
بين الثبات والتباطؤ.. إلى أين يتجه الاقتصاد الأمريكي؟
كشف تقرير سوق العمل الأمريكي لشهر يونيو – الصادر منذ أيام – عن أداء تجاوز التوقعات، حيث تمت إضافة 147 ألف وظيفة جديدة، في حين تراجع معدل البطالة من 4.2% إلى 4.1%.
كذلك، فقد تراجعت احتمالات خفض الفائدة في يوليو بشكل حاد من 24% إلى أقل من 5% عقب صدور هذه الأرقام.
والأهم من ذلك أن نمو الوظائف خلال يونيو جاء مدفوعاً في المقام الأول بوظائف القطاع الحكومي وقطاع الرعاية الصحية، في حين سجلت القطاعات الدورية أداءً باهتاً على نحو لافت.
وبالنظر، مثلاً، إلى سلة الصناعات الدورية (البناء والتشييد، والتصنيع، والترفيه والضيافة، والنقل، والعمالة المؤقتة)، نجد أن قطاعي العمالة المؤقتة والتصنيع - رغم ضعفهما الملحوظ - بدآ يشهدان تحسناً طفيفاً، بينما تظهر قطاعات الضيافة والنقل والإنشاءات نمواً إيجابياً لكنه آخذ في التراجع.
وعند جمع كل هذه القطاعات، يبرز تباطؤ واضح في الفترة الأخيرة - لكن فقط بالمقارنة مع الطفرة التي شهدتها هذه القطاعات في أواخر الخريف والربيع، إذ إن المستوى الحالي لنمو الوظائف (نحو 20 ألف وظيفة شهرياً) يتماشى تماماً مع ما شهدناه خلال السنوات القليلة الماضية.
ويظهر المجموع الإجمالي اتجاهاً نزولياً طفيفاً في الآونة الأخيرة.
وفي الوقت ذاته، تواصل أرباح الشركات نموها بمعدلات معقولة، وإن كانت أبطأ مما كانت عليه قبل عام أو عامين.
وتشير تقديرات مؤشر «جي دي بي ناو» الصادر عن الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا وإجماع المحللين إلى أن الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني سينمو بنحو 2%، وهو معدل يتجاوز بشكل طفيف إمكانات النمو طويلة الأجل للاقتصاد الأمريكي.
وقد فعلت نسخة مجلس النواب ذلك بشكل فوري ومفاجئ، بينما اتسمت نسخة مجلس الشيوخ - التي أصبحت الآن قانوناً نافذاً - بالتدرج، حيث تظل المشروعات التي تدخل مرحلة الإنشاء في 2026 مؤهلة للائتمان الضريبي الكامل، فيما تبقى حوافز التصنيع سارية حتى عام 2028.
غير أن معظم أسهم هذا القطاع استعادت عافيتها عندما تم تمرير مشروع قانون مجلس الشيوخ بصيغته المكتوبة، وازداد انتعاشها بعد موافقة مجلس النواب على نسخة مجلس الشيوخ، لتتجاوز قيمة العديد من هذه الأسهم الآن مستوياتها التي كانت عليها في بداية عهد إدارة ترامب الجديدة.
ويقول جوزيف أوشا من مؤسسة «غوغنهايم بارتنرز»: إن نسخة مجلس الشيوخ من مشروع القانون أدخلت أحكاماً تسهل على المشروعات السكنية التأهل للحصول على الائتمان الضريبي، في حين كان الكثيرون يتوقعون أن يقضي مجلس النواب على هذه الأحكام، وهو ما لم يحدث.
وفي هذا الصدد، يقول غلين شوارتز من شركة «رابيديان إنرجي»: «من شبه المستحيل أن تتمكن معظم المشاريع الجديدة من الربط بالشبكة قبل هذا التاريخ، فرحلة الربط تمتد لسنوات في بعض المناطق، وستواجه الشركات العديد من عقبات التصاريح الأخرى».
وستفيد المهلة الزمنية الأطول في المقام الأول المشروعات التي كانت قيد التنفيذ بالفعل.
ورغم الدفعة القوية التي قدمتها إدارة بايدن للتصنيع المحلي، إلا أن الصناعة الأمريكية لا تزال تعتمد بدرجة كبيرة على الصين، مع عدم وضوح مدى قدرة الحكومة على مراقبة هذا القطاع بفعالية.
ووفقاً لجيسي جنكينز من مركز «آردلينجر» للطاقة والبيئة بجامعة برينستون، فإن الغاز الطبيعي يمثل المصدر الرئيسي لتوليد الكهرباء في الولايات المتحدة، وقد وصلت شبكة الإمداد هذه إلى أقصى طاقتها.
وما سنشهده في ظل هذا القانون هو تراجع لمشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية، وارتفاع تكاليفها، مع زيادة الاعتماد على المولدات الحالية الأقل كفاءة، مما سيترجم حتماً إلى تكاليف أعلى وانبعاثات كربونية أكبر».
ويقدر جنكينز أن متوسط تكلفة الطاقة للأسر الأمريكية سيرتفع بنحو 160 دولاراً بحلول عام 2030، وسيصل الارتفاع إلى 280 دولاراً بحلول عام 2035 في ظل هذا القانون.
وصحيح أن قانون الميزانية يضع عائقاً أمام تحقيق ذلك، لكننا نأمل أن يكون هذا العائق قابلاً للتخطي والتجاوز.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
النفط يستقر مع تقييم تأثير الرسوم الجمركية في النمو الاقتصادي
استقرت أسعار النفط الخميس في الوقت الذي يقيّم فيه المستثمرون التأثير المحتمل للرسوم الجمركية الأمريكية في النمو الاقتصادي العالمي، بينما حد تراجع الدولار ومؤشرات ارتفاع الطلب على البنزين من زيادة الأسعار. وبحلول الساعة 0600 بتوقيت جرينتش، زادت العقود الآجلة لخام برنت أربعة سنتات إلى 70.23 دولار للبرميل. وخسر خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي سنتاً واحداً ليسجل 68.37 دولار للبرميل. وعلى جانب الطلب، قالت شركة كبلر لتحليل البيانات في مذكرة إن الضبابية التي تكتنف الاقتصاد الكلي أدت إلى بيئة شراء أكثر حذراً وخاصة في آسيا، بينما أشارت إلى أن علاوات المخاطر الجيوسياسية تلاشت مع استمرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران. وهدد ترامب الأربعاء البرازيل أكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية بفرض رسوم جمركية 50 بالمئة على صادراتها للولايات المتحدة، وذلك بعد خلاف علني مع نظيره البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. وأعلن ترامب رسوماً جمركية تتعلق بالنحاس. وأرسلت إدارته رسائل بشأن الرسوم الجمركية إلى الفلبين والعراق وغيرهما، لتضاف هذه الرسائل إلى أكثر من عشر رسائل صدرت في وقت سابق من الأسبوع لدول من بينها الشريكان التجاريان الكبيران كوريا الجنوبية واليابان. ووسط استمرار القلق إزاء الضغوط التضخمية الناجمة عن رسوم ترامب، أظهر محضر أحدث اجتماع للسياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) والذي نشر أمس الأربعاء أن قلة فقط من صناع السياسات بالبنك قالوا في الاجتماع الذي عقد يومي 17 و18 يونيو حزيران إنهم يعتقدون بإمكانية خفض أسعار الفائدة هذا الشهر. وعادة ما تزيد أسعار الفائدة المرتفعة من كلفة الاقتراض وتقلل الطلب على النفط. وقال كيلفن وونج كبير المحللين في أواندا إن أسعار النفط تلقت دعماً من انخفاض الدولار في جلسة التداول الآسيوية الخميس. وتراجع العملة الأمريكية يجعل أسعار النفط أرخص لحائزي العملات الأخرى. وتلقت الأسعار بعض الدعم من ارتفاع مخزونات النفط الخام في الولايات المتحدة في وقت انخفضت فيه مخزونات البنزين ونواتج التقطير الأسبوع الماضي، حسبما ذكرت إدارة معلومات الطاقة أمس الأربعاء. ووفقاً للإدارة، ارتفع الطلب على البنزين ستة في المئة إلى 9.2 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي. وقال بنك جيه.بي مورجان في مذكرة للعملاء «بلغ متوسط نمو الطلب العالمي على النفط 0.97 مليون برميل يوميا حتى الآن منذ بداية العام، وهو ما يتماشى مع توقعاتنا البالغة مليون برميل يومياً».


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
ارتفاع طفيف للذهب بترقب الحرب التجارية
ارتفعت أسعار الذهب الخميس مدعومة بتراجع طفيف في سعر صرف الدولار وعوائد السندات، في الوقت الذي يترقب فيه المستثمرون عن كثب تطورات المفاوضات التجارية في ظل توسيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحرب الرسوم الجمركية. وزاد الذهب في المعاملات الفورية 0.3 في المئة إلى 3321.68 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 06:08 بتوقيت جرينتش. وصعدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.3 في المئة إلى 3329.90 دولار للأوقية. ووسع ترامب الأربعاء حربه التجارية وأعلن عن رسوم جمركية جديدة بنسبة 50 في المئة على واردات النحاس ورسوم بواقع 50 في المئة على السلع الواردة من البرازيل، وتدخل حيز التنفيذ في الأول من أغسطس/آب. وقال مات سيمبسون كبير المحللين في سيتي إندكس «يبدو أن تأثير الرسوم الجمركية على السوق يتضاءل مع كل أنباء جديدة. بدأ الملل من الرسوم الجمركية، ويحتاج المتداولون إلى محفز جديد لتخطي الركود». وانخفض مؤشر الدولار 0.2 في المئة، في حين تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات عن أعلى مستوى في ثلاثة أسابيع. ويقلل انخفاض العوائد من تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الذي لا يدر عوائد. ويجعل تراجع الدولار الذهب أرخص لحائزي غيره من العملات. وأظهر محضر اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) الذي انعقد يومي 17 و18 يونيو/حزيران أن عدداً قليلاً فقط من مسؤوليه يعتقدون أن خفض أسعار الفائدة قد يحدث هذا الشهر، بينما أيد معظمهم التخفيضات في وقت لاحق من هذا العام بسبب مخاوف التضخم المرتبطة بسياسات ترامب الجمركية. وصوتت لجنة السوق المفتوحة الاتحادية بالإجماع على إبقاء أسعار الفائدة دون تغيير في اجتماعها في يونيو/حزيران. ومن المقرر عقد الاجتماع المقبل للجنة السياسات في 29 و30 يوليو/تموز. وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.2 في المئة إلى 36.42 دولار للأوقية، وانخفض البلاتين 0.2 في المئة إلى 1345.06 دولار، وزاد البلاديوم 0.3 في المئة إلى 1108.18 دولار.


صحيفة الخليج
منذ 2 ساعات
- صحيفة الخليج
الدولار يلتقط الأنفاس وبتكوين ترتفع قرب مستوى قياسي
استقر الدولار الخميس بعد تراجعه عن أعلى مستوى له في أسبوعين مقابل العملات الرئيسية بعد أن أخفقت أحدث إعلانات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الرسوم الجمركية في إحداث اضطراب في الأسواق باستثناء البرازيل حيث أدى تهديده بفرض رسوم تبلغ 50 في المئة إلى تراجع الريال. وتعرض الدولار لضربة قوية بسبب الانخفاض الحاد في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، إذ زاد الطلب على سندات لأجل 10 سنوات الأربعاء، ما قلص المخاوف بشأن رواية «بيع الولايات المتحدة» التي شهدت بيع سندات الخزانة والدولار وأسهم وول ستريت في وقت سابق من هذا العام. وبشكل عام، أبدى المستثمرون تعطشاً للأصول الأعلى في المخاطر بعدما بدا أن سيناريوهات الرسوم الجمركية الأكثر ضرراً أصبحت مستبعدة بشكل متزايد، ما ساعد شركة إنفيديا على أن تصبح أول شركة على الإطلاق يصل تقييمها إلى أربعة تريليونات دولار، ورفع عملة بتكوين المشفرة إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق بالقرب من 112 ألف دولار. وتلقت المعنويات أيضا الدعم من محضر أحدث اجتماع لمجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) والذي أظهر أن معظم صانعي السياسة يرون أن خفض أسعار الفائدة سيكون مناسبا في وقت لاحق من هذا العام. واستقر مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، عند 97.404 بعد هبوطه 0.2 بالمئة الأربعاء، وهو نفس اليوم الذي ارتفع فيه إلى أعلى مستوى منذ 25 يونيو حزيران إلى 97.837 قبل أن يفقد الزخم. وباستثناء البرازيل، تضمنت مجموعة الرسائل الأحدث التي أرسلها ترامب إلى الشركاء التجاريين معدلات رسوم جمركية قريبة من تلك التي جرى اقتراحها بالفعل في إعلانه الأصلي في الثاني من إبريل نيسان. كما أن ترامب ترك الباب مفتوحاً أمام احتمال تمديد الموعد النهائي الجديد الذي حدده في الأول من أغسطس آب إذا قدمت الدول مقترحات مقنعة. وارتفع اليورو 0.1 بالمئة إلى 1.1735 دولار اليوم الخميس، بينما زاد الجنيه الإسترليني 0.1 بالمئة إلى 1.3605 دولار.واستقر الدولار عند 146.31 ين، و0.7942 فرنك سويسري. وارتفعت عملة بتكوين 0.3 بالمئة إلى حوالي 111062 دولاراً، لتقترب من أعلى مستوى لها على الإطلاق الذي سجلته الليلة الماضية عند 111988.90 دولار. وذكر توني سيكامور محلل آي.جي في مذكرة للعملاء «جاء هذا الارتفاع القياسي الجديد بفضل تحسن معنويات المخاطرة». وأوضح «في حين أن الارتفاع إلى مستويات قياسية جديدة لم يحدث بعد الإثارة التي كانت تأملها السوق، فهناك مجال لبتكوين لتحقيق المزيد من المكاسب نحو 120 ألف دولار».