
رعب الأفاعي يؤرق بلداً.. يسابق الزمن لتطوير مضادات سموم
ونقلته عائلته إلى المستشفى الواقع على بعد ساعتين بالدراجة النارية، لكن المصل المضاد للسم الذي تم إعطاؤه له فشل في منع التسمم أو عكس مساره.
وتقول والدته ماريامو كينغا كالومي لـ«وكالة فرانس برس»: «ساق ابني متعفنة بالكامل، حتى إن الديدان تخرج منها. يجب بترها».
ويتعرض نحو 5,4 ملايين شخص للدغات الثعابين كل عام في مختلف أنحاء العالم، ما يؤدي إلى وفاة 138 ألفاً، لكنّ هذه الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية «أقل من الواقع» بكثير إذ إن 70% من الحالات لا يُبلغ عنها.
وبالإضافة إلى الوفيات الناجمة عن لدغات الأفاعي، يعاني 400 ألف شخص من آثار جسدية دائمة جراء هذه الحالات.
وتسهم بعض المعتقدات والخرافات في تشويه صحة البيانات، إذ يفضل كثيرون من ضحايا لدغات الثعابين اللجوء إلى العلاجات التقليدية أو ينسبون هذه الحوادث إلى «سحر أسود» يقوم به «الأعداء»، بدلاً من طلب المساعدة الطبية.
وعلى بعد بضعة كيلومترات من المستشفى حيث يتلقى توفا العلاج، يعرض دوغلاس راما باجيلا حلوله الطبية التقليدية «لامتصاص» السم... العلاج الشائع هو «حجر الثعبان»، المصنوع من عظم البقر، والذي يباع بنحو دولار واحد.
وبحسب المعالج، فإنه بالإمكان الاعتماد على هذا العلاج لسنوات بعد استخدامه الأول، إذ يؤكد أنه يكفي نقعه في الحليب لبضع ساعات «لإعادة شحنه».
ووُضع الحجر على ساق تولا أثناء نقله إلى المستشفى، لكنه سقط في الطريق، بحسب والدته. ويُعدّ هذا النوع من الممارسات شائعاً لأن العلاجات الفعالة باهظة الثمن.
وتبلغ تكلفة مضادات السموم ما يصل إلى 8000 شلن (62 دولاراً) لكل قارورة، ويحتاج بعض المرضى إلى ما يصل إلى 20 جرعة.
ويُقدر مخزون كينيا من مضادات السموم بما يتراوح بين 10 آلاف و30 ألف قارورة، وهناك حاجة إلى 70 ألف قارورة إضافية لإدارة المشكلة بشكل فعال، وفق معهد «كيبر» الكيني الذي يجري أبحاثاً طبية حيوية وسريرية.
وتُصنّع مضادات السموم عن طريق استخراج السم من أنياب الثعابين، ثم تخفيفه وحقنه بجرعات صغيرة في حيوانات مثل الخيول، والتي تنتج أجساماً مضادة يمكن استخراجها بعد ذلك لاستخدامها في البشر.
كما أن المصل ليس فعالاً دائماً، لأنه غالباً ما يأتي من بلدان أخرى مثل الهند، حيث تختلف الثعابين بعض الشيء.
لكن مضادات السموم غير المناسبة يمكن أن تسبب «ردود فعل سيئة للغاية»، وفق المتخصص كايل باستر راي.
ويهتم راي بالزواحف في مزرعة للثعابين في واتامو التي تضم أكثر من 400 نوع سام وغير سام، ويساعد المجتمع من خلال توفير مضادات السموم مجاناً في بعض الأحيان للضحايا المصابين بأمراض خطيرة.
ولكن المخزون المتوافر محدود. وتدرّب المزرعة أيضاً الأشخاص المعرضين للخطر على إجراءات الطوارئ في حالة التعرض للدغة، مثل رش الماء في عيونهم في حالة تناثر السم.
وفي جلسة حضرتها «وكالة فرانس برس»، قال نحو نصف أفراد المجتمع إنهم تعرضوا للدغة ثعبان مرة واحدة على الأقل، وجميعهم تقريباً لجأوا في البداية إلى الطب التقليدي.
وأظهر كثيرون منهم علامات شلل، كما عانى أحدهم من العمى الجزئي.
وفي نيروبي، يعمل معهد «كيبر» على تطوير مضاد سموم خاص بكينيا يمكن استخدامه ضد أنواع عدة من الثعابين، ويأمل الباحثون أن يكون متاحاً خلال عامين تقريباً.
وتقول الباحثة في المعهد فالنتين موسابييمانا إن الهدف هو «تطوير مضاد للسم فعال للغاية؛ حيث لن يحتاج المريض إلا إلى قارورة واحدة».
ورغم أن العملية طويلة ومكلفة، إلا أن موسابييمانا متفائلة، إذ تقول: «بما أن هذا مشروع حكومي، فسيتم دعم تكلفته بحيث تصبح في متناول المواطن العادي».
غير أن ذلك سيحصل بعد فوات الأوان لشوكوراني كوندي توفا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الاتحاد
منذ 9 ساعات
- الاتحاد
«الأونروا» تحذر من انهيار عملياتها بنهاية أغسطس
غزة (الاتحاد) حذرت سحر الجبوري، رئيس مكتب ممثل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا» في القاهرة، من أن الوكالة الأممية قد تواجه خطر الانهيار الكامل لعملياتها بحلول نهاية شهر أغسطس المقبل، في حال لم تتلق الدعم المالي المطلوب في الوقت المحدد، مشيرةً إلى أن الفجوة التمويلية الحالية تجاوزت 200 مليون دولار. جاء ذلك، في كلمة لها في الاجتماع المشترك بين الآلية الثلاثية «آلية التنسيق المشتركة بين جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي ومنظمة التعاون الإسلامي لدعم القضية الفلسطينية» و«الأونروا»، بشأن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. وقالت الجبوري: إن الوضع في غزة وصل إلى درجة الانهيار الكامل في ظل استمرار الحصار والقصف ونفاد مخزون الغذاء والدواء، مؤكدة أن أكثر من 12 ألف موظف تابع لـ«الأونروا» يواصلون تقديم الخدمات رغم فقدانهم هم أنفسهم لمنازلهم وعائلاتهم. وأضافت أن «الوكالة لم تتمكن من إدخال مساعدات منذ 2 مارس وتواجه نقصاً حاداً في الوقود والمياه، وتقدم ما يقارب 15 ألف استشارة طبية يومياً من خلال 7 مراكز صحية فقط، بالإضافة إلى توفير الدعم النفسي لأكثر من 730 ألف شخص منهم 560 ألف طفل». وبشأن الضفة الغربية، أشارت الجبوري إلى تصاعد التهديدات خاصة في مخيمات الشمال التي تشهد اقتحامات يومية، وعمليات تهجير وهدماً للبنية التحتية، مؤكدة أن «الأونروا» تواصل تقديم خدمات الطوارئ عبر أكثر من 4 آلاف موظف وتشمل الرعاية الصحية والتعليم والنظافة ودعم الأسر النازحة. وكشفت الجبوري عن التحديات الخطرة التي تواجه الوكالة، وفي مقدمتها الضغوط التشريعية من إسرائيل، بما في ذلك قوانين «الكنيست» التي تحظر أنشطة الوكالة في القدس الشرقية وتمنع التواصل معها، إلى جانب حملات تحريض وادعاءات تهدف إلى تقويض مصداقيتها.


الاتحاد
منذ 11 ساعات
- الاتحاد
التخاطر عن بعد 2025
التخاطر عن بعد 2025 قدمت جامعة واشنطن بالتعاون مع جامعة كارنيجي واحداً من أهم الأخبار العلمية في القرن الحادي والعشرين. ففي عام 2025، ولأول مرة، تمكن ثلاثة أفراد من التواصل بينهم عبْر إشارات الدماغ فقط، ودون استخدام أي حواس. حيث تمكن ثلاثتُهم مِن اتخاذ قرارات جماعية باستخدام نشاطهم العصبي فقط، في عملية معقدة للغاية، نجحت بنسبة 81%. إنّهُ التخاطر عن بعد إذن، لكنه ليس ذلك المعتاد في العلوم الزائفة، بل هو نتاج ذلك المشروع العلمي الضخم الذي أطلقه الرئيس باراك أوباما قبل سنوات. اعتبر العلماءُ الذين أشرفوا على تجربة 2025 أننا إزاء شبكة اجتماعية.. «برين نت- Brain Net» أو «إنترنت العقول».. إنه التخاطر العلمي وليس التخاطر اللاعلمي. وفي أبريل عام 2013، أطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما «مبادرة الدماغ». وهي مشروع كبير يستهدف بناء خرائط ذهنية للمخ، فبعد أن تمكّن العلم من اكتشاف خريطة الحمض النووي في مشروع الجينوم، يمكن له مجدداً أن يخترق مجالاً معقداً آخر، ويسبر أغوار المخ. خصص الرئيس أوباما 100 مليون دولار لدعم أبحاث مبادرة الدماغ، وقارنه بمشروع الجينوم، فقال مفاخراً: إن كل (1) دولار أنفقناه في مشروع الجينوم حصلنا مقابله على (140) دولاراً. ويشكّل تمويل مبادرة الدماغ جزءاً من استثمار أكبر في علم الأعصاب تقوم عليه المعاهد الوطنية للصحة في أميركا. وقد عمل الباحثون في المبادرة على مدى أكثر من عشر سنوات على رسم صورة ديناميكية للدماغ، وفهم خوارزمياته، ومعرفة كيف يعمل الجهاز العصبي في الصحة والمرض. يقول العلماء: إن كل دماغ بشري يتكوّن من شبكة عملاقة من مليارات الخلايا العصبية، والتواصل بين هذه الشبكات هو أساس الوعى والإدراك والشعور والفكر والسلوك. وفي عام 2024، جرى تعاون كبير بين جامعة هارفارد وشركة جوجل، وتم نشر دراسة مشتركة في مجلة «الساينس». وضمّت الدراسةُ الخريطةَ الأكثر تفصيلاً لعيِّنة من دماغ بشري. وبدتْ الصور التي نشرها موقع CNN، نقلاً عن الدراسة، أشبه بلوحات أسطورية، تضمّ تشابكات بالغة التعقيد يقف الإنسان أمامها في ذهول تام. وحسب البروفيسور «حيف ليشتمان»، الأستاذ بجامعة هارفارد، فإنّ عينة من الدماغ أصغر من حبة أرز، قد احتوى الميلمتر المكعب منها على (60) ألف خلية و(230) ميلمتر من الأوعية الدموية و(150) مليون من نقاط الاشتباك العصبي. وتم استخراج (1400) تيرابايت من البيانات من هذه العينات تعادل أكثر من مليار كتاب! وحسب الباحثين المشاركين في الدراسة، فإن هذه الخريطة هي الأكثر تفصيلاً لعيّنة من دماغ بشري تم إنشاؤها على الإطلاق. وقد جاءت أخبار النجاح في ذلك التخاطر عن بعد في تجربة جامعتيْ واشنطن وكارنيجي، عبْر استخدام تقنيات مثل ارتداء خوذات رأس مزودة بأقطاب كهربائية حساسة للموجات الكهرومغناطيسية المنبعثة من الدماغ.. لتشكّل جميعُها خطواتٍ كبرى نحو فهم جوانب من ذلك الكوْن المصغر، أي المخ البشري. لقد سبق أن حاولَ الاتحاد السوفييتي وعلماء ألمانيا النازية الوصولَ إلى ما هو أبعد من ذلك، واكتفى آخرون بالارتكان إلى العلوم الزائفة وإقناع الناس بالتخاطر أو «التليباثي» لمجرد وقوع مصادفات أو استثناءات عارضة. وامتلأت وسائل التواصل بأحاديث خرافية تدعو لإغماض العينين وتخيّل الشخص الآخر، ثم التواصل معه عبر التخاطر! لكننا اليوم إزاء احتمالات الانتقال في هذا الصدد من العلوم الزائفة إلى العلوم الحقيقية، من الخيال النفسي إلى الأبحاث العلمية. إن مثل هذه الأبحاث سوف تدفع إلى مكافحة الكثير من أمراض الدماغ، وعلى رأسها الزهايمر. كما يمكنها تحسين الإدراك والحدّ من مخاطر الأمراض العصبية. لكنها بالقدر نفسه تمثل خطراً على الإنسان والمستقبل في حال استخدامها في الحروب، والعبث بالإدراك، واستهداف المخ البشري بما يدمره أو يعطله.. دون أي اعتبارات لأخلاقيات الأعصاب، والمعايير القيميّة للبحث العلمي. إن خبرة الإنسانية ليست جيدة في كل الخطوات العلمية الكبرى السابقة، فقد انتهت علوم الذرة إلى القنبلة النووية، وعلوم الطب والأحياء إلى الحروب البيولوجية، واليوم قد تنتهي مبادرة الدماغ إلى تحسين حياة الإنسان، بيولوجياً وعقلياً، وقد تنتهي إلى حرب بيولوجية جديدة.. يكون الدماغ هو الهدف الأول لها.. وهنا يبدأ خريف العالم. *كاتب مصري


سكاي نيوز عربية
منذ 11 ساعات
- سكاي نيوز عربية
قد تهلك الجسم.. 5 خرافات عن الماء
وقد ترسخت العديد من الخرافات والمعلومات المغلوطة في المخيال الجماعي، حول الماء وأفضل طرق الترطيب وحماية الجسم من الحرارة. تقول ويندي بازليان، خبيرة التغذية والعافية، إن فكرة شرب ثمانية أكواب يوميا ترسخت في ثقافتنا، لكن احتياجات الترطيب، تختلف من شخص إلى آخر حسب الحجم والنشاط والبيئة. ووفقا لمعهد الطب التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم والهندسة والطب، تنصح النساء باستهلاك نحو 11.5 كوبا يوميا، والرجال بـ15.5 كوبا يوميا. وإذا كان الطقس حارا جدا، يحتاج الجسم إلى كمية أكبر، خصوصا عند ممارسة التمارين الرياضية. ويفقد الجسم الماء عبر التنفس وتبخر العرق في الجلد، ويمكن أن يؤدي الجفاف إلى الإجهاد الحراري وضربات الشمس. تقول بازليان: "العطش إشارة مفيدة، لكنه أشبه بمصباح التحذير المتأخر، مثل لمبة الوقود في سيارتك، وليس مؤشرا لحظيا دقيقا لما يجري في الجسم الآن". وذكر تقرير "ناشيونال جيوغرافيك"، أن انخفاضا بسيطا في مستوى الماء في الجسم يضعف الأداء الجسدي والعقلي. وأظهرت دراسة أجريت على طلاب جامعيين ذكور، أن الجفاف الخفيف يؤثر سلبا على مستوى طاقتهم ومزاجهم والذاكرة قصيرة المدى والانتباه. بالمقابل، بعد شربهم الماء تحسنت حالتهم ومزاجهم وسرعة تفاعلهم وقدرتهم على التفكير. يعتقد كثيرون أن شرب الماء أو السوائل هو الطريقة الوحيدة لترطيب الجسم، لكن تشير بازليان إلى أن ما يقارب 20% من كمية السوائل يحصل عليها الجسم عن طريق الأطعمة مثل الفواكه والخضروات والمشروبات. على العكس، يمكن أن يؤدي شرب كمية مفرطة من السوائل وتجاوز قدرة الجسم على تصريفها إلى استنزاف معدن الصوديوم في الدم، وهذا قد يؤدي إلى الغثيان والصداع والضعف العضلي. وينصح الأطباء بارتشاف الماء تدريجيا على مدار اليوم بدلا من شرب كميات كبيرة دفعة واحدة. تقول بازليان إن هذه خرافة، فالقهوة والشاي يصنعان من الماء.