
الحرب السيبرانية بين إسرائيل وإيران تتواصل: استمرار الهجمات الرقمية رغم التهدئة
أُعلن عن وقف إطلاق نار لتهدئة الصراع الإيراني الإسرائيلي. ورغم أن أصوات المدافع قد خفت وهدأت الأعمال العدائية الرسمية، إلا أن الفضاء الإلكتروني لا يزال ساحة حرب نشطة، وفقاً لخبراء الأمن السيبراني. وحذروا من أن محاولات القرصنة وعمليات التجسس وجهود التخريب لن تستمر فحسب، بل قد تتفاقم أيضاً تحت الرادار.
وأشار مروان هاشم، المؤسس المشارك والمدير التنفيذي للعمليات في شركة FearsOff، التي تقدم خدمات الأمن السيبراني ومقرها دبي، إلى أن "وهم السلام لا يمتد إلى الفضاء الإلكتروني".
حتى في خضم محادثات السلام ووقف إطلاق النار، لا تزال ساحة المعركة الرقمية نشطة، تعمل في الخفاء. لقد حلّ عصر العدوان الرقمي الصامت، وحتى الحلفاء قد يصبحون أهدافاً في هذا المجال الغامض من الهجمات الهادئة.
في الواقع، نتوقع أن تصبح العمليات السيبرانية أكثر عدوانية، ولكن أكثر سرية. الصمت ليس مؤشراً على الأمان، كما أشار.
حرب سيبرانية طويلة الأمد
وفي حديثه لصحيفة خليج تايمز على هامش قمة FutureSec 2025 في دبي يوم الأربعاء، أشار أحمد خليل، خبير الأمن السيبراني في دبي والذي يقدم المشورة للحكومات الإقليمية وشركات الطاقة في جميع أنحاء دول مجلس التعاون الخليجي، إلى أن الهجمات الرقمية لم تعد تتعلق بالتعطيل فحسب، بل تتعلق أيضاً بتحديد المواقع على المدى الطويل.
أشار إلى أن "الهجمات الإلكترونية تزدهر في المناطق الرمادية"، موضحاً: "قد تُخفف عمليات وقف إطلاق النار من حدة الصراعات الظاهرة، لكنها تُوفر غطاءً مثالياً للهجمات الرقمية، مما يسمح للخصوم برسم خرائط للبنية التحتية، واختراق شبكات الاتصالات، وزرع برمجيات خبيثة لاستخدامها مستقبلًا. إنها لعبة صبر واستعداد وإمكانية إنكار المسؤولية".
ونصح خليل الحكومات والقطاع الخاص على حد سواء بإعادة النظر في استراتيجياتها الدفاعية، نظراً للديناميكيات الجديدة للهجمات الرقمية ضد البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك شبكات الطاقة، وشبكات الاتصالات، والأنظمة المالية، وأمن الدولة، وأنظمة الرعاية الصحية، وغيرها.
لم تعد إجراءات الأمن التقليدية التي تُركز على فترات الصراعات النشطة كافية. يجب على المؤسسات أن تظل متيقظة دائماً، وأن تستثمر في المراقبة المستمرة، وتبادل معلومات التهديدات، وقدرات الاستجابة السريعة، لتظل في طليعة التهديدات السيبرانية المتزايدة التعقيد والخفية، كما أكد خليل.
وقدم خبير الأمن السيبراني في دبي، رايد كمال أيوب، سيناريو موجزاً، مشيراً إلى أن الهجمات السيبرانية أصبحت أكثر تطوراً في استهداف أنظمة التحكم الصناعية منذ الوقت الذي تم فيه الكشف عن دودة الكمبيوتر ستوكسنت لأول مرة للعالم في عام 2010.
وأشار أيوب إلى أن "ستوكسنت" هي دودة كمبيوتر خبيثة كانت تستهدف في الأصل المنشآت النووية الإيرانية، ثم تحورت منذ ذلك الحين وانتشرت إلى معدات صناعية أخرى ومعدات كهروميكانيكية منتجة للطاقة.
وأضاف قائلاً: "تُعدّ ستوكسنت والهجمات الروسية على أوكرانيا مثالين رئيسيين على مدى تطور هذه المناورات السيبرانية واستهلاكها للموارد. فهي تتطلب جمع معلومات استخباراتية مكثفة وفهماً عميقاً للأنظمة المستهدفة، مما يجعلها أكثر فعالية".
أشار أيوب، المدير الإداري لمجموعة راياد، إلى تزايد استخدام ما يُسمى بـ"الماسحات" كـ"أدوات تدمير". والماسح هو برنامج خبيث يحذف أو يدمر وصول المؤسسة إلى الملفات والبيانات.
يمكن أن تُسبب هذه الهجمات خللاً كبيراً باستهداف سلامة البيانات دون الإضرار بالضرورة بالأنظمة المادية. ويوضح مثال "نوت بيتيا" (هجمات برامج الفدية في أوكرانيا عام 2017) مدى الضرر الذي يُمكن أن تُسببه برامج مسح البيانات، خاصةً عندما تنتشر بشكل غير متوقع عبر الشبكات، مما يُؤدي إلى جهود مكثفة للتعافي، كما أشار أيوب.
كن يقظاً من سيناريو يوم القيامة
وأكد أيوب أنه في حين تظل الهجمات الإلكترونية المتطورة على الأنظمة الصناعية معقدة وتتطلب موارد مكثفة، فإن المشهد المتطور لتهديدات الأمن السيبراني يبدو أنه يفضل أساليب أقل مباشرة ولكنها أكثر تدميراً مثل المسّاحات.
وأضاف أن "هذا يسلط الضوء على ضرورة أن تحافظ المؤسسات على تدابير قوية للأمن السيبراني والاستعداد للتخفيف من مثل هذه المخاطر بشكل فعال"، مؤكداً: "ومع ذلك، يجب أن نكون حذرين من الشائعات التي تصنف كل فشل تقني على أنه هجوم سيبراني وترسم سيناريو يوم القيامة".
أشار أيوب إلى أن الطبيعة الفريدة لأنظمة التحكم الصناعي (ICS) - التي تتراوح بين اختلاف المُصنِّعين وتنوع البروتوكولات ولغات البرمجة - تُصعِّب ابتكار حلٍّ شاملٍ للبرمجيات الخبيثة قادرٍ على تعطيل أنظمة متعددة. ويتفاقم هذا الوضع نظراً لأنه بمجرد تنفيذ هجوم، عادةً ما تُعزِّز الجهات المُستهدَفة دفاعاتها، مما يُصعِّب إعادة استخدام نفس الأساليب.
أصبحت الهجمات المتطورة أقل فعالية ضد الأهداف المُجهّزة جيداً. ومع التقدم في إجراءات التخفيف من المخاطر وتحسين البنية التحتية، انخفض التأثير المحتمل لهذه الهجمات على المؤسسات الكبرى بشكل كبير، كما أضاف.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 43 دقائق
- صحيفة الخليج
«الشاباك الإسرائيلي» يعلن اعتقال 60 عنصراً من حماس في الضفة الغربية
الخليل - (أ ف ب) أعلن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «الشاباك»، تفكيك خلية قال إنها تضم مقاتلين تابعين لحركة حماس في الضفة الغربية المحتلة واعتقال 60 من أعضائها. وجاء في بيان صادر عن الجهاز أنه «تم الكشف عن بنية تحتية كبيرة ومعقدة وواسعة النطاق تابعة لحركة حماس بمدينة الخليل» في جنوب الضفة. معلومات عن أهداف إسرائيلية وأضاف البيان أن الخلية «كانت تعمل على تنفيذ هجمات بأشكال متعددة في مدى زمني قريب»، وأن عناصرها «تدربوا على استخدام الأسلحة النارية، وجمعوا معلومات عن أهداف إسرائيلية، وصنعوا مواد متفجرة وركبوا عبوات ناسفة، وذلك بهدف تنفيذ هجمات كبيرة باسم حماس داخل الضفة الغربية وداخل إسرائيل». ووفقاً للشاباك، تم اعتقال «أكثر من 60 عنصراً من حماس وصودرت أكثر من 22 قطعة سلاح من أنواع مختلفة... وقدم بعضهم خلال التحقيق معلومات قادت إلى اعتقالات إضافية. وبالمجمل، تم إحباط نشاط 10 خلايا إرهابية كانت تخطط لتنفيذ عمليات». وأضاف الجهاز أنه «تمّ الكشف عن ملابسات عملية إطلاق نار نُفذت عند مفترق بني نعيم (قرب الخليل) قبل 15 عاماً، قُتل فيها أربعة إسرائيليين». وقال الشاباك إنه سيتم تقديم لوائح اتهام تتعلق بالإرهاب ضد المشتبه فيهم. ولم تصدر حركة حماس تعليقاً فورياً على البيان.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
صليت الفجر تحت الأنقاض.. مستشار المرشد الإيراني يكشف تفاصيل نجاته من القصف الإسرائيلي
كشف علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني، عن تفاصيل نجاته من القصف الإسرائيلي الذي استهدفه مؤخراً، مؤكداً أنه تعرض لإصابات داخلية وكسر في القفص الصدري. وقال في تصريحات متلفزة، إنه أدى صلاة الفجر وهو تحت الأنقاض لمدة 3 ساعات بعد الهجوم، مشيراً إلى أنه ظن في البداية أن ما حدث كان زلزالاً، إلى أن سمع صوت سيارات الإنقاذ. شمخاني ينفي شائعات بتر القدمين وفي تصريحات نقلتها وكالة تسنيم، نفى شمخاني الشائعات التي تداولتها بعض الوسائل بشأن بتر ساقيه، قائلاً: قالوا كذباً إن قدميّ قد بُترتا، وحتى لو حدث ذلك، فما حاجتي إلى قدمي؟. إسرائيل تعرف لماذا تستهدفني قال شمخاني إن إسرائيل تعرف سبب استهدافه، وإنه أيضاً على دراية بالدوافع، لكنه رفض الكشف عنها، مكتفياً بالقول: لا يمكنني قول السبب، لكنني أذقتهم الويل. المفاوضات كانت «خدعة» وليست اتفاقاً هاجم شمخاني مسار المفاوضات السابقة، معتبراً أنها غطاءً للخداع وليس مسعى حقيقياً للتوصل إلى اتفاق، وقال: كنّا نعلم أن الهدف من المفاوضات تهيئة الداخل الإيراني للتحريض والاحتجاج. دعم شعبي وإدراك لحجم المؤامرة وأشار شمخاني إلى أنه لمس حالة من التعاطف الشعبي الكبير بعد الهجوم، معتبراً أنها نتيجة إدراك المواطنين لأهمية موقع إيران وخطورة المخططات الأمريكية والإسرائيلية، قائلاً: رأينا تعاطفاً نابعاً من الوعي، ومن إدراك الشعوب لمدى خبث الأعداء. وختم تصريحاته بالقول: من شدة الحملة الإعلامية ضدي، عرفت أننا نُصيب أهدافنا بنجاح.


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
كيف يُحفظ اليورانيوم المُخصب؟
كيف يُحفظ اليورانيوم المُخصب؟ بعد عملية التخصيب يتحول اليورانيوم إلى مادة صلبة تشبه التراب البني يتم تخزين هذه المادة داخل كبسولات معدنية محكمة الإغلاق. العبوات المعدنية مصنوعة من مواد مقاومة للتآكل و التسرب الإشعاعي ، وتُحفظ في ظروف درجة حرارة منخفضة ورطوبة قليلة للحفاظ على استقرارها. الكبسولات صغيرة نسبيًا وسهلة النقل، ومن الممكن إخفاؤها أو نقلها بسرية بعيدًا عن أعين الرقابة الدولية. قال مندوب إيران لدى الأمم المتحدة، أمير سعيد إيرواني، السبت، إن إيران قد تنقل مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى دولة أخرى في حال التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني. وحسب موقع "المونيتور"، فقد أوضح إيرواني أن نقل اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة و60 بالمئة لا يعد خطا أحمر بالنسبة لطهران، مضيفا أن البديل لذلك هو أن يبقى هذا المخزون داخل إيران تحت إشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وتداولت تقارير إعلامية، خلال الأيام الماضية، معلومات بشأن احتمال قيام إيران بنقل أو إخفاء كميات من اليورانيوم المخصب قبيل الضربة الأميركية الأخيرة. لكن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، كشف أنه لا يعتقد أن إيران أخفت اليورانيوم المخصب قبل أن تشن الولايات المتحدة ضربات على منشآتها النووية. وقال ترامب، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأميركية: "لا، لا أعتقد أنهم فعلوا ذلك. أولا، من الصعب جدا القيام بذلك، وهو أمر خطير للغاية، إنه ثقيل جدا، ثقيل جدا جدا. من الصعب جدا نقله". وتابع: "بالإضافة إلى أننا لم نعطِ إشعارا كبيرا، لأنهم لم يعلموا أننا قادمون إلا في تلك اللحظة. ولم يكن أحد يعتقد أننا سنستهدف ذلك الموقع، لأن الجميع كان يقول إن الموقع محصن ولا يمكن اختراقه". وأضاف: "لقد هربوا بأنفسهم، كانوا جميعا يحاولون النجاة، لم ينقلوا أي شيء".