logo
قضية جديدة ضد إمام أوغلو واعتقال رئيس بلدية في أنطاليا

قضية جديدة ضد إمام أوغلو واعتقال رئيس بلدية في أنطاليا

الجزيرةمنذ يوم واحد
اتهمت النيابة العامة التركية رئيس بلدية إسطنبول الكبرى المسجون حاليا، أكرم إمام أوغلو ، بتزوير شهادته الجامعية في قضية جديدة قد تصل عقوبتها إلى 9 سنوات سجنا، كما اعتقلت السلطات رئيس بلدية في أنطاليا جنوبي البلاد، ينتمي أيضا إلى حزب المعارضة الرئيسي، ضمن تحقيقات واسعة في عموم البلاد.
وقالت صحيفة ميليت، إن وثيقة الاتهام الجديدة التي قدمتها النيابة، اليوم الجمعة، تطالب بسجن إمام أوغلو -القيادي في حزب الشعب الجمهوري والمرشح المحتمل في انتخابات الرئاسة المقبلة- لمدة تصل إلى 8 سنوات و9 أشهر.
وكانت جامعة إسطنبول قد أعلنت في 18 مارس/آذار الماضي إلغاء شهادة إمام أوغلو، واعتقلته السلطات في اليوم التالي بتهم فساد، مما أثار احتجاجات واسعة.
وفي 23 مارس/آذار، قررت السلطات حبسه على ذمة المحاكمة. ونفى إمام أوغلو التهم الموجهة إليه، التي يقول حزبه، إنها مدبرة لإبقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في السلطة، بينما تنفي الحكومة أن تكون القضية سياسية.
وفي إطار تحقيقات أخرى في شبهات فساد، اعتقلت الشرطة رئيس بلدية مانافغات في ولاية أنطاليا جنوبي البلاد، اليوم الجمعة، وفقا لما أوردته مؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية (تي آر تي).
وقالت المؤسسة، إن النيابة المحلية تحقق في شبهات رشى وفساد في البلدية التي يديرها حزب الشعب الجمهوري، وأضافت أن السلطات اعتقلت أيضا 33 آخرين، منهم نواب رؤساء بلديات.
ويوم الثلاثاء الماضي شهدت مدينة إزمير غربي تركيا حملة مداهمات واعتقالات واسعة استهدفت بلديتها الكبرى ومسؤولين حاليين وسابقين فيها في إطار تحقيق في قضايا فساد مالي. وأصدرت النيابة مذكرات توقيف بحق 157 شخصا على خلفية اتهامات بالتلاعب في مناقصات مشاريع والإخلال بتنفيذ العقود والاحتيال.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

هل يبدأ حزب العمال الكردستاني بتسليم سلاحه؟
هل يبدأ حزب العمال الكردستاني بتسليم سلاحه؟

الجزيرة

timeمنذ 6 ساعات

  • الجزيرة

هل يبدأ حزب العمال الكردستاني بتسليم سلاحه؟

أنقرة- بعد 4 عقود من الصراع الدموي الذي أودى بحياة عشرات الآلاف وأثقل كاهل تركيا والمنطقة، يلوح في الأفق تحول تاريخي قد يطوي صفحة أطول تمرد مسلح في تاريخ الجمهورية. فمع استجابة حزب العمال الكردستاني لدعوة زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان بحل التنظيم والتخلي عن السلاح، تتجه الأنظار إلى إقليم كردستان العراق ، حيث يرتقب أن تبدأ خلال أيام أولى خطوات تسليم مقاتلي الحزب أسلحتهم. وبينما تتسارع وتيرة التطورات على الأرض، تبدو أنقرة منقسمة بين ترحيب حذِر وإصرار على ترجمة التعهدات إلى خطوات عملية، في وقت تواصل فيه قواتها عملياتها العسكرية ضد مواقع الحزب شمال العراق تحسبا لأي إخلال بالاتفاق المرتقب. الحل والتسليم مع إعلان حزب العمال الكردستاني في 12 مايو/أيار الماضي حل نفسه رسميا والتخلي عن العمل المسلح، تحول الاهتمام إلى مرحلة تنفيذ نزع السلاح على الأرض، غير أن مسار التطبيق شهد بعض الغموض والتأخير، ما دفع وسائل إعلام تركية ودولية للتساؤل عن أسباب تعثر تحديد موعد وآلية تسليم الأسلحة. وفي تصريحات لقناة "ستيرك" الكردية في 28 يونيو/حزيران، أعرب أحد مؤسسي الحزب وأبرز قادته الحاليين، مصطفى كاراصو، عن "استعداد الحزب الكامل" للشروع بتنفيذ قرار الحل، لكنه انتقد ما وصفه بـ"تلكؤ الحكومة التركية" باتخاذ خطوات مقابلة. وعبّرت قيادة الحزب عن تحفظاتها بشأن استمرار عزل زعيمها عبد الله أوجلان في محبسه بجزيرة إمرالي، معتبرة أن أي تأخير بمنحه حرية أكبر للتواصل مع قواعد الحزب يعيق تنفيذ الحل بشكل كامل. جاء ذلك خلال بيان رسمي نشرته وكالة "فرات نيوز" القريبة من الحزب في 30 يونيو/حزيران الماضي، وأكد البيان أن "القائد أوجلان هو الوحيد القادر على توجيه المقاتلين لتسليم أسلحتهم، ومن الضروري إنهاء العزلة المشددة المفروضة عليه". وكان موقع "رووداو" الكردي المقرب من حكومة إقليم كردستان في أربيل ، قد نقل أن أوجلان يستعد لتوجيه رسالة جديدة خلال الأيام القليلة المقبلة تتعلق بمسار الحل السياسي، تمهيدا لبدء عملية تسليم السلاح. ووفق المصادر، سيقوم 20 إلى 30 مقاتلا بتسليم سلاحهم (في خطوة أولى تتبعها خطوات مماثلة) في مراسم ستقام بمحافظة السليمانية خلال الفترة من 3 إلى 10 يوليو/تموز الجاري، بحضور وسائل الإعلام المحلية والدولية. من جهتها، كشفت المتحدثة باسم "حزب الديمقراطية والمساواة للشعوب" عائشة غل دوغان -في بيان صحفي عقب اجتماع للجنة المركزية لحزبها الخميس الماضي- أن "خطوة تاريخية تتعلق بنزع أسلحة العمال الكردستاني ستُتخذ الأسبوع المقبل في كردستان العراق، لكن لم يحدد بعد إن كانت المراسم ستجري في أربيل أم السليمانية"، مضيفة أن أوجلان قد يوجه رسالة جديدة لدعم العملية خلال الأيام المقبلة إذا سمحت الظروف بذلك. ترحيب حذر هذه المؤشرات، عزَّزتها زيارة أجراها رئيس جهاز الاستخبارات التركي، إبراهيم قالن، إلى أربيل الثلاثاء الماضي، والتقى رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني ورئيس الحكومة مسرور البارزاني وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني ، للتنسيق بشأن ترتيبات المراسم المرتقبة. ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر تركية قولها إن قالن شدد خلال اللقاءات على أن "نجاح هذه المرحلة يتطلب التزاما كاملا من الحزب الكردستاني بإلقاء السلاح دون أي مناورة سياسية". وتبدي أنقرة ترحيبا حذرا بالتطورات، ففي مؤتمر صحفي عقده المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية عمر جليك -الأربعاء الماضي- بأنقرة، قال إن "تركيا تتابع عن كثب التحركات الجارية بشمال العراق، ونحن نرحب مبدئيا بأي خطوة عملية نحو نزع السلاح، لكن عملياتنا العسكرية ستستمر حتى تأكيد تفكيك الهياكل المسلحة للحزب بشكل كامل". وفي السياق، يرى الأكاديمي والمحلل السياسي علي فؤاد جوكشه، أن أنقرة كانت تشعر بانزعاج كبير بسبب تأخر انطلاق عملية نزع السلاح، وقد كررت دعواتها في الفترة الماضية لقيادة الحزب للإسراع ببدء هذه الخطوة. وبرأيه، فإن أي عملية لتسليم الأسلحة من شمال العراق ستقابل بترحيب كبير من الحكومة التركية، التي ستشجع استمرارها نحو مراحل أكثر تقدما. لكن جوكشه حذّر، في حديث للجزيرة نت، من أن نجاح هذه العملية يتوقف على حجمها وجدّيتها. وأكد أن تسليم السلاح يجب ألا يكون خطوة رمزية محدودة، بل ينبغي أن يتم بطريقة مقنعة تُظهر التزام الطرف الآخر بالسلام. وأضاف "إذا جرت العملية بشكل صوري لا يقنع أنقرة، فإنها لن تعتبر خطوة نزع السلاح واقعية أو قابلة للبناء عليها مستقبلا". تحديات وعراقيل من جهته، يرى المحلل السياسي محمود علوش، أن هذه هي المرة الأولى التي يصل فيها حزب العمال الكردستاني إلى مستوى غير مسبوق من القبول بفكرة السلام والتخلي عن السلاح، معتبرا ذلك مؤشرا على تحولات جوهرية في نظرة الحزب لمشروعه. ويشير علوش للجزيرة نت، إلى 3 تحديات رئيسية تواجه عملية نزع السلاح أولها: أن هذه العملية جزء من مسار سلام أشمل يتطلب إجراءات مقابلة من الحكومة التركية. الانقسامات داخل الحزب؛ حيث توجد تيارات لا تؤمن بفكرة السلام، ما قد يهدد بإجهاض العملية برمتها. ارتباط مصير عملية السلام بمستقبل قوات سوريا الديمقراطية ، الأمر الذي يعقّد المسار أكثر ويجعل نجاحه مرهونا بتفكيك هذه العقد. ولوجستيا، يلفت علوش إلى صعوبة نزع جميع أسلحة حزب العمال الكردستاني بالكامل، لأنه أسس شبه دولة في شمال العراق ولديه شبكة من الملاجئ والتحصينات، فضلا عن تعدد أجنحته، وهو ما يتطلب تعاونا وثيقا مع الحكومة العراقية لإتمام العملية، لذا -يؤكد علوش- أن عنصر الثقة المتبادلة سيكون أساسيا لإنجاح المسار. ويرى علوش أن أنقرة معنية بإنجاح عملية السلام لتحقيق هدف "تركيا خالية من الإرهاب"، كما تعتبر هذه الخطوة فرصة لإعادة صياغة علاقتها مع الأكراد سواء في الداخل أو في المنطقة عموما. لكنه يحذّر -في الوقت ذاته- من أن الطريق إلى السلام ليس مفروشا بالورود، إذ تواجه العملية عراقيل سياسية وأمنية تجعلها تسير على أرض غير مستقرة بالكامل.

أردوغان يرسم خطوطه الحمراء بسوريا ويطالب ترامب بوقف قتل المجوعين بغزة
أردوغان يرسم خطوطه الحمراء بسوريا ويطالب ترامب بوقف قتل المجوعين بغزة

الجزيرة

timeمنذ 10 ساعات

  • الجزيرة

أردوغان يرسم خطوطه الحمراء بسوريا ويطالب ترامب بوقف قتل المجوعين بغزة

أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم السبت، على الخطوط الحمراء لبلاده في سوريا وعدم القبول بخطة تشرعن المنظمات الإرهابية أو امتداداتها، وقال إنّه طلب من الرئيس الأميركي دونالد ترامب التدخل بشأن إطلاق النار على منتظري المساعدات في غزة. وصرح أردوغان للصحفيين، في طريق عودته من قمة اقتصادية في أذربيجان، بأن جهود السلام مع الأكراد ستكتسب زخما مع بدء مقاتلي حزب العمال الكردستاني إلقاء أسلحتهم، الأسبوع المقبل. وشدد على أهمية أن تكون سوريا مستقرة وسلمية وقوية لأن ذلك سيعود بالنفع على جيرانها، وستدعم أيضا سلامهم وأمنهم. وقال أردوغان إن الإدارة السورية ستتخذ خطوات أسرع نحو التنمية بعد قرار الولايات المتحدة وأوروبا رفع العقوبات. وأشار إلى أن عملية إعادة بناء العلاقات بين تركيا وسوريا تتقدم بوتيرة متسارعة. وأدلى أردوغان بهذه التصريحات في وقت يستعدّ الحزب لتنظيم مراسم لإتلاف السلاح في كردستان العراق من المرجّح أن تقام بين 10 و12 يوليو/تموز. وفي أواخر فبراير/شباط، دعا مؤسس حزب العمال الكردستاني وزعيمه التاريخي عبد الله أوجلان (76 عاما) القابع في زنزانة انفرادية بجزيرة إمرالي قبالة سواحل إسطنبول منذ عام 1999، الحزب إلى حل نفسه والتخلي عن العمل المسلح. غزة وعن الأوضاع في غزة، أشار الرئيس التركي إلى أنه طلب من نظيره الأميركي دونالد ترامب التدخّل لوقف عمليات إطلاق النار على منتظري المساعدات في قطاع غزة والتي تقول الأمم المتحدة إنّها أسفرت عن مقتل أكثر من 500 شخص. وقال أردوغان إنّه التقى ترامب في قمة لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في نهاية يونيو/حزيران، وقال له إنّ "هناك أشخاصا يُقتلون في طوابير (انتظار الحصول على) الطعام. يجب أن تتدخّل كي لا يتمّ قتل هؤلاء الأشخاص". وشدد على أن الخروقات المتكررة لإسرائيل لاتفاقات وقف إطلاق النار لم تحقق هدوءا دائما في المنطقة قائلا "نعمل هذه المرة لتجنب تكرار الأمر نفسه". وأشار إلى أن وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل فتح الباب لخطوة مشابهة في غزة أيضا، وإلى أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أظهرت مرارا حسن نيتها في هذا الشأن. "إف 35" وفي سياق آخر، أعرب أردوغان عن اعتقاده بأن نظيره الأميركي دونالد ترامب سيلتزم بالاتفاق المبرم بين البلدين وسيتم تسليم أنقرة مقاتلات " إف 35" خلال ولاية ترامب الحالية. وأكد أن ملف مقاتلات "إف 35" بالنسبة إلى أنقرة ليس مجرد قضية متعلقة بالتكنولوجيا العسكرية بل أيضا خطوة لتأسيس شراكات قوية في المنصات الدولية وعلى رأسها حلف شمال الأطلسي (ناتو). وشدد على أن تركيا تريد امتلاك هذه المقاتلات من أجل أمنها قبل أي شيء آخر، وقال إنه يعتقد بأن ترامب سيلتزم بالاتفاق الذي أبرمناه وسيتم تسليم تركيا المقاتلات بشكل تدريجي خلال فترة ولايته. وأوضح أن فرض بعض الدول حصارا على واردات تركيا بمجال الصناعات الدفاعية، دفعها للعمل على تحقيق الاكتفاء الذاتي بهذا الخصوص.

شبح اتفاقيات مينسك يخيم على مفاوضات إسطنبول بين كييف وموسكو
شبح اتفاقيات مينسك يخيم على مفاوضات إسطنبول بين كييف وموسكو

الجزيرة

timeمنذ 11 ساعات

  • الجزيرة

شبح اتفاقيات مينسك يخيم على مفاوضات إسطنبول بين كييف وموسكو

كييف – بدا الرئيس الأميركي دونالد ترامب خائب الأمل إزاء رغبة نظيره الروسي فلاديمير بوتين بوقف الحرب، إذ يصر بوتين على تحقيق أهدافه لكنه يبدي استعدادا لاستئناف المفاوضات مع أوكرانيا في إسطنبول. أما كييف فحائرة بين الرجلين في وضع لا تحسد عليه، وعالقة بين سراب السلام، وشبح وقف المساعدات، والاضطرار إلى تقديم مزيد من التنازلات على الطاولة. هذا ما يبدو عليه المشهد الأوكراني اليوم، لكنه يزداد تعقيدا يوما بعد آخر بفعل القصف المتبادل والتصعيد على الجبهات، مما يطرح تساؤلات جادة عن حقيقة النوايا ونجاعة عملية التفاوض برمتها. وقد شهدت الأسابيع الماضية جولتين من المفاوضات في إسطنبول، لكنها لم تحرز أي تقدم يتعلق بالحرب نفسها، سواء بوقف إطلاق النار، أو حصر الضربات المتبادلة بعيدا عن المدن ومرافق البنية التحتية، أو غير ذلك من التحركات العسكرية على الأرض. ولم تستمر العملية التفاوضية طويلا في كلا المرتين، فكييف رأت أن موسكو لا تتفاوض، بل توجه "إنذارات نهاية" يعني قبولها "الاستسلام" من دون قيد أو شرط، ولذا لم يتفق الجانبان إلا على مُخرج وحيد يحمل طابعا إنسانيا، فتبادلوا آلاف الأسرى. ولكن حتى هذا الاتفاق بدا كأنه ذر للرماد في العيون، وشكر واحترام للمضيفة والوسيطة تركيا. محددات اللقاء وبينما تقول الخارجية الروسية إن "الوفود تبحث إجراء جولة ثالثة من المفاوضات في إسطنبول"، تلمح الخارجية الأوكرانية إلى أنها "لن تكون ذات معنى إلا إذا التقى الرئيسان الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والروسي فلاديمير بوتين وجها لوجه". وذلك ما لمح إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد قمة حلف شمال الأطلسي " الناتو"، بل قال إن نظيره الأميركي دونالد ترامب مستعد للمشاركة أيضا. ويصر الأوكرانيون على اللقاء المباشر، لأنهم يرون أن "رسل الكرملين" لا يملكون أي صلاحيات في عملية التفاوض، أما سيده بوتين فهو الوحيد القادر على صنع القرار. لكن بعض أصحاب الرأي في أوكرانيا يستبعدون أن يكون هذا اللقاء قريبا، ومنهم أستاذة العلوم السياسية في جامعة "شيفتشينكو" بالعاصمة كييف أوليسا ياخنو التي قالت للجزيرة نت إن "بوتين لن يقبل باللقاء ما دام في موضع قوة وقواته تتقدم". وهنا يبرز السؤال عن سبب حديث الجانبين عن أهمية الجلوس إلى الطاولة، بينما يكيل الجانبان لبعضهما سيلا من الاتهامات في كل مرة، وتجيب عن ذلك رئيسة قسم دراسات الأمن والصراع الإقليمي في مؤسسة "كوشيريف" للمبادرات الديمقراطية ماريا زولكينا بالقول إن "كلا الجانبين يناور في المفاوضات، لأهداف بعيدة عن السلام". وتوضح زولكينا للجزيرة نت أن "أوكرانيا تؤمن أنها لن تحقق سلاما عادلا من موقع ضعف، وأن ذهابها إلى إسطنبول كان نتيجة لبضعة أشهر من التقارب الروسي الأميركي في عهد ترامب، واستجابة للضغوط عليها". وتضيف "تتبع أوكرانيا تكتيكات ثلاثة في إسطنبول: أولها تجنب المواجهة السياسية مع واشنطن وإقناعها بأن روسيا هي المشكلة، وثانيها حشد مزيد من الدعم الأوروبي في ظل التراجع الأميركي، وثالثها إنعاش آمال الشارع المتعب بإمكانية التوصل إلى اتفاق يوقف إطلاق النار أو ينهي الحرب". وتضيف "أعتقد أنها نجحت إلى حد ما بذلك". نموذج مينسك من وجهة النظر الأوكرانية، فإن الروس يتمتعون بموقع القوة على الأرض، ويريدون من مفاوضات إسطنبول تحقيق أهداف أخرى، وهو ما يذكّر بفحوى اتفاقيات مينسك عام 2014 التي جمعت آنذاك بين موسكو وكييف والانفصاليين الموالين لروسيا في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين. وترى الخبيرة زولكينا أن "التكتيك الروسي يسعى إلى تخفيف العقوبات، وأن يؤدي ذوبان الجليد بين الولايات المتحدة وروسيا إلى فوضى لا مفر منها في بيئة الاتحاد الأوروبي، بتعالي أصوات مؤيدة لروسيا بين السياسيين والشركات، لمصلحة تخفيف مماثل لضغوط العقوبات". ومن وجهة نظرها أيضا، فإن "روسيا تريد استسلام أوكرانيا وإعادة تطبيق اتفاق مينسك في آن معا، فهي تربط بين وقف إطلاق النار المؤقت وانسحاب القوات الأوكرانية من أراضي المقاطعات التي ضمتها روسيا، وهي لوغانسك ودونيتسك وزاباروجيا و خيرسون ، وسنّ قوانين تمنع قيام كييف بأي عمل عسكري في المستقبل ضدها، بالإضافة إلى اشتراط موسكو الحد من التسلح والتعبئة في أوكرانيا". وبناء على ذلك، لا يتوقع كثير من المراقبين أن تستمر عملية التفاوض إلى ما لا نهاية، بل يرون أنها قد تتوقف في لحظة ما قد تكون قريبة، إذ ترى الخبيرة زولكينا أنه "بمجرد أن تدرك الولايات المتحدة عدم جدوى المفاوضات -وهذا ما نراه الآن- سينتهي اهتمام الروس بممارسة هذا الدور التفاوضي"، على حد قولها. من جهتها، ترى أستاذة العلوم السياسية ياخنو أنه "رغم عدم قبول أوكرانيا بمطالب الروس، لا ينبغي التعامل مع المفاوضات على أنها تجاهل واضح من قبل موسكو لفكرة الاتفاق ذاتها". وتابعت "المطالب في المفاوضات موجهة ليس إلى أوكرانيا فقط، حتى إن رفضتها، بل إلى الولايات المتحدة أيضا التي تأمل روسيا كتابة فصل جديد معها، والقيام بنوع من إعادة توزيع مناطق النفوذ والمصالح في أنحاء العالم". لهذا، تعتقد ياخنو أن تخلّي واشنطن التام عن ملف أوكرانيا مستبعد، بغض النظر عن كل ما يبدو عكس ذلك؛ وتقول إن "ترامب وبوتين في هذا العالم أشبه بلاعبين في بطولات مختلفة، وفئات وزن مختلفة. ولكي يتغلب أحدهم على الآخر، لن يتخلوا عمن يستطيع المشاركة لتحقيق ذلك، وهم: أوكرانيا والشركاء المقربون السابقون في أوروبا"، على حد وصفها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store