logo
"الدقهلية".. الأرز البسمتي.. الحبة الذهبية تنطلق من قلب الدقهلية

"الدقهلية".. الأرز البسمتي.. الحبة الذهبية تنطلق من قلب الدقهلية

الجمهوريةمنذ 2 أيام
من قرية "الربع" بمركز تمي الأمديد. انطلقت أولي خطوات زراعة الأرز البسمتي محليًا. وهو ذلك الصنف الفاخر الذي طالما ارتبط بالمناسبات والعزائم المصرية. والذي ظلت مصر تعتمد علي استيراده من الهند وباكستان لعقود. رغم قدراتها الزراعية الممتازة.
المهندس محمد موسي. أحد أبناء القرية. لم ينتظر دعمًا رسميًا أو تمويلًا. بل بدأ مغامرته بكيلو جرام واحد فقط من الأرز البسمتي الشعير حصل عليه من صديق هندي. وعلي مدار مواسم متتالية. بصبر وإصرار. نجح موسي في تطوير هذا الكيلو إلي 100 كجم شعير. ومن ثم إلي فدانين ونصف من الزراعة الفعلية. ثم إنتاج نحو 15 طنًا من التقاوي.
هذه التجربة الفردية سرعان ما لفتت أنظار وزارة الزراعة ومراكز البحوث والجامعات. التي بدأت في تقديم الدعم الفني والعلمي. لتتحول التجربة من مجرد زراعة تجريبية إلي مشروع استراتيجي واعد.
قام محرر " الجمهورية اون لاين" بمحافظة الدقهلية بزراعة فدانين من الأرز البسمتي في أرض شديدة الملوحة. بتوجيه مباشر من الدكتور حمدي موافي. رائد تطوير أصناف الأرز المصري. وبإشراف الباحث عبده سباعي من جامعة قناة السويس. واجه الفريق تحديات بيئية كبيرة. لكن بالإرشاد العلمي والتقنيات الحديثة. تم التغلب عليها.
شملت التوصيات الزراعية الخاصة حرث الأرض بشكل متعامد واستخدام مركبات البوتاسيوم والسوبر فوسفات ونظام ري متقطع ري يوم وراحة يومين وتقسيم السماد الأزوتي علي ثلاث دفعات قبل طرد السنابل واستخدام المغذيات الورقية والأحماض الأمينية.
نجح أحد المهندسين المحليين في استيراد وتعديل ماكينات لفرك وتعبئة الأرز البسمتي محليًا. ما سهّل عملية الإنتاج وخفّض التكاليف. وجعل المنتج المصري منافسًا قويًا للأرز المستورد في الشكل والطعم. بل وتفوّق عليه في السعر. ودون الحاجة إلي دولار واحد!
زار علماء المعهد القومي للأرز بقيادة الدكتور حمدي موافي أراضي التجارب في الدقهلية. خاصة مزرعة المهندس جلال سلامة في جمعية 15 مايو بناحية زيان. حيث جري اختبار صنف "جيزة بسمتي 201". والذي أظهر نتائج مبشرة. تصل بإنتاجية الفدان إلي 5 أطنان شعير في الظروف المثالية.
أوصي الخبراء. منهم الباحث عبده السباعي. بعدة إجراءات لضمان نجاح الصنف تقليل معدل التقاوي إلي 20 كجم للفدان فقط بسبب تفريع الحبة الواحدة إلي 10 تفريعات خلال أول 50 يومًا ورش المغذيات قبل المغرب وتجنب الري وقت الظهيرة ومواجهة آفات مثل اللفحة والدودة بدقة.
وشارك في الدعم الميداني أيضًا المهندس حسن الشرقاوي. خبير الزراعة بالمعاش. الذي أشرف علي الجدولة المثالية للري والتسميد.
قال المهندس خالد أبو بكر. صاحب مضرب أرز. إنهم يشعرون بسعادة كبيرة باهتمام الدولة بهذا النوع من الأرز الذي كانوا يستوردونه لسنوات. مضيفًا نأمل أن تسمح الدولة بإدخال الماكينات المتخصصة لهذا النوع من الأرز وتخفيف الجمارك عامًا واحدًا علي الأقل لدعم انتشاره.
فيما طالب مزارعون بضرورة نشر التقاوي عبر الجمعيات الزراعية تحت إشراف البحوث الزراعية. مع إصدار دليل إرشادي لطريقة الزراعة المناسبة لهذا النوع.
أكد مدير عام مديرية الزراعة بالدقهلية أن الوزارة تتابع تطورات زراعة الأرز البسمتي عن قرب. من خلال إدارات الإرشاد الزراعي ومشاركة فعالة من مراكز البحوث لتوجيه المزارعين.
إذا استمرت هذه الجهود بنفس القوة. فمن المتوقع أن تتحول مصر خلال 3 إلي 5 سنوات إلي واحدة من كبري الدول المنتجة والمصدرة للأرز البسمتي. لتنافس الهند وباكستان. وتغلق فجوة استيراد كانت تستنزف 300 مليون دولار سنويًا.
ومع إنتاج محلي عالي الجودة. ومزارع إرشادية مدروسة. ومضارب متخصصة. تصبح الحبة الذهبية البسمتي صناعة قومية جديدة. وورقة رابحة علي طريق تحقيق الأمن الغذائي وتقوية الاقتصاد الوطني.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ديفيد فيكلينج يكتب: تعدين العملات المشفرة.. هل يحول الطاقة الكهرومائية للأثرياء؟
ديفيد فيكلينج يكتب: تعدين العملات المشفرة.. هل يحول الطاقة الكهرومائية للأثرياء؟

البورصة

timeمنذ يوم واحد

  • البورصة

ديفيد فيكلينج يكتب: تعدين العملات المشفرة.. هل يحول الطاقة الكهرومائية للأثرياء؟

مرّة تلو الأخرى، وعلى امتداد سبعة عقود، تلجأ الدول الفقيرة حول العالم إلى السدود بحثاً عن الثراء. في خمسينات القرن الماضي، رأى زعماء حقبة ما بعد الاستقلال في مصر وغانا أن السيادة الوطنية لا تنفصل عن الطاقة الكهرومائية. فكان تشييد مشاريع ضخمة للري وتوليد الكهرباء على النيل والفولتا ضرورياً للحاق بالقوى الاستعمارية السابقة. ولا تزال هذه الفكرة حاضرة حتى اليوم، إذ إن أربعاً من بين أكبر ست دول مستهلكة للطاقة الكهرومائية حالياً هي البرازيل وروسيا والهند والصين، أي دول 'بريكس' التي اقترن اسمها بمفهوم النمو الاقتصادي السريع. لكن هذا الواقع يبدو في طريقه إلى التغيير. فانتشار مراكز البيانات المخصصة لتعدين العملات المشفرة وتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي خلق سوقاً جديدة تستهلك كميات هائلة من الكهرباء المولَّدة من السدود، ما يهدد بنسف المعادلة التي جعلت هذه المشاريع لعقود أداة رئيسية في مسار التنمية. الكهرباء تؤول للتعدين بدل التنمية يبحث الفقراء ومعدّنو العملات المشفرة غالباً عن الأمر نفسه: أرخص كهرباء على وجه الأرض. الفقراء يحتاجونها لإنارة منازلهم وتشغيل المراوح وشواحن الهواتف التي تصلهم بالعالم، ثم لتغذية معامل الغزل ومصانع الألبسة والمنشآت الصناعية، وغيرها من مقومات اقتصاد ناشئ سريع النمو. أما معدّنو العملات المشفرة، فيستهلكونها لحلّ أحجيات رياضية تتيح لهم كسب رموز رقمية كمكافأة ضمن نظام 'البلوك تشين' الذي تستند إليه معظم العملات الرقمية مثل 'بتكوين'، والذي بات يستهلك كمية من الكهرباء توازي استهلاك أستراليا. أصبحت الطاقة الكهرومائية خياراً مفضلاً لقطاع الكريبتو في السنوات الأخيرة بعد الانتقادات التي طالته بسبب بصمته الكربونية المتصاعدة، ما دفع نُشَّط المجال نحو مصدر طاقة رخيص وموثوق وصديق للبيئة. في السباق المحتدم بين الفقراء ومُعدّني العملات المشفرة، يبدو أن الكفة تميل حالياً لصالح المعدّنين. خذ إثيوبيا على سبيل المثال. فقد اكتمل بناء 'سدّ النهضة الإثيوبي الكبير' قبل عامين، ليصبح أكبر محطة للطاقة في أفريقيا، وسط وعود بأن يحدث تحوّلاً في واحدة من أفقر دول العالم. وقبل سنوات تعهدت الحكومة بإيصال الكهرباء إلى جميع أنحاء البلاد بحلول 2025، فيما يتوقع أن ترتفع القدرة الإنتاجية عشرة أضعاف بين عامَي 2010 و2035. لكن المستفيد الأكبر حتى الآن كان قطاع العملات المشفرة، إذ يستحوذ المعدّنون على نحو 30% من الكهرباء، رغم أن نحو أربعة من كل خمسة منازل لا تزال غير متصلة قانونيًا بالشبكة. شركة 'بي آي تي ماينينغ' المدرَجة في الولايات المتحدة، والتي دفعت العام الماضي 4 ملايين دولار لتسوية اتهامات من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية بشأن رشوة نوّاب في البرلمان الياباني، بدأت بنقل معدات تعدين قديمة من الولايات المتحدة إلى إثيوبيا. وقالت الشركة لموقع 'كوين ديسك دوت كوم' في وقت سابق هذا العام، إن تلك الأجهزة لا تزال قادرة على تحقيق أرباح بفضل أسعار الكهرباء المتدنية للغاية في إثيوبيا. أما في بوتان، المملكة الجبلية الصغيرة في الهملايا التي تعتمد بالكامل تقريباً على الطاقة الكهرومائية، فتستعد شركة 'بيتدير تكنولوجيز' المدرَجة في بورصة 'ناسداك'، لتشغيل مركزَي بيانات من المتوقع أن يستهلكا نحو ربع القدرة الإنتاجية للكهرباء في البلاد عند دخولهما الخدمة في وقت لاحق هذا العام. تلك الطاقة كان أجدى أن تُوجَّه لخدمة آلاف الأسر الريفية التي لا تزال تعتمد على الحطب في الطهي والتدفئة، ما يعرّض السكان لاستنشاق جسيمات مضرّة ويجعل أمراض الرئة ثاني أكبر سبب للوفاة في البلاد. انقطاعات في التيار الكهربائي في لاوس، التي تُعرف بلقب 'بطارية جنوب شرق آسيا' بفضل وفرة الطاقة الكهرومائية فيها، أدّت أسعار الكهرباء الأرخص في المنطقة إلى طفرة في نشاط تعدين العملات المشفرة، الذي بات يستهلك حالياً طاقة تفوق ما تستهلكه جميع المنازل في البلاد. وقد تسبّب ذلك بانقطاعات في التيار الكهربائي العام الماضي، بعدما أدّت الهطولات المطرية المتقلبة في حوض نهر ميكونج، الذي يشهد نمواً سريعاً، إلى تراجع إنتاج الطاقة الكهرومائية. وفي جورجيا، الواقعة في جبال القوقاز شمال شرقي تركيا، ناشدت السلطات مُعدّني العملات المشفرة وقف تشغيل معداتهم خلال الشتاء الماضي تفادياً لانقطاعات التيار، بعدما تجاوز استهلاك هذا القطاع للطاقة ما تستهلكه صناعة الصلب أو السكك الحديدية. أما في باراغواي، فتحذر إحدى مجموعات القطاع من أن النمو المتسارع في الطلب على الكهرباء قد يُفضي إلى انهيار الشبكة الوطنية بحلول عام 2029. قدّمت الدول التي تعتمد على الوقود الأحفوري دروساً تحذيرية واضحة. ففي كازاخستان، تسبّبت الطفرة المفاجئة في أنشطة التعدين المعتمدة على الفحم الرخيص عام 2021 بانقطاعات كهربائية واحتجاجات شعبية واسعة، ما دفع الحكومة إلى فصل مراكز البيانات عن الشبكة. وفي إيران، التي تعتمد على الغاز الطبيعي، وُجّهت أصابع الاتهام إلى عمليات التعدين أيضاً بعد انقطاعات متكررة في التيار خلال الشتاء الماضي، أدّت إلى إغلاق المدارس والدوائر الحكومية والمصارف. إيرادات فورية مغرية للحكومات لا مؤشرات على أن هذه المشكلة ستزول قريباً. فبرغم الآمال المعقودة على انحسار استخدام بروتوكول 'إثبات العمل' كثيف الاستهلاك للطاقة الذي تعتمده 'بتكوين'، لصالح بروتوكول 'إثبات الحصّة' الأكثر كفاءة المستخدم في 'إيثريوم'، فقد تضاعفت القدرة الحاسوبية المخصصة لتعدين 'بتكوين' نحو ثلاث مرات خلال العامين الماضيين. ما يعني أن الضغط على شبكات الكهرباء العالمية لا يزال في تصاعد مستمر، ومن المتوقع أن يشتد أكثر في عام 2028، حين تنخفض مكافأة كل كتلة تعدين إلى النصف، ما يدفع المعالِجات للعمل بجهد أكبر ويرفع الطلب على الطاقة. وإذا دخل الذكاء الاصطناعي على الخط، فقد تتفاقم الأزمة أكثر. قد تُعذر حكومات الدول النامية حين تقبل الأموال من أي مصدر متاح. فالعائد الفوري من مركز بيانات عملات مشفرة أفضل بكثير من كلفة توصيل الكهرباء إلى المناطق الريفية، بل وقد يوفر التمويل الأولي اللازم لتوسيع الشبكة وانتشال السكان من الفقر. لكن كما هو الحال مع الإدمان على المخدرات، يكمن الخطر في أن تتلاشى هذه النوايا الحسنة مع الوقت، مع انجراف السياسيين وراء نشوة العائدات السريعة والعمولات من تحت الطاولة. في السابق، لم تكن الأسر الفقيرة تواجه أي منافسة على شراء الكهرباء الرخيصة الناتجة عن مشاريع الطاقة الكهرومائية الجديدة. وكانت معظم كميات الكهرباء تُستهلك محلياً، أو تُصدَّر في أقصى الحالات إلى دول الجوار، حيث تسهم في ربط السكان بالشبكة، وتشغيل الصناعات الناشئة، وإطلاق مشاريع تنمية مستدامة وعادلة تغذّي نفسها ذاتياً. لكن مراكز البيانات غيرت هذه المعادلة. إذ أصبح من السهل اليوم جني العوائد الاقتصادية بسرعة وتصديرها لمصلحة نخبة عالمية ومحلية متنفذة، على حساب الأغلبية. يشبه هذا النموذج إلى حد كبير الطريقة التي حوّلت بها عائدات النفط دولاً مثل غينيا الاستوائية والغابون إلى دول 'ثرية على الورق'، بينما ظلّت شعوبها غارقة في الفقر من حيث التنمية البشرية. على المصارف التنموية متعددة الأطراف، التي لا تزال من أبرز ممولي مشاريع الطاقة الكهرومائية في الدول الفقيرة، أن تأخذ هذه التحوّلات في الحسبان عند النظر في تمويل الجيل المقبل من مشاريع الطاقة الكهرومائية النظيفة. فهذه الكهرباء هي حقّ للفقراء حول العالم، وليس ثمة أسوأ من هدرها في مضارباتنا على قيمة رموز رقمية. : الاقتصاد العالمىالطاقةالعملات

جامعة قناة السويس تستضيف الملتقى الأول لطلاب مديرية التربية والتعليم بالإسماعيلية
جامعة قناة السويس تستضيف الملتقى الأول لطلاب مديرية التربية والتعليم بالإسماعيلية

الوفد

timeمنذ 2 أيام

  • الوفد

جامعة قناة السويس تستضيف الملتقى الأول لطلاب مديرية التربية والتعليم بالإسماعيلية

وتكرم الفرق الفائزة في إطار احتفالية ريادة الأعمال.. نظمت الإدارة العامة للمشروعات البيئية بجامعة قناة السويس، ممثله في إدارة تدريب أفراد المجتمع بالتعاون مع إدارة الموهوبين والتعلم الذكي بمديرية التربية والتعليم بالإسماعيلية الملتقى الأول لريادة الأعمال، وذلك في قاعة الفيديو كونفرانس بالجامعة، وبحضور ما يقرب من 150 مشاركًا، تحت رعاية الدكتور ناصر مندور رئيس الجامعة، وبإشراف عام من الدكتورة دينا أبو المعاطي نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة. جاء تنظيم هذا البرنامج التدريبي ضمن فعاليات مسابقة ريادة الأعمال التي تهدف إلى تأهيل الطلاب لفهم مبادئ البيزنس والتفكير الريادي، وتحفيزهم على تقديم أفكار مبتكرة تسهم في حل مشكلات يومية بطريقة عملية قابلة للتنفيذ، فضلًا عن ترسيخ مفاهيم القيادة وتحويل الأفكار الإبداعية إلى مشروعات حقيقية. شاركت في الملتقى أربعة عشر فريقًا من طلاب مديرية التربية والتعليم بالإسماعيلية، كل فريق مكوّن من أربعة طلاب، وحملت الفرق أسماء تعكس روح الابتكار والطموح مثل: "حكاوي"، "هزار تقيل"، "مشيتك صح"، "Zayk"، "Glox"، "Golden Ticket"، "Lumera"، "Flora"، "Mindbox"، "Shafra"، "Medsy"، "Gifty"، "Hodna"، و"Seven Kings" . وقدمت الفرق مشروعاتها التي تنوعت بين الجوانب التقنية والاجتماعية والتعليمية، متضمنة عرض الفكرة وآليات التنفيذ ودراسة الجدوى المالية وطرق التسويق سواء عبر المنصات الرقمية أو القنوات التقليدية. وتولّت لجنة التحكيم المكوّنة من نخبة من المتخصصين تقييم المشروعات على مدار ست ساعات ونصف، حيث ضمّت اللجنة كل من: الدكتورة هدى يسري عبد الله أستاذ مساعد بكلية الطب ومدير وحدة البيولوجيا الجزيئية، والدكتور أحمد شحاتة رئيس قسم الميكاترونيكس بالكلية المصرية الصينية للتكنولوجيا، والدكتور زكريا زكريا حسن مدرس بقسم الاتصالات ورئيس لجنة الندوات والمؤتمرات بالكلية المصرية الصينية . تميّز الملتقى بالتفاعل الكبير من الطلاب الذين أعربوا عن سعادتهم بالمشاركة، مؤكدين على أهمية هذه التجربة في توسيع مداركهم وتطوير مهاراتهم، وتمنوا استمرار مثل هذه الفعاليات داخل رحاب جامعة قناة السويس. وقد أسفرت فعاليات الملتقى عن فوز ثلاثة فرق جاءت أفكارها على قدر عالٍ من الإبداع والواقعية، حيث فاز فريق "Medsy" بالمركز الأول بمشروع ذكي يدعم كبار السن في تذكّر مواعيد الأدوية وتحديد مواقعهم بدقة، بما يسهم في مساعدتهم على الانتظام في العلاج وتجاوز معضلة النسيان أو صعوبة الحصول على الدواء، فيما قدم فريق "Gifty" فكرة مبتكرة لهدية تحمل لمسة تكنولوجية، حيث تُعرض رسالة شخصية بمجرد اقتراب المتلقي منها بطريقة مفاجئة وجذابة، أما فريق "Shafra"، فقد مزج بين التعليم والمرح من خلال ابتكار لعبة تفاعلية تعليمية تُعرّف الأطفال بتاريخ الفراعنة بأسلوب شيّق يعزز من حب المعرفة والاكتشاف . وفي ختام الملتقى، اقترحت حنان إسماعيل مدير إدارة الموهوبين والتعلم الذكي بمديرية التربية والتعليم، أن يتم ترشيح الفرق الفائزة للمشاركة في مسابقة على مستوى مديريات الجمهورية، بهدف تعميم الفكرة وتوسيع نطاق الاستفادة منها، وهو ما لقي ترحيبًا من لجنة التحكيم. نُظّم البرنامج التدريبي بإشراف المهندسة وفاء إمام مدير عام الإدارة العامة للمشروعات البيئية، والمهندس أحمد رمضان مدير إدارة تدريب أفراد المجتمع، اللذين أكدا على أهمية استمرار دعم مثل هذه المبادرات التي تُسهم في بناء جيل واعٍ ومؤهل للمستقبل.

مستقبل التكنولوجيا في الحرب الباردة الثانية
مستقبل التكنولوجيا في الحرب الباردة الثانية

بوابة الأهرام

timeمنذ 2 أيام

  • بوابة الأهرام

مستقبل التكنولوجيا في الحرب الباردة الثانية

لا يخفى علينا أن العالم يعيش حالة من التوتر غير المسبوق، ربما تفوق في بعض أوجهها ما شهدناه خلال الحرب الباردة الأولى التي نشبت بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في أعقاب الحروب العالمية. اليوم، تقف الولايات المتحدة وأوروبا الغربية واليابان وحلفاؤهم في مواجهة محور تقوده الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية، وعلى الرغم من امتلاك بعض هذه الدول لأسلحة نووية قادرة على تدمير العالم، فإن الغالب أن تظل هذه الأسلحة أداة ردع متبادلة تمنع الطرفين من اتخاذ قرارات متهورة. لكن من سيفوز في سباق التفوق التكنولوجي، سيكون هو الطرف الذي سيمسك بزمام القيادة في إدارة العالم، والتحكم في المال والتجارة والاقتصاد. دعونا نستعرض أبرز ملامح هذا الصراع، وكيف تديره الولايات المتحدة والصين بأدوات القرن الحادي والعشرين. معركة الرقائق: من يسيطر على عقل الآلة؟ ما تزال الولايات المتحدة تحتفظ بالريادة في مجال معالجات الحواسيب وأشباه الموصلات، وهي أساس معظم التقنيات الحديثة. إلا أن هذه الريادة تبدو هشة، خصوصًا في ظل التهديدات التي تلاحق جزيرة تايوان — موطن شركة TSMC التي تُنتج أكثر من 90% من أشباه الموصلات المتقدمة عالميًا — والتي تواجه خطر الغزو من الصين. إدراكًا منها لحساسية الموقف، خصّصت الولايات المتحدة ما يزيد على 52 مليار دولار لبناء مصانع جديدة في ولايات مثل أريزونا وتكساس وأوهايو، بهدف تأمين سلاسل التوريد وتقليل الاعتماد على الخارج. هذه المعركة التقنية لن تحدد فقط مصير الحواسيب، بل مستقبل الذكاء الاصطناعي، وأنظمة الأسلحة، والحوسبة المتقدمة. الروبوتات والأنظمة الذاتية: معركة الذكاء المتحرّك توشك الروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والأنظمة الذاتية على إعادة تشكيل مستقبل الحروب، والتصنيع، والخدمات اللوجستية. وفي ظل النقص المتزايد في العمالة، وتفاقم المخاوف الأمنية، تسرّع الولايات المتحدة من استثماراتها في الطائرات المسيّرة، وأنظمة الدفاع الذاتي، وخطوط الإنتاج الروبوتية، لتعزيز تفوقها على الصين. وفي المقابل، فرضت واشنطن قيودًا صارمة على استخدام الرافعات المينائية والروبوتات الصناعية الصينية، بعد تقارير استخباراتية تُحذر من احتوائها على معدات قادرة على تنفيذ عمليات تجسس أو هجمات سيبرانية. واللافت أن 80% من الرافعات المينائية في الموانئ الأمريكية تأتي من شركة صينية واحدة، ما يبرر هذا القلق الأمني المتزايد. من هنا، أصبح توطين صناعة الروبوتات والأنظمة الذاتية ركيزة محورية في الإستراتيجية الصناعية الأمريكية — وجبهة جديدة في الحرب الباردة الثانية. الحوسبة الكمومية: من يملك مفاتيح الكون؟ إذا كانت الحوسبة التقليدية مبنية على البتات الثنائية (0و1)، فإن الحوسبة الكمومية تستند إلى ظواهر غريبة من ميكانيكا الكم، مثل 'التراكب' و'التشابك الكمومي'. التراكب ظاهره محيره مفادها ان الجسيمات تحت الذرية يمكنها الوجود في أكثر من مكان وبأكثر من صورة في نفس الوقت. والتشابك الكمومي ظاهرة لا تقل غرابة ومفادها أن الجسيمات تحت الذرية المتشابكة تربطها حركة دوران عكسية مهما ابتعدت المسافات حتى لو وصلت لسنوات ضوئيه. برغم أن العلماء لم يفهموا حتى اليوم أسباب تلك الظواهر المحيرة، فإن كثيرًا من المخترعات الحديثة تستفيد من تلك الظواهر، أهمها الحوسبة الكمومية والتي تتيح للكيوبتات أن تتواجد في حالات متعددة في آن واحد. النتيجة؟ أجهزة كمبيوتر ذات قدرة خارقة على: • تطوير الذكاء الاصطناعي بسرعة غير مسبوقة • كسر أعقد أنظمة التشفير الحالية في دقائق • تصميم أدوية جديدة تحاكي التفاعلات البيولوجية بدقة ذرية • ومحاكاة الظواهر الطبيعية لفهم بنية الكون وأسراره الولايات المتحدة تستثمر بكثافة في هذا المجال، بينما خصصت الصين أكثر من 10 مليارات دولار لمركز الحوسبة الكمومية الوطني، وتسعى للحصول على تفوق كمي بحلول نهاية هذا العقد. سلاح التوريد: حين تتحول المعادن والتقنيات إلى أدوات حصار فرضت الولايات المتحدة قيودًا مشددة على تصدير المعالجات المتقدمة وأشباه الموصلات إلى الصين، في محاولة لكبح طموحات بكين في الذكاء الاصطناعي والتسليح الذكي. وردّت الصين بفرض قيود على تصدير 'الغاليوم' و'الجرمانيوم'، وهما من المعادن النادرة الضرورية لتصنيع الرقائق. رغم امتلاك الصين عددًا كبيرًا من براءات الاختراع — بل تتفوق على الولايات المتحدة في بعضها — إلا أن واشنطن لا تزال تحتفظ بقيادة نوعية في البحوث العلمية والجامعات التقنية ومراكز الابتكار. ما بين الصراع والتعاون في قلب هذا السباق المحموم نحو الهيمنة التكنولوجية، تبدو الحرب الباردة الثانية وكأنها معركة مصير بين قوى كبرى تسعى للسيطرة لا على الأرض فقط، بل على المستقبل ذاته. التكنولوجيا — بما تحمله من وعود هائلة وإمكانات خارقة — أصبحت اليوم سلاحًا إستراتيجيًا لا يقل خطورة عن الصواريخ النووية، وربما يفوقها أثرًا في إعادة تشكيل ميزان القوى العالمي. لكن وسط هذا التصعيد، لا بد من التذكير بأن هدف التقدم التكنولوجي لا ينبغي أن يكون الهيمنة، بل تحسين جودة حياة الإنسان، والارتقاء بمستوى الوعي والمعرفة، وحل المعضلات التي تعيق ازدهار البشرية. الحوسبة الكمومية، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي — كل هذه أدوات يمكن أن توجّه إما نحو صراعات لا نهائية، أو نحو بناء عالم أكثر عدلاً واستدامة. وهنا تبرز المفارقة الفلسفية: هل ستستخدم البشرية أكثر أدواتها تطورًا لتدمير ذاتها؟ أم ستنجح في تسخير هذا التقدم لفتح أبواب جديدة من التعاون، وتجاوز الحدود الجغرافية والأيديولوجية نحو مستقبل مشترك أكثر إشراقًا؟ لقد أثبتت الأزمات العالمية — من الأوبئة إلى تغيّر المناخ — أن لا دولة يمكنها النجاة بمفردها، وأن التكاتف أفضل كثيرًا من التناحر. وربما يكون التحدي الأكبر الذي تواجهه البشرية اليوم ليس في بناء أقوى كمبيوتر أو أسرع طائرة بدون طيار، بل في بناء الثقة المتبادله، وابتكار منظومات تكنولوجية تضع رفاهية الإنسان فوق إغراء القوة. فالحرب الباردة قد تكون قدرًا جيوسياسيًا، لكن السلام التكنولوجي لا يزال خيارًا ممكنًا — إن أراد صُنّاع القرار ذلك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store