
أسباب اختلاف المواقف من إيران في حربها مع الكيان الصهيوني
وقبل الخوض في هذا الموضوع لابد من التذكير بأن كل اختلاف في المواقف أوفي الآراء ، أوفي القناعات ، أو في وجهات النظر لا بد فيه من ثلاثة أطراف لا رابع لها : طرف مؤيد ، وآخر معارض ، وثالث محايد أو غير منحاز إلى هذا أو ذاك ، كما يحدث ذلك على سبيل المثال في المحافل الدولية ، ونذكر منها مجلس الأمن الدولي أو الجمعية العامة أو كما يحدث أيضا في برلمانات الدول حين يقع التصويت بين الفرقاء على بعض القرارات ، فتكون النتيجة إما التصويت بأغلبية لصالحها أو ضدها أو الامتناع عن التصويت تعبيرا عن الحياد أوعدم الانحياز ، وغالبا ما يعتبر الطرف الخاسر الامتناع عن التصويت موقفا خادما لمصلحة الطرف الرابح .
ولا يمكن أن يشذ الموقف العربي والإسلامي من إيران في حربها مع الكيان الصهيوني عن هذه القاعدة بحيث تعاطف معها طرف ، ورفض ذلك ثان ، والتزم الحياد وعدم الانحياز طرف ثالث .
أما الطرف المتعاطف فقد رأى أن ذلك من الواجب الديني باعتبار الحرب دارت بين مسلمين وكفار، وأن الإيرانيين خاضوها تأييدا للقضية الفلسطينية، وهي قضية دينية أو عقدية قبل أن تكون قضية سياسية ، فضلا عن كونهم ضحايا العدوان الصهيوني المباغت عليهم حيث كان هو المبادر بالهجوم ،متجاهلا القوانين الدولية التي داس عليها مستخفا بها ، هو والولايات المتحدة التي أعطته الضوء الأخضر للهجوم على دولة ذات سيادة ،وشاركته أيضا في عدوانه عليها دون الرجوع إلى قرار دولي صادر عن مجلس الأمن معتبرة نفسها طرفا يسد مسد هذا المجلس في وقت يمر فيه العالم بفوضى ، وبتعطيل القانون .
ولقد انتقد المتعاطفون مع إيران غير المتعاطفين معها خصوصا من المسلمين السنة ، وذهب بعضهم إلى تخوينهم ،و اتهامهم بخذلان مسلمين شيعة ، والشماتة بهم ، بل أكثر من ذلك اتهامهم بالردة ، والخروج من ملة الإسلام … إلى غير ذلك من النعوت القدحية .
وأما الطرف غير المتعاطف، فقد برر موقفه بكون النظام الإيراني الشيعي لا تختلف دمويته عن دموية الكيان الصهيوني، وذلك اعتبارا ما ارتكبه من جرائم إبادة جماعية في حق آلاف المسلمين السنة بكل من العراق، وسوريا ،واليمن ، وهي إبادة جماعية لا تختلف في شيء عن الإبادة الجماعية التي ارتكبها ولا زال يرتكبها الصهاينة في حق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ، وفي مناطق من الضفة الغربية. ويرى غير المتعاطفين مع إيران أيضا أنها ترتزق بالقضية الفلسطينية من أجل إنجاز مشروعها الشيعي التوسعي في المنطقة العربية ، وهو مشروع لا يختلف عن المشروع الصهيوني التوسعي فيها أيضا . وفضلا عن ذلك يرى غير المتعاطفين معها أن المذهب الشيعي الإمامي الذي تعتمده إيران يتعمد الإساءة إلى المشاعر الدينية لأهل السنة بشكل صريح لا غبار عليه ،من خلال ما يلقنه مرجعياتهم لعوامهم من تكفير، ولعن ،وسب، وشتم ، وتجريح للخلفاء الراشدين أبي بكر، وعمر ، وعثمان رضي الله عنه ، مع الطعن في عرض أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها ، والنيل من حفصة بنت عمر … إلى غير ذلك من تكفير، ولعن ، وسب وتجريح سواد الصحابة رضوان الله عليهم باستثناء قلة قليلة تعد على رؤوس الأصابع . وهذا وحده سبب كاف للامتناع عن التعاطف مع إيران نظرا لقيمة هذه الشخصيات المقدسة عند المسلمين السنة، والتي تتعرض للإساءة العلنية عبر وسائل الإعلام ، ووسائل التواصل الاجتماعي . ولقد كان من المفروض أن تنتهي المراجع الشيعية عن تحريض العوام من أتباعها على هذا الاعتداء السافر على مشاعر المسلمين السنة ، وهو يسبب كراهيتهم للشيعة ، علما بأن أهل السنة ليس من اعتقادهم ، ولا من سلوكهم ، ولا من أخلاقهم لعن أو سب يقابل لعن وسب الشيعة للخلفاء الراشدين الثلاثة ، ولا يمكن أن يزايد الشيعة على السنة في حب آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم مقدسون عندهم ويصلون عليهم في تشهدهم عقب الصلوات الخمس ، وفي كل أدعيتهم افتتاحا ، واختتاما . ومعلوم أيضا أنه ليس من خلق المسلم أن يكون لعانا أو طعانا أو مفحشا كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم . ومعلوم كذلك أن التكفير واللعن إما أن يكون المكفَّر والملعون مستحقا لهما وإلا باء بهما المكفِّر واللاعن .ولا يقتصر لعن وسب الشيعة على الخلفاء الراشدين الثلاثة ، وأمهات المؤمنين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، وسواد الصحابة ، بل يشمل كل المسلمين السنة لمجرد اختلافهم معهم في عقيدة يرونها منحرفة ومتطرفة ، ومفرقة لصف المسلمين . وكيف ينتظر من المسلمين السنة والحالة هذه أن يتعاطفوا مع إيران الشيعية في حربها مع الكيان الصهيوني ، علما بأن عدم تعاطفهم معها لا يمكن بحال من الأحوال أو بذريعة من الذرائع أن يفسر مزايدة عليهم بأنه تعاطف مع الكيان الصهيوني ، بل لقد كان موقفهم واحدا من إيران ومن الكيان الصهيوني على حد سواء ، وهو ما يعكسه دعاء : » اللهم اشغل الظالمين بالظالمين » على اعتبار أن الإيرانيين كالصهاينة أهدروا دماء الآلاف من المسلمين السنة ظلما وعدوانا بناء على معتقدات تجرمهم بغير جرم اقترفوه مع أن شرع الله عز وجل هو ما تضمنه قوله تعالى: (( ألا تزر وازرة وزر أخرى وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يُرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى )) ، وقوله أيضا : (( اليوم تجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب )) .
وفي نظر غير المتعاطفين مع إيران أيضا أنها تتاجر ، وترتزق بالقضية الفلسطينية من أجل مصالحها السياسية إذ كيف تعم اللعنة عند الشيعة عموم المسلمين السنة ، بينما يستثنى منهم السنة في فلسطين بمن فيهم أهل غزة ؟ وتأييد الشيعة لهؤلاء لا يمكن أن يسقط جرائمهم التي نالت من أبرياء في العراق، وسوريا، واليمن أو تكفرها .
وفضلا عن ذلك لا يخلو سلوك إيران من مواقف عدائية تجاه بلدان عربية سنية كما هو الشأن بالنسبة للمغرب على سبيل المثال لا الحصر حيث انحازت إلى موقف الجزائر المعادية لوحدته الترابية للمغرب ، وقد تورطت إيران في هذا الصراع ، وحشرت أنفها فيه، وأمدت الجزائر والانفصاليين من عصابات البوليساريو بأسلحة . فهل هذا سلوك إسلامي ؟ وهل يدعو الإسلام إلى الوحدة أم يدعو إلى التفرقة ، وإلى تمزيق أوصال الأوطانه الإسلامية ، وإلى بث الصراعات فيها بين الأشقاء ؟ ولا بد من التذكير بأن مشكل الصحراء المغربية كان من صنع الاتحاد السوفياتي الشيوعي سابقا الذي كان يتنافس مع الامبريالية الأمريكية والغربية الأوروبية على مناطق نفوذ في الوطن العربي ، وهو من حرض النظام الجزائري الموالي له إيديولوجيا على اختلاق هذا الصراع في المنطقة ، وهو صراع عانى منه الشعب المغربي كثير طيلة عقود ، وكلفه تضحيات جسيمة مادية ومعنوية في الأرواح والأموال ، فلماذا انحشرت إيران في هذا الصراع المفتعل في قضية وحدة ترابية لا غبارعليها بشهادة التاريخ ، وبشواهد بيعة محررة في أزمنة سابقة، ولا يمكن الطعن فيها .
وكيف ينتظر من المغاربة السنة أن يتعاطفوا مع إيران الشيعية وهي ضد وحدتهم الترابية ؟
أما الطرف الذي لزم الحياد في هذه القضية ، فهو إما قصد التكتم على التعاطف مع إيران ، أو قصد التكتم على عدم التعاطف معها تجنبا للوم أو العتاب منها أو من غيرها ، ولا ندري هل ستعتبره إيران ومن تعاطفوا معا موقفا يخدم مصلحة الكيان الصهيوني على حسابها وهو أمر متوقع كما سبق ذكره في بداية هذا المقال ؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


لكم
منذ 2 ساعات
- لكم
تأييد الإدانة في حق الصحافي المهدوي.. تضامن واسع واستنكار للتضييق على حرية التعبير
خلف قرار محكمة الاستئناف بالرباط، أمس الاثنين، تأييد الحكم الابتدائي الصادر في حق الصحافي حميد المهدوي بالحبس النافذ والغرامة، موجة من الاستنكار والتنديد، إلى جانب حملة من التضامن مع الصحافي الذي باتت تحيط به شكايات وزير العدل عبد اللطيف وهبي من كل جانب. ومباشرة بعد النطق بالحكم، الذي ثبّت على المهداوي سنة ونصفا من الحبس النافذ وتعويض بقيمة 150 مليون سنتيم لوزير العدل، عجت مواقع التواصل الاجتماعي بتدوينات تعبر عن الأسف إزاء هذا الحكم القاسي، وتعرب عن التضامن المطلق مع المهدوي، الذي توبع بالقانون الجنائي عوض قانون الصحافة والنشر. وقال المحامي مراد زيبوح إن الحكم شكل 'صدمة لكل المؤمنين بوطن يسع الجميع، وطن رحيم، وطن حرية التعبير، وطن حرية الصحافة والنشر، وطن يسير ببطء نحو الديمقراطية أو هكذا كنا نعتقد.. حميد أنصفه حضور أكثر من 100 محام ونقيب من مختلف الهيئات في قاعة المحكمة التي كنت أشاهد داخلها معتقلي تزمامرت ومعتقلي العدل والإحسان والنهج وضحايا التشهير من حقوقيين وأكاديمين ونواب حزب اليسار وغيرهم حاضرين لدعمه… وخارج القاعة كنت ألتقي مع عدد كبير من جمهوره يدعوا له بالفرج وإلغاء الحكم بالاستئناف، والبعض يدعوه للهروب من الوطن، لكنه كان يسخر من المقترح…'. وكتبت لطيفة البوحسيني الأستاذة الجامعية والناشطة الحقوقية 'أتضامن مع الصحفي حميد المهداوي لكل الأسباب التي يعرفها القاصي والداني.. وأتضامن معه لأنني أتوجس من أنه سيأتي علينا يوم لن يبقى هناك مع من سنتضامن'. وأضافت البوحسيني في تدوينة 'هذا الصحفي عارك بكل ما أوتي من قدرات تفاوضية للحفاظ على بصيص ضوء في عتمة دامسة لا يبدو أنها مستعدة للتواري.. حميد المهداوي، آخر الطيور المغردة التي سيفتح منعها الباب نحو المجهول الذي لا يعلم إلا الله وحده الدرك السحيق الذي سنجد أنفسنا في عمقه'. ومن جهته نبه الكاتب المغربي ياسين عدنان إلى أنّ الضرب على أيدي العقلاء بهذه القسوة العمياء، وتكميم أفواههم بهذه الطريقة الرّعناء، ليس في مصلحة أحد، بل إنه سيفتح الباب واسعًا أمام المزيد من السخط، والعَتَه، والعماء. وعبر عدنان عن تضامنه مع المهداوي، وكتب 'مثل عموم المغاربة، ظللت أتابعُ بتعاطفٍ شديد أطوارَ محاكمة الصحافي حميد المهدوي ناشر موقع بديل. والحقيقة أنّ المهدوي نجح في تقريب المغاربة من تُهَم 'السّبّ والشّتم والتّشهير' الموجَّهة إليه؛ فقد بسطها أمامهم تهمةً تهمةً، أعاد نشرها، حلّلها، وفكّك عناصرها، كشف عن خلفياتها، وكيّفها قانونيًّا بما يفضح طابَعها الموجَّه، قبل أن يدحضها دحضًا… كما نقل إلينا أجواء محاكمته جلسةً جلسةً، وكان يترافع عبر فيديوهاته بمساجلات دقيقة، رصينة، ومتّزنة، نفذت إلى عقول المغاربة قبل قلوبهم، وجعلتهم يتعاطفون معه، وينظرون بريبة واستياء إلى من حاصروه بتُهَمِهم المتهافتة، مُصرّين على ملاحقته، في مسعى لخنق الصحافة المغربية الحرّة، وإصابتها في مقتل'. وبدوره، كتب حسن اليوسفي المغاري الباحث في الإعلام 'الصحافي المهني حميد المهداوي، مدير موقع 'بديل'، يُؤدى به إلى سنة ونصف من السجن النافذ، ويُغرّم بـ 150 مليون سنتيم، لأن صوته اختار أن يقول 'لا' حيث يُنتظر منه الانحناء والتصفيق.. إنها رسالة موجهة لكل من يعتقد أن الصحافة مهنة بحث عن الحقيقة، لا عن الولاء.. لو تحوّل المهداوي إلى أحد 'المؤثرين' الذين يبيعون التفاهة على المباشر، أو إلى مُهرّج يُتقن تلميع الأحذية بالكلام، لأغدقت عليه الإعلانات، وتُوّج في المهرجانات، وكرّمه أصحاب 'التواصل المؤسساتي'… لكنه اختار أن يكون صحافيا مهنيا، لا 'صَال غوطاً salgot'. وأضاف في تدوينة 'الحكم الصادر إعلان واضح بأن السلطة تريد صحافة مِطواعة، تُجيد 'فنّ التبجيل' أكثر مما تُجيد فن الاستقصاء والنبش في الحقائق والبحث في الملفات وتحليل البيانات وفضح الخروقات… نحن نُعاقب على الرأي لا على الجريمة، ويُكافأ فيه الصمت والتطبيل، وتُطارد فيه الحقيقة كأنها جريمة منظمة'. وتفاعلا مع الحكم، دون الإعلامي سمير شوقي 'لا يمكن لصحافي يعبر عن آراء معارضة ومزعجة، وإن اعتبر البعض أسلوبه مستفزا، أن يشكل أدنى تهديد للمملكة المغربية الضاربة في التاريخ. حميد المهداوي المعرض اليوم للسجن والإفلاس لأن كلماته تزعج، ما فتيء يعبر عن تشبته بثوابت الأمة وارتباطه بهموم الوطن. بعد ربع قرن وأزيد ستتذكر الأجيال من سيلاحقهم هذا العار الذي لن ينمحِ وستظل أسماؤهم عالقة في سجلٍ تعرفون لونه!'. وكتب عمر الداودي عضو هيئة دفاع المهدوي الذي حضر الجلسة 'شخصياً كنت أتوقع الحكم نظراً لرفض المحكمة كل الطلبات الأولية والدفوع الشكلية، والتي كانت وجيهة.. تم رفض استدعاء وزير العدل، وتم رفض عرض الأشرطة، وتم رفض استدعاء السيد اوزين أحرضان…، أما الدفوع الشكلية والإخلالات المسطرية فتم رفضها جملة' . وزاد 'لقد استبشر الجسم الصحافي والحقوقي بسن قانون للصحافة خالٍ من العقوبات السالبة للحرية، ولكن الممارسة العملية أثبتت أن استبعاد قانون الصحافة وتطبيق القانون الجنائي هو الوسيلة التي تنهجها النيابات العامة لإعدام مقاولات إعلامية لها مكانتها في المشهد الإعلامي.. للأسف'. وقررت استئنافية الرباط، أمس الاثنين، تأييد الحكم الابتدائي الصادر في حق المهدوي على خلفية شكاية تقدم بها وزير العدل عبد اللطيف وهبي ضد مدير نشر موقع 'بديل'، اتهمه فيها بنشر ادعاءات ووقائع كاذبة بهدف التشهير بالأشخاص، والقذف، والسب العلني، وذلك خلال مناقشته للملف المعروف إعلامياً باسم 'إسكوبار الصحراء'، وهي شكاية من أصل خمس شكايات تقدم بها وهبي ضد المهدوي. وقد رفض الوزير التراجع عن شكايته رغم كل المناشدات الموجهة له، معتبرا أن الشكاية والتعويض المالي الكبير الذي طالب به، أمر مشروع لأن 'المهداوي' مس بكرامته. وكان المهداوي قد قضى عقوبة سابقة بلغت ثلاث سنوات سجنا نافذا، إثر اتهامه بعدم الإبلاغ عن جناية تمس أمن الدولة، وذلك على خلفية تغطيته الإعلامية للحراك الذي شهدته منطقة الريف في سنة 2018.


لكم
منذ 7 ساعات
- لكم
يَا حَسْرَةً عَلَى الْمَخْدُوعِينَ بِإِيرَانَ!!
ظل العالم الحر، بمسلميه، ومسيحييه، ويهودييه، وكافة أجناسه، وإثنياته، يساند قضية الجريحة غزة العزة، من منطلق الإنسانية المشتركة، بعيدا عن المصالح، والحسابات الضيقة، خلا نظام الملالي بإيران الذي كان يرتب نصرتها على مصالح قومية خاصة، وأيديولوجية محددة. فلم يكن أبدا يسعى لهذه النصرة من منطلق الدين، ولا الإنسانية، ولا المصير المشترك مع السنة باعتبارها القضية المركزية الأولى للأمة الإسلامية. فدولة الملالي لم تكن يوما على مشترك مع العالم الإسلامي السني، حتى حينما التقت المصالح على نصرة القضية. وقد ظلت تتحرش بأدرعها العسكرية بالمنطقة (أنصار الله وحزب الله) بالكيان المغتصب، في محاولة للتمويه على حقيقة المشروع الصفوي التَّصْفَوِي الخطير الذي تأسَّسَ، على مَهْل، في دولة الملالي، وأخذ يستقطب، عبر البروباغندا العسكرية المقاوِمة، جمهورا سنيا معتبرا عبر الربوع، حتى بلغ الأمر بحركات إسلامية، في حالة بلاهة وانخداع، تصدر بيانات تأييد ومساندة لهذا التوغل الذي بدأته أدرع إيران العسكرية في المنطقة؛ في اليمن، وجنوب لبنان، وشيئا ما في العراق. وأصبحنا نسمع عن إشادات بهذا المشروع 'الجهادي' من جماعات تائهة، شاردة، بحجة غياب البديل من أهل السنة للنصرة والتأييد. كل هذا ظل حُمًى سارية في مفاصل حركات المقاومة، ومناهضي التطبيع، حتى نطَّت من القمقم الحرب الكارتونية الأخيرة بين الدولة اللقيطة، وإيران، والتي انتهت قبل أن تبتدئ، وانتهت قبل أن تحقق شيئا مما أمِله العدو من سحق البرنامج النووي الإيراني. وهو الذي لم يتحقق له حتى مع الضربات الأمريكية لمفاعلات تخصيب اليورانيوم. لتتوقف الحرب، فجأة، بعد أن أمِل بعض المخدوعين في نهاية مرتقبة لإسرائيل، وفي نصرة للقضية الأولى للمسلمين، وانتقام لغزة وأهلها، وتوقف نهائي للحرب بها، ووو…. لكن الجميع يتفاجأ، خصوصا من خدع بإيران ومشروعها المقاوم، أن 'القضية' والحرب بغزة، في الحرب الأخيرة، لم تكن من أولويات نظام الملالي، ولا من أجنداته العسكرية. وأن ضربات هذا الأخير كانت فقط ردات فعل على ضربات العدو ليس غير. وأن غزة المسكونة في وجدان أحرار العالم، غير ذات أهمية، عند هذا النظام الذي لا يرى في القدس، وغزة، وفلسطين، عموما، إلا أرضا مقدسة صالحة للمد الشيعي الصفوي، في أفق التوسع أكثر نحو الحرمين الشريفين لإتمام رسالة الشيعة الأوائل، التي لم تبلغ مبلغها مع فصائل التشيع المنحرف، فَرَطِ الاثنا عشرية. ولا أدل على ذلك أنه لو كان توقيف الحرب بغزة ضمن مشروع الملالي لجعلوا ذلك شرطا لتوقيف هذه الحرب مع الدولة الصهيوينة، ولوضعوا على طاولة التفاوض السرية مع البيت الأبيض شرط توقيف هذه الحرب المجرمة، وإدخال المساعدات لغزة. لكن لا شيء من هذا كان حاضرا في أجندة الملالي، ليعلم الجميع أن همَّ إيران الملالي هو مصالحها فقط، وكل ما ينضح على سطح الصراع ما هو إلا ألاعيب للتمويه على حقيقة المشروع الشيعي العالمي في التمدد والاحتلال. إنه مشروع خطير يتمدد عبر العالم الإسلامي، ويؤيده الغرب، لعلمه أنه المشروع المُخلِّص من الإسلام السني المهدِّد لوجوده في المنطقة، والذي تمثله حركات المقاومة السنية، والحركات الإسلامية الممانعة. فهو المشروع الذي يرى فيه الغرب الصليبي الأداة المثلى للقضاء على الإسلام وروحه والتشكيك في مرتكزاته الاصيلة، من خلال نشر شبهات حول الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم – والقرآن، وأمهات المؤمنين، والصحابة، والتابعين، قدوات المسلمين. وهو الأمر الذي لم ينجح فيه الغرب خلال معركته الحضارية الطويلة ضد المسلمين، عبر الحروب الصليبية، والاستشراق، والدراسات الدينية التي تُعنى بفقه الأديان،.. وما شاكل. ويأمل، اليوم، أن ينجح فيه مع نظام الملالي المشوِّه للإسلام وروحه. لأجل هذا، لن نستغرب إذا علمنا أن إيقاف الحرب الأخيرة، بهذه السرعة، لم يكن لسواد عيون الدولة الصهيونية فقط، بل كذلك، وهذا أهم، لبقاء هذا النظام الشيعي التوسعي غصة في حلق العالم الإسلامي السني الذي يعلم الغرب أن القضاء على إسلامه، وتشويه عقيدته، لن يكون إلا من الداخل. ولن يجدوا أفضل من هذا النظام الشيعي، الصفوي، للقيام بهذه المهمة 'الحضارية' الكبرى. لذلك لزم استمراره غصة في قلب العالم الإسلامي، كما اللقيطة، سواء بسواء !!!. وكل تغييب لهذا البعد الحضاري في الصراع، ضمن أي محاولة للقراءة الاستراتيجية لتداعيات الحرب الأخيرة، سيترك بياضات، وأسئلة دون أجوبة، مما سيفضي إلى خلاصات ونتائج ناقصة. مهما برع خبراء الاستراتيجية السياسية والعسكرية في تقليب الحدث من مختلف زواياه، ومحاولة حصر هذه الحرب في تحرشات وردود فعل طارئة. فبقاء نظام الملالي هو مشروع صهيو- أمريكي، وإن بدا، خلاف ذلك، لبعض المخدوعين المصدقين لتصريحات ترامب والنتن ياهو بالقضاء عليه. فما يجري في الغرف المغلقة، والسراديب المظلمة، لا يعلمه إلا الخالق تعالى. وإلا، فلْيخبرنا هواة التحليل الاستراتيجي، والجيوسياسي، عن سبب ضرب أمريكا في قطر، وليس في البحر، وعن صمت قطر، واعتذار إيران، وتدخل قطر والسعودية والإمارات لدى أمريكا للضغط على إسرائيل وإيران لتوقيف الحرب يين إيران وإسرائيل وليس في غزة السنية(!) ، واعتذار أمريكا لإيران في السر، وتهديدها في العلن،.. وغيرها من الألغاز السياسية، كيف نجمع بيننا لنفهم شيئا من هذا الخضم المُركَّب إن لم يكن خلف الأَكِمَّة شيئا من حتى؟!!.


البوابة الوطنية
منذ 7 ساعات
- البوابة الوطنية
افتتاح المؤتمر الدولي حول دور هيئات الجمارك في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية
الاثنين 30 يونيو 2025 شارك السيد الوزير محمد المهدي بنسعيد في افتتاح المؤتمر الدولي حول دور هيئات الجمارك في مكافحة الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، الذي نظمته منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، حيث أكد أن حماية التراث الوطني تمثل أولوية كبرى للمملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله. وأبرز السيد الوزير خلال كلمته أن المغرب يعمل على تقوية قدرات العاملين في الميدان، وتطوير التشريعات والآليات العملية لمواجهة ظاهرة التهريب والاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، كما شدد السيد بنسعيد على أن هذا المؤتمر يشكل منصة أساسية لتبادل الخبرات والتجارب بين مختلف الفاعلين، وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي في مجال حماية التراث الثقافي. وأكد التزام المغرب بالعمل المشترك مع كل الشركاء لحماية الهوية الحضارية وصون ذاكرة الشعوب من التهديدات العابرة للحدود.