logo
مشروع الدولة العربية السلفية والحروب الاسرائيلية القادمة

مشروع الدولة العربية السلفية والحروب الاسرائيلية القادمة

موقع كتاباتمنذ 19 ساعات
في كتابه ( الدولة العربية الاسلامية ) دعا الدكتور اسماعيل الراوي الى تبني نموذج الحكم الاموي الذي اسس الدولة العربية الاسلامية وأعتباره الاطروحة الصحيحة والمثالية للاسلام وتجسيد دور العرب في بناء الحضارة المتوافقة مع الواقعية السياسية لنظام الحكم العربي الذي يتعامل بايجابية مع التطورات في العصر الحديث مؤكدا بان التجربة يمكن ان تتكرر .
الكتاب الذي اعتمد ضمن منهاج قسم التأريخ في كلية الاداب بجامعة بغداد عام 1981 بتوصية من ميشيل عفلق ( مسيحي ارثذوكسي يهودي سوري ) و منظر حزب البعث الذي اعتبر ان الكتاب مستلهم من افكاره التي طرحها في سلسلة كتابات اسماها ( في سبيل البعث ) .
صدام حسين الذي يدين بالفضل لمشيل عفلق بتوليه قيادة السلطة والحزب ، كان من المتأثرين بالافكار الواردة في الكتاب وقد تبنى طروحاته التي عرضها في مناسبات عديدة خلال حقبة الحرب مع الجمهورية الاسلامية في ايران حيث كان يعيب على الايرانيين تبني فكرة الدولة الاسلامية وانه كان عليهم العودة الى العرب واستلهام تجربتهم كونهم (( العرب هم الوعاء الحقيقي للاسلام لانه جزء من تراثهم… )) .
في حزيران يونيو 2014 ، كان قد مضى اكثر من ثلاث عقود على تلك الافكار ، إذ اعيد اجترار الحديث عنها ، وهذه المرة عبر طروحات اميركية وفرنسية انطلقت من فكرة ان التطرف العربي بافكاره الدموية والممثل ب ( تنظيم الدولة الاسلامية في الشام والعراق ) يمكن التعاطي معه غربيا على اساس ان الانظمة العلمانية العربية فشلت في استيعاب الافكار المتطرفة وعليه فان البديل ( الاسلام السلفي ) من الممكن ان يكون الوعاء الذي يجتذب اليه المتطرفون من انحاء العالم في رقعة جغرافية محددة .
بهذا المعنى نقلت الصحافة الفرنسية عن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون فكرتها بامكانية التعامل مع الجماعات الدينية السنية المتطرفة في سورية وفي اطار كيان يكون خاضعا للسيطرة .
كلام هيلاري كلنتون جاء في سياق تبرير العلاقات المالية والامنية بين شركة ( لاڤارج ) الفرنسية وتنظيم الدولة الذي عرف اختصارا فيما بعد باسم ( داعش) وذلك بعد تحقيق اثبت ان السيدة كلنتون هي عضو في مجلس ادارة لاڤارج !! .
وقبل ذلك وردت تقارير ان الاستخبارات الخارجية الفرنسية سبق لها وان تعاملت مع تنظيمات مرتبطة بتنظيم القاعدة خلال عقد التسعينيات و ايضا سهلت التحاق مئات الفرنسيين بتنظيم داعش بعد عام 2014.
انذاك لم تكن ادارة الرئيس باراك اوباما تأبه للاتهامات الموجهة لها بانها هي من صنعت تنظيم داعش حتى انه تردد بان الولايات المتحدة كانت على استعداد للتعامل مع ( الدولة العربية الاسلامية ) والتي كانت حدودها تمتد من منطقة الجزيرة غرب مدينة الموصل العراقية والى سهل الغاب وجسر الشغور في اقصى شمال غرب سورية في حال صمدت امام الهجمات العراقية والايرانية .
تلك الافكار واحتمالات القبول الاميركي بفكرة اقامة ( الدولة العربية الاسلامية ) تبنتها قناة الجزيرة القطرية الداعمة علنا لتنظيم جبهة النصرة والمحابية بشكل غير مباشر لتنظيم داعش ، ورأت ان نفوذ تلك الجماعات صار امرا واقعا يتعين التعاطي معه .
باحثو وكتاب مؤسسة الجزيرة ،اشاروا في اكثر من مقال ودراسة الى ان وجه القبول الغربي للتنظيمات الدينية الناشئة في سورية ينطلق من تصريحات رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم ومن ثم تصريحات الامير تميم بان (( التنظيمات الاسلامية المسلحة في سورية هي حركات نضالية مشروعة تقاوم نظام بشار الاسد المستبد )).!
وباعتقادي ان المسلم السلفي ورغم تشدده تجاه بقية طوائف المسلمين ، إلا أنه منفتح على التبعية للديانات الاخرى وذلك ( اتباعا ) للسنة الي احدثها خلفاءبنو امية ( حكام الدولة العربية الاسلامية ) والذين لم يترددوا في اتخاذ مستشارين خاصين لهم من تلك الديانات ، هذا بالاضافة الى التجارب الانفتاحية لحكام الدولة الايوبية التي تعتنق الفقه السلفي التكفيري والذين ابرموا اتفاقات سلام وتعاون مع المسيحيين واليهود في فلسطين في حقب مختلفة .
ان هذا الارث من التعاطي المرن والمنفتح من قبل المسلمين السنة وتحديدا اتباع (فقه ابن تيمية ) مع دول يهودية ومسيحية عقائدية و متطرفة ، قد تجلى في العصر الحديث في مشهد تأريخي حدث مطلع عام 1980 حينما زار مستشار الامن القومي الاميركي زبغينيو بريجنسكي ( يهودي) ، مدينة بيشاور اقصى شمال غرب باكستان والقى خطابا هناك بحضور قادة ( الجهاد الافغان ) ومعهم قادة تنظيم القاعدة الاوائل ومنهم اسامة بن لادن وعبدالله عزام الى جانب رئيس الاستخبارات السعودية تركي الفيصل ونظيره الباكستاني حميد غل حيث اطلق بريجنسكي ( فتوى ) الجهاد ضد السوفيت الكفار .. وحينها هتف جميع الحاضرين وبصوت عال وبحماس : الله اكبر . الله اكبر ..
الآن نحن في عام 2025 إذ نجحت تلك التنظيمات الدينية السنية المتطرفة في الاستيلاء على السلطة في سورية بعد معركة سريعة ، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انهم وصلوا الى السلطة بفضل دعمنا لهم .
كلام نتنياهو ذو الجنبة العقائدية نفهم منه ان ثمة خيوطا تترابط مابين العقيدة الصهيونية الجديدة وتلك التنظيمات السلفية التي تعتقد بمبدأين فقهيين سياسيين هما :
• ان اسرائيل اقل خطرا من ايران الشيعية.
•ان نبيهم وعدهم بانهم سيتحالفون مع دولة يهودية عظيمة ستظهر في آخر الزمان .
اجمالا هذه العقيدة ، يفهمها الغرب ومؤسسات صنع القرار في المنظومة الغربية رسائلها حيث يظهر جليا ان فكرة تمكين الجماعات الدينية المتطرفة من الحكم في سورية ، قد سبقت سقوط نظام الاسد بسنوات وذلك كمقدمة لتبني مشروع مستمد من وعود وتحذيرات وردت في الكتب المسيحية والاسفار اليهودية .
ومن هنا نفهم لماذا رفعت الولايات المتحدة ( جبهة النصرة ) من قائمة الجماعات الارهابية ، كما وتفسر اسباب دخول حكومة احمد الشرع في مفاوضات مع اسرائيل وذلك بعد اسابيع قليلة من السيطرة على الحكم في دمشق .
ايضا يتعين دراسة واستيعاب الغايات الاميركية الاستراتيجية من قرارها بشطب ( النصرة ) من قائمة الارهاب مع ان النصرة هي الفرع السوري لتنظيم القاعدة وهو التنظيم المسؤول عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر ، ما يؤشر هذا الى ان الولايات المتحدة تخطط لدور كبير جدا تقوم به تلك الجماعات المتطرفة في سورية والشرق الاوسط وان المشروع القادم سوف يسفر عن متغيرات جيوبولتيك وانقلابات عقائدية وتحولات في استراتيجيات الامن القومي للمنظومة الغربية والاسرائيلية حينما تؤدي الاحداث الآتية عن تأسيس دول جديدة ويشطب على دول اخرى لتحقيق اهداف هي ابعد بكثير من فكرة الشرق الاوسط الجديد الذي حلم به ( ايغال آلون ) باقامة دولة درزية وتقسيم لبنان وربط نهر الفرات باسرائيل .
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مشروع الدولة العربية السلفية والحروب الاسرائيلية القادمة
مشروع الدولة العربية السلفية والحروب الاسرائيلية القادمة

موقع كتابات

timeمنذ 19 ساعات

  • موقع كتابات

مشروع الدولة العربية السلفية والحروب الاسرائيلية القادمة

في كتابه ( الدولة العربية الاسلامية ) دعا الدكتور اسماعيل الراوي الى تبني نموذج الحكم الاموي الذي اسس الدولة العربية الاسلامية وأعتباره الاطروحة الصحيحة والمثالية للاسلام وتجسيد دور العرب في بناء الحضارة المتوافقة مع الواقعية السياسية لنظام الحكم العربي الذي يتعامل بايجابية مع التطورات في العصر الحديث مؤكدا بان التجربة يمكن ان تتكرر . الكتاب الذي اعتمد ضمن منهاج قسم التأريخ في كلية الاداب بجامعة بغداد عام 1981 بتوصية من ميشيل عفلق ( مسيحي ارثذوكسي يهودي سوري ) و منظر حزب البعث الذي اعتبر ان الكتاب مستلهم من افكاره التي طرحها في سلسلة كتابات اسماها ( في سبيل البعث ) . صدام حسين الذي يدين بالفضل لمشيل عفلق بتوليه قيادة السلطة والحزب ، كان من المتأثرين بالافكار الواردة في الكتاب وقد تبنى طروحاته التي عرضها في مناسبات عديدة خلال حقبة الحرب مع الجمهورية الاسلامية في ايران حيث كان يعيب على الايرانيين تبني فكرة الدولة الاسلامية وانه كان عليهم العودة الى العرب واستلهام تجربتهم كونهم (( العرب هم الوعاء الحقيقي للاسلام لانه جزء من تراثهم… )) . في حزيران يونيو 2014 ، كان قد مضى اكثر من ثلاث عقود على تلك الافكار ، إذ اعيد اجترار الحديث عنها ، وهذه المرة عبر طروحات اميركية وفرنسية انطلقت من فكرة ان التطرف العربي بافكاره الدموية والممثل ب ( تنظيم الدولة الاسلامية في الشام والعراق ) يمكن التعاطي معه غربيا على اساس ان الانظمة العلمانية العربية فشلت في استيعاب الافكار المتطرفة وعليه فان البديل ( الاسلام السلفي ) من الممكن ان يكون الوعاء الذي يجتذب اليه المتطرفون من انحاء العالم في رقعة جغرافية محددة . بهذا المعنى نقلت الصحافة الفرنسية عن وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون فكرتها بامكانية التعامل مع الجماعات الدينية السنية المتطرفة في سورية وفي اطار كيان يكون خاضعا للسيطرة . كلام هيلاري كلنتون جاء في سياق تبرير العلاقات المالية والامنية بين شركة ( لاڤارج ) الفرنسية وتنظيم الدولة الذي عرف اختصارا فيما بعد باسم ( داعش) وذلك بعد تحقيق اثبت ان السيدة كلنتون هي عضو في مجلس ادارة لاڤارج !! . وقبل ذلك وردت تقارير ان الاستخبارات الخارجية الفرنسية سبق لها وان تعاملت مع تنظيمات مرتبطة بتنظيم القاعدة خلال عقد التسعينيات و ايضا سهلت التحاق مئات الفرنسيين بتنظيم داعش بعد عام 2014. انذاك لم تكن ادارة الرئيس باراك اوباما تأبه للاتهامات الموجهة لها بانها هي من صنعت تنظيم داعش حتى انه تردد بان الولايات المتحدة كانت على استعداد للتعامل مع ( الدولة العربية الاسلامية ) والتي كانت حدودها تمتد من منطقة الجزيرة غرب مدينة الموصل العراقية والى سهل الغاب وجسر الشغور في اقصى شمال غرب سورية في حال صمدت امام الهجمات العراقية والايرانية . تلك الافكار واحتمالات القبول الاميركي بفكرة اقامة ( الدولة العربية الاسلامية ) تبنتها قناة الجزيرة القطرية الداعمة علنا لتنظيم جبهة النصرة والمحابية بشكل غير مباشر لتنظيم داعش ، ورأت ان نفوذ تلك الجماعات صار امرا واقعا يتعين التعاطي معه . باحثو وكتاب مؤسسة الجزيرة ،اشاروا في اكثر من مقال ودراسة الى ان وجه القبول الغربي للتنظيمات الدينية الناشئة في سورية ينطلق من تصريحات رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم ومن ثم تصريحات الامير تميم بان (( التنظيمات الاسلامية المسلحة في سورية هي حركات نضالية مشروعة تقاوم نظام بشار الاسد المستبد )).! وباعتقادي ان المسلم السلفي ورغم تشدده تجاه بقية طوائف المسلمين ، إلا أنه منفتح على التبعية للديانات الاخرى وذلك ( اتباعا ) للسنة الي احدثها خلفاءبنو امية ( حكام الدولة العربية الاسلامية ) والذين لم يترددوا في اتخاذ مستشارين خاصين لهم من تلك الديانات ، هذا بالاضافة الى التجارب الانفتاحية لحكام الدولة الايوبية التي تعتنق الفقه السلفي التكفيري والذين ابرموا اتفاقات سلام وتعاون مع المسيحيين واليهود في فلسطين في حقب مختلفة . ان هذا الارث من التعاطي المرن والمنفتح من قبل المسلمين السنة وتحديدا اتباع (فقه ابن تيمية ) مع دول يهودية ومسيحية عقائدية و متطرفة ، قد تجلى في العصر الحديث في مشهد تأريخي حدث مطلع عام 1980 حينما زار مستشار الامن القومي الاميركي زبغينيو بريجنسكي ( يهودي) ، مدينة بيشاور اقصى شمال غرب باكستان والقى خطابا هناك بحضور قادة ( الجهاد الافغان ) ومعهم قادة تنظيم القاعدة الاوائل ومنهم اسامة بن لادن وعبدالله عزام الى جانب رئيس الاستخبارات السعودية تركي الفيصل ونظيره الباكستاني حميد غل حيث اطلق بريجنسكي ( فتوى ) الجهاد ضد السوفيت الكفار .. وحينها هتف جميع الحاضرين وبصوت عال وبحماس : الله اكبر . الله اكبر .. الآن نحن في عام 2025 إذ نجحت تلك التنظيمات الدينية السنية المتطرفة في الاستيلاء على السلطة في سورية بعد معركة سريعة ، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو انهم وصلوا الى السلطة بفضل دعمنا لهم . كلام نتنياهو ذو الجنبة العقائدية نفهم منه ان ثمة خيوطا تترابط مابين العقيدة الصهيونية الجديدة وتلك التنظيمات السلفية التي تعتقد بمبدأين فقهيين سياسيين هما : • ان اسرائيل اقل خطرا من ايران الشيعية. •ان نبيهم وعدهم بانهم سيتحالفون مع دولة يهودية عظيمة ستظهر في آخر الزمان . اجمالا هذه العقيدة ، يفهمها الغرب ومؤسسات صنع القرار في المنظومة الغربية رسائلها حيث يظهر جليا ان فكرة تمكين الجماعات الدينية المتطرفة من الحكم في سورية ، قد سبقت سقوط نظام الاسد بسنوات وذلك كمقدمة لتبني مشروع مستمد من وعود وتحذيرات وردت في الكتب المسيحية والاسفار اليهودية . ومن هنا نفهم لماذا رفعت الولايات المتحدة ( جبهة النصرة ) من قائمة الجماعات الارهابية ، كما وتفسر اسباب دخول حكومة احمد الشرع في مفاوضات مع اسرائيل وذلك بعد اسابيع قليلة من السيطرة على الحكم في دمشق . ايضا يتعين دراسة واستيعاب الغايات الاميركية الاستراتيجية من قرارها بشطب ( النصرة ) من قائمة الارهاب مع ان النصرة هي الفرع السوري لتنظيم القاعدة وهو التنظيم المسؤول عن هجمات الحادي عشر من سبتمبر ، ما يؤشر هذا الى ان الولايات المتحدة تخطط لدور كبير جدا تقوم به تلك الجماعات المتطرفة في سورية والشرق الاوسط وان المشروع القادم سوف يسفر عن متغيرات جيوبولتيك وانقلابات عقائدية وتحولات في استراتيجيات الامن القومي للمنظومة الغربية والاسرائيلية حينما تؤدي الاحداث الآتية عن تأسيس دول جديدة ويشطب على دول اخرى لتحقيق اهداف هي ابعد بكثير من فكرة الشرق الاوسط الجديد الذي حلم به ( ايغال آلون ) باقامة دولة درزية وتقسيم لبنان وربط نهر الفرات باسرائيل .

خيارات الحسين (ع) واصحابه
خيارات الحسين (ع) واصحابه

موقع كتابات

timeمنذ 2 أيام

  • موقع كتابات

خيارات الحسين (ع) واصحابه

بالفطرة كل انسان عندما يريد اتخاذ قرار او ان يخطو خطوة ، يضع في حساباته الخيارات وما يترتب عليها حتى يختار الافضل ، ولو قمنا بعمل استطلاع على الامام الحسين عليه السلام ومن كان معه في تلك الواقعة الماساوية باحداثها الدامية والمهمة في تثبيت الاسلام ، لكي نستقرئ خياراتهم عندما اصبح عليهم نهار العاشر من محرم. سناخذ عينة ونحاول قراءة خياراتهم ، فمثلا بطل الطف الامام الحسين عليه السلام ماهي الخيارات التي كانت في حساباته وما عرض عليه من قبل يزيد ؟ لو سلم الامر ليزيد هذا الخيار ماذا سيترتب عليه؟ اما ان يحفظ دمه ويجنب عياله وصحبه القتل ، او يغدر به يزيد ويقتله حتى لو سلم الامر له ، والخياران يترتب عليهما ذلة مع انتكاسة راية الاسلام والحسين عليه السلام قال هيهات منا الذلة ، والخيار الاخر انه يرفض البيعة ويواجه العدو ، وهنا خيار واحد لا غير وهو استشهاده هو ومن معه ، ومن ثم ماذا ؟ الفوز برضا الله عز وجل وصيانة رسالة الاسلام وسيكون حديث الاحرار عبر الزمن ما دام هنالك ليل ونهار ، واليوم نرى بام اعيننا كيف الاحرار يحيون ذكراه في العاشر من محرم ، وهنا لابد لنا الاشارة ان خيارات الامام الحسين عليه السلام تختلف عن خيارات من معه لانه الامام المعصوم والقدوة للمسلمين وقراراته نص لاستنباط الحكم الشرعي . ناتي لدراسة خيارات اصحابه باستثناء عبدالله بن الضحاك المشرقي الذي قاتل مع الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء لكنه انسحب من القتال بناءً على اتفاق بينهم كما ذكرت الروايات عن ذلك. لكن مثلا حبيب بن مظاهر خياراته اما ان ينسحب او يقاتل ، ولو انسحب فهو كبير قومه لكن ماذا سيقول عنه قومه ، وان قاتل سيستشهد بحكم التفاوت بين قوة الطرفين ، يعني خياراته اما الموت او الحياة ، فكان رايه الموت ، جون هذا العبد الفقير لو انسحب سوف لا يتلقى توبيخ اصحابه وحتى التاريخ ، لان الحسين عليه السلام اصلا عرض عليه الانسحاب ، وكان خياره الانسحاب او القتال والموت ؟ فاختار القتال والموت ، وهكذا كل اصحابه ، وهنا لنسال لماذا اختاروا الموت ؟ ماهو الايمان اليقيني الذي يتمتعون به حتى يفضلون الموت مع الحسين على الحياة ؟ اما عبد الله ابن الضحاك فان خياره القتال من اجل ان يقال انه قاتل مع الحسين والحفاظ على روحه وليس دفاعا عن الحسين عليه السلام يعني انه قاتل لاجل سلامته باطنا وذكره ضمن اصحاب الحسين ظاهرا ، واختار الحفاظ على روحه بدلا من اكمال القتال حتى لا يكون خيار الموت في حساباته . طبعا يقابلها خيارات يزيد وعبيد الله بن زياد والشمر وشبث وعمرو بن سعد فلكل طاغية خياراته ، مثلا يزيد هو من حدد خياراته ظاهرا لكن باطنا لديه خيار واحد فظاهرا يريد من الحسين ان يبايع ويتركه واذا قاتل قتله ، وهنا يزيد يعلم ان مسالة البيعة له لا تكون لذا جعله خيار حتى يمرر عذره على الحمقى لقتل الحسين عليه السلام . اليوم ماذا ترتب على يزيد بعد جريمته هذه ؟ التاريخ يلعنه الى ابد الابدين وفضحه بكل جرائمه وفسقه لانه لم يحسن اختيار الخيارات التي كانت امامه . اما الامام الحسين عليه السلام فانه اختار اصعب خيار لانه يعلم ما بعده ستكون كل الخيارات في صالح الاسلام ويبقى هو الحسين في القلب والضمير وما احياء عاشوراء الا دليل من عدة ادلة على علو خياره . اليوم عندما يرى الموظف امام عينه الفساد او يطلب منه ان يقول الحقيقة على مسؤوله الفاسد فيكون لديه خيارين اما الاعتراف وسيكون الثمن حسب رايه فقدان الوظيفة وهذا قلة الايمان بالله عز وجل ، او الكذب للحفاظ على كما يقول رزقي ورزق عيالي على حساب بقاء الفساد ، ولا يفكر ما سيترتب عليه من تفاقم المنكر ولا يقارن حاله بحال اصحاب الحسين عليه السلام . خيارات الحسين عليه السلام واصحابه هي بعينها خياراتنا في قراراتنا اليوم ونحن نعيش مفترق طرق ، لكي نعيش اما احرارا او عبيدا .

قال الامام علي (ع) : الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه
قال الامام علي (ع) : الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه

موقع كتابات

timeمنذ 5 أيام

  • موقع كتابات

قال الامام علي (ع) : الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه

هكذا هو حال من يجهل تراث الاسلام لا سيما الذي وصلنا على لسان اهل البيت عليهم السلام فانهم مدرسة لكثير بل لكل مفارقات الحياة التي تمر بنا. الحديث عن السلام والصلح ليس حديث اليوم فانه حديث سنة 1948 لكنه يتغير حسب تغير غدر الصهاينة ، ولان المنطقة الان تعيش ارهاب الصهيوامريكي في المنطقة ، ومن وسائل الغدر هو الحديث عن السلام والهدنة ووقف اطلاق النار وهذه كلها اساليب غدر ظاهرها عقد صلح وباطنها خيانة .ولله درك امير المؤمنين عليه السلام عندما كتب هذه الفقرة ضمن عهده الى مالك الاشتر وهذا نصها ' ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه، فإن العدو ربما قارب ليتغفل، فخذ بالحزم واتهم في ذلك حسن الظن ' هذه النصيحة لو اردنا مصداقها فما علينا الا قراءة تاريخ الحروب الصهيونية مع العرب وكيف غدر بعد الصلح وخير مثال الجولان التي اغتصبها بعدما وقع الكيان الصهيوني اتفاق وقف اطلاق النار مع سوريا قام باغتصابها واستغفلوا حافظ الاسد بان لا يرد حتى لا يقال انه انتهك وقف اطلاق النار ، ولجأ الى مجلس القرقوزات المدعو ( مجلس الامن ) وكانت المهزلة بعينها . لله درك مولاي امير المؤمنين وكانك تقرا غدر العدو الصهيوني وهو ينتهك الاتفاق مع لبنان وقتل الابرياء وتشريد المواطنين ، لله درك مولاي وكانك تقرا غدر الصهاينة عندما اوقفوا النار مع غزة وخلال الهدنة غدروا بالعهد . ومهزلة اليوم يتحدث طرامب عن وقف اطلاق النار مع حماس ، على اساس ان طرامب رجل ثقة وصاحب كلمة ، وليس هو من غدر بالاتفاق النووي مع ايران وليس هو من غدر بضيوف العراق على شارع المطار وليس هو من غدر بايران وكذب عليها فتعرضت لطعنة صهيونية ، وياتي اليوم لكي يتكفل الكيان الصهيوني ولا اعلم هل قرا ما قاله الامام علي عليه السلام عن هذا الوضع وكيف ان وصفه دقيق جدا لحالكم البائس . ما هو القرار والاتفاق منذ ان تكونت شركة الكيان الصهيوني للارهاب والاغتصاب سنة 1948 الذي التزمت به الصهيونية الى يومنا هذا ؟ وانا على يقين ان الخيانات التي تعرضت لها ايران جعلها قمة في الحذر في تعاملها مع الكيان الصهيوامريكي واكبر دليل هو ما يصدر عن ايران من قرارات وتصريحات بخصوص ما يتبجح به طرامب من اجل عقد اتفاق . ولا يغرب عنكم وعني وانتم خير العارفين فان الصفقات باغلبها تكون نقاطها المعلنة تختلف عن خفاياها، وكذلك استخدام كلمات لها اكثر وجه من معنى ضمن نص الاتفاق حتى يتمكن الكيان من الغدر والتنصل . ثبت الان ان ابا جهل وابا سفيان بل مشركي قريش اشرف من الامريكان والكيان وبالرغم من شركهم لانهم يلتزمون بكلمتهم ويكفينا دليل صلح الحديبية .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store