logo
اليهود وبني اسرائيل والفرق بينهما في القرآن الكريم (ح 50)

اليهود وبني اسرائيل والفرق بينهما في القرآن الكريم (ح 50)

الدكتور فاضل حسن شريف
وردت كلمة اليهود في زمن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم فعن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن اليهود سألوا رسول الله صلى الله قال العلامة الحلي: الأقرب جواز تعزية أهل الذمة، وبه قال الامام الشافعي وأحمد لأنه كالعيادة وقد عاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاره اليهودي حين. عن أمير المؤمنين عليه السلام انه سئل عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله: (غيّروا الشيب ولا تشبهوا باليهود) فقال عليه السلام: (إنما قال صلى الله عليه وآله ذلك والدين قلّ فأما الأن وقد اتسع نطاقه وضرب بجرانه فامرؤ ما اختار)وقع بمرض..عليه وآله وسلم، فقالوا: أنسب لنا ربك فلبث ثلاثا لا يجيبهم ثم نزل: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" (الاخلاص 1) إلى آخرها.
وعن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قال الله تعالى عن اليهود "وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ" (المائدة 64) "وقالت اليهود" لما ضيق عليهم بتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن كانوا أكثر الناس مالا "يد الله مغلولة" مقبوضة عن إدرار الرزق علينا كنوا به عن البخل تعالى الله عن ذلك، قال تعالى: "غُلَّتْ" أمسكت "أيديهم" عن فعل الخيرات دعاء عليهم، "ولُعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان" مبالغة في الوصف بالجود وثنى اليد لإفادة الكثرة إذ غاية ما يبذله السخي من ماله أن يعطي بيديه "ينفق كيف يشاء" من توسيع وتضيق لا اعتراض عليه، "وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك" من القرآن "طغيانا وكفرا" لكفرهم به، "وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة" فكل فرقة منهم تخالف الأخرى، "كلما أوقدوا نارا للحرب" أي لحرب النبي صلى الله عليه وسلم "أطفأها الله" أي كلما أرادوه ردهم، "ويسعَون في الأرض فسادا" أي مفسدين بالمعاصي، "والله لا يحب المفسدين" بمعنى أنه يعاقبهم. قوله عز وجل "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ " ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ" (المائدة 82) "لتجدنَّ" يا محمد "أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا" من أهل مكة لتضاعف كفرهم وجهلهم وانهماكهم في اتباع الهوى، "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنَّا نصارى ذلك" أي قرب مودتهم للمؤمنين "بأن" بسبب أن "منهم قسيسين" علماء "ورهبانا" عبادا "وأنهم لا يستكبرون" عن اتباع الحق كما يستكبر اليهود وأهل مكة نزلت في وفد النجاشي القادمين عليه من الحبشة قرأ سورة يس فبكوا وأسلموا وقالوا ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى. قوله سبحانه "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ " ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ " يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ " قَاتَلَهُمُ اللَّهُ " أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ" (التوبة 30) "وقالت اليهود عُزَيْرٌ ابن الله وقالت النصارى المسيح" عيسى "ابن الله ذلك قولهم بأفواههم" لا مستند لهم عليه بل "يضاهئون" يشابهون به "قول الذين كفروا من قبل" من آبائهم تقليدا لهم، "قاتلهم" لعنهم "الله أنَّى" كيف "يُؤفكون" يُصرفون عن الحق مع قيام الدليل.
جاء في موقع المصري اليوم عن إسرائيل فى القرآن الكريم للكاتبة فوزية العشماوي: يتضح لنا من البحث وطبقا للمرجعية الموثوق بها أن كلمة إسرائيل وردت فى القرآن الكريم 43 مرة وليس 36، منها 41 آية مضافة إلى كلمة بنى أى "بنى إسرائيل" وفى 3 آيات جاءت كلمة إسرائيل مفردة "إسرائيل"، وفى الحالتين كلمة إسرائيل فى القرآن الكريم ليس معناها دولة إسرائيل الحالية التى احتلت أراضى فلسطين وأنشأت عام 1948 دولة دينية (يهودية). ولكن كلمة إسرائيل فى القرآن الكريم تعنى نبى الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، ويطلق عليه اسم إسرائيل بالعبرى، وكلمة إسرائيل مكوّنة من (إسرى)، أى عبد، إضافة إلى (ئل)، ومعناها إله، أى أن نبى الله إسرائيل (يعقوب) هوعبدالله. أما اليهود الذين يعيشون بيننا الأن فى جميع أنحاء العالم ثم تجمعوا على أرض فلسطين فى دولة أطلقوا عليها اسم (إسرائيل) فهم من سلالة (يهوذا)، وهو أحد أبناء سيدنا إسرائيل (يعقوب) الاثنى عشر.. أى أن اليهود ليس كلهم بنى إسرائيل، ولكنهم بنى يهوذا، ولقد استقر كثير من هؤلاء اليهود فى الجزيرة العربية منذ زمن بعيد. وحين هاجر الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى يثرب، التى أطلق عليها فيما بعد المدينة المنورة، وجد فيها ثلاث قبائل من اليهود، وهم: بنو قريظة وبنو النضير وبنو قينقاع، إلى جانب واحة خيبر، وبها كثير من اليهود. ولم يقتنع هؤلاء اليهود بنبوة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وخانوه ونقضوا ميثاقهم معه، وجاء ذِكر ذلك فى كثير من الآيات القرآنية. إن بنى إسرائيل المذكورين فى القرآن الكريم هم سلالة نبى الله إسرائيل (يعقوب)، أما اليهود الذين ذكرهم القرآن والذين خانوا عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فى المدينة فهم من سلالة يهوذا أحد أبناء إسرائيل (يعقوب). واليهود حاليا فى دولة إسرائيل من سلالة يهوذا، ولم يأت ذكرهم فى القرآن الكريم على الإطلاق. أما فلسطين فلم يأت ذكرها حرفيًا فى القرآن الكريم باسمها، ولكن جاءت الإشارة إلى بيت المقدس فى أول سورة (الإسراء): "سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" (الاسراء 1)، ومن المعروف منذ قدم التاريخ أن المسجد الأقصى موجود فى مدينة القدس فى فلسطين. كذلك جاءت الإشارة إلى فلسطين فى تعبير "الأرض المقدسة" فى الآية 21 من سورة (المائدة): "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين" (المائدة 21)، وهذه الآية على لسان نبى الله موسى لبنى إسرائيل بأن يخرجوا من أرض مصر ويدخلوا أرض الشام ولا يرتدوا إلى أرض مصر خوفا من فرعون الجبار، وكانت الشام قديما مصطلحًا يضم سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وأرض فلسطين هى الأرض المقدسة التى عاش فيها كثير من الأنبياء كما هو معروف. خلاصة القول، إن بنى إسرائيل كانوا قومًا غابرين من قديم الزمان، أما اليهود اليوم فهم قوم حاضرون يعيشون بيننا، وأما كلمة إسرائيل التى جاء ذكرها فى القرآن الكريم فهى ليست دولة إسرائيل الحالية التى أنشأها اليهود بعد أن استولوا على أراضى فلسطين، الأرض المقدسة التى جاء ذكرها فى القرآن الكريم.
في زمن فرعون كانت التسمية بني اسرائيل كما جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "وجوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين" (يونس 90) إننا جاوزنا ببني إسرائيل البحر وهو نهر النيل العظيم أطلق عليه اسم البحر لعظمته أثناء مواجهتهم للفراعنة، وعندما كانوا تحت ضغط ومطاردة هؤلاء: وجاوزنا ببني إسرائيل البحر إلا أن فرعون وجنوده طاردوا هؤلاء من أجل القضاء على بني إسرائيل: فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا. (البغي) يعني الظلم، (والعدو) بمعنى التعدي، أي إن هؤلاء إنما طاردوهم وتعقبوهم لغرض الظلم والتعدي عليهم، أي على بني إسرائيل. جملة "فأتبعهم" توحي بأن فرعون وجنوده قد تتبعوا بني إسرائيل طوعا، وتؤيد بعض الروايات هذا المعنى، والبعض الآخر تخالف هذا المعنى، إلا أن ما يفهم ويستفاد من ظاهر الآية هو الحجة على كل حال.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صلاة الجمعة في المسجد الحرام.. روحانية المكان ووحدة المسلمين..
صلاة الجمعة في المسجد الحرام.. روحانية المكان ووحدة المسلمين..

موقع كتابات

timeمنذ 7 ساعات

  • موقع كتابات

صلاة الجمعة في المسجد الحرام.. روحانية المكان ووحدة المسلمين..

إن صلاة الجمعة في المسجد الحرام ليست كأي صلاة عادية، بل هي تتميز بروحانيتها العظيمة التي يعيشها المسلمون في أطهر بقاع الأرض. تلاحظ أن الإيمان قد تجلى في قلوب هؤلاء المصلين، وأصواتهم تعلو بذكر الله في مشاهد لا يمكن وصفها، مشاهد مهيبة يشعر فيها المسلمون بعظمة الإسلام ووحدة هذه الأمة وهم يجتمعون من كل بقاع الأرض ملبين نداء الله: لبيك اللهم لبيك. ‏هناك، ومنذ الصباح الباكر، يبدأ الحجيج والمعتمرون بالتوافد، إضافة إلى سكان مكة، إلى هذا المسجد المبارك، وأغلبهم يرتدون البياض وقلوبهم خاشعة وعيونهم تفيض بالدموع. ‏إنها صلاة تختلف عن كل صلاة، فيها الطمأنينة والسكينة والرحمة، وفيها حلاوة اللقاء بالله في بيت الله الحرام. ‏الطائفون يواصلون الطواف بهدوء حول الكعبة، في مشهد يملأ القلب سكينة. ‏الهدوء يلف المكان، رغم الحشود… وكأن القلوب كلها على قلب رجل واحد. ‏تكبيرات تتردد بين جدران الحرم، والوجوه مشرقة بالنور، والجباه خاضعة لعظمة الموقف. ‏الجميع هنا بين تسبيح واستغفار وصلاة من عباد خاشعين تائبين خائفين يرجون ربهم بالرحمة والمغفرة، وما أن تبدأ الخطبة ويبدأ الإمام بصوته الجهوري، تجد أن كلمات الموعظة والرحمة والتذكير بالله تدخل إلى قلوب الجميع. وما زالت كلمات الخطبة تتحدث عن قضايا المسلمين وتحثهم على التقوى والتراحم فيما بينهم، وعند الركوع والسجود ترى آلاف المصلين يسجدون في تناغم تام وكأنهم رجل واحد في جسد واحد، يرفعون أيديهم بالتكبير وأصواتهم تعلو بكلمة آمين خلف دعاء إمام الحرمين. ‏بعد الصلاة، يُكثر الناس من الدعاء، ويذرفون الدموع عند الكعبة، يسألون الله المغفرة والقبول.

اليهود وبني اسرائيل والفرق بينهما في القرآن الكريم (ح 50)
اليهود وبني اسرائيل والفرق بينهما في القرآن الكريم (ح 50)

وكالة أنباء براثا

timeمنذ 12 ساعات

  • وكالة أنباء براثا

اليهود وبني اسرائيل والفرق بينهما في القرآن الكريم (ح 50)

الدكتور فاضل حسن شريف وردت كلمة اليهود في زمن الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم فعن محمد بن عبد الجبار، عن صفوان بن يحيى، عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال: إن اليهود سألوا رسول الله صلى الله قال العلامة الحلي: الأقرب جواز تعزية أهل الذمة، وبه قال الامام الشافعي وأحمد لأنه كالعيادة وقد عاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاره اليهودي حين. عن أمير المؤمنين عليه السلام انه سئل عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله: (غيّروا الشيب ولا تشبهوا باليهود) فقال عليه السلام: (إنما قال صلى الله عليه وآله ذلك والدين قلّ فأما الأن وقد اتسع نطاقه وضرب بجرانه فامرؤ ما اختار)وقع بمرض..عليه وآله وسلم، فقالوا: أنسب لنا ربك فلبث ثلاثا لا يجيبهم ثم نزل: "قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ" (الاخلاص 1) إلى آخرها. وعن تفسير الجلالين لجلال الدين السيوطي: قال الله تعالى عن اليهود "وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ" (المائدة 64) "وقالت اليهود" لما ضيق عليهم بتكذيبهم النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن كانوا أكثر الناس مالا "يد الله مغلولة" مقبوضة عن إدرار الرزق علينا كنوا به عن البخل تعالى الله عن ذلك، قال تعالى: "غُلَّتْ" أمسكت "أيديهم" عن فعل الخيرات دعاء عليهم، "ولُعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان" مبالغة في الوصف بالجود وثنى اليد لإفادة الكثرة إذ غاية ما يبذله السخي من ماله أن يعطي بيديه "ينفق كيف يشاء" من توسيع وتضيق لا اعتراض عليه، "وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك" من القرآن "طغيانا وكفرا" لكفرهم به، "وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة" فكل فرقة منهم تخالف الأخرى، "كلما أوقدوا نارا للحرب" أي لحرب النبي صلى الله عليه وسلم "أطفأها الله" أي كلما أرادوه ردهم، "ويسعَون في الأرض فسادا" أي مفسدين بالمعاصي، "والله لا يحب المفسدين" بمعنى أنه يعاقبهم. قوله عز وجل "لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا " وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ " ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ" (المائدة 82) "لتجدنَّ" يا محمد "أشدَّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا" من أهل مكة لتضاعف كفرهم وجهلهم وانهماكهم في اتباع الهوى، "ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنَّا نصارى ذلك" أي قرب مودتهم للمؤمنين "بأن" بسبب أن "منهم قسيسين" علماء "ورهبانا" عبادا "وأنهم لا يستكبرون" عن اتباع الحق كما يستكبر اليهود وأهل مكة نزلت في وفد النجاشي القادمين عليه من الحبشة قرأ سورة يس فبكوا وأسلموا وقالوا ما أشبه هذا بما كان ينزل على عيسى. قوله سبحانه "وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ " ذَٰلِكَ قَوْلُهُم بِأَفْوَاهِهِمْ " يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَبْلُ " قَاتَلَهُمُ اللَّهُ " أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ" (التوبة 30) "وقالت اليهود عُزَيْرٌ ابن الله وقالت النصارى المسيح" عيسى "ابن الله ذلك قولهم بأفواههم" لا مستند لهم عليه بل "يضاهئون" يشابهون به "قول الذين كفروا من قبل" من آبائهم تقليدا لهم، "قاتلهم" لعنهم "الله أنَّى" كيف "يُؤفكون" يُصرفون عن الحق مع قيام الدليل. جاء في موقع المصري اليوم عن إسرائيل فى القرآن الكريم للكاتبة فوزية العشماوي: يتضح لنا من البحث وطبقا للمرجعية الموثوق بها أن كلمة إسرائيل وردت فى القرآن الكريم 43 مرة وليس 36، منها 41 آية مضافة إلى كلمة بنى أى "بنى إسرائيل" وفى 3 آيات جاءت كلمة إسرائيل مفردة "إسرائيل"، وفى الحالتين كلمة إسرائيل فى القرآن الكريم ليس معناها دولة إسرائيل الحالية التى احتلت أراضى فلسطين وأنشأت عام 1948 دولة دينية (يهودية). ولكن كلمة إسرائيل فى القرآن الكريم تعنى نبى الله يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، ويطلق عليه اسم إسرائيل بالعبرى، وكلمة إسرائيل مكوّنة من (إسرى)، أى عبد، إضافة إلى (ئل)، ومعناها إله، أى أن نبى الله إسرائيل (يعقوب) هوعبدالله. أما اليهود الذين يعيشون بيننا الأن فى جميع أنحاء العالم ثم تجمعوا على أرض فلسطين فى دولة أطلقوا عليها اسم (إسرائيل) فهم من سلالة (يهوذا)، وهو أحد أبناء سيدنا إسرائيل (يعقوب) الاثنى عشر.. أى أن اليهود ليس كلهم بنى إسرائيل، ولكنهم بنى يهوذا، ولقد استقر كثير من هؤلاء اليهود فى الجزيرة العربية منذ زمن بعيد. وحين هاجر الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى يثرب، التى أطلق عليها فيما بعد المدينة المنورة، وجد فيها ثلاث قبائل من اليهود، وهم: بنو قريظة وبنو النضير وبنو قينقاع، إلى جانب واحة خيبر، وبها كثير من اليهود. ولم يقتنع هؤلاء اليهود بنبوة الرسول محمد صلى الله عليه وآله وسلم، وخانوه ونقضوا ميثاقهم معه، وجاء ذِكر ذلك فى كثير من الآيات القرآنية. إن بنى إسرائيل المذكورين فى القرآن الكريم هم سلالة نبى الله إسرائيل (يعقوب)، أما اليهود الذين ذكرهم القرآن والذين خانوا عهد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فى المدينة فهم من سلالة يهوذا أحد أبناء إسرائيل (يعقوب). واليهود حاليا فى دولة إسرائيل من سلالة يهوذا، ولم يأت ذكرهم فى القرآن الكريم على الإطلاق. أما فلسطين فلم يأت ذكرها حرفيًا فى القرآن الكريم باسمها، ولكن جاءت الإشارة إلى بيت المقدس فى أول سورة (الإسراء): "سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى" (الاسراء 1)، ومن المعروف منذ قدم التاريخ أن المسجد الأقصى موجود فى مدينة القدس فى فلسطين. كذلك جاءت الإشارة إلى فلسطين فى تعبير "الأرض المقدسة" فى الآية 21 من سورة (المائدة): "يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التى كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين" (المائدة 21)، وهذه الآية على لسان نبى الله موسى لبنى إسرائيل بأن يخرجوا من أرض مصر ويدخلوا أرض الشام ولا يرتدوا إلى أرض مصر خوفا من فرعون الجبار، وكانت الشام قديما مصطلحًا يضم سوريا ولبنان وفلسطين والأردن. وأرض فلسطين هى الأرض المقدسة التى عاش فيها كثير من الأنبياء كما هو معروف. خلاصة القول، إن بنى إسرائيل كانوا قومًا غابرين من قديم الزمان، أما اليهود اليوم فهم قوم حاضرون يعيشون بيننا، وأما كلمة إسرائيل التى جاء ذكرها فى القرآن الكريم فهى ليست دولة إسرائيل الحالية التى أنشأها اليهود بعد أن استولوا على أراضى فلسطين، الأرض المقدسة التى جاء ذكرها فى القرآن الكريم. في زمن فرعون كانت التسمية بني اسرائيل كما جاء في الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي: قوله تعالى "وجوزنا ببنى إسرائيل البحر فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا حتى إذا أدركه الغرق قال أمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل وأنا من المسلمين" (يونس 90) إننا جاوزنا ببني إسرائيل البحر وهو نهر النيل العظيم أطلق عليه اسم البحر لعظمته أثناء مواجهتهم للفراعنة، وعندما كانوا تحت ضغط ومطاردة هؤلاء: وجاوزنا ببني إسرائيل البحر إلا أن فرعون وجنوده طاردوا هؤلاء من أجل القضاء على بني إسرائيل: فأتبعهم فرعون وجنوده بغيا وعدوا. (البغي) يعني الظلم، (والعدو) بمعنى التعدي، أي إن هؤلاء إنما طاردوهم وتعقبوهم لغرض الظلم والتعدي عليهم، أي على بني إسرائيل. جملة "فأتبعهم" توحي بأن فرعون وجنوده قد تتبعوا بني إسرائيل طوعا، وتؤيد بعض الروايات هذا المعنى، والبعض الآخر تخالف هذا المعنى، إلا أن ما يفهم ويستفاد من ظاهر الآية هو الحجة على كل حال.

ما هكذا يا بني رفقاً بوالديك
ما هكذا يا بني رفقاً بوالديك

موقع كتابات

timeمنذ 13 ساعات

  • موقع كتابات

ما هكذا يا بني رفقاً بوالديك

بدأ فتانا الكئيب متقلب الوجه متكبرا علىكل من يواجهه حتى والداه الذين ربياه منذ صغره ، عندما يراهم، لم يسلم عليهما بصباح أو مساء للخير، لقد أدخل نفسه في عقد نفسية من الحقد الدفين، ما أنزل الله بها من سلطان،تائها في طريق الظلام ، لا يعرف أي طريق يسلكه في مساره يمينا أو شمالاً ! فكل تفكيره، متركزاً في خيالات وأمور الحقد والأنانية. يهاجمبلسانه السليط، وبكلامه البذيء، كل من يلاقيهمن ذويه والآخرين من أصدقائه، بأسوأالكلمات الخارجة عن الذوق والأدب، يعد نفسه الفاهم– أبو الفهيم- والأوحد في الدنيا، وما عداه فهم مخطئون حتى أهله وذويه. لقد نسي أو تناسى أن الوالدين، هما من أوصلاه لما هو عليه من شهادة وتحصيل دراسي وعمل يسترزق منه، نتيجة الجهد والتعب والسهرالذي تحملاه منذ نعومة أظافره، والمال الذي انفقاه من أجله، بعد استقطاعه من لقمة عيشهماليومية ، حتى تخرجه من دراسته، وتوظفه ليشق طريقه في حياته، وهذا لا يمكن أن يعوض بمال الدنيا كلها. لقد ذهبت صحة والديك، وتدهورت من أجلك وإخوانك بأمراض العصر المختلفة، فاتقي الله بأفعالك، وقلب صفحات قرآننا الكريم، بما يقول وينطق عن ربنا الله – سبحانه وتعالى –عن حقوق الوالدين، فكفا تمردا. لقد حظي الوالدان بمنزلة ومكانة عظيمة عند ربنا الكريم، إذ ؛ يأمركم بالإحسان إليهما وبرهما، وهذا ما ورد في العديد من الآياتالكريمة ، التي تؤكد الله على وجوب طاعة الوالدين، مما يدل على عظم حقهما وقدرهما.كما في قوله تعالى: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا ). الإسراء: 23 . وقوله تعالى: وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا). البقرة : 83.كفا أيها الفتى الشقي ما تفعله! فالتواضع من صفات الرجولة، وعقوق الوالدين من كبائر الإسلام وأعظمها وأشدها ذنوباً، فاجتنبها،فأعد الى رشدك، وابدأها بالاستغفار اليومي، والتواصل مع والديك وذويك، والناس جميعاً،وهذه من شيم الشباب المتواضعين، الذي يخافون الله ، فاعلم أن الله يراقبك في كل تصرف وإساءة في السر والعلن توجهها لوالديك .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store