
العقود الآجلة للأسهم الأميركية ترتفع وسط ترقب لمفاوضات التجارة
وكان مؤشرا «ناسداك» و«ستاندرد آند بورز 500» قد أُغلقا في الجلسة السابقة على انخفاض، بعد موجة مكاسب قياسية مدفوعة بالتفاؤل حيال احتمالات إبرام اتفاقيات تجارية جديدة، وتوقعات بتيسير نقدي إضافي. إلا أن تصريحات ترمب يوم الثلاثاء، التي أكد فيها عدم نيته تمديد مهلة الرسوم الجمركية، أثارت الشكوك بشأن فرص التوصل إلى اتفاق مع اليابان، رغم تفاؤله حيال التوصل إلى اتفاق مع الهند. كما يُتوقع أن يجري المفوض التجاري للاتحاد الأوروبي محادثات في واشنطن خلال الأسبوع الحالي، وفق «رويترز».
وفي سياق متصل، تعرضت أسهم التكنولوجيا لضغوط بيعية في الجلسة السابقة، وسط ارتفاع عوائد سندات الخزانة بعد صدور بيانات أقوى من المتوقع حول فرص العمل لشهر مايو (أيار)، مما عزز الرهانات على بقاء الفيدرالي حذراً في مسألة خفض الفائدة.
وتتجه الأنظار الآن إلى تقرير الوظائف غير الزراعية لشهر يونيو (حزيران)، والمنتظر صدوره يوم الخميس، قبيل إغلاق الأسواق يوم الجمعة بمناسبة عيد الاستقلال. وتشير توقعات استطلاع أجرته «رويترز» إلى تباطؤ نمو الوظائف، وارتفاع معدل البطالة إلى 4.3 في المائة.
كذلك من المقرر صدور تقرير «إيه دي بي» للوظائف الخاصة لشهر يونيو في وقت لاحق من اليوم.
في الأثناء، أقرّ مجلس الشيوخ الأميركي، بأغلبية ضئيلة، مشروع قانون ترمب الضخم للضرائب والإنفاق، والذي يشمل خفضاً كبيراً في الضرائب، وتقليصاً في برامج شبكة الأمان الاجتماعي، إلى جانب زيادة الإنفاق على الدفاع وأمن الحدود، ما يضيف نحو 3.3 تريليون دولار إلى الدين العام. وينتقل التشريع الآن إلى مجلس النواب للموافقة النهائية، وسط معارضة من بعض الجمهوريين لأحكام محددة.
وبحلول الساعة 5:53 صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (09:53 بتوقيت غرينتش)، ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» المصغر بمقدار 8.5 نقطة (0.14 في المائة)، في حين صعدت عقود «ناسداك 100» المصغرة بـ22.5 نقطة (0.1 في المائة)، ومؤشر داو جونز بـ72 نقطة (0.16 في المائة).
وكان مؤشر «داو جونز» الصناعي قد أغلق على انخفاض بنسبة 1.3 في المائة مقارنة بأعلى مستوى قياسي بلغه في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي تحركات الأسهم الفردية، تراجع سهم «سينتين» بنسبة 26.6 في المائة قبل بدء الجلسة، بعد أن أعلنت شركة التأمين الصحي سحب توقعات أرباحها لعام 2025 نتيجة انخفاض كبير في الإيرادات المتوقعة من خطط التأمين ضمن السوق. كما هبطت أسهم شركات منافسة مثل «إليفانس هيلث» و«يونايتد هيلث» بنسبة 3.8 في المائة، و1.2 في المائة على التوالي.
في المقابل، ارتفعت أسهم البنوك الأميركية الكبرى، مثل «جي بي مورغان تشيس»، و«بنك أوف أميركا»، و«ويلز فارغو»، بشكل طفيف بعدما أعلنت عن خطط لزيادة توزيعات الأرباح في الربع الثالث، إثر اجتيازها اختبارات الضغط السنوية التي يجريها الاحتياطي الفيدرالي.
وسجل سهم شركة «فيرينت سيستمز» قفزة بنسبة 12.7 في المائة بعد تقرير نشرته «بلومبرغ نيوز» أفاد بأن شركة الاستحواذ «توما برافو» تجري محادثات لشراء الشركة المتخصصة في برمجيات مراكز الاتصال.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 30 دقائق
- الشرق السعودية
بينهم زعيم عربي.. ترمب يستضيف 5 رؤساء أفارقة في واشنطن الأسبوع المقبل
من المرتقب أن تستضيف واشنطن الأسبوع المقبل أول قمة أميركية إفريقية خلال الولاية الثانية للرئيس دونالد ترمب، بمشاركة رؤساء كل من موريتانيا محمد ولد الغزواني، وغينيا بيساو عمر سيسوكو إمبالو، والجابون بريس أوليجي، والسنغال باسيرو ديوماي فاي، وليبيريا جوزيف بواكاي. وأفاد موقف "إفريقيا إنتليجنس" بأن هذه القمة مقررة في الفترة من 9 إلى 11 يوليو الجاري، مشيراً إلى أن القضايا الاقتصادية والأمنية ستكون على طاولة النقاش. وذكر موقع "سيمافور" الأميركي أن هذه القمة ستبحث الفرص الاقتصادية للولايات المتحدة في قطاع المعادن الحيوية بغرب إفريقيا، بالإضافة إلى تعزيز الأمن الإقليمي. وأضاف أن هذا الاجتماع المفاجئ يأتي وسط جهود دبلوماسية أميركية إفريقية مكثفة، خاصة بعد وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه الولايات المتحدة بين جمهورية الكونجو الديمقراطية ورواندا الأسبوع الماضي. ورغم أن هناك خططاً لقمة أمريكية إفريقية أوسع في نيويورك في سبتمبر المقبل، إلا أن قمة الأسبوع المقبل قد تهدف إلى استغلال الزخم الدبلوماسي الحالي، وفقاً لـ"سيمافور". المساعدات الخارجية الأميركية وألغت إدارة ترمب جانباً كبيراً من المساعدات الخارجية الأميركية المخصصة لأفريقيا، في إطار خطة لكبح الإنفاق الذي تعتبره هدراً ولا يتماشى مع سياسات ترمب "أمريكا أولاً". وتقول الإدارة إنها تريد التركيز على التجارة والاستثمار وتعزيز الرخاء المشترك. وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة ستتخلى عما وصفه بالنموذج القائم على الأعمال الخيرية، وستفضل الدول التي تظهر "القدرة على مساعدة نفسها والاستعداد لذلك". وكان تروي فيتريل، المسؤول الكبير بمكتب الشؤون الأفريقية بالخارجية الأميركية، قال في مايو إن تقييم المبعوثين الأمريكيين في إفريقيا سيستند إلى الصفقات التجارية المبرمة، واصفاً ذلك بالاستراتيجية الجديدة لدعم القارة.


الشرق السعودية
منذ ساعة واحدة
- الشرق السعودية
كيف يؤثر مشروع قانون ترمب الضريبي على حياة الأميركيين؟
يتواصل الجدل في أروقة الكونجرس حول مشروع قانون الضرائب والإنفاق الشامل الذي يمس حياة معظم الأميركيين تقريباً، من كبار السن والطلاب، إلى دافعي الضرائب وذوي الدخل المنخفض. ومر مشروع القانون، الذي يسميه الرئيس الأميركي دونالد ترمب بـ"الكبير والجميل"، بعدة نسخ. وأقر مجلس الشيوخ أحدث نسخة منه، الثلاثاء، بعدما رجح نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس الكفة لصالح مشروع القانون بصوته الحاسم. وتختلف نسخة الجمهوريين في مجلس الشيوخ عن تلك التي أقرها مجلس النواب في مايو الماضي في نقاط جوهرية. ويتعين على المجلسين في النهاية إقرار نسخة موحدة لإحالة الحزمة إلى مكتب ترمب، قبل الموعد النهائي الذي حدده في 4 يوليو الجاري. لكن الخطوط العريضة لهذا التشريع الضخم باتت معروفة، إذ يمدد التخفيضات الضريبية التي أُقرت في ولاية ترمب الأولى، ويمول رؤيته لبناء جدار حدودي، ويعوض جزءاً من خسائر الإيرادات والإنفاق الإضافي من خلال تقليص الدعم الفيدرالي لشبكة الأمان الاجتماعي التي تساعد الأميركيين على تأمين الغذاء والتأمين الصحي. برنامج "ميديك إيد" وتوقعت شبكة CNN الأميركية، أن يكون التأثير الأكبر على العديد من المسجلين في برنامج "ميديك إيد" هو فرض شرط جديد للعمل. وسيتعين على بعض الأميركيين القادرين على العمل، ممن تتراوح أعمارهم بين 19 و64 عاماً والمسجلين ضمن البرنامج، أن يعملوا أو يتطوعوا أو يواصلوا دراستهم أو يشاركوا في تدريب مهني لمدة لا تقل عن 80 ساعة شهرياً. وينطبق هذا الشرط أيضاً على الآباء الذين لديهم أطفال تبلغ أعمارهم 14 عاماً فأكثر. بالإضافة إلى ذلك، سيراجع استحقاق المستفيدين في البرنامج بشكل أكثر تكراراً، وسيتعين عليهم دفع ما يصل إلى 35 دولاراً مقابل بعض أنواع الرعاية. وقد يواجه المسجلون تغييرات أخرى، إذ ستتلقى الولايات تمويلاً فيدرالياً أقل لتغطية البرنامج، ما قد يضطر بعضها إلى إلغاء بعض المزايا أو تشديد شروط التسجيل، إلى جانب تعديلات أخرى. كما سيضطر كثير من المستفيدين إلى التعامل مع المزيد من الأوراق والمتطلبات، ما قد يصعب على البعض التقديم أو الحفاظ على المزايا التي يحصلون عليها. وسيؤدي مشروع القانون أيضاً إلى تأجيل تنفيذ بعض أحكام قاعدتين أصدرتها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، تهدف لتسهيل إجراءات التسجيل وتجديد التغطية. وقدّر مكتب الميزانية في الكونجرس، وهو جهة غير حزبية، أن نحو 12 مليون شخص قد يفقدون التأمين الصحي، ويرجع ذلك في الغالب إلى التعديلات المقترحة على برنامج "ميديك إيد". المساعدات الغذائية وسيتعين على عدد أكبر من الأميركيين المستفيدين من قسائم الغذاء العمل للاحتفاظ بمزاياهم. إذ يوسع مشروع القانون شرط العمل القائم ليشمل المسجلين الذين تتراوح أعمارهم بين 55 و64 عاماً، وآباء الأطفال البالغين 14 عاماً فأكثر، بالإضافة إلى المحاربين القدامى، والشباب الخارجين من دور الرعاية، والمشردين. وقد يواجه المستفيدون من برنامج المساعدات الغذائية التكميلية (SNAP)، وهو الاسم الرسمي لبرنامج قسائم الغذاء، تغييرات إضافية. وسيتعين على العديد من الولايات، وللمرة الأولى، تغطية جزء من تكلفة المزايا، وزيادة مساهمتها في التكاليف الإدارية، ما قد يدفعها إلى تقليص المزايا، أو تشديد شروط الأهلية، أو إدخال تغييرات أخرى، قد تصل إلى حد الانسحاب من برنامج شبكة الأمان الاجتماعي. دافعو الضرائب وسيواصل العديد من دافعي الضرائب الاستفادة من سلسلة التخفيضات على ضريبة الدخل الفردية، التي أُقرت عام 2017 ضمن حزمة ترمب الضريبية، والمقرر أن تنتهي بنهاية هذا العام. ويمدد مشروع القانون الحالي معظم تلك الإعفاءات بشكل دائم، بما في ذلك خفض معدلات الضرائب الفردية، ومضاعفة الخصم القياسي تقريباً، لكن كثيراً من دافعي الضرائب قد لا يلحظون هذا لأنه يواصل بنوداً سارية منذ 2017. ومع ذلك، قد يستفيد البعض من زيادة الإعفاء الضريبي للأطفال، والرفع المؤقت لسقف خصم الضرائب، إضافة إلى حوافز ضريبية جديدة أُدرجت ضمن المشروع. ووفقاً لتحليل مركز السياسات الضريبية بشأن البنود الضريبية في المشروع، فإن الضرائب على الأسر ستنخفض بمتوسط قدره 2900 دولار، غير أن هذا الرقم يختلف اختلافاً كبيراً حسب مستوى دخل دافعي الضرائب. إعفاء ضريبي مؤقت لكبار السن سيحصل كبار السن على زيادة قدرها 6 آلاف دولار في الخصم القياسي خلال الفترة من 2025 إلى 2028. وسيُلغى هذا الامتياز تدريجياً للأفراد الذين تتجاوز دخولهم 75000 دولار، وللأزواج الذين تتجاوز دخولهم ضعف هذا المبلغ. ويأتي هذا الإعفاء الضريبي كبديل لوعد ترمب خلال حملته الانتخابية بإلغاء الضرائب على مزايا الضمان الاجتماعي، لكن بعض كبار السن من ذوي الدخل المنخفض، المسجلين في برنامجي "ميديكير" و"ميديك إيد"، قد يتضررون من التخفيضات التي يتضمنها المشروع على برنامج "ميديك إيد". وقد يفقد هؤلاء تغطيتهم ضمن البرنامج، التي تساعدهم في دفع أقساط "ميديكير" وتكاليف الرعاية الصحية الأخرى، كما قد يخسرون مزايا إضافية يقدمها لهم "ميديك إيد"، مثل خدمات الرعاية طويلة الأمد وعلاج الأسنان. الحاصلون على القروض الطلابية سيُفرض سقف جديد على المبالغ التي يمكن للطلاب اقتراضها من القروض الفيدرالية للدراسات العليا، وكذلك على ما يمكن للآباء اقتراضه للمساعدة في سداد رسوم الدراسة الجامعية لأبنائهم. كما ستتقلص فرص تأجيل السداد أو الحصول على فترات سماح، وستُفرض قيود على الإقراض للطلاب الملتحقين بدوام جزئي، وستُقلص خيارات السداد بشكل كبير، في تراجع واضح عن برامج إعفاء القروض التي تبنتها إدارة بايدن. يركز مشروع القانون بشكل رئيسي على التخفيضات الضريبية، لكن ليس كل من يدفع الضرائب سيستفيد منها، فالجامعات الخاصة تُعفى عادةً من الضرائب، رغم أنها تدفع ضريبة بنسبة 1.4% على عوائد صناديقها الوقفية. وسيرفع هذا المشروع الضريبة على دخل الصناديق الوقفية إلى معدل أقصى يبلغ 8% في الجامعات التي تتجاوز قيمة وقفياتها 2 مليون دولار لكل طالب مسجل. ويشمل ذلك جامعات مثل هارفارد وييل وستانفورد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وبرينستون. مشترو السيارات يحمل مشروع القانون خبراً ساراً لمشتري السيارات الأميركية الجديدة عبر القروض، إذ يسمح المشروع بخصم ما يصل إلى 10 آلاف دولار من الفوائد المدفوعة من الدخل الخاضع للضريبة. لكنه يحمل أيضاً أخباراً سيئة لكل من يرغب في شراء سيارة كهربائية، فالحوافز الضريبية على السيارات الكهربائية، والتي كانت تصل إلى 7500 دولار وأقرها الديمقراطيون في عهد بايدن، ستنتهي بنهاية سبتمبر المقبل، رغم أنها كانت مقررة للاستمرار حتى عام 2032.


الشرق الأوسط
منذ ساعة واحدة
- الشرق الأوسط
سلام الشرق الأوسط «البارد» يؤمن استقرار العالم!
قالت إيران إنها تكبدت في حربها الأخيرة مع إسرائيل ما يفوق الـ900 ضحية، وإنها تشترط للعودة إلى المفاوضات ضمانات أميركية بأنها لن تُقصف وهي جالسة حول طاولة التفاوض. الحروب هي ضمن عناصر العلاقات الدولية، ولو كانت ملاذاً أخيراً وليست هدفاً، بل هي طريق لتحقيق الأهداف. والحروب تنتهي عادةً بمنتصر ومهزوم، وتليها مسارات وتغييرات في البنى السياسية والاجتماعية والمفاهيم الفكرية والثقافية. بعيداً عن البروباغندا الإعلامية على وسائل التواصل، فإن ما سمّاها الرئيس الأميركي دونالد ترمب «حرب الـ12 يوماً» أظهرت أن ادِّعاء مقدرة إيران على القضاء على إسرائيل خلال أيام قليلة، لا بل ساعات، كان غير صحيح. في المقابل، رأت إيران أن صمودها أمام العدوان الأميركي - الإسرائيلي هو في حد ذاته نصر، وأن هدف المعتدين بتدمير البرنامج النووي قد فشل. كما احتفل مؤيدو إيران بأنها تمكنت من تحقيق ضربات موجعة في العمق الإسرائيلي للمرة الأولى منذ قيام الدولة العبرية، وألحقت الصواريخ الإيرانية دماراً وذعراً لدى الإسرائيليين لم يعهدوه من قبل. ولرغبتي في معرفة حقيقة نتيجة الحرب الإسرائيلية - الإيرانية كان لا بد لي من الاتصال بالبروفسور المحاضر في جامعة أكسفورد الذي، في اتصالات سابقة، توقَّع بدقة ماذا سيحدث، وأثق بتحليله وقدرته على استشراف الأحداث. لهذا أردت أن أسمع رأيه فيما حدث وسيحدث. قال إن ما حصل يحتاج إلى تحليل منطقي مجرد من العاطفة. وأكمل أن جميع هزائم العرب، ما عدا هزيمة حرب الأيام الستة عام 1967، كانت إشارات النصر تُرفع فيها. وأشار إلى منظر نقل القوات الفلسطينية على بواخر من ميناء بيروت التي استباحها أريئيل شارون عام 1982، فيما كان ياسر عرفات يرفع شارة النصر. ولفت أيضاً إلى انسحاب صدام حسين من الكويت بضغط جورج بوش الأب الذي حشد قوة دولية وألحق هزيمة مذلَّة بالحرس الجمهوري، لكنَّ صدَّام بقي يدّعي النصر على أعداء الأمة. وتابع أن إسرائيل أقدمت على قتل 1200 مواطن لبناني ودمرت المباني والجسور ومحطات الكهرباء والمدارس وأحرقت الحقول والمزارع في حرب عام 2006، لكنَّ «حزب الله» ادَّعى وقتها أنه حقق نصراً إلهياً. قلت له إن ما حصل في حرب الاثني عشر يوماً لم يكن مشابهاً، فقد رأينا قصف تل أبيب، واكتظاظ الملاجئ الإسرائيلية، وزحمة المطارات بالمستوطنين الهاربين. هزَّ رأسه موافقاً، وأكمل: «لكنَّ حجم الخسائر البشرية كان أقل من حوادث السير». قلت إن الحرب فشلت في وقف البرنامج النووي، فقال إن البرنامج انتهى عملياً، إذ إن إسرائيل قادرة على إعادة قصفه واغتيال من تعدّه معادياً لها. جادل البروفسور بأن إيران ستعود إلى طاولة مفاوضات البرنامج النووي، متوقعاً أن تصل إلى صيغة تعلن انتهاءه بشكل يُطمئن الغربيين. وأضاف أن أي حديث عن مستقبل إيران لا يمكن فصله عن إرث الثورة الذي شاخ في نظر جيل من الشباب بات يرى العالم من شاشات هاتفه قبل أن يراه من منابر المسؤولين. وأشار إلى أن العقوبات الغربية وانكماش الاقتصاد والبطالة يغذيان النقمة المكتومة لدى بعض شرائح المجتمع. واستطرد قائلاً إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي عاد إلى البيت الأبيض محمولاً على وعود «الحسم» و«عدم تكرار أخطاء الماضي»، يعد خطة متكاملة للتعامل مع الوضع الذي تمر به إيران، والذي يمكن أن يكون فرصة لإعادة رسم خريطة الشرق الأوسط عبر اتفاقات سلام موسعة مقابل تعهدات أمنية واقتصادية ضخمة. وشدد على أن الشعب الإيراني منهك ولا يريد مزيداً من الحروب، بل يريد دولة تعيد وصل ما انقطع مع العالم. لذلك، يتوقع البروفسور أن تعرض واشنطن خريطة طريق مشروطة لعودة إيران إلى الاقتصاد العالمي مقابل حل مشكلة الميليشيات الموالية لطهران وتفكيك مشروعها النووي نهائياً. وأكد البروفسور أن عهد الشعارات قد ولَّى، وأن المنطقة اليوم أمام لحظة تحول تاريخية قد تُنهي عقوداً من العداء وتنقل الشرق الأوسط إلى عهد سلام بارد لكنه ضروري لاستقرار العالم بأسره.