
نتنياهو يسوّق هزيمته على عتبة البيت الأبيض… والمقاومة تُفاوض من قلب النار!.محمد الأيوبي
د.محمد الأيوبي*
من قلب الميدان المشتعل في قطاع غزة، إلى قاعات التفاوض في الدوحة، وعلى أعتاب البيت الأبيض، تتكشّف معادلة معقدة لكنها واضحة لمن يقرأ السياسة بلغة الوقائع لا الأوهام: هناك من يقاتل ويصمد ويُعيد رسم ميزان القوة من تحت الركام، وهناك من يسوّق الهزيمة بأوهام 'النصر الوشيك' في العواصم الكبرى.
بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، يخوض معركته الأشدّ ضراوة منذ تولّيه السلطة: معركة البقاء السياسي تحت وقع خسائر متتالية في غزة، ضغط شعبي داخلي متصاعد، وملاحقة دولية بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية. ومع ذلك، لا يتردّد في مواصلة الاستعراض السياسي، محاولًا قلب الهزيمة في الميدان إلى أوراق مفاوضات في واشنطن، حيث يقف على عتبة البيت الأبيض، محاولًا إقناع دونالد ترامب بأن 'النصر بات قريبًا'.
لكن الحقيقة على الأرض تختلف جذريًا: في بيت حانون، نفّذت كتائب القسام كمينًا مركّبًا أدى إلى مقتل 5 جنود 'إسرائيليين' وجرح 14 آخرين، بينهم ضباط في وحدة 'يهلوم' الهندسية الخاصة. هذه العملية النوعية لم تكن معزولة عن السياق العسكري أو السياسي، بل كانت بمثابة رسالة مباشرة إلى كل من يحاول تجاوز المقاومة في معادلة التفاوض، وعلى رأسهم نتنياهو وترامب.
غزة تفاوض من قلب النار
ما يجري في الدوحة ليس مفاوضات في ظروف اعتيادية، بل حوار تحت النار، تمليه موازين قتال حيّة تصنعها المقاومة بدماء مقاتليها. ومع كل محاولة 'إسرائيلية' لتثبيت 'صورة نصر'، تأتي عملية جديدة لتنسف هذه الرواية. هكذا هو الحال مع كمين بيت حانون، الذي جاء ليؤكد أن حماس تفاوض من موقع قوة، لا من موقع انكسار.
حركة حماس، عبر تصريح عزت الرشق، كانت واضحة: 'لا إطلاق سراح للأسرى إلا بشروط المقاومة'. هذا الموقف لا يعكس مجرد عناد سياسي، بل قراءة دقيقة لواقع الحرب. فبعد 21 شهرًا من العدوان، بات 'الجيش الإسرائيلي' عاجزًا عن استعادة أسراه بالقوة، فيما المقاومة ما زالت تحتفظ بأوراق تفاوضية قوية، أبرزها الأسرى الأحياء.
نتنياهو في واشنطن: تسويق الهزيمة بعبارات النصر
خلال لقائه الثاني مع ترامب، حاول نتنياهو كعادته اللعب على الحبال: تارة يتحدث عن استمرار الحرب لتحقيق أهدافها، وتارة يلوّح بانتصارات وهمية كمبرر لأي انسحاب تكتيكي قادم. في تصريحه على منصة 'إكس'، قال إن أهدافه تشمل 'القضاء على قدرات حماس وضمان ألا تُشكّل غزة تهديدًا بعد الآن'.
لكن ميدانيًا، لا شيء يدعم هذه المزاعم. فرغم استخدام 5 فرق نخبة وشنّ أكثر من 70 ألف غارة، لا تزال المقاومة صامدة، وقادرة على تنفيذ كمائن نوعية، آخرها ما وصفه 'الإعلام الإسرائيلي' بـ'الانفجار الكبير' في بيت حانون، والذي أربك الجيش وأصاب مستوطنات الغلاف بحالة ذعر، رغم أنها أُعلنت 'آمنة للعودة'.
أوراق حماس وتفكك جبهة نتنياهو
المفارقة أن نتنياهو لا يفاوض حماس فقط، بل يفاوض 'الداخل الإسرائيلي'. فأكثر من 70% من 'الإسرائيليين' يعتقدون أن الحرب لم تحقق أهدافها، بينما تكشف تقارير عن مقتل أكثر من 883 'جنديًا إسرائيليًا' منذ بدء العدوان، وإصابة ما يفوق 6000 آخرين. فشل نتنياهو في تبرير هذه الخسائر، وفشله في استعادة الأسرى، يضغطان عليه سياسيًا، ويجعلاه في أمسّ الحاجة إلى اتفاق يحفظ ماء وجهه.
لكن هذا الاتفاق لن يُفرض بشروط نتنياهو. فكما قالت حماس، الصفقة القادمة يجب أن تُبنى على 'معادلات الميدان'، أي على الوقائع التي رسمتها المقاومة، لا على الأوهام التي يسوّقها الاحتلال.
لماذا يكثف الاحتلال هجماته الآن؟
الإجابة هنا تكمن في علم النفس السياسي والعسكري. جيش الاحتلال، بعد فشله في تنفيذ خطة 'الحسم السريع'، بات يعتمد على تكتيك 'الانسحاب بشرف'. هو يريد قبل أي اتفاق وقف إطلاق نار أن يترك غزة مدمّرة، وأن يدّعي القضاء على ثلاثة ألوية من أصل خمسة. ولتحقيق ذلك، يكثّف عملياته في محاور خان يونس، القرارة، السطر، وبيت حانون.
لكن الواقع لا يسعفه: فرق الهندسة التابعة له تتكبد خسائر متتالية، ووحداته الخاصة – ككتيبة نتساح يهودا ويهلوم وإيغوز – تعرّضت لنكبات ميدانية أدت إلى فرار الجنود وترك المدرعات خلفهم. هنا تحديدًا، يفشل نتنياهو في إقناع ترامب بأن 'الإنجازات' المحققة على الأرض كافية.
ترامب والبيت الأبيض: الضغط الأميركي وحده لا يكفي
ترامب، الذي يسعى إلى وضع اسمه على 'اتفاق تاريخي' جديد في الشرق الأوسط، بدأ يمارس ضغطًا فعليًا على نتنياهو. وحسب ما نقلته 'يديعوت أحرونوت'، قال ترامب لنتنياهو خلال لقائهما: 'سنتحدث حصريًا عن غزة، ويجب حل هذا الوضع المأساوي'.
لكن هل الضغط كافٍ؟ ليس بالضرورة. فنتنياهو، المحاط بشركاء يمينيين متطرفين يرفضون إنهاء الحرب، يسعى إلى كسب الوقت. هو يعلم أن الاتفاق الذي يُصاغ في الدوحة، بدعم قطري وأميركي، لن يُكتب له النجاح ما لم يحصل على ضمانات واضحة: بأن حماس لن تعود إلى الحكم، وأن سلاح المقاومة سيتم تفكيكه، وأن البديل السياسي سيكون 'قابلًا للترويض'.
مقاومة تفاوض بشروطها… لا خضوع ولا انكسار
المقاومة الفلسطينية، على لسان قادتها، لا تقبل بهذا المنطق. فلا تهجير من غزة، ولا نزع للسلاح، ولا تسليم للقطاع، كما يريد نتنياهو. بل على العكس، تأتي كمائن المقاومة كوسيلة لتكريس معادلة: من يفاوض من تحت النار، لا يفاوض إلا بشروطه.
وفي ظل تقارير تؤكد أن القضايا الخلافية تقلصت إلى نقطة واحدة، يبدو أن المفاوضات بلغت مرحلة حساسة، وهي لحظة الحقيقة: إما الاعتراف بشرعية المقاومة، وإما استمرار الحرب، مع ما تحمله من خسائر إضافية للطرف 'الإسرائيلي' المنهك.
معادلة الحسم الحقيقية
منذ بداية الحرب، حاول نتنياهو فرض شروطه بالقوة، لكن الحرب الطويلة التي دخلت شهرها الـ21 لم تحقق له شيئًا مما وعد به. في المقابل، نجحت المقاومة في فرض معادلات جديدة: من جباليا إلى الشجاعية، ومن خانيونس إلى بيت حانون، رسمت خطًا بيانيًا تصاعديًا لنسقها العملياتي.
وفيما يقف نتنياهو عند أبواب البيت الأبيض يُسوّق نصرًا مزيّفًا، تجلس المقاومة في قلب اللهب، تفاوض بلغة القوة، وتدرك أن المعركة ليست فقط على الأرض، بل على الرواية، وعلى من يملك حق تحديد نهاية الحرب وشكل ما بعدها.
هذا هو الفرق بين من يقاتل من أجل التحرر، ومن يراوغ من أجل البقاء السياسي.
كاتب صحفي فلسطيني
2025-07-10

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اذاعة طهران العربية
منذ 35 دقائق
- اذاعة طهران العربية
أسباب طلب أمريكا وإسرائيل وقف إطلاق النار مع إيران
كتب "المعهد الملكي لخدمات الحلفاء لدراسات الدفاع والأمن" في تقرير: كان من الممكن أن تتحول حرب الـ 12 يومًا ضد إيران إلى صراع طويل الأمد، مما أدى في النهاية إلى وقف الحرب. وشكلت هذه الحرب ذروة التوتر بين إيران وإسرائيل. ويتابع التقرير: بعد الثورة، قدّمت إيران إسرائيل على أنها عدوها الرئيسي، ولا تعترف بوجودها. لطالما كانت هذه المواجهة أحد أهم اهتمامات إسرائيل. على مر السنين، حاولت إسرائيل إبطاء أو إيقاف البرنامج النووي الإيراني، غالبًا من خلال تكتيكات سرية مثل الهجمات الإلكترونية واغتيال العلماء النوويين الإيرانيين. وقد حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقادة إسرائيليون آخرون مرارًا وتكرارًا من المخاوف بشأن إيران، وهي تحذيرات أدت في النهاية إلى هذه المواجهة الأخيرة. اقترح العميد إيال زامير استراتيجية ضد إيران في مايو 2022، وقاد المواجهة بصفته رئيسًا لأركان جيش الدفاع الإسرائيلي في حرب يونيو 2025، التي بدأت بهجوم إسرائيلي. كان سلاح الجو الإسرائيلي، الذي شمل أنظمة الدفاع الجوي وأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، طليعة القوات الإسرائيلية في هذه الحرب. في هذه الحرب، تمكنت إسرائيل من إقناع داعمها الرئيسي، الولايات المتحدة، بالسماح لها بالدخول في الحرب مع إيران. قدمت الولايات المتحدة ل إسرائيل دعمًا عسكريًا وسياسيًا واسع النطاق خلال هذه الحملة. كان على الولايات المتحدة أن تأخذ في الاعتبار امورا عديدة على مختلف المستويات، بما في ذلك تكلفة الحرب، وضرورة الحفاظ على الذخيرة تحسبًا لصراع محتمل مع روسيا أو الصين، والتعامل مع المعارضة الداخلية للمشاركة الأمريكية في الحرب، حتى داخل إدارة ترامب نفسها. ولم يكن من المستغرب أن تسعى الولايات المتحدة إلى إنهاء هذه المواجهة. كما أرادت إسرائيل تجنب حرب طويلة لأسباب جوهرية. تتمتع إسرائيل بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة كداعم رئيسي لها، ولكن في أي لحظة قد تنسحب الولايات المتحدة من الصراع الإيراني الإسرائيلي. لم ترغب إسرائيل في أن تُترك وحيدة في خضم معركة صعبة مع إيران. وهذا ما جعل من الضروري ل إسرائيل إنهاء الحرب بسرعة. كلّفت حرب 2025 إسرائيل مئات الملايين من الدولارات يوميًا، وتُقدر الأضرار التي لحقت داخل إسرائيل وحدها في الحرب الأخيرة بنحو 1.5 مليار دولار. لطالما عانت إسرائيل من صعوبة إدارة الحروب قصيرة المدى لأسباب متنوعة، منها أسباب اقتصادية. يُكافح الاقتصاد الإسرائيلي للتعافي من حرب طويلة ومكلفة للغاية في غزة، والتي كلفت إسرائيل أكثر من 67 مليار دولار حتى الآن. كلفت حرب 2025 إسرائيل مئات الملايين من الدولارات يوميًا، وتُقدر الأضرار التي لحقت ب إسرائيل وحدها في الحرب الأخيرة بنحو 1.5 مليار دولار. حاولت إسرائيل تكييف اقتصادها مع قيود الصراع. ومع ذلك، كان عليها إنهاء الحرب بسرعة؛ وإلا لكان اقتصادها قد واجه أزمة خطيرة. اعتاد الإسرائيليون على حالة الطوارئ منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، عندما دخلت حماس، ثم حزب الله، الحرب مع إسرائيل. تمكنت هاتان الجماعتان من قتال إسرائيل. لكن في الحرب الأخيرة، كانت المواجهة مباشرة بين إيران وإسرائيل. والرأي العام الإسرائيلي متعب للغاية بعد ما يقرب من عامين من الحرب. استخدمت إسرائيل، بمفردها وأحيانًا مع الولايات المتحدة، العديد من هذه الأساليب على مدى العقدين الماضيين، والتي نجحت فقط في تأخير البرنامج النووي الإيراني، وليس إيقافه. يمكن ل إسرائيل أيضًا محاولة مساعدة المعارضة الإيرانية على إحداث تغيير في النظام؛ لكن هذه مهمة معقدة للغاية وتستغرق وقتًا طويلاً، وقد لا تنجح. كما أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إمكانية تغيير النظام في إيران. ومع ذلك، قد تتردد الولايات المتحدة في هذا الصدد، نظرًا لتجاربها المريرة السابقة في محاولة تغيير الأنظمة في الدول المجاورة لإيران، العراق وأفغانستان. تبعد أكثر من 1500 كيلومتر عن إسرائيل. ويمتلك سلاح الجو الإسرائيلي القدرة على الوصول إليها، ولكنه مصمم للقتال بالقرب من حدود إسرائيل، وليس على مسافات بعيدة. تستطيع القاذفات المقاتلة الإسرائيلية، بما في ذلك طائرات F-15 وF-16 وF-35، استخدام خزانات وقود خارجية إضافية، ولكن طائرات التزود بالوقود ضرورية لمعركة طويلة. على الرغم من جهود سلاح الجو الإسرائيلي لصيانة وإصلاح أسطوله، إلا أنه لا يزال يكافح لمواجهة الضغوط والمتطلبات التشغيلية لما يقرب من عامين من الحرب. تتميز القاذفات المقاتلة الإسرائيلية بأنظمة متطورة وحديثة، لكن بعضها في الخدمة منذ أكثر من عقدين، مما يجعل استمرار صيانتها تحديًا إذا استمرت الحرب مع إيران. وأضاف المقال: يجب على إسرائيل أن تحرص على عدم استنزاف قوتها الجوية في مواجهة مطولة مع إيران، خاصةً إذا واجهت أزمة مفاجئة وخطيرة في المستقبل القريب، ناهيك عن حرب على جبهة أخرى. سيظل سلاح الجو الإسرائيلي قادرًا على القتال، لكنه سيكون أضعف، مما قد يُصعّب على الجيش الإسرائيلي تحقيق النصر بتكلفة منخفضة. في الوقت نفسه، إذا استمرت المواجهة لأشهر، فمن المرجح أن تُفقد الطائرات المقاتلة الإسرائيلية في النهاية. إذا اضطرت أطقم المقاتلات الإسرائيلية إلى التخلي عن طائراتها بسبب نيران مضادة للطائرات من إيران، أو نقص الوقود، أو مشاكل فنية، أو حادث، فقد يتم الاستيلاء عليها على الأراضي الإيرانية، مما قد يُلحق ضررًا بالغًا بالروح المعنوية الوطنية الإسرائيلية. ومن المشاكل الأخرى أن سلاح الجو الإسرائيلي لا يمتلك قاذفات ثقيلة؛ وبالتالي، فإن مقدار الضرر الذي يُمكن أن يُلحقه محدود. وهذا أيضًا قيد كبير في حرب مطولة. إذا استمرت الحرب، سيحتاج سلاح الجو الإسرائيلي إلى مجموعة متنوعة من القنابل. التقى مؤخرًا المدير العام لوزارة الدفاع الإسرائيلية، العميد المتقاعد أمير برعام، مع رؤساء كبرى الصناعات الدفاعية وكبار المسؤولين في الوزارة. وناقشوا تسريع إنتاج الذخائر الأساسية اللازمة لحملة عسكرية طويلة. ومع ذلك، هناك حدود لكمية القنابل وموادها الخام التي يمكن إنتاجها أو استيرادها. ينطبق وضع مماثل على منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية، التي قد تواجه نقصًا في صواريخ "آرو" إذا استمرت الحرب. وحتى مع كل المساعدات الأمريكية في هذا المجال، قد تواجه إسرائيل نقصًا حادًا في الذخائر.


وكالة أنباء براثا
منذ 3 ساعات
- وكالة أنباء براثا
طرد أكثر من 20 موظفا في وزارة العدل الأمريكية لتطهير خصوم ترامب السياسيين!
ذكر موقع "أكسيوس" بأن المدعية العامة بام بوندي فصلت أكثر من 20 موظفا في وزارة العدل عملوا على قضايا تتعلق بأعمال الشغب بمبنى الكابيتول يوم 6 يناير وكيفية تعامل ترامب مع وثائق سرية، إذ تُعد عمليات الفصل هذه جزءا من عملية تطهير واسعة النطاق تهدف إلى تطهير وزارة العدل من المحامين وموظفي الدعم الذين شاركوا في تحقيقات مستشار خاص للتحقيق في أحداث 6 يناير وتحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي في تعامل دونالد ترامب مع وثائق حكومية سرية. وبهذه الإجراءات الجديدة، يصل إجمالي عمليات الفصل المتعلقة بسميث إلى حوالي 35، وقد يواجه حوالي 15 آخرين الفصل من الخدمة. كما أفادت "رويترز" ليلة الجمعة أنه تم تسريح تسعة موظفين، لكن مصادر أكسيوس قالت إن العدد كان 20، ويمكن في النهاية تسريح ما يصل إلى 37 شخصا من مكاتب في واشنطن وفرجينيا وفلوريدا وأجزاء أخرى من البلاد. وذكر مسؤول في وزارة العدل إن العشرين الذين تم فصلهم يوم الجمعة شملوا محامين وموظفي دعم ومسؤولين أمريكيين. وقبل تولي بوندي منصبها، طرد 14 مسؤولا آخر مرتبطا بسميث. وتم تحديد هوية الموظفين في تحقيق داخلي أجرته مجموعة تابعة لبوندي، والتي أنشأتها بعد توليها المنصب بفترة وجيزة كجزء من جهودها لتطهير خصوم ترامب السياسيين المتمرّسين. وليس من الواضح عدد الموظفين المتبقين، والذين يتراوح عددهم بين 15 و17 موظفا الذين سيتم فصلهم كجزء من مراجعة داخلية. وكانت إقالات بوندي السابقة للمدعين العامين والموظفين مثيرة للجدل إلى حد كبير. ودافعت بوندي عن قراراتها مؤكدة أنها تقوم بإزالة المدعين العامين الذين كانوا سياسيين للغاية في ملاحقة ترامب، المنافس الرئيسي للرئيس جو بايدن آنذاك. وقبل توليها منصبها، توقع منتقدوها أنها ستكون "الشخصية المحورية" لترامب في وزارة العدل. وفي ذات الصدد، قال مسؤول في الإدارة: "نراجع ونتأكد.. بعض هؤلاء الأشخاص كانوا متورطين في عمليات تجسس، ونحن بصدد العثور عليهم واتخاذ قرار". وبحسب "أكسيوس"، خططت بوندي في البداية لعمليات الفصل في وقت سابق من هذا الأسبوع لكنها تأجلت بسبب تعامل إدارة ترامب مع التداعيات الداخلية لإعلانها أن جيفري إبستين لم يكن لديه "قائمة عملاء" من المشاهير، وأن وفاته في زنزانته في سجن مدينة نيويورك عام 2019 كانت انتحارا، وليست جريمة قتل. فيما فاجأ الإعلان عن إبستين العديد من المؤثرين في حركة "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا"، والذين يقولون إن هناك المزيد مما يجب معرفته عن وفاة الممول والمتاجر بالجنس، وكانوا يتوقعون أن يفي ترامب وبوندي بوعودهما بالكشف عن أسرار فاضحة من ملفات إبستين الحكومية. كما أدى ذلك إلى صدام يوم الأربعاء بين بوندي ونائب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي دان بونجينو، الذي روّج لنظريات مؤامرة إبستين وكان مستاء من طريقة تعامل بوندي مع إعلان إبستين. وتمثل الإقالات تصعيدا آخر للتحركات التي تحطم القواعد والتي أثارت القلق بشأن تآكل استقلالية وزارة العدل عن البيت الأبيض. ومن الجدير بالذكر أنه وفي الـ 6 من يناير 2021، تجمع آلاف من أنصار ترامب في واشنطن للتنديد بنتيجة انتخابات 2020، التي شهدت خسارته آنذاك، واقتحم حشد مقر الكونغرس الأمريكي "الكابيتول" مما أثار صدمة في العالم. واستمعت لجنة تحمل اسم "06 يناير" وتضم 7 ديمقراطيين وجمهوريين اثنين، في جلسات استمرت أشهرا إلى أكثر من ألف شاهد من بينهم اثنان من أبناء الرئيس دونالد ترامب ودققت في 140 ألف وثيقة لتحدد بدقة مسؤولية ترامب في هذا الحادث الذي هز الديمقراطية الأمريكية. ورأى مؤيدو هذه اللجنة أن عملها ضروري لضمان عدم تكرار واحد من أحلك الفصول في تاريخ الولايات المتحدة. لكن غالبية الجمهوريين استنكروا عمل هذه المجموعة من البرلمانيين معتبرين أنها "حملة اضطهاد".


ساحة التحرير
منذ 10 ساعات
- ساحة التحرير
طريقة إنزال القط من الشجرة!عمار يزلي
طريقة إنزال القط من الشجرة! عمار يزلي فيما تتوالى ضربات المقاومة في غزة ضد فلول 'عربات جدعون' الخرافية، وتتباكي أمهات المجرمين في حق شعب أعزل توّاق لحريته وأرضه ومستعد للنزال إلى آخر حجر، يبدو الخلاف قويا بين إدارة البيت الأبيض ورئيس وزراء الكيان بشأن طريقة الصفقة والحل مع الجيران، الذي يعني 'التطبيع'. الزيارة الأخيرة لنتن ياهو للولايات المتحدة ولقاءه الثاني مع ترامب خلال 24 ساعة، يؤكد أن ترامب يستعجل حلًّا في غزة عبر صفقة شاملة ولو على شكل مرحلتين: وقف إطلاق نار مؤقت يمهد لوقف إطلاق نار دائم. هذا المسار، لا يرى فيه نتن ياهو، وهو مكبَّل اليدين والقدمين من خلاف بحبال أهدافه المعلنة المبالغ فيها، والتي لا يستطيع التراجع عنها بسهولة بعد كل هذه الخسائر التي لحقت بكيانه في كل من حرب غزة ولبنان وإيران، وعليه أن يجد مخرجا وسلّما غير مكشوف العتبات، للنزول من على الشجرة من دون أن يتفطن جمهوره من اليمين واليسار والمستوطنين، وهذا في حد ذاته حلمٌ آخر، لكابوس مشهور في وجهه. رئيس وزراء الكيان، في وضع لا يحسد عليه: إما قبول الصفقة كما تريدها المقاومة، وبالتالي خسارته للحرب ولكرسيه ولتحالفه ولمستقبله السياسي برمّته، وانتحار فظيع له، أو أن يقبل بحل وسط في صيغة لا رابح ولا خاسر التي تحاول إدارة ترامب أن توفّرها له في شكل رابح بالنقاط وليس بالضربة القاضية، كون مطلب نتن ياهو بتجريد المقاومة من سلاحها بات وهمًا أمام الجميع، بما فيهم الولايات المتحدة وحتى نتن ياهو نفسه، خاصة بعد الضربات الموجعة للمقاومة في الدقائق الأخيرة من نهاية المواجهة. الولايات المتحدة والوسطاء، يعملون على حل خلافات تقنية، يبدو أنها تنال موافقة الجميع، لكن مسألة نزع السلاح، تبقى الخط الأحمر الأكثر قوة وإصرارا عليه من طرف المقاومة، حتى ولو قبلت حماس أن تترك الساحة السياسية لسلطة محلية توافقية، لكن السلاح خط أحمر في ظل احتلال الكيان وعدوانه، وفي ظل قانون دولي يبيح للمقاومة الدفاع عن نفسها في ظل الاحتلال. هذه النقطة بالذات هي حجر عثرة في طريق أي تسوية سريعة. ذلك أن كل أحلام نتن ياهو وتصوراته وادعاءاته بأنه سيحقق 'النصر المطلق'، ليس على صعيد غزة والضفة فحسب، بل ضمن جغرافيا الشرق الأوسط كله، باتت أمام المحك بعد أن فشلت كل مخططات التهجير والترويع والتجويع والإبادة أمام شعب يفضِّل الموت على ترك الأرض ورفع الراية البيضاء. هذه القناعة وصل إليها الراعي الأمريكي، كما وصل إليها نتن ياهو ذاته، إنما المكابرة، والبحث عن البقاء في السلطة إلى آخر جندي ومستوطن صهيوني، ولو عبر إشعال المنطقة كلها، يجعل رؤية ترامب المتماهية تماما مع المشروع الصهيوني، تتعارض في طريقة الإخراج. وهذا ما يجعل ترلمب يضغط على نتن ياهو، ليس حبا فيه، بل خوفا على الكيان من رئيس وزراء، كبَّل نفسه بأغلال الوهم اليميني المتطرف المتمسك به والماسك له في السلطة على حين. هذا الحين، هو ما يحاول نتن ياهو اللعب عليه، ولو أدى ذلك إلى إفساد مشروع ترامب في المنطقة من تسويات وتطبيع وصفقات مع العرب خوفا من التنين الصيني والدب الروسي، ودعما لاقتصاده الذي بدأ يتأثر بما اقترفت يداه من حرب اقتصادية على العالم بأسره. التعارض في الطريقة لا في الأهداف، ونتن ياهو بات حجرا في حذاء ترمب، وقد نشهد تحولات قريبة، تسمح بإنزال 'القط العالق من فوق الشجرة'. 2025-07-12 The post طريقة إنزال القط من الشجرة!عمار يزلي first appeared on ساحة التحرير.