
باحث: إيران لن تسعى لامتلاك السلاح النووي بسبب فتوى شرعية
طهران تدرك جيدًا أن استخدام سلاح نووي ضد إسرائيل لن يضر فقط بالعدو
وأوضح شير، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية أمل الحناوي، في برنامج «عن قرب مع أمل الحناوي»، المذاع على شاشة «القاهرة الإخبارية»، أن طهران تدرك جيدًا أن استخدام سلاح نووي ضد إسرائيل لن يضر فقط بالعدو، بل قد يتسبب بكارثة إنسانية تطال الفلسطينيين وشعوب المنطقة مثل المصريين واللبنانيين.
الموقف الإيراني يختلف عن نظيره الإسرائيلي
وأضاف أن الموقف الإيراني يختلف عن نظيره الإسرائيلي، الذي قد لا يتورع عن استخدام السلاح النووي ضد إيران دون اعتبار للشعب الإيراني، مشددًا على أن انسحاب إيران من التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية يأتي في سياق التصعيد مع الولايات المتحدة وليس مع إسرائيل، ويعكس رغبة طهران في الرد سياسيًا على الضغوط الأمريكية.
وفيما يخص تخصيب اليورانيوم، أوضح أن الإيرانيين يعتبرونه علمًا استراتيجيًا وثروة وطنية، مكررًا أن البرنامج النووي الإيراني لا يزال ذا طابع سلمي وفقًا للتوجه الرسمي والفكري في طهران.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البوابة
منذ 3 ساعات
- البوابة
بين الدبلوماسية والقنبلة.. مستقبل البرنامج النووي الإيراني إلى أين؟
أثارت الهجمات الأمريكية والإسرائيلية على إيران خلال الصراع الأخير تساؤلات حول ما تبقى من برنامج طهران النووي. منذ دخول وقف إطلاق النار الهش، الذي توسطت فيه الولايات المتحدة الأمريكية وقطر، بين إسرائيل وإيران حيز التنفيذ في ٢٤ يونيو لإنهاء الحرب التي استمرت ١٢ يوماً، بدأت تظهر تقييمات متضاربة حول حجم الأضرار. وورد أن تقييماً استخباراتيًا مُسربًا من وكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، خلص إلى أن الهجمات لم تُدمر المكونات الأساسية للبرنامج النووي الإيراني، ومن المرجح أنها أخرت التطوير المحتمل لسلاح نووي لبضعة أشهر فقط. ويتناقض ذلك مع مزاعم سابقة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذين أشاروا إلى أن الهجمات دمرت المنشآت النووية الإيرانية، ومع ذلك، أصبحت الشكوك حول ما تبقى من البرنامج النووي الإيراني نقطة خلاف في السياسة الأمريكية. وفي طهران، صرّح المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي بأن الهجمات الأمريكية والإسرائيلية لم تحقق أي إنجازات، وصرح وزير الخارجية عباس عراقجي للتلفزيون الرسمي الإيراني بأن طهران تكبدت أضراراً جسيمة وخطيرة. وفي حين تُقر كل من واشنطن وطهران بتضرر المواقع النووية الإيرانية، إلا أنهما تختلفان في مدى الضرر، وهو تقييم يُنظر إليه على أنه أساسي لفهم الاتجاه المستقبلي للبرنامج النووي الإيراني. أولاً: خلفية التصعيد فى البرنامج النووى الإيرانى شكلت الحرب الإسرائيلية الأمريكية تصعيدًا حادًا في نزاعٍ استمر عقودًا حول البرنامج النووي الإيراني. فمنذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام ٢٠١٥ في عام ٢٠١٨، يُزعم أن إيران وسّعت برنامجها النووي، منتهكةً بذلك حدود التخصيب والمخزون. مع ذلك، تنفي طهران سعيها لامتلاك أسلحة نووية، مُصرّةً على أن برنامجها مدني وسلمي. وركّزت التقييمات الأولية للضربات الأمريكية والإسرائيلية بشكل أساسي على مواقع تخصيب اليورانيوم الإيرانية في فوردو ونطنز، ومنشأة تحويل اليورانيوم في أصفهان. ويبدو أن النتائج تستند إلى صور الأقمار الصناعية وتقارير استخباراتية، حيث خلصت إلى أن هذه المواقع تعرّضت لأضرار جسيمة جراء ضربات عسكرية دقيقة، ما أدى إلى تعطيل عمليات التخصيب والمعالجة بشكل كبير. ومع ذلك، لا يزال حجم الأضرار الدقيقة داخل هذه المواقع غير واضح في غياب التقييم الإيراني، الذي لم يُقدّم بعد. وصرح مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل روفائيل غروسي، بأن الضربات الأمريكية والإسرائيلية ألحقت أضرارًا جسيمة بالمنشآت النووية الإيرانية، وإن لم تكن كاملة، وأن إيران قد تستأنف تخصيب اليورانيوم في غضون أشهر. وفي الواقع، يُشكّل مصير مخزون إيران من اليورانيوم المخصب بنسبة ٦٠٪، والبالغ ٤٠٨.٦ كيلوجرام، مع تحديد مستويات قريبة من مستوى الأسلحة عند ٩٠٪، شكوكًا أخرى، وتشير بعض التقارير إلى أن إيران ربما تكون قد نقلت اليورانيوم لحمايته من الهجمات. وكان آخر مرة تم فيها التحقق من اليورانيوم عالي التخصيب في أصفهان قبل الهجمات الإسرائيلية. أن إيران أرسلت مذكرة إلى الوكالة قبل ثلاثة أسابيع تُفيد بأنها ستنقل اليورانيوم إلى مواقع مُحصّنة في حال تعرضها لهجوم، لكنها لم تكشف عن الموقع الجديد. بغض النظر عما إذا كانت منشآتها قد تضررت بشدة أم لا، فمن غير المرجح أن تتخلى إيران عن برنامجها النووي. يمكن لإيران إعادة بناء أجهزة الطرد المركزي المدمرة بسرعة نسبية، لكن تعويض أي مخزون يورانيوم مفقود سيستغرق وقتًا أطول بكثير. علاوة على ذلك، وعلى الرغم من اغتيال العلماء والغارات الجوية على المنشآت النووية، فمن المرجح أن إيران لا تزال تحتفظ بالمعرفة والقدرة الصناعية لمواصلة برنامجها النووي. كانت إحدى الخطوات الأولى التي اتخذتها إيران بعد حرب الـ١٢ يومًا مع إسرائيل والولايات المتحدة هي موافقة مجلس صيانة الدستور على مشروع قانون برلماني لتعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ولكن ليس إنهائه. كما هددت إيران أيضاً خلال الحرب التي استمرت ١٢ يوماً، بالانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي، لكنها لم تتخذ أي إجراء حتى الآن. ثانياً: توتر العلاقة مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطالما واجهت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة انتقادات داخل إيران، ولا سيما فيما يتعلق بمدير الدولية للطاقة الذرية روفائيل غروسي؛ حيث اعتقدوا أن تقرير الوكالة الصادر في مايو الماضي منح إسرائيل ذريعة لشن هجومها، وخاصة فيما يتعلق بانتهاك التزاماتها بموجب البرنامج النووي، وخاصة فيما يتعلق بالتراكم السريع لليورانيوم عالي التخصيب" لدى إيران باعتبار مصدر قلق. وبعد بدء الضربات الإسرائيلية، أوضح غروسي أنه لا يوجد دليل على أن إيران تُطوّر سلاحًا نوويًا. وبالنظر إلى أن مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ما زال موجوداً، فمن المرجح أن تُجدّد إسرائيل الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لاتخاذ المزيد من الإجراءات العسكرية، وإن لم يكن ذلك فورًا. ولكن حتى في حال تدميره، فمن المرجح أن تُحوّل إسرائيل تركيزها إلى حثّها على توجيه ضربات إلى برنامج الصواريخ الإيراني أو القدرات العسكرية التقليدية الأوسع لإيران. وفي هذا السياق، يتضح أن مساعي إسرائيل لمواصلة العمل العسكري ضد إيران قد لا تتوقف. ثالثاً: دبلوماسية أم ردع نووى لقد صدم الهجوم الأمريكي الإسرائيلي القيادة الإيرانية والرأي العام على حد سواء، مما دفع بعض المتشددين إلى الدعوة إلى تعزيز التسلح النووي، الأمر الذي أوجد توجهاً أقوى لدى بعض الإيرانيين للتحرك في هذا الاتجاه. ومن هذا المنطلق من المتوقع أن يراقب الإسرائيليون والأمريكيون عن كثب ما تفعله إيران في الأشهر المقبلة، وربما حتى السنوات المقبلة، لأن رغبة إيران في تطوير رادع نووي تبدو أقوى بكثير مما كانت عليه في الماضي. وفي هذا السياق، من المرجح أن يتحول النقاش الداخلي لصالح من يدافعون عن بناء أسلحة نووية بدلاً من استخدام البرنامج كأداة للمساومة، ومع ذلك، لا يزال هناك سبيل لمنع هذه النتيجة، لكن ذلك يتطلب اتفاقاً جديداً من المرجح أن يمنح إيران تخفيفًا أكبر بكثير للعقوبات مقارنةً بالاتفاقات السابقة. فالعودة إلى المفاوضات النووية مع الولايات المتحدة الأمريكية قد تظل صعبة بالنسبة لطهران، مع تزايد الحذر، نظرا لأنها كانت تتفاوض بالفعل مع واشنطن من خلال الوساطة العمانية عندما شنت إسرائيل هجومها بموافقة أمريكية. لكن الدبلوماسية مع إيران لا تزال ضرورية، لأن الهجمات العسكرية يبدو أنها لم تُحل الضربات العسكرية القضية النووية مع إيران. ومن المرجح أن جهود قطر والمبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف قد تُمهّد الطريق لاستئناف المحادثات، وقد تعود إيران إلى المفاوضات إذا تضمنت شروط ما بعد الحرب ضمانات أمنية، ومساعدات اقتصادية، ودوراً إقليمياً موسّعاً. ومن المرجح أن تتجاوز أي محادثات جديدة الاتفاقات السابقة، وتعمل على موازنة حقوق إيران في تخصيب اليورانيوم مع الرقابة الغربية. وفي النهاية: يمكن القول إن عدم اليقين بشأن إمكانية العودة إلى المفاوضات، إلى جانب الحرب الكلامية المستمرة، إلى أن كل من واشنطن وطهران يُعيدان تقييم استراتيجياتهما وتحديد مواقفهما بعد حرب الأيام الاثنى عشر، قبل أن تتخذ الدبلوماسية مسارها.

البوابة
منذ 3 ساعات
- البوابة
هدنة هشة أم طويلة الأمد؟.. الولايات المتحدة وإيران.. مسارات متداخلة وملفات تنتظر الحسم
حققت الضربات الأميركية على إيران نجاحًا استراتيجيًا قصير الأمد، لكنها خلفت وراءها وضعًا هشًا لم يتم تسويته، وهو ما يهدد بإمكانية تصاعد عدم الاستقرار على المدى الطويل، وتداعيات غير مؤكدة على النظام الإقليمي في ضوء غياب مسار واضح للسياسة الأميركية للتعامل مع وقف إطلاق النار والإجراءات التالية، وهذا لا ينفي أن إدارة ترامب نجحت في تحقيق نجاح كبير لرؤيتها في إعادة تأكيد وفرض السلام من خلال القوة مع طمأنة الجمهور الأمريكي بأنها ستحافظ على رؤية أمريكا أولًا دون الانخراط في حرب واسعة النطاق. وخلال هذه العملية، أرسلت الولايات المتحدة إشارة إلى الصين وروسيا بأنها ستتحرك بسرعة وحزم وبشكل أحادي الجانب لتحقيق أهداف محدودة وقابلة للإنجاز. حتى إسرائيل حققت هدفها الاستراتيجي المتمثل في السيطرة على ديناميكيات الأمن الإقليمي دون الحاجة إلى إدارة التداعيات الفوضوية لتغيير النظام في طهران. وعلى الرغم من ذلك، فإن الولايات المتحدة لا تستطيع حل مشكلة كيفية التعامل مع النظام في إيران والذي سيتمسك بالسلطة بأي وسيلة ضرورية ممكنة حتى لو اضطرت إيران إلى توسيع دائرة الصراع لتشمل دول أخرى. وقد ترك إعلان ترامب عن اتفاق الهدنة عددًا من التساؤلات بعدما أعلن الطرفان الإيراني والإسرائيلي التزامهما طالما أحجم كل منهما على مهاجمة الثاني؛ حيث لم يكشف أي من الأطراف الثلاثة عن شروط الاتفاق أو بنوده. وحتى تغريدات ترامب الحماسية على وسائل التواصل الاجتماعي لم تشر إلا إلى وقف إطلاق النار الكامل والشامل. ولم تتحدث لا عن إحياء مفاوضات البرنامج النووي الإيراني ولا عن مصير مخزون إيران من اليورانيوم المخصب ولا عن موعد محتمل للقاءات مستقبلية لبحث مختلف الموضوعات الأخرى محل الصراع، إلا أنه يمكن إرجاع أسباب هذا الإعلان إلى شعور إدارة الرئيس ترامب أن الوقت حان لوضع حد للتصعيد قبل أن تنجر المنطقة إلى صراع إقليمي أوسع نطاقًا. إسرائيل واتجاهات المواجهة ربما لم تكن العمليات الإسرائيلية ضد إيران حاسمة في تحديد مستقبل الجمهورية الإسلامية. ومع ذلك، فقد رسخت مجموعة جديدة من الخطوط الحمراء، ولم يعد بإمكان المنطقة العودة إلى الوضع الراهن الذي كان قائمًا قبل اندلاع الحرب ومن خلال التحرك السريع والحازم، دون مشاورات مطولة مع الشركاء الدوليين، كما أشارت هذه الهجمات إلى أن إسرائيل والولايات المتحدة قادرتان على قصف إيران، بل إنهما سيفعلان ذلك، كلما شكلت الجمهورية الإسلامية تهديدًا وشيكًا. وعلاوة على ذلك، فإن تل أبيب وواشنطن، هما اللتان ستحددان ما يعنيه التهديد الوشيك، وإذا ردت إيران، فيمكنها أن تتوقع ردًا ساحقًا من الجانبين. وفي ضوء هذه التطورات، لم يعد من الممكن اعتبار حزب الله وحماس والحوثيين والميليشيات في العراق وكلاء لإيران. فقد عملوا بشكل مستقل، وفقًا لمصالحهم المحلية. في الوقت نفسه، قدمت إيران دعمًا ماليًا وعسكريًا مقابل تفاهم نظري للعمل بالتنسيق لتعزيز المصالح الإيرانية في جميع أنحاء المنطقة. لكن هذا التناقض قد كُشف الآن الصعوبات التي واجهتها إيران في تمويلهم بمستويات كافية قبل السابع من أكتوبر ٢٠٢٣، ومن غير المرجح أن تفعل الشيء نفسه الآن بعد أن تركوا الجمهورية الإسلامية لتعتمد على نفسها. ومن ناحية أخرى، فمن المرجح أن تتقارب عدة دول عربية مع إسرائيل. هذا لا يعني تطبيعًا كاملًا، وهو أمر مستبعد على المدى القريب، مع أن هناك احتمالًا حقيقيًا لاعتراف دبلوماسي بسوريا. ومن المرجح أن تنخرط عواصم عربية أخرى في أشكالٍ أكثر انفتاحًا من التواصل الدبلوماسي والتعاون العسكري مع إسرائيل مما كان ممكنًا في السابق. ومن شبه المؤكد أن الحرب في غزة سوف يتعين أن تنتهي بشكل كامل قبل أن تبدأ المناقشات الجادة حول توسيع اتفاقيات إبراهيم في جميع أنحاء المنطقة، كما أن الحكومة الإسرائيلية لا تعرف كيف تنهي هذه الحرب. ترامب وإيران ترددت إدارة ترامب قبل توجيه ضربتها العسكرية إلى إيران، وحاولت التفاوض والوصول إلى تحقيق أهدافها حتى عندما اتضح أن إيران لا تنوي جديًا التخلي عن برنامجها النووي، وأن الإسرائيليين كانوا راغبين في توجيه ضربة عسكرية على أساس أن ضبط النفس في السياسة الخارجية أفضل من التدخل العسكري، وفي عدة مراحل، بدا أن البيت الأبيض لديه نية غامضة لإبرام اتفاق دون موافقة الكونجرس، وهو ما من شأنه أن يسمح لإيران بالاحتفاظ بقدر محدود من الطاقة النووية، وهو ما كان سيُلحق ضررًا سياسيًا باتجاهات الولايات المتحدة للتعامل مع هذا الملف. وبدلا من ذلك، حققت واشنطن بضرباتها العسكرية انتصارًا سياسيًا؛ حيث يُنظر إلى تدخل الرئيس ترامب في اللحظة الأخيرة بسلسلة من الضربات المُستهدفة التي حققت هدفًا محدودًا والمتمثل في دعم وعده بأن إيران لن تحصل على أسلحة نووية. ويمكن القول إنه خلال إدارة ترامب الأولى، حاول العديد من الخبراء تعريف " مبدأ ترامب "، وهي مهمة أصبحت مستحيلة بسبب الواقع الأساسي المتمثل في أن ترامب لم يتصور نفسه أبدًا سوى صانع صفقات، كما يمكن لكبار المسئولين وغيرهم من المستشارين التحدث عن الآثار الأوسع لأفعال الرئيس، لكن أي رؤية استراتيجية شاملة يستمدونها هي رؤيتهم الخاصة وهو أمر غريب تمامًا عن عالم دونالد ترامب. لقد أنجز الرئيس إنجازًا أعظم قيمة. فقد أشار بهذه الضربات إلى بكين وموسكو بعواقب وخيمة في حال تجاوز الخطوط الحمراء لواشنطن، كما أن أمامه ثلاث سنوات أخرى ليجني ثمار هذا العمل؛ إذ ستُرسي الإجراءات في إيران مستوى جديدًا من الردع ضد أي عدوان عالمي. النظام الإيراني ومخاطر التغيير يُشبه الوضع في إيران الآن ما كان عليه العراق في تسعينيات القرن الماضي. فقد تعرّض النظام لضغوط كبيرة علنية ومتكررة، ويخشى كبار القادة الإيرانيين على بقائهم بعدما تخلّى عنه معظم حلفائه، إلا أن الحرس الثوري الإسلامي يستطيع حشد خلايا نائمة وشنّ حرب غير متكافئة أخرى ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، في إطار حرب باردة طويلة الأمد وصغيرة الحجم؛ حيث لا تزال عقيدة الحرب غير المتكافئة التي تنتهجها إيران قائمة. ولم يُسلّم وكلاؤها - حزب الله في لبنان، والحوثيون في اليمن، والميليشيات في العراق- أسلحتهم. ولا تزال هذه الجهات الفاعلة، التي لم يمسها وقف إطلاق النار، بمثابة الذراع الأمامية لطهران. فهي تُتيح الإنكار والمرونة والتهديد المستمر. ولم يُغيّر وقف إطلاق النار الكثير في هذا الصدد؛ وقد يبدأ معها اندلاع الحرب القادمة. لكن على حكومة الجمهورية الإسلامية أن تستعد لحربٍ واسعة ضد مقدراتها العسكرية بجانب العمل على دعم الاحتجاجات الداخلية لتغيير النظام، وإذا كان الشعب الإيراني قادرًا على تنظيم احتجاجاتٍ جماهيريةٍ ضد تزوير الانتخابات وقمع امرأةٍ لعدم ارتدائها غطاءً للرأس، فمن الصعب أن نرى كيف لا تُسفر هذه الأحداث عن النتيجة نفسها. وفي ضوء التصور الأمريكي، قد تُطيح انتفاضة شعبية بالنظام؛ حيث يُقرر الحرس الثوري الإيراني أن خياره الأمثل هو الوقوف إلى جانب الاحتجاجات الشعبية وإلقاء اللوم على رجال الدين والسياسيين في إخفاقات الحكومة. أو قد يُدبّر النظام أمره بإغلاق الحدود وحجب وسائل التواصل الاجتماعي، وإجراء اعتقالات جماعية، ومحاكمات صورية، وإعدامات بإجراءات موجزة، وما إلى ذلك. في كلتا الحالتين، من المرجح أن يكون الأمر ممتدًا وفوضويًا، وهو ما لا ترغب فيه الولايات المتحدة ولا أي دولة أخرى في التأثير عليها. إن العقوبات الموجهة والدعم المالي للمعارضة السياسية في المنفى لن يكون لهما تأثير مباشر على تغيير النظام. فالعزلة الدبلوماسية لا معنى لها. حتى لو تمكنت الولايات المتحدة من إنشاء ملاذ آمن للمعارضين داخل الأراضي الإيرانية، فلن يُسقط ذلك النظام. ستظل الجمهورية الإسلامية تترنح، ليس كدولة فاشلة تمامًا، ولكن بالتأكيد ليس ككيان قادر أو متماسك، لبعض الوقت. ولا يوجد حل لذلك. سيُثبت أنه فوضى عارمة للمنطقة والعالم. في غضون ذلك، يمكن للولايات المتحدة استغلال هذه الفرصة لتعزيز علاقاتها مع دول أخرى في المنطقة نجحت في البقاء بمنأى عن القتال منذ ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ وذلك بكبح جماح الميليشيات وتهدئة الغضب الشعبي مثل تعزيز التعاون مع كل من العراق وسوريا، وهو ما من شأنه أن يُسهم في تعزيز هذه المكاسب الأخيرة، ويُقلل من احتمال عودة إيران إلى موقفها العدواني في المنطقة. وهذا هو النهج الأكثر عقلانية، ولكن من ناحية أخرى، من المرجح أن ينتهز بعض الأشخاص داخل الإدارة هذه الفرصة للانسحاب من الشرق الأوسط، واعتبار الإجراءات في إيران "مهمة منجزة" وذريعة جيدة لتحويل الموارد إلى الصين. ولا يتوقف دور الولايات المتحدة على اتجاهات تغيير النظام الإيراني، بل إن هناك مجموعة أخرى من الملفات منها البرنامج النووي وبرنامج الصواريخ الباليستية والنفوذ الإقليمي الإيراني، وهذه الملفات تتعلق بصورة مباشرة بإيران واتجاهات التجاوب مع المطالب المتعلقة بكل هدف، وهو ما يضفي مزيد من التعقيد والتشابك على إمكانية الوصول إلى استراتيجية أمريكية موحدة ومتكاملة ومن ثم يمكن أن تتجه واشنطن إلى صياغة مجموعة من الاستراتيجيات المختلفة للتعامل مع هذه الملفات.


سبوتنيك بالعربية
منذ 4 ساعات
- سبوتنيك بالعربية
الحرس الثوري الإيراني: كل عدوان يعجل بانهيار الكيان الصهيوني
الحرس الثوري الإيراني: كل عدوان يعجل بانهيار الكيان الصهيوني الحرس الثوري الإيراني: كل عدوان يعجل بانهيار الكيان الصهيوني سبوتنيك عربي أكد الحرس الثوري الإيراني، اليوم السبت، أنه "يجب على الكيان الصهيوني أن يعلم أنه ليس فقط ليس بمأمن من جرائمه الماضية، بل إن كل عدوان يسرع من عملية انهياره". 05.07.2025, سبوتنيك عربي 2025-07-05T17:37+0000 2025-07-05T17:37+0000 2025-07-05T17:37+0000 إسرائيل أخبار إيران العالم الأخبار وأفادت وكالة "مهر" للأنباء، مساء اليوم السبت، أنه بـ"مناسبة الذكرى السنوية لاختطاف الدبلوماسيين الإيرانيين الأربعة في بيروت"، نشر الحرس الثوري الإيراني بيانا أوضح من خلاله أن "الحرب على إيران كشفت عن ضعف الكيان الصهيوني وهشاشته".وأضاف البيان الإيراني أن "الحرب أظهرت أن العزيمة والإرادة الفولاذية للمقاومة التاريخية للمجاهدين أصبحت اليوم شجرة مقاومة راسخة في المنطقة وجغرافيا الأمة الإسلامية".وفي السياق ذاته، صرح رئيس هيئة الأركان الإيراني، اللواء عبد الرحيم موسوي، بأن بلاده أعدت "خطة متكاملة لجعل العدو في وضع بائس ومشلول"، وذلك استنادا إلى التوجيه الأول للمرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، مشددا على أن "أي هجوم جديد على إيران سيقابل برد حاسم، قد تعجز معه أمريكا عن إنقاذ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو".وشدد موسوي، أمس الجمعة، على أن "جبهة المقاومة تزداد قوة بدماء الشهداء"، مؤكدا أن "أعداء إيران لا ينبغي أن يفرحوا بسقوط الشهداء، لأن إيران، وفقا للقرآن الكريم، تعتبرهم أحياء عند ربهم يُرزقون".وأضاف أن "الشعب الإيراني لم ينل عزته واستقلاله بسهولة، ولن يصمت أمام الإرهاب أو الجرائم بحق الأطفال، بل سيواجهها بكل قوة حتى الانتصار"، وفقا لوكالة أنباء "تسنيم" الإيرانية.وأدت الضربات الإسرائيلية إلى مقتل عدد من العلماء النوويين والقادة العسكريين البارزين والمسؤولين الإيرانيين أبرزهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس أركان الجيش محمد باقري، وقائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري أمير علي حاجي زاده.وردت إيران، بضربات جوية ضد إسرائيل، في عملية عسكرية أطلقت عليها اسم "الوعد الصادق 3"، استهدفت خلالها عشرات المواقع العسكرية والقواعد الجوية في إسرائيل، مؤكدة أن العملية ستتواصل طالما اقتضت الضرورة.وبررت إسرائيل هجماتها بأن إيران وصلت إلى "نقطة اللاعودة" في تخصيب اليورانيوم وتقترب من امتلاك سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران وتصر دائما على أن أنشطتها النووية مخصصة لأغراض سلمية فقط.كما شنّت الولايات المتحدة هجوما على 3 منشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، ليلة 22 يونيو/حزيران الماضي. ووفقا لواشنطن، "كان الهجوم يهدف إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني أو إضعافه بشكل خطير".وبعدها بأيام، أعلن الحرس الثوري الإيراني، الرد على الولايات المتحدة الأمريكية بضرب قاعدة "العديد" الأمريكية في دولة قطر. إسرائيل أخبار إيران سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي إسرائيل, أخبار إيران, العالم, الأخبار