logo
انتحار جندي إسرائيلي عانا من الحرب واشتكى من الفظائع وروائح الجثث

انتحار جندي إسرائيلي عانا من الحرب واشتكى من الفظائع وروائح الجثث

الجزيرةمنذ 2 أيام
أفاد موقع والا الإسرائيلي بأن جنديا إسرائيليا انتحر، بعد معاناته المستمرة خلال شهور الحرب الطويلة على غزة ولبنان، وبعد ما شاهده من فضائع وويلات هذه الحرب.
وذكر الموقع أن معاناة هذا الجندي التي انتهت بالانتحار، بدأت بعد مقتل اثنين من أصدقائه في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واستمرت مع خدمته العسكرية المتواصلة على جبهتي غزة ولبنان.
وقالت عائلة الجندي المنتحر إن ابنها كان يشتكي من رائحة الجثث ومن الفظائع التي كان يشاهدها باستمرار في ميدان المعارك.
وذكرت العائلة أن بانها كان ينقل جثث جنود من جبهتي لبنان وغزة خلال الحرب.
وما زال الجيش الإسرائيلي -وفقا للموقع- يرفض حتى الآن دفن الجندي المنتحر في مراسم عسكرية.
وأكدت وسائل إعلام إسرائيلية ارتفاع عدد الجنود المنتحرين منذ بدء الحرب إلى 43 بسبب أعراض نفسية ناتجة عن القتال.
ارتفاع في أعداد المنتحرين
وقبل أسابيع أفادت صحيفة هآرتس الإسرائيلية نقلا عن مصادر عسكرية إن 35 جنديا إسرائيليا انتحروا منذ بداية الحرب على قطاع غزة حتى نهاية 2024، بارتفاع ملحوظ في عدد حالات الانتحار عن آخر إعلان بهذا الشأن لإذاعة الجيش الإسرائيلي في مطلع يناير/كانون الثاني 2025.
وأضافت الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي يرفض الكشف عن أعداد الجنود الذين انتحروا خلال العام الحالي، لكنها نقلت عن مصادر أن 7 جنود قد انتحروا منذ مطلع هذا العام، وأن السبب هو استمرار الحرب على غزة.
كما قالت الصحيفة نقلا عن مصادر أن الجيش الإسرائيلي دفن منذ بدء الحرب جنودا كثرا بسبب الانتحار دون جنائز عسكرية أو إعلان.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي ذكرت في مطلع يناير/كانون الثاني 2025 أن 28 جنديا إسرائيليا انتحروا منذ بدء الحرب على قطاع غزة، بينهم 16 من جنود الاحتياط.
وبحسب مصادر الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلي يجند في الاحتياط مصابين بصدمات وأمراض نفسية حتى وهم يخضعون للعلاج، كما أنه يجند جنودا سُرِّحوا من الخدمة بسبب إصابتهم بأمراض نفسية.
وأوضحت الصحيفة نقلا عن مصادرها أن جيش الاحتلال يجند مصابين بأمراض نفسية للقتال في صفوف الاحتياط بسبب نقص عدد الجنود، مشيرة إلى أن عدد الجنود الذين يتلقون العلاج من أمراض نفسية منذ بدء الحرب يتجاوز 9 آلاف.
وقال قائد عسكري للصحيفة إنهم يضطرون لتجنيد أشخاص ليسوا بحالة نفسية طبيعية بسبب عدم التزام جنود الجيش الإسرائيلي بالقتال، موضحا أنهم يخشون التدقيق في حالة المصابين بأمراض نفسية كي لا يبقى الجيش دون جنود، على حد تعبيره.
ويضيف المسؤول العسكري أن الآلاف من جنود الاحتياط في غزة توجهوا للجيش بسبب إصابتهم بأمراض نفسية، وأنه يتم تجنيدهم رغم التأكد من أن ظروفهم النفسية غير طبيعية، وقال "نقاتل بما يتوفر".
إجهاد ما بعد الصدمة
وكانت صحيفة يديعوت أحرونوت قالت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي نقلا عن مكتب إعادة الإدماج التابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية، إن نحو 5200 جندي إسرائيلي أو 43% من الجرحى الذين يتم استقبالهم في مراكز إعادة التأهيل، يعانون الإجهاد اللاحق للصدمة، مع توقع أن يتم علاج حوالي 100 ألف شخص، نصفهم على الأقل يعانون اضطراب ما بعد الصدمة بحلول عام 2030.
وأضافت أنه وفقا لتقديرات مختلفة في الجيش الإسرائيلي، فإن حوالي 15% من المقاتلين النظاميين الذين غادروا غزة وتم علاجهم عقليا لم يتمكنوا من العودة إلى القتال بسبب الصعوبات التي يواجهونها.
كما قالت إن آلاف الجنود لجؤوا إلى العيادات الخاصة التي أنشأها الجيش، وإن ثلث المعاقين المعترف بهم يعانون اضطراب ما بعد الصدمة.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

شهادات بوسنية: مجزرة سربرنيتسا تتكرر بعد 30 عاما في غزة
شهادات بوسنية: مجزرة سربرنيتسا تتكرر بعد 30 عاما في غزة

الجزيرة

timeمنذ 2 ساعات

  • الجزيرة

شهادات بوسنية: مجزرة سربرنيتسا تتكرر بعد 30 عاما في غزة

في شهادات مؤثرة، يتحدث طبيب وأكاديمي بوسنيان عن المجزرة التي ارتكبها الجيش الصربي في سربرنيتسا عام 1995، ويشبهان ذلك بما تقترفه إسرائيل بحق الفلسطينيين في قطاع غزة منذ 21 شهرا. الطبيب إليياز بيلاف، أحد شهود الإبادة الجماعية في البوسنة، قال إن ما عاشه من معاناة لم ينتهِ بعد، مشبّها ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة اليوم بما حدث في سربرنيتسا. وتحدث بيلاف بمناسبة الذكرى الـ30 لمجزرة سربرنيتسا، مستذكرا ما لا يمكن نسيانه من أيام سوداء بتاريخ البشرية. يقول بيلاف الذي عمل بمدينة سربرنيتسا شرق البوسنة والهرسك أثناء الإبادة الجماعية عام 1995، إنه كان يكافح يوميا لإنقاذ حياة أشخاص جدد طوال حرب استمرت أكثر من 3 سنوات. الموت في كل مكان ويشير إلى أن الموت كان يتجول في كل مكان، معتبرا أن العالم يكرر صمته المروّع أمام إبادة جديدة تُرتكب بحق الأبرياء الفلسطينيين في قطاع غزة. بيلاف يذكر أنه قرر البقاء طوعا في سربرنيتسا عام 1992 عندما بدأت الحرب في البوسنة والهرسك، وكان آنذاك طبيبا شابا يفتقر للخبرة. ويقول: "روحي وعقلي لا يزالان يحملان آثار القتل الجماعي والجراح والمعاناة التي بدأت ضد البوشناق (مسلمو البوسنة) عام 1992، كنت طبيبا بلا خبرة ولا معدات، أواجه إصابات بين الأطفال والشباب وكبار السن". ويشير إلى أنه أجرى جميع عملياته الجراحية في سربرنيتسا دون أن يتمتع بالخبرة الكافية ورغم قلة الإمكانات. ويضيف "كنا نفتقر للأدوية، ورغم كل الظروف نجحت مع فريقي بإنقاذ العديد من الأرواح في مستشفى ميداني بالمنطقة. كل روح أنقذناها كانت ذات قيمة بالنسبة لنا، وكل حياة فقدناها كانت ألما لا يوصف". وأكد بيلاف أنهم كانوا يناضلون من أجل البقاء في أيام كان الموت يتجول في كل مكان، مشيرا إلى أن سربرنيتسا التي كانت تحت حماية الأمم المتحدة عام 1995، تُركت بيد المجرمين. ويلفت بيلاف إلى أن الجيش الصربي ارتكب الإبادة الجماعية في سربرنيتسا على مرأى المجتمع الدولي، مبينا أنه أجرى عمليات جراحية لأصدقائه وأقربائه. ويردف: "بعد هجوم بقذائف الهاون وصل أكثر من 30 جريحا إلى المستشفى، واجهت الحقيقة المُرّة بأني لا أستطيع مساعدة الجميع في الوقت نفسه. طلبت المساعدة فورا. وبمساعدة الفرق المتطوعة، نجحنا في إنقاذ معظم الجرحى ذلك اليوم". ويذكر بيلاف أنه بعد سقوط سربرنيتسا بيد الصرب في 11 يوليو/تموز 1995، سلك الطريق المعروف بطريق الموت، الذي يمر عبر الغابات. ويتابع: "نتحدث عن 100 كيلومتر مليئة بالصعوبات للوصول إلى المنطقة الآمنة، قرر 15 ألف شخص فقدوا الثقة بالأمم المتحدة سلوك هذا الطريق، عشت 6 أيام و6 ليالٍ من الجحيم الذي تعجز الكلمات عن وصفه، ونجوت في النهاية بمعجزة". ويؤكد بيلاف أنه واصل أداء مهامه بصفته طبيبا في طريق الغابة، مضيفا: في كل متر كان هناك أفخاخ وقنابل وغازات سامة وهجمات، كانوا يريدون ألا ينجو أحد، ناضلنا حتى اللحظة الأخيرة لإنقاذ الجرحى. ويقول إن سربرنيتسا لا تزال مكانا موحشا رغم مرور 30 عاما على الإبادة، مشيرا إلى أن ما شهدته المدينة يُذكَر فقط في 11 يوليو/تموز من كل عام، ويُنسى بقية أيام السنة. نفاق المجتمع الدولي ويتطرق بيلاف إلى الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، ويصف المجتمع الدولي بأنه منافق لأنه تبنى بعد الحرب العالمية الثانية شعار "لن يتكرر ذلك أبدا"، في إشارة إلى الإبادة. ويردف قائلا "ثم تكرر هذا النوع من المجازر في سربرنيتسا، والحالة تتكرر اليوم مجددا في غزة، حيث يفقد آلاف الناس (الفلسطينيين) أرواحهم". ويذكر أن من يرتكبون الإبادة بغزة هم أنفسهم من تعرضوا للاضطهاد في الماضي، وقال: "ضحايا الهولوكوست يقتلون اليوم الأبرياء في غزة. ضحايا الهولوكوست وأقرباؤهم لا يترددون في تبني هوية الجاني اليوم". وصمة عار على جبين الإنسانية من جهته، يقول الأكاديمي بجامعة طوزلا في البوسنة والهرسك، مدحت تشاوسيفيتش إن سربرنيتسا شهدت إبادة جماعية قبل 30 عاما، وإنها حدثت أمام أعين الأمم المتحدة. ويشير تشاوسيفيتش إلى أن المدنيين البوشناق قُتلوا بشكل ممنهج لمجرد اختلاف أسمائهم وديانتهم، معتبرا أن هذه وصمة عار على جبين الحضارة الإنسانية، "للأسف، لن يتم التعرف على هويات جميع من قُتلوا في سربرنيتسا، ولن يكون لجميع الضحايا قبور". ويوضح أن سربرنيتسا لا تزال مكانا يعاني من الألم، مؤكدا أن النساء اللواتي قُتل أطفالهن وأزواجهن سيرحلن عن هذا العالم من دون أن يحصلن على حقوقهن. ويتابع "بعد سربرنيتسا، نشهد اليوم إبادة جماعية في مكان آخر من العالم، في غزة، إذ يُقتل الناس في غزة لمجرد اختلاف أسمائهم وديانتهم، تماما كما حدث للبوشناق. وهذا أيضا وصمة عار ستقض مضجع الحضارة الإنسانية". جريمة تأبى النسيان وتعد مجزرة سربرنيتسا الأسوأ في أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، إذ لجأ مدنيون بوسنيون من سربرنيتسا في 11 يوليو/تموز 1995 إلى جنود هولنديين لحمايتهم، بعدما احتلت القوات الصربية بقيادة راتكو ملاديتش المدينة. غير أنّ القوات الهولندية التي كانت مشاركة ضمن قوات أممية، أعادت تسليمهم للقوات الصربية، لتقوم الأخيرة بعملية إبادة جماعية قضى فيها أكثر من 8 آلاف بوسني من الرجال والفتيان. كما ارتكبت القوات الصربية العديد من المجازر بحق مسلمين، إبان فترة حرب البوسنة، التي بدأت في 1992 وانتهت في 1995، عقب توقيع اتفاقية دايتون، وتسببت بإبادة أكثر من 100 ألف شخص، وفق أرقام الأمم المتحدة. ودفن الصرب القتلى البوسنيين في مقابر جماعية، وبعد انتهاء الحرب أطلقت البوسنة أعمال البحث عن المفقودين وانتشال جثث القتلى من المقابر الجماعية وتحديد هوياتهم. ودأبت السلطات البوسنية في 11 يوليو/تموز من كل عام، على إعادة دفن مجموعة من الضحايا الذين يتم تحديد هوياتهم، في مقبرة بوتوتشاري التذكارية. ومنذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 ترتكب إسرائيل بدعم أميركي إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، متجاهلة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة أكثر من 194 ألفا من الفلسطينيين بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.

50 ألف حامل بغزة بلا طعام منذ أيام وخطر الموت يتربص بأطفال
50 ألف حامل بغزة بلا طعام منذ أيام وخطر الموت يتربص بأطفال

الجزيرة

timeمنذ 9 ساعات

  • الجزيرة

50 ألف حامل بغزة بلا طعام منذ أيام وخطر الموت يتربص بأطفال

قال مكتب الأمم المتحدة للسكان، اليوم الثلاثاء، إن 50 ألف امرأة حامل ومرضعة في غزة لم يتناولن الطعام منذ أيام، مشيرا إلى أن أطفال القطاع يتهددهم خطر الولادة المبكرة والموت والتعرض لمشاكل صحية مدى الحياة. كما أكد مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن شح الغذاء والوقود والأدوية في القطاع المحاصر يزهق أرواح السكان والأطفال على وجه الخصوص. يأتي ذلك فيما جددت بريطانيا انتقادها لآلية إدخال المساعدات لغزة التي تشرف عليها ما يعرف بـ" مؤسسة غزة الإنسانية"، حيث اعتبرها وزير الخارجية ديفيد لامي"غير مقبولة إطلاقا". وقال إن "الناس (في القطاع) يموتون وهم ينتظرون الإغاثة.. يجب أن يكون هناك دور للأمم المتحدة ووكالاتها إذا أردنا حل مسألة المساعدات". على صعيد آخر، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن "الزيادة الحادة" في الحوادث المرتبطة بمواقع توزيع المساعدات في غزة تتسبب في "إنهاك النظام الصحي المنهار" في القطاع وتتجاوز قدراته المحدودة أصلا. وقالت اللجنة -في بيان- إن المستشفى الميداني التابع لها في جنوب غزة، سجل 200 وفاة منذ أواخر مايو/أيار الماضي، وهو تاريخ بدء تشغيل مراكز المساعدات التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية". وقالت اللجنة إن المستشفى عالج أكثر من 2200 جريح، إصابات "معظمهم ناجمة عن طلقات نارية في أكثر من 21 حادثة جماعية منفصلة". وبحسب المنظمة الدولية فإن "حجم هذه الحوادث وتكرارها غير لم يسبق لهما مثيل"، وأن أعداد المصابين الذين عالجهم المستشفى الميداني منذ أواخر مايو/أيار، يفوق عدد المصابين الذين عالجهم في جميع حوادث الإصابات الجماعية على مدار العام السابق. وقف عيادات في سياق منفصل، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني توقف العمل بإحدى عياداتها الطبية شرق مدينة غزة، بعد سقوط عدة قذائف إسرائيلية في المنطقة المحيطة بها ما شكّل تهديدا لسلامة الطواقم الطبية والمرضى. وقالت الجمعية -في بيان- "توقف العمل في عيادة الزيتون الطبية التابعة للجمعية في مدينة غزة، وذلك بعد سقوط القذائف في المنطقة المحيطة بالعيادة، الأمر الذي يهدد سلامة الطواقم الطبية والمرضى". وأوضحت أن العيادة كانت تقدم خدماتها لـ"آلاف المرضى لا سيما مع ازدحام المنطقة بالنازحين من مناطق شرق غزة بعد إصدار الاحتلال أوامر بالإخلاء". وبيّنت أن "آلاف المواطنين سيضطرون للسير مسافات طويلة للحصول على الرعاية الصحية أو تلقي تطعيمات الأطفال". يشار إلى أن إسرائيل تغلق منذ 2 مارس/آذار الماضي بشكل محكم معابر غزة أمام شاحنات إمدادات ومساعدات مكدسة على الحدود، ولا تسمح إلا بدخول عشرات الشاحنات فقط، بينما يحتاج الفلسطينيون في غزة إلى 500 شاحنة يوميا كحد أدنى. وتشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 ، بدعم أميركي، حرب إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلّفت الإبادة أكثر من 194 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال.

ضحايا "القاتل الصامت".. تفاصيل وفاة الجنود الأتراك في شمال العراق
ضحايا "القاتل الصامت".. تفاصيل وفاة الجنود الأتراك في شمال العراق

الجزيرة

timeمنذ 20 ساعات

  • الجزيرة

ضحايا "القاتل الصامت".. تفاصيل وفاة الجنود الأتراك في شمال العراق

أنقرة- ارتفعت حصيلة قتلى الجيش التركي إلى 12 جنديا إثر تعرضهم للاختناق بغاز الميثان داخل مغارة في شمال العراق، بحسب ما أعلنته وزارة الدفاع التركية. ووقع الحادث أمس الأول الأحد خلال عملية تمشيط نفذتها وحدة عسكرية في إطار عملية "المخلب-القفل" ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ، حيث كانت القوة تبحث عن جثمان أحد زملائهم الذي سقط في اشتباك مسلح عام 2022. وأثناء التفتيش، استنشق 19 جنديا غاز الميثان عديم اللون والرائحة بتركيز قاتل، مما أسفر عن وفاة 5 منهم في الحال أو بعد محاولات إنقاذ عاجلة، في حين نقل الآخرون إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية. وبحلول صباح اليوم الاثنين، توفي 7 جنود آخرون متأثرين بالتسمم، بينما يواصل الأطباء جهودهم لعلاج باقي المصابين. تفاصيل الحادثة تقع المغارة التي شهدت الحادثة على تلة يبلغ ارتفاعها نحو 852 مترا، وكانت في السابق تستخدم كمشفى ميداني لمقاتلي حزب العمال الكردستاني، قبل أن تتمكن القوات التركية من السيطرة عليها وتطهيرها خلال عملياتها العسكرية في المنطقة. وخلال مهمة تمشيط داخلها بحثا عن جثمان الضابط التركي نوري مليح بوزكورت، الذي قُتل في مايو/أيار 2022 بنيران مسلحي الحزب ولم يتمكن الجيش من انتشال جثته حينها بسبب الاشتباكات العنيفة، تسرب غاز الميثان المحتجز في تجاويف المغارة، مما تسبب في إصابة أفراد الدورية بحالات اختناق جماعي. ويُعرف هذا الغاز بـ"القاتل الصامت" لكونه عديم اللون والرائحة، وقادرا على التسبب بالاختناق عند تراكمه بتركيز عال في الأماكن المغلقة. وسرعان ما استدعى الحادث تدخل فرق إنقاذ متخصصة، حيث أوضحت وزارة الدفاع أن وحدات من الجيش بالتعاون مع فرق هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (أفاد) باشرت على الفور عمليات الإجلاء والإنقاذ باستخدام معدات متطورة لتفادي المزيد من الإصابات. ونُقل الجنود المصابون بشكل عاجل إلى مستشفى حكومي في ولاية هكاري بجنوب شرق تركيا لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، في حين واصلت فرق الإنقاذ أعمالها داخل المغارة تحسبا لاحتمال وجود جيوب غازية أخرى أو مصابين لم يتم العثور عليهم بعد. ما عملية "المخلب-القفل"؟ هي حملة عسكرية أطلقتها تركيا في أبريل/نيسان 2022 ضد مقاتلي العمال الكردستاني في شمال العراق، ضمن مساع لإحكام السيطرة على الحدود الجنوبية وتفكيك البنية التحتية للحزب في المناطق الجبلية الوعرة. وتركزت العمليات في مناطق متينا وزاب وأفشين-باسيان الواقعة ضمن إقليم كردستان العراق بمحافظة دهوك، بهدف تدمير الأنفاق والمغارات التي يستخدمها مقاتلو الحزب كمراكز قيادة ولوجستيات، ومنع تسللهم إلى الأراضي التركية. تأتي هذه العملية استكمالا لسلسلة حملات سابقة أطلقتها أنقرة منذ عام 2020، مثل "المخلب-النمر" و"المخلب-النسر"، التي استهدفت معاقل الحزب في شمال العراق بعد أن اضطر مسلحوه إلى الانسحاب من الأراضي التركية والتمركز في مناطق جبلية وعرة أبرزها جبال قنديل ، إثر الضربات العسكرية المكثفة في الداخل التركي خلال السنوات الماضية. توقيت حساس وتصنف تركيا وحلفاؤها في حلف شمال الأطلسي (الناتو) حزب العمال الكردستاني "منظمة إرهابية"، وأسفر الصراع المستمر بين الجانبين منذ نحو 4 عقود عن مقتل أكثر من 40 ألف شخص، غالبيتهم من مقاتلي الحزب. وجاءت حادثة وفاة الجنود الأتراك داخل المغارة في توقيت حساس يشهد تطورات لافتة على صعيد الصراع التركي الكردي، إذ أعلن الحزب في مايو/أيار الماضي نيته التخلي عن العمل المسلح وحل جناحه العسكري ضمن مبادرة جديدة للسلام مع أنقرة. وبحسب تقارير صحفية، يستعد مقاتلوه لتسليم أسلحتهم خلال الأيام المقبلة، في خطوة وصفت بأنها غير مسبوقة منذ اندلاع النزاع في ثمانينيات القرن الماضي. في هذا السياق، أطلقت الحكومة التركية حملة أسمتها "تركيا خالية من الإرهاب"، تستهدف تتويج هذه المبادرة بسلام شامل وإنهاء الوجود المسلح للحزب. ورغم هذه الجهود أعادت مأساة الجنود المختنقين داخل المغارة التذكير بالمخاطر الميدانية المعقدة التي لا تزال تفرضها تضاريس شمال العراق حتى مع بوادر التهدئة وإنهاء القتال. يرى المحلل السياسي علي أسمر أن حادثة وفاة الجنود الأتراك، رغم مأساويتها، لن تشكل عائقا أمام مسار حملة "تركيا خالية من الإرهاب"، بل قد تمنحها زخما إضافيا. ويضيف للجزيرة نت أن هذه الحادثة تعكس حجم المخاطر التي خلفتها الجماعات المسلحة، حيث لا تزال المغارات والأنفاق والمخابئ والألغام تشكل تهديدا قائما حتى بعد إخلائها. وقد يعزز هذا المشهد المأساوي -وفقا له- قناعة الرأي العام التركي بضرورة حسم هذا الملف بشكل جذري، ليس فقط لدواعٍ أمنية آنية، بل أيضا لحماية أرواح الجنود ومنع تكرار مثل هذه الكوارث. ردود فعل كما يلفت المحلل أسمر إلى أن اللقاء الذي جمع الرئيس رجب طيب أردوغان مع وفد حزب المساواة الشعبية والديمقراطية أمس الاثنين في أنقرة، يحمل دلالة على وجود مسار سياسي متواز مع العمليات الميدانية، يهدف إلى معالجة جذور الأزمة ودفع عجلة المصالحة الداخلية. وسارعت الرئاسة التركية إلى إصدار بيان تعزية، أعرب فيه أردوغان عن بالغ أسفه لسقوط عدد من "جنودنا الأبطال شهداء أثناء أدائهم واجبهم في سبيل أمن تركيا وسلامها"، مترحما عليهم ومشيدا بتضحياتهم التي اعتبرها "تجسيدا لإرث الفداء في صفوف القوات المسلحة". كما توالت بيانات التعزية من كبار مسؤولي الدولة، إذ نشر رئيس البرلمان نعمان قورتولموش ونائب الرئيس جودت يلماز رسائل تضامن أكدا فيها وقوفهما إلى جانب المؤسسة العسكرية و"عائلات الشهداء"، متمنين الشفاء العاجل للمصابين. وامتد التعاطف إلى صفوف المعارضة أيضا، حيث عبر زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزيل عن حزنه العميق لسقوط الضحايا، مقدما تعازيه لأسرهم ومؤكدا أن "تضحيات الجنود تدعو الجميع للتفكير مليا في كلفة الصراع المستمر". وفي موقف لافت، أصدر حزب الشعوب الديمقراطي الكردي بيانا نعى فيه الجنود، واعتبر أن "هذه المأساة جزء من الثمن الإنساني الفادح لصراع استمر لعقود، ودفع المجتمع التركي بأسره كلفته"، مجددا دعوته إلى السلام الاجتماعي وإيجاد حل سياسي دائم يمنع مزيدا من إراقة الدماء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store