logo
ما حقيقة لقاء الشرع ورئيس رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في أبوظبي؟

ما حقيقة لقاء الشرع ورئيس رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي في أبوظبي؟

Independent عربيةمنذ 8 ساعات
تسارعت تطورات الأحداث حول ملف السلام السوري - الإسرائيلي أو ما سماه الإسرائيليون "فرصة توسيع اتفاقات أبراهام عبر دمشق" أمس الثلاثاء، وذلك بعد الكشف عن لقاء بين رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي ورئيس الجمهورية العربية السورية أحمد الشرع في أبوظبي، وهو لقاء لم ينفه الإسرائيليون، بل نقلت تقديرات بأن تأخير إقلاع طائرة "جناح صهيون" الأحد الماضي إلى واشنطن لثلاث ساعات، والتي سافر على متنها مسؤولون أمنيون إسرائيليون رفقة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، مرده اللقاء ووجود هنغبي في أبوظبي، في وقت كشف هنغبي خلال الاجتماع الأخير للجنة الخارجية والأمن عن وجود حوار مباشر بين إسرائيل والسلطات السورية الجديدة يشمل تنسيقاً أمنياً وسياسياً، وأن عقد الجلسات واللقاءات يجري بإشرافه شخصياً ضمن الجهود المبذولة للوصول إلى سلام بين تل أبيب ودمشق، والذي اعتبر أن سوريا ولبنان هما الدولتان الأقرب حالياً إلى السلام مع إسرائيل".
وخلال هذا الاجتماع جرى اقتباس قول هنغبي "لقد نُشر أن الشرع قال خلال لقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن هناك حواراً غير مباشر مع إسرائيل، والحقيقة هي أن هناك حواراً مباشراً ويومياً على جميع المستويات، وأنا شخصياً أديره مع جهات سياسية ممثلة عن الحكومة، وهناك كثير من الأمور المشتركة بين إسرائيل وسوريا، ومنها ما يتعلق بإيران"، فيما لم يخرج عن هنغبي أو مقربين منه حتى الساعة أي رد على تقارير لقائه الشرع.
نتنياهو والشرع في واشنطن
ومع النقاش الإسرائيلي الواسع حول جهود هنغبي في الجهود المتعلقة بالملف السوري، نُقل تأكيد مسؤولين حصول هذا اللقاء، بينما ادعى آخرون أن هنغبي لم يلتق الشرع بل مسؤولين أمنيين سوريين كباراً في أبوظبي، في وقت كشفت قناة (i24) الإسرائيلية عن ترتيبات حالية لعقد لقاء بين نتنياهو والشرع في واشنطن بمشاركة الولايات المتحدة، وذلك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل.
ونقلت القناة الإسرائيلية عن مصدر سوري مقرب من الرئيس الشرع أنه خلال هذا الاجتماع الذي سيعقد في البيت الأبيض سيوقع نتنياهو والشرع اتفاقاً أمنياً برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وقالت القناة الاسرائيلية إن "هذا اللقاء سيكون خطوة أولى نحو اتفاق سلام بين البلدين".
جهات إسرائيلية تعتبر أن الشرع غير مستعد لمناقشة بدء عملية السلام طالما أن الجيش الإسرائيلي يرفض الانسحاب من الأراضي التي سيطر عليها (أ ف ب)
ووسط نقاش محتدم حول ما إذا كان هنغبي التقى الشرع أو مسؤولين أمنيين سوريين، رحّب الكنيست الإسرائيلي بالناشط السياسي السوري شادي مرتيني الذي قام بزيارة استثنائية للكنيست لتدشين لوبي جديد لما أُطلق عليه "تسوية أمنية إقليمية"، وفي خضم الحديث عن توقعات بإبرام اتفاق مرتقب قريباً بين سوريا وإسرائيل وأهميته، أشار مرتيني إلى أنه التقى الشرع قبل وصوله إلى إسرائيل، وقال "ناقشنا خلال حديث مطول إمكانات السلام القريب، وقبل إنهاء اللقاء أكد لي الشرع أن هناك فرصة لا تعوض تشهدها منطقة الشرق الأوسط مرة كل 100 عام ويجب استغلالها"، مضيفاً أن الشرع أكد "أهمية اغتنام هذه الفرصة لأن النافذة لن تبقى مفتوحة دائماً".
تقارير متناقضة
وتناقضت التقارير الإسرائيلية حول التقديرات في شأن توقيع اتفاق بين تل أبيب ودمشق، سواء كان اتفاقاً أمنياً أو اتفاق سلام سياسياً من شأنه أن يوسع "اتفاقات أبراهام"، وقد سعت جهات إسرائيلية إلى تخفيف أهمية الموضوع وشرحت أن الاتصالات تمهيداً للسلام بين إسرائيل وسوريا لا تزال بعيدة من تحقيق اختراق، وبحسبها فإن ذلك يعود لأسباب منها أن الشرع غير مستعد لمناقشة بدء عملية السلام مع إسرائيل ولا حتى التعاون الأمني الذي سيترجم عبر اتفاق، طالما أن الجيش الإسرائيلي يرفض الانسحاب من الأراضي التي سيطر عليها في سوريا بعد انهيار نظام بشار الأسد.
وقدم مسؤول سياسي إسرائيلي رفيع المستوى إحاطة إعلامية للمراسلين السياسيين حول إمكان انضمام سوريا إلى "اتفاقيات أبراهام"، معتبراً أنه من الباكر الحديث عن موضوع السلام مع سوريا، وقال إن "هناك كثيراً من التحديات وهذا ليس أمراً بسيطاً"، لكن المسؤول الإسرائيلي شدد على أنه "بعد الهجوم الناجح الذي نفذته إسرائيل والولايات المتحدة على إيران والذي ألحق أضراراً جسيمة ببرنامج طهران النووي وصواريخها الباليستية، نشأت فرصة فريدة لتغيير وجه الشرق الأوسط، بما في ذلك التوصل إلى اتفاقات مع سوريا وأيضاً مع لبنان"، بحسب هذا المسؤول.
4 قنوات اتصال وهنغبي في مركزها
ومنذ اللقاءات التي عقدت قبل أكثر من أسبوع، أكد مسؤولون إسرائيليون أن المفاوضات بين دمشق وتل أبيب تجري يومياً عبر أربع قنوات يشرف عليها تساحي هنغبي ويشارك في إحداها، في حين أن القناة الثانية من المفاوضات يشرف عليها رئيس الـ "موساد" ديفيد برنياع، والقناة الثالثة شارك فيها وزير الخارجية جدعون ساعر الذي سبق وصرح أن "لإسرائيل مصلحة في اتفاق مع سوريا، لكن أي اتفاق سيكون في مركزه اعتراف دمشق بالسيادة الإسرائيلية على الجولان"، أما القناة الرابعة التي شكلت محوراً مركزياً فيشارك فيها ضباط في الجيش الإسرائيلي وجهات أمنية سورية.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
القفز عالياً
من جهته دعا السفير الإسرائيلي السابق لدى قبرص ميخائيل هراري، وهو شخصية دبلوماسية بارزة، إلى عدم تفويت الفرصة والتوصل إلى اتفاق مع سوريا، وقال "لقد غير انهيار نظام الأسد صورة الوضع الإقليمية، فمنذ صعود أحمد الشرع إلى الحكم ازدادت التوقعات باختراق دبلوماسي بين سوريا وإسرائيل، والظروف الحالية على الأرض معقدة جداً وتستوجب تفكيراً معمقاً عما يمكن وينبغي تحقيقه، في ظل الامتناع من خطوات متسرعة من شأنها أن تضر بالهدف".
وبينما شدد هراري على ضرورة التوصل إلى اتفاق مع سوريا، فقد حذر من طبيعة النظام الحالي، وبرأيه أن "النظام السوري الجديد لا يسيطر بصورة فاعلة على كل أراضي الدولة، والشرع يبدي براغماتية مبهرة لكن يتعين عليه أن يجسر بين الأيديولوجيا الإسلامية الراديكالية وبين قدرته على تنفيذ المطلوب، وتدخل لاعبين خارجيين مثل تركيا وإسرائيل يشكل تحدياً حقيقياً، كما أن خروج إيران من سوريا في خطوة حظيت بشبه إجماع عالمي، سُجل لمصلحة الشرع".
وفي ظل النقاش الإسرائيلي حول الاتفاق مع سوريا والتحذير من شخص الشرع نظراً إلى انتمائه السابق لـ "هيئة تحرير الشام"، رأى هراري أنه يمكن تحقيق اتفاق سلام مع سوريا، وهناك حاجة إلى استمرار اللقاءات والمحادثات، محذراً من تفويت الفرصة الناشئة، ومعتبراً أن "الأهم ألا نقفز عالياً وبعيداً أكثر مما ينبغي".
وفيما بقيت تساؤلات كثيرة مطروحة في إسرائيل أمام تطور الأحداث واللقاءات تجاه سوريا وما قد ينجز خلال وجود نتنياهو في واشنطن، اعتبر هراري أن بعض هذه الأسئلة ستلقى الرد أثناء زيارة نتنياهو لواشنطن، وقال إن "من المهم أن تقترح إسرائيل منحى مسؤولاً يتضمن بضعة بنود، ومنها تعهد متبادل للعودة لاتفاق عام 1974، بما في ذلك جدول زمني وضمانات ضرورية تتيح انسحاباً إسرائيلياً إلى خط الحدود الملزم، واتفاق على إقامة آلية ثلاثية، إسرائيلية وسورية وأميركية، غايتها الوصول إلى توافقات حول احترام سيادة الدولتين، مع إعلان مشترك في شأن تطلع الدولتين إلى وقف حال الحرب وتبني مسار متفق عليه لعلاقات سلام، إضافة إلى التزام أميركي تجاه سوريا ولبنان لتسوية ترسيم الحدود البرية بينهما بصورة تسمح بحل الخلاف الحدودي الإسرائيلي - اللبناني". وأضاف هراري أنه يجب أن تشمل البنود كذلك اتفاقاً على تشجيع الحوار غير الرسمي بين الجمهور في إسرائيل وفي سوريا، مع الدفع قدماً بخطوات لبناء الثقة على المستويين الإنساني والاقتصادي.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسؤول إسرائيلي: من الممكن التوصل لهدنة بغزة خلال أسبوع أو اثنين
مسؤول إسرائيلي: من الممكن التوصل لهدنة بغزة خلال أسبوع أو اثنين

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

مسؤول إسرائيلي: من الممكن التوصل لهدنة بغزة خلال أسبوع أو اثنين

قال مسؤول إسرائيلي كبير، فجر الخميس، إن إسرائيل وحركة حماس قد تتمكنان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح محتجزين خلال أسبوع أو أسبوعين، لكن من غير المتوقع التوصل إلى مثل هذا الاتفاق خلال يوم واحد. وأضاف المسؤول، خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن ، أنه إذا وافق الجانبان على مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، فإن إسرائيل ستستغل هذه الفترة لعرض وقف دائم لإطلاق النار يتطلب من الحركة الفلسطينية المسلحة نزع سلاحها. وذكر المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه إذا رفضت حماس ذلك "فإننا سنمضي" في العمليات العسكرية. פגישה חשובה בבית הלבן עם נשיא ארה״ב דונלד טראמפ. An important meeting at the White House with U.S. President @realDonaldTrump. 🇮🇱🤝🇺🇸 — Benjamin Netanyahu - בנימין נתניהו (@netanyahu) July 8, 2025 وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، إن اجتماعا عقده مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ركز على جهود تحرير المحتجزين في غزة، في وقت تواصل فيه إسرائيل قصف القطاع الفلسطيني رغم الجهود الرامية للتوصل لوقف لإطلاق النار. وهذه ثالث زيارة يقوم بها نتنياهو للولايات المتحدة منذ تولي ترامب ولايته الثانية في 20 يناير (كانون الثاني). وقال للصحافيين في وقت سابق إنه لا يعتقد أن حملة إسرائيل في القطاع الفلسطيني انتهت، لكن المفاوضين "يعملون بالتأكيد" على التوصل لوقف إطلاق النار. والتقى ترامب مع نتنياهو يوم الثلاثاء للمرة الثانية في يومين لمناقشة الوضع في غزة. وأشار ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط إلى أن إسرائيل، وحركة حماس تقتربان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد مرور 21 شهرا على اندلاع الحرب. وقال ويتكوف إن عدد القضايا التي تحول بين إبرام اتفاق بين إسرائيل وحماس انخفض من 4 قضايا إلى واحدة، معبرا عن تفاؤله حيال التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار بحلول مطلع الأسبوع المقبل. وأضاف المبعوث الأميركي للصحافيين إن الاتفاق المتوقع سيشمل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، مع إطلاق سراح 10 محتجزين أحياء وتسليم رفات 9 من المتوفين. وبدأ الصراع في غزة بهجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أسفر وفقا للإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة. وفي الوقت الحالي، لا يزال هناك نحو 50 محتجزاً في غزة، يعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة. وقتلت الحرب الإسرائيلية اللاحقة على غزة أكثر من 57 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، وحولت مساحات كبيرة منه إلى ركام. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى نزوح معظم سكان غزة. وقال خبراء في مايو (أيار) إن ما يقرب من نصف مليون شخص يواجهون خطر الجوع.

«حماس» توافق على إطلاق سراح 10 رهائن في إطار محادثات الهدنة
«حماس» توافق على إطلاق سراح 10 رهائن في إطار محادثات الهدنة

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

«حماس» توافق على إطلاق سراح 10 رهائن في إطار محادثات الهدنة

قالت حركة «حماس»، اليوم الأربعاء، إنها وافقت على إطلاق سراح 10 رهائن في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، مشيرة إلى أن محادثات التهدئة الجارية «صعبة» بسبب «تعنت» إسرائيل. وأضافت الحركة أن محادثات وقف إطلاق النار الجارية تواجه عدة نقاط خلاف، منها تدفق المساعدات وانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة و«ضمانات حقيقية» لوقف إطلاق نار دائم. وقالت إسرائيل، اليوم، إنها ترغب في إبقاء قواتها في ممر بجنوب قطاع غزة، وهو شرط قد يفسد المحادثات. وقال مسؤول إسرائيلي، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن رغبة إسرائيل في الاحتفاظ بقواتها في المنطقة، بما في ذلك محور يمر من الشرق إلى الغرب في القطاع وتطلق عليه إسرائيل اسم «موراج» أثناء الهدنة التي تستمر لمدة 60 يوماً مسألة عالقة في المفاوضات. يشار إلى أن «موراج» هو اسم مستوطنة يهودية كانت تقع بين رفح وخان يونس، واقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يمتد الممر بين المدينتين. يذكر أن الاحتفاظ بموطئ قدم في ممر موراج عنصر أساسي في خطة إسرائيل لدفع مئات الآلاف من الفلسطينيين جنوباً إلى منطقة صغيرة على الحدود مع مصر، أطلقت عليها «مدينة إنسانية». ويخشى منتقدو هذه الخطوة أن تكون علامة على إجبار العديد من سكان قطاع غزة، البالغ عددهم مليوني نسمة على تغير موقعهم، وجزءاً من خطة الحكومة الإسرائيلية للحفاظ على السيطرة على المنطقة. وترغب «حماس»، التي ما زالت تحتجز عشرات الرهائن وترفض دعوات إسرائيل للاستسلام، أن تسحب إسرائيل جميع قواتها في إطار أي اتفاق هدنة دائم. وترفض بشدة أي وجود إسرائيلي دائم داخل غزة. وحرّكت ضغوط إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، على رئيس الوزراء الإسرائيلي، مسار المفاوضات غير المباشرة بين حركة «حماس» وإسرائيل، التي تستضيفها الدوحة، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة لمدة شهرين وبدء اجتماعات حول إنهاء الحرب. وقالت مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط» إن «تقدماً» حدث في المفاوضات بعد لقاء ترمب ونتنياهو في البيت الأبيض، فيما رأى نتنياهو، في مقطع دعائي، بُث الأربعاء، لمقابلة أجراها مع قناة «فوكس نيوز»، أن «هناك احتمالاً كبيراً للتوصل إلى صفقة جزئية لوقف النار». وتعوِّل «حماس» على ضغوط واشنطن على نتنياهو لإحراز الاتفاق الذي تشترط أن يكون مشمولاً بضمانة لوقف الحرب كلياً. والتقى ترمب نتنياهو مرتين في يومين متتاليين (الاثنين، والثلاثاء) وكان اللقاء الثاني الذي استمر 90 دقيقة في البيت الأبيض مخصصاً لملف غزة.

«هدنة غزة»: خلافات حول «فيلادلفيا 2» تعقد جهود الوسطاء
«هدنة غزة»: خلافات حول «فيلادلفيا 2» تعقد جهود الوسطاء

الشرق الأوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الشرق الأوسط

«هدنة غزة»: خلافات حول «فيلادلفيا 2» تعقد جهود الوسطاء

يدور حديث أميركي - إسرائيلي عن «نقطة واحدة» محل خلاف بين «حماس» وإسرائيل، تتمثل في السيطرة الإسرائيلية على محور استراتيجي قرب الحدود مع مصر، وهو ما سبق ورفضته القاهرة. وأشارت مصادر مصرية وفلسطينية مطلعة لوجود «فجوات» و«تعنت إسرائيلي» خلال محادثات وقف إطلاق النار الجارية في الدوحة. وتشي تسريبات ينقلها الإعلام الإسرائيلي بأن ثمة «أزمة» على طاولة المفاوضات، خاصة مع طلب مصري لدور دولي وأوروبي لدعم جهود الوسطاء للذهاب إلى اتفاق، ووجود وفد قطري بالولايات المتحدة. ويرى خبراء تحدثوا لـ«الشرق الأوسط» أن المفاوضات قد تصل إلى طريق مسدود حال تمسكت إسرائيل بعدم الانسحاب من المحاور القريبة من الحدود مع مصر، وتحديداً محور «فيلادلفيا 1 و2». مركبات عسكرية إسرائيلية على محور «موراغ» بجنوب غزة يوم الثلاثاء (أ.ب) وكانت مصر قد رفضت إعادة إسرائيل احتلال «محور فيلادلفيا»، القريب من حدودها العام الماضي، وطالبت بانسحاب فوري وسط توترات بين الجانبين في هذا الملف؛ بينما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في أبريل (نيسان) الماضي ضرورة السيطرة على محور «موراغ» الذي وصفه بأنه «فيلادلفيا الثاني»؛ وهو طريق عسكري يمتد جنوب خان يونس مباشرة، واحتلاله يتيح فصل رفح الفلسطينية عن القطاع. وقال مصدر مصري مطلع لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، إن القاهرة موقفها ثابت من أهمية الانسحاب الإسرائيلي من محور فيلادلفيا أو أي محور مشابه مثل «موراغ»، وإنه لا يمكن «فرض أمر واقع وتعطيل مسار الاستقرار بالمنطقة بمخططات أخرى مثل تجميع الفلسطينيين في رفح، باعتباره مقدمة لتهجيرهم القسري المرفوض بشكل قاطع». ويعتقد المصدر أن المفاوضات الحالية بالدوحة «(محلك سر)، وربما وصل التفاوض لنهايته ولطريق مسدود، على عكس ما يروج في دوائر أميركية وإسرائيلية؛ إلا إذا تغير موقف إسرائيل بضغوط أميركية»، وهو ما قال إنه ليس هناك ما يدل بعد على حدوثه. صورة من غرب جباليا بوسط قطاع غزة لدخان يتصاعد بعد ضربة إسرائيلية بمدينة غزة الأربعاء (أ.ف.ب) ويرى مصدر فلسطيني مطلع أن محور «موراغ» ليس وحده هو المشكلة المتبقية أو الأساسية بورقة التفاوض، «فهناك حاجة لاتفاق بشأن مناطق انسحاب الاحتلال الإسرائيلي، وتفعيل دور المؤسسات الدولية والأممية لتقديم المساعدة الإنسانية، وهذا يتطلب أن تُترجم ضغوط واشنطن لموقف جاد ضد الاحتلال للاستجابة وعدم تعطيل الاتفاق أو إفشاله». وأكد في حديث لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، أن الموقف المصري واضح في رفض الطرح الإسرائيلي، «فالقاهرة تدرك أن استمرار الاحتلال الإسرائيلي لمنطقة رفح يشكل تهديداً مباشراً للأمن القومي المصري، وأن أي انسحاب غير منضبط نحو مناطق محاذية للشريط الحدودي، مثل (موراغ)، يحمل في طياته مخاطر استراتيجية قد تؤدي إلى توترات خطيرة في المستقبل». تلك التأكيدات تأتي غداة حديث صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن أن نقطة الخلاف الرئيسية تتعلق بخطة إسرائيل للاحتفاظ بالسيطرة على محور (موراغ)، مشيرة إلى وجود اختلاف حول الأمر داخل إسرائيل بين من يراه قد يؤخر صفقة الرهائن، ومن يرى أنه حيوي في ظل تحركات إسرائيلية لبناء مدينة لفصل النازحين عن مسلحي «حماس». تشييع فلسطينيين أمام مستشفى ناصر بجنوب قطاع غزة يوم الأربعاء (أ.ف.ب) وتحدث وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في تصريحات، الاثنين، عن أن الوزارة ستنشئ منطقة إنسانية جديدة في منطقة رفح لاستقبال ما لا يقل عن 600 ألف فلسطيني، وستكون خالية من «حماس». ولا يعتقد رئيس «المجلس المصري للشؤون الخارجية»، وزير الخارجية الأسبق، محمد العرابي، أن هناك فرصة قائمة للهدنة طالما لم تغير إسرائيل من نهجها في فرض أمور غير مقبولة بالنسبة لمصر، كالبقاء في محاور على الحدود، مؤكداً أن «هناك صعوبات على الطاولة، ويبدو أن الفرصة الأخيرة للاتفاق تتلاشى تدريجياً، وليست هناك تحركات جادة من إسرائيل للقبول باتفاق بعد». ويرى المحلل السياسي الفلسطيني المختص بشؤون «حماس»، إبراهيم المدهون، أن إسرائيل تسعى لتعطيل الانسحاب، وعرقلة عمل المؤسسات الدولية. وقال: «الإصرار الإسرائيلي على عدم الانسحاب من جنوب وشرق قطاع غزة يعزز المخاوف من أن خطة التهجير القسري لا تزال قائمة، وهذا يقوض أي جهود لتهدئة حقيقية أو حل سياسي شامل». فلسطيني ينظر الأربعاء لدمار خلفته ضربة إسرائيلية بمخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة (أ.ف.ب) وأوضح المحلل السياسي الفلسطيني، نزار نزال، أن حرص إسرائيل للبقاء في هذا المحور يُعقد جهود الوسطاء، ويكشف عن نياتها للمضي في مخطط التهجير، مضيفاً أن مصر «لن تقبل بذلك لأنه تهديد لأمنها القومي». وأضاف: «لكن بالمجمل، قد تقود الضغوط الأميركية على نتنياهو لتقليل قواته بهذا المحور والذهاب لاتفاق مؤقت». ووسط هذه التحركات الإسرائيلية المهددة للاتفاق، ناقش وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي مع نظيريه الفرنسي جان نويل بارو، والهولندي كاسبر فيلدكامب، الأربعاء، آخر التطورات بالنسبة لمفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته، وأهمية دور الاتحاد الأوروبي في دعم الجهود المبذولة لوقف إطلاق النار، وفق بيان لـ«الخارجية المصرية». وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن وفداً قطرياً توجه إلى واشنطن هذا الأسبوع لعقد اجتماعات مع كبار مسؤولي الإدارة الأميركية، بينما عقد الرئيس دونالد ترمب اجتماعاً مع نتنياهو بالبيت الأبيض للمرة الثانية، الثلاثاء، «لممارسة أقصى قدر من الضغط بشأن غزة». وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، في تصريحات صحافية، الأربعاء، أن إسرائيل «جادة بشأن التوصل لوقف إطلاق النار في غزة، وهو أمر يمكن تحقيقه»، مضيفاً: «إذا توصلنا لوقف مؤقت لإطلاق النار فسوف نتفاوض على وقف دائم لإطلاق النار». ويعتقد العرابي أن الترويج الإسرائيلي والأميركي لاتفاق «ليس هناك ما يطابقه في أرض الواقع». وأضاف: «ما دامت واشنطن لم تضغط على إسرائيل، فلن تكون هناك قائمة للهدنة بما يجعلها تقبل مساراً حقيقياً لتحقيق السلام بالمنطقة دون تعطيل أو تأخير». وتابع قائلاً: «اتصالات مصر الحالية حكيمة ومسؤولة وتهدف لدعم دولي وأوروبي لجهود الوسطاء والذهاب لاستقرار المنطقة». وفي رأي المدهون، فإن المضي بهذا النهج الإسرائيلي سيؤدي إلى مزيد من التصعيد والتوجه لهدنة محدودة لمدة 60 يوماً، دون حل نهائي، «وهذا لن يُقبل فلسطينياً». أما نزال فيتوقع أن الاتفاق حال إعلانه بضغوط أميركية ستكون أمامه «ألغام إسرائيلية ستجعل المنطقة تعود للحرب مجدداً بعد تجريد جديد للحركة من عدد كبير من الرهائن».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store