
تمرد وانقسام نادران يهددان اجتماع الاحتياطي الفيدرالي
باول ينظر إلى وثيقة قدمها ترمب حول أرقام تكلفة تجديد مبنى البنك المركزي (أ.ب)
يُعدّ الانقسام داخل المجلس أمراً نادر الحدوث، فمنذ عام 1993 لم يُسجّل اعتراضان من محافظَين في الاجتماع نفسه. هذه المرة، أعرب كل من محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر ونائبة رئيس مجلس الإشراف ميشيل بومان، وكلاهما معين من الرئيس دونالد ترمب، علناً عن دعمهما لخفض أسعار الفائدة في الاجتماع المقبل. إذا قررت اللجنة تثبيت سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عند النطاق المستهدف من 4.25 إلى 4.5 في المائة، كما هو متوقع على نطاق واسع، وصوّت والر وبومان لصالح التخفيض، فستكون هذه هي المرة الأولى منذ عهد آلان غرينسبان في ديسمبر (كانون الأول) 1993 التي يخرق فيها محافظان من المجلس صفوف الأغلبية في الاجتماع نفسه، وفق صحيفة «ذو بارونز» المملوكة من شركة «داو جونز وشركاه».
محافظ الاحتياطي الفيدرالي كريستوفر والر يتحدث خلال مؤتمر مركز المقاصة بنيويورك (رويترز)
قد يكون هذا الاعتراض المزدوج تعبيراً عن الإحباط من الجناح «الحمائمي» داخل اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. لكنه قد يشير أيضاً إلى بداية تحول في مركز ثقل اللجنة، مما يرفع من مستوى التحدي قبيل اجتماع اللجنة التالي في 16 - 17 سبتمبر (أيلول). ويمكن أن يشير الانشقاق النادر لمحافظين اثنين إلى شعور متزايد بالإلحاح داخل البنك المركزي لخفض أسعار الفائدة، حتى مع إحجام رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول واللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة عن تخفيف السياسة النقدية في ظل بقاء التضخم فوق هدف البنك المركزي السنوي البالغ 2 في المائة.
يقول فينسنت راينهارت، كبير الاقتصاديين في «بي واي إن إنفستمتنت» والاقتصادي السابق في الاحتياطي الفيدرالي، إنه من النادر أن ينفصل المحافظون عن رئيس الاحتياطي الفيدرالي، لكن ذلك يحدث غالباً مع اقتراب نهاية فترة ولاية الرئيس. وذلك لأن صانعي السياسة «المتمردين» يمكنهم عادةً استخدام معارضتهم ورقة مساومة، وفي هذه الحالة، قد يدفع ذلك باول إلى الإشارة إلى آرائهم في المؤتمر الصحافي الذي يلي الاجتماع، أو تغيير بعض الصياغات في بيان الاحتياطي الفيدرالي، أو الوعد بأن وجهات نظرهم ستؤخذ في الاعتبار بشكل كامل في الاجتماعات المستقبلية.
تُشير التداولات الحالية في عقود الفائدة الفيدرالية إلى فرصة شبه معدومة لخفض أسعار الفائدة في اجتماع يوليو، خاصة بعد ارتفاع التضخم إلى 2.7 في المائة في يونيو (حزيران)، مدفوعاً جزئياً بسياسة الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب. وتُرجّح السوق نسبة تزيد عن 60 في المائة لخفض ربع نقطة في سبتمبر، وفقاً لأداة «فيد ووتش» التابعة لمجموعة «سي إم إي».
داخل الاحتياطي الفيدرالي، يحث باول على التحلي بالصبر، مؤكداً رغبته في رؤية كيف ستؤثر الرسوم الجمركية، واكتساب ثقة أكبر بأن التضخم يتجه بشكل مستدام نحو 2 في المائة قبل أي خفض.
لكن والر وبومان يجادلان بأن الانتظار ينطوي على مخاطر خاصة به. يرى والر أن أي تضخم ناجم عن الرسوم الجمركية سيمر بسرعة عبر الاقتصاد، مشيراً أيضاً إلى تراجع إنفاق المستهلكين، وعلامات ضعف الطلب على اليد العاملة باعتبار أنهما من الأسباب للخفض الآن. وانضمت إليه بومان مؤخراً، قائلة إنه إذا استمر التضخم في التراجع، فقد حان الوقت للبدء في مناقشة خفض أسعار الفائدة بجدية.
نائبة رئيس مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي لشؤون الإشراف ميشيل بومان في فعالية سابقة لها (رويترز)
لا يواجه باول ضغوطاً داخلية فحسب، بل يواجه أيضاً ضغوطاً من خارج الاحتياطي الفيدرالي. فقد طالب الرئيس ترمب مراراً بخفض أسعار الفائدة، بل وفكر جدياً في إقالة باول بسبب ما زعم أنه سوء إدارة لمشروع تجديد مقر الاحتياطي الفيدرالي في واشنطن العاصمة البالغ قيمته 2.5 مليار دولار. ومع ذلك، يبدو أن الرئيس تراجع عن الفكرة، مصرّحاً للصحافيين بأن باول، الذي تنتهي فترة ولايته في مايو (أيار) 2026، «سيغادر قريباً على أي حال».
ترمب يتحدث إلى وسائل الإعلام خلال جولته للاطلاع على مشروع تجديد مبنى الاحتياطي الفيدرالي (أ.ف.ب)
تعتبر قرارات المحكمة الأخيرة أن الاحتياطي الفيدرالي يُعامل بشكل مختلف عن الوكالات المستقلة الأخرى، ولكن مدى هذه الحماية لم يتم اختباره بالكامل. حتى مجرد اقتراح إقالة قسرية كان كافياً لزعزعة ثقة المستثمرين، وخاصة أولئك المعنيين بصدقية الاحتياطي الفيدرالي، وتوقعات التضخم.
الواجهة الأمامية لمبنى مجلس الاحتياطي الفيدرالي حيث تستمر أعمال التجديد للمبنى (أ.ف.ب)
في الختام، فإن اجتماع يوليو ليس مجرد اجتماع للسياسة النقدية. إنه استفتاء على قدرة باول على الصمود في وجه المعارضين داخل مجلسه، وفي وجه رئيس حريص على إعادة تشكيل الاحتياطي الفيدرالي على صورته، وفي وجه جوقة من الأصوات الخارجية التي تحثه على التنحي. وإذا لمح باول إلى تخفيف السياسة النقدية، فقد تعتبر الأسواق ذلك علامة على أن الاحتياطي الفيدرالي ينصاع، إما للضغط الداخلي، أو السياسي، أو كليهما. أما إذا التزم بالسيناريو الحالي، فإنه يخاطر بمزيد من المواجهة مع ترمب، ويظهر أنه رئيس معزول بشكل متزايد داخل مؤسسته.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 30 دقائق
- الشرق السعودية
مليار دولار.. "ميتا" تقدم عروضاً مالية ضخمة لاستقطاب باحثي الذكاء الاصطناعي
يواصل الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، مارك زوكربيرج، جهوده المكثفة لاستقطاب أبرز المواهب في مجال الذكاء الاصطناعي، ضمن حملته لتوسيع مختبره الجديد Meta Superintelligence Labs والمختص بنماذج الذكاء الاصطناعي الخارق، فبعد نجاحه في اجتذاب عدد من الباحثين البارزين من شركة OpenAI، وجّه زوكربيرج اهتمامه مؤخراً نحو شركة Thinking Machines Lab، وهي شركة ناشئة أسستها المديرة التقنية السابقة في OpenAI، ميرا مراتي، وتضم 50 موظفاً فقط. وحسبما ذكرت مجلة WIRED، تواصلت "ميتا" مع أكثر من 12 موظفاً من فريق Thinking Machines، وعرضت على أحدهم راتباً إجمالياً يتجاوز مليار دولار على مدار عدة سنوات، بينما تفاوتت العروض الأخرى بين 200 مليون و500 مليون دولار على مدى أربع سنوات. وتشير المصادر إلى أن بعض هذه العروض تضمن حصول الموظفين على ما بين 50 إلى 100 مليون دولار خلال السنة الأولى فقط. ومع ذلك، لم يقبل أي من موظفي Thinking Machines بهذه العروض حتى الآن. وفي تعليق رسمي إلى المجلة، نفى المتحدث باسم "ميتا"، آندي ستون، بعض تفاصيل التقرير، لكنه أكد أن الشركة قدمت عروضاً لعدد محدود من موظفي الشركة الناشئة، وأن عرضاً واحداً كان كبيراً بالفعل. تواصل غير رسمي وتشير المعلومات إلى أن زوكربيرج، تواصل بالفعل مع المرشحين بشكل شخصي وغير رسمي، إذ استخدم تطبيق "واتساب" للتواصل المباشر معهم، قبل أن يتم تحديد مقابلات طويلة مع الرئيس التنفيذي نفسه، تلتها محادثات مع كبير مسؤولي التكنولوجيا في "ميتا" أندرو بوسورث، وعدد آخر من المديرين التنفيذيين في الشركة. وفي إحدى الرسائل التي تم الكشف عنها، عبّر زوكربيرج عن اهتمامه بعمل أحد المرشحين، قائلاً: "لقد تابعنا أعمالك في تطوير التكنولوجيا وفوائد الذكاء الاصطناعي للجميع على مدى سنوات. نحن نستثمر بشكل كبير في مجالات البحث والمنتجات والبنية التحتية لبناء أفضل المنتجات والخدمات المدعومة بالذكاء الاصطناعي". وأضاف: "نطمح لأن يحصل كل مستخدم على مساعد ذكي رفيع المستوى، وأن يمتلك كل منشئ محتوى، ذكاءً اصطناعياً يتفاعل معه مجتمعه، وكل شركة ذكاءً اصطناعياً يخدم عملاءها، وكل مطور نموذجاً مفتوح المصدر متطوراً للبناء عليه". وأكدت المصادر أن أندرو بوسورث، كان صريحاً خلال هذه اللقاءات بشأن رؤية "ميتا" في منافسة OpenAI، مشيرة إلى أن الشركة تسعى لاستخدام استراتيجيتها في المصادر المفتوحة لتقويض منافسيها عبر طرح نماذج مفتوحة تضاهي تلك التي تقدمها مطورة ChatGPT. وفيما يتعلق بسرعة تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، أوضح أحد المصادر أن الضغط كان مستمراً منذ بداية العام، وبلغ ذروته مع الإسراع في طرح نموذج Llama 4، الذي تأخر سابقاً بسبب تحديات في تحسين الأداء. نتائج محدودة ورغم هذه الجهود، لم تتمكن ميتا من استقطاب نجوم فريق Thinking Machines. فبحسب مصادر مطلعة، منذ أن أسند زوكربيرج قيادة المختبر إلى الشريك المؤسس لشركة Scale AI، ألكسندر وانج، إلى جانب المدير التنفيذي السابق لـ GitHub، نات فريدمان، توالت الشكاوى بشأن أسلوب وانج القيادي وقلة خبرته، ما دفع البعض إلى التردد في الانضمام إلى فريقه، على الرغم من أن "ميتا" نجحت بالفعل في توظيف نحو 20 شخصاً. كما أعرب بعض المرشحين عن عدم تحمسهم لخريطة منتجات "ميتا"، معتبرين أن تطوير أدوات ذكاء اصطناعي للاستخدام في منصات مثل Reels وفيسبوك ليس جذاباً بما يكفي، مقارنةً برؤية شركات مثل OpenAI وأنثروبيك التي تركز على تطوير ذكاء عام صناعي يخدم البشرية جمعاء. واعتبر بعض المشاركين في مقابلات التوظيف مع "ميتا" أن التجربة كانت فرصة لتقييم قيمتهم السوقية فحسب، بحسب WIRED. وعلى الرغم من أن شركة Thinking Machines لم تطلق بعد أي منتج، إلا أنها تمكنت من جمع تمويل يُعد الأكبر في تاريخ الشركات الناشئة عند مرحلة التأسيس، بقيمة ملياري دولار، لتصل بذلك قيمتها السوقية إلى 12 مليار دولار. هذا الدعم المالي القوي يُشير إلى أن الباحثين في الشركة لا يواجهون خياراً حاداً بين السعي وراء المال أو الالتزام بالمهمة، بل بإمكانهم الجمع بين الاثنين.


مباشر
منذ 30 دقائق
- مباشر
أسعار الذهب تتذبذب عند تسوية التعاملات مع استقرار السياسة النقدية الأمريكية
مباشر: تراجعت أسعار الذهب عند تسوية تعاملات اليوم الخميس، رغم تثبيت الفيدرالي الأمريكي الفائدة في اجتماعه أمس، ومع اتفاق الصين وأمريكا على تمديد الهدنة التجارية. وانخفض سعر العقود الآجلة للذهب بنسبة 0.1%، بخسائر 4 دولارات، إلى مستوى 3348 دولاراً للأوقية. وبحلول الساعة 8:50 مساءً بتوقيت جرينتش، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.5%، بمكاسب 17 دولاراً، إلى 3292 دولاراً للأوقية. وبحلول الساعة 8:59 مساءً بتوقيت جرينتش، تراجع سعر الدولار أمام اليورو بنسبة 0.07% عند مستوى 1.1413 دولار، وزادت الورقة الخضراء أمام الين الياباني بنسبة 0.8% عند مستوى 150.7700 ين، وارتفع الدولار أمام الجنيه الإسترليني بنسبة 0.2% عند مستوى 1.3208دولار. واتفقت الصين والولايات المتحدة على استمرار الهدنة التجارية بينهما، عقب المحادثات التي استمرت يومين بين الجانبين، في العاصمة السويدية ستوكهولم. ومنح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكسيك 90 يوماً قبل تطبيق الرسوم الجمركية المرتفعة، حيث تُعد المكسيك الشريك التجاري الأول لواشنطن ولذلك يعاملها ترامب معاملة خاصة. وهرع كبار المسؤولين من شركاء الولايات المتحدة التجاريين إلى واشنطن في محاولة لإبرام صفقات تجارية أخيرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل أقل من 24 ساعة من دخول تعريفات جمركية مرتفعة حيز التنفيذ. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا


مباشر
منذ 31 دقائق
- مباشر
النفط يتراجع مع ختام تعاملات الخميس ولكنه يحقق مكاسب شهرية قوية
مباشر: تراجعت أسعار النفط عند إغلاق تعاملات اليوم الخميس، مع منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكسيك 90 يوماً قبل تطبيق الرسوم الجمركية المرتفعة، ولكنها حققت مكاسب شهرية كبيرة. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت القياسي بنسبة 0.9% أو ما يعادل 71 سنتا إلى 72.53 دولار للبرميل، بمكاسب شهرية أكثر من 7%. وهبطت العقود الآجلة لخام نايمكس الأمريكي بنسبة 1% أو 74 سنتاً إلى 69.26 دولار للبرميل، ولكن بارتفاع خلال شهر يوليو بنسبة 6.4% واتفقت الصين والولايات المتحدة على استمرار الهدنة التجارية بينهما، عقب المحادثات التي استمرت يومين بين الجانبين، في العاصمة السويدية ستوكهولم. ومنح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المكسيك 90 يوماً قبل تطبيق الرسوم الجمركية المرتفعة، حيث تُعد المكسيك الشريك التجاري الأول لواشنطن ولذلك يعاملها ترامب معاملة خاصة. وهرع كبار المسؤولين من شركاء الولايات المتحدة التجاريين إلى واشنطن في محاولة لإبرام صفقات تجارية أخيرة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبل أقل من 24 ساعة من دخول تعريفات جمركية مرتفعة حيز التنفيذ. لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا