
دعمًا لها .. إيران: واشنطن تعاقب 'ألبانيز' لفضحها جرائم الاحتلال وتكافيء مجرمي الحرب
أكّدت 'وزارة الخارجية' الإيرانية دعمها لمقرّرة حقوق الإنسان في فلسطين؛ 'فرانشيسكا ألبانيز'، بعدما فرضت 'الولايات المتحدة' عقوبات عليها، معتبرةً أنّ 'واشنطن' تُكافيء مُجرمي الحرب مثل 'نتانياهو' وتُعاقب من يفضح جرائم الاحتلال، في خطوة أثارت استنكارًا دوليًا من 'مجلس حقوق الإنسان'.
وقال المتحدّث باسم الخارجية الإيرانية؛ 'إسماعيل بقائي'، في منشور على منصة (إكس)، إنّ بلاده تدعم 'ألبانيز'؛ التي تتعرّض للعقوبات بسبب: 'قولها الحقيقة وصمودها في وجه الإبادة الجماعية والاحتلال والفصل العنصري'.
وأكّد 'بقائي' أنّ: 'العقوبات لا يُمكنها قمع الحقيقة'، منتقدًا ما وصفه بازدواجية المعايير الأميركية، حيث تُفرض العقوبات على من يُدافع عن الحقّ، بينما يتمّ استقبال مجرمي الحرب في 'البيت الأبيض'.
وأضاف: 'فيما تُعاقب ألبانيز؛ يُستقبل نتانياهو في واشنطن، وهو مطلوب من المحكمة الجنائية الدولية، ما يكشف كذب الولايات المتحدة أمام العالم'.
مجلس حقوق الإنسان يأسف ويشيَّد بدور المقرّرين..
بدوره؛ أعرب 'مجلس حقوق الإنسان'؛ التابع لـ'الأمم المتحدة' عن أسفه لقرار العقوبات، مؤكدًا أنّ 'ألبانيز' تمّ تعييّنها من قبله رسميًا، وهي تؤدّي دورًا محوريًا في الدفاع عن حقوق الإنسان عالميًا.
وأوضح المجلس أنّ المقرّرين الخاصّين هم أدوات رئيسة ضمن آلية 'الأمم المتحدة' لمراقبة الانتهاكات، ويعملون على تعزيز وحماية الحقوق والحريات الأساسية في كل أنحاء العالم.
وأمس؛ أكّدت الأمينة العامّة لمنظمة العفو الدولية؛ 'أنييس كالامار'، أنّ فرض 'الولايات المتحدة' عقوبات على 'ألبانيز'؛ هو: 'إهانة للعدالة الدولية'.
روبيو: 'ألبانيز' تمسّ بمصالح أميركية وإسرائيلية..
من جهته؛ كتب وزير الخارجية الأميركي؛ 'ماركو روبيو'، في منصة (إكس) أمس: 'اليوم أفرض عقوبات على؛ فرانشيسكا ألبانيز، لجهودها غير الشرعية والمخزية لحثّ المحكمة الجنائية الدولية على التحرّك ضدّ مسؤولين وشركات أميركية وإسرائيلية'، بحسّب تعبيره.
وكانت 'الولايات المتحدة' قد أعلنت فرض عقوبات على 'ألبانيز'، بموجب الأمر التنفيذي (14203) الصادر عن 'ترمب' بشأن: 'فرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية'.
واتهم البيان الصادر عن الإدارة الأميركية؛ 'ألبانيز'، بالتحيّز، وبأنها: 'أطلقت شعارات معادية للسامية بلا خجل، وعبّرت عن دعمها للإرهاب وازدرائها العلني للولايات المتحدة وإسرائيل والغرب'، معتبرًا أنّ مواقفها جعلتها: 'غير صالحة للخدمة كمقرّرة خاصة' منذ فترة طويلة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ 42 دقائق
- ساحة التحرير
طريقة إنزال القط من الشجرة!عمار يزلي
طريقة إنزال القط من الشجرة! عمار يزلي فيما تتوالى ضربات المقاومة في غزة ضد فلول 'عربات جدعون' الخرافية، وتتباكي أمهات المجرمين في حق شعب أعزل توّاق لحريته وأرضه ومستعد للنزال إلى آخر حجر، يبدو الخلاف قويا بين إدارة البيت الأبيض ورئيس وزراء الكيان بشأن طريقة الصفقة والحل مع الجيران، الذي يعني 'التطبيع'. الزيارة الأخيرة لنتن ياهو للولايات المتحدة ولقاءه الثاني مع ترامب خلال 24 ساعة، يؤكد أن ترامب يستعجل حلًّا في غزة عبر صفقة شاملة ولو على شكل مرحلتين: وقف إطلاق نار مؤقت يمهد لوقف إطلاق نار دائم. هذا المسار، لا يرى فيه نتن ياهو، وهو مكبَّل اليدين والقدمين من خلاف بحبال أهدافه المعلنة المبالغ فيها، والتي لا يستطيع التراجع عنها بسهولة بعد كل هذه الخسائر التي لحقت بكيانه في كل من حرب غزة ولبنان وإيران، وعليه أن يجد مخرجا وسلّما غير مكشوف العتبات، للنزول من على الشجرة من دون أن يتفطن جمهوره من اليمين واليسار والمستوطنين، وهذا في حد ذاته حلمٌ آخر، لكابوس مشهور في وجهه. رئيس وزراء الكيان، في وضع لا يحسد عليه: إما قبول الصفقة كما تريدها المقاومة، وبالتالي خسارته للحرب ولكرسيه ولتحالفه ولمستقبله السياسي برمّته، وانتحار فظيع له، أو أن يقبل بحل وسط في صيغة لا رابح ولا خاسر التي تحاول إدارة ترامب أن توفّرها له في شكل رابح بالنقاط وليس بالضربة القاضية، كون مطلب نتن ياهو بتجريد المقاومة من سلاحها بات وهمًا أمام الجميع، بما فيهم الولايات المتحدة وحتى نتن ياهو نفسه، خاصة بعد الضربات الموجعة للمقاومة في الدقائق الأخيرة من نهاية المواجهة. الولايات المتحدة والوسطاء، يعملون على حل خلافات تقنية، يبدو أنها تنال موافقة الجميع، لكن مسألة نزع السلاح، تبقى الخط الأحمر الأكثر قوة وإصرارا عليه من طرف المقاومة، حتى ولو قبلت حماس أن تترك الساحة السياسية لسلطة محلية توافقية، لكن السلاح خط أحمر في ظل احتلال الكيان وعدوانه، وفي ظل قانون دولي يبيح للمقاومة الدفاع عن نفسها في ظل الاحتلال. هذه النقطة بالذات هي حجر عثرة في طريق أي تسوية سريعة. ذلك أن كل أحلام نتن ياهو وتصوراته وادعاءاته بأنه سيحقق 'النصر المطلق'، ليس على صعيد غزة والضفة فحسب، بل ضمن جغرافيا الشرق الأوسط كله، باتت أمام المحك بعد أن فشلت كل مخططات التهجير والترويع والتجويع والإبادة أمام شعب يفضِّل الموت على ترك الأرض ورفع الراية البيضاء. هذه القناعة وصل إليها الراعي الأمريكي، كما وصل إليها نتن ياهو ذاته، إنما المكابرة، والبحث عن البقاء في السلطة إلى آخر جندي ومستوطن صهيوني، ولو عبر إشعال المنطقة كلها، يجعل رؤية ترامب المتماهية تماما مع المشروع الصهيوني، تتعارض في طريقة الإخراج. وهذا ما يجعل ترلمب يضغط على نتن ياهو، ليس حبا فيه، بل خوفا على الكيان من رئيس وزراء، كبَّل نفسه بأغلال الوهم اليميني المتطرف المتمسك به والماسك له في السلطة على حين. هذا الحين، هو ما يحاول نتن ياهو اللعب عليه، ولو أدى ذلك إلى إفساد مشروع ترامب في المنطقة من تسويات وتطبيع وصفقات مع العرب خوفا من التنين الصيني والدب الروسي، ودعما لاقتصاده الذي بدأ يتأثر بما اقترفت يداه من حرب اقتصادية على العالم بأسره. التعارض في الطريقة لا في الأهداف، ونتن ياهو بات حجرا في حذاء ترمب، وقد نشهد تحولات قريبة، تسمح بإنزال 'القط العالق من فوق الشجرة'. 2025-07-12 The post طريقة إنزال القط من الشجرة!عمار يزلي first appeared on ساحة التحرير.


ساحة التحرير
منذ 44 دقائق
- ساحة التحرير
'إعلان فيينا'.. عندما ينطق اليهود بكلمة الحق!مصطفى البرغوثي
'إعلان فيينا'.. عندما ينطق اليهود بكلمة الحق! د. مصطفى البرغوثي * لأول مرة مؤتمر يهودي مناهض للصهيونية على الصعيد الدولي يُعقد في فيينا، لأول مرة يعقد اليهود مؤتمراً لهم بحضور 500 مشارك جاؤوا من كل أصقاع العالم، لأول مرة يكسر اليهود احتكار الصهيونية للتمثيل اليهودي ويسقط بالتالي ادّعاء وإجماع أن إسرائيل هي الممثلِّة الشرعية والوحيدة لليهود في العالم. لأول مرة تتعزز الشرعية الأخلاقية والسياسية للنضال الفلسطيني في المحافل الدولية بعد أن أصبح لهم داعمون من داخل الجماعة التي تدعي الصهيونية التحدث باسمها. لأول مرة يتوفر لحركة المقاطعة العالمية غطاء يهودي دولي وغطاء أخلاقي وديني بحضور أكاديميين يهود معروفين في أمريكا وأوربا في حركات المقاطعة التي تتعرض لهجومات اللوبي الصهيوني. لأول مرة يدعو اليهود في مؤتمر دولي رسميا إلى تجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي و إلى إحياء المقاطعة الأكاديمية والثقافية ضد المؤسسات الإسرائيلية. لأول مرة في مؤتمر دولي يصرح يهوديٌ نجا من الهولوكوست/المحرقة قائلا إن إسرائيل ترتكب فظائع باسمنا، ويعتبر المؤتمر إسرائيل نظام فصل عنصريًا استعماريًا إحلاليًا، يشبه نظام 'الأبرتايد' في جنوب إفريقيا، ويدعوالمشاركون لتشكيل ائتلاف يهودي فلسطيني أممي لإسقاط هذا النظام للفصل العنصري وبناء دولة ديمقراطية واحدة لجميع سكانها. لأول مرة يطالب المؤتمر بمحاسبة إسرائيل وقادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية والدعوة لتوسيع مفهوم الجرائم ضد الإنسانية لتشمل الاستيطان والحصار. صدر عن المؤتمر إعلان ڤيينا 'نرفض ادعاء أن الصهيونية تمثل اليهودية، وندين استخدام اليهودية كأداة للاستعمار والفصل العنصري والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني' (وفق نص الوثيقة السياسية المركزية للمؤتمر). لأول مرة في مؤتمر يهودي دولي يتبنى المشاركون تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ورفض حل الدولتين باعتباره غطاءً لتكريس الاستعمار. يدعم المؤتمر بشكل صريح المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها واعتبارها مقاومة مشروعة ضد استعمار عنصري، وملاحقة الحكومات الغربية المتواطئة في الإبادة الجماعية، وتحقيق العدالة التاريخية بحق العودة للاجئين الفلسطينيين. هاجم المؤتمر الولايات المتحدة لدعمها اللامحدود لإسرائيل، وهاجم ألمانيا لاستخدامها المحرقة لتبرير دعمها السياسي والعسكري، وهاجم فرنسا والنمسا لقمعهما الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بدعوى مكافحة معاداة السامية. وجاء في البيان الختامي' العار كل العار على حكومات الغرب التي تُبرر الإبادة وتقمع التضامن مع الضحايا الفلسطينيين.. يؤكد المؤتمر أن معاداة الصهيونية ليست معاداة السامية؛ بل إن الصهيونية نفسها تهدد الوجود الأخلاقي لليهودية'. لأول مرة وفي موقف غير مسبوق يقول 'ستيفن كابوس' (وهو ناجٍ من الهولوكوست) إن 'من عاش جحيم النازية لا يمكن أن يصمت عما تفعله إسرائيل اليوم في غزة'. فيما تقول داليا ساريغ (المُنظِّمة الرئيسية للمؤتمر): 'نحن يهود ضد الصهيونية ونرفض أن تٌرتكب جرائم باسمنا، ونقف مع الفلسطينيين كجزء من التزامنا بالعدالة'. ويؤكد 'إيلان بابيه' وهو مؤرخ إسرائيلي مشارك في المؤتمر أن 'ما تقوم به إسرائيل ليس مجرد احتلال بل استعمار إحلالي وأبارتايد وجرائم تطهير عرقي لاجدال فيها'. ليس عبثاً أن هذا المؤتمر عُقد في فيينا إذ علق أحدهم متهكما: 'هنا وُلد هرتزل وفي القاعة المقابلة ماتت فكرته، وليس عبثا أن في باحات وبهو المؤتمر، وضع المنظمون أغصان الزيتون ولا وجود لا لعلم فلسطين ولا لعلم إسرائيل ولا لدولة أخرى، فعلق أحد الضيوف من أوروبا الشرقية هل نحن في مؤتمر سياسي أم في معرض زيتون فلسطيني؟ فرد أحد الصحفيين قائلًا: 'هنا الزيتون أصدق من كل أعلام الأمم المتحدة'. في خضم المناقشات تدخَّل أحد الحاخامات الحريديين متضامنًا مع الفلسطينيين بلغة عربية أنيقة قائلا 'أنتم يا أهل غزة أشجع من بني إسرائيل أيام فرعون'. خلال استراحة قامت يهودية نمساوية عجوز تبلغ من العمر 91 سنة، ونجت من محرقة النازية، وغنت مع بعض الحاضرين أغنية 'موطني' بعربية مكسرة ثم قالت 'كنت أغنيها أيام النكسة ولم أكن أعلم أنني سأغنيها ضد تل أبيب يوما'!! ** الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية 2025-07-12


موقع كتابات
منذ ساعة واحدة
- موقع كتابات
بانقلاب ترمب على بوتين .. هل تدخل الحرب على أوكرانيا مرحلة جديدة من المواجهة مع 'أميركا' ؟
خاص: كتبت- نشوى الحفني: فيما يبدو أن العالم يدخل على مناوشات جديدة بين قوتين كبيرتين؛ حيث تدهورت علاقة الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، ونظيره الروسي؛ 'فلاديمير بوتين'، خلال الفترة الأخيرة، وفق ما يذكره الكاتب؛ 'جوليان إي. بارنز'، في تقريره المنشور في صحيفة (نيويورك تايمز). ويرى الكاتب أن ذلك التغيَّر يُعدّ تحولًا غريبًا للغاية، بالنظر إلى ما بدت عليه الأمور في 'روسيا' بعد انتخاب 'ترمب'، إذ بدا أن الرئيس الجديد ينظر إلى 'بوتين' باحترام، وبدا الأخير مستَّعدًا لتحقيق الكثير مما يُريده في حربه ضد 'أوكرانيا'. خطأ في لعب الأوراق.. لكن الرئيس الروسي أخطأ في لعب أوراقه؛ وفق الكاتب الذي شرح في تقريره كيف تحوّل من حليف محتَّمل لـ'البيت الأبيض' إلى شخص: 'مشكوكٍ في أمره'. بداية مشَّرقة في العلاقات.. خلال حملته الانتخابية؛ وعد 'ترمب' بإنهاء الحرب في 'أوكرانيا' بسرعة كبيرة، وعندما تولى منصبه، كانت إدارته متشَّككة في طموحات 'أوكرانيا' للانضمام إلى 'حلف شمال الأطلسي'؛ الـ (ناتو)، ومستَّعدة للسماح لـ'روسيا' بالسيّطرة على الأراضي الأوكرانية التي استولت عليها، ومتَّرددة في إنفاق مبالغ طائلة على دفاعات 'كييف'، بل إنها منُفتحة على الاعتراف بضم 'موسكو'؛ لـ'شبه جزيرة القِرم'، عام 2014. كان ذلك عرض سلام حقّق العديد من أهداف 'روسيا' الحربية. ثم جاءت زيارة 'فولوديمير زيلينسكي' الكارثية لـ'المكتب البيضاوي'؛ في شباط/فبراير، حيث استخف 'ترمب'؛ بـ'زيلينسكي'، ووصفه بأنه ناكر للجميل على الهواء مباشرة، مُصرًا على أن: 'الأمور ليست في صالح أوكرانيا الآن'. كما قال 'ترمب' إن 'بوتين' كان ضحية حملة شعواء قامت بها وسائل الإعلام الأميركية. وبدأت 'الولايات المتحدة' بالضغط على 'أوكرانيا' لتوقّيع اتفاقية تُسلمها جزءًا كبيرًا من ثرواتها المعدنية. وجاء كل هذا في الوقت المناسب تمامًا بالنسبة للجانب الروسي، وفق ما ذكر الكاتب في تقريره. وبحسّب مزاعم الكاتب فقد خسّرت 'روسيا' حوالي ربع مليون جندي في الحرب، وكان اقتصادها ضعيفًا. لكن مع وجود رئيس أميركي متعاطف، كان 'فلاديمير بوتين' على وشك إعلان النصر. رفض مسّاعي 'ترمب'.. بحسّب ما يرّوج له الكاتب؛ فإن 'بوتين' لم يكن مستَّعدًا للتسّوية، في ذلك التوقيت. وكما فعل عندما بدأ الحرب في 'أوكرانيا'؛ عام 2022، اعتقد أنه قادر على تحقيق كل ما يُريد، عبر الحرب. ويقول إن 'بوتين': 'رفض مرارًا وتكرارًا مسّاعي؛ دونالد ترمب، لوقف إطلاق النار، بل وواصل قصف أوكرانيا بهجمات مروعة باستخدام الطائرات المُسيّرة'. على حد مزاعمه. في هذه الأثناء؛ كان يتقدم في ساحة المعركة، محاولًا الاستيلاء على المزيد من الأراضي وإضعاف الحكومة الأوكرانية. وبينما لم تتضح أهدافه بدقة، يعتقد بعض المسؤولين الأميركيين أنه يُريد الاستيلاء على 'خيرسون' أو 'أوديسا' أو حتى 'كييف'، وهي مدن أوكرانية رئيسة. ويرى المسؤولون الأميركيون أيضًا أن هذا الطموح وهمّي، بينما تابع الرئيس الأميركي كل هذا بقلق متزايد. في نيسان/إبريل، وبعد هجوم صاروخي روسي وطائرات مُسّيرة على 'أوكرانيا'، نشر 'ترمب' على الإنترنت: 'لستُ سعيدًا بالضربات الروسية على كييف. لم تكن ضرورية، وتوقيتها سيء للغاية. فلاديمير، توقف!'. تحول الموقف بيت 'ترمب' و'بوتين'.. ووفق التقرير؛ فالآن ينتقد 'ترمب'؛ 'بوتين'، وليس 'زيلينسكي'. إذ إنه بعد (06) مكالمات هاتفية مع 'بوتين' هذا العام، يبدو أن 'ترمب' قد غيّر رأيه فيه، وفق الكاتب. هذا الأسبوع؛ صرح صراحة بأنه غير راضٍ عن 'بوتين'؛ لأنه يقتل الأوكرانيين. وقال 'ترمب': 'نتلقى الكثير من الهراء من بوتين، إذا أردتم معرفة الحقيقة… إنه لطيف جدًا معنا طوال الوقت، لكن اتضح أن كلامه لا معنى له'. لو صدَّرت هذه الكلمات من أي سياسي آخر في 'واشنطن' تقريبًا، لمِا كان ذلك مفاجئًا. لكن قول 'ترمب' لها يُظهر مدى نفور 'بوتين' من 'البيت الأبيض'، وربما إهداره فرصته في التوصل إلى سلام تفاوضي. بحسب ادعاءات الكاتب الأميركي. استأنف 'ترمب' شُحنات الأسلحة إلى 'أوكرانيا' بعد توقف قصير من (البنتاغون)، بينما يدفع الجمهوريون في 'مجلس الشيوخ' بفرض مجموعة جديدة من العقوبات على 'روسيا'، ويدّرس 'ترمب' هذا الاقتراح أيضًا. ويواصل الكاتب الأميركي ترويج مزاعمه؛ بأن 'أوكرانيا' قد سئمت الحرب، لكن إرادتها في القتال لا تزال قائمة، خاصةً إذا مضت 'روسيا' قُدمًا، لأنها كما يصّور الكاتب ادعاءاته: 'تُبدع في ساحة المعركة، وتُكبد طائراتها المُسيّرة الجيش الروسي خسائر فادحة'. ويدعي الكاتب كذلك؛ أن وعود الدعم من 'أوروبا' وتعزيز الدفاع الجوي من 'الولايات المتحدة' سيجعل من الصعب جدًا على 'بوتين' إنهاء الحرب بالقوة، رُغم إطلاق 'موسكو' عددًا قياسيًا من الطائرات المُسيّرة والصواريخ على وسط وغرب 'أوكرانيا'، خلال الأيام الأخيرة، وهو ما اعتبره الكاتب تصعيدًا روسيًا مدفوعًا بقناعة مُفادها أن دفاعات 'أوكرانيا' قد تنهار في الأشهر المقبلة. ضربة لنهج الصفقات.. كذلك يقول تقرير لشبكة (سي. إن. إن) الأميركية؛ يبدو أن 'ترمب' قد وصّل إلى نقطة تحول. فقد انتقل من إلقاء اللوم المُفرط على 'أوكرانيا'، إلى اتهام 'روسيا'، بإطالة أمدها دون داعٍ. ويأتي هذا التغيَّر في الموقف؛ بعد أن فشلت محاولات 'ترمب' السابقة لإقناع 'بوتين' بالتوصل إلى اتفاق سلام يُنهي الحرب، التي بدأت باجتياح 'روسيا'؛ لـ'أوكرانيا'، عام 2022. ورُغم ما وُصف: بـ'شروط ترمب السذخية' لوقف إطلاق النار، تجاهلها 'بوتين'، ما اعتبره محللون ضربة لنهج 'ترمب' القائم على الصفقات. ولكن هذا التحول لا يخلو من المخاطر؛ أبرزها إمكانية تصعيّد التوترات بين زعيمي قوتين نوويتين، في وقتٍ تتصاعد فيه الهجمات الروسية على 'كييف'. كما يطرح تساؤلات حول ما إذا كان هذا التغيَّر سيسّتمر، خاصة أن 'ترمب' لم يلتزم حتى الآن بتقديم مساعدات بحجم ما قدمته إدارة 'بايدن'، والتي تجاوزت عشرات المليارات من الدولارات. زيادة الضغط.. وتساءلت الشبكة بعد أن توصل الرئيس؛ 'دونالد ترمب'، في النهاية إلى أنه لا يستطيع إقناع 'بوتين' بالدخول في محادثات السلام، فهل هو على استعداد لمحاولة إجباره على الدخول فيها؟ وقال 'تشارلز كوبتشان'؛ الزميل البارز في 'مجلس العلاقات الخارجية'، لـ (سي. إن. إن): 'أعتقد أن ترمب فهم الأمر الآن. عليه أن يضغط أكثر على روسيا إذا أراد التوصل إلى اتفاق مع أوكرانيا'. وقد يشمل الضغط زيادةً في الأسلحة والذخائر الأميركية لـ'أوكرانيا'، في حين تتعهد الدول الأوروبية، التي تخشّى انسحاب 'ترمب' من 'كييف'، بزيادة مساعداتها. قد يكون الفرق هائلًا، إذا التزمت 'واشنطن' التزامًا حقيقيًا، وقد يُربك اعتقاد 'بوتين' الراسّخ بقُدرته على الصمود أمام الغرب، وقُدرته على كسب الحرب في نهاية المطاف. وكذلك؛ قد يتقبل 'البيت الأبيض' مشروع قانون مشترك بين الحزبين، يُفرض عقوبات جديدة صارمة على 'روسيا' وحلفائها في 'الصين والهند'. المواجهة بين الزعيمين.. ولفتّت الشبكة الأميركية؛ إلى أن أحد المخاطر الكبيرة لفترة التوتر بين 'البيت الأبيض' و(الكرملين)، هو أن يقع 'ترمب' و'بوتين' في دائرة من التصعيّد، رُبما للدفاع عن المصداقية الهائلة التي استثمراها في العلاقة. وأوضحت أنه لا شيء في سلوك 'بوتين' يوحي برغبته في مواجهة 'ترمب' أو 'الولايات المتحدة'. لكن الزعيم الروسي لطالما لوّح بالسلاح النووي خلال الصراع الأوكراني، على ما يبدو لتخويف الشعوب الغربية. وفي نهاية المطاف؛ قد يعود 'ترمب' إلى هذا الافتراض الاستراتيجي الذي طالما خيّم على السياسة الأميركية تجاه 'أوكرانيا'. 'الحقيقة هي أن أوكرانيا، وهي دولة غير عضو في حلف الـ (ناتو)، ستكون عُرضة للهيمنة العسكرية الروسية مهما فعلنا'. وفق تصريح للرئيس الأسبق؛ 'باراك أوباما'، في مقابلة مع مجلة (ذا أتلانتيك) عام 2016. ورُغم هذا التحول؛ لا يزال بعض المراقبين الغربيين يُشّككون في دوافع الرئيس الأميركي؛ ويتساءلون عمّا إذا كان غضبه من 'بوتين' ينبَّع من خيبة شخصية بسبب فشل صفقة محتملة، أم أنه يعكس تغييّرًا استراتيجيًا حقيقيًا في رؤيته للحرب. وفي وقتٍ يتنامى فيه القلق من اندلاع دوامة تصعيّد بين 'موسكو' و'واشنطن'، يرى البعض أن هذا التوتر قد يكشف مدى جدية 'ترمب' في تبّني نهج أكثر صرامة تجاه 'روسيا'، ويختبر قُدرته على إعادة تموضع 'الولايات المتحدة' في ملف بات أحد أعقد الملفات الجيوسياسية في العالم.