
سيناريو الاجتياح البري
ليس سرا أن مشروع إسرائيل في سورية لا يقف عند المناطق الجنوبية، بل قد يمتد إلى دمشق ذاتها، بما يعني أن الاجتياح البري يبقى واردا مستقبلا.وفقا لتشارلز ليستر، رئيس مبادرة سورية في معهد الشرق الأوسط ومقره واشنطن، نفذت إسرائيل ما يقارب 1000 غارة على سورية، واحتلت 180 كيلومترا مربعا من البلاد منذ ديسمبر 2024، في حين لم ترد الحكومة السورية الجديدة على هذه الهجمات، في ظل إنهاك اقتصادي، وأزمات أمنية، وخلافات مع مكونات سورية مختلفة، وأولويات لدى دمشق.على الرغم من العلاقات الجيدة بين دمشق وواشنطن، فإن هذا لن يمنه تماما سيناريو الاجتياح البري وصولا إلى دمشق، خصوصا، أن إسرائيل اجتلت مساحات من سورية، بعد سقوط نظام الاسد، تضاف إلى المساحات التي تم احتلالها عام 1967، وسوف تنفذ إسرائيل سيناريو الاجتياح البري في حالات محددة، حتى لو كانت واشنطن تجاهر بتواصلها مع دمشق.أول هذه الحالات رفض النظام السوري الجديد التطبيع الكامل مع إسرائيل والاكتفاء بمعاهدة أمنية، وهو أمر غير كاف لإسرائيل التي تريد من دمشق الجديدة علاقات تطبيع كاملة، وأن تتخلص دمشق من الجماعات الجهادية الموجودة، وتحقيق شروط جديدة لبعض المكونات السورية تؤدي إلى الفيدرالية تمهيدا للانقسام، كما أن ثاني الحالات عدم استقرار الأوضاع في جنوب سورية وحدوث مهددات أمنية عسكرية ضد الاحتلال، من جانب فصائل ومقاتلين، وثالثها اتخاذ تل أبيب لقرار بإنهاء النظام السوري كليا لصالح تقسيم سورية وإقامة دويلات متعددة، ورابع الحالات ما يرتبط بالجغرافيا التوراتية التي تعد سورية جزءا من الخريطة الإسرائيلية الكبرى، وخامسها حاجة إسرائيل للأرض لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين إلى مساحات واسعة في سورية ولبنان، خلال السنوات القليلة المقبلة.كل ما سبق يعني أن سيناريو الاجتياح البري وصولا إلى دمشق يبقى واردا، والكل يرصد احتمالات الاجتياح البري للبنان مجددا، بهدف إنهاء ما تبقى من سلاح حزب الله، بما يعني أن أمامنا سيناريوهين متشابهين، ولكل سيناريو غايات معلنة، وغايات خفية تتوارى بعيدا عن الإعلانات السياسية.دمشق الجديدة أمام خيارات أسوأ من بعضها، فلا هي قادرة على تأسيس جيش قوي لاعتبارات مالية، ولغياب القدرات حاليا، ولا هي قادرة على الانقلاب نحو التطبيع مع إسرائيل، ولا هي أيضا قادرة على التسبب بتفكيك سورية داخليا، أو التورط في صراعات عسكرية يتم استدراج النظام لها، كما أن دمشق الجديدة غير قادرة حتى الآن على عزل القوة البشرية الجهادية التي ساندت الرئاسة الحالية، حتى لا تنشب فوضى من نوع آخر، بما يعني أن كل الخيارات أصعب من بعضها بعضا، بما في ذلك قبول إقامة منطقة إسرائيلية عازلة في مناطق جنوب سورية.ستكون أبرز المؤشرات مرتبطة بانتهاء حرب غزة، إذ ستكون هناك فرصة زمنية وعسكرية لإعادة توجيه القوات العسكرية الإسرائيلية نحو موقع ثان، وهذا يعني أن الأشهر القليلة المقبلة سترسم خريطة سورية من جديد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 18 دقائق
- الغد
أول تعليق لنتنياهو حول إعلان فرنسا عزمها الاعتراف بدولة فلسطين
اضافة اعلان ونقل بيان عن نتنياهو قوله إن "هذه الخطوة قد تؤدي إلى إيجاد وكيل إيراني جديد، تمامًا كما تحولت إليه غزة"، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون "منصة انطلاق لإبادة إسرائيل، لا للعيش بسلام إلى جانبها".وأضاف: "لنكن واضحين، الفلسطينيون لا يسعون لإقامة دولة إلى جانب إسرائيل، بل يسعون إلى دولة بدلًا من إسرائيل"، حسب تعبيره.وفي وقت سابق الخميس، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده "قررت أن تعترف بدولة فلسطين"، خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك في أيلول/ سبتمبر المقبل.وقال ماكرون في تدوينة عبر منصة "إكس" حول الأمر: "وفاءً بالتزامها التاريخي بسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، قررتُ أن تعترف فرنسا بدولة فلسطين".وأضاف: "سأُعلن ذلك رسمياً خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل"، مشدداً على أن "الحاجة الملحة" اليوم هي إنهاء الحرب في غزة وإنقاذ المدنيين.


الغد
منذ 19 دقائق
- الغد
كندا تدعو "إسرائيل" لرفع الحظر عن المساعدات في غزة
اضافة اعلان وشددت أناند على ضرورة إنهاء الأزمة الإنسانية في غزة.وأكدت دعم كندا لوقف فوري لإطلاق النار و"إفراج حماس عن الرهائن والتخلي عن سلاحها".


الغد
منذ 19 دقائق
- الغد
غوتيريش: موظفو الأمم المتحدة في غزة يتضوّرون جوعا
اضافة اعلان وأضاف غوتيريش، في بيان له، عبر حسابه بمنصة "إكس"، أن "ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد أزمة إنسانية بل أزمة أخلاقية تتحدى الضمير العالمي".وشدد الأمين العام على أن "الأمم المتحدة سترفع الصوت عند كل فرصة لكن الكلمات لا تطعم الأطفال الجائعين"، على حد تعبيره.وأكد أن "الأمم المتحدة على أهبة الاستعداد للاستفادة القصوى من وقف إطلاق النار لتوسيع نطاق العمليات الإنسانية بشكل كبير".بالتوازي مع ذلك، قالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن 350 موظفًا يعملون لدى اللجنة الدولية في غزة، حالهم كحال أهل القطاع، يعانون الأمرّين في سبيل الحصول على كفايتهم من الغذاء والمياه النظيفة.وأضافت ميريانا سبولياريتش، في تصريح ضمن بيان أصدرته اللجنة الدولية، أن أطفال غزة يموتون بسبب شح الغذاء والعائلات تفر مراراً بحثاً عن أمان غير موجود.ولفتت إلى أن حجم المعاناة في غزة والتجريد من الكرامة تجاوز كل المعايير القانونية والأخلاقية، مؤكدة أن كل دقيقة تمر دون التوصل لوقف إطلاق نار تعني إزهاق أرواح مزيد من المدنيين.واعتبرت أن كل تردد سياسي، وكل محاولة لتبرير الفظائع التي تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم سترسّخ في ضمير العالم صورة الفشل الجماعي في الحفاظ على أدنى قدر من الإنسانية في خضم الحرب.