logo
هذا ما سيطلبه لبنان من برّاك... "ساعدونا أولًا"

هذا ما سيطلبه لبنان من برّاك... "ساعدونا أولًا"

ليبانون 24منذ 5 ساعات

لم تعد إسرائيل في حاجة إلى أي ذريعة لكي تواصل ما بدأت به من اعتداءات يوم فجرّت "البيجرات"، ويوم اغتالت الأمين العام لـ " حزب الله" السيد حسن نصرالله، ويوم لاحقت القيادات العسكرية من الصفّ الأول، ويوم دكّت المنازل فوق رؤوس أهلها في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، ويوم قرّرت أن تلاحق عبر تقنيات متطورة أي عنصر منضوٍ في صفوف "المقاومة الإسلامية"، ويوم اتخذت القرار بأنها ستستمر في تفجير مخازن الأسلحة التابعة لـ "حزب الله" أينما وجدت حتى ولو كانت خارج الحدود اللبنانية ، وليس فقط جنوب نهر الليطاني.
فاستهداف إسرائيل لمواقع تابعة لـ "حزب الله" في التلال المحيطة بمدينة النبطية، وهي خارج المنطقة الواقعة جنوب الليطاني هو استهداف سياسي قبل أن يكون استهدافًا عسكريًا أو أمنيًا. وبهذه الغارات غير المسبوقة، ولكنها غير المفاجئة، أرادت تل أبيب أن تظهر للعالم من خلال ما تم تسريبه من "فيديوهات" للتفجيرات التي أحدثتها هذه الغارات في المواقع المستهدفة أن "حزب الله" لا يزال قادرًا على تهديد أمن إسرائيل على عكس ما قاله وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي من أن " إيران ليست لبنان وأي انتهاك لوقف النار سنقابله برد حاسم"، وهو يقصد بكلمة لبنان بالطبع "حزب الله"، الذي خاض ضد إسرائيل أشرس المعارك من دون أن يكون في حاجة إلى أي مساندة إيرانية مباشرة.
فالرسالة السياسية التي أراد رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو توجيهها من خلال توجيه ضربات عنيفة لمواقع قال بأنها مخازن مستحدثة لسلاح "حزب الله" وضعها في رسم المجتمع الدولي أولًا، وبالأخصّ الإدارة الأميركية، التي تسعى من خلال موفدها الخاص إلى لبنان توماس برّاك، إلى إيجاد حلّ نهائي لهذا السلاح، وفي رسم جميع القوى السياسية اللبنانية، خصوصًا تلك التي لا تزال تراهن على عامل الوقت في انتظار ما كان يؤمل في أن تنتهي إليه الحرب من نتائج كارثية على المجتمع الإسرائيلي على حدّ التصريحات المتكررة للمرشد الأعلى للثورة السيد علي خامنئي، الذي اعتبر فيها أن إيران خرجت من هذه الحرب منتصرة فيما خرجت إسرائيل منهزمة.
وفي رأي أكثر من مراقب سياسي وعسكري أن تل أبيب ستواصل توجيه ضرباتها إلى المواقع التي تعتبرها مخازن أسلحة، وهي تحاول من خلال هذه الغارات أن تبيّن للعالم مدى عدم قدرة الدولة اللبنانية على اقناع "حزب الله" بتسليم سلاحه، الذي ترى بأنه لم يجلب على لبنان سوى الخراب والدمار.
وفي انتظار ما سيكون عليه الردّ اللبناني الرسمي على الأسئلة التي طرحها براك على المسؤولين اللبنانيين فإن تل أبيب مستمرة في خرق السيادة اللبنانية عبر مسيراتها الاستخباراتية، التي لا تغيب عن سماء لبنان لا نهارًا ولا ليلًا، وهي تقوم باستطلاع دائم لأي تحرك تعتبره مشبوهًا.
وتمهيدًا لعودة الموفد الأميركي إلى بيروت قريبًا باشر الرؤساء الثلاثة إعداد التصور المتصل بمعالجة سلاح "حزب الله" في كل لبنان، بموقف واحد قد يصدر عن مجلس الوزراء ، توازيًا مع ما أعلنه الرئيس الأميركي، دونالد ترامب ، أمام الصحافيين في البيت الأبيض قائلا: "سنحاول تصويب الأمور في لبنان".
فالتحرّك الرئاسي لم يأتِ، كما قيل، تحت وطأة جحيم الغارات الإسرائيلية التي طاولت منطقتي النبطية وإقليم التفاح، بل هو نتيجة قناعة جماعية لدى المسؤولين بأن تسليم سلاح "حزب الله" بـ "التي هي أحسن" افضل بكثير من عودة شبح الحرب، لأن هذه الحرب ستكون هذه المرّة ضربة قاضية لإمكانية قيامة لبنان من تحت نير أزماته ومشاكله، التي لا عدّ لها ولا حصر.
وفي المعلومات غير الرسمية أن الورقة الذي يُعمل على صياغتها بالتوافق بين الرؤساء الثلاثة، سيتم عرضها على مجلس الوزراء لإقرارها، وتتضمن ثلاثة بنود أساسية: ملف سلاح "حزب الله" والسلاح غير الشرعي وطريقة مقاربته وطنيًا، وملف الإصلاحات وضرورة الإسراع في بتّها، وملف العلاقات اللبنانية – السورية في ضوء الخطّة التي تعمل اللجنة الوزارية على صياغتها.
وفي المعلومات أيضًا أن لبنان الرسمي سيطلب من واشنطن عبر موفدها الخاص، الذي قال عنه ترامب بأنه من أصول لبنانية، أن تمارس أقصى الضغوطات على إسرائيل لكي تسحب جيشها من التلال الخمس، التي لا تزال تحتلها. فإذا نجحت إدارة الرئيس ترامب في عملية الاقناع هذه تكون قد أعطت الدولة اللبنانية جرعة من الدعم المعنوي، بحيث تستطيع بعدها ممارسة عملية "الاقناع" على "حزب الله" لكي يسّلم سلاحه بـ "الحسنى" قبل أن تتطور الأمور إلى ما يمكن أن يعكّر صفو الصيف السياحي بعدما تنفس اللبنانيون المغتربون الصعداء بعد اعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حزب الله لا يستعجل القرار... ولكن!
حزب الله لا يستعجل القرار... ولكن!

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

حزب الله لا يستعجل القرار... ولكن!

في خطاب لافت اتّسم بلهجة تصعيدية واضحة، أعلن الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام استمرار الاعتداءات الإسرائيلية، مؤكدًا جهوزيتها الكاملة لأي مواجهة محتملة، موقف قاسم أعاد إلى الواجهة سؤالًا ملحًا حول المرحلة المقبلة، فهل بات لبنان على مشارف جولة جديدة من التصعيد العسكري مع إسرائيل؟ في هذا السياق، يرى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور قاسم قصير،، أن "مواقف الشيخ قاسم تحمل طابعًا تحذيريًا، وذلك في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية"، موضحًا أن "هذه المواقف تشكل رسالة موجهة إلى الدولة اللبنانية، تدعوها لاتخاذ مواقف واضحة وحاسمة لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي". ويشير إلى أن "الحزب حتى الآن لا يظهر مؤشرات على توجهه نحو مواجهة عسكرية، لكن لا يمكن لأحد أن يحسم توقيت أو قرار خوض الحزب لأي مواجهة عسكرية". وحول مدى قدرات حزب الله الحالية على خوض مواجهة مع العدو الإسرائيلي، يعتبر أن "الحزب لا يفضل الخوض في تفاصيل قدراته العسكرية، لكنه نجح في إعادة بناء مؤسساته وصفوفه، مع التأكيد على جاهزيته لأي خيار قد يتخذه في المستقبل". وعن العوامل التي تعيق حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، يشدّد قصير على أن "الحزب يعبر عن استعداده للحوار حول موضوع حصرية السلاح، لكنه يربط ذلك بوقف الاعتداءات الإسرائيلية وإنهاء الاحتلال، إلى جانب إطلاق الأسرى وبدء عملية إعادة الإعمار في لبنان". انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

لبنان يرد على ورقة باراك.. وبري يتولى التواصل مع حزب الله
لبنان يرد على ورقة باراك.. وبري يتولى التواصل مع حزب الله

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

لبنان يرد على ورقة باراك.. وبري يتولى التواصل مع حزب الله

كشفت مصادر رسمية للجديد أن الرد اللبناني على ورقة باراك يقوم على مبدأ "خطوة مقابل خطوة" بخلاف ورقة الموفد الأميركي التي دعت الجانب اللبناني الى تسلّم سلاح "حزب الله" كمدخل لضغط الولايات المتحدة على اسرائيل للإنسحاب من الجنوب. وبحسب المصادر، تتضمن التعديلات اللبنانية اقتراحًا بتلازم الخطوات بين الجانبين، يبدأ بإعلان الحكومة اللبنانية قرارها بتسليم سلاح "حزب الله"، يتبعه انسحاب إسرائيلي تدريجي من بعض النقاط الحدودية، لتبدأ بعده عملية تسليم السلاح من شمال الليطاني، كمرحلة ثالثة متزامنة مع الانسحاب الإسرائيلي الكامل. وفي هذا السياق، نقل زوار عين التينة والسراي الحكومي عن ارتياح كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام لاجتماعهما الأخير، مشيرين إلى أن بري تولى مسؤولية نقل الصيغة إلى "حزب الله" للحصول على موقفه الرسمي منها خلال اليومين المقبلين. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حين كان حزب الله في قلب المواجهة.. أين كانت إيران؟ قاسم قصير يُجيب
حين كان حزب الله في قلب المواجهة.. أين كانت إيران؟ قاسم قصير يُجيب

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

حين كان حزب الله في قلب المواجهة.. أين كانت إيران؟ قاسم قصير يُجيب

ضمن حوار له على محطة "الجديد" قال المحلل السياسي قاسم قصير أن ايران لا تعمل بمبدأ ردة الفعل , جاء كلامه رداً على سؤال : حين كان حزب الله في قلب المواجهة.. أين كانت إيران؟ . شاهدوا التفاصيل بالفيديو المرفق انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store