
الألماس الدامي.. أكبر 10 دول أفريقية منتجة وأبرز 7 شركات مهيمنة
سبق وجود الألماس الإنسان على الأرض، بل وحتى الديناصورات؛ فقد تشكل في أعماق الأرض قبل ما بين مليار و3 مليارات سنة، وظهر على السطح نتيجة ثورات بركانية حدثت قبل نحو 300 إلى 400 مليون سنة، وفقًا لمنصة شركة "ريو تينتو"، إحدى كبرى شركات التعدين في العالم.
يُعد الألماس من أثمن الأحجار الكريمة، وقد ارتبط لعقود بالترف والحب الأبدي، وأصبح رمزًا للثروة في الأسواق العالمية، حيث يُستخرج من باطن الأرض ويُباع في المزادات الفاخرة لتتزين به النخب الثرية.
ألماس dimond
القارة الأفريقية تحتضن أكبر احتياطي من الألماس الطبيعي في العالم (شترستوك)
الألماس الدامي
لكنّ لهذا الحجر وجها آخر قاتما، إذ تحوّل في بعض الدول الأفريقية إلى ما يُعرف بـ"الألماس الدامي"، حيث استخدم في تمويل الحروب الأهلية وتأجيج الصراعات العرقية، مع استغلال الأطفال والعمال، وتورط شبكات الفساد والجريمة المنظمة، تحت غطاء شركات عالمية تسعى للربح دون اعتبار لحقوق الإنسان.
وفي الوقت الذي يعتبر فيه الألماس في بلد غني مثل الولايات المتحدة رمزا للمكانة الاجتماعية يتفاخر به الأميركيون، لا سيما في خواتم الخطوبة، يتناسون أن الأشخاص الذين تُشوه أطرافهم لاستخراجه غالبا ما لا يملكون إصبعا ليضعوا عليه أي خاتم، كما يقول الباحث الأميركي دانييل روسو في مقالة نشرها في منصة جامعة بوسطن الأميركية.
ففي البلدان التي تتنازع على السيطرة على مناجم الألماس، يُجبر المدنيون على العمل تحت ظروف وحشية، تصل إلى حد التشويه الجسدي المتعمد.
ومن أبشع الممارسات التي رُصدت خلال الحرب الأهلية في سيراليون، استعباد آلاف المدنيين للعمل قسرا في المناجم التي كانت تمول أطراف النزاع.
ولم تقتصر الفظائع على الاستغلال الاقتصادي، بل امتدت إلى أساليب تعذيب وحشية تركت أثرا لا يُمحى في ذاكرة الضحايا.
ومن بين تلك الأساليب المروعة، سؤال الضحية: "هل تفضل أكماما قصيرة أم طويلة؟"، في إشارة رمزية إلى بتر الذراع من الكتف أو بتر اليد من الرسغ، كما يوضح الكاتب في مقالته.
وانتهت الحرب الأهلية في سيراليون عام 2001، ولكن دولا أفريقية أخرى مثل جمهورية أفريقيا الوسطى، وزيمبابوي، وأنغولا، شهدت حروبا دامية استُخدم الألماس فيها لتمويل النزاعات والقمع السياسي.
ووفقا لتقديرات منظمة "بريليانت إيرث" (Brilliant Earth)، فقد قُتل قرابة 3.7 ملايين شخص على مدار العقود الماضية نتيجة الحروب المرتبطة بالألماس، وكل ذلك في سبيل إضفاء بريق خاص على أكثر مجوهرات العالم طلبا، وفقا للكاتب.
إسرائيل والألماس الدامي
ورغم عدم امتلاكها مناجم، تُعد إسرائيل من أكبر الدول المُصدرة للألماس المصقول، إذ بلغت صادراتها 634.9 مليون دولار عام 2024، بحسب وكالة "شينخوا" الصينية.
وقد استفادت من شراكات اقتصادية وعسكرية مع دول أفريقية للوصول إلى مناجم الألماس بأسعار تفضيلية.
وتفيد تقارير بأن شركات إسرائيلية ذات ارتباط بالمؤسسة العسكرية حصلت على امتيازات لتوريد الأسلحة مقابل الحصول على الألماس، ما عزز صناعتها التي أصبحت من الركائز الاقتصادية في البلاد.
كما اتهمت لجنة تابعة للأمم المتحدة إسرائيل عام 2009 باستيراد الألماس بشكل غير قانوني من دول مثل سيراليون وساحل العاج.
أكبر احتياطيات الألماس الطبيعي
وتملك أفريقيا أكبر احتياطي من الألماس الطبيعي، وتنتج 51% من حجمه و66% من قيمته عالميًا، وفقًا لمنصة "مايننغ.كوم".
ومنذ عام 1870، جاء معظم الألماس عالي الجودة من القارة، وفقًا لمنصة "فوتورا ساينس" الفرنسية، وتبرز بوتسوانا، وجنوب أفريقيا، وأنغولا، والكونغو كأهم المنتجين.
ومن أبرز الاكتشافات ماسة "كولينان" في جنوب أفريقيا عام 1905 بوزن 3106 قراريط، والتي قُطعت منها قطع تُزين التاج البريطاني، وفقًا لصندوق المجموعة الملكية.
كما اكتُشفت في بوتسوانا عام 2021 ماسات ضخمة تزن 2492 و أخرى تزن 1098 قيراطًا، مما عزز مكانتها كأكبر منتج للألماس عالي الجودة.
تجارة الألماس العالمية
وبلغت قيمة سوق الألماس العالمي 97.57 مليار دولار عام 2024، ومن المتوقع أن تنمو إلى 138.66 مليارًا بحلول 2032، بمعدل نمو سنوي قدره 4.5%، وفقًا لمنصة "فورتشن بيزنس إنسايت".
شركات التعدين الكبرى تهيمن على السوق العالمي بطريقة شبه احتكارية (غيتي)
أكبر 10 دول أفريقية منتجة
يُنتج الألماس الطبيعي في 21 دولة فقط، وتتركز النسبة الكبرى في أفريقيا.
ومن بين أكبر 10 منتجين في 2024، هناك 8 دول أفريقية، إلى جانب روسيا وكندا، وفقًا لمنصة "غلوبال إيكونومي":
وهذه قائمة بأكبر 10 دول أفريقية منتجة للألماس:
بوتسوانا: 28.2 مليون قيراط.
أنغولا: 14 مليون قيراط.
الكونغو: 9.79 ملايين قيراط.
جنوب أفريقيا: 5.34 ملايين قيراط.
زيمبابوي: 5.29 ملايين قيراط.
ناميبيا: 2.32 مليون قيراط.
ليسوتو: 696 ألف قيراط.
سيراليون: 574 ألف قيراط.
تنزانيا: 374 ألف قيراط.
غانا: 333 ألف قيراط.
أبرز 7 شركات عالمية لتعدين الألماس
تُهيمن شركات كبرى على صناعة الألماس، إذ يتم 99% من التعدين في 9 دول فقط، 5 منها: روسيا، بوتسوانا، الكونغو، أستراليا، وكندا.
دي بيرز (De Beers)
تأسست عام 1888 في جنوب أفريقيا، وتُعد من أوائل الشركات التي أرست قواعد الصناعة. مقرها لندن، وتملكها "أنغلو أميركان" بنسبة 85%. تتهم باحتكار السوق وتسويق الألماس المتنازع عليه. ولها عمليات كبرى في أفريقيا وكندا.
ألاروسا (ALROSA)
أكبر منتج في روسيا، تسيطر على 94% من الإنتاج المحلي و25% من السوق العالمي. تدير مناجم ضخمة في سيبيريا، وتمتلك 32% من منجم "كاتوكا" في أنغولا.
ديبسوانا (Debswana Diamond)
تأسست عام 1969 في بوتسوانا كمشروع مشترك بين الحكومة و"دي بيرز". وتدير 4 مناجم رئيسية، وتسهم بنحو 50% من عائدات الحكومة و70% من صادرات البلاد. وأنتجت 24.7 مليون قيراط في 2023.
ريو تينتو دايموندز (Rio Tinto Diamonds)
شركة أسترالية متعددة الجنسيات، تملك 3 مناجم كبرى، منها منجم "ديفيك" في كندا ومنجم "مورووا" في زيمبابوي. يقع مقرها الرئيسي في لندن ولها مركز تسويق في أنتويرب البلجيكية.
بترا دايموندز (Petra Diamonds)
شركة بريطانية مستقلة مدرجة في بورصة لندن، تدير مناجم "كولينان"، "فينش"، و"كوفي فونتين" في جنوب أفريقيا، ومنجم "ويليامسون" في تنزانيا. وباعت عام 2021 ماسة زرقاء بـ40.2 مليون دولار، ووافقت في 2024 على بيع منجم تنزانيا مقابل 16 مليون دولار فقط، حسب "رويترز".
جيم دايموندز (Gem Diamonds)
مقرها بريطانيا، انطلقت عام 2005 واشتهرت باكتشاف ماسة استثنائية بوزن 600 قيراط. وتمتلك 70% من منجم "ليتسنغ" في ليسوتو، وتعمل في أنغولا وأستراليا والكونغو وبوتسوانا.
دومينيون دايموند (Dominion Diamond)
تأسست عام 1994 في تورنتو، وتدير منجم "ديفيك" في كندا بالتعاون مع "ريو تينتو"، رغم امتلاكها الكامل له من حيث الحقوق والممتلكات.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 3 أيام
- اليمن الآن
بمبلغ فلكي.. بيع هيكل ديناصور نادر في مزاد
تفوق هيكل ديناصور نادر على صخرة من المريخ في مزاد أقيم بنيويورك، وبيع بأكثر من 30 مليون دولار. وتم بيع أكبر قطعة من كوكب المريخ عُثر عليها على الأرض مقابل أكثر من 5 ملايين دولار، خلال مزاد أقيم في نيويورك يوم الأربعاء وشمل قطعا نادرة من الجيولوجيا والآثار. وكان الحدث الأبرز في المزاد بيع هيكل عظمي نادر لديناصور صغير تجاوز سعره 30 مليون دولار بعد منافسة شرسة بين المزايدين. والصخرة التي تزن 25 كيلوغراما، وتحمل اسم "إن دبليو إيه 16788"، اكتشفها أحد صيادي النيازك في صحراء النيجر في نوفمبر 2023، ويُعتقد أنها وصلت إلى الأرض بعد أن قُذفت من سطح المريخ نتيجة اصطدام كويكب ضخم، وقطعت مسافة تقارب 225 مليون كيلومتر، بحسب دار سوذبيز للمزادات. وكان من المتوقع بيع الصخرة بمبلغ يتراوح بين 2 و4 ملايين دولار، لكن المزايدة انتهت بعرض نهائي قدره 4.3 ملايين دولار، ليصل السعر الرسمي بعد إضافة الرسوم والتكاليف إلى نحو 5.3 ملايين دولار وقد جرت المزايدة بوتيرة بطيئة، حيث حاول المسؤول عن المزاد تحفيز العروض وخفّض من قيمة الزيادة المطلوبة في كل عرض. أما هيكل الديناصور، فأشعل حماس الحضور وأثار حرب مزايدات. ويعود الهيكل إلى نوع نادر يُعرف باسم سيراتوصور ناسيكورنس، ويعد واحدا من أربعة هياكل معروفة لهذا النوع، وهو الوحيد الذي يمثل فردا يافعا. ويشبه هذا الديناصور نوع "تيرانوصوروس ريكس" لكنه أصغر حجما. وبدأت المزايدة على الهيكل بعرض مقدم قدره 6 ملايين دولار، ثم ارتفعت العروض خلال الجولة المباشرة بفارق نصف مليون دولار بين كل عرض، ثم بمليون دولار، إلى أن توقفت المزايدة عند 26 مليون دولار. وبلغ السعر الرسمي للهيكل العظمي مع الرسوم والتكاليف 30.5 مليون دولار، ولم يُكشف على الفور عن هوية المشتري.


اليمن الآن
منذ 6 أيام
- اليمن الآن
طرح أكبر قطعة من كوكب المريخ للبيع على الأرض
يمن ديلي نيوز: تستعد مدينة نيويورك الأمريكية، خلال الأسبوع الحالي، لعرض قطعة قادمة من أعماق كوكب المريخ للبيع. وينظم دار 'سوذبيز' للمزادات في مدينة نيويورك الامريكية، يوم الأربعاء المقبل الموافق 16 يوليو/ تموز الجاري، مزادا لبيع أكبر نيزك مريخي تم اكتشافه على الأرض. ويزن النيزك 25 كيلوغراما، بسعر تقديري يتراوح بين 2 و4 ملايين دولار. وتعرض الصخرة المعروفة باسم 'إن دبليو أي 16788' ضمن مزاد خاص بالتاريخ الطبيعي، يشمل أيضا هيكلا عظميا لديناصور 'سيراتوصور' صغير، يتجاوز طوله 3 أمتار وارتفاع مترين. ووفقا لدار المزادات، فإنه يُعتقد أن النيزك المريخي انفصل عن سطح الكوكب الأحمر نتيجة اصطدام كويكب، وقطع مسافة 225 مليون كيلومتر، قبل أن يسقط في الصحراء الكبرى، حيث اكتُشف في النيجر، خلال نوفمبر/ تشرين الثاني 2023. وتتميز الكتلة الصخرية بألوانها الحمراء والبنية والرمادية، وتفوق ثاني أكبر نيزك مريخي تم العثور عليه على الأرض بنحو 70%، وتبلغ أبعادها 375×279×152 ملليمترا. ويقام المزاد ضمن فعاليات 'أسبوع المهووسين 2025″، ويشمل 122 قطعة من النيازك والأحافير والمعادن النادرة. مرتبط كوكب المريخ نيازك


26 سبتمبر نيت
منذ 7 أيام
- 26 سبتمبر نيت
تصل لـ4 ملايين دولار.. بيع أكبر قطعة من كوكب المريخ في مزاد علني
26سبتمبرنت /متابعات ستطرح دار «سوذبيز» للمزادات في نيويورك صخرة تزن 25 كيلوجرامًا والتي تُعرف باسم «NWA 16788» للبيع يوم الأربعاء، بسعر يتراوح بين مليونين إلى أربعة ملايين دولار، في مزادٍ يتناول موضوع «التاريخ الطبيعي». ووفقًا لدار المزادات، يُعتقد أن النيزك قد انفصل عن سطح المريخ نتيجة اصطدام كويكب ضخم به قبل أن يقطع مسافة 225 مليون كيلومتر (140 مليون ميل) إلى الأرض، إذ سقط في الصحراء الكبرى، موضحة إن باحثًا عن النيازك عثر عليه في النيجر في نوفمبر 2023. وبحسب المعلومات فإن الكتلة الحمراء والبنية والرمادية تبلغ حوالي 70% أكبر من أكبر قطعة أخرى من المريخ تم العثور عليها على الأرض وتمثل ما يقرب من 7% من إجمالي المادة المريخية الموجودة حاليا على كوكبنا، إذ أن أبعادها تبلغ تقريبًا 15 بوصة في 11 بوصة في 6 بوصات (375 ملليمتر في 279 ملليمتر في 152 ملليمتر). وقالت كاساندرا هاتون، نائبة رئيس قسم العلوم والتاريخ الطبيعي في دار «سوذبيز» للمزادات، في مقابلة: «هذا النيزك المريخي هو أكبر قطعة من المريخ عثرنا عليها على الإطلاق، وبفارق كبير»، مُضيفة: «لذا، فإن حجمه يزيد عن ضعف حجم ما كنا نعتقد سابقًا أنه أكبر قطعة من المريخ». وذكرت هاتون أنه تم استخراج قطعة صغيرة من بقايا الكوكب الأحمر وإرسالها إلى مختبر متخصص أكد أنها من المريخ، وتمت مقارنتها بالتركيب الكيميائي المميز للنيازك المريخية التي اكتُشفت خلال مسبار فايكنج الفضائي الذي هبط على المريخ عام 1976، وخلص الفحص إلى أنها «شيرجوتيت أوليفيني-ميكروجابروي»، وهو نوع من الصخور المريخية تشكل نتيجة التبريد البطيء للصهارة المريخية. من جابنه، أضافت الدار أنه ليس من الواضح تمامًا متى ارتطم النيزك بالأرض، لكن الاختبارات تُظهر أنه ربما حدث في السنوات الأخيرة.