
8 شهداء جراء التجويع بغزة ومقرر أممي يتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية
وقالت الوزارة إن المستشفيات تسجل يوميا عشرات الحالات الخطيرة المرتبطة بسوء التغذية، وسط نقص حاد في المحاليل الطبية والمكملات الغذائية، وعدم قدرة الطواقم الطبية على الاستمرار في تقديم الرعاية في ظل الإرهاق الشديد والجوع الذي يطالهم هم أنفسهم.
وفي مستشفى "أصدقاء المريض"، يستقبل الأطباء أكثر من 200 حالة سوء تغذية يوميا. أما في مستشفى "الرنتيسي"، فقد رصد مراسل الجزيرة أنس الشريف حالات لأطفال يعانون من مضاعفات جلدية تؤدي إلى تآكل أجسادهم، وعجزهم عن الحركة.
ويؤكد الأطباء أن كثيرا من الأطفال يعانون من ضعف في المناعة ومشكلات في عضلة القلب قد تؤدي إلى الوفاة، نتيجة الإسهال المستمر وسوء التغذية المزمن وانعدام الحليب.
"آلة تجويع"
من جهته، اتهم مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء، مايكل فخري، إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة، مؤكدا أن "إسرائيل تجوع سكان القطاع عمدا، مستخدمة الغذاء كسلاح".
وأضاف في تصريحات نقلتها صحيفة الغارديان أن "إسرائيل بنت آلة تجويع هي الأكثر فتكا على الإطلاق"، واصفا ما يحدث بأنه جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية.
وكان فخري، الذي حذّر من المجاعة في غزة مطلع عام 2024، قد قال إنه "لا ينبغي لأحد أن يندهش مما يحصل. إسرائيل تجوّع غزة. هذه إبادة جماعية".
وأشار المقرر الأممي إلى أن المعطيات على الأرض تؤكد، منذ أوائل عام 2024، أن الاحتلال ينتهج سياسة ممنهجة لتجويع السكان، داعيا الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إرسال قوات لحفظ السلام لمرافقة قوافل المساعدات إلى غزة.
كما اتهم ما تُعرف بـ" مؤسسة غزة الإنسانية" باستخدام المساعدات الإنسانية كأداة للسيطرة على السكان وإذلالهم، قائلا إنها تنفذ أجندة عسكرية تخدم الاحتلال، وهو ما وصفه بأنه "صورة مرعبة" لما يمكن أن تصبح عليه المساعدات مستقبلا.
كارثة إنسانية شاملة
وصرحت مسؤولة الإعلام والاتصال في منظمة "أوكسفام" للجزيرة أن سياسة التجويع الإسرائيلية طالت الجميع، بما في ذلك الطواقم الطبية، مؤكدة أن تدمير الأراضي الزراعية وقطع المياه ساهم في تفشي الأوبئة وزيادة حدة المجاعة.
وأضافت: "تردنا مناشدات يومية من أمهات في غزة لتأمين الطعام لأطفالهن الجائعين"، مشيرة إلى أن معظم سكان قطاع غزة فقدوا منازلهم ويعيشون اليوم في خيام تالفة لا تحميهم من الحر أو البرد.
كذلك، أكدت المسؤولة أن سياسة التعطيش الإسرائيلية أدت إلى تفشي الأوبئة في أوساط السكان، في ظل انعدام شبه كامل لمصادر المياه النظيفة.
من جانبه، قال مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين، أنطون رينارد، لصحيفة نيويورك تايمز: "لم أرَ في حياتي المهنية شيئا مماثلا لما يحدث في غزة."
حماس تدعو لوقف المجاعة
ودعا القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرارات ملزمة تجبر الاحتلال الإسرائيلي على وقف المجاعة وحرب الإبادة، والانسحاب من قطاع غزة، مشيرا إلى استعداد الحركة للتجاوب مع أي مبادرة لإدخال الطعام للأسرى مقابل السماح بدخول المساعدات الإنسانية للمدنيين.
وبدوره، قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة، أمجد الشوا، إن الاحتلال يتعمد نشر الفوضى من خلال السماح بعمليات نهب المساعدات وإضعاف السيطرة على توزيعها، ما يزيد من معاناة الناس ويعمّق الانهيار الإنساني في القطاع المحاصر.
ووسط هذه المعطيات، تزداد التحذيرات من مجاعة شاملة تطال ملايين السكان المحاصرين في غزة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي، وغياب تحرك دولي فعّال لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
الحرب على غزة مباشر.. استمرار استهداف المجوّعين وخلافات إسرائيلية بشأن احتلال القطاع
دخلت حرب الإبادة الإسرائيلية في غزة يومها الـ670 مع استمرار تفاقم أزمة التجويع ، في حين وثقت مستشفيات غزة 8 وفيات جديدة جراء التجويع.


الجزيرة
منذ 6 ساعات
- الجزيرة
تامر شحيبر.. طفل غزي جديد يموت مُجوّعا على ذراعي والدته
توفي الطفل الفلسطيني تامر شحيبر، اليوم الثلاثاء، في مستشفى شهداء الأقصى وسط قطاع غزة، متأثرا بمضاعفات سوء التغذية الحاد، من الحصار والتجويع الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ أشهر. وقال مصدر طبي، إن الطفل تامر (15 عاما) نقل إلى المستشفى في حالة حرجة، حيث بدا جسده شديد الهزال، وبدت عظام صدره وظهره بارزة بشكل مؤلم. واشتكت والدته من نقص الغذاء والعلاج، مؤكدة أن تدهور حالته الصحية ووصوله إلى هذا الحد "كان بسبب الجوع وغياب الدواء". وأضافت بأسى وهي تحتضنه بين ذراعيها بصعوبة "لم نتمكن من توفير حتى الخبز له عدة أيام". وفي مشهد مؤثر خاطبت الوالدة الصحفيين والدموع تملأ عينيها، "كان مريضًا منذ فترة، لكنه لم يكن بهذه الحالة". وأضافت أنه كان يذبل أمام ناظريها، وأنها لم تستطع فعل شيء. ويواجه الفلسطينيون بقطاع غزة -خاصة الأطفال- أوضاعا إنسانية متدهورة جراء التجويع الممنهج وتدمير المنظومة الصحية، وسط تحذيرات دولية من كارثة أكبر في حال استمرار الحصار ومنع دخول المساعدات. وفي وقت سابق اليوم، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة بارتفاع وفيات التجويع الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 188 حالة، منهم 94 طفلا، وذلك بعد وفاة 8 فلسطينيين، منهم طفل خلال 24 ساعة الماضية. وأخيرا، حذر برنامج الأغذية العالمي من أن "ثلث سكان غزة لم يأكلوا منذ عدة أيام"، واصفا الوضع الإنساني في القطاع بـ"غير المسبوق في مستويات الجوع واليأس". ورغم تكدس شاحنات المساعدات على مداخل قطاع غزة، تواصل إسرائيل منع دخولها أو التحكم في توزيعها خارج إشراف الأمم المتحدة. والثلاثاء، أكدت الأمم المتحدة أن قطاع غزة بحاجة إلى مئات شاحنات المساعدات يوميا لإنهاء المجاعة التي يعانيها جراء الحصار وحرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل منذ 22 شهرا. إعلان وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بقطاع غزة، وتجوّع الفلسطينيين، وشددت إجراءاتها في 2 مارس/آذار الماضي بإغلاق المعابر أمام المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ما أدى إلى تفشي المجاعة ووصولها إلى مستويات "كارثية". وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 211 ألف فلسطيني قتلى وجرحى، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.


الجزيرة
منذ 10 ساعات
- الجزيرة
81 شهيدا في غزة منذ فجر اليوم والمقاومة تدمر آلية للاحتلال بالشجاعية
استشهد 81 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال منذ فجر اليوم، بينهم 57 من طالبي المساعدات، في حين أعلنت فصائل المقاومة تدمير آلية عسكرية إسرائيلية شرق حي الشجاعية بغزة. وقالت خدمات الإسعاف والطوارئ في غزة إن 21 فلسطينيا استشهدوا وأصيب 100 من طالبي المساعدات بنيران جيش الاحتلال شمالي القطاع. وأفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد 30 فلسطينيا من طالبي المساعدات بنيران الاحتلال قرب محور موراغ ومراكز توزيع شمالي رفح، ليرتفع إجمالي الشهداء المجوعين ممن وصلوا المستشفيات إلى 1568 شهيدا وأكثر من 11 ألفا و230 مصابا. وقالت مصادر طبية في المستشفى إن عددا من المصابين حالتهم خطيرة، وإن عددا كبيرا منهم تظهر على أجسادهم أعراض خطيرة نتيجة الجوع وسوء التغذية. ويدفع الجوع آلاف الأشخاص إلى نقاط انتظار المساعدات يوميا، مما يؤدي إلى وقوعهم بين شهداء وجرحى ومفقودين. ولا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة. كما أشارت مصادر في مستشفيات غزة إلى استشهاد 6 أشخاص وإصابة آخرين بقصف استهدف عناصر تأمين المساعدات في منطقة الكرامة شمال غربي مدينة غزة، ونُقل المصابون إلى عيادة الشيخ رضوان لتلقي العلاج. وسجلت مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية 8 وفيات جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، من بينها طفل و7 بالغين، وبذلك يرتفع العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية إلى 188 شهيدا، من بينهم 94 طفلا. وقالت وزارة الصحة في غزة إن حصيلة العدوان الإسرائيلي ارتفعت إلى 61 ألفا و20 شهيدا و150 ألفا و671 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في حين بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس/آذار 2025 حتى اليوم 9519 شهيدا و38 ألفا و630 مصابا. عمليات المقاومة وفي غضون ذلك، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري ل حركة الجهاد الإسلامي اليوم الثلاثاء تدمير آلية عسكرية إسرائيلية واستهداف جنود الاحتلال بقذائف الهاون شرق حي الشجاعية في غزة بالتعاون مع "كتائب الأنصار". إعلان من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة ضابط بجروح متوسطة، ورجّح إصابة الضابط في انفجار عبوة ناسفة خلال اشتباك وقع اليوم جنوبي قطاع غزة. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري ، وخلفت الإبادة أكثر من 211 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.