
حوامل مجوعات وأجنة مهددة.. كارثة إنسانية تضرب النساء وأجنتهن في غزة
وما يزيد فظاعة هذا الواقع أن المأساة لا تقتصر على الأمهات فقط، بل تمتد لتغتال بصمت جيلا كاملا قبل أن يولد، إذ تتعرض الأجنة والرضع لخطر الموت البطيء نتيجة سوء التغذية وانعدام الرعاية الصحية.
وقال صندوق الأمم المتحدة للسكان، عبر منصة "إكس"، إن الحوامل في غزة "يتضورن جوعا، ويعشن في خوف دائم، ويجبرن على الولادة في ظروف غير إنسانية".
وأشار إلى أن حالة حمل واحدة من كل 3 تصنف على أنها عالية الخطورة، في حين يولد طفل من كل 5 أطفال إما مبكرا أو ناقص الوزن، بينما 40% من الحوامل والمرضعات يعانين من سوء تغذية حاد.
وأكد الصندوق أن هذه ليست مجرد أزمة صحية، بل "حكم بالموت" يتهدد حياة الأمهات وأجنتهن في ظل عجز المجتمع الدولي عن وقف الانهيار الإنساني في القطاع.
وقد أثارت هذه الإحصائيات موجة من الغضب والاستياء الواسع على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبر الناشطون عن صدمتهم من حجم المأساة التي تعيشها النساء والأطفال في غزة منذ أكثر من 22 شهرا، وسط صمت دولي مطبق ومجاعة إسرائيلية ممنهجة.
ووصف عدد من الناشطين الوضع بأنه "مجزرة صامتة" وسط تجاهل دولي مستمر، مشيرين إلى أن ما يجري يتجاوز المجاعة ليصل إلى جريمة مكتملة الأركان بحق مستقبل جيل بأكمله.
بدوره، قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة، الدكتور منير البرش، إن 180 روحا أزهقها الجوع حتى الآن، بينهم 93 طفلا. وأضاف عبر منصة إكس: "في آخر 24 ساعة فقط، ارتقى 5 شهداء جدد بسبب سوء التغذية"، مشددا على أن ما يحدث في غزة ليس قدرا طبيعيا، بل جريمة ممنهجة يرتكبها الحصار وتباركها قسوة الصمت الدولي.
وتساءل البرش: "هل تتخيل أن يموت طفل لا لشيء سوى لأنه لم يجد ما يأكله؟". وأكد أن كل طفل مات جوعا كان يمكن إنقاذه بعلبة حليب، وكل روح أزهقت كانت تنتظر لقمة، وجرعة دواء، ونظرة رحمة، معتبرا أن المجاعة في غزة "ليست كارثة طبيعية بل جريمة حرب مكتملة الأركان". ونشر البرش صورا لطفلين من شمال مدينة غزة، عدي ومحمد مهرة، يصارعان سوء تغذية حادا بعدما أصبح الغذاء حلما، والحليب ترفا، والمستقبل خطرا.
وأشار مغردون إلى أن آلاف الأطفال في غزة لم يتناولوا منذ أشهر كأس حليب واحدة، ولا قطعة جبن، ولا أي نوع من الحلوى أو السكريات، مؤكدين أن كل عناصر الغذاء الضرورية لنموهم الجسدي والعقلي غائبة تماما.
وأكدوا أن أجساد الأطفال تتآكل بصمت، وأن مظاهر سوء التغذية الحاد أصبحت واضحة، من توقف النمو، وهشاشة العظام، وضمور العضلات، إلى نقص الفيتامينات، وضعف الدم، والتراجع الحاد في البنية الجسدية، في مشهد يلخص قسوة المجاعة التي يعيشها القطاع. وكتب أحد الناشطين: "هذه ليست مشاهد من مجاعة العصور الوسطى، بل من غزة اليوم.. حيث الاحتلال لا يقتل فقط بالقنابل، بل أيضا بالتجويع المنهجي".
وفي شهادة مؤلمة، روت إحدى الأمهات تجربتها مع الحصار قائلة إن "ابني في هدنة قصيرة نما له 4 أسنان، كنت لا أبخل عليه بأي شيء حتى في زمن الغلاء، فظهر نموه طبيعيا. لكن اليوم، منذ أكثر من سنة و3 أشهر، ولم يخرج له أي سن، لأنه لا يأكل سوى العدس والمعكرونة وخبز الدقة!".
إعلان
وتداول الناشطون رسائل حزينة عن معاناة الحوامل، مؤكدين أنهن لا يحملن في بطونهن أطفالا فقط، بل الخوف، والجوع، والإرهاق، والخذلان. وأوضحوا أن المرأة تدخل غرفة الولادة بجسد منهك وتخرج بطفل هزيل بالكاد يلتقط أنفاسه الأولى، وسط حصار خانق، وانعدام الغذاء، ونقص الدواء، وتفشي الأمراض.
وأشار الناشطون إلى أن الحوامل يواجهن خطر المجاعة وسوء التغذية، وأن واحدة من كل 3 حالات حمل تعد عالية الخطورة، وباتت كثيرات منهن يتمنين الموت هربا من الجوع الذي لا يرحم، في ظل غياب كامل للرعاية الصحية والغذاء الأساسي.
وتساءل مدونون بمرارة: "ماذا فعلتم بأطفال غزة؟ كيف ينام العالم والأطفال يصارعون الجوع، وأم تتوسل لقمة لجنين لم يولد بعد، وأب مبتور يراقب أطفاله يذبلون أمامه؟".
في السياق ذاته، حذر المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة من أن هناك أكثر من 40 ألف طفل رضيع لم يكملوا عامهم الأول معرضون للموت البطيء بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على القطاع ومنعها إدخال حليب الأطفال.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل بدعم أميركي حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
الجزيرة ترصد معاناة كبار السن في ظل المجاعة التي تضرب قطاع غزة
في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، بدأت المجاعة تأخذ منحى أكثر خطورة، بعدما طالت الأطفال وكبار السن وعائلات بأكملها. اقرأ المزيد المصدر: الجزيرة


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
9 شهداء في قصف فجر اليوم جنوب قطاع غزة وشماله
افادت مصادر طبية في قطاع غزة باستشهاد 9 فلسطينيين جراء قصف إسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، بعد يوم دام استشهد فيه 56 شخصا بنيران جيش الاحتلال ، أغلبهم من طالبي المساعدات. وأفاد مجمع ناصر الطبي باستشهاد 5 فلسطينيين في قصف إسرائيلي، فجر اليوم الثلاثاء، على خيمة نازحين غربي مدينة خان يونس جنوبي القطاع. ووسط القطاع، أفاد مستشفى العودة في غزة باستشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين في قصف مدفعي إسرائيلي على شمالي مخيم النصيرات. من جهته، أفاد مجمع الشفاء الطبي باستشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين في قصف جوي إسرائيلي على شقة سكنية شمال غربي مدينة غزة. وأمس الاثنين، أفادت مصادر في مستشفيات قطاع غزة بأن 56 شخصا استشهدوا بنيران جيش الاحتلال ، منهم 27 من طالبي المساعدات. وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة، إن مستشفيات القطاع سجلت، خلال 24 ساعة، 6 شهداء من التجويع وسوء التغذية؛ منهم 5 بالغين، وطفل رضيع. وكانت وزارة الصحة في غزة ومنظمات أممية ودولية قد حذرت من تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، بسبب الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية. وذكرت مصادر في مستشفى شهداء الأقصى ، أن 3 فلسطينيين استشهدوا في قصف إسرائيلي استهدف منزلا بدير البلح وسط قطاع غزة صباح اليوم. وقالت وزارة الصحة في غزة، السبت الماضي، إن حصيلة الضحايا المجوّعين من منتظري المساعدات بلغت 1422 شهيدا، وأكثر من 10 آلاف مصاب منذ 27 مايو/أيار الماضي. وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع حصيلة الإبادة الإسرائيلية المتواصلة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إلى 60 ألفا و933 قتيلا، و150 ألفا و27 مصابا. وبشأن المجوعين الفلسطينيين، ذكرت الوزارة -في تقريرها اليومي- أن حصيلة الضحايا من منتظري المساعدات بلغت ألفا و516 شهيدا، وأكثر من 10 آلاف و67 مصابا منذ 27 مايو/أيار الماضي. وأشارت إلى أن مستشفيات القطاع استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية نحو 29 شهيدا و300 مصاب من منتظري المساعدات. وبوتيرة يومية، يطلق الجيش الإسرائيلي النار على الفلسطينيين المصطفين قرب مراكز التوزيع للحصول على المساعدات.


الجزيرة
منذ 4 ساعات
- الجزيرة
مدير مستشفى حمد بغزة: الحرب رفعت إصابات بتر الأطراف بنسبة 225%
غزة- منذ بدء العدوان الإسرائيلي تعرّض مستشفى الشيخ حمد للتأهيل والأطراف الصناعية شمال مدينة غزة لأضرار جسيمة أثرت على بنيته التحتية وقدرته التشغيلية، لكنه أعاد تشغيل أقسامه بعد عمليات صيانة في يناير/كانون الثاني الماضي، واستأنف تقديم خدمات التأهيل الطبي والأطراف الصناعية والسمع والتوازن. ويحاول المستشفى -وهو الوحيد المختص بتجهيز الأطراف الصناعية في قطاع غزة – مواجهة تداعيات الحرب وتقديم الخدمة إلى أكبر عدد من المصابين، وسط نقص حاد في الموارد والمستلزمات الطبية، وفق ما يؤكده مديره العام أحمد نعيم في حديث خاص للجزيرة نت، كاشفا عن أرقام صادمة لارتفاع حالات البتر التي تسببت بها الحرب الإسرائيلية على القطاع. تضاعف حالات البتر وقال نعيم مدير عام مستشفى الشيخ حمد الممول من صندوق قطر للتنمية إنهم يستقبلون يوميا نحو 200 حالة مرضية وإصابات، تتوزع على الخدمات الرئيسية الثلاث التي يقدمها المستشفى وتشمل التأهيل الطبي والأطراف الصناعية والسمع والتوازن، مرجحا زيادة عدد الحالات مع استمرار الحرب وارتفاع عدد الإصابات الناجمة عن العدوان الإسرائيلي. وأوضح نعيم في حديث خاص بالجزيرة نت أن الحرب الإسرائيلية على غزة ضاعفت عدد حالات البتر في الأطراف بنسبة تجاوزت 225%، وذلك بعدما سجلت الإحصاءات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة و منظمة الصحة العالمية و الصليب الأحمر أكثر من 6500 حالة بتر جديدة منذ بداية الحرب، في حين كان العدد الإجمالي لحالات البتر في غزة قبل أكتوبر/تشرين الأول 2023 يبلغ ألفي حالة. وشدد مدير مستشفى حمد على أن هذا العدد يفوق قدرة أي مركز طبي في القطاع على التعامل معه في الظروف الحالية، وأوضح أن القدرة الإنتاجية للمستشفى قبل الحرب كانت تتيح تصنيع نحو 150 طرفا صناعيا في السنة "وبهذا المعدل فإننا نحتاج إلى أكثر من 20 عاما لتغطية الحالات الحالية". وتسعى إدارة المستشفى إلى تطوير آليات العمل ورفع القدرة الإنتاجية إلى 400 أو 500 طرف سنويا، لكن هذا يتطلب تمويلا كبيرا وتوفير المواد، وهو ما يصطدم بجدار الحصار الإسرائيلي المفروض على إدخال مستلزمات الأطراف الصناعية، كما يقول نعيم. ويعتقد مدير المستشفى أن التحدي الأكبر الآن يكمن في إدخال المواد الخاصة بالأطراف الصناعية بشكل رئيسي، حيث يمنع الاحتلال وصولها إلى قطاع غزة. ولفت أيضا إلى أن أعضاء الكادر المتخصص في الأطراف الصناعية نادر جدا في قطاع غزة، وجميعهم يعملون بطاقة مضاعفة، لكن عددهم لا يكفي للتعامل مع هذه الكثافة من الحالات رغم سعيهم للعمل على تطوير الكفاءات الموجودة واستقطاب دعم فني وتقني لتوسيع الفريق. تضرر الصم ويقدم مستشفى حمد خدمة زراعة القوقعة التي تعد إحدى أهم الخدمات الطبية في فلسطين وربما المحيط العربي، بعدما تمكنت هذه الخدمة من تحويل أطفال صم إلى قادرين على السمع، لكنها تأثرت بشكل واضح بسبب الحرب الإسرائيلية على القطاع. وأشار نعيم إلى أن توقف إمدادات قطع الغيار اللازمة للسماعات يؤثر على تقديم الخدمة، بالإضافة إلى تعطل الأجهزة، مما أعاق عمليات الفحص والمتابعة. وأشار إلى الانعكاسات النفسية على الأطفال الذين تعطلت أجهزة السمع الخاصة بهم بسبب توقف المتابعة الطبية معهم خلال العدوان، مما أعادهم إلى حالة الصم، وبالتالي إلى إعادة تأهيل من جديد. وتعرّض مستشفى حمد لأضرار بالغة نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي طاله من بداية الحرب على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023 أدت إلى تضرر قسم السمعيات النوعي على مستوى فلسطين بنسبة 77%، وبخسائر إجمالية قاربت المليون دولار. وذكر نعيم أن المستشفى أعاد تشغيل أقسامه جزئيا في يناير/كانون الثاني الماضي بعدما أجريت صيانة أولية لمبناه الذي تعرّض لأضرار كبيرة وخسائر في الأبنية والمقتنيات بلغت قيمتها 4.5 ملايين دولار، مما أدى إلى تراجع القدرة التشغيلية لأقسامه بنسبة 60%، واضطر لتوقيف خدمة مبيت المرضى. منتظرو المساعدات واستحدث مستشفى الشيخ حمد مؤخرا قسما للإسعاف الأولي والطوارئ لاستقبال الشهداء والإصابات من جموع منتظري المساعدات أمام منفذ زيكيم شمال غرب قطاع غزة القريب من المستشفى. وبحسب نعيم، فإن القسم يستقبل يوميا ما معدله 30 شهيدا و200 إصابة، وبلغ إجمالي ما استقبله منذ إعادة افتتاحه ما يزيد على 150 شهيدا وألفي إصابة، مما يشكل ضغطا هائلا على الكوادر الطبية التي تتعامل مع الحالات اليومية، وأدى إلى استنفاد المخزون الطبي والمستهلكات المتوفرة لديه. وتتواصل إدارة المستشفى مع وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية، لتزويدها بالأدوية والمستهلكات الطبية اللازمة لمواصلة تقديم خدمة الإسعاف والطوارئ. ويعتبر نعيم أن نقص إمدادات الوقود يعتبر التحدي اليومي أمام مستشفى حمد الذي يحتاج أسبوعيا ما بين 1500 وألفي لتر لضمان تقديم خدماته، لكنه لا يحصل هذه الأيام سوى على 500 لتر فقط، مما أدى إلى تقنين ساعات العمل اضطرارا.