
جيش الاحتلال: سيتم إسقاط مساعدات إنسانية لـ غزة بالتعاون مع منظمات دولية
جاء ذلك عقب انتقاد «الأونروا» هذه الآلية، حيث وصف فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، عمليات الإنزال الجوي للمساعدات على غزة بأنها «إلهاء وإخفاء للوضع»، مناشدا إسرائيل «فتح البوابات» أمام الشاحنات بدلًا من ذلك.
تحديد ممرًا إنسانية
وقال أفيخاي أدرعي المتحدث باسم جيش الاحتلال عبر حسابه على «إكس»، إنه بناءا :«على توجيهات المستوى السياسي وفي ختام تقييم الوضع مساء اليوم بدأ الجيش سلسلة عمليات لتحسين الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة ودحض المزاعم الكاذبة عن تجويع متعمد في قطاع غزة».
وتابع :«في اطار ذلك سيتم تجديد إسقاط المساعدات الإنسانية من الجو هذه الليلة (السبت) في إطار الجهود لنقل المساعدات الإنسانية إلى داخل قطاع غزة. ستجرى عملية إسقاط المساعدات من الجو بالتعاون بين منظمات دولية الجيش، في إطار عملية الإسقاط سيتم إسقاط سبع منصات للمساعدات تحتوي على طحين وسكر ومعلبات غذائية سيتم توفيرها من المنظمات الدولية».
ونوه إلى أنه تقرر أن يتم تحديد ممرات إنسانية يسمح فيها لقوافل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بالتحرك الآمن لغرض إدخال المواد الغذائية والأدوية.
#عاجل 🔴 بناء على توجيهات المستوى السياسي وفي ختام تقييم الوضع مساء اليوم بدأ جيش الدفاع سلسلة عمليات لتحسين الاستجابة الإنسانية في قطاع غزة ودحض المزاعم الكاذبة عن تجويع متعمد في قطاع غزة.
⭕️في اطار ذلك سيتم تجديد إسقاط المساعدات الإنسانية من الجو هذه الليلة (السبت) في إطار… pic.twitter.com/7CXYhuBQi0
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) July 26، 2025
وتابع :«يستعد الجيش لفترات من تعليق مؤقت للأعمال العسكرية لاغراض إنسانية في المناطق التي تشهد اكتظاظ من السكان وسيواصل العمل في المناطق التي يعمل فيها لتطهيرها وتعميق الانشطة لتحييد العناصر والبنى الارهابية، مردفا :»سيستمر الجيش من خلال منسق أعمال الحكومة في المناطق في تنسيق التقاط حمولة مئات الشاحنات التي لم يتم تفريغها لغاية الآن مع منظمات الإغاثة الدولية«.
وأضاف أن الاحتلال بتوجيه من المستوى السياسي وبالتعاون مع شركة الكهرباء الإسرائيلية بربط خط «كيلع» الكهربائي لغرض تغذية محطة تحلية المياه الجنوبية التي من المفروض أن توفر ما يقارب 20 ألف متر مكعب من مياه الشرب في اليوم، بدلاً من 2.000 متر مكعب كانت متوفرة لغاية الآن لتوفر مياه الشرب لنحو 900 ألف شخص في المنطقة.
ادعاء بعدم وجود مجاعة
زعم متحدث جيش الاحتلال أنه بأنه لا تجويع في غزة، مدعيا أن الحديث عن حملة كاذبة وزائفة تقف خلفها حركة حماس، كما أن مسؤولية توزيع المواد الغذائية على سكان القطاع تقع على الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، مضيفا :يتوقع من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تحسين فعلية توزيع المساعدات وضمان عدم وصولها إلى حماس.
وفي ختام بيانه أكد أن الجيش :«انه لا توقف في القتال وأنه سيواصل القتال في قطاع غزة من أجل إعادة جميع المختطفين وحسم حركة حماس فوق الأرض وتحتها»
وأدت المجاعة في غزة، إلى استشهاد نحو 127 فلسطينيا، فيما أفاد «الأورومتوسطي»، بأن عدد المسنين الذين استشهدوا في المجاعة بلغوا نحو 1200 فلسطينيا.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة الأهرام
منذ 17 دقائق
- بوابة الأهرام
معايير إنسانية «مجحفة» لتوصيف المجاعة
لطالما ارتبطت الحروب بالدمار والخسائر، خاصة ان أدواتها لم تعد تقتصر على استخدام الأسلحة التقليدية كالدبابات والمدافع فقط، بل يوجد هناك أسلحة خفية أشد فتكا وقسوة من بينها استخدام الجوع كسلاح ضد الشعوب. فعلى مدار التاريخ، لجأت أطراف النزاعات إلى تجويع السكان المدنيين عمدا لتحقيق أهداف عسكرية او سياسية، سواء من خلال حصار المدن، أو منع وصول الامدادات الغذائية مما يحول الجوع إلى أداة إذلال ومعاقبة جماعية. ورغم وضوح تجريمه فى المواثيق الدولية، لاتزال هذه الوسيلة تستخدم فى صراعات معاصرة تاركة وراءها مآسى إنسانية مروعة وأجيالا عانت من الجوع لا بسبب قلة الموارد، بل بفعل قرار متعمد بتحويل الطعام إلى سلاح. ووفقا لتقرير نشرته الشبكة العالمية للصحافة الاستقصائية، فإن تعريف مصطلح "الغذاء كسلاح حرب" هو التلاعب المتعمد بإمدادات الغذاء فى حالات النزاع لإلحاق الضرر بالمدنيين. ويشمل ذلك أيضا منع الوصول إلى الغذاء، وإتلاف المحاصيل، وتسميم مصادر المياه، أو فرض حصار يؤدى إلى المجاعة وسوء التغذية أو غير ذلك من الأضرار ذات الصلة. وأضاف التقرير أنه فى عام 2025، واجه 343 مليون شخص جوعا حادا، 65% منهم، فى دول هشة أو متضررة من الصراعات. ووفقا لخبراء الأمن الغذائي، سيواجه السودان وجنوبها وقطاع غزة وهايتى أسوأ الأزمات فى أوائل عام 2025. وتعرف هيئة التصنيف المرحلى المتكامل للأمن الغذائى فى الأمم المتحدة المجاعة بأنها " مواجهة السكان سوء تغذية على نطاق واسع وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء". كما تعتبر هيئة التصنيف المرحلى للأمن الغذائي، المجاعة بأنها المرحلة الأخطر فى مقياس انعدام الأمن الغذائى الحاد الذى يتكون من خمس مراحل وهي: ١-الحد الأدنى من الضغوط المرتبطة بالأمن الغذائى أو عدم الإبلاغ عن أى ضغوط، 2 - بعض الأشخاص يواجهون ضغوطا فى العثور على الطعام، 3 - أزمة الغذاء، 4 - حالة الطوارئ 5 - وضع كارثى أو مجاعة. وقد وضعت الأمم المتحدة، ممثلة فى «برنامج الأغذية العالمي» و«منظمة الأغذية والزراعة» (الفاو)، معايير دقيقة لإعلان حالة المجاعة فى منطقة ما، حيث لا يكفى وجود نقص فى الغذاء فقط بل يجب توفر مؤشرات محددة ومتطابقة وفقا لتصنيف «المرحلة المتكاملة للأمن الغذائي»،أولها :تحديد نسبة الجوع الحاد (الجوع الشديد): يجب أن يعانى 20% على الأقل من السكان من انعدام الأمن الغذائى الحاد، أى أنهم لا يملكون ما يكفى من الطعام للنجاة. وثانيها:معدلات سوء التغذية الحاد: يجب أن تكون نسبة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد أعلى من 30%، مما يشير إلى تدهور خطير فى الحالة الصحية العامة. وثالثها:معدل الوفيات: يجب أن يتجاوز معدل الوفيات حالتين من كل 10.000 شخص يوميًا نتيجة الجوع أو أسبابه المباشرة، كالأمراض الناتجة عن سوء التغذية. وفيما يتعلق بالمعيار الثالث، تتسارع الوفيات، لكن الأرقام المتاحة محدودة، كما الحال عادة فى مناطق النزاع، بحسب برنامج الأغذية العالمي. وفى واقع الأمر، لا تعلن المجاعة رسميا إلا عندما تتحقق هذه الشروط الثلاثة مجتمعة، وهو ما يجعل إعلانها حدثا نادرا لكنه شديد الخطورة. ومن أمثلة الدول التى شهدت مجاعات، الصومال عام 2011، حيث تم الإعلان عن حدوث مجاعة فى مناطق جنوب الصومال بسبب الجفاف الشديد والنزاع المسلح. وقد توفى ما لا يقل عن 250.000 شخص، نصفهم من الأطفال، بسبب الجوع وسوء التغذية. هذا الإعلان جاء بعد تحقيق معايير IPC الثلاثة، خاصة فى إقليمى باكول وشابيلي.أما فى جنوب السودان، فقد أُعلنت المجاعة رسميا فى بعض المناطق عام 2017 نتيجة الحرب الأهلية التى عطلت الزراعة وأوقفت سلاسل الإمداد الغذائي. وتأثر نحو 100.000 شخص بشكل مباشر، بينما كان الملايين على شفا المجاعة.


نون الإخبارية
منذ ساعة واحدة
- نون الإخبارية
رضا هلال يكتب: حماس والإخوان ضحايا الشيطنة والهروب إلى الأمام
في خضم المشهد العربي المرتبك، تخرج علينا بين الفينة والأخرى أصوات – تدّعي الانتماء إلى النخبة السياسية أو الثقافية أو الفكرية – تُلقي على أخبار ذات صلة 8:17 مساءً - 29 يوليو, 2025 6:53 مساءً - 27 يوليو, 2025 12:11 صباحًا - 28 يوليو, 2025 6:43 مساءً - 27 يوليو, 2025 هل حقًا هناك من يصدق أن جماعة معارضة، تصنَّف كـ«إرهابية» في معظم الدول العربية، هي من نظّمت مظاهرة أمام السفارة المصرية في قلب دولة في السياسة كما في الحرب، أسوأ ما يمكن أن يصيبك هو فقدان البوصلة. أن تجهّل العدو الحقيقي، وتخترع خصمًا داخليًا وهميًا، فترهق نفسك في محاربته بينما العدو الحقيقي يحصد الأرض والوعي. ما يحدث اليوم من تحميل جماعة الإخوان المسلمين – وحماس ضمنًا – وزر كل ما يحدث في العالم العربي، هو في جوهره هروب إلى الأمام، هروب من الاعتراف بفشل الأنظمة، وانبطاح النخب، وتآكل المشروع العربي الجامع، وهروب من الإجابة عن سؤال: من الذي يقتل الفلسطينيين في حين يكون الإخوان أكثر اتزانًا من نخب النفاق يمكن أن تختلف مع جماعة الإخوان سياسيًا، أو حتى فكريًا، وأن ترفض بعض توجهاتهم أو خطابهم، وهذا طبيعي في ساحة العمل العام، لكن أن تُحمّلهم مسؤولية كل ما يحدث، من فشل اقتصادي، إلى انسداد سياسي، إلى تظاهرة في تل أبيب، فهو نوع من الغباء السياسي والاستهبال الجماهيري. بل يمكن القول إن الإخوان، وحماس خاصة، يتعاملون اليوم بمنتهى الاتزان، خليل الحية، القيادي في حماس، حين تحدث من قطر، وجّه خطابه إلى هل لأن الحقيقة موجعة؟ هل لأن الرجل قال ما لا يجرؤ الكثيرون على قوله؟ هل لأن المقاومة لا تزال تصرّ على أن مصر – رغم كل شيء – تظل الرقم الصعب والبوابة الحاسمة؟ يبدو أن ذلك أقضّ مضاجع البعض، فاختاروا الهروب إلى مربع الشيطنة، كعادتهم. كلما اقتربت الشعوب من إدراك أن حماس – بما تمثله من امتداد إخواني – هي خط الدفاع الأخير عن كرامة الأمة، اشتدت الحملة عليها. لأن الأنظمة فشلت في إضعافها عسكريًا، فاختارت أن تشوّهها إعلاميًا، وأن تستعدي عليها الرأي العام. الهجوم الكاسح، المنظّم، المتزامن، الذي تتولاه حكومات وصحف ومذيعون و'مفكرون' ضد حماس والإخوان، لا يعبّر عن قوة هذه الأنظمة، بل عن ذعرها من تعاظم التأييد الشعبي لهم، خاصة مع كل جولة تصعيد في غزة، حيث تنكشف الأقنعة ويظهر من يقاتل، ومن يموّل ويهرول. حماس ليست عدونا… والإخوان ليسوا الخطر المعادلة بسيطة وواضحة: عدونا هو من يحتل، من يقتل، من يهدم البيوت فوق رؤوس النساء والأطفال. عدونا هو من يُهوّد القدس، من يحاصر غزة، من يمنع المساعدات، من يحرق المزارع ويعتقل الأسرى. أما من يقاوم – بغض النظر عن انتمائه السياسي أو الديني – فهو في خندقنا، شاء من شاء وأبى من أبى. الإخوان المسلمون ليسوا ملائكة، ولديهم ما يُنتقد، لكنهم ليسوا هذا «الوحش» الذي تحاول النخب المهزومة صناعته. وهم بالتأكيد ليسوا المسؤولين عن تراجع التعليم، وفساد الإعلام، وعجز السياسات، واستبداد الأنظمة، وتفكك المجتمعات. وأنا هنا اوجه الخطاب إلى النخب التي تضلل الشعوب وأقول لهم اتقوا الله .. واتقوا يوما ترجعون إليه وسيسألكم، كما أكد في كتابه وكأنه يصور المشهد ' وقوفهم إنهم مسئولون' فقد آن أوان المكاشفة. وإلى أولئك الذين يلوون أعناق الحقائق، ويفبركون التهم، ويركضون خلف التعليمات الرسمية، ويضعون رؤوسهم في الرمال حين تتساقط القنابل على غزة: اتقوا الله في شعوبكم، واتقوا الله في تاريخكم. ولا تكونوا أدوات في معركة تُخاض ضد من تبقى من أحرار هذه الأمة. إن لم تكنوا في صف المقاومة، فلا تكونوا في صف الاحتلال. وإن لم تستطيعوا قول الحق، فلا تساهموا في طمسه. وإن لم تؤيدوا الإخوان، فلا تجعلوهم شماعة تعلقون عليها عجزكم وسقوطكم الأخلاقي. التاريخ لا ينسى. وغزة لن تغفر. وحين يسقط القناع، لن يبقى لكم سوى عار الصمت أو خيانة الكلمة. للمزيد من مقالات الكاتب


بوابة الأهرام
منذ ساعة واحدة
- بوابة الأهرام
«حماس » و«غزة الإنسانية ».. أذرع الجوع والموت
فى خضم واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية فى العالم، برز اسم «مؤسسة غزة الإنسانية»، بل وحركة حماس أيضا، كأحد الأسباب الرئيسة وراء وحش المجاعة الذى ينهش فى غزة المنكوبة. فقد اتهمت تقارير لـ«هيومان رايتس وواتش» ووكالة «أسوشيتد برس» و«بى بى سي» حركة حماس باحتكار توزيع المساعدات الغذائية والطبية. حيث وجهت جزءا من المساعدات للموالين للحركة أو بيعها فى السوق السوداء بدلا من إيصالها للفئات الأشد فقرا. والأدهى من ذلك، اتهام المنظمات الحقوقية للحركة بفرض ضرائب على السلع الأساسية والمساعدات حتى الوقود القادم من مصر، مما زاد من ارتفاع الأسعار وشح المواد الغذائية. وضاعف من مأساة المواطنين المنكوبين. أما مؤسسة غزة الإنسانية، التى ظهرت كمشروع إنسانى ظاهريًا، سعت فيه إلى تقديم نفسها كبديل أكثر كفاءة من منظمات الإغاثة الدولية التى تقودها الأمم المتحدة، لكنها أثارت جدلا واسعًا حول أهداف مشروعها وآلياته بعد أن بدأت عملها فى مايو الماضى بمشاركة مجموعة من المرتزقة الأمريكيين والإسرائيليين تحت غطاء الإغاثة لسكان القطاع، إلا أن ما حدث على الأرض كان مغايرًا تمامًا للرسالة المعلنة حيث استشهد أكثر من 600 فلسطينى فى أثناء محاولتهم الوصول إلى نقاط توزيع المساعدات. وما زاد الأمر تعقيدا، دور مجموعة بوسطن للاستشارات الأمريكية التى ساهمت فى تأسيس المؤسسة واتهامها بوضع مخطط «أرورا» (الشفق القطبي)، لتهجير الفلسطينيين من غزة حتى أصبحت محور انتقادات واسعة من قبل منظمات الإغاثة الدولية ومسئولى الأمم المتحدة، وسط اتهامات بتسييس المساعدات وعسكرتها، وتحويلها إلى أداة للإبادة بدلا من استخدامها وسيلة للبقاء. بدعم من واشنطن وتل أبيب، تأسست مؤسسة غزة الإنسانية فى فبراير الماضى كمنظمة أمريكية غير ربحية مقرها ديلاور، ضمت شخصيات أمنية واستخباراتية ومقاولين عسكريين سابقين، فى تركيبة أثارت تساؤلات حول طبيعة عملها الإنسانى الحقيقي. وفى مشهد أقرب إلى ساحة حرب منه إلى موقع إغاثة، كشف تقرير لموقع «ليفت فويس» الأمريكى عن أن المؤسسة استعانت بشركات أمنية مثل «سيف ريتس سوليوشانز» و«يو جى سوليوشانز»، التى يديرها جنود أمريكيون سابقون، أحدهم كتب ذات مرة عن رغبته فى «الانتقام من سكان الشرق الأوسط». هذه الشركات جندت مرتزقة يتقاضون أكثر من ألف دولار يوميًا. واللافت فى هذا التحول ليس فقط استخدام الغذاء كسلاح فى حرب غزة، بل توظيف من يُفترض بهم أن يكونوا «رجال إغاثة» كمجرد مرتزقة مسلحين، يتقدمهم مقاولون أمريكيون جاءوا إلى غزة لا لإطعام الجياع، بل لتأمين «إدارة الجوع» وفق تصورات عسكرية صاغها ضباط إسرائيليون ومستشارون أمنيون سابقون فى أفغانستان والعراق. وقد وثّق فريق «المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان» الميدانى بشهادة أكثر من 12 شاهد عيان وجود مرتزقة أجانب ضمن منظومة الإغاثة، لسرقة المساعدات وقتل المدنيين الفلسطينيين الجائعين بالقرب من مراكز توزيع الغذاء، فضلا عن إثارة الفوضى والمساهمة فى التدمير المنهجى للخدمات الأساسية وسبل العيش فى قطاع غزة. من جهة أخرى، تحولت مراكز التوزيع إلى مناطق خاضعة لحراسة أمنية مشددة، بالقرب من مواقع عسكرية إسرائيلية. واستثنت هذه النقاط شمال القطاع المحاصر، مما غذّى اتهامات باستخدام المساعدات كوسيلة ضغط لترحيل الفلسطينيين قسريًا إلى الجنوب. وفى أول أيام التوزيع، وقعت مجزرة فى رفح، فيما استقال لاحقًا مدير المؤسسة التنفيذى جيك وود ومدير العمليات ديفيد بورك بسبب «تعارض المشروع مع المبادئ الإنسانية الأساسية». وفى تطور لافت يوضح مغزى المساعدات الإنسانية المزعومة فى غزة، كشف متعاقد أمنى سابق عمل ضمن فريق الحراسة فى مواقع «مؤسسة غزة الإنسانية» لهيئة الإذاعة البريطانية «بى بى سي» أن زملاءه أطلقوا النار بشكل متكرر على مدنيين فلسطينيين جائعين لم يشكلوا أى تهديد. وقال إن إطلاق النار تم باستخدام رشاشات ثقيلة، من بينها حادثة أطلق فيها أحد الحراس النار من برج مراقبة على مجموعة من النساء والأطفال وكبار السن، فقط لأنهم لم يغادروا المكان بالسرعة المطلوبة. وتزامن ذلك مع تفكيك منظمات الإغاثة الدولية كبرنامج الأغذية العالمى و«وورلد سنترال كيتشن»، من خلال التضييق عليها ومنع الإمدادات، وتهديد العاملين، واستهدافهم عسكريًا، مما دفع بالسكان إلى الاندفاع نحو ثلاث نقاط توزيع محصورة، تحوّلت إلى مصائد للموت. إن ما يجرى فى غزة ليس مجرد فشل فى الإغاثة، بل استخدام متعمد للمعونة كسلاح سياسى من قبل غزة وإسرائيل على حد السواء، فهى أداة حرب ترتكب الجرائم تحت شعارالرحمة، وتدفن الضحايا بأكياس الطحين وغيرها، لتختلط المصالح الجيوسياسية بالاحتياجات الإنسانية، وسط غياب واضح للعدالة.