logo
رواتب أربيل تعصف بحكومة بغداد... وتلويح بالمقاطعة

رواتب أربيل تعصف بحكومة بغداد... وتلويح بالمقاطعة

الشرق الأوسطمنذ 6 أيام
أكد مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، أن الحكومة جادة في معالجة مشكلة رواتب موظفي القطاع العام في إقليم كردستان، رغم أن تقارير محلية زعمت أن مشادة حصلت بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ووزير الخارجية فؤاد حسين، خلال اجتماع حكومي على خلفية الأزمة بين أربيل وبغداد، في حين هدد الحزب «الديمقراطي الكردستاني» بمقاطعة الانتخابات في حال استمرار المشكلات العالقة.
وقالت التقارير إن رئيس الحكومة رد بغضب على مداخلة الوزير حسين الذي أشار فيها إلى أن «الأوضاع خطيرة في كردستان، وأن حصول زلزال سياسي احتمال وارد».
ونقلت التقارير أن السوداني رد بالقول: «لقد أرسلت الرواتب عدة مرات على مسؤوليتي الشخصية، لذلك هذه المرة، حتى يلتزم إقليم كردستان بالكامل بقانون الموازنة وقرارات المحكمة الاتحادية، لن أرسل الرواتب، رغم أن الموازنة المالية تنص على ضرورة تسديد الإقليم ما بذمته من موارد تتعلق بتصدير النفط والمنافذ الحدودية».
وأفادت التقارير بأن خالد شواني، وهو وزير العدل وقيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني، شكّل لجنة وزارية لحصر الخلافات ومعالجتها، برئاسة نائب رئيس الوزراء وزير التخطيط محمد تميم؛ لمعالجة الأمر.
ولم يتسنَّ الحصول على تعليق من مصدر حكومي أو جهة مستقلة تؤكد أو تنفي صحة التقارير، إلا أن معلومات أفادت بأن الخلاف وقع قبل زيارة مستشار الأمن القومي العراقي إلى أربيل، الأربعاء.
وتبادلت العاصمة الاتحادية وعاصمة إقليم كردستان الشمالي، ورقتين لحل مشكلات مزمنة تتعلق بموارد وأموال النفط ورواتب موظفي الإقليم، التي غالباً ما يتأخر دفعها إلى مستحقيها منذ نحو 15 عاماً نتيجة صراع سياسي حول النفوذ والصلاحيات، وفقاً لمصادر رسمية.
رئيس الحكومة محمد شياع السوداني مع رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني في أربيل (أرشيفية - إعلام حكومي)
وحددت المحكمة الاتحادية العليا في العراق الأسبوع المقبل موعداً لحسم مسألة رواتب موظفي الإقليم. وطبقاً لمصدر مطلع، فإن المحكمة ستنظر في الدعوى المقامة على رئيس الوزراء الاتحادي ووزير المالية في الحكومة الاتحادية، لطلب الحكم بإبعاد رواتب الموظفين في إقليم كردستان عن الصراعات السياسية وعن الاتفاق الفعلي».
كما ستنظر المحكمة في دعوى ثانية رُفعت ضد وزير المالية في الحكومة الاتحادية بشأن ضمان استمرار وزارة المالية الاتحادية في صرف الرواتب في إقليم كردستان شهرياً وفي مواعيدها المحددة، ودون اعتبار للخلافات بين الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم بسبب تفسير قانون الموازنة العامة الاتحادية أو أية أسباب أخرى».
من جهته، أكد قاسم الأعرجي، مستشار الأمن القومي، وفي أعقاب لقاءات مع قادة الإقليم، أنه بحث في «الإجراءات الإيجابية التي اتخذها العراق تجاه أوضاع المنطقة الأمنية والسياسية».
وبشأن الخلافات بين بغداد وأربيل، شدد الأعرجي على «ضرورة إيجاد حلول للمشاكل وفق الدستور والقوانين النافذة»، مشيراً إلى أن «حكومة إقليم كردستان تولي اهتماماً كبيراً للعلاقات الداخلية مع الحكومة الاتحادية، كما أن الحكومة الاتحادية جادة في إنهاء الخلافات والقضايا العالقة والتي يتصدرها موضوع الرواتب الشهرية والمستحقات المالية لموظفي إقليم كردستان، وقد تم تشكيل لجنة وزارية عليا لمعالجة هذا الأمر في أسرع وقت ممكن».
رئيس الحكومة محمد شياع السوداني مستقبلاً رئيس إقليم كردستان نيجيرفان بارزاني في بغداد فبراير 2025 (إعلام حكومي)
وخلال اليومين الماضيين، عُقدت اجتماعات ذات طبيعة فنية بين وفدين من حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية لوضع اللمسات الأخيرة لاتفاق يوشك أن يرى النور خلال أيام، من شأنه أن يُنهي الجدل الخاص بالعلاقة بين بغداد وأربيل.
ولوح قيادي في الحزب «الديمقراطي الكردستاني» أنه في حال لم يتم حل هذه المشكلة فإن كل الخيارات مطروحة.
وقال القيادي، الذي رفض الكشف عن هويته، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «من مصلحة الحكومة الاتحادية إيجاد حلول للقضايا العالقة مع أربيل بسبب صعوبة الأوضاع التي تمر بها البلاد».
وأضاف القيادي الكردي: «كل الخيارات مطروحة، بما في ذلك مقاطعة الانتخابات، في حال لم تُحل القضايا الأساسية، خاصة الرواتب، مما يعني فقدان الانتخابات لمشروعيتها».
ومن المرجح أن يُطرح الخلاف بين بغداد وأربيل على طاولة اجتماع لقوى «الإطار التنسيقي». وطبقاً لمصدر مطلع، فإن «الاجتماع سيناقش إعادة استئناف تصدير النفط عبر خط جيهان مع تركيا، مقابل زيادة الإطلاقات المائية، وفقاً للطلب التركي».
وأضاف المصدر أن «الاجتماع سيشهد مناقشة نتائج المباحثات بين الوفود المعنية بحلحلة الخلافات بين الإقليم وبغداد، بما فيها تسليم الإقليم إنتاجه من النفط، والذي يتجاوز 300 ألف برميل يومياً، إلى شركة تسويق النفط، فضلاً عن تسليم إيراداته غير النفطية، وتسديد ديون الشركات، كما سيتم مناقشة جداول الموازنة الاتحادية».
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

سلاح وجبال ومتسلقون
سلاح وجبال ومتسلقون

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

سلاح وجبال ومتسلقون

بين المشهد الرمزي المذهل للمقاتلين الكرد في جبال قنديل وهم يحرقون بنادقهم، وبين إصرار القيادة الفلسطينية على تنفيذ التزاماتها في تسليم السلاح الفلسطيني في لبنان للدولة، يُعاد تشكيل اثنين من أبرز صراعات الشرق الأوسط وأكثرهما تأثيراً وتأثراً؛ أي انتقال المسألة الكردية في تركيا والمسألة الفلسطينية في الخارج من التمسك بالكفاح المسلح كخيار أول لتحقيق المطالب المشروعة للشعبين، إلى اللجوء إلى العمل السياسي والدبلوماسي والثقافي من أجل تحقيق هذه المطالب. ارتدادات قرار «حزب العمال الكردستاني» حل نفسه كبيرة ومؤثرة، تبدأ من «قسد» في سوريا، ولا تنتهي في العراق أو حتى داخل إيران، في حين أن قرار رام الله إعادة ترتيب البيت الفلسطيني في لبنان، وإبعاده نهائياً عن التجاذبات اللبنانية الداخلية، وتحريره من موقعه السابق إلى القطيعة مع ماضيه، شكّل أزمة لبعض النخب لدى الطرفين اللبنانيين القابعين في الماضي أو غير المتحررين من أثقال الحرب الأهلية، بعد خمسين سنة على ذكراها غير الحميدة، فبدوا مشكّكين بالقرار الفلسطيني أو رافضين له. من جبل قنديل إلى جبل الدروز وصولاً إلى جبل عامل تعيد جبهة الرفض إنتاج خطابها مجدداً؛ إذ تجد هذه النخبة موقعها السياسي والاجتماعي في حشر رأيها الأطول من أنفها في السياسات الدولية والإقليمية، وتحرّر موقعاً لبنانياً وقومياً كأنها تتحكم بميزان القوة الإقليمي، وتُطلق تصريحاتها ومواقفها كأنها في جزيرة معزولة. فالهجوم على قرار السلطة الفلسطينية لا ينفصل عن موقفها من فكرة احتكار الدولة للعنف وحصر السلاح بيدها، وهو موقف لا ينفصل عن موقف نخب عراقية تضع علامات استفهام حول تصرفات «حزب العمال الكردستاني»؛ لأنه يُحرج موقع «الحشد الشعبي»، ويدعم مطالب النخب الوطنية والروحية في بغداد والنجف بحصر السلاح بيد الدولة ودمج «الحشد» بالقوات المسلحة الرسمية. التخلي الكردي والفلسطيني عن فكرة الكفاح المسلح من الخارج إلى الداخل، بعد مرحلة تضحيات كبرى ونضج سياسي يوازي ما قدموه في المواجهات العسكرية، ترك أثره المباشر على سوريا، ما بين مناطق «قسد» وجبل الدروز. فـ«قسد» المرتبكة من المصالحة الكردية - التركية، تطالب بمراعاة خصوصيتها السورية، بالرغم من الضمانات الدولية والإقليمية والعربية. فبالنسبة إليها، أنقرة - الوريثة العثمانية لهذه الجغرافيا السياسية - قطعت أكثر من قرن في رسم استقرارها ونفوذها ومصالحها، وهي الآن مستعدة لمصالحة تاريخية مع الكرد تختلف عن دمشق التي منذ أشهر ورثت واحداً من أسوأ الأنظمة الديكتاتورية في العالم، وتعمل على تأسيس استقرار نظامها الجديد، محاصَرة بوراثة من الجرائم وطموحات الانفصال والانتقام. أزمة السويداء الأخيرة كشفت عن رغبة إسرائيلية في إعادة بناء حلف الأقليات، مستخدمة شعارها الزائف «حمايتهم»، وأظهرت سهولة استدراج الوضع الجديد في سوريا إلى الفوضى. وبانتظار التحقيق المستقل - الذي ليس بالضرورة أن يأتي من أي جانب سوري - فإن ما حدث لا يمكن فصله عن فشل «مفاوضات باكو»، وتحرك إسرائيل لقصف وزارة الدفاع السورية، هذا في ظاهره دفاع عن أهلنا الدروز، ولكن في باطنه ضغط على دمشق التي يبدو أنها لن تقبل بشروط تل أبيب التفاوضية. عودٌ على بدء، النخب التي ترفض تسليم الفلسطينيين سلاحهم في لبنان؛ لأنه سيُستخدم للضغط على الحزب من أجل تسليم سلاحه، جاهروا بترحيبهم بالتدخل الإسرائيلي ضد حكومة أحمد الشرع... هذه النخب نفسها التي ورطت الشيعة في حرب الإسناد إرضاءً للنوستالجيا الثورية، وهي التي تخوّن الرئيس محمود عباس بسبب قرار حمايته الضفة الغربية من فوضى السلاح، وإنهاء ملف السلاح في لبنان، وهي نفسها تؤيد استعانة بعض الدروز بإسرائيل. في لبنان، يواجه المتلقي اللبناني - عادياً كان أو متعلماً، متابعاً أو هاوياً - مشكلة في استيعاب تبدلات مواقف بعض النخب أو من يُوصفون بالنخب السياسية والثورية والثقافية والاستراتيجية، فأغلب هؤلاء غير مستعدين للقيام بمراجعة جزئية، وليس كلية، لمرحلة كاملة من التخندق والانحياز، كانت سبباً في تهاوٍ جماعي، ليس فقط لجماعتهم الحزبية أو العقائدية أو الطائفية، بل لأوطانهم. وهم الآن أقرب إلى معادلة السلام والتطبيع مع إسرائيل من التصالح مع سوريا.

عام / خادم الحرمين الشريفين يُعزّي رئيس جمهورية العراق في ضحايا الحريق الذي وقع في مدينة الكوت
عام / خادم الحرمين الشريفين يُعزّي رئيس جمهورية العراق في ضحايا الحريق الذي وقع في مدينة الكوت

الأنباء السعودية

timeمنذ ساعة واحدة

  • الأنباء السعودية

عام / خادم الحرمين الشريفين يُعزّي رئيس جمهورية العراق في ضحايا الحريق الذي وقع في مدينة الكوت

جدة 22 محرم 1447 هـ الموافق 17 يوليو 2025 م واس بعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، برقية عزاء ومواساة، لفخامة الرئيس الدكتور عبداللطيف جمال رشيد رئيس جمهورية العراق، في ضحايا الحريق الذي وقع في مركز تجاري بمدينة الكوت. وقال الملك المفدى: "علمنا بنبأ اندلاع حريق في مركز تجاري في مدينة الكوت، ما نتج عنه من وفيات وإصابات، ونبعث لفخامتكم ولأسر المتوفين ولشعب جمهورية العراق الشقيق أحر التعازي وأصدق المواساة، سائلين الله أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته ومغفرته، ويلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، ويحفظكم وشعب جمهورية العراق من كل سوء ومكروه، إنه سميع مجيب".

السوداني وشعار: العراق أولاً
السوداني وشعار: العراق أولاً

الشرق الأوسط

timeمنذ ساعة واحدة

  • الشرق الأوسط

السوداني وشعار: العراق أولاً

أفلح العراق بالنجاة بنفسه من أهوال وعواقب الصدام الإسرائيلي - الإيراني في حرب الـ12 يوماً الماضية، رغم خصوصية وإشكالية العلاقة مع إيران، و«الرعاية» الأميركية، للعراق «الأميركي» كما وصفه ذات يوم الصحافي والسياسي العراقي المعروف حسن العلوي. هذه سياسة تستحق الإعجاب بالقيادة السياسية للعراق، لقد كان من السهل الانخراط في هذه الحرب لصالح الطرف الإيراني، مع وجود الكيانات المُسلّحة، الموالية للخطّ العقائدي والسياسي لإيران، ما يُعرف في العراق بالفصائل الولائية. هذه الفصائل تملك الأسلحة النوعية من إيران وغيرها، وتملك المال الوفير، والنفوذ الكبير، ومع ذلك نجح العراق في النأي بنفسه من الحريق الخطير، وطبّق عملياً شعار «العراق أولاً» كما قال بسرور، رئيس الوزراء العراقي الحالي محمد شياع السوداني، في حواره اللافت مع الزميل رئيس التحرير غسّان شربل. قال السوداني في حواره، وهو يستعيد اللحظات الحرجة مع بداية الصدام الكبير بين طهران وتلّ أبيب، إنه كانت هناك توقعات في الإقليم بأن «هذا الحدث المهم يورط العراق في هذه الحرب وفي الاعتداء على دولة جارة، وهو ضد دستورنا وثوابتنا السياسية في عدم السماح لأي جهة أو دولة بأن تستخدم الأجواء أو الأراضي العراقية كمنطلق للاعتداء على الآخرين». كانت المعضلة كبيرة والسؤال وجودياً كما عاشه السوداني، قال عن هذا السؤال: «كيف نحافظ على الأمن الداخلي والموقف السياسي والموقف الوطني تجاه هذه الأزمة. وهذا ما نجحنا فيه ولله الحمد، ببلورة موقف وطني واحد رافض للعدوان ولانتهاك السيادة والأجواء العراقية، ويدعم مواقف الحكومة في الحفاظ على مصالح العراق والعراقيين، والنأي بالعراق عن الانزلاق في هذه الحرب. هذا كان موقفاً مهماً على المستوى الداخلي». نجا العراق - لله الحمد - من هذا المنزلق الخطير، والتحدّي الكبير هو الحفاظ على هذا النهج، وترسيخ سيادة الدولة العراقية على «كل» الفصائل وعدم إضعاف الدولة بإدماج التيارات اللادولتية، في أحشاء الدولة. شعار «العراق أولاً» يجب أن يكون رؤية العراق السياسية والاجتماعية الحاكمة للعراق اليوم، ليس بمعنى الشوفينية السطحية الغوغائية، بل بمعنى استشعار المسؤولية الكبرى تجاه الوطن، وأهل الوطن، كل العراقيين من شيعة وسنة ومسيحيين وصابئة ويزيديين وعرب وكرد وتركمان، وعلمانيين وحركات شبابية ونسائية، كما رجال العلم الديني وطلبتهم، بكلمة: كل العراقيين. فالعراق أولاً والعراقيون كذلك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store