logo
بالفيديو مجزرة "داميّة" بقصف الاحتلال لمربع سكني في الزيتون.. عشرات الشهداء والمفقودين

بالفيديو مجزرة "داميّة" بقصف الاحتلال لمربع سكني في الزيتون.. عشرات الشهداء والمفقودين

فلسطين أون لاينمنذ 4 ساعات
غزة/ فلسطين أون لاين
ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة جديدة بحق المدنيين في قطاع غزة، بعد قصف جوي عنيف استهدف منازل سكنية مأهولة في شارع كشكو بحي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
وأفادت مصادر طبية في المستشفى المعمداني أن حصيلة أولية بلغت 10 شهداء، بينهم أطفال، إضافة إلى عشرات الجرحى، وصلت إلى المشفى بعد استهداف الاحتلال لعدة منازل في المنطقة.
بدوره، قال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني إن طواقمه تتعامل مع 40 مفقودًا جراء القصف، مشيرًا إلى وجود عائلات بأكملها تحت أنقاض المنازل المدمّرة. ولفت إلى أن القصف أدى إلى تدمير 4 منازل بالكامل، مما تسبب في تطاير أشلاء الضحايا وإصابة سكان من المنازل المجاورة.
وأكدت "الخدمات الطبية" في شمال غزة أن طيران الاحتلال استهدف مربعًا سكنيًا مكتظًا في شارع كشكو، ما خلّف عددًا كبيرًا من الشهداء والجرحى والمفقودين، فيما لا تزال عمليات الإنقاذ والبحث عن ناجين جارية في موقع المجزرة.
وفي سياق متصل، أفاد مصادر محلية، أن الاحتلال استهدف، خلال أقل من ساعة، أربعة منازل بمحيط مسجد المحطة في حي التفاح شمال شرقي غزة، تعود لعائلات: السقا، عجور، والنخالة، ما أسفر عن مزيد من الشهداء والإصابات.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، فإن العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ فجر الثلاثاء، أسفر عن ارتقاء 81 شهيدًا، وإصابة عشرات المواطنين بجروح مختلفة.
وارتفعت حصيلة الشهداء في قطاع غزة، منذ خرق الاحتلال للهدنة في 18 مارس/آذار 2025، إلى 6315 شهيدًا، إضافة إلى 22064 إصابة، في ظل تحذيرات متصاعدة من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع المحاصر.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إبداعات يجب أن تُدرَّس في الكليات العسكرية العالمية
إبداعات يجب أن تُدرَّس في الكليات العسكرية العالمية

فلسطين أون لاين

timeمنذ ساعة واحدة

  • فلسطين أون لاين

إبداعات يجب أن تُدرَّس في الكليات العسكرية العالمية

لقد تفنّن وأبدع الجيش الإسرائيلي في أساليب مستحدثة لم تسبقها إليها أي قدرات عسكرية من قبل. وبفضل دقتها وبراعة إنجازها، وللحضور "العظيم" لهذا المنتج الفظيع المسمّى الذكاء الصناعي، فإنها تستحق أن تُدرّس في مساقات التعليم والتدريب بالكليات العسكرية العالمية، بل وتُسجَّل كبراءات اختراع لجيش يتمتّع بقدرات عسكرية "بديعة" لم يسبقه إليها أحد. فعلى سبيل المثال: هل سمعتم عن كيفية تكامل دور الاستخبارات مع برمجيات وخوارزميات الذكاء الصناعي، وقدرات الطيران المسيّر، ثم دمج كل ذلك في إدارة المعركة بكل وسائلها الحديثة لرصد هدف عظيم؟ إنه كيس الطحين الأبيض الدقيق، المحمّل على كاهل رجل أنهكته قدرات الحرب، وهيّأته ليكون هدفًا "سمينًا" لجيشٍ مزوّد بكل أدوات الحرب المعاصرة. لقد تضافرت مع هذا الجيش جهود أمنية وعسكرية من دول كبرى، أقلّها: أمريكا، بريطانيا، وألمانيا، التي سخّرت أقمارها الصناعية القادرة على رصد النملة في جحرها، لالتقاط هذا الهدف العظيم: كيس طحين يسير على ظهر رجل جائع، خائر القوى، يحمل همّ أطفاله الجياع الذين ينتظرونه بأمعائهم الخاوية. أخيرًا، وبفضل قرون الاستشعار الدقيقة المنتشرة في سماء غزة، قرّر الذكاء الصناعي أن كيس الطحين هذا يُشكّل خطرًا استراتيجيًا. فقد أظهرت تحليلاته المستقبلية أن سدّ جوع الأطفال اليوم قد يُنتج غدًا مَن يهدّد أمن إسرائيل، وأن احتمالية انتسابهم إلى "عصابات انتقامية" مرتفعة. وهكذا، تقرّر أن الحلّ هو القضاء على كيس الطحين، لأنه وإن بدا طحينًا، إلا أن باطنه – حسب منطق الذكاء الصناعي – يحمل بذور عبوة إرهابية في المستقبل. أصدر البرنامج قرارًا فوريًا لم يستغرق سوى أجزاء من الثانية: أطلق الصاروخ، جفّف "ينابيع الإرهاب"، اقتل من تحت الكيس، فهو شريك في "الجريمة". استخرج صورة حامل الكيس، أدرج أسماء أطفاله في قواعد البيانات، جهّز لهم الصواريخ المناسبة لأجسادهم الغضّة، لا تُمهلهم ليكبروا ويفكروا بالانتقام. كيس الطحين كان هدفًا استراتيجيًا لجيش لا تغيب عنه شاردة ولا واردة. وهذا مجرد نموذج من آلاف النماذج التي نفّذها هذا الجيش باحترافية "رفيعة" وذكاء صناعي وبشري منقطع النظير. في مثال آخر، تمكّنت القوات الجوية بالأمس من اكتشاف "منتجع سياحي" خُزّنت فيه أجساد بشرية نازحة. قرأه الذكاء الصناعي على أنه مستودع صواريخ باليستية، لأنه رأى شيئًا شبيهًا به في إيران أيام حرب الاثني عشر يومًا. الفارق الوحيد أن تلك صواريخ من حديد، وهذه من لحم بشري. ومع ذلك، التحليل الذكي قال: من صنع تلك الصواريخ كائنات من لحم بشري كالتي هنا، وبالتالي فهذه قابلة لأن تتحوّل إلى صانعة صواريخ. الحل: أطلق صاروخًا ثقيلًا، اقصف المنتجع، قطّع أجساد النيام، فدرهم وقاية اليوم خير من قنطار علاج بعد عشر سنوات! نعم، قلنا إن الأمثلة كثيرة على "إبداعات" هذا الجيش الذي يصفه الإعلام بأنه "الأكثر أخلاقية في العالم". بل قالها وزير الشؤون الاستراتيجية حين سقط صاروخ إيراني قرب مستشفى "سوروكا" في بئر السبع وتضرّر قليلاً: "هل هناك من هو أقذر ممن يستهدف المستشفيات؟" نعم، أنتم. أنتم الذين دمّرتم جميع مستشفيات غزة. بهذه السرعة نسيتم؟ أم أن ما تفعلونه يجب أن يُدرّس في الكليات العسكرية العالمية، بينما إن فعل عدوكم جزءًا من مليون مما فعلتم، يصبح هو "الأقذر" على الإطلاق؟ لا يمكن أن تُغطى شمس الحقيقة بغربال. المصدر / فلسطين أون لاين

الجولة الأولى من الحرب الإسرائيلية الإيرانية: في الدروس الممكن استخلاصها
الجولة الأولى من الحرب الإسرائيلية الإيرانية: في الدروس الممكن استخلاصها

فلسطين اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • فلسطين اليوم

الجولة الأولى من الحرب الإسرائيلية الإيرانية: في الدروس الممكن استخلاصها

فلسطين اليوم الكاتب: د. باسم القاسم ما إن وضعت الحرب الإسرائيلية الإيرانية أوزارها، حتى اشتعلت عدة نقاشات وبرزت تساؤلات وملاحظات حول هذه الجولة من الحرب. من المبكر الإحاطة بالنتائج والتداعيات الشاملة لهذه الحرب، لكن نستطيع القول أن هناك العديد من الدورس التي من الممكن استخلاصها، أبرزها: أولاً: ما زال مفهوم الأمن القومي الإسرائيلي يقوم على مبدأ "الضربة الاستباقية"، والذي يرتبط بانعدام العمق الاستراتيجي (الجغرافي) لـ"إسرئيل"؛ وقد جاءت الضرب الاستباقية لإيران ضمن مبدأ "الحرب الوقائية"، حيث رأت "إسرائيل" أن طهران باتت على مسافة قريبة من امتلاك قدرة تصنيع القنبلة النووية بعد أن رفعت تخصيب اليورانيوم إلى درجة 60%؛ وبالتالي فإن الحرب مع طهران أصبحت وفق المفهوم الأمني الإسرائيلي حرب "اللاخيار" ضد تهديد وجودي. ثانياً: سعت "إسرائيل" من خلال هذه المواجهة إلى ترسيخ مبدأ "الردع بالمنع"، وهذا المبدأ يقوم على إفهام الخصم أن ما يقوم به من مراكمة القوة والقدرة العسكرية بهدف استخدامها ضد "الكيان"، لن يجلب له منفعة، وإنما عوائد تزيد في الضرر والخسائر التي ستلحق به، ومن جهة أخرى فإن موقف الردع الإسرائيلي المحدد، قد تمحور حول مفهوم وضع "خطوط حمر" واضحة المعالم، سيؤدي تجاوزها إلى رد فعل عسكري حازم، وهذا المبدأ تحقق من وجهة نظرة إسرائيلية من خلال استخدام القوة وعدم الاكتفاء بالتحويح بها. ووفق العقيدة الأمنية الإسرائيلية، القائم على مبدأ التفوق العسكري لتحقيق الإنتصار العسكري؛ فإن "الجيش القادر على الانتصار تكون لديه قابلية الردع، ولكي يُفلح الردع؛ فإن القوة العسكرية لن تفي وحدها، بل ينبغي أن يلازمها مصداقية استخدامها دون تردد، وفي الوقت الملائم، وبطريقة حاسمة" وفي هذا السياق يشير القائد العسكري والاستراتيجي الإسرائيلي يسرائيل طال إلى أنه "إذا لم يكن الردع كافيا-عليه أن يحسم. لن نضع القدرة على الردع في مقابل القدرة القتالية، بل اعتبرنا الردع والحسم وجهين للعملة نفسها، فالردع ليس قضية تضليل بل هو سند مع تغطية". من هنا برزت استراتيجية الردع القائمة على استخدام القتال لتدعيم الردع بدلا من استخدام الردع لتفادي القتال، ولكن نجاح هذه الاستراتيجية قائم ومروهون بشرطين؛ الأول، قدرة "إسرائيل" الفعلية، والثاني، تصور أعدائها لتقدرتها هذه. ثالثاً: حاولت "إسرائيل" تعويض ضعف "العمق الاستراتيجي" الذي تعاني منه بسبب صغر مساحتها الجغرافية، من خلال تدعيم مبدأ الإنذار الاستخباراتي المبكر أي "العمق الاستخباري" عن طريق زرع شبكات تجسس، واستقطاب عملاء لها داخل الأراضي الإيرانية، كان لها الدور الأكبر في إنجاز الضربة الاستباقية الأولى، من خلال رصد مواقع الدفاعات الجوية الإيرانية والقيام باستهدافها بواسطة المسيرات الهجومية؛ ما أحدث حالة من الفوضى والاضطراب داخل منظومة القيادة والسيطرة الإيرانية في بداية الحرب، كما ساعدت القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة في المنطقة برصد وتتبع الصواريخ والمسيرات الإيرانية التي استهدفت العمق الإسرائيلي؛ ما أسهم في التصدي لها والحد من فاعلية الهجمات الإيرانية. رابعاً: كان للحرب السيبرانية والدفاع السيبراني حضوراً وازناً في هذه الحرب؛ حيث شنت "إسرائيل" كما إيران عدة هجمات متبادلة استهدفت الجبهة الداخلية والدفاعات الجوية لدى الطرفين؛ كما كان لافتاً للنظر توظيف الذكاء الصناعي في العمليات العسكرية الإسرائيلية؛ خصوصاً عمليات الاغتيال التي استهدفت قيادات في الحرس الثوري الإيراني وعلماء نوويين إيرانيين. خامساً: أظهرت هذه الحرب مدى تفوق سلاح الجو الإسرائيلي في ضرب العمق الإيراني، كما أظهرت قدرة الصواريخ الإيرانية الفرط صوتية في تخطيها الدفاعات الجوية الإسرائيلية وضرب العمق الإسرائيلي، بالإضافة إلى تحسن دقة إصابتها للأهداف بشكل ملفت للنظر. سادساً: بالرغم من التفوق العسكري الإسرائيلي، إلا أن هذه المواجهة رسخت مبدأ الاعتماد الإسرائيلي على الحليف الأمريكي كركيزة أساسية من ركائز الأمن القومي الإسرائيلي؛ فبدون الدعم الأمريكي ما كان لـ"إسرائيل" أن تقدر على خوض هذه الحرب، كما يصح الأمر نفسه في حالة الحرب الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة؛ لكن هنا لا بد أن نشير إلى أن التطور الصناعي الإسرائيلي واستمرار التفوق العسكري في المنطقة مرهونان بعلاقتها مع الإدارات الأمريكية وحجم المساعدات الأمريكية الكبيرة لها، فعلى الرغم من مردوداتها الإيجابية يشكل هذا الأمر في الوقت نفسه، نقطة سلبية داخل القوة العسكرية الإسرائيلية باعتبارها قوة غير مستقرة ذاتياً عن العون الخارجي (قوة مستعارة)، الأمر الذي دفع بعض الاستراتيجيين الإسرائيليين للدعوة إلى التقليل من اعتماد الكيان على الولايات المتحدة، أو تنويع مصادرها العسكرية، لقد تزعم هذا الاتجاه الجنرال يسرائيل طال سابقاً والعديد من الاستراتجيين الإسرائيليين حالياً. سابعاً: كشفت الحرب أن الخطابات الدبلوماسية، والمفاوضات، والجلسات الأممية، قد لا تعني بالضرورة منهجا إستراتيجيا يتبناه الغرب للاحتواء، بل قد تعني مرحلة تكتيكية تنتظر الظروف المناسبة لشن الهجمات المباغتة. وعلى هذا ينبغي لإيران وقوى المقاومة أن تستعد دائماً للحرب بغض النظر عن الخطاب السياسي الأمريكي والغربي، فالغرب دائماً ما يتحين الفرص لاستعمال الوسائل الخشنة ولا يلجأ للوسائل الناعمة أو الشروع في تسويات إلا إذا تيقن أن الطرف الآخر استعد جيدا للحرب، وهنا يتأكد المنطق الذي يقول "إذا أردت أن تمنع الحرب فعليك أن تستعد لها وتلوّح بالشروع بها". ثامناً: على ضوء ما سبق (سابعاً)، فعلى إيران والقوى المقاومة أن تعيد قراءة المشهد الاستراتيجي من جديد، فإن عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ اكتوبر 2023، أحدثت فرص تجلت من خلال ضعف الاستعداد الإسرائلي للحروب المباغتة، لم تستطع أن تستغلها باقي قوى محور المقاومة زمنياً، فإن التردد في الانخراط المباشر والوازن (أي الحرب الشاملة المتزامنة)، بغض النظر عن مسألة عدم التنسيق المسبق للعملية، ساعد على الاستفراد الإسرائيلي بقطاع غزة، ثم بحزب الله في لبنان، أتبعها بحرب على إيران. إن الأثمان التي كان من الممكن أن تدفعها هذه الأطراف لو انخرطت بالمعركة منذ البداية من المؤكد أنها ستكون أقل بكثير مما تم دفعه حتى الآن، ومن المرجح أن الحرب لو أخذت طابع الشمولية منذ البداية، فإنها لن تستمر لمدة طويلة بسب عدم قدرة "إسرائيل" على خوض حرب استنزاف طويلة على عدة جبهات؛ فإشغال مقدرات الجيش الإسرائيلي واستهداف الجبهة الداخلية بصورة متزامنة ومكثفة من عدة جبهات واستنزاف قدراته الاقتصادية، لا شك أنه سيضعف قدرة "إسرائيل" على الاستمرار بالحرب، وإن أي تسويات سياسية لا بد أن تراعي شروط محور المقاومة في هذه الحالة. أخيراً، إن انحسار هذه المواجهة في هذه المرحلة، لا يعني بالضرورة عدم نشوب مواجهات أخرى في المستقبل القريب أو البعيد، فـ"إسرائيل" عازمة على تحديد خطوطها الحمر، ومستمرة على مبدأ الحرب الوقائية والضربة الاستباقية، فالجانب الإسرائيلي سوف يعيد تقييم نتائج هذه المواجهة، وسوف يعمل على سد الثغرات التي تجلت، خصوصاً: قصور منظومة الدفاع الجوي في مواجهة الصواريخ الإيرانية المتطورة، وضعف الجبهة الداخلية في مواجهة حرب استنزاف طويلة، وهو عازم على السير في مخطط بناء شرق أوسط جديد وفق المعايير والمصالح الإسرائيلية. *مختص بالشأن الإسرائيلي وباحث في "مركز الزيتونة للدراسات"

من فوردو إلى خان يونس: أي سيناريوهات مقبلة لنتنياهو؟
من فوردو إلى خان يونس: أي سيناريوهات مقبلة لنتنياهو؟

فلسطين اليوم

timeمنذ 2 ساعات

  • فلسطين اليوم

من فوردو إلى خان يونس: أي سيناريوهات مقبلة لنتنياهو؟

فلسطين اليوم الكاتب: حسن لافي في مشهد نادر في السياسة الإسرائيلية، تبارى الكتّاب والمحلّلون، بل حتى بعض المعارضين، في كيل المديح لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، إثر قراره مهاجمة إيران وجرّ الولايات المتحدة للمشاركة في قصف منشأة "فوردو" النووية. لحظة عُدّت "تاريخية"، إذ أصبح نتنياهو أول رئيس وزراء إسرائيلي يقنع الإدارة الأميركية بأن تقاتل نيابة عن "إسرائيل" ضد طهران. لكن، لم تكد تمر 24 ساعة على هذه الاحتفائية، حتى جاءت صفعة خان يونس: سبعة قتلى من ضباط وجنود الوحدات الهندسية في "الجيش" الإسرائيلي، سقطوا في عملية واحدة في قلب الجنوب الفلسطيني. صفعة أعادت السؤال المركزي الذي حاول نتنياهو طمسه خلال 12 يومًا من الحرب على إيران: "وماذا عن غزة؟" السؤال يطفو مجددًا فوق سطح أجندة الإعلام والجمهور الإسرائيلي: ما الاستراتيجية الحقيقية لـ"إسرائيل" في غزة؟ هل غزة ما زالت الجبهة العالقة، التي تُفشل كل خطاب نصر خارجي؟ أمام نتنياهو ثلاثة سيناريوهات محتملة: 1. الاستمرار حتى نهاية الولاية تحت شعار "التهديد الإيراني" أن يتمسّك نتنياهو بالحكم حتى نهاية مدته، مُوظّفًا نتائج الحرب على إيران كذريعة لعدم زعزعة استقرار الحكومة وسط "تعقيدات أمنية خطيرة". إلا أن هذا المسار يُبقيه رهينة بيد شركائه المتطرفين – الحريديم والصهيونية الدينية – ويُعرّضه للابتزاز السياسي على مدار الوقت. بل إن مرور الزمن قد لا يكون في مصلحته؛ فنتائج الحرب على إيران، التي تبدو اليوم إنجازًا، قد تتآكل شعبيًا مع تراكم التكاليف وانكشاف حقيقة تأثير تلك الضربات على المشروع النووي الإيراني، وتردّي الاقتصاد الإسرائيلي. 2. الحسم العسكري في غزة... أو وهم "عربات جدعون الخيار الثاني أن يُراهن نتنياهو على تسريع خطة "عربات جدعون" لاحتلال 75% من غزة، وتصفية الوجود العسكري لحركة حماس، أملاً في صناعة صورة نصر تُستثمر انتخابيًا. لكن هذا السيناريو اصطدم – وما زال – بوقائع ميدانية مريرة: "إسرائيل" عجزت عن تحقيق هذا الحسم خلال 20 شهرًا، فهل تنجح في أشهر قليلة؟ هل "الجيش" مستعد فعلاً لإدارة حكم عسكري مباشر طويل الأمد في غزة؟ كيف ستتعامل عوائل الأسرى مع قرار يُعرّض حياة أبنائهم للخطر؟ وماذا عن موقف جنود الاحتياط الذين استُنزفوا نفسيًا وجسديًا، ويخشون من خدمة دائمة؟ كل تلك العوائق سيجدها نتنياهو حاضرة أمامه بقوة في صناديق الانتخابات المقبلة. السيناريو الثالث: انتخابات مبكرة بعد صفقة غزة... السيناريو الأوفر حظًا لمصلحة نتنياهو سياسيًا هو الذهاب إلى انتخابات مبكرة في أواخر 2025، ليس فقط مستندًا إلى ما يعدّه "نصرًا استراتيجيًا" في إيران، بل بعد صفقة شاملة تُنهي الحرب على غزة وتُخرج حماس من الحكم، من دون الحاجة إلى احتلال بري شامل. هذه الصفقة، التي كانت مستبعدة في مراحل سابقة، باتت أكثر واقعية الآن، مع قناعة قيادة حماس بصعوبة إدارة القطاع في المرحلة المقبلة، وضغط شعبي وإنساني متصاعد في غزة، واستعداد إقليمي للمساهمة في ترتيبات جديدة. هذا السيناريو يمنح نتنياهو رافعتين داخليتين (الإنجاز العسكري في إيران، والصفقة السياسية في غزة)، ورافعتين خارجيتين تتمثلان في: 1. رغبة ترامب في إنهاء الحروب العالقة، وتقديم نفسه مرة أخرى كرئيس "صانع للسلام"، خصوصًا في ملف غزة الذي يُثقل كاهل حلفاء واشنطن العرب. 2. سعي ترامب الحثيث لإنجاز تطبيع سعودي–إسرائيلي، وهو ما يستحيل تحققه من دون تهدئة نهائية في غزة، وهي ورقة بات يدركها نتنياهو جيدًا، ويستثمرها لترويج نفسه كـ"المُنجز الوحيد الممكن" لهذا التطبيع. نتنياهو يعرف أن البيت الأبيض لا يريد فقط وقف إطلاق نار في غزة، بل إنهاء الحرب بالكامل، كجزء من التهيئة لمعادلة إقليمية أوسع. وهنا، يُسوّق نفسه كالشخصية الوحيدة القادرة على تسويق هذه الصفقة للداخل الإسرائيلي، وفي الوقت ذاته، كـ"حاجز سياسي" يمنع تحوّل هذه الصفقة إلى مسار يقود نحو إقامة دولة فلسطينية. في الدعاية الانتخابية القادمة، سيُقدّم نتنياهو نفسه كالآتي: "أنا الوحيد القادر على إنهاء حرب غزة بدعم أميركي–سعودي من دون دفع الثمن السياسي المتمثل بقيام دولة فلسطينية". "علاقتي الخاصة مع ترامب والإدارة الأميركية تضمن لإسرائيل الأمن، والتطبيع، والتمسك بالرؤية الأمنية من دون الانزلاق في التسوية الدائمة". وهكذا، تتحوّل الصفقة إلى مشروع إقليمي–انتخابي متكامل: تهدئة في غزة، تطبيع مع السعودية، انتخابات مبكرة، وإعادة تشكيل اليمين الإسرائيلي تحت قيادة نتنياهو، لا على هامشه. من يظن أن الحرب على إيران منحت "إسرائيل" مفتاح الحسم في غزة، يتجاهل أن غزة لم تعد فقط جبهة قتال، بل أصبحت منصة مركزية لإعادة تشكيل النظام السياسي في "إسرائيل"، والنظام الإقليمي في الشرق الأوسط. نتنياهو يفهم لحظة التحوّل جيدًا: ما يعدّه "نصر إيران" يمنحه الغطاء العسكري والسياسي. "صفقة غزة" تفتح له باب الانتخابات المبكرة. "دعم ترامب" يضمن إخراج حماس وتهدئة الجبهة. "رغبة أميركا في التطبيع مع السعودية" تمنحه ورقة ضغط إقليمية على الخصوم والوسطاء. وفي النهاية، يُقدّم نفسه كـ"المانع الأخير" لأي مشروع لتصفية الهوية اليهودية للدولة عبر إقامة دولة فلسطينية. إذا نجح في تمرير هذه المعادلة، فسيجد معارضوه، في الداخل والخارج، أنفسهم بلا أدوات. أما هو، فسيعود إلى المشهد باعتباره أكثر من مجرد رئيس وزراء: رجل الدولة الذي غيّر قواعد اللعبة، وأعاد رسم خرائط السياسة والتطبيع، والأهم... جعل الإسرائيليين ينسون هزيمة السابع من أكتوبر.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store