
التكنولوجيا والجغرافيا السياسية الجديدة
لم تعد الجغرافيا السياسية اليوم تقتصر على الصراع التقليدي للسيطرة على الأرض، بل تحوّلت، كما يرى الكاتب والدبلوماسي البرتغالي برونو ماسايس، إلى صراع على بناء العوالم ذاتها. هذا ما يتناوله في كتابه الجديد «بُناة العالم: التكنولوجيا والجغرافيا السياسية الجديدة»، وهو محاولة فكرية طموحة لإعادة تعريف السياسة الدولية في عصر الذكاء الصناعي، والواقع الافتراضي، والحرب الإلكترونية.
انقلاب المفاهيم الجيوسياسية
ينطلق ماسايس من فرضية محورية تقول: إن القوى الكبرى لم تعد تكتفي بالسيطرة على الأراضي، بل باتت تسعى إلى ابتكار فضاءات جديدة ـ سواء سياسية أو رقمية أو ثقافية أو خيالية ـ تستطيع من خلالها فرض قواعدها على الآخرين. هذا ما يسميه الكاتب بـ«بناء العالم»، وهو مفهوم مستعار من أدبيات الخيال العلمي، يشير إلى أن من يمتلك قدرة تشكيل البنية التحتية للعالم الجديد، يمتلك السيطرة عليه.
تحت هذا المنظور، يعيد ماسايس قراءة أبرز أحداث العقد الأخير: من الحرب التكنولوجية بين الصين والولايات المتحدة، إلى جائحة كورونا، مروراً بالحرب في أوكرانيا، والأزمات المتكررة في الشرق الأوسط، وصولاً إلى التحولات المناخية المتسارعة. جميعها، برأيه، ليست سوى تجليات لصراع أعمق: من سيضع قواعد العالم القادم؟ ومن سيملك حق تعريفه؟
يقول عن ذلك: «حين نحاول فهم الجغرافيا السياسية المعاصرة، تتكشف أمامنا أنماطٌ لافتة. من بين أهم التطورات الحاسمة في السنوات الأخيرة كانت الحرب التجارية والتقنية بين الولايات المتحدة والصين، ثم، بعد ذلك بوقت قصير، الجائحة الكبرى. لقد تسببت هاتان الأزمتان معاً في زعزعة النظام العالمي من سباته الخيّر. لم تنهَر العولمة، لكنها تبدّلت في شكلها؛ إذ عادت الدول لتتصدر المشهد من جديد، وإن كانت لا تزال تتحرك ضمن مشهد عالمي مترابط يشبه الشبكات».
ويضيف: «جاءت الحرب في أوكرانيا لتُعمّق هذه الديناميكيات، عبر إظهار أن كل شيء يمكن تحويله إلى سلاح: الطاقة، الفضاء السيبراني، الاستثمارات، التكنولوجيا، التجارة، النظام المالي العالمي، العملات، التاريخ، الدين، بل وحتى الغذاء. وعندما نعود اليوم للنظر في حروب التكنولوجيا حول شركة هواوي والرد الأمريكي الذي اعتبره كثيرون بمنزلة بداية «قرن صيني»، ماذا نرى؟ كان الهلع يتعلق بفكرة المعايير التقنية والسباق نحو السيطرة على النظام العالمي».
يتوسّع الكتاب ليشمل فضاءات أخرى غير الأرض، حيث يركّز على الواقع الرقمي والافتراضي كمجالات جديدة للنفوذ الجيوسياسي. يتنبأ ماسايس بأن التنافس المستقبلي لن يكون حول من يملك الجغرافيا، بل من يملك الواقع نفسه: من يتحكم بالخوارزميات، ومن يضع قواعد التفاعل داخل البيئات الرقمية.
ومما يقوله عن ذلك: «لقد باتت السمات الأساسية للصراع الجديد على الهيمنة لا تُقاس جغرافياً بل تقنياً – فلم تعد المسألة تتعلق بالمحيطات أو الممرات الجبلية، بل بشبكات الاتصالات. وبات الرهان أعظم بكثير. وقد كانت استجابات الدول على مستوى هذا الرهان. لقد أطلقت التكنولوجيا ديناميكيات تنافسية حادة، لأننا دخلنا عصراً تعيد فيه القوى العظمى تشكيل العالم بنشاط. لقد أوجدت التكنولوجيا إمكانية أن يستيقظ المرء يوماً ما ليجد نفسه يعيش في «عالم صيني» أو«عالم أمريكي». وعلى الرغم من أن هذا التعبير قد يبدو غريباً للوهلة الأولى، فإنه تكرر كثيراً في الأعوام الأخيرة. وأنا أقترح أن نأخذه على محمل الجد، وبأقصى درجات الواقعية».
في هذا السياق، يصبح الذكاء الصناعي أكثر من مجرد أداة تقنية، بل يتحول إلى مفتاح رئيسي لإعادة صياغة النظام العالمي، تماماً كما كانت موارد الطاقة أو الأسلحة النووية عوامل حاسمة في القرن العشرين. من يتحكم في «عقل العالم الرقمي»، كما يسميه، سيكون هو المتحكم في إنتاج المعرفة، ونشر القيم، وتوجيه القرارات. ويبين الكاتب أنه لا يمكن لأي استراتيجية وطنية أن تتجاهل حقيقة أن الدول باتت تعمل الآن ضمن نظام عالمي أصبح مؤتمتاً بدرجة كبيرة، ويبدو بشكل متزايد قادراً على فرض النتائج، من خلال مكافأة أو معاقبة الجهات التي تفشل في فهم كيفية عمل هذا النظام.
يؤكد الكاتب أننا نعيش في عصر «ما بعد الطبيعة»، وهذا لا بد أن يُغيّر شروط التنافس الجيوسياسي. فعندما يكون خصمك منشغلاً ببناء عالم اصطناعي وتكنولوجي بالكامل قد يعيد تعريف واقعك أنت ذاته، تصبح الجغرافيا السياسية مسألة وجودية بل حتى «أنطولوجية» (مرتبطة بطبيعة الكينونة).
السياسة في عصر التخيّل التقني
ينطلق الكتاب بمقدمة تأملية بعنوان «تمهيد: بناء العالم»، يضع فيها المؤلف الإطار النظري العام لمفهومه الجديد حول السياسة الدولية كفعل إبداعي لا مجرد رد فعل. ثم ينتقل إلى مدخل موسّع بعنوان «مقدمة: الجغرافيا السياسية الجديدة»، يعرض فيه التحولات الجذرية التي طرأت على مفهوم النفوذ في عصر التكنولوجيا، حيث باتت القوة تقاس بقدرة الدول على تصميم بيئات رقمية، وسرديات سياسية، ومفاهيم سيادية بديلة.
يتوزع المتن الأساسي للكتاب على أربعة فصول تُبنى زمنياً حول محطات مفصلية في التاريخ الحديث: يبدأ بـ«الفصل الأول: عام 2018» الذي يُسلّط الضوء على البدايات المبكرة للانقسام الرقمي بين الشرق والغرب، ثم «الفصل الثاني: عام 2020» والذي يتناول تداعيات الجائحة الكبرى في تكريس مفاهيم السيادة الرقمية.
أما «الفصل الثالث: عام 2022» فيركّز على الحرب في أوكرانيا بوصفها أول حرب عالمية على أسس سيبرانية ورقمية. ويختتم بـ«الفصل الرابع: عام 2024»، حيث يتقاطع الذكاء الصناعي، والواقع الافتراضي، والمناخ في بلورة معالم النظام العالمي الجديد.
وفي القسم الختامي، يعيد ربط خيوط الفصول السابقة ضمن رؤية مستقبلية تُبرز تلاشي الحدود بين السلطة التقنية والسيادة السياسية. ويطرح سؤالاً جوهرياً: هل ستتمكن الدول الكلاسيكية من مواكبة هذا التحول الجذري؟ أم أن البشرية ستنقسم إلى عالمين: أحدهما تُشكّله القوى التقنية الكبرى، وآخر تحاول فيه المجتمعات الضعيفة التكيّف مع ما يُفرض عليها؟
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 7 ساعات
- صحيفة الخليج
«نقل أبوظبي» يحصد جائزتين ذهبيتين
حصد مركز النقل المتكامل التابع لدائرة البلديات والنقل، جائزتين ذهبيتين مرموقتين ضمن جوائز مجلس هارفارد للأعمال لعام 2025، عن فئة الاستدامة لمشروع «برنامج الحافلات الخضراء»، وعن فئة المساهمة المجتمعية لمشروع «نظام سلامة لإدارة عمليات النقل المدرسي»، وتم الإعلان عن الجوائز خلال مؤتمر الابتكار وتقنيات الذكاء الاصطناعي الذي استضافته الجمعية الملكية للفنون والصناعة والتجارة في لندن. ويجسّد «برنامج الحافلات الخضراء» التزام المركز بالتحوّل إلى وسائل نقل منخفضة الانبعاثات، إذ يسهم المشروع في تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون سنوياً، من خلال التوسع في تشغيل الحافلات الكهربائية وحافلات الهيدروجين، بما يدعم تحقيق مستهدف التحوّل إلى منطقة خضراء بالكامل بحلول عام 2050. أما مشروع «نظام سلامة لإدارة عمليات النقل المدرسي»، فيُعد نموذجاً متقدماً لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في النقل، حيث يركّز على حماية الطلاب وتعزيز السلامة خلال تنقّلاتهم اليومية.


الإمارات اليوم
منذ 8 ساعات
- الإمارات اليوم
خوارزميات «تشتت أسري».. تُغذي الخلافات وتُوصي بالطلاق
روى مستخدمون لتطبيقات ذكاء اصطناعي، تجربتهم خلال طلب استشارة زوجية من تلك التطبيقات، بعد وقوع خلافات مع شريك الحياة. وقالت سيدة إنها لجأت إلى تطبيق ذكاء اصطناعي طلباً لاستشارة زوجية بعد خلافات مستمرة مع زوجها، لكنها فوجئت بتوصية مباشرة بالطلاق، من دون تقديم خيارات بديلة أو مراعاة ظروفها الخاصة. وفي حالة أخرى، تواصلت امرأة مع تطبيق ذكي، إثر تعرضها لتعنيف لفظي وجسدي، فجاء الرد مقتصراً على حثها على جمع الأدلة والتوجه إلى الجهات القانونية، من دون توجيه أي دعم اجتماعي أو حلول أسرية. كما روت شابة أنها لجأت إلى التطبيق بعد خلاف مع خطيبها فدعم موقفها بالكامل، في حين استخدم خطيبها التطبيق نفسه لاحقاً لعرض روايته، فحصل بدوره على تأييد مماثل، ما أظهر ميل هذه الأنظمة إلى تبني وجهة نظر المستخدم الواحد من دون التحقق من تفاصيل الطرف الآخر أو تقديم تقييم متوازن. وأفاد متخصصون، بأن الاعتماد المفرط على هذه التطبيقات ربما يؤدي إلى قرارات متسرّعة وغير متوازنة، مثل الطلاق، نظراً إلى اعتمادها على المعطيات المقدمة فقط من دون طرح أسئلة متابعة أو إدراك للسياق الاجتماعي والديني، مؤكدين أن هذه النماذج تميل إلى تبني وجهة نظر مقدم الشكوى من دون مساءلة أو تحليل معمّق لدوافع الطرفين، ما يجعلها أداة قد تعزز الانحياز بلا قصد وتفتقر إلى التقييم العادل والمتوازن في معالجة الخلافات الأسرية. وأوضحوا لـ«الإمارات اليوم» أن هذه النماذج تختلف في قدراتها التحليلية وخصائصها التقنية، وتفتقر إلى الخبرة الإنسانية المطلوبة في معالجة الخلافات الزوجية، مؤكدين أن الحلول المؤتمتة لا تستطيع قراءة السياق العاطفي والاجتماعي للعلاقة، ولا تختصر مفاهيم، مثل الاعتذار والتسامح والاحتواء في خوارزميات مبنية على المنطق وحده، مشددين على أهمية التعامل الواعي مع الذكاء الاصطناعي، وعدم الاستغناء عن دور المستشارين المتخصصين الذين يملكون القدرة على تقديم حلول مرنة وإنسانية، تراعي الظروف وتحقق الإنصاف. وتفصيلاً، حذّرت استشارية التربية ومؤسسة مركز ارتقاء لتنمية المواهب والقدرات، هدى آل علي، من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي مصدراً للفصل في القضايا الأسرية أو حل الخلافات الزوجية، معتبرة أن استخدامها من دون وعي «قد يفتح أبواباً للخصام، ويؤدي إلى قرارات غير متزنة»، لاسيما في العلاقات الإنسانية المُعقدة. وأشارت إلى أن «الذكاء الاصطناعي أداة تعتمد على صيغة السؤال والطريقة التي يُطرح بها، وهو مجرد آلة تحلل ما يقدم لها من دون أن تراعي الخلفيات النفسية أو السياقات الاجتماعية أو الدينية»، موضحة أن هناك نساء يلجأن إلى تطبيقات، مثل «تشات جي بي تي» للحصول على حلول سريعة لمشكلات زوجية، ليجدن أنفسهن أمام توصيات قاطعة مثل الطلاق، ناتجة عن تحليل آلي لصوت غاضب أو نص غاضب، من دون فهم للموقف أو للطرف الآخر. وذكرت آل علي أن العلاقات الأسرية تحتاج إلى مرشدين بشريين من ذوي الخبرة، يفهمون الأبعاد النفسية والاجتماعية والثقافية، ويسعون إلى التهدئة لا التصعيد، ويتعاملون مع المشكلة بإنصاف، وليس عبر خوارزمية جامدة، وبيّنت أن أول ما يجب أن يتبادر إلى ذهن الفرد عند اللجوء إلى مصلح أسري هو مدى خبرته وكفاءته في حل الخلافات، والتساؤل عمّا إذا كان قد نجح سابقاً في التوفيق بين زوجين، بينما الذكاء الاصطناعي في المقابل يفتقر إلى هذه البصيرة، ويتحول إلى قاضٍ جامد لا يسمع سوى طرف واحد، ولا يسأل عن السياق أو ينصف الآخر، فيصدر أحكاماً مجتزأة قد تزيد الفجوة وتعمّق الخلاف. وتطرقت إلى جانب آخر بالغ الأهمية، يتمثّل في تأثير هذه التقنيات في الأطفال، إذ بات بعضهم يستخدم المساعدات الصوتية أو التطبيقات الذكية لسؤالها عن مشكلات أسرية، مثل «من المخطئ.. أمي أم أبي؟»، ويستقبلون ردوداً قد تُرسّخ الانحياز أو تُغذي السلوكيات السلبية، مضيفة أن الأخطر هو الردود التي لا تراعي سن الطفل ولا نموه النفسي، بل قد تسهم في تشكيل وعيه وفق خوارزميات غير موجهة تربوياً، ما يؤدي إلى ارتفاع السلوك العدواني أو انحراف في التصورات حول الأسرة والعلاقات. وحذّرت من تحول الذكاء الاصطناعي من أداة مساعدة إلى أداة سيطرة فكرية، قائلة، «العلاقات الأسرية لا تصلحها الخوارزميات، بل تصلحها القيم والتعاطف والخبرة والوعي المجتمعي وإذا لم نحسن توجيه هذه الأدوات، سنجد أنفسنا أمام جيل تائه لا يعرف كيف يحل خلافاً أو يعبر عن مشاعره دون وساطة شاشة». فيما أوضح المستشار في تقنية المعلومات والأمن السيبراني، عبدالنور سامي، أن التعامل مع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في طلب الاستشارات الأسرية أو اتخاذ القرارات الشخصية يتطلب معرفة دقيقة بكيفية عمل هذه الأنظمة، مشيراً إلى أن الشركات التقنية الكبرى، مثل «أوبن إيه آي» و«مايكروسوفت» و«غوغل» تقدم نماذج متنوعة بخصائص مختلفة، تختلف في قدرتها على التحليل والتفكير ومعالجة البيانات. وبيّن أن هذه النماذج تعتمد في تقديم الإجابات على تحليل المعطيات التي يزوّدها بها المستخدم، باستخدام آليات البحث والقياس والاستنتاج المبنية على محتوى ملايين المحادثات أو المقالات المنشورة على الإنترنت، ما يجعل الإجابات أحياناً ناقصة أو عامة إذا لم يكن المستخدم دقيقاً في عرض تفاصيل حالته. وأكد أن التحدي الأساسي يكمن في اعتماد النظام بشكل كامل على ما يقدمه المستخدم من معلومات، من دون امتلاك القدرة على طرح أسئلة متابعة أو استيضاح خلفيات المشكلة كما يفعل المستشار البشري، إضافة إلى أن هناك نماذج تستند إلى تجارب أو أنماط شائعة مأخوذة من مستخدمين آخرين، ما يؤدي إلى مقارنات غير دقيقة بين حالات مختلفة في طبيعتها وظروفها. وأشار إلى أن من أبرز العيوب الأخرى لهذه الأدوات عدم قدرتها على تقديم خطاب حازم أو منضبط، مثل التواصل الإنساني، فهي قد تُظهر مرونة زائدة أو إجابات متساهلة، فضلاً عن وجود نماذج غير محدّثة، خصوصاً في النسخ المجانية، ما يجعلها تفتقر إلى معلومات محدثة وشاملة، كما أوضح أن بعض الأنظمة يتيح تذكر المحادثات السابقة وتحسين جودة الإجابة بناءً عليها، في حين تبدأ أنظمة أخرى من جديد في كل تفاعل، ما يؤثر في الاتساق والمنطقية والاستدامة في تقديم الحلول. ونصح بعدم الاستغناء عن العامل البشري في مثل هذه القضايا، مؤكداً أن الذكاء الاصطناعي قد يكون مساعداً مفيداً إذا استخدم بشكل متوازن وفي أوقات مناسبة وبعقلانية، بعيداً عن الانفعال أو الاعتماد المفرط. ودعا إلى ضرورة صياغة الأسئلة بعناية، وتحديد السياق والهدف بشكل واضح، مثل طلب تبني النظام لدور محدد كخبير نفسي أو مستشار أسري بأسلوب معين، إلى جانب عرض المسألة بتفصيل ووضوح لتجنب الإجابات المختصرة والسطحية. وأشار إلى أهمية عدم اتخاذ قرارات حاسمة اعتماداً على هذه الأدوات وحدها من دون إشراف متخصص معتمد، داعياً إلى استخدام الذكاء الاصطناعي وسيلةً توعويةً وتثقيفيةً، مع ضرورة إغلاق خاصية مشاركة البيانات لحماية الخصوصية، في ظل اعتماد هذه النماذج على التدرب المستمر على محتوى المحادثات التي يجريها المستخدمون حول العالم. وقالت المستشارة القانونية وخبيرة حل النزاعات الزوجية، فاطمة آل علي، إنها رصدت بالفعل أكثر من حالة لجأت إليها بعد استشارة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل «تشات جي بي تي» لحل مشكلاتها الأسرية، موضحة أن دافع هؤلاء الأشخاص كان في الأغلب البحث عن حل سريع وبأقل كُلفة ممكنة، من دون إدراك لخطورة الاعتماد على إجابات آلية تفتقر إلى الحس الإنساني والتقييم المتوازن. وأضافت أن هذه الأنظمة تقدم ردوداً جاهزة مبنية فقط على المعلومات المقدمة لها، من دون مراعاة للظروف النفسية والاجتماعية لكل حالة، ما يؤدي إلى اقتراح حلول متسرعة أو غير مناسبة تزيد من حدة الخلاف بدلاً من التهدئة. ولفتت إلى أن بعض الأزواج والزوجات قد يلجؤون إلى هذه المنصات بدافع الملل أو التسلية، ويعيدون فتح ملفات قديمة وطرح أسئلة من قبيل «زوجي يفعل كذا وكذا.. هل يخونني؟»، ثم تتحول الأسئلة الترفيهية إلى مشكلات واقعية تؤثر في استقرار العلاقة الزوجية. وأكدت آل علي أهمية اللجوء إلى مستشارين متخصصين قادرين على تقديم حلول عادلة وإنسانية تراعي جميع الأطراف، داعية إلى ضرورة التعامل الواعي والحذر مع هذه الأدوات التقنية، خصوصاً فيما يتعلق بمشاركة المعلومات الأسرية الحساسة. • سيدة لجأت إلى تطبيق ذكاء اصطناعي طلباً لاستشارة زوجية بعد خلافات مستمرة مع زوجها، فأوصاها مباشرة بالطلاق.. وأخرى حثها على جمع أدلة والذهاب إلى الجهات القانونية. • شابة لجأت إلى التطبيق بعد خلاف مع خطيبها فدعم موقفها، في حين استخدم خطيبها التطبيق نفسه لاحقاً لعرض روايته فحصل على تأييد مماثل.


البيان
منذ 8 ساعات
- البيان
نجم ساطع متفجر!
اكتشف مشروع «باحثو الكيلونوفا»، نجماً متفجراً ساطعاً رُصد بفضل مساهمة المتطوعين، وجرى تسميته GOTO0650. ولاحظ متطوعون تغيّراً هائلاً في سطوع النجم، إذ زادت إضاءته بمقدار 2500 مرة خلال يومين فقط. ومكّنت سرعة استجابة المتطوعين العلماء من دراسته مبكراً وتصنيفه على أنه نجم متغير كارثي.