
أخبار العالم : ما جائزة نوبل للسلام التي يرى ترامب أنه أهلٌ لنيلها؟
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
قبل ساعة واحدة
عندما سلّم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رسالة ترشيح رسمية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنيل جائزة نوبل للسلام، خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، لم يكن الحدث مجرد لفتة دبلوماسية عابرة، بل لحظة جديدة أعادت واحدة من أرفع الجوائز العالمية إلى صدارة النقاش السياسي والإعلامي.
نتنياهو قال إن ترامب "يصنع السلام في منطقة تلو الأخرى"، في إشارة إلى دوره في اتفاقات أبراهام بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
ولم يكن هذا الترشيح الوحيد، فقد أعلنت باكستان في وقت سابق عن نيتها ترشيح ترامب، مشيدة بدوره في خفض التوتر مع الهند، لكن الترشيحات لم تمر بهدوء، وواجهت انتقادات واسعة، خاصة في ظل التطورات الميدانية التي شهدها الشرق الأوسط.
بهذا الترشيح، عادت جائزة نوبل للسلام إلى دائرة الضوء، لا بسبب الأسماء فحسب، بل بسبب الأسئلة القديمة المتجددة التي تطرح نفسها مع كل ترشيح مثير: من يملك حق الترشيح؟ ومن يقرر؟ وبأي معايير تُمنح الجائزة التي تحمل اسم السلام؟
ما هي جائزة نوبل للسلام؟
تُعد جائزة نوبل للسلام واحدة من أكثر الجوائز شهرةً وتقديراً في العالم، وتعود جذورها إلى وصية الصناعي السويدي ألفريد نوبل، مخترع الديناميت، الذي أوصى عند وفاته عام 1896 بتخصيص ثروته لتأسيس جوائز تُمنح لمن قدّم أعظم إسهام في خدمة الإنسانية، في مجالات الفيزياء والكيمياء والطب والأدب والسلام.
وتُمنح جائزة السلام تحديداً في النرويج، بخلاف الجوائز الأخرى التي تُمنح من قبل لجان سويدية، وقد كانت تلك رغبةً شخصيةً من نوبل نفسه، دون أن يوضح السبب في وصيته.
وصدرت أول جائزة نوبل للسلام عام 1901، ومنذ ذلك الحين، باتت تُمنح سنوياً في العاشر من ديسمبر/كانون الأول، في العاصمة النرويجية أوسلو، تزامناً مع ذكرى وفاة نوبل، بينما يُعلن اسم الفائز عادة في شهر أكتوبر/تشرين الأول.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
ألفريد نوبل
وبين عامي 1901 و2024، مُنحت جائزة نوبل للسلام 105 مرة لـ142 فائزاً، من بينهم 111 شخصاً و31 منظمة.
وتعد الولايات المتحدة تُعد الدولة الأكثر حصولاً على الجائزة عبر مواطنيها، تليها فرنسا، والمملكة المتحدة، وقد حصلت 19 امرأة على الجائزة حتى عام 2024، من بينهن الناشطة الباكستانية ملالا يوسفزاي، التي فازت بها عام 2014 وكانت أصغر الحائزين عمراً (17 عاماً).
وأكبر الحائزين سناً كان جوزف روتبلت، الذي فاز عام 1995 عن عمر ناهز 87 عاماً.
ورغم انتظامها السنوي، لم تُمنح الجائزة في 19 مناسبة، تحديداً في أعوام اندلعت فيها الحروب العالمية أو ساد فيها الاضطراب الدولي، ومن أبرز فترات الانقطاع كانت: أعوام الحرب العالمية الأولى: (1914، 1915، 1916، 1918)، وأعوام الحرب العالمية الثانية: (1939–1943)
في بعض الحالات، كانت اللجنة تمتنع عن منحها لأسباب تتعلق بعدم وجود مرشّح يستوفي الشروط، أو تعذر التوافق.
هل يقتصر الترشيح على الدول والحكومات؟
من المثير أن الدول والحكومات ليست هي الجهة الرئيسية لترشيح الأسماء لنيل جائزة نوبل للسلام، بل إن النظام الأساسي للجائزة لا يمنح حق الترشيح للدول ويعتمد على أفراد ومؤسسات محددين تنطبق عليهم شروط دقيقة، وهو ما يجعل الترشيحات في كثير من الأحيان مسألة شخصية أو رمزية أكثر منها رسمية.
بحسب قواعد مؤسسة نوبل، يحق للجهات التالية تقديم ترشيحات سنوية:
- أعضاء البرلمانات الوطنية والحكومات من مختلف دول العالم
- رؤساء الدول
- أساتذة الجامعات في مجالات الفلسفة، والحقوق، والعلوم السياسية، والتاريخ، والدين
- الحائزون السابقون على جائزة نوبل بجميع فروعها
- أعضاء المحاكم الدولية
- مدراء ومعهدو مراكز الأبحاث في مجال السلام والنزاعات الدولية
- رؤساء منظمات دولية معينة لها صفة مراقب في الأمم المتحدة
وفي عام 2024، بلغ عدد المرشحين لجائزة نوبل للسلام 286 مرشحاً، وكان أعلى عدد من الترشيحات قد سُجّل في عام 2016، وبلغ 376 مرشحاً.
وبينما يحتفظ معهد نوبل في أوسلو بسرية قائمة المرشحين الكاملة لمدة 50 عاماً – وفقاً لقواعد صارمة – يختار بعض المرشِّحين إعلان ترشيحاتهم للعامة، كما فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عند ترشيحه للرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
تُفتح أبواب الترشيح مع بداية كل عام وتُغلق في 31 يناير كانون الثاني، بينما يتم الإعلان عن الفائز أو الفائزين بجائزة نوبل للسلام لعام 2025 يوم الجمعة 10 أكتوبر/تشرين الأول، على أن يُقام حفل تسليم الجائزة في 10 ديسمبر/أيلول في أوسلو، النرويج.
وعادة ما تقوم اللجنة المسؤولة بعد إغلاق التشريحات، بإعداد قائمة أولية تُعرف بـ"القائمة القصيرة"، والتي تُعرض على مستشارين وخبراء دوليين مستقلين لتقديم تحليلات معمّقة عن سيرة المرشحين ودورهم في قضايا السلام.
صدر الصورة، Getty Images
ومن المهم التأكيد أن مجرد ورود اسم شخص في قائمة المرشحين لا يعني تزكيته أو تأييداً رسمياً من اللجنة، ففي بعض السنوات، تلقت اللجنة مئات الترشيحات، بينها أسماء أثارت الجدل عالمياً، مثل أدولف هتلر في ثلاثينيات القرن الماضي، وستالين لاحقاً، وهنري كيسنجر الذي فاز فعلياً رغم الانتقادات.
ولا تعتمد الجائزة على عدد الترشيحات، بل على قيمة العمل الفعلي الذي أسهم في تعزيز السلام، وفق المعايير التي وضعها ألفريد نوبل في وصيته الأصلية عام 1895.
ماذا عن ترامب ونوبل؟
أمّا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لم يُخفِ يوماً رغبته في الحصول على جائزة نوبل للسلام، فقد تلقى خلال السنوات الأخيرة عدة ترشيحات معلنة، أبرزها من أعضاء في البرلمان النرويجي والسويدي، استندوا في ترشيحهم إلى دوره في توقيع اتفاقات أبراهام، التي مهّدت لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وعدد من الدول العربية، بينها الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
كما أشار مؤيدوه إلى سياساته تجاه كوريا الشمالية، وانفتاحه غير المسبوق على قيادتها، إلى جانب تقليص التدخلات العسكرية الأمريكية في بعض مناطق النزاع، مقارنة بإدارات سابقة.
صدر الصورة، Getty Images
ترامب عبّر مراراً عن فخره بهذه الترشيحات، واعتبرها دليلاً على استحقاقه الدولي، مشيراً إلى ما يراه تجاهلاً إعلامياً لإنجازاته، وفي أحد تصريحاته، قال ساخراً: "أعطوا أوباما جائزة نوبل في بداية ولايته، أما أنا فقد أنجزت أكثر منه بكثير، ولم أحصل على شيء!".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الدستور
منذ 36 دقائق
- الدستور
رفع العقوبات والمسار الدبلوماسي.. مخططات ترامب في إيران تثير غضب نتنياهو
قالت مصادر غربية وإقليمية إن إسرائيل لا تسعى إلى اتباع المسار الدبلوماسي فيما يتعلق بملف إيران بل إلى تغيير النظام، ويدرك رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه يحتاج على الأقل إلى ضوء أخضر من البيت الأبيض - إن لم يكن دعمًا مباشرًا - لتنفيذ المزيد من العمليات في حال رفضت طهران التخلي عن طموحاتها النووية. وبحسب صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لديه أهدافًا مختلفة، بحسب الدبلوماسيين الغرب والإقليميين. مخططات أمريكية في إيران تثير الغضب الإسرائيلي وتابع الدبلوماسيين، أنه بعد هجمات يونيو، يرى ترامب أن ثمة فرصة للضغط على إيران لإبرام صفقة واستغلال إنجاز دبلوماسي كبير، يشمل إعادة بناء العلاقات مع إيران. في عشاء العمل مع نتنياهو يوم الاثنين في البيت الأبيض، ذكر ترامب أنه يرغب في رفع العقوبات عن إيران في مرحلة ما. وفي منشور نشره الرئيس الإيراني مسعود بيزيشكيان، والذي يشير إلى أن طهران ترى في العلاقات الاقتصادية مكونًا محتملًا لأي صفقة، كتب أن المرشد الأعلى علي خامنئي يعتقد أن المستثمرين الأمريكان يمكنهم القدوم إلى إيران "دون عوائق". بالنسبة لإسرائيل، فإن البديل واضح، كما قال مصدر مقرب من نتنياهو: "سياسة احتواء مستمرة من خلال هجمات دورية، لمنع أي استئناف نووي جديد. وتعتقد تل أبيب أن الحرب ضد إيران قد أعادت تموضع إسرائيل كقوة عسكرية لا مثيل لها في المنطقة - أكثر استعدادًا من أي وقت مضى لاستخدام القوة". وتابعت الصحيفة العبرية، أنه في هذه الأثناء، وبينما لا يزال هناك في إسرائيل والولايات المتحدة من يأملون في تغيير النظام في طهران، يبدو أن ترامب غير مستعد لتحمل التكاليف العسكرية والسياسية والاقتصادية الهائلة التي يتطلبها مشروع كهذا. وأضافت أن ترامب سارع إلى إعلان النصر بعد الهجمات على المواقع النووية، وبينما قال إنه سيفكر في قصف إيران مرة أخرى إذا استمرت في تخصيب اليورانيوم إلى مستويات مقلقة، وصف العملية في 22 يونيو بأنها عملية جريئة وجراحية لمرة واحدة. وأشار الدبلوماسيون إلى أن الولايات المتحدة قد تدعم العمليات العسكرية الإسرائيلية، بل وتوفر أسلحة متطورة، لكنها تراهن بشكل أساسي على الضغط الاقتصادي والرافعة الدبلوماسية لإجبار طهران على الاستسلام، والنتيجة، بحسبهم، هي جمود هش - بدون نتيجة واضحة. ووفقًا لمصدر مقرب من نتنياهو، يرى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي فرصة استراتيجية عابرة، تتطلب تسريعًا، وليس ترددًا. ويعتقد المصدر أن الوقت المناسب لشن هجوم أقوى هو الآن، قبل أن تستعيد إيران قوتها، وبحسبه، فإن الدفاع الجوي الإيراني متضرر، وبنيتها التحتية النووية ضعيفة، ورؤوسها مقطوعة، وقدرتها على الردع تتآكل، لكن نافذة الوقت المتاحة لطهران لإعادة تنظيم صفوفها وإعادة البناء ستزداد فقط.


الدستور
منذ ساعة واحدة
- الدستور
محلل سياسى: إسرائيل مستمرة فى الضغط على الفلسطينيين داخل غزة
قال المحلل السياسي الدكتور نزار نزال، إن إسرائيل مستمرة في الضغط على الفلسطينيين داخل قطاع غزة. وأضاف "نزال"، في مداخلة لقناة "إكسترا نيوز"، أن "هناك عشرات الشهداء والإصابات وإسرائيل مستمرة في هذا النهج وهذه السياسة من أجل الضغط على الوفد الفلسطيني الموجود في الدوحة، وأيضًا للضغط على العالم من أجل الحصول على اتفاق يكون مرضيًا على الأقل للشريحة التي تشكل الحكومة الإسرائيلية". وأوضح أن هناك مخاوف في إسرائيل من تصدع هذه الحكومة إذا تمت الموافقة على مطالب الوسطاء من مصر وقطر، متابعًا: "الأيام القليلة المقبلة ستشهد مزيدًا من الضغط على المدنيين الفلسطينيين في غزة من قتل وتشريد وتدمير". وأشار إلى أن استراتيجية إسرائيل في المفاوضات تعتمد على الضغط الشديد جدًا على المدنيين في ظل مفاوضات، فكلما كانت هناك مفاوضات كلما كان هناك ضغط أكبر على المدنيين؛ من أجل إجبار الوفد المفاوض على التناول عن مطالبه وتخفيف سقف مطالبه، وهذا الأمر ليس جديدًا على إسرائيل. ولفت إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تريد وقفًا لإطلاق النار ولو على الأقل مؤقتًا، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب يطمح في أن يحصل على جائزة نوبل، رغم أنه يخفق في كل الجبهات.


مصراوي
منذ ساعة واحدة
- مصراوي
ورقة سوريا.. كيف يستخدمها ترامب لتشجيع نتنياهو على وقف حرب غزة؟
كتبت- سلمى سمير: لا تزال محاولات التوصل لاتفاق ينتهي بوقف إطلاق النار في قطاع غزة مستمرة وذلك مع اقتراب الحرب على دخول عامها الثاني، إلا أن جميع أوراق التفاوض السابقة لم تجد نفعًا في التوصل لحل نهائي. ومع ذلك يبدو أن ورقة جديدة قد ظهرت في الملف التفاوضي وتم الحديث عنها خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. تمحورت الورقة الجديدة، حول الملف السوري، الذي ظهر كورقة مساومة جديدة في معادلة التهدئة، وذلك مع كشف صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب يمارس ضغوطًا مباشرة على بنيامين نتنياهو للموافقة على إنهاء الحرب، مقابل صفقة أوسع تتضمن تطبيعًا تدريجيًا للعلاقات بين إسرائيل وسوريا. وبحسب ما نقلت الصحيفة العبرية، عن مصادر مقربة من البيت الأبيض، أرسل ترامب مبعوثًا خاصًا إلى دمشق بهدف تمهيد الطريق لاتفاق سلام بين الطرفين، تكون الولايات المتحدة ضامنًا له، وهو ما أكده وعلى نحو غير معتاد، بنيامين نتنياهو، الذي أعلن عن فتح قناة اتصال جديدة مع الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، وذلك في مؤشر واضح على تحولات دراماتيكية في مواقف الطرفين. ماذا قال نتنياهو بشأن سوريا؟ خلال لقائه بترامب في البيت الأبيض للمرة الثالثة خلال زيارته لواشنطن، كشف بنيامين نتنياهو، عن فتح قناة اتصال جديدة بين دمشق و تل أبيب، معتبرًا ذلك خطوة باتجاه فرصة سلام بين البلدين. وخلال تصريحاته، أشار نتنياهو، إلى أن انهيار نظام بشار الأسد ساهم في خلق واقع أمني جديد في سوريا، بما يفسح المجال لما وصفه بـ"فرصة للتقارب والاستقرار". وقال نتنياهو: "في السابق، كانت إيران تمسك بزمام الأمور في سوريا عبر حزب الله اللبناني، لكن اليوم، باتت طهران خارج اللعبة، وحزب الله في وضع لا يُحسد عليه". وأضاف: "هذه التحولات فتحت الباب أمام الاستقرار وربما السلام، خاصة في ظل مبادرة الرئيس السوري الجديد". ورفض نتنياهو التعليق على وجود محادثات مباشرة بين إسرائيل والنظام السوري الحالي، لكنه شدد على أن "السوريين سيخسرون الكثير إذا عادوا إلى دوامة الصراع، وسيربحون كثيرًا إذا اختاروا طريق السلام". من جانبه كشف دونالد ترامب أن نتنياهو طلب منه رفع العقوبات المفروضة على سوريا، مشيرًا إلى أن هذا المطلب جاء أيضًا من عدة دول في الشرق الأوسط. وقال ترامب: "رفعت العقوبات عن سوريا بناءً على طلب عدد من الحلفاء في المنطقة، من بينهم نتنياهو. التقيت بالرئيس الشرع وأُعجبت به كثيرًا". وأضاف: "قال لي أحدهم إن الرجل ينتمي إلى بيئة صعبة، فأجبته أن هذا أمر متوقع في منطقة مليئة بالتحديات. ومع ذلك، رأيت فيه شخصية تستحق أن تحصل على فرصة". وأوضح ترامب أن العقوبات الأمريكية كانت تمنع سوريا من التقدم، مؤكدًا: "منحناهم هذه الفرصة لأنهم لم يكونوا يملكون أي أفق في ظل الحصار الاقتصادي". من جانبها، أكدت سوريا، عبر تصريحات رسمية وشبه رسمية، استعدادها للعودة إلى اتفاق فض الاشتباك لعام 1974، والتعاون مع الولايات المتحدة في هذا الشأن، في وقت تحدث فيه مسؤولون أمريكيون عن "انطلاق حوار سياسي وأمني مباشر" بين الطرفين. لقاء سبتمبر المنتظر من جانبها كشفت قناة "إسرائيل 24 نيوز"، نقلًا عن مصدر سوري مقرب من الرئيس أحمد الشرع، أن لقاءً وشيكًا سيُعقد بين بنيامين نتنياهو والرئيس السوري في البيت الأبيض قبيل انطلاق اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل. ووفقًا للتقرير، من المنتظر أن يوقع الجانبان خلال اللقاء اتفاقًا أمنيًا "برعاية دونالد ترامب"، في خطوة من شأنها أن تُمهد لاتفاق تطبيع بين إسرائيل وسوريا هو الأول من نوعه منذ عقود من العداء والصراع. وفي سياق متصل، نقلت القناة عن مصادر مطلعة، لم تسمها، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تواصل "جهود وساطة واسعة" بين دمشق وتل أبيب، ضمن تحرك إقليمي ودولي لإعادة تشكيل خريطة العلاقات في الشرق الأوسط. لكن هذه الجهود لا تزال تصطدم بعقبة رئيسية تتمثل في تخوف إسرائيل من الانسحاب من المنطقة العازلة الممتدة في الجولان خلال الأشهر المقبلة، في ظل عدم سيطرة الشرع الكاملة على كافة الفصائل المسلحة، خاصة في جنوب سوريا، بحسب ما أفادت به المصادر. وأكدت الإدارة السورية، أنها لن تسمح، في حال التوصل إلى اتفاق، لأي عمليات إسرائيلية داخل الأراضي السورية، فيما تصر تل أبيب على الاحتفاظ بحقها في "التعامل مع التهديدات الأمنية"، خصوصًا في حال انسحابها من المناطق العازلة كما تطالب دمشق، بحسب "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية. تفاصيل المقترح الأمريكي وأهدافه تتجاوز التحركات الأمريكية مجرد محاولة لوقف إطلاق النار في غزة، بل تمتد لصياغة إطار دبلوماسي إقليمي جديد، وذلك بحسب ما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، التي قالت، إن إدارة ترامب تعمل على حزمة تشمل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين من قطاع غزة، ووقف العمليات العسكرية، وتطبيع جزئي بين إسرائيل وسوريا، ضمن "صفقة سلام إقليمية" يُفترض أن تُنعش روح اتفاقات أبراهام. وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن المزاج لحالي لنتنياهو وربما نتنياهو أيضًا فتح الباب أمام باب التطبيع مع دول جديدة في المنطقة، وإحياء اتفاقيات أبراهام من جديد التي نجح ترامب في ضم عدد من الدول إليها في ولايته الأولى لكنه يطمح لضم دول جديدة لها وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وسوريا ولبنان. وفي تصريحاته لـ "واشنطن بوست" قال الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسرائيل زيف، الرئيس السابق لشعبة العمليات في الجيش الإسرائيلي، إن نتنياهو لن يحظى بفرصة أفضل من تلك التي أتيحت له بعد نجاح الهجوم على إيران، والتي ستتلاشى مع مرور الوقت، داعيًا رئيس الوزراء الإسرائيلي، لعقد نوع من الاتفاق الإقليمي مع سوريا، وبدء مسار مع السعودية، واستعادة الأسرى لما من شأنه أن يمنحه أفضلية قبل بدء الانتخابات. من جانبه، قال مسؤول إماراتي رفيع المستوى، للصحيفة الأمريكية، إنه يتوجب على ترامب استغلال الفرصة الحالية بعد الهجمات الأخيرة على إيران، والتوصل لاتفاق سلام يشمل غزة وما بعدها، داعيًا ترامب، للذهاب نحو ما وصفها بـ "الجائزة الكبرى" وذلك مع وقوف المنطقة أمام نقطة نقطة تحول تاريخية بحسب تعبيره. ولتحقيق هدف التطبيع، قررت واشنطن رفع تصنيف "هيئة تحرير الشام" من قائمة الإرهاب – وهي الجماعة التي كان يرأسها الرئيس السوري الحالي أحمد الشرع قبل توليه الحكم – ما عُد إشارة سياسية تجاه النظام الجديد في دمشق، بحسب موقع "إسرائيل 24 نيوز" العبري. لكن هذا التطبيع ليس بلا شروط ولا يضمن غزة فقط بحسب الموقع العبري، الذي نقل عن مصدر مقرب من أحمد الشرع أن سوريا تطالب باستعادة ثلث هضبة الجولان المحتلة كشرط أساسي لأي اتفاق سلام، موضحًا أن 'السلام لا يُمنح مجانًا'. كما طُرحت خيارات أخرى تشمل تأجير أجزاء من الجولان لمدة 25 عامًا، إلى جانب إعادة مناطق لبنانية حدودية لدمشق، في مقابل السماح لإسرائيل بمد خط مياه من الفرات. في المقابل، أكدت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أن دونالد ترامب "مصمم على وقف القتل في غزة"، ويرى في اتفاق محتمل بين إسرائيل وسوريا حجر زاوية لمعادلة السلام الشاملة. فرص التطبيع وحدوده رغم زخم التصريحات والمبادرات، تبقى فرص التطبيع بين إسرائيل وسوريا محفوفة بالتحديات. فعلى الرغم من الاستعداد المعلن لدى الطرفين، هناك عقبات سياسية وجغرافية ومجتمعية واضحة. من الجانب السوري، أكدت مصادر قريبة من الشرع وفقًا لـ "إسرائيل 24 نيوز"، أن أي اتفاق لا يتضمن انسحابًا إسرائيليًا من الجولان – ولو جزئيًا – لن يحظى بقبول داخلي، إذ لا يمكن تسويق السلام أمام الرأي العام دون استعادة جزء من الأراضي المحتلة. كما أن عودة السيادة على مدينة طرابلس اللبنانية ومناطق سنّية أخرى مطروحة ضمن المطالب السورية، ما قد يثير ردود فعل إقليمية. أما من الجانب الإسرائيلي، فقد أعلن وزير الخارجية جدعون ساعر أن الجولان 'سيبقى جزءًا من دولة إسرائيل' في أي اتفاق مستقبلي، رغم اعترافه بـ"مصلحة إسرائيل" في التطبيع مع سوريا ولبنان، ليظهر بذلك تباين في المواقف يشير إلى أن المفاوضات قد تتجه نحو اتفاق أمني محدود بدلًا من معاهدة سلام شاملة، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية داخل الأراضي السورية.