مع الجامعات والمراكز البحثية الدولية المتخصصة في مجالات التراث، وتعزيز الدراسات الميدانية التي تسهم في توثيق المواقع الأثرية وحمايتها، بما يعكس الأهمية التاريخية لطريق الحج بين المدينتين المقدّستين (مكة المكرمة والمدينة المنورة). وتواصل هيئة التراث جهودها بدعم واهتمام القيادة الرشيدة، في إطار الجهود الوطنية للاستفادة من المقوّمات التراثية، وتحقيق عوائد ثقافية واقتصادية واجتماعية، انسجامًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030. يذكر أن التعاون بين هيئة التراث وجامعة إكستر سبق أن شمل تنفيذ دراسات علمية، حول مصادر المياه وطرق الوصول إليها خلال فترات الملاحة القديمة، إلى جانب توثيق أصوات البحارة ومستوطني سواحل البحر الأحمر، كما أجرى الجانبان أعمال مسح شاملة لبقايا السفن القديمة والحرف البحرية التراثية، في المنطقة الممتدة بين محافظتي القنفذة بمنطقة مكة المكرمة والوجه بمنطقة تبوك.


مباشر
منذ 8 ساعات
- مباشر
مصر وروسيا توقّعان بروتوكولاً وعقداً بشأن محطات الطاقة النووية
القاهرة – مباشر: وقّعت جمهورية مصر العربية وجمهورية روسيا الاتحادية اتفاقية بشأن التعاون فى بناء وتشغيل محطات الطاقة النووية فى مصر. وقّع عن مصر محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة وعن روسيا الاتحادية أليكسى ليخاتشوف المدير العام للمؤسسة الحكومية الروسية للطاقة الذرية "روساتوم"، وذلك بمقر الوزارة بالعلمين، بحسب بيان. يأتي ذلك في إطار التعاون الممتد بين جمهورية مصر العربية، وجمهورية روسيا الاتحادية فى مجال الطاقة النووية، وفى ضوء الشراكة وبرنامج العمل والخطة الزمنية لمشروع المحطة النووية بالضبعة. وفى سياق متصل، شهد محمود عصمت ، وأليكسي ليخاتشوف مراسم توقيع الملحق المكمل لعقد إنشاء وتشغيل محطة الضبعة للطاقة النووية. ووقع المحلق، شريف حلمى رئيس هيئة المحطات النووية، واندري بيتروف رئيس شركة اتوم ستروى إكسبورت. ويأتي توقيع البروتوكول والعقد المكمل، في إطار حرص الجانبين المصرى والروسي على تسريع وتيرة تنفيذ مشروع المحطة النووية بالضبعة لتوليد الكهرباء وفقاً للجداول الزمنية المحددة والمعتمد، وذلك فى إطار البرنامج المصرى للاستخدامات السلمية للطاقة الذرية، والاعتماد على الطاقة النظيفة كركيزة أساسية في تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية المحدثة للطاقة حتى عام 2040. وقال محمود عصمت، إن التعاون والشراكة بين مصر وروسيا تجسد الإرادة السياسية القوية لدى البلدين الصديقين، وعمق العلاقات الثنائية والالتزام المتبادل بتنفيذ هذا المشروع القومي الحيوي الذي يمثل نقلة في قطاع الكهرباء والطاقة. وأوضح، إن توقيع البروتوكول المكمل والملحق التعاقدي اليوم يمثل خطوة مهمة نحو استكمال مشروع محطة الضبعة النووية في مراحله المختلفة، ويمثل انعكاسًا حقيقيًا للتعاون المثمر بين مصر وروسيا، لتنفيذ المشروع القومي بما يتماشى مع استراتيجية مصر للطاقة 2040، التي تهدف إلى تحقيق مزيج متوازن ومستدام من مصادر الطاقة، وتعزيز الاعتماد على الكهرباء النظيفة. ومن جانبه، أكد أليكسي ليخاتشوف على الشراكة الاستراتيجية والتنسيق والتعاون لانجاز مشروع الضبعة العملاق، مشيرًا إلى أن توقيع هذه الوثائق يأتي فى إطار المخطط الزمنى للمشروع ويؤكد التزام روسيا الثابت بدعم جهود مصر العربية في بناء أول محطة للطاقة النووية، مضيفاً: "فخورون بشراكتنا الاستراتيجية مع مصر، ونتطلع إلى مواصلة التعاون المشترك لتنفيذ هذا المشروع الطموح الذي سيسهم في تعزيز أمن الطاقة في مصر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة'. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا ترشيحات صادرات الغاز الإسرائيلي إلى مصر ترتفع لـ 970 مليون قدم مكعبة يومياً