logo
عبدالله بوقس صعود كمبوديا الصامت.. من ينتبه؟ السبت 28 يونيو 2025

عبدالله بوقس صعود كمبوديا الصامت.. من ينتبه؟ السبت 28 يونيو 2025

مع تسابق الدول الصغيرة لتتحول إلى بوابات للأسواق الكبرى، لم تعد كمبوديا اسمًا هامشيًّا في الخارطة الآسيوية. فمنذ مطلع 2025، تحوّلت إلى مختبر هادئ للاستثمار طويل الأجل، يقيس جاذبيته لا بالشعارات بل بالأرقام الصلبة. في واقع جغرافي يتغيّر، وحرب نفوذ اقتصادية تزداد حدّتها في جنوب شرق آسيا، لا يمكن تجاهل صعود كمبوديا كرقم صامت لكنه حيوي في معادلة الأسواق الجديدة.
خلال الأشهر الخمسة الأولى فقط من العام الجاري، وافق مجلس التنمية الكمبودي على 290 مشروعًا جديدًا، بقيمة تتجاوز 4.2 مليار دولار أميركي، بزيادة 52 % عن نفس الفترة من 2024. أكثر من 62 % من هذه الاستثمارات جاءت من الصين، لكن الملفت هو النمو التدريجي لدور المستثمرين المحليين وسنغافورة، ما يعكس بيئة أكثر تنوعًا واستقرارًا، ومؤشرات واضحة على تحوّل كمبوديا إلى ساحة تنافس استثماري إقليمي.
القطاعات المستهدفة لم تكن عشوائية. الصناعة حصدت النصيب الأكبر (3.6 مليار دولار)، تليها البنية التحتية (558 مليون دولار)، ثم السياحة (20 مليون دولار). هذه التركيبة تهم المستثمر الخليجي؛ لأنها تبتعد عن الفقاعات الاستهلاكية، وتدخل في عمق الاقتصاد المنتج، حيث تتقاطع فرص التصنيع مع الخدمات، لا سيما في المناطق الحدودية القريبة من فيتنام وتايلاند.
في مايو وحده، تم تسجيل 59 مشروعًا جديدًا، بقيمة 816 مليون دولار، مع توقّعات بتوفير 44 ألف وظيفة مباشرة، في مؤشر على نضوج سوق العمل وقدرة الاقتصاد الكمبودي على امتصاص رأس المال وتدويره بفعالية. وتُظهر هذه الأرقام أن السيولة المستثمرة لا تتبخّر في البيروقراطية، بل تُترجم بسرعة إلى وظائف ومرافق إنتاجية.
في هذا الإطار، يتجلّى مشروع مطار تيشو الدولي، الذي تبلغ كلفته 1.5 مليار دولار، كعلامة فارقة. لا لأنه الأكبر، بل لأنه يُعبّر عن كمبوديا الجديدة: دولة تُراهن على موقعها، على لوجستياتها، وعلى قدرتها على أن تكون مركز عبور إقليمي ينافس العواصم التقليدية. تصميمه الغربي وتنفيذه الآسيوي يمنحان مساحة ثالثة لشراكة محتملة مع المستثمر الخليجي، خصوصًا في مجالات الطيران، التجارة العابرة، وتطوير الخدمات المساندة.
ولعلّ ما يعزز جدوى التوجّه نحو كمبوديا، هو أنها ما زالت في مرحلة البناء، ما يجعل الدخول في وقت مبكر فرصة لا تُعوّض. فهي لا تشترط تمركزًا ثقيلًا أو استثمارات ضخمة فورًا، بل تتيح الدخول التدريجي، وهو ما يناسب الشركات الخليجية الباحثة عن توسع آمن ومدروس.
إن قراءة المشهد الكمبودي اليوم، بعيدًا عن الانبهار أو التهويل، تكشف عن فرصة استراتيجية: دولة لا تطلب تمويلًا فقط، بل تبحث عن شريك استثماري يُضيف، يُطوّر، ويستفيد. والخليج، بسيولته، وخبراته في البنية التحتية، وشركاته التي توسعت في آسيا، قادر على أن يجد في كمبوديا أكثر من سوق: يجد شريكًا صاعدًا في معادلة آسيا المقبلة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب: تجارة السيارات مع اليابان "غير عادلة" ويجب تصحيحها
ترامب: تجارة السيارات مع اليابان "غير عادلة" ويجب تصحيحها

البلاد البحرينية

timeمنذ 4 ساعات

  • البلاد البحرينية

ترامب: تجارة السيارات مع اليابان "غير عادلة" ويجب تصحيحها

يرى الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إن اليابان تستفيد بشكل "غير عادل" من سوق السيارات الأميركية، مطالبًا طوكيو بزيادة وارداتها من النفط والسلع الأميركية للمساعدة في خفض العجز التجاري بين البلدين. وفي مقابلة مع قناة فوكس نيوز، أوضح ترامب: "لا يشترون سياراتنا، ومع ذلك نستورد الملايين والملايين من سياراتهم. هذا ليس عدلاً، وقد شرحت ذلك لليابان وهم يتفهمون الأمر"، مضيفًا أن لدى أميركا حالياً فائضاً من النفط يمكن لليابان أن تستورده بكميات كبيرة. رسوم جمركية وموعد تفاوض ضيق تأتي هذه التصريحات في وقت تحاول فيه طوكيو إقناع واشنطن بإعفاء شركاتها من الرسوم الجمركية البالغة 25 بالمئة على السيارات، والتي تسببت في أضرار كبيرة لقطاع التصنيع الياباني. كما تواجه اليابان رسوماً جمركية متبادلة بنسبة 24 بالمئة اعتباراً من 9 يوليو، إذا لم تتمكن من التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة خلال الأيام المقبلة. أرقام ثقيلة في الميزان التجاري يشكّل قطاع السيارات نحو 28 بالمئة من صادرات اليابان إلى الولايات المتحدة، وبلغت قيمة الصادرات اليابانية العام الماضي نحو 21 تريليون ين (145 مليار دولار)، ما يعمّق العجز التجاري الأميركي الذي يصفه ترامب بأنه "غير مقبول".

راتب ميسي يتجاوز ميزانيات أندية كاملة في الدوري الأمريكي
راتب ميسي يتجاوز ميزانيات أندية كاملة في الدوري الأمريكي

الوطن

timeمنذ 11 ساعات

  • الوطن

راتب ميسي يتجاوز ميزانيات أندية كاملة في الدوري الأمريكي

منذ انضمامه إلى إنتر ميامي في صيف 2023، لم يغير ليونيل ميسي قواعد اللعبة داخل الملعب فقط، بل أحدث تحولًا جذريًا في خارطة الرواتب بالدوري الأمريكي، بعدما أصبح الأعلى أجرًا في المسابقة بفارق كبير عن جميع اللاعبين والأندية. تفوق مالي كاسح يتقاضى ميسي راتبًا سنويًا يبلغ 20.44 مليون دولار، منها 12 مليون كراتب أساسي، إضافة إلى حوافز تسويقية وعمولات ترفع الإجمالي إلى مستوى غير مسبوق في تاريخ الدوري. هذا الرقم لا يتجاوزه أي لاعب في المسابقة، بل يتخطى الميزانية السنوية لأكثر من 21 ناديًا من أصل 29 مشاركًا في الدوري الأمريكي. هيمنة إنتر ميامي يتصدر إنتر ميامي قائمة الأندية الأعلى إنفاقًا على الرواتب، بإجمالي بلغ 46.8 مليون دولار حتى نهاية مايو الماضي، بفضل وجود ثلاثة من أكبر الأسماء: ميسي، سيرجيو بوسكيتس (8.77 مليون)، وجوردي ألبا (6 ملايين). ويتفوق النادي على أقرب منافسيه تورنتو (34.1 مليون) وأتلانتا (27.6 مليون). أعلى الرواتب يتصدر ميسي قائمة الأعلى أجرًا، ويليه الإيطالي لورينزو إنسينيه (15.4 مليون – تورنتو)، ثم بوسكيتس، وميغيل ألميرون (7.87 مليون – أتلانتا)، والمكسيكي تشوكي لوزانو (7.63 مليون – سان دييجو). كما يظهر جوردي ألبا وريكي بويغ ضمن العشرة الأوائل، ما يعكس هيمنة الأسماء الأوروبية. ثورة الرواتب شهدت الرواتب في الدوري الأمريكي نموًا غير مسبوق خلال موسم 2025، حيث ارتفع عدد اللاعبين الذين يتقاضون أكثر من 5 ملايين دولار إلى 11 لاعبًا، مقارنة بـ9 في العام الماضي. كما تجاوز عدد من يحصلون على مليون دولار سنويًا حاجز 130 لاعبًا، فيما يحصل أكثر من 50 لاعبًا على 2 مليون دولار فأكثر. قفزة جماعية بلغ إجمالي تعويضات اللاعبين في الدوري 586 مليون دولار، بزيادة نسبتها 12.9% عن بداية 2024، و48.7% مقارنة بعام 2022. وتؤكد هذه الأرقام اتساع الفجوة بين الأندية المتوسطة والطامحة من جهة، والأندية التي تضم أسماء عالمية مثل إنتر ميامي من جهة أخرى. نجوم جدد في المشهد إلى جانب ميسي ورفاقه، استقطب الدوري الأمريكي هذا العام مجموعة لامعة من اللاعبين الأوروبيين، أبرزهم الفرنسي أوليفييه جيرو (3.67 مليون – لوس أنجلوس)، وتشوبو موتينغ (3.53 مليون – نيويورك ريد بولز)، وويلفريد زاها (2.75 مليون – شارلوت)، فضلًا عن المهاجم الإيفواري إيمانويل لاتيه لات (4.03 مليون – أتلانتا).

ماسك: مشروع قانون ترامب للضرائب سيدمّر الوظائف ويضرّ بأميركا
ماسك: مشروع قانون ترامب للضرائب سيدمّر الوظائف ويضرّ بأميركا

البلاد البحرينية

timeمنذ يوم واحد

  • البلاد البحرينية

ماسك: مشروع قانون ترامب للضرائب سيدمّر الوظائف ويضرّ بأميركا

انتقد إيلون ماسك، يوم السبت، حزمة السياسات الداخلية الضخمة التي أقرها مجلس الشيوخ، واصفاً إياها بـ"المجنونة تماماً" والمدمرة. تأتي تصريحاته بعد أسابيع من توجيهه انتقادات لاذعة لمشروع القانون الذي يدعمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وكتب ماسك على منصة "إكس"، التي يملكها: "مشروع قانون مجلس الشيوخ الأخير سيدمر ملايين الوظائف في أميركا ويسبب ضرراً استراتيجياً هائلاً لبلدنا!". "مجنون تماماً ومدمر". إنه يقدم هبات لصناعات الماضي بينما تلحق ضرراً بالغاً بصناعات المستقبل"، تابع، قبل ساعات من استعداد مجلس الشيوخ لإجراء تصويتٍ مهم على الحزمة. كان الرئيس التنفيذي لشركة تسلا، أغنى رجل في العالم، منتقداً صريحاً لمشروع قانون ترامب "الضخم والجميل"، وهي آراء أشعلت جزئياً الخلاف العام الذي اندلع في وقتٍ سابق من هذا الشهر بين الرجلين. وصف ماسك مشروع القانون بأنه "عمل بغيض مثير للاشمئزاز" وحث المشرعين على "رفضه". أثارت تعليقات ماسك فضائح علانية في علاقتهما - وهو تحول كبير بعد أن تبرع بأكثر من 250 مليون دولار لحملة إعادة انتخاب ترامب، ثم ترأسه وزارة كفاءة الحكومة (DOGE) المثيرة للجدل. بعد أيام من الخلاف العام، صرح ماسك بأنه نادم على "بعض المنشورات" التي نشرها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store