
Tunisie Telegraph مصطفى البرغوثي يكتب عن أول مؤتمر يهودي مناهض للصهيونية
و يعتبر المؤتمر إسرائيل نظام فصل عنصري استعماري إحلالي يشبه نظام الأبرتايد في جنوب إفريقيا، ويدعوالمشاركون لتشكيل ائتلاف يهودي فلسطيني أممي لإسقاط هذا النظام للفصل العنصري وبناء دولة ديمقراطية واحدة لجميع سكانها لأول مرة يطالب المؤتمر بمحاسبة إسرائيل وقادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية والدعوة لتوسيع مفهوم الجرائم ضد الإنسانية لتشمل الاستيطان والحصار صدر عن المؤتمر إعلان ڤيينا ' نرفض ادعاء الصهيونية تمثل اليهودية وندين استخدام اليهودية كأداة للاستعمار والفصل العنصري والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني' (الوثيقة السياسية المركزية للمؤتمر) لأول مرة في مؤتمر يهودي دولي يتبنى المشاركون تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ورفض حل الدولتين باعتباره غطاء لتكريس الاستعمار يدعم المؤتمر بشكل صريح المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها واعتبارها مقاومة مشروعة ضد استعمار عنصري، وملاحقة الحكومات الغربية المتواطئة في الإبادة الجماعية ،وتحقيق العدالة التاريخية بحق العودة للاجئين الفلسطينيين هاجم المؤتمر الولايات المتحدة لدعمها اللامحدود لإسرائيل وهاجم ألمانيا لاستخدامها المحرقة لتبرير دعمها السياسي والعسكري وهاجم فرنسا والنمسا لقمعهما الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بدعوى مكافحة معاداة السامية وجاء في البيان الختامي' العار كل العار على حكومات الغرب التي تبرر الإبادة وتقمع التضامن مع الضحايا الفلسطينيين
يؤكد المؤتمر أن معاداة الصهيونية ليست معاداة السامية بل إن الصهيونية نفسها تهدد الوجود الأخلاقي لليهودية لأول مرة وفي موقف غير مسبوق يقول 'ستيفن كابوس' ناج من الهولوكوست 'من عاش جحيم النازية لا يمكن أن يصمت عما تفعله إسرائيل اليوم في غزة' و تقول داليا ساريغ (المنظمة الرئيسية ) في هذا المؤتمر ' نحن يهود ضد الصهيونية ونرفض أن تٌرتكب جرائم باسمنا، ونقف مع الفلسطينيين كجزء من التزامنا بالعدالة ، ويؤكد 'إيلان بابيه' مؤرخ إسرائيلي مشارك في المؤتمر ' ما تقوم به إسرائيل ليس مجرد احتلال بل استعمار إحلالي وأبارتايد وجرائم تطهير عرقي لاجدال فيها
ليس عبثاً أن هذا المؤتمر عُقد في فيينا إذ علق أحدهم متهكما ' هنا وُلد هرتزل وفي القاعة المقابلة ماتت فكرته ، وليس عبثا أن باحات وبهو المؤتمر وضع المنظمون أغصان الزيتون ولا وجود لا لعلم فلسطين ولا لعلم إسرائيل و لا لدولة أخرى، فعلق أحد الضيوف من أوروبا الشرقية هل نحن في مؤتمر سياسي أم في معرض زيتون فلسطيني؟ فرد أحد الصحافيين ' هنا الزيتون أصدق من كل أعلام الأمم المتحدة' في خضم المناقشات تدخل أحد الحاخامات الحريديين متضامنا مع الفلسطينيين بلغة عربية أنيقة قائلا أنتم يا أهل غزة أشجع من بني إسرائيل أيام فرعون. خلال استراحة قامت يهودية نمساوية عجوز 91 سنة ، نجت من محرقة النازية ، غنت مع بعض الحاضرين أغنية 'موطني ' بعربية مكسرة ثم قالت 'كنت أغنيها أيام النكسة ولم أكن أعلم أنني سأغنيها ضد تل أبيب يوما'

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تونس تليغراف
منذ 15 ساعات
- تونس تليغراف
Tunisie Telegraph تونس تستعد لإحتضان مؤتمر دولي رفيع المستوى يومي 10 و11 جويلية الجاري
تستعد تونس لاحتضان مؤتمر دولي رفيع المستوى يومي 10 و11 جويلية 2025، يتمحور حول دور القوات المسلحة في حماية المدنيين ضمن مهام حفظ السلام. يُنظَّم هذا الحدث البارز في العاصمة التونسية بمبادرة من وزارة الدفاع الوطني، وبالشراكة مع الأمم المتحدة، ويُعدّ سابقة في المنطقة المغاربية. ويأتي هذا المؤتمر بعد أسابيع قليلة فقط من مشاركة تونس في الورشة الثانية لمبادرة الناتو 'Regional Endeavour 2025'، التي أقيمت في المغرب وتركّزت حول التعاون المدني–العسكري، وهو ما اعتُبر بمثابة تحضير عملي وتمهيد لمؤتمر تونس، وتجسيدًا لانخراط الجيش التونسي في تطوير أدواته ضمن الإطار الأممي والدولي. نحو شراكة إنسانية–عسكرية أكثر فعالية يرتكز المؤتمر على ثلاثة محاور رئيسية: مشاركة الخبرات الميدانية حول حماية المدنيين في مناطق النزاع. تعزيز التعاون المدني–العسكري في مهام حفظ السلام. صياغة توصيات عملية من أجل عمليات أكثر فاعلية وإنسانية. ومن المتوقع أن يشهد الحدث جلسات نقاش وورشات تطبيقية يشارك فيها ضباط وخبراء من عدد من جيوش العالم، وممثلون عن منظمات دولية وإنسانية، وأطراف فاعلة في ميدان حفظ السلام. حضور دولي وخبرات متنوّعة رغم عدم الإعلان الرسمي عن قائمة المتحدثين حتى الآن، تشير مصادر مطلعة إلى مشاركة: مسؤولين رفيعي المستوى من الأمم المتحدة . . ضباط من بعثات أممية في مالي ولبنان والكونغو . . وفود من دول شريكة لتونس في إطار التعاون العسكري الدولي . . منظمات غير حكومية فاعلة في حماية المدنيين ومراقبة النزاعات. أهمية المؤتمر في السياق الإقليمي يأتي المؤتمر في وقت تتصاعد فيه الأزمات والنزاعات، وتُطرح فيه بقوّة قضية حماية المدنيين كأولوية إنسانية وأمنية. وتمثل استضافة تونس لهذا الحدث الدولي الكبير فرصة لتكريس صورة المؤسسة العسكرية كطرف مسؤول وفاعل في احترام القانون الدولي الإنساني. كما يُنظر إلى هذا المؤتمر كآلية لتعزيز جاهزية الجيش التونسي للمشاركة في عمليات أممية مستقبلية، وتبادل الخبرات مع نظرائه في بلدان أخرى، ضمن رؤية تقوم على التوازن بين المهام الأمنية والالتزامات الأخلاقية. تونس فاعل ملتزم في مهام حفظ السلام وتجدر الإشارة إلى أن تونس لا تدخل هذا المسار من موقع المراقب فقط، بل من موقع الفاعل الميداني، إذ يشارك الجيش التونسي بشكل بارز في بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في إفريقيا الوسطى، حيث يؤدي مهامًا لوجستية وطبية وأمنية، ويحظى بتقدير خاص من قيادة البعثة لما يتمتع به من انضباط واحترافية. وتؤكد هذه المشاركة التزام تونس العملي بالمساهمة في حماية المدنيين والاستقرار الإقليمي في بؤر التوتر.


تونس تليغراف
منذ يوم واحد
- تونس تليغراف
Tunisie Telegraph مصطفى البرغوثي يكتب عن أول مؤتمر يهودي مناهض للصهيونية
لأول مرة يعقد اليهود مؤتمراً لهم بحضور 500 مشارك جاؤوا من كل أصقاع العالم ،لأول مرة يكسر اليهود احتكار الصهيونية للتمثيل اليهودي و يسقط بالتالي ادّعاء وإجماع أن إسرائيل الممثلة الشرعية والوحيدة لليهود في العالم لأول مرة تتعزز الشرعية الأخلاقية والسياسية للنضال الفلسطيني في المحافل الدولية بعد أن أصبح لهم داعمون من داخل الجماعة التي تدعي الصهيونية التحدث باسمها. لأول مرة يتوفر لحركة المقاطعة العالمية غطاء يهودي دولي وغطاء أخلاقي وديني بحضور أكاديميين يهود معروفين في أمريكا وأوربا في حركات المقاطعة التي تتعرض لهجومات اللوبي الصهيوني لأول مرة يدعو اليهود في مؤتمر دولي رسميا إلى تجميد عضوية إسرائيل في الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي و إلى إحياء المقاطعة الأكاديمية والثقافية ضد المؤسسات الإسرائيلية لأول مرة في مؤتمر دولي يصرح يهودي نجا من الهولوكوست/المحرقة أن إسرائيل ترتكب فظائع باسمنا ، و يعتبر المؤتمر إسرائيل نظام فصل عنصري استعماري إحلالي يشبه نظام الأبرتايد في جنوب إفريقيا، ويدعوالمشاركون لتشكيل ائتلاف يهودي فلسطيني أممي لإسقاط هذا النظام للفصل العنصري وبناء دولة ديمقراطية واحدة لجميع سكانها لأول مرة يطالب المؤتمر بمحاسبة إسرائيل وقادتها أمام المحكمة الجنائية الدولية والدعوة لتوسيع مفهوم الجرائم ضد الإنسانية لتشمل الاستيطان والحصار صدر عن المؤتمر إعلان ڤيينا ' نرفض ادعاء الصهيونية تمثل اليهودية وندين استخدام اليهودية كأداة للاستعمار والفصل العنصري والإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني' (الوثيقة السياسية المركزية للمؤتمر) لأول مرة في مؤتمر يهودي دولي يتبنى المشاركون تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ورفض حل الدولتين باعتباره غطاء لتكريس الاستعمار يدعم المؤتمر بشكل صريح المقاومة الفلسطينية بكل أشكالها واعتبارها مقاومة مشروعة ضد استعمار عنصري، وملاحقة الحكومات الغربية المتواطئة في الإبادة الجماعية ،وتحقيق العدالة التاريخية بحق العودة للاجئين الفلسطينيين هاجم المؤتمر الولايات المتحدة لدعمها اللامحدود لإسرائيل وهاجم ألمانيا لاستخدامها المحرقة لتبرير دعمها السياسي والعسكري وهاجم فرنسا والنمسا لقمعهما الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين بدعوى مكافحة معاداة السامية وجاء في البيان الختامي' العار كل العار على حكومات الغرب التي تبرر الإبادة وتقمع التضامن مع الضحايا الفلسطينيين يؤكد المؤتمر أن معاداة الصهيونية ليست معاداة السامية بل إن الصهيونية نفسها تهدد الوجود الأخلاقي لليهودية لأول مرة وفي موقف غير مسبوق يقول 'ستيفن كابوس' ناج من الهولوكوست 'من عاش جحيم النازية لا يمكن أن يصمت عما تفعله إسرائيل اليوم في غزة' و تقول داليا ساريغ (المنظمة الرئيسية ) في هذا المؤتمر ' نحن يهود ضد الصهيونية ونرفض أن تٌرتكب جرائم باسمنا، ونقف مع الفلسطينيين كجزء من التزامنا بالعدالة ، ويؤكد 'إيلان بابيه' مؤرخ إسرائيلي مشارك في المؤتمر ' ما تقوم به إسرائيل ليس مجرد احتلال بل استعمار إحلالي وأبارتايد وجرائم تطهير عرقي لاجدال فيها ليس عبثاً أن هذا المؤتمر عُقد في فيينا إذ علق أحدهم متهكما ' هنا وُلد هرتزل وفي القاعة المقابلة ماتت فكرته ، وليس عبثا أن باحات وبهو المؤتمر وضع المنظمون أغصان الزيتون ولا وجود لا لعلم فلسطين ولا لعلم إسرائيل و لا لدولة أخرى، فعلق أحد الضيوف من أوروبا الشرقية هل نحن في مؤتمر سياسي أم في معرض زيتون فلسطيني؟ فرد أحد الصحافيين ' هنا الزيتون أصدق من كل أعلام الأمم المتحدة' في خضم المناقشات تدخل أحد الحاخامات الحريديين متضامنا مع الفلسطينيين بلغة عربية أنيقة قائلا أنتم يا أهل غزة أشجع من بني إسرائيل أيام فرعون. خلال استراحة قامت يهودية نمساوية عجوز 91 سنة ، نجت من محرقة النازية ، غنت مع بعض الحاضرين أغنية 'موطني ' بعربية مكسرة ثم قالت 'كنت أغنيها أيام النكسة ولم أكن أعلم أنني سأغنيها ضد تل أبيب يوما'

منذ يوم واحد
اجتماع حاسم بين ترامب ونتنياهو اليوم وقف إطلاق نار.. أم إعادة ترتيب لواقع الاحتلال؟
حماس ودولة الاحتلال في محاولة للتوصل الى اتفاق نهائي لوقف اطلاق النار . وقد حالت الخلافات الجوهرية من إتمام أية هدنة سابقة او استمرارها ، فحماس تريد التركيز على الانسحاب الإسرائيلي من القطاع مع ضمانات لوقف الحرب بشكل دائم ورفع الحصار وإعادة الإعمار . وكانت حركة حماس قد أبدت جهوزيتها " للدخول فورا في مفاوضات بشأن آلية تنفيذ مقترح وقف إطلاق النار في غزة برعاية الولايات المتحدة وبوساطة مصر وقطر. وبالتزامن تتجه الأنظار إلى البيت الأبيض، حيث يعقد اليوم الاثنين الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. اجتماع تصفه الدوائر السياسية بـ"الحاسم"، للضغط الأمريكي للتوصل إلى وقف إطلاق نار في قطاع غزة، بعد نحو 21 شهرا من حرب دموية خلفت آلاف الضحايا الفلسطينيين، معظمهم من النساء والأطفال. وبحسب ما نقلته صحيفة ''واشنطن بوست''، فإن وقف إطلاق النار قيد البحث لا يعني بالضرورة إنهاء الحرب. فكما صرّح سفير الإحتلال الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، "إنه ليس التزاما بإنهاء الحرب"، بل خطوة تُبقي الباب مفتوحا أمام تل أبيب لمواصلة عملياتها العسكرية متى شاءت، وهو ما يثير مخاوف جدية من أن تتحول الهدنة إلى مجرد استراحة تكتيكية تُمنح فيها "إسرائيل" فرصة لإعادة التموضع العسكري والضغط السياسي على المقاومة وعلى الشعب الفلسطيني . من جهة أخرى، يبدو أن ترامب يسعى من خلال هذا الاجتماع إلى تقديم "إعلان كبير" يُروّج له كإنجاز دبلوماسي في فترة سياسية حرجة، خصوصا بعد تداعيات ضرب المواقع النووية الإيرانية. ويحاول الرئيس الأمريكي الظهور بمظهر الوسيط القوي القادر على تحقيق اختراقات تاريخية في الملفات الأكثر تعقيدا في الشرق الأوسط مثل ملف غزة، والتطبيع مع دول عربية، وحتى التفاوض على اتفاق عدم اعتداء مع سوريا بشأن الجولان وفق آخر التقارير الإعلامية . جهود وساطة.. ولكن بأي ثمن؟ هذا وتشير الأنباء إلى أن حركة المقاومة الإسلامية حماس تدرس مقترحا لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، وهو ما يفتح الباب أمام هدنة محتملة تسمح بتبادل الأسرى وتسهيل دخول المساعدات. لكن السؤال الأهم: هل ستمهد هذه الهدنة لتسوية سياسية شاملة؟ أم ستكون مجرد أداة لإعادة إنتاج الوضع القائم بما يخدم إسرائيل؟ ووفق مراقبين فإن تجارب الفلسطينيين مع مثل هذه الهدنات، التي كثيرا ما تُخرق من قبل جيش الإحتلال الإسرائيلي، تفرض عليهم الحذر. فالهدن السابقة لم تُترجم يوما إلى التزامات إسرائيلية ملموسة بإنهاء الحصار أو احترام القانون الدولي. وتعيش غزة منذ ما يقارب العامين تحت نيران حرب تُوصف على نطاق واسع بأنها "حرب إبادة"، وسط صمت دولي مطبق وتواطؤ بعض القوى الكبرى. فقد أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل أكثر من 35 ألف فلسطيني، ثلثهم من الأطفال، بحسب إحصائيات أممية. كما دمّرت البنية التحتية المدنية، من مستشفيات ومدارس ومرافق مياه وكهرباء. ويرى محللون أن هذه المعطيات تجعل من وقف الحرب ضرورة إنسانية وأخلاقية قبل أن تكون سياسية. وما لم تتضمن أي تسوية وقفا دائما للعدوان، ورفعا فوريا للحصار، وضمانات دولية بحماية الشعب الفلسطيني، فإن الحديث عن سلام سيكون بلا معنى. فأي وقف حقيقي للحرب يجب أن ينطلق من الاعتراف بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إنهاء الاحتلال، وعودة اللاجئين، وقيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس. فرصة أم خطر ؟ في هذا السياق يرى متابعون أنه بين الضغوط السياسية، وتوازنات المصالح الإقليمية، قد يشهد اجتماع ترامب ونتنياهو انفراجا جزئيا، لكنه مرهون بتغيير جذري في الرؤية الأمريكية للمنطقة. فإذا بقيت هذه الرؤية حبيسة المقايضات والمصالح، فإن "الإعلان الكبير" قد يتحول إلى مجرد فصل جديد من مسلسل التجاهل لحقوق الفلسطينيين. لكن إن استطاعت القوى الحية حول العالم فرض صوت العدالة، فقد يكون هذا الاجتماع بداية طريق مختلف وهو طريق السلام القائم على الكرامة والحق، لا على التفوق والقوة. على صعيد متصل وفي مشهد يعكس إعادة تموضع إقليمي ودولي في مقاربة أزمات الشرق الأوسط، أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، من العاصمة الروسية موسكو، أن بلاده تتشاور مع فرنسا لتحديد موعد مناسب لعقد المؤتمر الدولي المعني بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. خطوة تأتي في وقت بالغ الحساسية، وسط تصعيد مستمر في غزة، وتوتر متجدد بين إيران وإسرائيل، وتحولات واضحة في مواقف بعض القوى الكبرى. وتأتي تصريحات بن فرحان في ظل تصاعد الضغوط الدولية من أجل وقف إطلاق النار في غزة، وتعثر جهود التهدئة نتيجة رفض "إسرائيل" لشروط وقف مستدام للنار، من ضمنها الانسحاب من القطاع ووقف العمليات العسكرية. ودعا الوزير السعودي من موسكو إلى "وقف فوري ودائم ومستدام لإطلاق النار"، معتبرا أنه "يشكل مقدمة ضرورية لإقامة الدولة الفلسطينية، ومجددا "التزام بلاده بمبادرة السلام العربية وحل الدولتين على حدود 1967". ووفق مراقبين فإن اللافت في هذا التحرك السعودي هو اقترانه بدور فرنسي متجدد في القضية الفلسطينية، بعد أن أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون منتصف جوان تأجيل المؤتمر الدولي الذي كان مقررا بالأمم المتحدة، مؤكدا أنه سيُعقد "في أقرب وقت". والآن، بحسب الوزير السعودي، فإن الإعلان عن الموعد بات قريبا، وربما خلال أيام، ما يعكس جدية في الدفع نحو إعادة فتح ملف الدولة الفلسطينية على الطاولة الدولية بعد سنوات من التجميد. وبدت الشراكة السعودية الروسية أوضح من أي وقت مضى في المؤتمر الصحفي الذي جمع الوزيرين. فقد أشاد بن فرحان بموقف موسكو "المبدئي" تجاه القضية الفلسطينية، وبدورها في الملف النووي الإيراني، وهو ما رد عليه لافروف بالتأكيد على دعم إقامة الدولة الفلسطينية وتشجيع المفاوضات، مع تشديد على أهمية خفض التصعيد في غزة وتقديم المساعدات الإنسانية. ووفق محللين تعكس هذه الرسائل المتبادلة تقاطعا متزايدا في المصالح بين البلدين، في ظل تنامي الدور الروسي في الإقليم، من سوريا إلى الملف النووي الإيراني، مقابل فتور ملحوظ في الدور الأمريكي الذي بات أكثر ترددًا في إدارة ملفات الشرق الأوسط. تهدئة هشة بين طهران وتل أبيب ولم تغفل التصريحات السعودية – الروسية التوتر المتصاعد مؤخرا بين إيران وإسرائيل، على خلفية الحرب الخاطفة التي اندلعت بينهما في جوان، واستمرت 12 يوما، قبل أن تتدخل واشنطن لفرض وقف لإطلاق النار في 24 من الشهر ذاته. ورغم الهدوء الحذر فإن المخاوف من انفجار جديد لا تزال قائمة، خاصة في ظل الجمود النووي بين طهران وواشنطن. في هذا السياق، أكد بن فرحان رفض بلاده "الحلول العسكرية بشأن البرنامج النووي الإيراني"، مشددًا على الدفع باتجاه التفاوض كخيار وحيد. وينسجم الموقف السعودي هنا مع الرؤية الأوروبية والروسية، ويبتعد نسبيا عن النهج الإسرائيلي – الأمريكي المتشدد، ما يعكس رغبة الرياض في لعب دور الوسيط المتوازن، بعيدا عن محاور الاستقطاب الحاد. اجتماع الدوحة من جهتها قالت وسائل إعلام إسرائيلية بأنّه من المقرّر أن يناقش مجلس الوزراء الأمني إرسال وفد إلى الدوحة الأحد، بعد إعلان حركة حماس استعدادها للتفاوض على تنفيذ وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن المُحتجزين في غزة، حيث أسفرت غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استشهاد 35 فلسطينيا وفقا للدفاع المدني في القطاع. يأتي ذلك بينما أعلنت حركة حماس عن انتهاء مشاوراتها السياسية مع الفصائل الفلسطينية بشأن ورقة الإطار الخاصة بوقف "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وآليات تنفيذه"، مؤكدة تقديم "رد موحّد" إلى الوسطاء الإقليميين والدوليين. وقال حسام بدران، رئيس مكتب العلاقات الوطنية في الحركة، في تصريح صحفي، إن "سلسلة الاتصالات التي أجرتها الحركة مع قادة الفصائل والقوى الفلسطينية شهدت مستوى عالٍ من التنسيق والتشاور العملي"، مشيراً إلى أنها "أفضت إلى موقف وطني موحّد داعم لقوى المقاومة". وأوضح بدران أن "الرد الذي قُدم للوسطاء، صيغ بروح إيجابية، وجرى التوافق عليه بالإجماع"، لافتاً إلى أن "جميع الفصائل والقوى الفلسطينية رحّبت بهذا الموقف الموحد" . وأكدت الحركة أن هذه الجهود تأتي في إطار "قيادة فلسطينية مسؤولة تسعى للحفاظ على مكتسبات الشعب الفلسطيني، وضمان موقف وطني موحد لوقف حرب الإبادة على أبناء شعبنا في قطاع غزة" "الحوثي" تعلن استهداف مطار بن غوريون هذا واعلنت جماعة "الحوثي" اليمنية، امس الأحد، أنها استهدفت بـ "نجاح" مطار بن غوريون وسط "إسرائيل" بصاروخ باليستي فرط صوتي. جاء ذلك في بيان متلفز تلاه المتحدث العسكري لقوات الجماعة يحيى سريع، وفق الأناضول. وقال سريع: "نفذت القوة الصاروخية في القوات المسلحة اليمنية (التابعة للحوثيين)، عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللُّد (بن غوريون) في منطقة يافا (تل أبيب) المحتلة، وذلك بصاروخٍ باليستيّ فرط صوتيّ نوع فلسطين2". وأضاف أن "العملية حققت هدفها بنجاح، وتسبّبت في هروب الملايين من الصهاينة الغاصبين إلى الملاجئ، وتوقف حركة المطار". وأشار سريع إلى أن العملية تأتي "انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه، وردًا على جريمة الإبادة الجماعية التي يقترفها الجيش الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في قطاع غزة". وأكد أن "العمليات الإسنادية مستمرة حتى وقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها". كما شدد البيان ذاته على أن قوات الجماعة "مستعدة وجاهزة للتعامل مع أية تطورات قد تحدث خلال الأيام المقبلة". وفي وقت سابق امس الأحد، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن دفاعاته اعترضت صاروخا أطلق من اليمن، وأنه تم تفعيل صفارات الإنذار في عدة مناطق بأنحاء البلاد. ويؤكد الحوثيون استمرارهم في مهاجمة إسرائيل لحين إنهائها حرب الإبادة التي تشنها على الفلسطينيين بقطاع غزة. الاحتلال يسرغ تهجير وتدمير شمال غزة ميدانيا تسابق إسرائيل الزمن لاستكمال عملية "عربات جدعون" بهدف إفراغ شمال قطاع غزة من الفلسطينيين وتوسيع المنطقة العازلة، وذلك قبيل التوصل إلى اتفاق محتمل لوقف إطلاق نار مؤقت قد يقيد عملياتها العسكرية المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 ضمن حرب الإبادة الجماعية. وقال مصدر مقرب من الفصائل الفلسطينية وفق الأناضول، فضل عدم الكشف عن هويته، إن "إسرائيل تحاول استغلال الأيام القليلة المتبقية قبل أي تهدئة مرتقبة، لتوسيع رقعة التدمير وإبادة المدن، خاصة في شمال وشرق محافظة الشمال، وشرق مدينة غزة، وشرق خان يونس جنوبي القطاع". وأضاف أن "إسرائيل تسعى لتدمير ما تبقى من مقومات الحياة في تلك المناطق، لاستنفاد أي فرصة لعودة الفلسطينيين إليها كما فعلت في مخيم جباليا"، الذي دمرته بشكل شبه كامل خلال النصف الثاني من عام 2024. تغيير التوزيع الديمغرافي عملية "عربات جدعون" التي بدأها الجيش منتصف ماي الماضي، أدت إلى تغيير جذري في التوزيع الديمغرافي للقطاع، إذ حصرت الكثافة السكانية في ثلاث مناطق ساحلية ضيقة: غرب مدينة غزة، وغرب المحافظة الوسطى، وغرب مدينة خان يونس. وحسب الأناضول، فإن هذه المناطق الثلاث مفصولة بشكل كبير عن بعضها البعض، حيث يواجه الفلسطينيون أثناء تنقلهم بينها استهدافات إسرائيلية بالقصف أو إطلاق نار. فغرب مدينة غزة مطوق بالكامل، إذ يحده من الشمال محافظة الشمال التي أحالتها إسرائيل إلى مدينة أشباح بعدما دمرتها وهجرت سكانها، ومن الشرق يحدها أحياء الشجاعية والزيتون والتفاح والدرج والبلدة القديمة التي يكثف الجيش عملياته فيها حاليا. بينما يفصل مدينة غزة وغربها عن المناطق الجنوبية للقطاع، محور نتساريم (وسط) الذي يسيطر عليه جيش الاحتلال الإسرائيلي من الناحية الشرقية، وغربا بنيران آلياته ومسيراته. بينما يفصل غرب المحافظة الوسطى عن مدينة خان يونس، التي تعتبر بداية محافظة الجنوب، ما أطلق عليه الجيش الإسرائيلي اسم محور "كيسوفيم" والذي يخترق مئات الأمتار من شرق المحافظة. كما يسيطر الجيش على المناطق الشرقية من خان يونس ويحاول تعزيز وجوده في وسط المدينة بالتعمق غربا بالقرب من "المواصي" المكتظة بالنازحين. وأما غرب مدينة خان يونس فيفصله عن مدينة رفح جنوب القطاع، محور "موراج"، الذي يسيطر عليه الجيش ويطلق نيرانه صوب أي حركة في محيطه. وبشكل شبه كامل تخلو مدينة رفح من الفلسطينيين بعدما أفرغها الجيش من سكانها تحت تهديد النيران والقصف والمجازر. وتعرف المناطق الممتدة على طول الساحل الفلسطيني من جنوب مدينة خان يونس (جنوب) وحتى شمال دير البلح (وسط)، بـ"المواصي" وهي مناطق قاحلة تخلو من أي مقومات للحياة الحضرية والبنى التحتية. ويدعي الجيش أنها "منطقة إنسانية آمنة"، لكنها لم تسلم من الغارات الإسرائيلية التي تقتل المدنيين وتحصد أرواحهم. ووفقا لتقديرات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، لا تتجاوز مساحة المناطق التي يتكدس فيها النازحون حاليا 15 بالمئة من إجمالي مساحة القطاع. ووفق هيئة البث العبرية، فإنه من المرجح أن تستمر "عربات جدعون" لعدة أشهر، تتضمن "الإخلاء الشامل لسكان غزة بالكامل من مناطق القتال، بما في ذلك شمال غزة، إلى مناطق في جنوب القطاع"، حيث "سيبقى الجيش في أي منطقة يحتلها". استكمال العملية خلال الأسبوع الأخير، صعد جيش الاحتلال الإسرائيلي من قصفه وعمليات تدمير للمنازل، خاصة المباني متعددة الطوابق التي توفر رؤية استراتيجية للأحياء المحيطة في شمال وشرق غزة. واستهدف أيضا عددا من المدارس التي كانت تؤوي آلاف النازحين شمال وشرق غزة، بعد إنذارها بالإخلاء، حيث اعتبرها المصدر الفلسطيني ذلك "خطوة تهدف لمنع عودة الفلسطينيين إليها مستقبلا ضمن مساعي الجيش لتفريغ المنطقة من سكانها". وفي 30 جوان الماضي، شن جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات على 4 مدارس تؤوي نازحين بعد إنذارات بإخلائها، 3 منها متجاورة في حي الزيتون والرابعة في حي التفاح، فيما استهدف في 3 جويلية الجاري مدرسة "مصطفى حافظ" دون سابق إنذار، ما أسفر عن مقتل 17 مدنيا بينهم أطفال ونساء، وكذلك قصف مدرسة "الشافعي" بحي الزيتونما أسفر عن استشهاد 7 فلسطينيين من عائلة واحدة. وأدى الاستهداف المتكرر لمراكز الإيواء إلى تقليص المساحات القابلة للسكن، ما دفع الفلسطينيين إلى نصب الخيام على الشريط الساحلي، وهو ما يتقاطع مع خطط إسرائيل لإجبارهم على التمركز في مناطق مكشوفة تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات الحياة. وبحسب وكالة "أونروا"، نقلا عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فإن 85 بالمئة من مساحة القطاع تقع ضمن مناطق عسكرية إسرائيلية أو خاضعة لأوامر بالإخلاء أو كلا الأمرين.