
الزئبق السام.. كابوس الغذاء يداهم المحيطات ويهدد الكرة الأرضية
يتال الزئبق سمعة غير طيبة؛ لارتباطه بالسموم التي تؤثر على حياة الكائنات الحية، وغالبًا ينتج تلوث الزئبق عن الأنشطة البشرية، لكن يبدو أنّ الكائنات الحية في القطب الشمالي لا تسلم منه، ما يؤثر على السلسلة الغذائية هناك، والأدهى أنه ينتقل إليها عن طريق تيارات
فعلى سبيل المثال، يمكن لتلوث الزئبق أن تحركه تيارات المحيطات من الصين إلى القطب الشمالي؛ فيتراكم في الأنظمة البيئية وداخل الحيوانات.
وهذا ما خلصت إليه دراسة منشورة في
قلق بيئي
يزداد القلق حول التلوث الزئبقي يومًا بعد يوم؛ فعلى الرغم من انخفاض انبعاثاته في الغلاف الجوي منذ سبعينيات القرن الماضي، إلا أنّ المفاجأة أنه يدخل إلى مياه المحيط، ويبقى هناك متحركًا مع التيارات المحيطية؛ فإذا كان الزئبق يبقى في الغلاف الجوي لمدة عام؛ فهو يبقى في المحيط لفترات أطول بكثير قد تزيد عن 300 عام. وهذا من شأنه أن يخلق قلقًا بيئيًا من الزئبق.
رصد
حلل الباحثون ما يزيد عن 700 عينة بيئية من جميع أنحاء غرينلاند على مدار 40 عامًا، تتضمن أنسجة من الدببة القطبية والفقمات والأسماك. بعد ذلك، فحص الباحثون تركيب 6 نظائر شائعة للزئبق، واستطاعوا من خلال ذلك الكشف عن مصادر الزئبق ومساراته.
سم قوي
وجد الباحثون مستويات مرتفعة من الزئبق في الحيوانات المفترسة في القطب الشمالي، مثل الدببة القطبية والحيتان المسننة، وصارت تركيزاته أعلى بمقدار يتراوح بين 20 إلى 30 مرة مما كانت عليه قبل عصر الصناعة الذي قاد لارتفاع مستويات التلوث الزئبقي، والذي كافحه البشر على مدار عقود؛ نظرًا للمخاطر الصحية الجسيمة على الحياة البرية ومجتمعات السكان الأصليين الذين يعتمدون على الثدييات البحرية في غذائها.
فالزئبق يُعد سُم عصبي قوي ويؤثر على الجهاز المناعي والتكاثر وكذلك الوظائف الحسية لدى الحيوانات، وهو بذلك يهدد بقائها على قيد الحياة.
وعلى الرغم من سعي البشر الدائم للتخلص من الزئبق، ويتجلى ذلك من اتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق التي دخلت حيز التنفيذ عام 2017 للحد من التلوث العالمي بالزئبق. لكن ما زال الزئبق يؤثر على الكائنات الحية حتى وإن كانت في القطب الشمالي.
وقد وضع مؤلفو الدراسة تفسيرًا محتملًا لسبب بقاء مستويات الزئبق مرتفعة في الكائنات الحية بالقطب الشمالي على الرغم من انخفاض انبعاثاته الجوية، وهو أنّ نقل الزئبق من مصادر رئيسية مثل الصين (في الشرق) إلى غرينلاند (في الغرب) عبر تيارات المحيطيات، قد يستغرق نحو 150 عامًا، وهذا يعني أنّ تيارات المحيطات قد تؤثر على تنقل الزئبق الموروث إلى القطب الشمالي.
aXA6IDQ2LjIwMi4yNTAuMTc0IA==
جزيرة ام اند امز
AU

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العين الإخبارية
منذ 21 ساعات
- العين الإخبارية
الزئبق السام.. كابوس الغذاء يداهم المحيطات ويهدد الكرة الأرضية
يتال الزئبق سمعة غير طيبة؛ لارتباطه بالسموم التي تؤثر على حياة الكائنات الحية، وغالبًا ينتج تلوث الزئبق عن الأنشطة البشرية، لكن يبدو أنّ الكائنات الحية في القطب الشمالي لا تسلم منه، ما يؤثر على السلسلة الغذائية هناك، والأدهى أنه ينتقل إليها عن طريق تيارات فعلى سبيل المثال، يمكن لتلوث الزئبق أن تحركه تيارات المحيطات من الصين إلى القطب الشمالي؛ فيتراكم في الأنظمة البيئية وداخل الحيوانات. وهذا ما خلصت إليه دراسة منشورة في قلق بيئي يزداد القلق حول التلوث الزئبقي يومًا بعد يوم؛ فعلى الرغم من انخفاض انبعاثاته في الغلاف الجوي منذ سبعينيات القرن الماضي، إلا أنّ المفاجأة أنه يدخل إلى مياه المحيط، ويبقى هناك متحركًا مع التيارات المحيطية؛ فإذا كان الزئبق يبقى في الغلاف الجوي لمدة عام؛ فهو يبقى في المحيط لفترات أطول بكثير قد تزيد عن 300 عام. وهذا من شأنه أن يخلق قلقًا بيئيًا من الزئبق. رصد حلل الباحثون ما يزيد عن 700 عينة بيئية من جميع أنحاء غرينلاند على مدار 40 عامًا، تتضمن أنسجة من الدببة القطبية والفقمات والأسماك. بعد ذلك، فحص الباحثون تركيب 6 نظائر شائعة للزئبق، واستطاعوا من خلال ذلك الكشف عن مصادر الزئبق ومساراته. سم قوي وجد الباحثون مستويات مرتفعة من الزئبق في الحيوانات المفترسة في القطب الشمالي، مثل الدببة القطبية والحيتان المسننة، وصارت تركيزاته أعلى بمقدار يتراوح بين 20 إلى 30 مرة مما كانت عليه قبل عصر الصناعة الذي قاد لارتفاع مستويات التلوث الزئبقي، والذي كافحه البشر على مدار عقود؛ نظرًا للمخاطر الصحية الجسيمة على الحياة البرية ومجتمعات السكان الأصليين الذين يعتمدون على الثدييات البحرية في غذائها. فالزئبق يُعد سُم عصبي قوي ويؤثر على الجهاز المناعي والتكاثر وكذلك الوظائف الحسية لدى الحيوانات، وهو بذلك يهدد بقائها على قيد الحياة. وعلى الرغم من سعي البشر الدائم للتخلص من الزئبق، ويتجلى ذلك من اتفاقية ميناماتا بشأن الزئبق التي دخلت حيز التنفيذ عام 2017 للحد من التلوث العالمي بالزئبق. لكن ما زال الزئبق يؤثر على الكائنات الحية حتى وإن كانت في القطب الشمالي. وقد وضع مؤلفو الدراسة تفسيرًا محتملًا لسبب بقاء مستويات الزئبق مرتفعة في الكائنات الحية بالقطب الشمالي على الرغم من انخفاض انبعاثاته الجوية، وهو أنّ نقل الزئبق من مصادر رئيسية مثل الصين (في الشرق) إلى غرينلاند (في الغرب) عبر تيارات المحيطيات، قد يستغرق نحو 150 عامًا، وهذا يعني أنّ تيارات المحيطات قد تؤثر على تنقل الزئبق الموروث إلى القطب الشمالي. aXA6IDQ2LjIwMi4yNTAuMTc0IA== جزيرة ام اند امز AU


العين الإخبارية
منذ 4 أيام
- العين الإخبارية
أثناء موجة الحر.. لماذا قد يكون الماء البارد خيارا خاطئا للاستحمام؟
في ذروة موجات الحر التي تضرب المملكة المتحدة، قد يبدو الاستحمام بالماء البارد وسيلة للانتعاش، لكن العلماء يحذرون: الأمر قد يكون ضارا. وكشف البروفيسور آدم تايلور، أستاذ التشريح في جامعة لانكستر، أن استخدام الماء البارد في الاستحمام لا يساعد فعلياً على خفض حرارة الجسم الداخلية كما يظن البعض. وأوضح أن "الاستحمام البارد قد يمنحك شعوراً مؤقتاً بالراحة على سطح الجلد، لكنه لا يؤدي الوظيفة المطلوبة لخفض درجة حرارة الجسم الأساسية". وأوضح تايلور أن حرارة الجسم المثالية تدور حول 37 درجة مئوية، وعندما ترتفع حرارة الجسم، تعمل أوعية الدم على التوسع لتقريب الدم من سطح الجلد، مما يسمح بتبديد الحرارة. لكن عند التعرض للماء البارد، تنكمش تلك الأوعية، ما يقلل من تدفق الدم إلى السطح ويحبس الحرارة داخل الجسم. وأضاف: "الاستحمام البارد يخدع الجسم، فيجعله يظن أنه بحاجة للاحتفاظ بالحرارة، لا التخلص منها". وحذر البروفيسور من أن التعرض المفاجئ لماء شديد البرودة (تحت 15 درجة مئوية) قد يؤدي إلى ما يُعرف بـ"صدمة البرد"، وهي استجابة فسيولوجية تنطوي على تقلص حاد في الأوعية الدموية وارتفاع ضغط الدم، وقد تكون خطيرة خاصة لمن يعانون من أمراض القلب. ورغم أن مثل هذه الحالات نادرة في البيئات المنزلية، إلا أن تايلور ينصح بتجنب الغطس في ماء بارد جداً أو الاستحمام بماء مثلج خلال موجات الحر. أما عن البديل الصحي، فيوصي البروفيسور بالاستحمام بماء فاتر تتراوح حرارته بين 26 و27 درجة مئوية، كونه يساعد الجسم على التخلص من الحرارة بكفاءة دون التسبب بصدمة حرارية. ومن الناحية الصحية العامة، حذر تايلور من أن الماء البارد قد لا ينظف الجسم جيداً، إذ أظهرت الدراسات أنه أقل قدرة على إزالة الدهون الطبيعية (الزهم) والبكتيريا من البشرة مقارنة بالماء الدافئ، ما قد يؤدي إلى بقاء الروائح الكريهة أو ظهور البثور وحب الشباب. aXA6IDkyLjExMi4xNjMuMjMwIA== جزيرة ام اند امز AU


العين الإخبارية
منذ 5 أيام
- العين الإخبارية
القنب قد يتسبب في اضطرابات قلبية ونفسية لكبار السن
في ظل موجة تشريعات متسارعة تجيز استخدام القنب في العديد من الولايات الأمريكية، يُسجل هذا النبات المخدر حضورًا متزايدًا في الحياة الصحية اليومية لفئة كبار السن، وسط تباين في الآراء الطبية حول منافعه ومخاطره. وبحسب استطلاع أجراه معهد سياسات الرعاية الصحية والابتكار بجامعة ميشيغان، فإن نحو واحد من كل خمسة أميركيين فوق سن الخمسين استخدم القنب خلال العام الماضي، فيما أشار 12% إلى استهلاكه بشكل شهري منتظم، في ظاهرة تعكس تحوّلًا تدريجيًا في النظرة المجتمعية لهذا النبات، الذي لطالما ارتبط بالترفيه وليس بالعلاج. يقول كثير من المستخدمين المتقدمين في السن إن لجوءهم إلى القنب يرتبط بأسباب صحية متنوعة، أبرزها تخفيف الألم المزمن، تحسين جودة النوم، التقليل من التوتر، وتعزيز الصحة النفسية. ويؤكد الدكتور جيفري كوينلان، أستاذ طب الأسرة في جامعة آيوا، أن هذه الأسباب تنعكس أيضًا في الحالات السريرية التي يراها بشكل متكرر، خاصةً عند كبار السن الذين يعانون من مشكلات النوم أو آلام مزمنة لا تستجيب للعلاجات التقليدية. التقارير العلمية، مثل تلك الصادرة عن "الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب" في 2017، تشير إلى وجود أدلة موثوقة على فعالية القنب في بعض الحالات، خاصة في علاج الغثيان الناتج عن العلاج الكيميائي، والتشنجات المصاحبة للتصلب المتعدد، واضطرابات النوم المرتبطة بأمراض مزمنة. ومع ذلك، تؤكد الدكتورة إيرين بونار، أستاذة الطب النفسي بجامعة ميشيغان، أن الجرعة الفعالة ما زالت غير محسومة علميًا، وتختلف بين الأفراد، مما يجعل الاستخدام غير الموجّه محفوفًا بالمخاطر. رغم ترويج القنب كبديل أكثر أمانًا من المسكنات الأفيونية، إلا أن الأطباء يحذرون من مجموعة من المضاعفات الجسدية والنفسية، التي قد تتفاقم مع التقدم في السن. فالدراسات تشير إلى أن نحو 21% من المستخدمين المنتظمين معرضون لما يُعرف بـ"اضطراب استخدام القنب"، وهو ما قد يقود إلى اعتماد نفسي وسلوكي، وزيادة الجرعات تدريجيًا، وربما اللجوء إلى ممارسات خطرة مثل القيادة تحت تأثير المخدر. وتشمل المخاطر الصحية المحتملة ارتفاع ضغط الدم وتسارع ضربات القلب، ما يرفع خطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية، خاصة لدى المصابين بأمراض قلبية. كما تشير الأبحاث إلى ارتباط محتمل بين القنب والإصابة بـنوبات قلق، اكتئاب، أو حتى ذُهان، لا سيما عند تعاطي جرعات مرتفعة من مادة THC، المركب النشط الرئيسي في النبتة. رغم الانتشار، كشف الاستطلاع أن 44% من المستخدمين الشهريين لا يُبلغون أطباءهم باستخدامهم للقنب، وهو ما يمثل خطرًا حقيقيًا نظرًا لاحتمالية تفاعله مع أدوية شائعة مثل مضادات التخثر، ومضادات الاكتئاب، والمهدئات. وهنا، يشدد المختصون على ضرورة إدماج القنب في الحوار الطبي، لتفادي المضاعفات أو التداخلات الدوائية. يحذر الأطباء من استهلاك القنب عن طريق التدخين أو التبخير، لما لذلك من آثار ضارة على الجهاز التنفسي، ويوصون بالبداية بجرعات منخفضة لا تتجاوز 5 ملغ من THC، لا سيما لمن لم يسبق لهم الاستخدام. وبين الوعود الطبية والتحديات الصحية، يبقى استخدام القنب في المجال العلاجي بحاجة إلى مزيد من البحث والتقنين، لضمان استثمار فوائده المحتملة دون الوقوع في فخ الإدمان أو المضاعفات الجانبية، خاصة بين الفئات العمرية الأكثر هشاشة. aXA6IDQ2LjIwMi4yNTAuNjYg جزيرة ام اند امز AU