تنظيم القطاع يقيد الابتكار الأميركي
في خطوة تثير انقساماً حاداً داخل الأوساط السياسية والتكنولوجية الأميركية، يسعى مشرعون جمهوريون في الكونغرس، بقيادة السيناتور تيد كروز، إلى تمرير بند يُجمّد قدرة الولايات على تنظيم الذكاء الاصطناعي لمدة عشر سنوات.
يأتي ذلك ضمن مشروع قانون ضخم من المقرر التصويت عليه في الكونغرس قبل 4 يوليو، بحسب تقرير نشره موقع "تك كرانش" واطلعت عليه "العربية Business".
ويهدف الاقتراح إلى منع الولايات والحكومات المحلية من فرض أي قوانين أو لوائح تتعلق بنماذج الذكاء الاصطناعي أو أنظمة اتخاذ القرار الآلي.
يؤدي هذا الاقتراح إلى إلغاء عدد من القوانين المحلية القائمة، مثل قانون كاليفورنيا الذي يُلزم الشركات بالكشف عن بيانات التدريب، وقانون "إلفيس" في تينيسي الذي يحمي المبدعين من الانتحال الرقمي.
صراع بين الابتكار والرقابة
يُروّج مؤيدو الخطة – من بينهم شخصيات بارزة مثل سام ألتمان (OpenAI) وبالمر لوكي (Anduril) ومارك أندريسن (a16z) – بأن تنظيم الذكاء الاصطناعي على مستوى الولايات يُشكّل عبئاً فوضوياً يُهدد الابتكار الأميركي، في ظل السباق التكنولوجي المتسارع مع الصين.
لكن المعارضين، وبينهم العديد من الديمقراطيين وجمهوريين كذلك، بالإضافة إلى منظمات حقوقية وشركات منافسة مثل "أنثروبيك"، يرون أن هذا البند يطلق العنان لشركات الذكاء الاصطناعي من دون أي ضوابط تحمي المستهلكين من الانتهاكات أو التمييز أو التضليل.
وصف داريو أمودي المدير التنفيذي لشركة أنثروبيك، الخطة بأنها "أداة فجة"، محذراً من تداعياتها الخطيرة في ظل التقدّم المتسارع في قدرات الذكاء الاصطناعي.
من التمويل إلى الضغط السياسي
لتمرير البند ضمن ميزانية ضخمة، لجأ كروز إلى ربط الامتثال لهذا "الوقف المؤقت" بالحصول على تمويل من برنامج BEAD المخصص لتوسيع خدمات الإنترنت، والبالغ 42 مليار دولار.
ورغم تعديل الاقتراح لاحقاً ليقتصر على تمويل إضافي بقيمة 500 مليون دولار، أظهر تحليل قانوني أن البند لا يزال يهدد التمويلات الحالية.
السيناتورة ماريا كانتويل انتقدت البند، قائلة إنه "يضع الولايات أمام خيار مستحيل: إما حماية المستهلكين أو الحصول على تمويل الإنترنت".
خلاف جمهوري داخلي
اللافت أن المعارضة لم تأت فقط من الديمقراطيين، بل برزت أيضاً داخل الحزب الجمهوري نفسه.
فقد أبدى كل من السيناتور جوش هاولي والسيناتورة مارشا بلاكبيرن والنائبة مارجوري تايلور غرين اعتراضهم على الخطة، معتبرين أنها تُضعف من حقوق الولايات وتتناقض مع مبادئ الحزب.
رأي الشارع الأميركي
بحسب استطلاع حديث لمركز "بيو" للأبحاث، فإن غالبية الأميركيين – نحو 60% – يرغبون في تنظيم أشد للذكاء الاصطناعي، ويخشون من تقاعس الحكومة في مواكبة التحديات التي تطرحها هذه التكنولوجيا.
في المقابل، يقول كريس ليهان من شركة OpenAI إن ترك الأمور للولايات سيُنتج مشهداً تنظيمياً "فوضوياً"، ما يُعيق الابتكار الوطني ويضعف قدرة الولايات المتحدة على منافسة الصين في هذا المضمار.
رغم أن البند لا يزال مدرجاً في مشروع القانون، إلا أن المحادثات بشأنه عادت إلى الطاولة، وسط ترقب لتصويت أولي في مجلس الشيوخ قد يُجرى السبت المقبل.
وتشير تسريبات إعلامية إلى احتمال شطب "وقف استخدام الذكاء الاصطناعي" من القانون إذا تواصل الضغط السياسي عليه.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أرقام
منذ 19 دقائق
- أرقام
ارتداد أسعار الذهب من أدنى مستوى لها في أكثر من شهر
سبائك ذهب تحولت أسعار العقود الآجلة للذهب للارتفاع مع تراجع الدولار، بعدما لامست أدنى مستوى لها في أكثر من شهر بسبب انحسار التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. وخلال تعاملات الإثنين، ارتفعت أسعار العقود الآجلة للمعدن الأصفر تسليم أغسطس بنسبة 0.45% أو 14.30 دولار عند 3301.90 دولار للأوقية، بعدما لامست 3250.50 دولار، وهو أدنى مستوى منذ 20 مايو. فيما صعد سعر التسليم الفوري للذهب بنسبة 0.45% أو 15.49 دولار عند 3289.82 دولار للأوقية، في تمام الساعة 09:19 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة. بينما انخفض مؤشر الدولار -الذي يقيس أداء العملة الأمريكية أمام سلة من ست عملات رئيسية- بنسبة 0.25% عند 97.14 نقطة. وفي حين استقرت العقود الآجلة للفضة تسليم سبتمبر عند 36.39 دولار للأوقية، ارتفعت الأسعار الفورية للبلاتين بنحو 1.9% عند 1367.40 دولار، وقفزت نظيرتها للبلاديوم بنحو 0.8% عند 1146.18 دولار. يأتي هذا بعدما قال وزير الخزانة الأمريكية، "سكوت بيسنت"، إن الولايات المتحدة والصين أنهتا الخلافات المتعلقة بشحنات المعادن النادرة إلى السوق الأمريكية، مُضيفًا أن الصفقات التجارية مع دول أخرى يُمكن إتمامها بحلول عطلة عيد العمال في الأول من سبتمبر.


أرقام
منذ 34 دقائق
- أرقام
بدء تدفق مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة الصينية مجددًا لقطاع السيارات
بدأت مغناطيسات المعادن الأرضية النادرة الصينية في التدفق مجددًا، مما يهدأ المخاوف المتعلقة بسلسلة التوريد في قطاع السيارات العالمي، على الرغم من أن شركات الصناعة والموردين يرون أن خطط الإنتاج لا تزال تشهد حالة من عدم اليقين. وصرح "نيلز بويل" رئيس شؤون السوق لدى الرابطة الأوروبية لموردي السيارات 'CLEPA' أن الموردين الأوروبيين حصلوا على تراخيص كافية لتجنب الاضطرابات واسعة النطاق التي تم التنبؤ بها في وقت سابق خلال يونيو، لكن لا تزال مئات التصاريح معلقة. وأضاف "بويل" حسبما نقلت "رويترز" أن معدل إصدار التصاريح يتسارع من 25% إلى 60%، لكن في حال كان المستخدمون النهائيون في الولايات المتحدة أو أن المنتجات تنتقل عبر دولة ثالثة مثل الهند فإن الإصدار يستغرق وقتًا أطول. وذكر "جيم فارلي" المدير التنفيذي لـ "فورد" الجمعة أن صانعة السيارات الأمريكية اضطرت لإغلاق مصانعها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بسبب نقص المغناطيسات. وتوصلت الولايات المتحدة والصين لاتفاق لتنفيذ الإطار التجاري الذي تم التوصل إليه خلال محادثاتهما في جنيف خلال مايو، بعدما فرضت بكين قيودًا على صادرات سبعة معادن أرضية نادرة ومغناطيسات في أبريل ردًا على التعريفات الجمركية الأمريكية.


الشرق السعودية
منذ 38 دقائق
- الشرق السعودية
بريطانيا تعلن دخول اتفاق خفض الرسوم الجمركية مع واشنطن حيز التنفيذ
أعلنت الحكومة البريطانية الاثنين، بدء سريان الاتفاق التجاري الذي وقعه الرئيس الأميركي دونالد ترمب ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والذي ينص على خفض بعض الرسوم الجمركية على الواردات من بريطانيا. وجاء في بيان للحكومة أن شركات تصنيع السيارات البريطانية ستتمكن الآن من التصدير إلى الولايات المتحدة برسوم جمركية مخفضة نسبتها عشرة بالمئة بدلاً من 27.5 بالمئة سابقاً. وأضاف البيان أن الرسوم الجمركية المقررة بنسبة عشرة بالمئة على سلع مثل محركات الطائرات وقطع غيارها ألغيت بالكامل. ويشكل ذلك إعادة لتفاصيل تم الإعلان عنها من قبل هذا الشهر. لكن مسألة الرسوم الجمركية المفروضة على الصلب والألمنيوم لا تزال دون حل. وتم استثناء بريطانيا من رسوم جمركية تصل إلى 50 بالمئة على الصلب والألمنيوم، وهي الرسوم التي فرضتها الولايات المتحدة على دول أخرى في وقت سابق من الشهر الجاري. لكن زيادة في الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم من بريطانيا قد تفرض اعتباراً من التاسع من يوليو، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق. وأضاف بيان الحكومة البريطانية "سنواصل المضي قدماً وإحراز تقدم نحو إلغاء الرسوم الجمركية على منتجات الصلب الأساسية بشكل كامل كما اتفقنا". ووقع ترمب وستارمر قبل نحو شهر خلال مؤتمر صحافي متلفز عُقد بالمكتب البيضاوي في 8 مايو الماضي، صفقة تجارية شاملة من 5 صفحات. وبموجب شروط الاتفاق البريطاني الأميركي، وافق ترمب على خفض الرسوم الجمركية من 27.5% على السيارات إلى 10% لأول 100 ألف سيارة يتم شحنها من بريطانيا، في خطوة لاقت ترحيباً واسعاً من شركات صناعة السيارات مثل "جاجوار" و"لاند روفر" و"بنتلي". في المقابل، عرضت لندن على واشنطن حصةً معفاةً من الرسوم الجمركية تبلغ 13 ألف طن من لحم البقر و1.4 مليار لتر من الإيثانول. وأكد مسؤولون بريطانيون اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لتشغيل هذه الحصص بالتزامن مع تخفيضات الرسوم الجمركية على السيارات الأميركية. وتعد بريطانيا الدولة الوحيدة التي وقّعت اتفاقاً مع الولايات المتحدة، عقب فرض ترمب رسوماً جمركية متبادلة عالمية في 2 أبريل الماضي، إذ تخوض الإدارة الأميركية حالياً مفاوضات مع دول أخرى، بعد تطبيق فترة توقف لمدة 90 يوماً، كان من المقرر أن تنتهي في 9 يوليو المقبل. وتخضع هذه الرسوم للطعن القانوني في الولايات المتحدة.