
"نيويورك تايمز": الهجوم الإسرائيلي على سجن إيراني يُثير الغضب.. حتى بين المعارضين
في ما يلي مقتطفات من المقال منقولة إلى العربية مع تصرّف:
انهارت الأسقف والجدران والخزائن الخشبية متحوّلةً إلى أكوام من الأنقاض المسنّنة في مركز زوار السجن. وتناثرت أوراق محروقة وملفات قضايا زاهية الألوان وسط الطوب المكسور والأسلاك المتشابكة في مبنى الإدارة. وغطى الزجاج المحطم أسرّة المرضى ومعداتهم في المستوصف.
عندما ضربت "إسرائيل" السجن بالصواريخ في 23 حزيران/يونيو، أثار الهجوم إدانةً وغضباً واسعَي النطاق في إيران، حتى بين معارضي الحكومة.
كانت هذه الضربات الأكثر دموية في الحرب الإسرائيلية- الإيرانية التي استمرت 12 يوماً. وأعلنت إيران مقتل 79 شخصاً وإصابة العشرات في هجوم إيفين، لكن من المتوقع ارتفاع أعداد الضحايا.
وكان من بين القتلى والجرحى أفراد من عائلات السجناء الزائرين، وعمال اجتماعيون، ومحام، وأطباء وممرضات، وطفل يبلغ من العمر خمس سنوات، وجنود يحرسون الأبواب كجزء من الخدمة العسكرية الإلزامية، وموظفون إداريون وسكان المنطقة، وفقاً لتقارير وسائل الإعلام الإيرانية وناشطين وجماعات حقوق الإنسان.
رفض "الجيش" الإسرائيلي التعليق على غرض الهجوم على إيفين أو الخسائر البشرية. ووصف المسؤولون الإسرائيليون الهجوم على إيفين بأنه "رمزي".
لكن في إيران، قال السجناء وعائلاتهم وناشطون ومحامون إنّ تصرف "إسرائيل" أظهر تجاهلاً تاماً لحياة السجناء وسلامتهم. وقالوا إنّ توقيت الهجوم، في وقت الظهيرة خلال يوم عمل، يعني أيضاً أنّ السجن كان مليئاً بالزوار والمحامين والموظفين الطبيين والإداريين.
وقالت منظمة العفو الدولية في حسابها الفارسي على مواقع التواصل الاجتماعي إنّ الهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين قد يُشكل جريمة حرب. ووصف المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، ثمين الخيطان، الهجوم بأنه "انتهاك جسيم للقانون الإنساني الدولي".
ويستند هذا التقرير عما حدث في إيفين أثناء وبعد الهجوم الإسرائيلي مباشرة إلى مقابلات مع أكثر من 12 عائلة من أسر السجناء، ومحامين يمثلونهم، وسجناء سابقين على اتصال بالسجناء الحاليين، وشهادات مكتوبة من سجناء حاليين، وصور ومقاطع فيديو التقطها صحفيون مستقلون وتقارير إعلامية إيرانية. 4 تموز 12:50
4 تموز 10:53
ظهر يوم صيفي قائظ، وصلت ليلى جعفر زاده، البالغة من العمر 35 عاماً، وهي أم لطفلة رضيعة تبلغ من العمر عاماً واحداً، إلى سجن إيفين حاملةً حقيبة وثائق. كانت السلطات قد وافقت على إطلاق سراح زوجها، ميلاد خدمتي، المسجون بتهم مالية.
كانت السيدة جعفر زاده تتحدث مع زوجها عبر الهاتف وهي تقترب من مركز الزوار عندما هزت الانفجارات الأولى السجن. صرخت قائلةً له: "إنهم يقصفون، يقصفون، يقصفون، يقصفون"، ثم انقطع الخط. قال صهرها، حسين خدمتي، الكاتب والشاعر، في مقابلة من طهران، إنّ الشظايا اخترقت دماغها وأودت بحياتها.
قال حسين خدمتي إنه وصل إلى موقع الحادث بعد ساعة، فرأى الدخان وألسنة اللهب والدمار في كل اتجاه - جثث ممزقة وأخرى ميتة، وملابس ممزقة وأحذية متناثرة بين الأنقاض. نقل المسعفون المصابين على نقالات إلى سيارات الإسعاف.
وجد زوجة أخيه في كيس جثث. قال: "لا أستطيع أن أتخيل أن ليلى لم تعد معنا وأن نيلا ستكبر من دون والدتها".. "كان إخبار أخي بوفاة زوجته أصعب شيء فعلته في حياتي".
زهراء عبادي، عاملة اجتماعية في السجن، لم تتمكن من إيجاد حضانة أطفال في ذلك اليوم، فاصطحبت ابنها مهراد، البالغ من العمر خمس سنوات، إلى العمل. كان يلعب في ركن الزوار بينما كانت والدته تُنهي بعض الأوراق في أحد المكاتب.
بعد الانفجار الأول، ركضت السيدة عبادي للبحث عن ابنها، لكن انفجاراً آخر أودى بحياتها. أمسك زميل لها مهراد لحمايته، لكن الحطام سحقهما وقتلهما. كما قُتلت أربع عاملات اجتماعيات أخريات، وفقاً لتقارير إعلامية إيرانية.
أفادت وسائل إعلام إيرانية بإصابة موقعين على الأقل في السجن إصابة مباشرة، وهما مركز الزوار المكوّن من ثلاث طبقات بالقرب من المدخل الرئيسي، والذي يضم أيضاً مكتب المدعي العام، وعيادة المستشفى التي تضم 47 سريراً داخل المجمع. وقالت وكالة "فورنسيك أركيتكتشر"، وهي وكالة أبحاث متخصصة في التحقيقات البصرية، يوم الجمعة إن تحليلها لصور الأقمار الصناعية أظهر ما لا يقل عن ست ضربات على إيفين، أربع منها مؤكدة من خلال صور التُقطت في موقع الحادث، بما في ذلك ضربات على العديد من عنابر السجن. كما دُمرت المكتبة، ومتجر البقالة، ومستودع تخزين الطعام، والجناح 209 الذي تسيطر عليه قوات المخابرات.
وقالت الشرطة الإيرانية إنها فجرت صاروخين غير منفجرين في منطقة السجن "إيفين"، وفقاً لتقارير إعلامية إيرانية.
وأظهرت الصور ومقاطع الفيديو أنّ الانفجارات ألحقت أضراراً جسيمة بالمباني السكنية والتجارية المحيطة والمركبات.
وصف مصور زار السجن يوم الأحد الذي تلا هجوم 23 حزيران/يونيو رائحة نفاذة تنبعث من جثث محترقة ومتحللة بين الأنقاض. وذكرت وسائل إعلام إيرانية أنّ المشرحة تستخدم اختبارات الحمض النووي لتحديد هوية أشلاء الجثث والجثث المحترقة التي يصعب التعرف عليها.
نقلته إلى العربية: بتول دياب.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 3 ساعات
- الميادين
"طهران تايمز": على ماذا تنطوي استراتيجية "إسرائيل" لتقسيم إيران؟ ولماذا ستفشل؟
صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية تنشر مقالاً يتناول سياسة "إسرائيل" تجاه إيران، ولا سيما محاولاتها استغلال التنوع العرقي داخل إيران لتنفيذ مشروع "بلقنة" (تفتيت) الجمهورية الإسلامية من الداخل. ويخلص إلى أنّ هذه المحاولات محكومة بالفشل بسبب رسوخ التماسك الوطني الإيراني ومتانة الهوية الجامعة رغم التنوع العرقي. أدناه نص المقال منقولاً إلى العربية: في غرب آسيا، لا يقتصر الأمن على الجانب الدفاعي فحسب، بل هو في جوهره تعبير عن ميزان القوى و صراع النفوذ. "إسرائيل"، التي شكلها تاريخ من العزلة الإقليمية وهوية صيغت في ظل الاستثنائية، جعلت من الأمن عدسةً تُفسر من خلالها كل فرصة وتهديد. ولكن ماذا يحدث عندما يصبح الأمن هاجساً ومبرراً أساسياً لجميع السياسات الخارجية؟ جعلت العقيدة الإسرائيلية من التحالفات مع الأقليات العرقية والدينية أداةً استراتيجيةً للتأثير على خصومها وتفتيتهم في نهاية المطاف. تُقدم إيران، بتركيبتها العرقية المعقدة، نفسها هدفاً مغرياً لسياسة "فرّق تسد". إنّ ترويج الروايات الانفصالية أو دعم الجماعات الهامشية سراً ليسا مجرد خطوة تكتيكية، بل هما جزء من رؤية أوسع: إضعاف التماسك الداخلي لخصم إقليمي وإعادة تشكيل توازن القوى في المنطقة. ولكن هذا النهج الذي يحركه الأمن ليس بريئاً ولا محايداً. فبتقليص المجتمعات بأكملها إلى مجرد بيادق في لعبة جيوسياسية، يُسلَب هؤلاء الفاعلون إرادتهم، ويُشرعَن التدخل تحت ستار الحماية. في هذا الإطار، يتوقف الأمن عن كونه حقاً عالمياً، ويصبح تقنية تُبرر المراقبة والتلاعب والتشرذم الاجتماعي. إنه نموذج، كما أشارت إليه أصوات ناقدة مختلفة، يُحوّل الاختلاف إلى تهديد والتنوع إلى معركة. لكن هناك ما هو أكثر من ذلك. يحثّنا محللون مثل سحر غومخور على النظر إلى ما وراء وخلفيات ذلك: فعندما يُفرض منطق الأمن، تُصبح قصص الإقصاء والمقاومة والتفاوض داخل المجتمعات المتضررة غير مرئية. إنّ استغلال الأقليات لا يعكس اهتماماً حقيقياً بحقوقها، بل يعكس فائدتها الظرفية ضمن أجندات القوى الخارجية. وهكذا، تُركّز المطالب المشروعة بالعدالة والاعتراف على استراتيجيات لا علاقة لها بتقرير المصير. في هذا السياق، تكشف السياسة الإسرائيلية تجاه إيران عن حدود ومخاطر رؤية أمنية متطرفة. فهي لا تُديم عدم الاستقرار الإقليمي فحسب، بل تُعزز أيضاً التراتبيات الاستعمارية، وتُعيد إنتاج منطق الاستثناء الذي يُبرر تقريباً أي إجراء يُتخذ تحت لواء الأمن. تهدف هذه المقالة إلى شرح الرغبة السياسية الإسرائيلية في تقسيم إيران وكيف تتجاهل هذه السياسة مقاومة المجموعات العرقية المختلفة داخل الجمهورية الإسلامية ضد هذه المحاولات لإثارة الانقسامات الداخلية. من أبرز الجهات الفاعلة في استراتيجية البلقنة هذه مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD)، ومقرها واشنطن. وقد جادلت بريندا شافر، من المؤسسة، بأن التركيبة العرقية المتعددة لإيران تُشكل نقطة ضعف يمكن استغلالها. ويتماشى موقفها مع افتتاحية نُشرت مؤخراً في صحيفة "جيروزالم بوست"، والتي دعت الرئيس السابق ترامب علناً، عقب الهجمات الإسرائيلية الأولية في الحرب الأخيرة ضد إيران، إلى دعم تفكيك البلاد. اقترحت الافتتاحية تشكيل "تحالف شرق أوسطي لتقسيم إيران" ومنح "ضمانات أمنية للمناطق السنية والكردية والبلوشية الراغبة في الانفصال". وقد دعت صحيفة "جيروزالم بوست" صراحةً إلى دعم "إسرائيل" والولايات المتحدة لانفصال ما تسميانه "جنوب أذربيجان"، في إشارة إلى المحافظات الإيرانية الشمالية الغربية ذات الأغلبية الأذربيجانية. إنّ هذه الأفكار ليست مجرد تصريحات معزولة؛ بل إنها تعكس نهجاً استراتيجياً لتفكيك الوحدة السياسية في إيران من خلال استخدام التنوع العرقي كوسيلة لإثارة عدم الاستقرار. من الناحية النظرية، شهدت نهاية القرن العشرين صعود القومية العرقية في السياسة الدولية. وقد سلّط تفكك الاتحاد السوفياتي وتفكك يوغوسلافيا وتشيكوسلوفاكيا الضوء على الدور المحوري للصراعات العرقية في السياسة العالمية، ما جذب انتباه الباحثين والاستراتيجيين على حد سواء. شكّل تشتت الجماعات العرقية والدينية في مختلف الدول، وتحولها إلى خطوط فاصلة نشطة، تهديداً لسلامة أراضي الدول ذات التنوع العرقي وتماسكها الاجتماعي. ونتيجةً لذلك، لم تُعتبر المطالبات بالهوية تحديات فحسب، بل فرصاً أيضاً للسياسات الخارجية لبعض الدول. 8 تموز 12:49 7 تموز 10:46 ونتيجة لذلك، بدأ العديد من القوى بدعم مجموعات خارج حدودها من أجل اكتساب النفوذ والسلطة، واستغلال التوترات الداخلية لدى الآخرين لتعزيز مكانتها الإقليمية. كل عقيدة أمنية تنبع من مزيج من العوامل التاريخية والبنيوية والذاتية. في حالة "إسرائيل"، ينبع ما يُسمى بعقيدة "المحيط" - وهي استراتيجية تشكيل تحالفات مع جهات فاعلة غير عربية أو هامشية في المنطقة لمواجهة عزلتها - من قراءة وجودية للتهديد وهوية سياسية قائمة على الاستثنائية والشك. وقد صاغ هذه العقيدة ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لـ "إسرائيل"، بعد أزمة السويس عام 1956 كوسيلة لكسر الحصار العربي من خلال السعي للحصول على الدعم من البلدان الإقليمية غير العربية (مثل تركيا وإيران ما قبل الثورة) والأقليات العرقية على الهامش التي تواجه الضغوط العربية. إنّ الطبيعة الاستعمارية والإقصائية للمشروع الصهيوني، إلى جانب العزلة الإقليمية، عززت عقلية أمنية تنظر إلى كل الاختلافات باعتبارها تهديداً وأي جار باعتباره عدواً محتملاً. إلى جانب الدول، عززت "إسرائيل" علاقاتها السريّة مع الأقليات العرقية والدينية في الدول العربية والإسلامية لزعزعة استقرارها. ويُعد دعم الأقليات، من الكرد إلى الدروز، عنصراً أساسياً في تفتيت الكتلة العربية والحفاظ على التفوق الاستراتيجي. وقد عبّر المنظّرون الإسرائيليون صراحةً عن هذه السياسة. فقد اقترح أرييه أورنشتاين تفكيك الدول العربية إلى كيانات قبلية كفرصة لـ "إسرائيل"، بينما دعا جابوتنسكي إلى مساعدة الكرد لإضعاف الدول العربية. تعكس هذه الأفكار مشروعاً متعمداً لإثارة الطائفية وتقسيم الدول المجاورة. وبعد حرب عام 1967 والصعود العسكري لـ "إسرائيل"، تعززت هذه الاستراتيجية وأصبحت رسمية كجزء من مشروع الهيمنة الإقليمية. غالباً ما تغفل "إسرائيل" ورعاتها الغربيون عن فارق أساسي: استمرارية إيران التاريخية تميزها عن العديد من الدول الأخرى في غرب آسيا. فبينما وصف بعض المؤرخين دولاً أخرى في المنطقة بأنها "مصطنعة" نظراً لحداثة نشأتها نسبياً، تفتخر إيران بتاريخ يمتد لآلاف السنين، وتدّعي أنها أقدم دولة قائمة في العالم. على سبيل المثال، ضمّ الاتحاد السوفياتي دولاً وأقاليم متنوعة كانت خاضعة سابقاً لسيادات مختلفة. في المقابل، حافظت إيران على هوية وطنية متواصلة لآلاف السنين، حيث تميّز سكانها بالهوية الإيرانية على مرّ تاريخها. إيران بلدٌ يتميز بتنوع عرقي ولغوي ملحوظ، إلا أنّ هذا التنوع قائمٌ في إطار من التماسك السياسي والإقليمي الذي لطالما كان قائماً، والذي تحافظ عليه الجمهورية الإسلامية حالياً. من منظور جغرافي، تنقسم إيران إلى جزء مركزي أكثر تجانساً ووحدات طرفية غير متجانسة. ومع ذلك، أظهرت هذه الأجزاء، على مر تاريخها، سلوكاً متكاملاً ومنسّقاً داخل الدولة، ما ضمن استمرارية سياسية وإقليمية ووطنية متينة. ومن الأمثلة على هذه الاستمرارية غزو العراق لمنطقة خوزستان عام 1980 خلال الحرب العراقية الإيرانية. وقد رافق الهجوم العراقي شعار الوحدة الوطنية العربية، ودعاية تفرقة قائمة على الاختلافات العرقية. ورغم أنّ الجزء الغربي من خوزستان يغلب عليه الطابع العربي، إلا أنّ الغزو واجه مقاومة محلية وإقليمية واسعة. إيران ليست دولة هشّة ولا مزيجاً عرقياً على شفا الانهيار. إنّها أمة يبلغ عدد سكانها نحو 90 مليون نسمة، ذات هوية تاريخية وثقافية راسخة تتجاوز مكوناتها المتنوعة. غالباً ما يُركز دعاة البلقنة بشكل مهووس على التعددية العرقية - الآذريون والكرد والبلوش والعرب - مُقللين باستمرار من شأن القوة التكاملية التي تتمتع بها الجمهورية الإسلامية. المثال الأوضح على هذه المغالطة هو سكان إيران الأذربيجانيون، ثاني أكبر عدد بعد الفرس. يسكن الأذربيجانيون بشكل رئيسي شمال غرب البلاد، في محافظات مثل أذربيجان الغربية والشرقية، وأردبيل، وزنجان، وقزوين، ويمتدون أيضاً إلى همدان وجيلان الغربية. علاوة على ذلك، يندمج مجتمع أذربيجاني كبير بشكل كامل في المراكز الحضرية الرئيسية مثل طهران، وقم، وأراك. من المهم الإشارة إلى أنّ الأذربيجانيين يشغلون مناصب اجتماعية وسياسية بارزة في إيران، حيث تلعب النخب الفكرية والدينية والعلمية والثقافية أدواراً مهمة على الصعيدين المحلي والوطني. وفي هذا الصدد، تنتمي شخصيات رئيسية داخل النظام الإيراني، مثل الرئيس الحالي مسعود بزشكيان، وزعيم الثورة الإسلامية آية الله السيد علي خامنئي، إلى هذه الأقلية. وعلاوة على ذلك، تظهر دراسات مثل تلك التي أجراها راسموس إيلينغ وكيفان هاريس، استناداً إلى مسح اجتماعي واسع النطاق أجري في عام 2016، أنّ العديد من الإيرانيين لا ينتمون حصرياً إلى مجموعة عرقية واحدة، بل يعترفون بالانتماء إلى هويات متعددة. لذلك، ثبت خطأ الفرضية التي تبنتها "إسرائيل" ومراكز أبحاث مثل مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات (FDD) القائلة بأنه تحت ضغط خارجي، كما في التصعيد الأخير بين إيران و"إسرائيل"، ستثور الأقليات ضد الحكومة المركزية. بل إنّ التأثير الملحوظ بعد الهجوم الإسرائيلي كان عكس ذلك تماماً: تعزيز الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي داخل إيران. الحقيقة هي أنّ التماسك الوطني الإيراني يفوق بكثير أي محاولة خارجية للتفتيت أو زعزعة الاستقرار. ففي ظل القيادة الحازمة والسيادية للجمهورية الإسلامية، رسّخت إيران هوية قوية تدمج مجتمعاتها المتنوعة في مشروع مشترك للمقاومة وتقرير المصير. هذه الوحدة لا تعكس فقط قوة البلاد التاريخية والثقافية، بل تعكس أيضاً قدرتها على مواجهة وتحييد التهديدات التي تهدف إلى تقويض سلامتها الإقليمية والسياسية. في أعقاب الحرب الإيرانية الإسرائيلية الأخيرة، شهدت إيران في السنوات الأخيرة بعضاً من أشد مظاهر الحداد والوطنية. واتسمت تجمعات الحداد الحاشدة بمرثياتٍ وأبيات شعرية حافلة بالإشارات إلى إيران، مستمدة من الأدب الفارسي الكلاسيكي، إضافة إلى الأغاني الشعبية المعاصرة، والشعر القومي، والأناشيد الوطنية. تعكس هذه الأعمال الثقافية والاجتماعية شعوراً عميقاً بالهوية الجماعية، يبرز بقوة رداً على أي عدوان خارجي، ما يُظهر صلابة المشروع الوطني الإيراني وصموده. وهكذا، بدلاً من تفتيت المجتمع، أسهمت محاولات البلقنة في تعزيز التماسك الداخلي وقدرة إيران على المقاومة كدولة قومية. نقلته إلى العربية: بتول دياب.


الميادين
منذ 3 ساعات
- الميادين
"Grayzone": لقطات تكشف عن مرتزقة أميركيين يقتلون طالبي المساعدات في غزة
موقع "Grayzone" تنشر تحقيقاً استقصائياً يسلّط الضوء على تورط شركات أمنية أميركية خاصة في إطلاق النار على مدنيين فلسطينيين في غزة، تحت غطاء "العمل الإنساني"، وما تبع ذلك من محاولات تبرير فاشلة وفضائح متزايدة. أدناه نص التقرير منقولاً إلى العربية: في أعقاب تحقيق أجرته وكالة "أسوشيتد برس" يتهم شركة مرتزقة أميركية بإطلاق النار على طالبي إغاثة يائسين في غزة، أصدرت الشركة لقطات جديدة موسعة في محاولة للحد من الأضرار. لكن الفيديو يُلقي مزيداً من الضوء على العملية التي شابتها فضيحة. في 2 تموز/يوليو، نشرت وكالة "أسوشيتد برس" تحقيقاً يتضمن مقاطع فيديو قصيرة تُظهر على ما يبدو مرتزقة أميركيين مرتبطين بمؤسسة غزة الإنسانية (GHF) وهم يطلقون النار على طالبي إغاثة في غزة خلال حادثة وقعت في جنوب غزة في أيار/مايو الماضي. قدّم هذه اللقطات موظف سابق في شركة "UG Solutions"، وهي شركة مسؤولة عن تأمين مواقع توزيع "GHF". "أعتقد أنك أصبت أحدهم"، قال أحد الجنود لآخر بعد سماع دوي إطلاق نار كثيف. "بالتأكيد يا فتى!" صاح آخر. في محاولة واضحة للحد من الأضرار الناجمة عن تحقيق وكالة "أسوشيتد برس"، وزعت "UG Solutions" مقطعي فيديو، مدة كل منهما أكثر من سبع دقائق، على الصحافة. صوّر أحد موظفيها هذه التسجيلات، ووُزّعت على ما يبدو في محاولةٍ لإظهار أنّ عملاء "UG Solutions" لم يُطلقوا الرصاص الحي على حشودٍ فلسطينية عُزّل. ووفقاً لبيان صادر عن "UG Solutions"، فإن مقاطع الفيديو "لا تُوضّح ما حدث فحسب، بل تُقدّم سياقاً حاسماً، يُناقض تقرير وكالة "أسوشيتد برس"، ويُظهر أنّ الاتهامات لا أساس لها من الصحة". مع ذلك، يُظهر فحصٌ أدقّ أجرته "The Grayzone" أنّ الفيديو لم يكن مُبرّراً على الإطلاق. في أحد مقاطع الفيديو، يُمكن رؤية مجموعة من المرتزقة وهم يطلقون ما سمّوه "طلقات تحذيرية" باتجاه حشد من المدنيين الفلسطينيين، الذين أقرّوا بأنهم لا يشكلون أي تهديد، قبل الاتصال بـ "الجيش" الإسرائيلي المعروف بسرعة إطلاقه النار طلباً للدعم. بعد سلسلة من طلقات النار القريبة، يُمكن سماع مرتزق من شركة "UG Solutions" وهو يُخبر "الجيش" الإسرائيلي عبر الراديو قائلاً: "نحن نطلق طلقات تحذيرية". ومثل جميع من سُمع صوتهم في الفيديو، كان يتحدث بلكنة أميركية. 8 تموز 11:03 8 تموز 10:00 قبل ثوانٍ من انطلاق طلقات النار، يُمكن رؤية عميل من شركة "UG Solutions" في الزاوية السفلية اليسرى من الشاشة وهو يُصوّب بندقيته نحو حشد من طالبي المساعدة. تُقوّض هذه الأدلة الحاسمة مزاعم متحدث باسم شركة "UG Solutions"، الذي صرّح لوكالة "أسوشيتد برس" بأنه "لم يكن على علم بمقطع فيديو يُظهر إطلاق نار من شخص يُعتقد أنه متعاقد مع UG Solutions". في حين يُقوّض مقطع فيديو "UG Solutions" دفاع شركة المرتزقة، يُسلّط الضوء أيضاً على الحالة الفوضوية لعمليات "GHF"، المزعوم أنها إنسانية. في اللقطات، يُقرّ المرتزق الذي يُصوّر بأنه وزملاءه من المرتزقة غير قادرين على تبادل حتى أبسط العبارات العربية مع الحشود الجائعة. يُقرّ المرتزق ضمنياً بأنه في غياب مساعدة الترجمة، اضطر هو وفريقه إلى الاعتماد على طالبي المساعدة من غزة الناطقين باللغة الإنجليزية. قال: "كان هناك فلسطينيان، كما ذكرت، يتحدثان الإنجليزية بطلاقة، وكانا مُفيدين للغاية"."أعتقد أنهم في الغالب لا يكنّون أي نية سيئة، لأنهم يائسون"، يُتابع الأميركي، مُشيراً إلى غياب أي تهديدات أمنية حقيقية. ذكر مرتزق آخر: "إنهم يائسون للغاية". يبدو أنّ هذا الفيديو المقلق يُؤكد وصف أحد كبار المتعاقدين في شركة "UG Solutions" لعمليات الشركة في غزة بأنها "عمليات هواة". تتقاسم شركة "UG Solutions" عملياتها المسلّحة في قطاع غزة المحاصر مع شركة مرتزقة أميركية خاصة أخرى، وهي "Safe Reach Solutions"، التي أسسها عميل وكالة الاستخبارات المركزية السابق فيليب رايلي. تعمل كلتا الشركتين تحت رعاية مؤسسة غزة الإنسانية، الموالية لترامب، والتي تلقت استثماراً أولياً من شركة "McNally Capital"، وهي شركة استثمار خاصة أسسها وريثها، وارد ماكنالي. أفاد موقع "Grayzone" بأنّ مؤسسة غزة الإنسانية يبدو أنها تلقت أيضاً تمويلاً كبيراً من الموساد الإسرائيلي ووزارة الأمن. وتعهدت وزارة الخارجية الأميركية منذ ذلك الحين بتخصيص 30 مليون دولار لإبقاء عمليات مؤسسة غزة الإنسانية، التي شابتها فضيحة، قائمة. حتى 6 تموز/يوليو 2025، قُتل أكثر من 700 شخص على أيدي المجموعات المسلحة الوحيدة العاملة في ما يُسمى "المناطق الإنسانية"، وهي تتألف من قوات الإغاثة الإنسانية، و"إسرائيل"، وعشيرة ياسر أبو شباب، زعيم عصابة بدوية كانت تابعة لداعش سابقاً، والذي عُيّن مؤخراً مسؤولاً محلياً عن إنفاذ القانون في "إسرائيل". صرّح عدد من الجنود الإسرائيليين لصحيفة "هآرتس" أنهم تلقوا أوامر بإطلاق النار على طالبي المساعدات الذين يقصدون مراكز توزيع قوات الإغاثة الإنسانية، ما تسبب في أعداد كبيرة من القتلى والجرحى. وقال أحد الجنود للصحيفة الإسرائيلية: "في مكان وجودي، كان يُقتل ما بين شخص وخمسة أشخاص يومياً. يُعاملون كقوة معادية.. لا إجراءات للسيطرة على الحشود، ولا غاز مسيل للدموع.. فقط إطلاق نار حي بكل ما يمكن تخيله: رشاشات ثقيلة، وقاذفات قنابل يدوية، وقذائف هاون". نقلته إلى العريبة: بتول دياب.


LBCI
منذ 6 ساعات
- LBCI
الجيش الإسرائيلي: إستهداف قيادي من حماس في لبنان
أعلن الجيش الإسرائيلي في بيان اليوم الثلاثاء أنه استهدف قياديًا في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) بمدينة طرابلس في شمال لبنان، وذلك في أول عملية اغتيال بالمنطقة منذ عدة أشهر. وفي بيان صدر في وقت لاحق من اليوم، قال الجيش الإسرائيلي إن الشخص المستهدف يدعى مهران مصطفى بعجور. ووصفه البيان بأنه من "أبرز قيادات" حماس في لبنان. ولم تعلق حماس بعد على ما قاله الجيش الإسرائيلي. وذكرت وسائل إعلام رسمية لبنانية أن سيارة جرى استهدافها قرب طرابلس. وقالت وزارة الصحة إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا، دون أن تذكر هويتهم، مشيرةً إلى أن 13 شخصًا أصيبوا في الهجوم. وغارة اليوم الثلاثاء قرب طرابلس هي أول عملية اغتيال في المنطقة منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.