
سوريا تجدد التزامها بمكافحة المخدرات
على رغم تجديد سوريا الجديدة الالتزام بمكافحة آفة المخدرات، وإعلانها قبل ذلك القضاء على صناعتها، وتراجع تهريبها إلى الخارج نتيجة الحملات المكثفة التي تقوم بها، بعد أن حوّل النظام السابق المخلوع البلاد الى «جمهورية كبتاغون»، ذكر تقرير أممي أنها «لا تزال تشكل مركزاً للإنتاج والتوزيع».
وقال وزير الداخلية السوري أنس خطاب: «في اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، نُجدّد في وزارة الداخلية التزامنا بمواجهة هذه الآفة، التي تهدّد الأمن المجتمعي وسلامة شبابنا وبلادنا».
وزير الداخلية السوري أنس خطاب (وسائل التواصل)
خطاب، في منشور على حسابه في منصة «X»، أوضح أن الوزارة «تواصل بحزم وعزم تنفيذ حملات مكثفة لضبط شبكات التهريب والترويج وضرب أوكار التخزين والاتجار بلا هوادة، لتكون سوريا خالية من هذه السموم»، مؤكداً «أن مكافحة المخدرات جزء من معركتنا لحماية حاضر سوريا ومستقبلها، وندعو الأهالي والمجتمع المدني للوقوف معنا ودعمنا في هذه المواجهة». ولفت إلى «أن الحرب على المخدرات ليست أمنية فقط، بل هي واجب أخلاقي واجتماعي ووطني لا تهاون فيه».
وشهد إنتاج «الكبتاغون» انتشاراً كبيراً خلال حكم بشار الأسد السابق، الذي أطاحت به فصائل معارضة في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. واتهمت حكومات غربية شقيقه ماهر الأسد والمقربين منه بتحويل سوريا إلى «دولة مخدرات» أغرقت الشرق الأوسط بـ«الكبتاغون».
أحد عناصر السلطة السورية داخل مصنع لحبوب «الأمفيتامين» المعروفة باسم «الكبتاغون» في دوما على مشارف دمشق 13 ديسمبر (أ.ب)
ومنذ الإطاحة بالأسد، تقوم السلطات الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، بجهود مستمرة لمكافحة عمليات إنتاج وتهريب المخدرات، وحملات مكثفة في كل مناطق سيطرتها، ضبطت خلالها معامل ومستودعات تحتوي على كميات كبيرة من الحبوب المخدرة، وألقت القبض على تجار ومروجين.
وبشكل شبه يومي، تعلن وزارة الداخلية عن القبض على مروجي ومهربي المخدرات، في العديد من المناطق السورية.
وفي أحدث العمليات، أعلنت الوزارة عن عملية نوعية جديدة جاءت نتيجة تبادل معلومات بينها وبين نظيرتها في السعودية، تمكّنت خلالها إدارة مكافحة المخدرات من ضبط نحو 200 ألف حبة مخدّرة، كانت مخبأة داخل عدة صناعية في محافظتي إدلب وحلب، شمال غربي البلاد، في محاولة لتهريبها عبر الحدود، مشيرة إلى أن المقبوض عليهم أحيلوا إلى القضاء المختص لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقّهم.
سبق ذلك إعلان خطاب في 4 يونيو (حزيران) الحالي «أن سوريا تمكنت من القضاء على صناعة المخدرات، لكن تهريبها ما زال يشكل تحدياً أمنياً».
جانب من مستودع ومصنع «الكبتاغون» الذي تم تفكيكه قرب الحدود مع سوريا (أرشيفية - مديرية التوجيه)
وأضاف: «نستطيع أن نقول إنه لا يوجد أي معمل ينتج الآن مادة الكبتاغون في سوريا». وأوضح أن معظم هذه المعامل وعددها بالعشرات كانت موجودة في منطقة ريف دمشق، وفي منطقة الحدود اللبنانية بكثرة، وفي منطقة الساحل أيضاً... وأغلبها في المناطق التي كانت تخضع لسيطرة الفرقة الرابعة» التي كان يقودها ماهر الأسد شقيق بشار.
الباحث ومدير وحدة التقارير البحثية في «مركز حرمون للدراسات المعاصرة»، طلال مصطفى، قال في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «بعض الأسواق وطرق التهريب لا تزال نشطة، خصوصاً في الجنوب السوري والمناطق الحدودية مع لبنان والعراق، في ظل دعم لوجستي يُعتقد أنه مرتبط بشبكات ذات صلة بإيران والعراق».
وأوضح مصطفى أنه «برغم النجاح الملحوظ في تفكيك البنية الصناعية الواسعة لإنتاج الكبتاغون، فإن عمليات التصنيع لم تُلغَ بالكامل، إذ تستمر على نطاق محدود عبر شبكات تهريب محلية وبدائل غير نظامية، ولا يزال التحدي قائماً، إذ انخفاض حجم الإنتاج لا يعني بالضرورة اختفاء الكبتاغون من السوق السورية».
عنصر أمن سوري يقف أمام معمل تمت مداهمته لصناعة حبوب «الكبتاغون» (أرشيفية-وزارة الداخلية)
وبمناسبة «اليوم العالمي لمكافحة المخدرات»، ذكر «تقرير المخدرات العالمي 2025»، الصادر عن «مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة»، أن سوريا «لا تزال تشكل مركزاً رئيسياً لإنتاج وتوزيع المخدرات،على رغم سقوط نظام الأسد، وجهود الحكومة الجديدة في تعطيل سلاسل التوريد».
وذكر التقرير «أن الحكومة السورية الجديدة تعهدت بتعطيل سلسلة توريد المخدرات، والكبتاغون بشكل خاص، وبرهنت على ذلك بإتلاف كميات كبيرة من الكبتاغون التي ضبطت علناً».
وقالت رئيسة الشؤون الاجتماعية في «مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة»، أنجيلا مي، إن «كثيراً من الغموض يحيط بقضية إنتاج المخدرات في سوريا»، موضحة أنه «نشهد شحنات كبيرة من سوريا، عبر الأردن، على سبيل المثال». وأضافت أنه «ربما لا تزال هناك مخزونات من هذه المادة تُشحن للخارج، لكننا ندرس الوجهة التي قد ينتقل إليها الإنتاج»، مضيفة: «نلاحظ أيضاً توسعاً إقليمياً في الاتجار، وقد اكتشفنا مختبرات في ليبيا».
حبوب الكبتاغون مخبأة في فاكهة مزيفة داخل مصنع بمدينة دوما شرق العاصمة دمشق (إ.ب.أ)
وإن كانت هناك مجموعات في سوريا لا تزال تواصل التجارة بـ«الكبتاغون»، أكّدت أنجيلا مي وجود هذه الجماعات، موضحة أن ذلك «ليس في سوريا فقط، بل في المنطقة أجمع، وهذه المجموعات... لن تتوقف عن إنتاجه في غضون أسابيع أو أيام».
وقالت إن الأمم المتحدة «تساعد البلدان على معالجة المشكلة من منظور الجريمة المنظمة، وفهم الجماعات الإجرامية المتورطة، حتى تتمكن من تصميم الاستجابات والحلول»، مشيرة إلى أن «أبحاثنا تظهر أنه لا توجد استجابة واحدة لتفكيك الجماعات».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرياض
منذ ساعة واحدة
- الرياض
ترمب: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بات قريباً
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن بلاده أنهت للتو حربًا استمرت سنوات عديدة وأودت بحياة 6 ملايين شخص، دون أن يحدد طبيعة هذه الحرب. وأضاف ترمب أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بات قريبًا وقد يتم التوصل إليه الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى أن الناس يموتون في غزة ولا أحد يقدم المساعدة لسكان القطاع بينما نحن نفعل ذلك. وأكد ترمب رغبته في "حل جميع النزاعات المختلفة في شتى بقاع العالم حتى لو لم تكن للولايات المتحدة علاقة مباشرة بها"، لافتًا إلى أن بلاده "عملت على حل النزاع بين الهند وباكستان وقد كان ذلك أمرًا رائعًا بالنسبة لنا". وفي سياق حديثه عن منطقة الشرق الأوسط، قال ترمب إن "إسرائيل وإيران عانتا كثيرًا من الحرب التي خاضتاها»، مشيرًا إلى أن «إيران ترغب في عقد اجتماع وهي وإسرائيل عانتا كثيرًا من الحرب".


مباشر
منذ ساعة واحدة
- مباشر
عراقجي: إيران تقرر وقف التعاون مع وكالة الطاقة الذرية
أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، اليوم الجمعة، موافقة البرلمان الإيراني على وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في خطوة تصعيدية جديدة تُضاف إلى التوتر القائم بشأن برنامج إيران النووي. وفي السياق، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إيران "لا تملك أي فرصة للعودة إلى برنامجها النووي"، مضيفًا: "لا أعتقد أنهم سيعودون إليه، وهم يريدون الاجتماع معنا". وأكد ترامب أن إيران لم تكن قادرة على نقل اليورانيوم المخصب قبيل الضربات الأمريكية الأخيرة، مشددًا على أن بلاده تسعى إلى تمكين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو أي جهة تحظى بثقة الولايات المتحدة، من إجراء عمليات تفتيش شاملة داخل إيران لضمان الشفافية ومنع أي نشاط نووي عسكري. وأشار ترامب إلى أن أي اتفاق مستقبلي مع إيران سيشمل شرطًا صارمًا بمنع إنتاج الأسلحة النووية، مضيفًا: "سنجري عمليات تفتيش في جميع المواقع الإيرانية بحثًا عن أي أنشطة نووية محظورة، والحديث عن الاتفاقات المحتملة سيكون في أكتوبر المقبل". حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا

العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
مسؤول إيراني: طهران منفتحة على "نقل اليورانيوم المخصب إلى دولة ثالثة"
أعلن السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني انفتاح بلاده على نقل جزء من اليورانيوم المخصب إلى دولة ثالثة، في إطار مقترح لاتفاق نووي إقليمي يخضع لإشراف دولي. وقالت شبكة «سي إن إن» الأميركية، إن جهات فاعلة رئيسية من الولايات المتحدة والشرق الأوسط أجرت محادثات مع الإيرانيين في الكواليس، حتى في خضمّ موجة الضربات العسكرية على إيران وإسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين. وأكد مسؤولون في إدارة ترمب طرح مقترحات أولية ومتطورة، مع بند واحد ثابت غير قابل للتفاوض وهو «وقف تخصيب اليورانيوم الإيراني تماماً»، مقابل عدة حوافز لإيران، منها إمكانية رفع عقوبات مفروضة والسماح بالوصول إلى ستة مليارات دولار موجودة حالياً في حسابات مصرفية أجنبية يُحظر على طهران استخدامها بحرية. رغم ذلك، نفت إيران عزمها على استئناف المحادثات النووية مع الولايات المتحدة بعد انتهاء الحرب التي استمرت 12 يوماً مع إسرائيل، كما اتهمت واشنطن بالمبالغة في تقدير تأثير ضرباتها العسكرية. نوايا خبيثة قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الجمعة، إن إصرار المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي على زيارة المنشآت النووية "لا معنى له"، بل وقد يكون ذا نوايا "خبيثة"، وسط ترقب غربي لمعرفة نتائج الهجمات الأميركية على 3 مواقع نووية إيرانية. ووافق مجلس الشورى الإيراني (البرلمان)، الأربعاء الماضي، على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي خطوة تتطلب موافقة مجلس الأمن القومي في إيران لتفعيلها. The Parliament of Iran has voted for a halt to collaboration with the IAEA until the safety and security of our nuclear activities can be guaranteed. This is a direct result of @rafaelmgrossi 's regrettable role in obfuscating the fact that the Agency—a full decade ago—already… — Seyed Abbas Araghchi (@araghchi) June 27, 2025 وقال عراقجي على منصة "إكس"، إن "البرلمان الإيراني وافق على وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى أن يتم ضمان سلامة وأمن أنشطتنا النووية". واعتبر أن هذا القرار يأتي "نتيجة مباشرة للدور المؤسف الذي لعبه رافائيل غروسي"، مضيفاً: "من خلال هذا التصرف الخبيث، سهّل بشكل مباشر تبني قرار مسيّس ضد إيران من قبل مجلس محافظي الوكالة، إضافة إلى الغارات غير القانونية التي شنّتها إسرائيل والولايات المتحدة على المنشآت النووية الإيرانية". وذكر عراقجي، أن غروسي "فشل في الإدانة الصريحة لمثل هذه الانتهاكات الفاضحة لضمانات الوكالة الدولية للطاقة الذرية ولنظامها الأساسي". وقبل ساعات من بدء حرب إسرائيل وإيران في 13 يونيو الماضي، أصدر مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 دولة، وهي هيئة رقابية تابعة للأمم المتحدة، بياناً ينص على أن إيران تنتهك التزاماتها المتعلقة بمنع الانتشار النووي. على خلفية حرب إيران وإسرائيل، وافق مجلس صيانة الدستور في إيران، الخميس، على مشروع قانون يُلزم الحكومة بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وذكر الوزير الإيراني، أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومديرها العام يتحملان كامل المسؤولية عن هذا الوضع المشين"، مشدداً على أن بلاده "تحتفظ بحقّها في اتخاذ أي خطوات دفاعاً عن مصالحها، وشعبها، وسيادتها". وأضاف: "إصرار غروسي على زيارة المواقع التي تعرضت للقصف بحجة الضمانات، هو أمر لا معنى له، وقد يكون ذا نوايا خبيثة". الهجمات الأميركية وشن الجيش الأميركي هجمات على 3 منشآت نووية إيرانية وهي "فوردو" ونطنز" و"أصفهان"، فجر الأحد الماضي، عبر إلقاء أكثر من 12 قنبلة خارقة للتحصينات زنة 30 ألف رطل، وكذلك 30 صاروخ من طراز "توماهوك". وتجري مراقبة نتائج الهجمات عن كثب لمعرفة إلى أي مدى يمكن أن تكون الضربات قد عرقلت البرنامج النووي الإيراني، بعدما قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه "تم محوه". وأظهرت صور أقمار صناعية من شركة " Maxar Technologies"، "نشاطاً غير معتاد" في منشأة "فوردو" يومي الخميس والجمعة، ووجود عدد كبير من المركبات تنتظر أمام مدخل المنشأة.