logo
مدرسة شلتنهام.. مصنع الجواسيس في بريطانيا

مدرسة شلتنهام.. مصنع الجواسيس في بريطانيا

تم تحديثه السبت 2025/7/5 06:49 م بتوقيت أبوظبي
تحمل بليز مترويلي، الرئيسة الجديدة لجهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية MI6، خلفية تعليمية مميزة بدأت في مدرسة شلتنهام للفتيات.
هذه المدرسة الداخلية العريقة في غلوسترشاير، التي تأسست عام 1853، لم تكن مجرد مؤسسة تعليمية نخبوية، بل تحولت مع الوقت إلى حاضنة غير رسمية لمهارات التجسس، وفقاً لتقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية.
ويُعتقد أن بيئة شلتنهام الصارمة ساهمت في تشكيل العقلية التحليلية لمترويلي، التي وصفتها زميلاتها في مجموعات "الواتساب" الخاصة بالخريجات بأنها كانت "محبوبة للغاية وبارعة في كل شيء".
هذه الصفات جعلتها هدفاً مبكراً لاهتمام أجهزة الاستخبارات البريطانية، خاصة في ضوء تصريح جوناثان إيفانز، المدير السابق لجهاز الداخلية ( MI5)، الذي كشف عام 2009 في مقابلة مع "بي بي سي" أن مدارس النخبة مثل شلتنهام كانت "أهدافاً" لتجنيد العملاء، نظراً لما تنتجه من طلاب يتمتعون بثقة عالية وقدرة على التحليل تحت الضغط.
الكاتبة وخريجة المدرسة كيت جونسون، كشفت في مقال لها بصحيفة "الغارديان" عام 2020 عن الجانب الخفي من الحياة في شلتنهام، أوضحت فيه أن غرف النوم الجماعية كانت بمثانبة ساحات غير رسمية لصقل مهارات الاستجواب النفسي، حيث كانت الطالبات الأكبر سناً يمارسن ضغوطاً نفسية على الصغيرات لانتزاع الاعترافات وكشف الأسرار.
ويشير الكاتب مارك أوربان، إلى أن مناهج شلتنهام ركزت على تطوير مهارات الجدال المنطقي والتفكير النقدي من خلال مسابقات المحاكاة الصارمة. كما أن الأنشطة اللامنهجية مثل نوادي الشطرنج وفك التشفير كانت تُدار بطابع تنافسي شرس، فيما أنشأ نظام "الأخوات الأكاديميات" - حيث تُشرف الطالبات الكبيرات على الصغيرات - تسلسلاً هرمياً مشابهاً لهياكل العمل السري.
وخلص تحليل أجراه مركز الدراسات الاستخباراتية بجامعة سانت أندروز إلى أن أسباب تركيز أجهزة الاستخبارات على خريجات مثل مترويلي هي شبكات العلاقات التي تبنيها الخريجات في مراكز القوة البريطانية (السياسة، المال، الإعلام). وكذلك المرونة النفسية التي تطورها البيئة الصارمة. والتمويه الطبيعي الذي يوفره انتماؤهن للنخبة، مما يمكنهن من الوصول لمعلومات حساسة دون إثارة شكوك.
على الصعيد المهني، انضمت مترويلي إلى جهاز MI6 عام 1999، ودرست الأنثروبولوجيا الاجتماعية في جامعة كامبريدج، قبل أن تقضي جزءًا كبيرًا من مسيرتها في أدوار عملياتية في الشرق الأوسط وأوروبا. وتولت مناصب قيادية في كل من الاستخبارات الداخلية والخارجية، كما شغلت منصب المدير العام لقسم "كيو" المسؤول عن التكنولوجيا والابتكار داخل الاستخبارات الخارجية.
يُذكر أن تعيين بليز مترويلي كرئيسة MI6 في عام 2025 يمثل خطوة تاريخية، إذ أصبحت أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ تأسيس الجهاز في 1909.
aXA6IDE5OC4yMy4xMjkuMTY2IA==
جزيرة ام اند امز
US
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

من الاستنزاف للبقاء.. روسيا وأوكرانيا استرتيجيات حرب متناقضة
من الاستنزاف للبقاء.. روسيا وأوكرانيا استرتيجيات حرب متناقضة

العين الإخبارية

timeمنذ 10 ساعات

  • العين الإخبارية

من الاستنزاف للبقاء.. روسيا وأوكرانيا استرتيجيات حرب متناقضة

خلال سنوات الحرب اتبعت روسيا وأوكرانيا استراتيجيات كبرى مختلفة تركز على أهدافهما السياسية، ومخاوفهما الأمنية، وطموحاتهما الأوسع. ويساهم فهم الاستراتيجية الشاملة التي تُحرك كلا من روسيا وأوكرانيا أمر أساسي لاكتساب فهم شامل للحرب وذلك وفقا لما ذكرره موقع "ناشيونال إنترست" الذي قدم تحليلا لنهج كلا البلدين. الاستراتيجية الروسية الكبرى تتمحور الاستراتيجية الروسية الكبرى التي ظهرت طوال الحرب حول إعادة تأكيد مكانة موسكو كقوة إقليمية مهيمنة، ومنع توسع حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وتحدي النظام الدولي الذي يقوده الغرب. الأهم من ذلك، أن روسيا تنظر إلى أوكرانيا كمنطقة عازلة حيوية، قد يؤدي تحالفها الكامل مع الدول الغربية، أن يشكل تهديدا وجوديا لموسكو بحسب "ناشيونال إنترست". في بداية الحرب، كان لدى روسيا آمال في إحداث تغيير سريع للنظام في أوكرانيا وهو ما لم يتحقق فتحولت موسكو إلى استراتيجية حرب استنزاف تُركز على تعزيز السيطرة على الأراضي، مع التركيز على الجسر البري الممتد من روسيا إلى شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس. وبناءً على ذلك، صعّدت روسيا جهودها العسكرية من خلال التعبئة الجماهيرية وتوسيع نطاق ضربات المسيرات والصواريخ على البنية التحتية المدنية كما قامت روسيا بإعادة توجيه اقتصادها ليتماشى مع زمن الحرب. واستخدمت روسيا الطاقة كسلاح جيوسياسي، وسعت إلى تقييد تدفقات الغاز إلى أوروبا في محاولة لكسر التحالفات الغربية ولم ينجح هذا الجهد إلا جزئيًا. كما اتجهت موسكو نحو حرب المعلومات للحفاظ على دعم النظام، وتقويض الروح المعنوية الأوكرانية، ونزع الشرعية عن حلف الناتو بشكل عام. دبلوماسيا، كافحت روسيا عزلتها الدولية المتزايدة من خلال تعزيز علاقاتها مع الصين وإيران وكوريا الشمالية. الاستراتيجية الكبرى لأوكرانيا طوال الحرب، اتسمت الاستراتيجية الكبرى لأوكرانيا بطابع دفاعي للغاية لكنها تطورت إلى جهد متعدد الأبعاد مع تقدم الحرب بهدف الحفاظ على سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، واستعادة الأراضي التي سيطرت عليها روسيا وتعزيز علاقاتها مع حلفائها في الغرب بمعنى آخر، تتمحور استراتيجية كييف حول البقاء. ولتحقيق أهدافها، اعتمدت أوكرانيا استراتيجية عسكرية للدفاع غير المتكافئ والمتحرك، إضافة إلى عمليات هجومية انتقائية مثل الهجمات المضادة في خاركيف وخيرسون. في الوقت نفسه، تعتمد كييف اعتمادًا كبيرًا على الغرب في جمع المعلومات الاستخبارية وتوفير أسلحة دقيقة بعيدة المدى ومع تطور الحرب، ركزت أوكرانيا بشكل متزايد على الضربات العميقة داخل روسيا، خاصة باستخدام المسيرات كما شنت أوكرانيا حملة اتصالات استراتيجية لتكملة جهودها العسكرية. aXA6IDE4NS4yMTYuMTA0LjI2IA== جزيرة ام اند امز US

رغم وقف إطلاق النار.. متفجرات إسرائيلية تقتل عنصرين من حرس إيران
رغم وقف إطلاق النار.. متفجرات إسرائيلية تقتل عنصرين من حرس إيران

العين الإخبارية

timeمنذ 18 ساعات

  • العين الإخبارية

رغم وقف إطلاق النار.. متفجرات إسرائيلية تقتل عنصرين من حرس إيران

قُتل عنصران من الحرس الثوري الإيراني، الأحد، في غرب البلاد أثناء محاولة تفكيك متفجرات من مخلفات القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة بين إيران وإسرائيل، وفق ما نقلته وسائل إعلام محلية. وبحسب وكالة «تسنيم» الإيرانية، فإن العنصرين لقيا حتفهما في مدينة خرم آباد الواقعة في محافظة لرستان، أثناء عملية تطهير ميداني لموقع تعرّض للقصف الإسرائيلي، في إطار الحملة الجوية التي شنّتها إسرائيل منتصف الشهر الماضي. وأشار بيان صادر عن الحرس الثوري إلى أن «العنصرين كانا يعملان على إزالة بقايا ذخائر غير منفجرة خلّفها العدوان الصهيوني»، مضيفًا أن الحادث وقع خلال مهمة تطهير أمني وعسكري منسقة. وكانت إسرائيل قد شنت في 13 يونيو/حزيران الماضي هجومًا عسكريًا وُصف بأنه الأوسع نطاقًا منذ سنوات، استهدف مواقع عسكرية ومنشآت نووية إيرانية في نطنز وفوردو وأصفهان، معلنةً أن الهدف من الحملة هو «منع طهران من امتلاك سلاح نووي»، وهو ما تواصل إيران نفيه بشكل قاطع. وأسفرت الغارات الإسرائيلية، بحسب بيانات رسمية إيرانية، عن مقتل 936 شخصًا، بينهم ضباط كبار في الحرس الثوري وعلماء مرتبطون ببرنامج إيران النووي. ورغم إعلان وقف إطلاق النار في 24 يونيو/حزيران بعد وساطة دولية، لا تزال تبعات الحرب تتكشّف ميدانيًا، خصوصًا في المناطق التي استُهدفت بشدة في الغرب والوسط الإيراني. وشهد السبت أول ظهور علني للمرشد الأعلى علي خامنئي منذ وقف إطلاق النار، خلال حضوره مراسم دينية في طهران، وسط تغطية إعلامية رسمية وصفت المناسبة بأنها «تأكيد لصمود القيادة الإيرانية رغم العدوان». وكانت السلطات الإيرانية قد أعادت، الخميس، فتح المجال الجوي بالكامل، بعدما أُغلق في اليوم الأول من الضربات الإسرائيلية، ما أدى حينها إلى تعليق حركة الملاحة وتحوّل مسارات الطيران في المنطقة. aXA6IDEwNy4xNzIuMjA1LjQ1IA== جزيرة ام اند امز US

مدرسة شلتنهام.. مصنع الجواسيس في بريطانيا
مدرسة شلتنهام.. مصنع الجواسيس في بريطانيا

العين الإخبارية

timeمنذ 2 أيام

  • العين الإخبارية

مدرسة شلتنهام.. مصنع الجواسيس في بريطانيا

تم تحديثه السبت 2025/7/5 06:49 م بتوقيت أبوظبي تحمل بليز مترويلي، الرئيسة الجديدة لجهاز الاستخبارات البريطانية الخارجية MI6، خلفية تعليمية مميزة بدأت في مدرسة شلتنهام للفتيات. هذه المدرسة الداخلية العريقة في غلوسترشاير، التي تأسست عام 1853، لم تكن مجرد مؤسسة تعليمية نخبوية، بل تحولت مع الوقت إلى حاضنة غير رسمية لمهارات التجسس، وفقاً لتقرير لصحيفة "التايمز" البريطانية. ويُعتقد أن بيئة شلتنهام الصارمة ساهمت في تشكيل العقلية التحليلية لمترويلي، التي وصفتها زميلاتها في مجموعات "الواتساب" الخاصة بالخريجات بأنها كانت "محبوبة للغاية وبارعة في كل شيء". هذه الصفات جعلتها هدفاً مبكراً لاهتمام أجهزة الاستخبارات البريطانية، خاصة في ضوء تصريح جوناثان إيفانز، المدير السابق لجهاز الداخلية ( MI5)، الذي كشف عام 2009 في مقابلة مع "بي بي سي" أن مدارس النخبة مثل شلتنهام كانت "أهدافاً" لتجنيد العملاء، نظراً لما تنتجه من طلاب يتمتعون بثقة عالية وقدرة على التحليل تحت الضغط. الكاتبة وخريجة المدرسة كيت جونسون، كشفت في مقال لها بصحيفة "الغارديان" عام 2020 عن الجانب الخفي من الحياة في شلتنهام، أوضحت فيه أن غرف النوم الجماعية كانت بمثانبة ساحات غير رسمية لصقل مهارات الاستجواب النفسي، حيث كانت الطالبات الأكبر سناً يمارسن ضغوطاً نفسية على الصغيرات لانتزاع الاعترافات وكشف الأسرار. ويشير الكاتب مارك أوربان، إلى أن مناهج شلتنهام ركزت على تطوير مهارات الجدال المنطقي والتفكير النقدي من خلال مسابقات المحاكاة الصارمة. كما أن الأنشطة اللامنهجية مثل نوادي الشطرنج وفك التشفير كانت تُدار بطابع تنافسي شرس، فيما أنشأ نظام "الأخوات الأكاديميات" - حيث تُشرف الطالبات الكبيرات على الصغيرات - تسلسلاً هرمياً مشابهاً لهياكل العمل السري. وخلص تحليل أجراه مركز الدراسات الاستخباراتية بجامعة سانت أندروز إلى أن أسباب تركيز أجهزة الاستخبارات على خريجات مثل مترويلي هي شبكات العلاقات التي تبنيها الخريجات في مراكز القوة البريطانية (السياسة، المال، الإعلام). وكذلك المرونة النفسية التي تطورها البيئة الصارمة. والتمويه الطبيعي الذي يوفره انتماؤهن للنخبة، مما يمكنهن من الوصول لمعلومات حساسة دون إثارة شكوك. على الصعيد المهني، انضمت مترويلي إلى جهاز MI6 عام 1999، ودرست الأنثروبولوجيا الاجتماعية في جامعة كامبريدج، قبل أن تقضي جزءًا كبيرًا من مسيرتها في أدوار عملياتية في الشرق الأوسط وأوروبا. وتولت مناصب قيادية في كل من الاستخبارات الداخلية والخارجية، كما شغلت منصب المدير العام لقسم "كيو" المسؤول عن التكنولوجيا والابتكار داخل الاستخبارات الخارجية. يُذكر أن تعيين بليز مترويلي كرئيسة MI6 في عام 2025 يمثل خطوة تاريخية، إذ أصبحت أول امرأة تتولى هذا المنصب منذ تأسيس الجهاز في 1909. aXA6IDE5OC4yMy4xMjkuMTY2IA== جزيرة ام اند امز US

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store