logo
تسريبات نووية هزّت العالم: من تشيرنوبل إلى فوكوشيما

تسريبات نووية هزّت العالم: من تشيرنوبل إلى فوكوشيما

شفق نيوز١٨-٠٦-٢٠٢٥
منذ دخول الطاقة النووية في الاستخدام المدني، لم تكن بمنأى عن الحوادث والأعطال غير المتوقعة، فعلى مدى العقود الماضية، شهد العالم كوارث نووية شكّلت نقاط تحوّل في النقاش حول أمان هذه التقنية وحدود السيطرة البشرية عليها.
بعض الحوادث لقي تغطية واسعة، فيما بقيت أخرى طيّ الكتمان لسنوات، ورغم التقدّم في أنظمة السلامة، كشفت التسريبات غير المعلنة عن فجوات في الشفافية، وعززت المخاوف من أن بعض المخاطر قد تكون غير مرئية أو تُكتشف بعد فوات الأوان.
واليوم، يتجدد القلق مع إعلان الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن "تأثيرات مباشرة" طالت قاعات تخصيب تحت الأرض في منشأة نطنز الإيرانية، عقب ضربات إسرائيلية، وفق تحليل صور أقمار صناعية.
ورغم غياب التفاصيل الدقيقة، يُعدّ هذا التطور إنذاراً جديداً بخطورة استهداف منشآت نووية في النزاعات المسلحة.
في هذا السياق، تبدو العودة إلى أبرز الحوادث التي شهدها التاريخ النووي ضرورية لفهم ما تغيّر وما الذي لا يزال يُهدد التوازن بين التقنية والسلامة.
تشيرنوبل (أوكرانيا) – 1986
في 26 أبريل/نيسان 1986 ، وقع انفجار في المفاعل رقم 4 بمحطة تشيرنوبل النووية شمال أوكرانيا، التي كانت آنذاك جزءاً من الاتحاد السوفيتي، ما أدى إلى تسرّب كميات كبيرة من المواد المشعة إلى الغلاف الجوي.
وبحسب الرابطة العالمية للطاقة النووية، توفي عاملان فوراً، وتوفي 29 آخرون خلال الأسابيع التالية نتيجة الإصابة بمتلازمة الإشعاع الحادة، من بين 134 شخصاً نُقلوا لتلقي العلاج بعد تعرضهم لإشعاع مرتفع.
أعلنت السلطات السوفيتية إجلاء أكثر من 115 ألف شخص، بينهم سكان مدينة بريبيات، ثم توسعت عملية الإجلاء لاحقاً لتشمل نحو 350 ألفاً. وفُرضت "منطقة محظورة" بقطر 30 كيلومتراً حول موقع المفاعل.
ووفقاً لمركز الدراسات النووية الفرنسي وهيئة الطاقة النووية السويدية، امتد التلوث الإشعاعي إلى أجزاء واسعة من أوروبا، منها السويد وألمانيا، وساهم في كشف الحادث دولياً بعد تأخر الإعلان الرسمي.
صُنّفت الكارثة على الدرجة السابعة، وهي الأعلى على مقياس الحوادث النووية الدولية، نظراً لحجم الإشعاع وتأثيراته الممتدة.
وعلى إثرها، بُنِي هيكل خرساني لاحتواء المفاعل، قبل أن يُستبدل لاحقاً بقبة فولاذية بدعم دولي افتُتِحت عام 2016.
وقد أسهمت الكارثة في مراجعة معايير السلامة النووية عالمياً، واعتُبرت من العوامل التي سرّعت انهيار الاتحاد السوفيتي.
فوكوشيما دايتشي (اليابان) – 2011
في 11 مارس/آذار 2011 ، تسبّب زلزال بلغت قوته 9 درجات على مقياس ريختر، تبعته موجات تسونامي، في كارثة نووية بمحطة فوكوشيما دايتشي شمال شرق اليابان، صُنّفت على الدرجة السابعة – الأعلى – وفق مقياس الحوادث النووية الدولية، لتُعد ثاني أسوأ حادثة نووية بعد تشيرنوبل.
أدى الزلزال والتسونامي إلى تعطيل أنظمة التبريد في ثلاثة مفاعلات وانصهار أنويتها جزئياً، ما نتج عنه تسرّب كميات كبيرة من المواد المشعة إلى الجو والمياه.
لم تُسجَّل وفيات مباشرة نتيجة الإشعاع، لكن أكثر من 160 ألف شخص أُجبروا على مغادرة المناطق المحيطة، وفقاً للسلطات اليابانية.
وفيما بعد، قدّرت وزارة الصحة وقوع مئات الوفيات غير المباشرة بسبب الصدمات والتهجير، خاصة بين كبار السن.
تسرّب اليود والسيزيوم المشع إلى المحيط والمياه الجوفية أثار قلقاً بيئياً واسعاً بشأن الحياة البحرية وسلامة السلسلة الغذائية.
ولا تزال عملية تفكيك المحطة مستمرة، ومن المتوقع أن تستمر حتى منتصف القرن الحالي، وفي عام 2023، شرعت الحكومة اليابانية بتصريف المياه المعالجة إلى البحر، في خطوة أثارت انتقادات داخلية وخارجية من الصين وكوريا الجنوبية.
جزيرة الأميال الثلاثة (الولايات المتحدة) – 1979
في 28 مارس/آذار 1979 ، تعرّضت الولايات المتحدة لأخطر حادث نووي في تاريخها، حين شهد مفاعل في محطة "جزيرة الأميال الثلاثة" قرب هاريسبرغ بولاية بنسلفانيا انصهاراً جزئياً في قلبه، نتيجة خلل تقني أعقبته سلسلة من الأخطاء البشرية.
ووفق هيئة التنظيم النووي الأمريكية (NRC) والرابطة العالمية للطاقة النووية، أدى الحادث إلى تسرب كميات محدودة من الغازات المشعة إلى الغلاف الجوي، ما أثار ذعراً واسعاً بين السكان ودفع الآلاف إلى مغادرة المنطقة المحيطة طوعاً، رغم عدم صدور أوامر رسمية بالإخلاء.
بدأت الأزمة بتوقف إحدى مضخات التبريد، تلاه فشل في قراءة طبيعة الخلل والتعامل معه، ما أدى إلى ارتفاع حرارة الوقود النووي وحدوث انصهار جزئي استمر لساعات قبل السيطرة عليه.
ورغم عدم وقوع انفجار أو أضرار مادية جسيمة، كشف الحادث عن ثغرات كبيرة في أنظمة المراقبة والسلامة، وأدى إلى تراجع الثقة العامة في الطاقة النووية.
ورغم أن السلطات لم تسجل وفيات أو إصابات مباشرة نتيجة التعرض للإشعاع، إلا أن سكان المناطق المجاورة أعربوا عن قلق مستمر، لاسيما مع ظهور مشكلات صحية لاحقة.
وخلصت التحقيقات الفيدرالية إلى أن الحادث كان يمكن تفاديه، وأوصت بتحديث الأنظمة وتعزيز التدريب والوقاية داخل المحطات.
وأدى الحادث إلى تباطؤ ملحوظ في صناعة الطاقة النووية في الولايات المتحدة، حيث توقفت مشاريع بناء المفاعلات الجديدة لسنوات، بينما خضعت المنشآت القائمة لمراجعات مشددة في أنظمة التشغيل والسلامة.
وقد أُغلق المفاعل المتضرر نهائياً بعد الحادث، فيما استمر المفاعل الآخر في نفس الموقع بالعمل حتى عام 2019.
كيشتم (روسيا) – 1957
في 29 سبتمبر/أيلول 1957 ، وقع انفجار نووي ضخم في منشأة "ماياك" قرب بلدة كيشتم في جبال الأورال وسط الاتحاد السوفيتي، فيما يُعدّ ثالث أسوأ كارثة نووية في التاريخ بعد تشيرنوبل وفوكوشيما، رغم أن الحادث ظلّ طيّ الكتمان لأكثر من ثلاثة عقود.
ولم تُصدر السلطات السوفيتية أي إعلان رسمي وقتها، ما جعل الانفجار يُصنَّف ضمن أخطر التسريبات النووية السرية في القرن العشرين.
وبحسب موسوعة بريتانيكا وموقع "وورد أطلس"، نتج الانفجار عن تعطل نظام تبريد في أحد خزانات النفايات النووية السائلة، ما أدى إلى تراكُم الحرارة وانفجار بقوة تعادل 70 إلى 100 طن من مادة TNT، مُطلقاً غيمة مشعة امتدت لأكثر من 300 كيلومتر نحو شمال شرق الموقع، فيما عُرفت لاحقاً المنطقة باسم "المناطق الملوثة في أورال الشرق".
ونتيجة للتعتيم، لم تُوثّق الخسائر البشرية بدقة في حينه، لكن تقديرات علمية لاحقة تشير إلى وفاة نحو 200 شخص، وتعرّض أكثر من 10 آلاف آخرين لمستويات عالية من الإشعاع، كما تم إجلاء سكان 20 قرية من دون إبلاغهم بالأسباب.
واستمر الإنكار الرسمي حتى كشف العالم السوفيتي زورس ميدفيديف تفاصيل الحادث في كتاب نشره عام 1976 من منفاه، بينما لم تعترف موسكو رسمياً بالكارثة إلا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في التسعينيات، حين أُتيح للباحثين الوصول إلى بعض الوثائق.
ولا تزال آثار الحادث البيئية قائمة، إذ بقيت التربة والمياه ملوثة لعقود، بينما تُعدّ أجزاء من "طريق الغيمة المشعة" غير صالحة للسكن حتى اليوم.
ويندسكيل (المملكة المتحدة) – 1957
في أكتوبر/تشرين الأول 1957 ، اندلع حريق داخل أحد مفاعلي منشأة "ويندسكيل" النووية في شمال غرب إنجلترا، فيما اعتُبر أول حادث نووي خطير في تاريخ المملكة المتحدة، وواحداً من أكثر الحوادث التي أحيطت بالسرية لعقود.
وبحسب موسوعة بريتانيكا، استمر الحريق نحو 16 ساعة، وأدى إلى تسرب مواد مشعة أبرزها اليود-131 في الغلاف الجوي، ما تسبب في تلوث بيئي طال مناطق واسعة في شمال إنجلترا واسكتلندا.
المنشأة كانت مخصصة لإنتاج البلوتونيوم لأغراض عسكرية ضمن سباق التسلح النووي إبان الحرب الباردة، ووقع الحريق بعد محاولة رفع حرارة قلب المفاعل لتسريع الإنتاج دون تقييم كافٍ للمخاطر.
تأخر الفنيون في إدراك حجم المشكلة، واستخدموا وسائل بدائية في محاولة إخماد الحريق، قبل أن يُقرر في النهاية إغلاق أنظمة التهوية لخنقه، ما خفّف من حجم التسرّب دون أن يمنعه كلياً.
ولم تسجّل وفيات مباشرة، إلا أن الحكومة البريطانية قدّرت لاحقاً أن المئات ربما أُصيبوا بسرطان الغدة الدرقية نتيجة التعرض لليود المشع.
كما جرى سحب كميات كبيرة من الحليب من الأسواق كإجراء وقائي، في واحدة من أولى حالات التدخل الغذائي المرتبطة بتسرب نووي في أوروبا.
ورغبةً في الحفاظ على السمعة النووية للمملكة المتحدة في خضم المنافسة الدولية، ظلت تفاصيل الحادث طي الكتمان حتى الثمانينيات، حين كشفت تقارير رسمية أن الحريق كان أخطر بكثير مما أُعلن، وأن سوء تقدير فني كاد يؤدي إلى انفجار واسع النطاق.
التسريبات "غير المعلنة" والمخاوف الجديدة
في فترات الحرب الباردة ، على وجه الخصوص، حرصت دول عدة، لا سيما الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة، على التعتيم الكامل على حوادث إشعاعية متكررة داخل منشآتها العسكرية، خاصة تلك المرتبطة بتصنيع الأسلحة النووية أو التخلص من نفاياتها.
وقد كشفت وثائق استخبارية وشهادات موظفين سابقين لاحقاً عن وقوع تسربات إشعاعية في منشآت مغلقة في سيبيريا، وكازاخستان، وأوك ريدج في الولايات المتحدة، لم يُعلَن عنها في حينه، وغالباً ما جرى التعامل معها داخل نطاقات عسكرية مغلقة، دون وجود رقابة مستقلة أو اعتراف رسمي.
ومن بين المصادر التي أفصحت عن ذلك، كانت وثائق أرشيف لجنة الطاقة الذرية الأمريكية، التي كشفت كيف أن مختبرات مثل أوك ريدج في الولايات المتحدة، خاصة في Y‑12 وORNL، شهدت حوادث تسرب داخلي وإشعاعي كان التعامل معها ضمن نطاقات محلية دون إعلان عام.
وازدادت في السنوات الأخيرة الدعوات لتعزيز الشفافية الدولية، لا سيما في ظل تقارير تشير إلى إشارات تسرّب مشع رُصدت بالأقمار الصناعية في مناطق نووية حساسة في دول مثل كوريا الشمالية وإيران، دون وجود تأكيدات قاطعة من قبل الحكومات المعنية.
وفي بعض الحالات، أفادت منظمات رقابية أوروبية برصد غيوم مشعة في الأجواء دون معرفة مصدرها الدقيق، كما حدث في عام 2017 عندما رُصدت جزيئات من الروثينيوم-106 فوق أوروبا الشرقية، في حادث لم تعترف أي دولة بمسؤوليته.
هذا النوع من التسريبات غير المرتبط بكوارث مفاجئة بل بتدهور تدريجي أو خلل في أنظمة التخزين، يثير قلقاً متزايداً لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي تؤكد أن التهديد الأكبر قد لا يكون في الانفجارات، بل في الصمت الطويل المرافق للتسرّب البطيء والخفي.
وفي ظل عودة التوترات الجيوسياسية، خاصة في الصراعين الجاريين بين روسيا وأوكرانيا من طرف، وإٍسرائيل وإيران من طرفٍ آخر، وانتشار المنشآت النووية في تلك المناطق، تعود المخاوف من أن يكون العالم مقبلاً على جيل جديد من التسريبات النووية التي لا تُوثق إلا بعد فوات الأوان.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأرض تهتز في إسطنبول مجدداً وتوقعات بـ"زلزال مدمر"
الأرض تهتز في إسطنبول مجدداً وتوقعات بـ"زلزال مدمر"

شفق نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • شفق نيوز

الأرض تهتز في إسطنبول مجدداً وتوقعات بـ"زلزال مدمر"

شفق نيوز – أنقرة سجلت إدارة الكوارث والطوارئ التركية "آفاد"، يوم السبت، وقوع هزة أرضية في مدينة إسطنبول بقوة 4.1 درجات على مقياس ريختر، دون تسجيل إصابات أو أضرار. من جهتها، أوضحت صحيفة Türkiye أن الزلزال وقع على عمق 8 كيلومترات. بدوره، قال الخبير التركي، سليمان بامبال، لـ"سي إن إن تورك": "هذا وضع طبيعي. ستستمر الهزات الارتدادية. من المتوقع حدوث هزات ارتدادية أصغر وأقل تواترا، مردفا بالقول إن هذا ليس مبالغة. مع أننا نقول إنه لا داعي للخوف؛ فهذه الهزة الارتدادية ليست كبيرة، إلا أن هناك احتمالا بوقوع زلزال بقوة 7 درجات". وأضاف: "يوجد صدع متصل معروف على بُعد 45 كيلومترا خلفه. إذا تشكل، فسيحدث زلزال بقوة 7 درجات"، منوها الى أنه "يوجد صدع مرمرة الأوسط يبدأ من ساحل سيليفري ويمتد حتى مخرج مضيق البوسفور". وتابع الخبير التركي: "لقد مرّ 250 عاما على الزلزال الكبير. يُقال إن 250 عاما قد مرّت من حيث تكرار هذا الصدع، مضيفا أن هناك زلزال يلوح في الأفق. نتوقع بالفعل زلزالا مدمرا لإسطنبول كانت صدوع جيمليك وإزنيك وباموكوفا كبيرة جدا" في الأيام الأخيرة، وهذا هو الصدع الذي من المتوقع أن يُسبب زلزالا بقوة 7 درجات أو أكثر".

هزة أرضية في كوية أربيل
هزة أرضية في كوية أربيل

شفق نيوز

timeمنذ 5 أيام

  • شفق نيوز

هزة أرضية في كوية أربيل

شفق نيوز– اربيل أفاد مصدر في هيئة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي، ليل الخميس الجمعة، بأن هزة أرضية خفيفة ضربت قضاء كوية التابع لمحافظة أربيل في إقليم كوردستان. وقال المصدر لوكالة شفق نيوز، إن "الهزة الأرضية بلغت قوتها 2.5 درجات على مقياس ريختر. وأضاف أن الهزة لم تسفر عن أي أضرار وشعر بها بعض السكان في محيط المنطقة بشكل خفيف. وتشهد مناطق عدة في إقليم كوردستان نشاطًا زلزاليًا متقطعًا، بسبب وقوعها ضمن نطاق الفوالق الزلزالية النشطة في المنطقة.

العراق يطمئن: لا خطر إشعاعي بعد توقف الاعتداءات
العراق يطمئن: لا خطر إشعاعي بعد توقف الاعتداءات

وكالة الصحافة المستقلة

time٢٩-٠٦-٢٠٢٥

  • وكالة الصحافة المستقلة

العراق يطمئن: لا خطر إشعاعي بعد توقف الاعتداءات

المستقلة/- أكدت الهيئة الوطنية للرقابة النووية والإشعاعية والكيميائية والبيولوجية، زوال خطر تعرض العراق للتلوث الإشعاعي في المرحلة المقبلة، وذلك عقب توقف الحرب الناجمة عن الاعتداءات الصهيونية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية. جاء هذا التأكيد بالتزامن مع تصريحات مماثلة أصدرتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التي أكدت أن مستويات الإشعاع في منطقة الخليج بقيت ضمن الحدود الطبيعية ولم تشهد أي ارتفاع مقلق. وفي تصريح لصحيفة 'الصباح' تابعته المستقلة، قال الدكتور فاضل حاوي مزبان، رئيس الهيئة ورئيس غرفة الطوارئ الإشعاعية والنووية، إن 'منذ اليوم الأول للعدوان الصهيوني على إيران لم تسجل أي زيادة في النشاط الإشعاعي داخل العراق'. وأوضح أن الهدف من ضرب المنشآت النووية الإيرانية كان تعطيل المشروع النووي، ولاسيما منشآت تخصيب اليورانيوم التي تتعامل مع مادة طبيعية غير مشعة، رغم نسب التخصيب العالية. وأضاف مزبان أن المنشآت الإيرانية تقع على عمق عشرات الأمتار تحت الأرض، وهو ما يؤكد القياسات التي أجرتها هيئة الطاقة الذرية الإيرانية وأجهزة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتي لم تسجل أي نشاط إشعاعي بالقرب من تلك المواقع. وأشار إلى أن العراق يبعد أكثر من 500 كيلومتر عن هذه المنشآت، إضافة إلى وجود كواشف إشعاعية حساسة منتشرة على طول الحدود الشرقية وفي جميع محافظات العراق، تعمل على مدار 24 ساعة دون أن تسجل أي زيادة في النشاط الإشعاعي. وأكد أن العراق عضو في اتفاقية الإبلاغ المبكر عن الحوادث النووية منذ عام 1986، والتي تتيح تبادل المعلومات بين الدول الأعضاء عبر الوكالة الدولية للطاقة الذرية بعد التحقق من أي حادث نووي. وأضاف أن الكواشف المستخدمة في العراق تعتبر من الأحدث على مستوى العالم، وهي مرتبطة مركزياً وتدار بشكل عملياتي لتقديم معلومات سريعة ودقيقة. وفيما يخص غرفة الطوارئ الإشعاعية والنووية، أوضح مزبان أنها تشكلت منذ عام 2013 بموجب قرار من مجلس الأمن الوطني، وعضويتها تضم جميع الجهات المعنية بهذا الملف. وقد تم تحديثها عدة مرات، آخرها في فبراير من هذا العام. وذكر أن هناك خطة شاملة مبنية على 15 سيناريو لحوادث متعلقة بالمصادر المشعة، منها حالات فقدانها أو سرقتها أو حدوث حريق فيها، إضافة إلى سيناريوهات التعامل مع انفجارات منشآت نووية داخل العراق. وأشار إلى أن كل جهة معنية في الغرفة لها دور محدد، مثل وزارة الصحة التي تمتلك خطة علاجية، ووزارة الدفاع التي تقدم الدعم اللوجستي والكشف عن المصادر المشعة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store