
منهم «مصمم جرافيك» و«شاعرة وعائلتها».. مدنيين إيرانيين أنهت إسرائيل حياتهم وأحلامهم (تفاصيل)
عائلة كانت محبتهم موضع حسد الجميع، طفلة ذات 8 سنوات، كانت تحب الجمباز، ومصمم جرافيك مخضرم، يعمل في مجلات مثل «ناشيونال جيوجرافيك»، هكذا أنهى العدوان إسرائيل على إيران، أحلام لم تكتمل كعادة نشأتها منذ نكبة 48، فمن حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها ضد قطاع غزة مرورا بلبنان، وجهت دولة الاحتلال آلة قتلها نحو المدنيين في إيران.
وفي مقابلات مع أكثر من 50 شخصًا من سكان عدد من المناطق في إيران، بينها طهران، وشيراز، وأصفهان، والأهواز، ومشهد، وسنندج، وآمول، وغزوين، وسمنان، وكرج، ونيشابور، وتبريز، تحدث الأطباء والعائلات والأصدقاء عن حصيلة الخسائر الناجمة عن الضربات لصحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.
وزعمت إسرائيل أنها لا تستهدف المدنيين الإيرانيين، لكن المئات استشهدوا في كل يوم منذ بدء الحرب، ليظهر وجه جديد واسم جديد وقصة جديدة لحياة انتهت بعنف وفجأة.
وقال الجيش الإسرائيلي، إن الهجمات على إيران هي اغتيالات تستهدف قادة عسكريين، ومسؤولين حكوميين، وعلماء نوويين، لكن الصواريخ والطائرات بدون طيار أصابت أيضًا مبانٍ شاهقة، ومجمعات سكنية متعددة الطوابق، يقيم فيها مدنيون أيضًا، فيما أكد الدكتور حسين كرمان بور، المتحدث باسم وزارة الصحة، إن 90 % من الضحايا هم من المدنيين، وليسوا عسكريين.
في العاصمة طهران، أدى تواتر الغارات الإسرائيلية إلى قلب الحياة اليومية رأسًا على عقب، فقد حلّ الصخب المستمر لأنظمة الدفاع الجوي، ودوي الانفجارات المدوّي، وصفارات سيارات الإسعاف، وسيارات الإطفاء محل أصوات المدينة التي عادة ما تعج بحركة المرور، وآذان الصلاة.
وتُظهر الصور ومقاطع الفيديو، طواقم الإنقاذ وهم يفتشون في أكوام الحطام، وأبٌ يمسك بطفله الصغير مرتديًا رداءً أبيض مغطى بالدماء، ورجل ينزف من رأسه وهو يتكئ على دراجة نارية بينما يقوم أحد المارة بتطبيب جرحه، لتطل جثة طفل صغير مغطاة بالغبار الرمادي من بين الأنقاض.
وقالت جيلا بانياجوب، وهي صحفية بارزة وناشطة بارزة في مجال حقوق المرأة في طهران: «هناك تركيز كبير على الأهداف العسكرية ولكن لا يُقال الكثير عن الكثير من الضحايا المدنيين، بل لا يُقال أي شيء عنهم، وهم أعلى بكثير من عمليات القتل المستهدف».
ولفت 4 أطباء، بينهم مدير أحد المستشفيات الكبرى في طهران، إن غرف الطوارئ مكتظة عن آخرها، وهو ما دفع وزارة الصحة، الإثنين الماضي، بمطالبة جميع أفراد الطاقم الطبي في جميع أنحاء البلاد بالبقاء في مواقعهم بسبب الحاجة الماسة.
فيما قال على، وهو مهندس يبلغ من العمر 43 عامًا، يسكن في طهران، وأب لطفلين صغيرين: «هذا لا يشبه أي شيء شهدناه من قبل»، مضيفًا إن الوفيات والإصابات تتوالى كل يوم، وأن شقيقة أحد أصدقائه قُتلت عندما انهار عليها مبنى بعد غارة مستهدفة.
صورة أخرى للهجوم الهمجي الذي شنه الكيان الصهيوني على المناطق المدنية والسكنية في #طهران. pic.twitter.com/ihv8JwUAQt
— وكالة إرنا العربیة (@irna_arabic) June 15، 2025
عائلة كانت محبتها موضع للحسد
موظفة بنك، وشاعرة، تدعى بارنيا عباسي، تخرجت من الجامعة بشهادة في اللغة الإنجليزية، وحصلت على وظيفة في البنك الوطني الإيراني، حيث أمضت والدتها حياتها المهنية كموظفة في البنك حتى تقاعدها، وكان والدها مدرسًا في مدرسة حكومية.
وتحدثت «عباسي»، ذات مرة في ندوة للشعراء الشباب وقالت للجمهور إنها تنظر إلى كل أحداث حياتها كقصص يمكنني كتابتها، فقبل حوالي 6 أشهر، حقق والداها حلم حياتهما بشراء شقة من 3 غرف نوم في مجمع «أوركيده»، وهو مجمع من المباني السكنية الشاهقة في شارع ستارخان في وسط طهران، وفي صباح الجمعة الماضية، انهار المبنى بعد أن أصيب بصاروخ إسرائيلي، وتم قصف بنايتهم، وقُتلت عائلة عباسي، بما في ذلك برهام، الأخ الأصغر لها.
«لقد اشتروا هذا المنزل قبل 6 أو 7 أشهر تحت ضغط مالي كبير حتى يتمكن الأطفال من الحصول على غرف خاصة بهم، وكانت المحبة بين هذه العائلة موضع حسد الجميع. كانوا دائمًا معًا»، هكذا تحدث حسن، أحد أقارب العائلة في طهران.
صور من العدوان الذي شنّه الكيان الصهيوني على مناطق سكنية في #طهران. pic.twitter.com/nR98evpvUs
— وكالة إرنا العربیة (@irna_arabic) June 15، 2025
بالإضافة إلى الطفلة تارا هاجميري، 8 سنوات، التي كانت تحب الرقص الشعبي والجمباز، التي انتشر مقطع فيديو لها على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي ترتدي فستانًا أحمر، وترقص في طريقها إلى كرسي عيادة طبيب الأسنان، وفي السبت الماضي قتلت الطفلة هي و60 شخصًا من سكان المبنى السكني في شارع باتريس لومومبا.
زوجان في الثمانينيات من العمر
بدوره، قال رضا، وهو مهندس كمبيوتر يبلغ من العمر 59 عامًا، إن عمته وعمه، وهما زوجان في الثمانينيات من العمر، قُتلا في غارة جوية أثناء نومهما ليلة السبت، مضيفا أن قوة الانفجار أطاحت بالمبنى، موضحًا أن عمه كان يعاني من مرض «باركنسون»، معتبرا «إنه لأمر محزن للغاية أن يتأثر المدنيون الأبرياء بهذه الحرب، لقد كانوا أجدادًا محبين».
ولفت رضا، إلى أن الأضرار كانت التي لحقت بالمبنى كانت واسعة النطاق لدرجة أن عمال الإنقاذ لم ينتشلوا الجثث بعد، لكن تم إبلاغ العائلة باعتبار الزوجين في عداد الموتى، مشيرا إلى أن أبناء الزوجين البالغين يذهبون إلى الموقع كل يوم في انتظار انتشال الجثث من تحت الأنقاض
كان ودودا ودائما مبتسما
فيما كان صالح بيرامي، وهو مصمم جرافيك مخضرم يعمل في مجلات مثل «ناشيونال جيوجرافيك»، وشركات إعلامية، يقود سيارته عائدًا إلى منزله من اجتماع الأحد الماضي، توقف عند إشارة حمراء في ساحة القدس، بالقرب من سوق «تجريش» الصاخب في الجزء الشمالي من طهران، ليباغت المنطقة صاروخ إسرائيلي على أنبوب رئيسي للصرف الصحي في الساحة، وانفجر في كرة من النار، وقتله.
وأشادت آفا مشكاتيان، وهي زميلة كانت تجلس بجانبه في العمل، بيرامي على صفحتها على إنستجرام، واصفة إياه بأنه كان لطيفًا وودودًا ومبتسمًا دائمًا، «علينا أن نكتب هذه الأشياء ليقرأها الآخرون، ليعلم الآخرون، الله وحده يعلم كم أنا محطمة».
كان موهبة صاعدة
فيما أمضى مهدي بولادفند، البالغ من العمر 27 عامًا، وهو عضو في نادي الفروسية للشباب وبطل وطني، آخر يوم من حياته يوم الجمعة الماضية، في مضمار سباق في «كرج»، وهو يتنافس في سباق، حيث وصفته وسائل الإعلام الإيرانية بأنه موهبة صاعدة فاز بالعديد من ألقاب البطولات في مسابقات المحافظات والكؤوس الوطنية، وقد قُتل مع والديه وشقيقته عندما سقط صاروخ إسرائيلي على المبنى الذي يقطنون فيه، بحسب ما قال صديقه أريزو مالك، وهو زميله في الفروسية.
تشييع الجنائز بينما تتطاير الصواريخ فوقهم
وفي المقابر في جميع أنحاء إيران، تُقام مراسم تشييع جنائزية حزينة يوميًا، وأحيانًا بينما تتطاير الصواريخ في سماء إيران، غُطي نعش نيلوفار جاليهفاند، 32 عامًا، وهي مدربة «بيلاتيس- ونوع من تمارين العقل والجسد»، بعلم إيران، وفقًا لمقاطع الفيديو التي نشرها النادي الرياضي الذي كانت تعمل فيه على وسائل التواصل الاجتماعي. ويمكن رؤية حشد صغير يرتدي ملابس سوداء وهو يقف حول النعش، حيث جاء في رسالة من النادي الرياضي: «سنتذكركِ دائمًا».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

يمرس
منذ 13 ساعات
- يمرس
قواعد عسكرية أمريكية جديدة في السعودية وتحويل البحر الأحمر إلى منطقة عسكرية
وبحسب الصحيفة، فإن القاعدة التي تقع على بعد نحو 20 ميلًا من سواحل السعودية الغربية، والمعروفة باسم منطقة الدعم اللوجستي جينكينز، ظلت مهجورة في الغالب منذ إنشائها، لكنها تحولت خلال العام الماضي إلى مركز إمداد رئيسي في ظل تنامي التوترات العسكرية مع إيران ، وخصوصًا بعد الضربات الأميركية الأخيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية ، والرد الصاروخي الإيراني على القواعد الأميركية في الخليج. وتشير تحليلات الصحيفة المعتمدة على صور أقمار صناعية ومصادر عسكرية أميركية إلى أن القاعدة شهدت توسعًا متسارعًا في منشآتها، شمل بناء مستودعات للذخيرة، وتوسيع مرافق إيواء القوات، وتعزيز التحصينات الأمنية، إلى جانب إنشاء منشآت جديدة لتخزين المعدات والوقود. وتؤكد الصحيفة أن هذه التوسعات تأتي في سياق سعي الولايات المتحدة لإبعاد بنيتها العسكرية عن مرمى الصواريخ الإيرانية قصيرة المدى، التي تغطي معظم القواعد الأميركية المنتشرة في الخليج وسوريا والعراق. وأوضحت الصحيفة أن مسؤولين أميركيين سعوا منذ سنوات لإنشاء قواعد لوجستية على البحر الأحمر ، باعتبارها أكثر أمنًا مقارنة بالقواعد المنتشرة شرق الخليج، حيث يسهل على إيران استهدافها بالصواريخ والطائرات المسيّرة، بينما يتطلب استهداف القواعد الجديدة استخدام صواريخ متوسطة المدى أقل دقة وأضعف من حيث القدرة التدميرية. لكن رغم هذا البُعد الجغرافي عن إيران ، تقول نيويورك تايمز إن القاعدة لا تزال في مرمى تهديدات اليمنين، الذين سبق لهم تنفيذ هجمات على سفن أميركية في البحر الأحمر. وكشفت الصحيفة أن صور الأقمار الصناعية منذ بداية 2022 أظهرت القاعدة كموقع بدائي يحتوي على مخابئ ترابية ومنطقتين مرصوفتين دون وجود ملحوظ للأفراد، لكن منذ مطلع 2024، أظهرت الصور تحوّل القاعدة إلى معسكر متكامل، يضم عشرات المباني والخيام والمركبات، بالإضافة إلى مخازن ذخيرة كبيرة، بعضها يحتوي على حاويات يُعتقد أنها مخصصة للصواريخ البحرية. وبحسب التعاقدات الحكومية الأميركية التي حصلت عليها الصحيفة، ارتفع حجم الإنفاق على تجهيزات القاعدة لأكثر من 3 ملايين دولار منذ أوائل العام الجاري، تشمل شراء معدات، مركبات، وخيام، بالإضافة إلى إنشاء منشآت جديدة لتأمين ظروف معيشية ملائمة للقوات. وأشارت الصحيفة إلى أن وحدات من الجيش الأميركي، بينها قيادة الدعم الاستكشافي 364، تشارك حاليًا في تشغيل وإدارة القاعدة، التي استخدمتها القوات الأميركية مؤخرًا لتنفيذ تدريبات تحاكي عمليات نقل الإمدادات العسكرية عبر البحر الأحمر لدعم القوات المنتشرة في المنطقة، في مؤشر واضح على التحضيرات الأميركية لاحتمال اندلاع مواجهة مفتوحة مع إيران. كما كشفت نيويورك تايمز أن الجيش الأميركي يعمل أيضًا على بناء موقعين لوجستيين آخرين في مطاري الطائف وجدة السعوديين، لكنهما أصغر وأقل نشاطًا من قاعدة جينكينز، ويُستخدمان بشكل أساسي كمخازن للذخيرة والوقود ومواقع دفاع جوي. وتظهر وثائق رسمية أميركية اطلعت عليها الصحيفة، أن هناك خططًا واسعة لتوسيع المنشآت في قاعدة جينكينز، تشمل إنشاء مناطق صيانة للمركبات، مناطق ترفيه ومعنويات للقوات، توسيع مخازن الذخيرة، تطوير البنية التحتية للمطار القريب، بالإضافة إلى أعمال بناء في قواعد أخرى داخل السعودية وبقية أنحاء الشرق الأوسط. ونقلت الصحيفة عن الجنرال الأميركي المتقاعد فرانك ماكنزي، القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية، قوله إن إنشاء مثل هذه القواعد يمنح واشنطن أفضلية عسكرية في أي صراع محتمل مع إيران ، مشيرًا إلى أنها تُسهّل عمليات الجيش الأميركي وتُصعّب المهمة على خصومه، على حد وصفه. وتأتي هذه التحركات العسكرية الأميركية في ظل تصاعد التوتر الإقليمي، خاصة بعد استهداف القواعد الأميركية في الخليج، وتزايد احتمالات انزلاق المنطقة إلى مواجهة أوسع بين واشنطن وطهران، وهو ما يراه مراقبون أنه سينعكس سلبًا على استقرار المنطقة، ويُهدد بتوسيع دائرة الحرب التي يدفع ثمنها شعوب المنطقة.


بوابة الأهرام
منذ يوم واحد
- بوابة الأهرام
إقالات مفاجئة «غير مسببة» لمدعين فى «أحداث الكابيتول»
فى أحدث تحركات إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب لاستهداف المدعين المشاركين فى الملاحقة واسعة النطاق للمتهمين فى هجوم السادس من يناير2021، أقالت وزارة العدل الأمريكية، أمس، ما لا يقل عن 3 مدعين شاركوا فى القضايا الجنائية المتعلقة بأحداث شغب «الكابيتول». ووفقا لمصادر مطلعة، من بين المدعين الذين تمت إقالتهم، اثنان عملا كمديرين يشرفان على الملاحقات القضائية فى 6 يناير بمكتب المدعى العام الأمريكى فى واشنطن، بالإضافة إلى مدع كان يتعامل مع القضايا المترتبة على هجوم الكابيتول. وكانت رسالة وقد تلقاها أحد المدعين المقالين بتوقيع المدعية العامة بام بوندى، ولم تقدم الرسالة سببا للإقالة، التى تدخل حيز التنفيذ بأثر فورى، والتى تشير فقط إلى «المادة الثانية من دستور الولايات المتحدة وقوانينها». وتمثل الإقالات تصعيدا آخر للتحركات التى تحطم القواعد والتى أثارت القلق بشأن تآكل استقلالية وزارة العدل عن البيت الأبيض. وفى أحدث تصعيد على الأوساط الأكاديمية، قدم رئيس جامعة فرجينيا العامة والمرموقة، جيم رايان، استقالته بعد أن تعرض لضغوط بسبب إخفاقه فى كبح برامج التنوع فى جامعته، وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» التى كانت أول من كشف عن الاستقالة فى وقت متأخر، بأن وزارة العدل ضغطت سرا على جامعة فرجينيا لإقالة رئيسها للمساعدة فى وقف تحقيق يتعلق ببرنامج «التنوع والمساواة والشمول» فى الجامعة، وكانت الجامعة قد تعرضت لتهديدات بحجب مئات الملايين من التمويل الفيدرالى عنها. وقال رئيس الجامعة، فى بيان: «لا أستطيع اتخاذ قرار أحادى بمواجهة الحكومة الفيدرالية لإنقاذ وظيفتى»، واعتبر رايان أن البقاء فى منصبه والمخاطرة بقطع التمويل الفيدرالى «لن يكون أمرا خياليا فحسب، بل سيبدو أنانيا ومتمحورا حول الذات أمام مئات الموظفين الذين سيفقدون وظائفهم والباحثين الذين سيفقدون تمويلهم ومئات الطلاب الذين قد يفقدون المساعدات المالية أو تحجز تأشيراتهم». ويهاجم ترامب الجامعات الأمريكية وغيرها من المؤسسات الثقافية التى يتهمها بأنها ذات ميول يسارية، فى سعيه لفرض سيطرة رئاسية غير مسبوقة على الحياة فى الولايات المتحدة.


المشهد العربي
منذ يوم واحد
- المشهد العربي
بدء تنفيذ العقوبات الأمريكية على حكومة السودان
دخلت عقوبات أمريكية على حكومة السودان، اليوم السبت، حيز التنفيذ، وذلك بعدما فُرضت إثر تأكيد واشنطن استخدام الجيش السوداني أسلحة كيميائية العام الماضي، في الحرب الأهلية الدامية التي تشهدها البلاد. وأعلنت الحكومة الأمريكية، أن العقوبات التي تشمل قيوداً على الصادرات الأمريكية ومبيعات الأسلحة والتمويل لحكومة الخرطوم، ستظل سارية لعام على الأقل. وأضافت أن المساعدات المقدمة للسودان ستتوقف "باستثناء المساعدات الإنسانية العاجلة والمواد الغذائية، وغيرها من السلع الزراعية والمنتجات". ومع ذلك، صدرت إعفاءات جزئية عن بعض الإجراءات، لأن ذلك "ضروري لمصالح الأمن القومي للولايات المتحدة". وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، الشهر الماضي، عند إعلانها العقوبات، إن "الولايات المتحدة تدعو حكومة السودان إلى التوقف عن استخدام كل الأسلحة الكيميائية والوفاء بالتزاماتها"، بموجب اتفاقية الأسلحة الكيميائية، وهي معاهدة دولية، وقعتها تقريباً كل الدول التي تحظر استخدامها. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في يناير الماضي أن الجيش السوداني استخدم أسلحة كيميائية مرتين على الأقل في مناطق نائية، خلال حربه مع قوات الدعم السريع. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين، لم تكشف هوياتهم، أن السلاح المستخدم يبدو أنه غاز الكلور، الذي يمكن أن يسبب ألما شديداً في الجهاز التنفسي، وصولاً الى الموت.