
"ابتذال وإساءة".. كتاب وصحفيون فلسطينيون يرفضون استغلال الحوثيين لفلسطين في تبرير جرائمهم
وأكدوا أن فلسطين ليست موضع خلاف بين اليمنيين، ولا يجوز استخدامها كغطاء لقتل الأبرياء أو تصفية العلماء والدعاة، مشددين على أن من يسيء لفلسطين هو من يحاول توظيفها لتبرير القمع والدم.
وفي هذا السياق، انتقد الكاتب الفلسطيني المعروف ياسر الزعاترة، يوم الخميس 3 يوليو، البيان الصادر عن المليشيات الحوثية، بشأن مقتل مدير دار القرآن في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، الشيخ صالح حنتوس.
وقال الزعاترة في تدوينة له رصدها "مندب برس" على منصة "إكس": "لا أسوأ من الجريمة سوى تبريرها" ، في إشارة إلى بيان وزارة الداخلية التابعة للحوثيين، والذي زعم أن الشيخ صالح حنتوس كان "يدعو للفوضى والتمرد، ويرفض ويعرقل مواقف الدولة والشعب اليمني الداعمة للقضية الفلسطينية".
وأضاف الزعاترة: "حشر فلسطين في هذا السياق ضرب من الابتذال والإساءة لقضيتها، فهي ليست موضع خلاف بين اليمنيين، ولم تكن كذلك يومًا، فضلًا عن أن يُقال هذا عن شيخ جليل نذر نفسه لتعليم القرآن الكريم، وهو شهيد بإذن الله، لأنه قضى دون بيته وأسرته."
من جانبه، قال الصحفي الفلسطيني مصطفى دلول في تدوينة له على منصة "إكس": "لن نرضى أبداً أن يصعد على أكتاف نصرة قضيتنا من لا يرعون لدم المسلمين حرمة.. فهذه القضية الشريفة قضية كل حر، تفضح كل لئيم."
وتأتي هذه التصريحات في أعقاب بيان رسمي أصدرته وزارة الداخلية في حكومة المليشيات الحوثية غير المعترف بها، زعمت فيه أن الشيخ صالح حنتوس "تبنّى مواقف موالية للعدوان الأمريكي الصهيوني على بلادنا، وسعى إلى إحباط الأنشطة المؤيدة للمقاومة الفلسطينية"، على حد تعبيرها.
الردود الفلسطينية الغاضبة تعكس رفضًا واضحًا لمحاولات تسييس القضية الفلسطينية وتوظيفها لتبرير الانتهاكات، وتؤكد أن فلسطين ستظل قضية حرية وعدالة، لا غطاءً للظلم والاستبداد.
ومساء الثلاثاء الماضي 1 يوليو/تموز استشهد مدير دار القرآن في السلفية بريمة الشيخ صالح حنتوس هو وحفيدة، فيما أصيبت زوجته في هجوم للمليشيات الحوثية استمر لساعات على منزله ومسجده في قرية البيضاء بمحافظة ريمة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الصحوة
منذ 5 ساعات
- الصحوة
"حنتوس" علوَّ في الحياة وفي الممات
هكذا هم العظماء حتى في رحيلهم يستمرون في تعليمنا دروساً في الثبات والتضحية والأثر العابر لحدود الزمان والمكان ، وخلال الأيام الماضية استمر الشيخ الشهيد صالح حنتوس ومنذ لحظة ارتقائه في الحضور بشكلٍ باهرٍ متحدياً قاتليه الذين خُيّل لهم في لحظة انتشاءٍ زائفةٍ أنهم أنتصروا عليه ، لكن الغلبة الحقيقية كانت له ، ولما حمله من قيمٍ استمدها من القرآن الكريم الذي عاش حياته في أفيائه ، وختمها شهيداً مجيداً وشاهداً على دناءة جماعة متعطشة للقتل والدم ، ولو كان بحق شيخٍ حافظٍ ومعلم قرآنيٍ في شهرٍ حُرم . أراد الإرهابيون الحوثيون إنهاء سيرة رجلٍ أبى أن يهادنهم فإذا الأقدار تكتب له بداية جديدة ، فيها استراح جسده من عناء الدنيا ومتاعبها ، لكن دمه تحول إلى لعنةٍ على قاتليه ففضحهم وعرَّاهم ، وبدت حقائق كثيرة ماكانت لتظهر للبعض لولا استشهاده ، وخاصّة أنه أقام على القتلة الحُجّة قبل أن يقرر المواجهة ، وكان ذلك درساً ليس هيناً ، ولأنه عاش حياته يعلم الناس الخير حرص أن يصل درسه هذا للجميع فسجل مكالمته الأخيرة معهم ، وأخبر قاتليه أنها مسجلة ، وكانت مرافعته الأخيرة الفاضحة ، وحين أدرك بغيتهم تلا وصيته على الجميع ، ثم واجه القتلة وهو مدرك أي طريق يسلك ، ولاي غاية سيذهب . أي عظمة صنعها هذا الرجل في لحظات استشهاده وهو يواجهة أقذر عصابة في تاريخنا الحديث ، وأي علو صنعه وهو يصر على أن يجعل شهادته درساً لنا بعد رحيله ، وكما عاش معلماً يصنع التغيير في الأجيال رحل وهو ينفذ نفس المهمة ، وألقى درسه الاخير الذي ضجت له الأرجاء ووصل صداه إلى أبعد مدى ، وعلا حياً وميتاً ، ومن عجائب رحيله أنه كشف الزيف الذي يتمنطق به من يحاولون تبرير جرائم هذه الجماعة الإرهابية أو يتماهون معها سواء كانوا أفراداً أو هيئات ، وعرّاهم أمامنا كما لم يفعل غيره من قبل ، فرأيناهم على حقيقتهم الزائفة يتهربون من تسمية القتلة وكأنه حادث عابر! ، ولا يحمّلون هذه الجماعة المارقة مسؤلية أفعالها التي لا يقرّها نقلٌ ولا عقل . اختار "حنتوس" طريق الشجعان ، وألقى درسه الأخير ليظل منارة يهتدي به الأحرار وهم يواجهون مشاريع الاستعباد ، ويصنعون دروباً مضيئة للحياة بحرية وعدالة ومساواة ، متمثلين قول الشاعر العربي : غير أنَّ الفتى يُلاقي المنايا دمتم سالمين .


اليمن الآن
منذ 6 ساعات
- اليمن الآن
شعارٌ لغزة وقذيفةٌ لمنزل مواطن يمني.. جولة في بازار الشعارات الحوثية
خلال ساعات من وقوعها، صارت جريمة اغتال الشيخ صالح حنتوس إلى العنوان الأبرز وكانت سبباً للفت أنظار العالم العربي، الذي كان بدأ ينخدع بشعارات الحوثي في نصرة غزة والقضية الفلسطينية التي أطلقها مستغلا "طوفان الأقصى" في ٧ أكتوبر ٢٠٢٣، إلى حقيقة تلك الشعارات، وكيف تُستخدم كورقة سياسية لا علاقة لها بجوهر القضية. وخلال مسيرتهم لم يترك الحوثيون قضية عادلة إلا واتخذوا منها شعارا لتغطية سوء أعمالهم، يفهم اليمنيون ذلك، ويعرفون الميليشيا جيدا منذ أطلقت شعارها الأول "الحفاظ على المذهب الزيدي من مد الوهابية" أواخر القرن العشرين في محافظة صعدة بأقصى الشمال اليمني، مرورا بشعار "مظلومية صعدة" وعشرات الشعارات بين ذلك وبين شعار "إسقاط الجرعة" الذي أخفت خلفه مطامع اجتياح صنعاء والسيطرة على البلاد وإشعال الحرب، وليس انتهاءً بشعار "إسناد غزة". في منتصف ٢٠٢٣، عثر مواطنون على ١٦ جثة لمواطنين في جرف بمديرية حرف سفيان، شمال محافظة عمران، بعد ١٣ عاما على اختفائهم، كان الحوثيون قد قتلوهم وأخفوهم، وكانت الذريعة أنهم ذاهبون "للقتال مع البشمركة وصغير بن عزيز"، وفق اعتراف القيادي الحوثي البارز يوسف المداني للقبائل لاحقا. ليذكرنا بشماعة القتال في تلك المرحلة "البشمركة"، وهو المسمى الذي استعاروه من اسم القوات الكردية لتخويف الناس من القبائل والجيش الذي كان يواجههم في الحرب السادسة عام ٢٠١٠. وهكذا، ابتكروا في كل مرحلة شعارا ليغطوا جرائمهم، وكما كان "إسقاط الجرعة" غطاء لمئات الجرائم من إسقاط للدولة ونهب الممتلكات وتفجير البيوت والمساجد والقتل واستباحة البلاد، والذي تغير بمجرد تدخل تحالف دعم الشرعية إلى "التصدي للعدوان" و"الحج بالبنادق" التي لم يذهب ضحاياها سوى يمنيين، يأتي شعار "نصرة غزة" مؤخرا للهدف نفسه. ففي بلدة المعذب بمديرية السلفية في محافظة ريمة، قُتل الشيخ حنتوس، أحد أبرز مشايخ تعليم القرآن في منطقته، في عملية اقتحام نفذتها ميليشيا الحوثي مطلع يوليو الجاري، بعد يوم من الحصار والقصف الذي شاركت فيه عشرات الأطقم المسلحة، وجُرحت زوجته خلاله، وقُتل أحد أحفاد أخيه. حاصر الحوثيون القرية، وقصفوا، واختطفوا جثمان الشيخ، واقتادوا رجال القرية إلى جهات مجهولة، فيما تُركت النساء وسط وضع إنساني بالغ القسوة، في الوقت نفسه الذي كان متحدث الميليشيا يلقي بيانا يتحدث فيه عن ما زعم أنه إطلاق صاروخ إلى دولة الكيان الإسرائيلي؛ نصرة لغزة. الصاروخ الحوثي لم يحدث شيئا في إسرائيل، لكن قذائف الجماعة قتلت الشيخ، وكانت التهمة الرسمية التي ساقتها الجماعة ضده: التحريض على الفوضى ورفض مواقف الجماعة الداعمة للقضية الفلسطينية. اتهامٌ أثار موجة سخرية وغضب في أوساط يمنية وعربية، فالشيخ حنتوس كان من أكثر الداعمين للمقاومة الفلسطينية، منذ عقود، عبر جمع التبرعات وإقامة المحاضرات والندوات الداعمة، لكنه دعمٌ لم يمر عبر "النسخة المعتمدة" من التضامن الحوثي. في بيان لشرطة الجماعة بمحافظة ريمة، قالت الميليشيا إن الشيخ كان يمارس التحريض ضد ما وصفته بـ"الدولة والشعب اليمني الداعمين لفلسطين"، وأضافت أن "حملة أمنية" داهمت منزله بعد رفضه لإنذارات سابقة. كتب الصحفي الفلسطيني ياسر الزعاترة: "لا أسوأ من الجريمة غير تبريرها... حشر فلسطين في السياق ضرب من الابتذال والإساءة لقضيتها". أما الصحفي العراقي عثمان المختار فاستعاد جريمة مشابهة في العراق عام 2006، حين قُتل محفظ قرآن آخر على يد ميليشيا محلية، ليقول إن "الوجع يتكرر بتوقيع المليشيات ذاتها، مهما اختلفت الأسماء". هذه المفارقة المؤلمة دفعت فاطمة المسوري زوجة الشيخ، حنتوس، وهي الأخرى معلّمة قرآن، إلى أن تصرخ: "أخبروا من صدّق الحوثي بنصرة غزة، أن عبدالملك يفعل بنا ما يفعله نتنياهو بأهلنا في غزة"، العبارة التي تداولها يمنيون وعرب بكثافة، لخصت الخديعة الكبرى التي سقط فيها كثيرون ممن انبهروا بصواريخ الجماعة، ونسوا أن تلك الصواريخ لم تجرح جنديا إسرائيليا، بينما قتلت دعاة ونشطاء ومواطنين ودمرت قرى ومساجد داخل اليمن. وما حدث في ريمة، بحسب مراقبين وناشطين، لا يمكن فصله عن استراتيجية حوثية إيرانية أوسع: استخدام الشعارات الكبرى لتبرير القمع الداخلي، وفي سوق الشعارات الحوثية، كل شيء يُعاد تأويله وتطويعه لخدمة مشروع سياسي مغلق على فكرة "الحق الإلهي" في السلطة والحكم. الصحفي علي الفقيه كتب على حسابه بمنصة إكس: "كل قرآن لا يثبت لهم الولاية ويمنحهم الأحقية الحصرية في الحكم والعلم إلى الأبد هو ليس قرآنًا بنظرهم ولا يعنيهم. الله والنبي وعلي والقدس والأقصى وكل المقدسات بالنسبة لهذه الجماعة مجرد يافطات لدكانهم الكبير". وتكشف حادثة ريمة عن سلوك طويل الأمد، اتخذته الجماعة منذ سنوات، في استهدافها للمساجد ودور تحفيظ القرآن والعلماء المستقلين، لكن في حالة حنتوس، تضاعفت رمزية الجريمة: رجل أعزل، سبعيني، قضى عمره في التعليم، يُقتل لأنه لم يسلم المنبر للميليشيا. يقول صحفيون وناشطون، إن الدرس الذي قدّمه الشيخ صالح حنتوس بدمه، وكما كان درسا في العقيدة والشموخ والإباء والعزة والكرامة والثبات، هو أيضا درس في الإدراك السياسي، لقد كشف أن شعار "المقاومة" يمكن أن يُستخدم كقيد، وأن اسم "القرآن" يمكن أن يُحوّل إلى رخصة للقتل، وأن القدس يمكن أن تُستدعى لتبرير تدمير قرية يمنية أو قتل شيخ أعزل.


اليمن الآن
منذ 6 ساعات
- اليمن الآن
"ابتذال وإساءة".. كتاب وصحفيون فلسطينيون يرفضون استغلال الحوثيين لفلسطين في تبرير جرائمهم
عبّر كتّاب وصحفيون فلسطينيون عن رفضهم الشديد لما وصفوه بـ"الابتذال والإساءة" الذي تمارسه المليشيات الحوثية من خلال الزجّ باسم القضية الفلسطينية لتبرير جرائمها في الداخل اليمني. وأكدوا أن فلسطين ليست موضع خلاف بين اليمنيين، ولا يجوز استخدامها كغطاء لقتل الأبرياء أو تصفية العلماء والدعاة، مشددين على أن من يسيء لفلسطين هو من يحاول توظيفها لتبرير القمع والدم. وفي هذا السياق، انتقد الكاتب الفلسطيني المعروف ياسر الزعاترة، يوم الخميس 3 يوليو، البيان الصادر عن المليشيات الحوثية، بشأن مقتل مدير دار القرآن في مديرية السلفية بمحافظة ريمة، الشيخ صالح حنتوس. وقال الزعاترة في تدوينة له رصدها "مندب برس" على منصة "إكس": "لا أسوأ من الجريمة سوى تبريرها" ، في إشارة إلى بيان وزارة الداخلية التابعة للحوثيين، والذي زعم أن الشيخ صالح حنتوس كان "يدعو للفوضى والتمرد، ويرفض ويعرقل مواقف الدولة والشعب اليمني الداعمة للقضية الفلسطينية". وأضاف الزعاترة: "حشر فلسطين في هذا السياق ضرب من الابتذال والإساءة لقضيتها، فهي ليست موضع خلاف بين اليمنيين، ولم تكن كذلك يومًا، فضلًا عن أن يُقال هذا عن شيخ جليل نذر نفسه لتعليم القرآن الكريم، وهو شهيد بإذن الله، لأنه قضى دون بيته وأسرته." من جانبه، قال الصحفي الفلسطيني مصطفى دلول في تدوينة له على منصة "إكس": "لن نرضى أبداً أن يصعد على أكتاف نصرة قضيتنا من لا يرعون لدم المسلمين حرمة.. فهذه القضية الشريفة قضية كل حر، تفضح كل لئيم." وتأتي هذه التصريحات في أعقاب بيان رسمي أصدرته وزارة الداخلية في حكومة المليشيات الحوثية غير المعترف بها، زعمت فيه أن الشيخ صالح حنتوس "تبنّى مواقف موالية للعدوان الأمريكي الصهيوني على بلادنا، وسعى إلى إحباط الأنشطة المؤيدة للمقاومة الفلسطينية"، على حد تعبيرها. الردود الفلسطينية الغاضبة تعكس رفضًا واضحًا لمحاولات تسييس القضية الفلسطينية وتوظيفها لتبرير الانتهاكات، وتؤكد أن فلسطين ستظل قضية حرية وعدالة، لا غطاءً للظلم والاستبداد. ومساء الثلاثاء الماضي 1 يوليو/تموز استشهد مدير دار القرآن في السلفية بريمة الشيخ صالح حنتوس هو وحفيدة، فيما أصيبت زوجته في هجوم للمليشيات الحوثية استمر لساعات على منزله ومسجده في قرية البيضاء بمحافظة ريمة.