
' الحرب الإمبريالية على إيران' الحلقة 4كسر الاحتكار النووي: من يردع الكيان الصهيوني النووي؟
العرائش أنفو – العلمي الحروني
ربط الكيان الصهيوني نفسه، دائما ومنذ نشأته، بقوة عالمية نووية تحميه وتمنحه الإسناد السياسي، والإعلامي، والدبلوماسي والعسكري والتكنولوجي. فقد كان الاحتلال البريطاني سنده الأول وبعد انسحابه، استند على ألمانيا التي منحته ملايين الدولارات في بداياته وبعدها ثم فرنسا التي بنت له المفاعل النووي وأمدته بالسلاح، ثم الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1973 وحتى اليوم، حيث إن حجم الدعم الأمريكي غير محدود وغير مسبوق، فهي تمنحه كل ما يريد. فبعد عملية 'طوفان الأقصى'، زودت أمريكا إسرائيل بالأسلحة والقذائف والطائرات وقطع الغيار والدعم المالي بمئات المليارات من الدولارات، إضافة إلى دعم اقتصادي ومعلومات استخباراتية واسعة.
وقد منح احتكار السلاح النووي الكيان الصهيوني شعورا بالأمان في منطقة ما يسميه الغرب الإمبريالي بـ 'الشرق الأوسط'، وهي في الأصل الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق، حيث يعتقد أن استخدام السلاح النووي قد يكون خيارا نهائيا في حال تعرض وجوده للخطر.
إن تاريخ حصول الكيان على السلاح النووي هو تاريخ كيانٍ أصر بكل الوسائل على امتلاكه، إذ بدأ التخطيط لذلك منذ خمسينيات القرن الماضي. ولم يكن هذا بدعم أمريكي، بل فرنسي، حيث أنشأت له فرنسا المفاعل النووي تحت غطاء 'الاستخدام السلمي'، وأجرت 17 تجربة نووية في الجزائر خلال فترة الاستعمار، واستمرت بعد الاستقلال بموجب اتفاقيات إيفيان، وذلك بين عامي 1960 و1966، مخلفةً عددًا كبيرًا من الضحايا وأضرارًا بيئية وصحية جسيمة لا تزال آثارها مستمرة حتى اليوم. وقد وقعت هذه التجارب في منطقتي رقان (Reggane) بالصحراء الكبرى جنوب الجزائر، حيث جرى تنفيذ أربع تفجيرات نووية سطحية تحت اسم 'سلسلة اليربوع' (Gerboise)، وفي منطقة عين إكر (Ain Ekker) قرب تمنراست.
أما من الجانب الأمريكي، فقد كان الرئيس أيزنهاور معارضا لانتشار الأسلحة النووية، وقد تم إخفاء الحقيقة عن الرئيس كينيدي بأن المفاعل الإسرائيلي كان ذا أهداف سلمية صناعية بحتة. ولطمأنة إسرائيل، منحها صواريخ 'سكاي هوك' الدفاعية، ليكون أول رئيس أمريكي يزود الكيان بالأسلحة بعد رفض كل من ترومان وأيزنهاور لذلك. وفي نهاية المطاف، استسلم كينيدي سنة 1961، مشترطا فتح المفاعل الإسرائيلي للتفتيش المستمر للتأكد من سلمية البرنامج. وقد تم ذلك، لكن جاسوسا داخل وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) أخبر إسرائيل بمواعيد زيارات لجنة التفتيش، كما ورد في كتاب 'خيار شمشون' للصحفي الأمريكي سيمور هيرش، الصادر عام 1991.
'خيار شمشون'، عقيدة الردع النووي الصهيوني
'خيار شمشون' هو استراتيجية عسكرية وسياسية تستخدم عندما تواجه دولة تهديدا وجوديا لا مفر منه. ويعود الاسم إلى الأسطورة التوراتية لـ 'شمشون الجبار' الذي هدم المعبد على نفسه وعلى أعدائه، مستخدما قوته الجسدية في تضحية أخيرة. في السياق الإسرائيلي، يشير المصطلح إلى الاستعداد لاستخدام الأسلحة النووية كخيار نهائي، وهو جزء من سياسة الردع غير المعلنة التي تفترض أن أي تهديد وجودي لإسرائيل سيقابل برد كارثي شامل.
ومن يعرف طبيعة الكيان الصهيوني يدرك أنه لا يستبعد استخدامه للسلاح النووي. نورد مثالين بارزين:
الأول، تصريح وزير شؤون القدس والتراث الإسرائيلي، أميخاي إلياهو، الذي دعا مرتين إلى إسقاط قنبلة نووية على قطاع غزة للتخلص من المقاومة وسكان القطاع. وقد أدرج هذا التصريح ضمن ملف الإبادة الجماعية الذي رفعته جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية.
الثاني، خلال حرب أكتوبر 1973، حين أحرزت الجيوش المصرية والسورية تقدما كبيرا، قررت إسرائيل فعليًا استخدام السلاح النووي، وحمّلت 11 طائرة بقنابل ذرية ليلة 8-9 أكتوبر لضرب أهداف حساسة في مصر وسوريا.
الحملة ضد المشروع النووي الإيراني
في السياق ذاته، شنت إسرائيل حملة شرسة لإنهاء المشروع النووي الإيراني، كما حاولت عرقلة المشروع النووي الباكستاني عامي 1992 و1993، وكانت وراء الترويج لمصطلح 'القنبلة الإسلامية النووية'.
تجدر الإشارة إلى أن مصر رفضت، في البداية، التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية ما لم توقع إسرائيل أيضا. لكنها، تحت ضغط أمريكي، وقعت عليها سنة 1981 في عهد حسني مبارك، رغم علم الولايات المتحدة بأن إسرائيل تمتلك اليورانيوم الذي سرقته مخابراتها من سفينة أمريكية في ولاية بنسلفانيا خلال الستينيات، في عهد الرئيس ليندون جونسون. ومع ذلك، لا يزال الكيان الصهيوني غامضا في ما يتعلق بامتلاكه للأسلحة النووية.
وقد كان كينيدي معارضا لإكمال المشروع النووي الإسرائيلي، وقد قتل في ظروف أثارت جدلا حول احتمال ارتباط مقتله بالمشروع النووي. وعندما جاء جونسون، ترك لإسرائيل حرية المضي قدما فيه. ثم أقامت إسرائيل مشروعا نوويا مشتركا مع نظام الأبارتايد في جنوب أفريقيا، وأجريا تجربة نووية مشتركة سنة 1974 في المحيط الهندي. لكن الزعيم نيلسون مانديلا دعم قرار التخلص الطوعي من المشروع النووي، وتم تفكيكه سنة 1989، لتوقع جنوب أفريقيا على معاهدة عدم الانتشار سنة 1991، وهو ما قامت به أيضًا جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق مثل بيلاروسيا وكازاخستان وأوكرانيا، حيث أعادت أسلحتها النووية إلى روسيا.
خطر وجودي وتحالفات مريبة وازدواجية المعايير
ليس هناك، إذا، سبيل حقيقي لمواجهة احتكار الكيان الصهيوني للسلاح النووي، باعتباره أحد الأسس الخطيرة التي قام عليها منذ نشأته. فإسرائيل تمثل خطرا على المنطقة المغاربية والجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق والعالم الإسلامي بأسره، بل وعلى الاستقرار العالمي ككل. فهي تملك ترسانة نووية قد تلجأ لاستخدامها دون وجود رادع فعال، خاصة في ظل غياب قدرة الردع داخل العالم الإسلامي، لذلك، قد يكون السبيل الوحيد المتاح في المدى المنظور هو البحث عن مظلة نووية من قبل دولة مثل باكستان ودعم امتلاك بعض الدول الإسلامية أو الإقليمية لأسلحة ردعية نووية أو غير تقليدية، مثل الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، كما هو الحال مع إيران ومصر والسعودية وتركيا ، إضافة إلى النظر في مواقف دول مثل الهند، التي رغم امتلاكها سلاحا نوويا، لا تجمعها بإسرائيل علاقات ود راسخة أو تحالفات عضوية.
ويبقى من الضروري المطالبة، على الصعيد الدولي، بتفكيك الترسانة النووية الإسرائيلية، خاصة أن الكيان لم يعترف حتى اليوم بامتلاكه للأسلحة النووية، ولم يوقع على معاهدة الحد من انتشارها، وهو ما يمثل خرقا صارخا للقوانين والمعاهدات الدولية.
إن رفض الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، أن تمتلك دول من العالم الإسلامي – وخاصة في المنطقة – أسلحة نووية، مقابل التغاضي الكامل عن الترسانة النووية الإسرائيلية، هو وجه سافر من أوجه الكيل بمكيالين. وهنا تبرز الحاجة إلى: تشكيل حركة عالمية من دول وشعوب ومؤسسات أكاديمية ومفكرين وعلماء نوويين، لكشف هذا التناقض والترافع أمام الهيئات الدولية من أجل تفكيك هذه الترسانة غير المشروعة.
الاغتيالات ركيزة الأمن القومي الإسرائيلي
من جهة أخرى، فإن مواجهة الكيان الصهيوني لمن يعتبرهم تهديدا وجوديا، سواء كانوا دولا أم أفرادا، تقوم على استراتيجية أمنية محكمة، جعلت من سياسة الاغتيالات ركيزة ثابتة في بنيته منذ عام 1948 وحتى اليوم.
فلدى الكيان ما لا يقل عن 18 جهازا أمنيا واستخباراتيا (الموساد، الشاباك، أمان، شين بيت… وغيرها). لم تنشأ هذه الأجهزة فقط للتحكم في الشعوب المجاورة أو الشعب الفلسطيني، بل تتجاوز ذلك إلى التجسس على قادة العالم والتحكم في القرار السياسي والإعلامي الدولي وتنفيذ عمليات اغتيال نوعية في الداخل والخارج. وقد كشف عن ذلك من خلال برامج تجسسية مثل 'بيغاسوس'، الذي استخدم للتجسس على قادة ومسؤولين رفيعي المستوى.
وفي هذا الصدد، يعد كتاب الصحفي الإسرائيلي رونين برغمان:'Rise and Kill First: The Secret History of Israel's Targeted Assassinations'
مرجعا مهما في توثيق هذه السياسة. يكشف الكتاب أن إسرائيل نفذت أكثر من 800 عملية اغتيال في أنحاء متفرقة من العالم، استهدفت فلسطينيين ومصريين ومغاربة (منهم المهدي بن بركة) وعراقيين وإيرانيين وآخرين.
تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تمتلك، وفق تقديرات غير رسمية، نحو 150 ألف عميل داخل الأرض المحتلة، خاصة في مناطق الضفة الغربية وغزة والقدس، مما يمنحها قدرة شبه كاملة على جمع البيانات الحساسة عن السكان وتتبع الأشخاص المشتبه فيهم وتنفيذ اغتيالات دقيقة، سواء عبر الطائرات بدون طيار، أو بتقنيات عالية داخل وخارج الحدود.
إن معظم الاغتيالات التي تمت في لبنان، وكذلك في دول مثل إيران، الإمارات، ماليزيا، بلجيكا، وتونس، تمت بواسطة هذه المنظومة الأمنية الهائلة التي لا تعترف بالحدود الجغرافية، ولا تلتزم بالقانون الدولي.
هكذا يمثل الكيان الصهيوني نموذجا خطيرا لدولة نووية لا تخضع للرقابة الدولية، وتستفيد من دعم غربي غير مشروط، وتتبنى في الوقت نفسه سياسات اغتيال ممنهجة بحق من تعتبرهم خصوما أو تهديدا. وبينما يمنع على الدول الإسلامية امتلاك أسلحة نووية، تغض الأطراف الدولية الطرف عن الترسانة الإسرائيلية، في ازدواجية تفضح الهيمنة الغربية على النظام الدولي.
إن التصدي لهذه الهيمنة لا يمكن أن يتم إلا عبر تعبئة شاملة، سياسية وفكرية وإعلامية وشعبية، من أجل كسر الاحتكار النووي وفضح السياسات الإسرائيلية في المحافل الدولية والضغط من أجل إرساء توازن ردعي جديد، يعيد الاعتبار للمنطقة وشعوبها.
( ترقبوا في الحلقة 5 موضوع حول البرنامج النووي الإيراني)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرائش أنفو
منذ 6 ساعات
- العرائش أنفو
' الحرب الإمبريالية على إيران' الحلقة 4كسر الاحتكار النووي: من يردع الكيان الصهيوني النووي؟
' الحرب الإمبريالية على إيران' الحلقة 4كسر الاحتكار النووي: من يردع الكيان الصهيوني النووي؟ العرائش أنفو – العلمي الحروني ربط الكيان الصهيوني نفسه، دائما ومنذ نشأته، بقوة عالمية نووية تحميه وتمنحه الإسناد السياسي، والإعلامي، والدبلوماسي والعسكري والتكنولوجي. فقد كان الاحتلال البريطاني سنده الأول وبعد انسحابه، استند على ألمانيا التي منحته ملايين الدولارات في بداياته وبعدها ثم فرنسا التي بنت له المفاعل النووي وأمدته بالسلاح، ثم الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1973 وحتى اليوم، حيث إن حجم الدعم الأمريكي غير محدود وغير مسبوق، فهي تمنحه كل ما يريد. فبعد عملية 'طوفان الأقصى'، زودت أمريكا إسرائيل بالأسلحة والقذائف والطائرات وقطع الغيار والدعم المالي بمئات المليارات من الدولارات، إضافة إلى دعم اقتصادي ومعلومات استخباراتية واسعة. وقد منح احتكار السلاح النووي الكيان الصهيوني شعورا بالأمان في منطقة ما يسميه الغرب الإمبريالي بـ 'الشرق الأوسط'، وهي في الأصل الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق، حيث يعتقد أن استخدام السلاح النووي قد يكون خيارا نهائيا في حال تعرض وجوده للخطر. إن تاريخ حصول الكيان على السلاح النووي هو تاريخ كيانٍ أصر بكل الوسائل على امتلاكه، إذ بدأ التخطيط لذلك منذ خمسينيات القرن الماضي. ولم يكن هذا بدعم أمريكي، بل فرنسي، حيث أنشأت له فرنسا المفاعل النووي تحت غطاء 'الاستخدام السلمي'، وأجرت 17 تجربة نووية في الجزائر خلال فترة الاستعمار، واستمرت بعد الاستقلال بموجب اتفاقيات إيفيان، وذلك بين عامي 1960 و1966، مخلفةً عددًا كبيرًا من الضحايا وأضرارًا بيئية وصحية جسيمة لا تزال آثارها مستمرة حتى اليوم. وقد وقعت هذه التجارب في منطقتي رقان (Reggane) بالصحراء الكبرى جنوب الجزائر، حيث جرى تنفيذ أربع تفجيرات نووية سطحية تحت اسم 'سلسلة اليربوع' (Gerboise)، وفي منطقة عين إكر (Ain Ekker) قرب تمنراست. أما من الجانب الأمريكي، فقد كان الرئيس أيزنهاور معارضا لانتشار الأسلحة النووية، وقد تم إخفاء الحقيقة عن الرئيس كينيدي بأن المفاعل الإسرائيلي كان ذا أهداف سلمية صناعية بحتة. ولطمأنة إسرائيل، منحها صواريخ 'سكاي هوك' الدفاعية، ليكون أول رئيس أمريكي يزود الكيان بالأسلحة بعد رفض كل من ترومان وأيزنهاور لذلك. وفي نهاية المطاف، استسلم كينيدي سنة 1961، مشترطا فتح المفاعل الإسرائيلي للتفتيش المستمر للتأكد من سلمية البرنامج. وقد تم ذلك، لكن جاسوسا داخل وكالة الاستخبارات الأمريكية (CIA) أخبر إسرائيل بمواعيد زيارات لجنة التفتيش، كما ورد في كتاب 'خيار شمشون' للصحفي الأمريكي سيمور هيرش، الصادر عام 1991. 'خيار شمشون'، عقيدة الردع النووي الصهيوني 'خيار شمشون' هو استراتيجية عسكرية وسياسية تستخدم عندما تواجه دولة تهديدا وجوديا لا مفر منه. ويعود الاسم إلى الأسطورة التوراتية لـ 'شمشون الجبار' الذي هدم المعبد على نفسه وعلى أعدائه، مستخدما قوته الجسدية في تضحية أخيرة. في السياق الإسرائيلي، يشير المصطلح إلى الاستعداد لاستخدام الأسلحة النووية كخيار نهائي، وهو جزء من سياسة الردع غير المعلنة التي تفترض أن أي تهديد وجودي لإسرائيل سيقابل برد كارثي شامل. ومن يعرف طبيعة الكيان الصهيوني يدرك أنه لا يستبعد استخدامه للسلاح النووي. نورد مثالين بارزين: الأول، تصريح وزير شؤون القدس والتراث الإسرائيلي، أميخاي إلياهو، الذي دعا مرتين إلى إسقاط قنبلة نووية على قطاع غزة للتخلص من المقاومة وسكان القطاع. وقد أدرج هذا التصريح ضمن ملف الإبادة الجماعية الذي رفعته جنوب أفريقيا إلى محكمة العدل الدولية. الثاني، خلال حرب أكتوبر 1973، حين أحرزت الجيوش المصرية والسورية تقدما كبيرا، قررت إسرائيل فعليًا استخدام السلاح النووي، وحمّلت 11 طائرة بقنابل ذرية ليلة 8-9 أكتوبر لضرب أهداف حساسة في مصر وسوريا. الحملة ضد المشروع النووي الإيراني في السياق ذاته، شنت إسرائيل حملة شرسة لإنهاء المشروع النووي الإيراني، كما حاولت عرقلة المشروع النووي الباكستاني عامي 1992 و1993، وكانت وراء الترويج لمصطلح 'القنبلة الإسلامية النووية'. تجدر الإشارة إلى أن مصر رفضت، في البداية، التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية ما لم توقع إسرائيل أيضا. لكنها، تحت ضغط أمريكي، وقعت عليها سنة 1981 في عهد حسني مبارك، رغم علم الولايات المتحدة بأن إسرائيل تمتلك اليورانيوم الذي سرقته مخابراتها من سفينة أمريكية في ولاية بنسلفانيا خلال الستينيات، في عهد الرئيس ليندون جونسون. ومع ذلك، لا يزال الكيان الصهيوني غامضا في ما يتعلق بامتلاكه للأسلحة النووية. وقد كان كينيدي معارضا لإكمال المشروع النووي الإسرائيلي، وقد قتل في ظروف أثارت جدلا حول احتمال ارتباط مقتله بالمشروع النووي. وعندما جاء جونسون، ترك لإسرائيل حرية المضي قدما فيه. ثم أقامت إسرائيل مشروعا نوويا مشتركا مع نظام الأبارتايد في جنوب أفريقيا، وأجريا تجربة نووية مشتركة سنة 1974 في المحيط الهندي. لكن الزعيم نيلسون مانديلا دعم قرار التخلص الطوعي من المشروع النووي، وتم تفكيكه سنة 1989، لتوقع جنوب أفريقيا على معاهدة عدم الانتشار سنة 1991، وهو ما قامت به أيضًا جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق مثل بيلاروسيا وكازاخستان وأوكرانيا، حيث أعادت أسلحتها النووية إلى روسيا. خطر وجودي وتحالفات مريبة وازدواجية المعايير ليس هناك، إذا، سبيل حقيقي لمواجهة احتكار الكيان الصهيوني للسلاح النووي، باعتباره أحد الأسس الخطيرة التي قام عليها منذ نشأته. فإسرائيل تمثل خطرا على المنطقة المغاربية والجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق والعالم الإسلامي بأسره، بل وعلى الاستقرار العالمي ككل. فهي تملك ترسانة نووية قد تلجأ لاستخدامها دون وجود رادع فعال، خاصة في ظل غياب قدرة الردع داخل العالم الإسلامي، لذلك، قد يكون السبيل الوحيد المتاح في المدى المنظور هو البحث عن مظلة نووية من قبل دولة مثل باكستان ودعم امتلاك بعض الدول الإسلامية أو الإقليمية لأسلحة ردعية نووية أو غير تقليدية، مثل الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، كما هو الحال مع إيران ومصر والسعودية وتركيا ، إضافة إلى النظر في مواقف دول مثل الهند، التي رغم امتلاكها سلاحا نوويا، لا تجمعها بإسرائيل علاقات ود راسخة أو تحالفات عضوية. ويبقى من الضروري المطالبة، على الصعيد الدولي، بتفكيك الترسانة النووية الإسرائيلية، خاصة أن الكيان لم يعترف حتى اليوم بامتلاكه للأسلحة النووية، ولم يوقع على معاهدة الحد من انتشارها، وهو ما يمثل خرقا صارخا للقوانين والمعاهدات الدولية. إن رفض الغرب، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية، أن تمتلك دول من العالم الإسلامي – وخاصة في المنطقة – أسلحة نووية، مقابل التغاضي الكامل عن الترسانة النووية الإسرائيلية، هو وجه سافر من أوجه الكيل بمكيالين. وهنا تبرز الحاجة إلى: تشكيل حركة عالمية من دول وشعوب ومؤسسات أكاديمية ومفكرين وعلماء نوويين، لكشف هذا التناقض والترافع أمام الهيئات الدولية من أجل تفكيك هذه الترسانة غير المشروعة. الاغتيالات ركيزة الأمن القومي الإسرائيلي من جهة أخرى، فإن مواجهة الكيان الصهيوني لمن يعتبرهم تهديدا وجوديا، سواء كانوا دولا أم أفرادا، تقوم على استراتيجية أمنية محكمة، جعلت من سياسة الاغتيالات ركيزة ثابتة في بنيته منذ عام 1948 وحتى اليوم. فلدى الكيان ما لا يقل عن 18 جهازا أمنيا واستخباراتيا (الموساد، الشاباك، أمان، شين بيت… وغيرها). لم تنشأ هذه الأجهزة فقط للتحكم في الشعوب المجاورة أو الشعب الفلسطيني، بل تتجاوز ذلك إلى التجسس على قادة العالم والتحكم في القرار السياسي والإعلامي الدولي وتنفيذ عمليات اغتيال نوعية في الداخل والخارج. وقد كشف عن ذلك من خلال برامج تجسسية مثل 'بيغاسوس'، الذي استخدم للتجسس على قادة ومسؤولين رفيعي المستوى. وفي هذا الصدد، يعد كتاب الصحفي الإسرائيلي رونين برغمان:'Rise and Kill First: The Secret History of Israel's Targeted Assassinations' مرجعا مهما في توثيق هذه السياسة. يكشف الكتاب أن إسرائيل نفذت أكثر من 800 عملية اغتيال في أنحاء متفرقة من العالم، استهدفت فلسطينيين ومصريين ومغاربة (منهم المهدي بن بركة) وعراقيين وإيرانيين وآخرين. تجدر الإشارة إلى أن إسرائيل تمتلك، وفق تقديرات غير رسمية، نحو 150 ألف عميل داخل الأرض المحتلة، خاصة في مناطق الضفة الغربية وغزة والقدس، مما يمنحها قدرة شبه كاملة على جمع البيانات الحساسة عن السكان وتتبع الأشخاص المشتبه فيهم وتنفيذ اغتيالات دقيقة، سواء عبر الطائرات بدون طيار، أو بتقنيات عالية داخل وخارج الحدود. إن معظم الاغتيالات التي تمت في لبنان، وكذلك في دول مثل إيران، الإمارات، ماليزيا، بلجيكا، وتونس، تمت بواسطة هذه المنظومة الأمنية الهائلة التي لا تعترف بالحدود الجغرافية، ولا تلتزم بالقانون الدولي. هكذا يمثل الكيان الصهيوني نموذجا خطيرا لدولة نووية لا تخضع للرقابة الدولية، وتستفيد من دعم غربي غير مشروط، وتتبنى في الوقت نفسه سياسات اغتيال ممنهجة بحق من تعتبرهم خصوما أو تهديدا. وبينما يمنع على الدول الإسلامية امتلاك أسلحة نووية، تغض الأطراف الدولية الطرف عن الترسانة الإسرائيلية، في ازدواجية تفضح الهيمنة الغربية على النظام الدولي. إن التصدي لهذه الهيمنة لا يمكن أن يتم إلا عبر تعبئة شاملة، سياسية وفكرية وإعلامية وشعبية، من أجل كسر الاحتكار النووي وفضح السياسات الإسرائيلية في المحافل الدولية والضغط من أجل إرساء توازن ردعي جديد، يعيد الاعتبار للمنطقة وشعوبها. ( ترقبوا في الحلقة 5 موضوع حول البرنامج النووي الإيراني)

تورس
منذ 6 أيام
- تورس
ترامب: إسرائيل توافق على هدنة لمدة 60 يوماً في غزة
وفي رسالة نشرها على حساباته في وسائل التواصل الاجتماعي، أوضح ترامب أن "محادثة طويلة وبنّاءة" جرت يوم الثلاثاء مع مسؤولين إسرائيليين بشأن الوضع في غزة. كما أشاد بجهود الوسطاء القطريين والمصريين، مشيراً إلى أنهم سيعرضون النسخة النهائية من الاتفاق على الأطراف المعنية. وقال الرئيس السابق، الذي يبدو عازماً على لعب دور حاسم في المراحل الأخيرة من الوساطة: «آمل أن تقبل حماس بهذا المقترح، لأن الوضع سيتدهور أكثر إن لم تفعل». في انتظار رد من حماس رغم إعلان إسرائيل موافقتها، أكدت الإدارة الأمريكية ، وفقاً لما نقلته شبكة CNN، أن الضوء الأخضر من حركة حماس لا يزال العقبة الرئيسية. وذكرت الشبكة أن الحركة الفلسطينية لم تصادق بعد على المقترح، رغم أن مصدراً قريباً من المفاوضات تحدث عن «احتمال قوي» للتوصل إلى اتفاق، رغم وجود خلافات لا تزال عالقة. ومن أبرز نقاط الخلاف: شروط انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، وضمان إنهاء الحرب بشكل فعلي. ووفقاً لما نقلته الإذاعة العامة الإسرائيلية عن مصادر مطلعة – لم تكشف عن هويتها – فإن هذه المسائل تظل العقبات الأساسية في المحادثات غير المباشرة. أرقام صادمة تقدّر تل أبيب عدد الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة ب50 شخصاً، لا يُعتقد أن أكثر من 20 منهم ما زالوا على قيد الحياة. في المقابل، يُقدّر عدد الفلسطينيين المحتجزين حالياً في السجون الإسرائيلية بأكثر من 10,400، في ظروف وصفتها منظمات حقوقية ووسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية بأنها «غير إنسانية»، مشيرة إلى حالات تعذيب وحرمان وإهمال طبي تسببت في وفيات متعددة. ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشهد غزة حملة عسكرية واسعة النطاق، وصفها العديد من المراقبين الدوليين بأنها «حرب إبادة». ورغم الدعوات المتكررة من محكمة العدل الدولية لوقف العمليات القتالية، تواصل إسرائيل هجماتها، لاسيما في مدينة رفح جنوب القطاع، وفي مخيمات وسطه. ضغوط دولية وتهديدات صرّح دونالد ترامب أنه سيكون «صارماً» مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما المرتقب في واشنطن الأسبوع المقبل. وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع تأكيد نتنياهو زيارته إلى الولايات المتحدة لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين الأمريكيين. لكن التوتر لا يزال مخيّماً: فبحسب موقع Axios الأمريكي، حذر مسؤول إسرائيلي رفيع من أنه «إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قريب، فسيتم تسوية غزة بالأرض». وأضاف المسؤول ذاته أن ما حدث في رفح يُعتبر «نموذجاً» لما قد يُطبق في مدينة غزة والمخيمات المجاورة، في حال فشل المفاوضات. وفي السياق ذاته، كشف موقع Axios أن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، أبلغ المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بموافقة تل أبيب على آخر مقترح قدمته قطر ، وأبدى استعداد بلاده للدخول في مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس لإنهاء الاتفاق.


الصحراء
٢٩-٠٦-٢٠٢٥
- الصحراء
الوعد الصادق واللقاء الصادق ماذا جرى عشية رأس السنة الهجرية؟
منذ أن وافقت الحكومة اللبنانية، والتي طبخت في السفارة الأمريكية ببيروت ومطابخ المخابرات الاسرائيلية في تل ابيب ومكاتب CIA في فيرجينيا. منذ ذلك التاريخ انصبت جهود الولايات المتحدة والعدو الصهيوني على نزع سلاح حزب الله والقصف بدون انذار على القرى اللبنانية أو المواقع التي كان حزب الله يشغلها قبل توقيع اتفاق وقف إطلاق النار. لإطلاق النار على حزب الله، كوادره، مخازنه، أسلحته، قياداته، واستغلت ذلك بإعطاء الفرصة المتاحة في كل وقت للقوات الصهيونية، طيرانا ومسيرات وصواريخ وقصف مدفعي على مواقع حزب الله وعلى المواقع التي يأتي بمعلومات عنها كل هؤلاء الذين جندوا أنفسهم لخدمة العدو الصهيوني، عملاء له وعملاء للولايات المتحدة، ولم يشعر اللبنانيون والعرب بمهانة اكبر من تلك المهانة التي انصبت عليهم من سفيرة الولايات المتحدة في لبنان والمبعوثة الأمريكية الغناء إلى لبنان وإسرائيل من أجل الحفاظ على ما سمي بوقف إطلاق النار وهو في الحقيقة …الحفاظ على حق اسرائيل في إطلاق النار حيثما أرادت وعلى من أرادت وعلى من شاءت وعلى أي مخازن ارتأت وعلى أي مواقع قصفت بالطيران والمسيرات. كان الهدف واضح، وفي الوقت ذاته قامت الولايات المتحدة بإجراء اتفاق ثنائي مع اليمن …أنصار الله، من أجل وقف تبادل إطلاق النار، وحتى تشعر السفن الأمريكية بحرية المرور دون خوف من قصف اليمنيين العرب الاحرار أو صواريخهم. وشعرت الولايات المتحدة وكذلك اسرائيل أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية قد فقدت أجنحتها المقاتلة وكذلك اعوانها والقوى المقاومة للعدو الصهيوني على باب داره. فسر نتنياهو ماذا يقصد بقوله (الانتصار الحاسم)، كان يسعى منذ البداية ويعلم أنه سيكسب اصوات الإسرائيليين عندما يقنع الولايات المتحدة بتوجيه ضربات ساحقه للمفاعلات النووية الإيرانية وتدميرها وتدمير مخزونها من اليورانيوم المخصب. كل القدرات التي بنتها إيران في السنوات الماضية من أجل إستخدام اليورانيوم المخصب للأغراض السلمية والصناعية، ميكانيكيا وزراعيا….قد فقدتها. اصبحت إيران وحيدة بعد أن نزعوا حكومات شكلت على طلب الصهاينة والولايات المتحدة كما جرى في لبنان، أو باتفاق وقف إطلاق نار بين أنصار الله والولايات المتحدة. وجاء ترامب للمنطقة ليبحث في موضوع توجيه الضربة….ضربة الولايات المتحدة لإيران بعد أن أتمت عدة جولات سميت ناجحة جدا في التفاوض بين الولايات المتحدة وإيران بشكل غير مباشر وبواسطة عمانية تم الاتفاق على متابعة ذلك خدعة واضحة ومكشوفة، خاصةً لقادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية. جميع الذين كانوا يراقبون، كانوا يبحثون عما تريد الولايات المتحدة، فهي من ناحية تفاوض وتمتدح المفاوضات وتمتدح المواقف الإيرانية وتلوح بإزالة العقوبات المفروضة على إيران منذ سنوات وكذلك كانت تلوح بعلاقات تسمح لإيران باستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية. من ناحية ثانية استمرت حكومة إسرائيل الفاشية الصهيونية المجرمة بشن هجمات إبادة في غزة والبست كل لقمة عيش تدخل لغزة قنبلة تنفجر في النساء والأطفال والمستشفيات. من ناحية ثانية لم تبقي مكانا في لبنان الا قصفته بالطائرات والمسيرات ونسفت في القرى ما جدد منها ولكن الذين يقومون على الاشراف على وقف إطلاق النار والاتفاق في لبنان مع اسرائيل، كانت الولايات المتحدة التي لم تفتح فاها بكلمة واحدة حول الخروقات التي جاوزت الألفي اختراق لوقف إطلاق النار من قبل اسرائيل لضرب حزب الله. السؤال : هل يظن رجال المخابرات الاسرائيلية والأمريكية أن ايران يحكمها شلة من الاغبياء أم أن ايران لم تهيئ نفسها تخطيطا وتسليحا ودفاعا عن وطنها من ناحية وقضية الثورة من ناحية أخرى وتحرير فلسطين والتي بذلت قيادة الثورة في إيران وجيشها وحرسها الثوري وشعبها العظيم كل ما يمكن من أجل مساعدة شعب فلسطين للتحرر من هذا الاحتلال . لقد حث القائد الخميني حرس الثورة والجيش الإيراني وكل الأجهزة الأمنية والسلاح الصاروخي وسلاح الطيران المسير وكل أنواع الأسلحة القادرة على الوصول للعدو الصهيوني، حثهم جميعا على أن يكونوا على أهبة الاستعداد في مواجهة العدوان الإسرائيلي، ويرى قادة الثورة خاصة السيد خامنئي أن أمريكا ترتبها وتبحثها مع حلفائها بالخليج وحليفتها الأساسية اسرائيل . وبدأت لعبة دونالد ترامب، الذي كل ما خطى خطوة أراد منها أن تكون مصدر ربح مادي ونفوذي وكذلك الأمر بالخليج والشرق الأوسط، فقد عاد من رحلته للخليج بمبلغ ثلاثة تريليون من الدولارات جمعها من دخل شعوبنا التي تعيش بأزمات اقتصادية. لقد جمع ترامب هذا المبلغ المهول من أجل قتل الفلسطينيين وقتل الإيرانيين و اليمنيين واللبنانيين، وكل من يتصدى للجبروت الأمريكي على منطقتنا وعلى ثروات شعوبنا . بشكل دقيق أن الولايات المتحدة وترامب تحديدا عقد أكثر من ستة عشر اجتماع لمجلس الأمن القومي واحيانا لوزيرين أو ثلاثة واحيانا لمسؤول الأمن القومي فقط واحيانا لمدير CIA فقط، كلها لترتيب اللمسات الأخيرة لكيفية اشتراك الولايات المتحدة مع اسرائيل في توجيه الضربات للجمهورية الإسلامية الإيرانية. الاجواء كانت مراقبه والخطأ حسب رأيي هو أن قيادات هامة من الجيش والحرس الثوري والعلماء باتوا في بيوتهم المعروفة وكلهم كانوا يسكنون في حي واحد وهذا خطأ جسيم لم يؤخذ فيه درس من دروس إيران نفسها، عندما اغتالوا هنية وهو في زيارة رسمية لطهران. وهو ما كانت تعلمه القيادات الإيرانية، أنه وفي خلال الفترة رأس السنة الهجرية وصل لإسرائيل كمية ضخمة من القنابل الثقيلة التي تستطيع أن تخترق سطح الأرض نحو 14 متر تحت الارض من أجل الوصول لمؤسسات مبنية هناك. المجتهد خامنئي يعلم أن الولايات المتحدة ستشارك منذ البداية وان ترامب يخفي ذلك وأن مشاركة الولايات المتحدة مع اسرائيل مشاركة هامشية في اللحظات الأخيرة لتتمكن من ضرب ما لم تتمكن منه بطائرات ال F35 وطائرات ال B2 . وبدأت مرحلة الوعد الصادق 3 ونفذ منها عشرين دفعة …دفعة تلو الأخرى، إلى حد أن أحد الضباط الإسرائيليين والذين خدموا في خان يونس …قال : نظرت حولي في تل ابيب وظننت نفسي في غزة وهذا يعني أن الدمار الذي لحق بتل أبيب والقدس وحيفا هو شبيه للدمار الذي ألحقت به إسرائيل قطاع غزة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. من انتصر في هذه المعركة ؟ الكثيرون يقولون : انتصرت الأمة وكثيرون يقولون انتصرت الولايات المتحدة وإسرائيل، ونحن نقول إنه لا يمكن الحكم على هذه المعركة بالنصر أو عدم النصر لأنها لم تنتهي . وانا اقول لماذا لم تنتهي واستمعوا معي إلى ما قاله القائد البطل السيد خامنئي. لقد قال : ضرباتنا نالت من اسرائيل ودمرنا فيها ما أردنا تدميره وسوف نرد على من يحاول أن يعتدي علينا وعلى حقوقنا …سنرد عليه بضربات ساحقه، ونحن أن وجهت لنا ضربات من الولايات المتحدة سوف ننهال على قواعدها العسكرية في المنطقة ونضربها ضربا مبرحا . المجتهد يعلم أن المعركة لم تنتهي، لأن الحرب التي تشنها الجمهورية الإسلامية وفصائل المقاومة على هذا الكيان الصهيوني الذي أقيم بالمجازر والمذابح وحروب الإبادة على الشعب الفلسطيني وسرقة أرضه …هذا الشعب سوف يقاتل بدعم من إيران حتى يحرر وطنه. إن انتصار الأمة هو سحق هذا الكيان وكما قال المجتهد الأكبر : سوف نسحقه، اي ان الحرب لم تنتهي عند القادة الإيرانيين وما زالوا يتحدثون حول الدور الإجرامي للولايات المتحدة ونحن نتابع كل ما يقال وما سيقال لأننا على يقين أن الكثير سيقال بأن يورانيوم إيران المخصب موجود في امان وسلام ولدى اصدقاء حقيقيين للقوى المقاتلة ضد الصهيونية والامبريالية وهؤلاء سوف يسحقون سحقا. وبين هذا وذاك نقول أن ايران صادقة لأن القائد والمجتهد صادق أيضا. وخطة الدفاع عن الأمة الإسلامية خطة صادقه وهي وعد صادق ولذلك سميت الوعد الصادق 3، ونفذ منها عشرين هجمة بالصواريخ والمسيرات التي دمرت المناطق الحساسة من تل أبيب والقدس وحيفا. المجتهد الذي نشر على X باللغة العبرية وهو بطبيعة الحال موجه للإسرائيليين وهو جزء من معركة الصادقين الاحرار . المجتهد الأكبر قالها بكل وضوح : أننا لن نتراجع ولن نسلم ولن نستسلم وهذا يمثل الجمهورية الإسلامية شعبا وقيادة ويمثلنا كشعب فلسطيني ومقاتلين ويمثلنا كشعب عربي اصيل يمني ولبناني مقاتل، ما زال يرقص حت الان طربا على انتصار الأمة على اسرائيل التي فشلت في تدمير ما لدى الجمهورية الإسلامية من مؤسسات نووية بل إصابتها بالأضرار، والذي لا يفكر بسلمية العملية النووية الإيرانية يخسر لأن إيران تملك كل أدوات صناعة القنبلة النووية لكنها لا تخطط لصناعتها بل مصرة أن تكون الصناعة النووية الإيرانية سلمية تستخدم للأغراض السلمية وليس العسكرية . إن القنبلة النووية والأذى الذي تلحقه بالبشر كما شاهدناها في هيروشيما وناشازاكي، هذا الاذى كفر للمسلمين وهو إبادة للحياة التي خلقها الله تعالى واعطاها حقها للعيش بسلام . وفي النهاية نقول : لماذا نحكم نحن على النظام الصهيوني أنه كاد يتحطم وينهار وان الانتصار نصيب الشعب الإيراني وقيادته السياسية والعسكرية والدينية . لأول مرة نسمع الانفجارات في القدس الغربية والرملة وبئر السبع ولو استمرت تلك الصواريخ لما بقي حجر على حجر وتتالت علينا الاتصالات الهاتفية بما يحدث . طبعا سقط عدد من ابنائنا الذين يعيشون في ال 48 ..سقط عدد من الشهداء وهذا جزء من الثمن الذي ندفعه من أجل تحرير الوطن والاقصى . كاتب وسياسي فلسطيني نقلا عن رأي الحر