
بيت حانون تضع بصمتها في لقاء نتنياهو ترامب
بلدة صغيرة وادعة تقف شامخة فوق ركام أطلالها، إنها بيت حانون وهي تعاند مستوطنة نتساريم على مسافة 3 كم، بعد أن غزتها في عقر مقر شرطتها في السابع من أكتوبر، وتلاطم جنازير دباباتها منذ 640 يوماً ساعة بساعة، ليس ثمة رقم محدد إسرائيلياً في عدد المرات التي اجتاحتها العمليات الإسرائيلية، والسبب أنها معبر كل العمليات لمعظم شمال غزة الذي قيل إن 'الجيش' الإسرائيلي فكك فيه كل التشكيلات العسكرية، فإذا بالمشهد يتجاوز الأسطوري، وهذه التشكيلات تقاتل بكفاءة تجاوزت ما فعلته في مواجهة سيوف هرتسي هليفي الحديدية في أوج جنونها الناري الثأري، لتتحول عربات جدعون إيال زامير بعد استئناف الحرب وسقوط هيئة أركان 'الجيش' السابقة، إلى توابيت متنقلة بفعل حجارة داوود الفلسطينية، كيف يحصل ذلك؟
وسط كمائن خانيونس في الجنوب الشرقي من القطاع، ظلت الأحداث الأمنية الصعبة تتوالى، وفق التعبير الإسرائيلي وهزيع مواقع تواصل المستوطنين الإلكترونية في ظل فرض الرقابة العسكرية، نهضت الشجاعية في الشمال وقدمت فلماً في (الأكشن) مكتمل الأركان، ساحة معركة مصورة أروت فيها سرايا القدس ظمأ الإعلام المقاوم وهو يعرض تنوعاً في الأدوات على امتداد الزمان، بين عبوات وقذائف ورصاص، عرقلت عمليات الإنقاذ لساعات طويلة، ما جعل الحدث معركة وليس مجرد كمين نوعي.
المسافة بين بيت حانون وأكبر مستوطنة إسرائيلية، تعادل المسافة المفترضة بين النقلات النوعية الأخيرة في تطور أداء المقاومة، كمائن صارت معارك مع تفوق ناري نسبي لساعات، على الرغم من البون الشاسع بين القدرات النارية الأصلية لكل طرف، ما يعني أن المسافة في نقلة قادمة نحو أسر المزيد من جنود الاحتلال، صار أمراً مرتفع الاحتمال كما توعّد أبو عبيدة صادقاً، إلا إذا نزل نتنياهو عن شجرة غروره وأصغى بعناية لرئيس أركان جيشه، الذي غيّرته ميادين غزة الغارقة بدماء أطفالها ونسوتها وبعض رجالها، ومعهم جنود كتيبة نتساح في لواء كفير.
معركة مستمرة بين كتيبة نتساح وكتيبة بيت حانون، ظهر بعض فصولها في الكمين النوعي الذي سبق الهدنة في غزة في شهر كانون الثاني الماضي، حيث سقط جنود هذه الكتيبة بين قتيل وجريح قبل دخول زمن الهدنة بزمن يسير، ما جعلها بمنزلة ضربة المنتصر الذي وجّه الصفعة الأخيرة، وقد حملت في ثناياها إهانة جديدة للجيش الذي لا يحسن سوى قتل النساء والأطفال، وإن نجحت منظومته الأمنية بدعم أميركي وغربي في توجيه بعض الضربات الأمنية والاغتيالات النوعية.
ولكتيبة نتساح خصوصية سياسية دينية في معترك الحرب على غزة، فهي وحدة عسكرية خاصة وأول كتيبة قتالية 'حريدية'، تأسست عام 1999 على يد الجنرال يهودا دوفدفاني بدعم من مجموعة من الحاخامات، بهدف دمج شباب هذه الطائفة في 'الجيش' والمجتمع الإسرائيلي، من دون المساس بتقاليدهم الدينية، وتتكون الكتيبة من عناصر يمينية متطرفة من الحريديم و'شبيبة التلال'، وقد تنقلت أثناء تأديتها مهامها العسكرية بين الضفة الغربية والجبهة الشمالية في الجولان، ومنذ مطلع العام الماضي تشارك في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتعتبر الوحدة الأشد بطشاً ضمن دائرة الوحدات العسكرية الإسرائيلية في تعاملها مع المدنيين الفلسطينيين، وثبت تورطها بجرائم حرب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المشهد اليمني الأول
منذ 5 أيام
- المشهد اليمني الأول
بيت حانون تضع بصمتها في لقاء نتنياهو ترامب
بصمة بيت حانون الفارقة علامة إنتاج حصرية، على مفاصل تحولات الحرب، ماذا تعني بالعرف العسكري وبأصدائها السياسية؟ بلدة صغيرة وادعة تقف شامخة فوق ركام أطلالها، إنها بيت حانون وهي تعاند مستوطنة نتساريم على مسافة 3 كم، بعد أن غزتها في عقر مقر شرطتها في السابع من أكتوبر، وتلاطم جنازير دباباتها منذ 640 يوماً ساعة بساعة، ليس ثمة رقم محدد إسرائيلياً في عدد المرات التي اجتاحتها العمليات الإسرائيلية، والسبب أنها معبر كل العمليات لمعظم شمال غزة الذي قيل إن 'الجيش' الإسرائيلي فكك فيه كل التشكيلات العسكرية، فإذا بالمشهد يتجاوز الأسطوري، وهذه التشكيلات تقاتل بكفاءة تجاوزت ما فعلته في مواجهة سيوف هرتسي هليفي الحديدية في أوج جنونها الناري الثأري، لتتحول عربات جدعون إيال زامير بعد استئناف الحرب وسقوط هيئة أركان 'الجيش' السابقة، إلى توابيت متنقلة بفعل حجارة داوود الفلسطينية، كيف يحصل ذلك؟ وسط كمائن خانيونس في الجنوب الشرقي من القطاع، ظلت الأحداث الأمنية الصعبة تتوالى، وفق التعبير الإسرائيلي وهزيع مواقع تواصل المستوطنين الإلكترونية في ظل فرض الرقابة العسكرية، نهضت الشجاعية في الشمال وقدمت فلماً في (الأكشن) مكتمل الأركان، ساحة معركة مصورة أروت فيها سرايا القدس ظمأ الإعلام المقاوم وهو يعرض تنوعاً في الأدوات على امتداد الزمان، بين عبوات وقذائف ورصاص، عرقلت عمليات الإنقاذ لساعات طويلة، ما جعل الحدث معركة وليس مجرد كمين نوعي. المسافة بين بيت حانون وأكبر مستوطنة إسرائيلية، تعادل المسافة المفترضة بين النقلات النوعية الأخيرة في تطور أداء المقاومة، كمائن صارت معارك مع تفوق ناري نسبي لساعات، على الرغم من البون الشاسع بين القدرات النارية الأصلية لكل طرف، ما يعني أن المسافة في نقلة قادمة نحو أسر المزيد من جنود الاحتلال، صار أمراً مرتفع الاحتمال كما توعّد أبو عبيدة صادقاً، إلا إذا نزل نتنياهو عن شجرة غروره وأصغى بعناية لرئيس أركان جيشه، الذي غيّرته ميادين غزة الغارقة بدماء أطفالها ونسوتها وبعض رجالها، ومعهم جنود كتيبة نتساح في لواء كفير. معركة مستمرة بين كتيبة نتساح وكتيبة بيت حانون، ظهر بعض فصولها في الكمين النوعي الذي سبق الهدنة في غزة في شهر كانون الثاني الماضي، حيث سقط جنود هذه الكتيبة بين قتيل وجريح قبل دخول زمن الهدنة بزمن يسير، ما جعلها بمنزلة ضربة المنتصر الذي وجّه الصفعة الأخيرة، وقد حملت في ثناياها إهانة جديدة للجيش الذي لا يحسن سوى قتل النساء والأطفال، وإن نجحت منظومته الأمنية بدعم أميركي وغربي في توجيه بعض الضربات الأمنية والاغتيالات النوعية. ولكتيبة نتساح خصوصية سياسية دينية في معترك الحرب على غزة، فهي وحدة عسكرية خاصة وأول كتيبة قتالية 'حريدية'، تأسست عام 1999 على يد الجنرال يهودا دوفدفاني بدعم من مجموعة من الحاخامات، بهدف دمج شباب هذه الطائفة في 'الجيش' والمجتمع الإسرائيلي، من دون المساس بتقاليدهم الدينية، وتتكون الكتيبة من عناصر يمينية متطرفة من الحريديم و'شبيبة التلال'، وقد تنقلت أثناء تأديتها مهامها العسكرية بين الضفة الغربية والجبهة الشمالية في الجولان، ومنذ مطلع العام الماضي تشارك في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتعتبر الوحدة الأشد بطشاً ضمن دائرة الوحدات العسكرية الإسرائيلية في تعاملها مع المدنيين الفلسطينيين، وثبت تورطها بجرائم حرب.


وكالة الصحافة اليمنية
منذ 5 أيام
- وكالة الصحافة اليمنية
كشفت حصيلة صادمة من مستشفى 'سوروكا'.. مستوطنة تفضح أكاذيب بشأن كمين بيت حانون
القدس المحتلة/وكالة الصحافة اليمنية// في تطور لافت يعكس حجم الخسائر غير المعلنة لجيش الاحتلال في كمين بيت حانون، كشفت مستوطنة 'إسرائيلية' عن حصيلة مروعة من داخل مستشفى سوروكا في مدينة بئر السبع، مؤكدة مشاهدتها أكثر من 20 جثة متفحمة بالكامل لجنود 'إسرائيليين' سقطوا في الكمين. وقالت المستوطنة، وتُدعى مايسة الرومي، في تغريدة على منصة 'إكس' (تويتر سابقاً)، نشرتها أمس الإثنين من أمام المستشفى، إن ما شاهدته كان صدمة لا تُصدق. وأضافت: 'أكثر من 20 حالة متفحمة بالكامل، لم يتبق منها سوى أجزاء صغيرة، فيما التهمت النيران بقية الأجساد.. هذه صدمة لم أشهد مثلها طوال حياتي.' وتتعارض هذه الشهادة مع البيان الرسمي الصادر عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي أعلن فجر اليوم مقتل خمسة جنود فقط من كتيبة 'نيتساح يهودا'، وإصابة 14 آخرين، بينهم اثنان في حالة حرجة، نتيجة انفجار عبوات ناسفة شديدة الانفجار خلال كمين بيت حانون شمال قطاع غزة. وتثير هذه الشهادة المزيد من الشكوك بشأن حجم الخسائر الحقيقية التي يتكبدها جيش الاحتلال، في ظل اتهامات متصاعدة للجيش بمحاولة التعتيم الإعلامي على ما يجري في جبهات القتال داخل قطاع غزة.


وكالة الصحافة اليمنية
منذ 6 أيام
- وكالة الصحافة اليمنية
كتائب القسام: معركة الاستنزاف التي يخوضها مقاتلونا مع العدو من شمال القطاع إلى جنوبه ستكبّده كل يومٍ خسائر إضافية
Prev Post عاجل| أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام: عملية بيت حانون المركبة هي ضربةٌ إضافيةٌ سددها مجاهدونا الأشداء لهيبة جيش العدو الهزيل ووحداته الأكثر إجراماً