logo
"أونروا": نفاد الوقود في غزة عبء جديد لفلسطينيين على حافة المجاعة

"أونروا": نفاد الوقود في غزة عبء جديد لفلسطينيين على حافة المجاعة

العربي الجديدمنذ يوم واحد
حذّرت وكالة
الأمم المتحد
ة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من أن
نفاد الوقود
في غزة يلقي بـ"عبء جديد لا يحتمل على فلسطينيين يتأرجحون على حافة
المجاعة
"، ويهدد بوقف كامل لعمليات الإغاثة الأممية، وسط الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع. وسلطت "أونروا" الضوء، اليوم الأحد، بمنشور عبر منصة إكس، على فحوى بيان أممي مشترك، يؤكد أن نقص الوقود في غزة وصل لمستويات حرجة، وبدون وقود كافٍ سيواجه القطاع انهياراً في الجهود الإنسانية.
وصدر البيان الأممي، مساء السبت، عن كل من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الصحة العالمية، إلى جانب أونروا. ونشرت الأخيرة تفاصيل البيان، الذي أكد أن الوقود يعد "عصب الحياة" في قطاع غزة، فهو يشغل المستشفيات، وشبكات المياه، وشبكات الصرف الصحي، وسيارات الإسعاف، وجميع جوانب العمليات الإنسانية. وأشار إلى أن "إمدادات الوقود ضرورية لتحريك أسطول نقل السلع الأساسية عبر القطاع، ولتشغيل شبكة من المخابز التي تنتج الخبز الطازج للفلسطينيين المتضررين، بمن فيهم 2.1 مليون شخص ممن يحتاجون لهذه الموارد الحيوية".
The fuel shortage in
#Gaza
has reached critical levels.
Without adequate fuel, Gaza faces a collapse of humanitarian efforts.
Joint statement from
@UNOCHA
,
@UNHumanRights
,
@UNDP
,
@UNFPA
,
@UNICEF
,
@UNOPS
,
@UNRWA
,
@WFP
and
@WHO
:
https://t.co/01QWO1Vk29
pic.twitter.com/IuzeFhhsVK
— UNRWA (@UNRWA)
July 13, 2025
وبعد قرابة عامين من الحرب، يواجه فلسطينيو غزة صعوبات جمة، بما في ذلك انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع، حسب البيان نفسه، مضيفاً: "عندما ينفد الوقود، فإنه يلقي بعبء جديد لا يحتمل على فلسطينيين يتأرجحون على حافة المجاعة". واختتم البيان الأممي بالقول: "بدون وقود كاف، من المرجح أن تضطر وكالات الأمم المتحدة التي تستجيب لهذه الأزمة إلى وقف عملياتها بالكامل، وهذا يعني انعدام الخدمات الصحية وانعدام المياه النظيفة، وانعدام القدرة على إيصال المساعدات".
وفي وقت سابق اليوم، أعلنت بلديات وسط وجنوب قطاع غزة توقف خدماتها الأساسية، بسبب الانقطاع التام لإمدادات الوقود اللازمة لتشغيل آبار المياه ومحطات الصرف الصحي وآليات جمع النفايات، وسط الحصار الإسرائيلي المتواصل وحرب الإبادة التي تشنها تل أبيب على القطاع. وجاء ذلك في بيان مشترك صادر عن بلديات محافظة الوسطى، ومجلس إدارة النفايات الصلبة للهيئات المحلية في محافظات رفح وخانيونس والوسطى.
كذلك، يعاني النظام الصحي بغزة من انهيار كامل جراء الاستهداف الإسرائيلي المتعمد للمستشفيات والمراكز الصحية المتبقية والعاملة في القطاع من ناحية، وتوقف ما تبقى من مستشفياته ومراكزه الطبية جراء أزمة الوقود المتفاقمة والناجمة عن الإغلاق الإسرائيلي للمعابر منذ مارس/ آذار الماضي.
قضايا وناس
التحديثات الحية
خطر المجاعة يتفاقم في غزة: 650 ألف طفل مهددون بالموت
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. وخلفت الإبادة، بدعم أميركي، أكثر من 196 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات الآلاف من النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
(الأناضول)
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محمود عباس: "حماس" لن تحكم غزة بعد الحرب ويجب أن تسلم سلاحها للسلطة
محمود عباس: "حماس" لن تحكم غزة بعد الحرب ويجب أن تسلم سلاحها للسلطة

العربي الجديد

timeمنذ 2 ساعات

  • العربي الجديد

محمود عباس: "حماس" لن تحكم غزة بعد الحرب ويجب أن تسلم سلاحها للسلطة

أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، مساء الأحد، أن "حركة حماس لن تحكم قطاع غزة في اليوم التالي" للحرب، داعياً الحركة إلى تسليم سلاحها للسلطة الفلسطينية والانخراط في العمل السياسي "وفق برنامج منظمة التحرير الفلسطينية والشرعية الدولية، بما يضمن وجود نظام وسلاح شرعي واحد في القطاع". وجاءت تصريحات عباس خلال لقائه رئيس الوزراء البريطاني الأسبق والمبعوث السابق للجنة الرباعية الدولية توني بلير، في مقر إقامة الرئيس عباس بالعاصمة الأردنية عمّان، حيث بحث الطرفان آخر المستجدات السياسية والإنسانية في الأرض الفلسطينية، وخاصة في قطاع غزة، وفق ما نشرت صفحة الرئاسة الفلسطينية عبر صفحتها على "فيسبوك". وشدد عباس على ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن جميع المحتجزين والأسرى، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة إلى غزة دون عوائق، مشيراً إلى أن الحل الوحيد القابل للتطبيق يتمثل في انسحاب إسرائيل الكامل من القطاع وتمكين دولة فلسطين من تولي مسؤولياتها كاملة هناك، بدعم عربي ودولي فعّال. كما دعا عباس إلى وقف جميع الإجراءات الأحادية الإسرائيلية، وفي مقدمتها التوسع الاستيطاني وعمليات الضم، ووقف الاعتداءات على المقدسات الإسلامية والمسيحية، مؤكداً أهمية إطلاق عملية سياسية جادة لتنفيذ حل الدولتين على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وعبر عقد مؤتمر دولي للسلام في نيويورك. وفي ختام اللقاء، اتفق الجانبان على مواصلة العمل والتنسيق وعقد لقاءات إضافية بين الأطراف المعنية من أجل إنهاء الحرب وتحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة. أخبار التحديثات الحية حرب الإبادة على غزة | 139 شهيداً و425 مصاباً في يوم واحد والشهر الماضي، أعرب عباس عن تأييده قيام حركة حماس "بإلقاء السلاح" و"التوقف عن حكم غزة " لتكون جزءاً من دولة فلسطينية مستقبلية، في رسالة وجّهها إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قبل مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين، وفق الإليزيه. وفي 23 إبريل/نيسان الماضي، هاجم عباس خلال افتتاح اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني (الدورة الثانية والثلاثين) حركة حماس قائلاً: "صنعوا نكبة لشعبنا ويسمونها خسائر تكتيكية"، مطالباً الحركة بتسليم سلاحها والأسرى والمحتجزين الإسرائيليين لسد ذرائع الاحتلال الإسرائيلي باستمرار الحرب على قطاع غزة، مشدداً على ضرورة تحوّل حركة حماس إلى حزب سياسي يعمل وفق قوانين الدولة الفلسطينية ويلتزم بالشرعية الدولية. وفي 16 مايو/أيار 2024، اتهم عباس حركة حماس بـ"توفير ذرائع" لإسرائيل لمهاجمة قطاع غزّة الذي يشهد حرباً منذ سبعة أشهر. وقال عباس خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية للقمة العربية الثالثة والثلاثين في المنامة إنّ "العملية العسكرية التي نفذتها حماس بقرار منفرد في ذلك اليوم، في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، وفّرت لإسرائيل المزيد من الذرائع والمبررات كي تهاجم قطاع غزة وتمعن فيه قتلاً وتدميراً وتهجيراً".

ليبيا: تحتج رسمياً لدى الأمم المتحدة ضد اليونان
ليبيا: تحتج رسمياً لدى الأمم المتحدة ضد اليونان

القدس العربي

timeمنذ 3 ساعات

  • القدس العربي

ليبيا: تحتج رسمياً لدى الأمم المتحدة ضد اليونان

طرابلس – «القدس العربي»: تقدمت ليبيا رسميًا باحتجاج دبلوماسي لدى الأمم المتحدة على مطالبات اليونان بالتنقيب في الحدود البحرية جنوب وغرب جزيرة كريت، وذلك كفصل ضمن مسلسل الجدل المستمر حول هذه القضية. وخاطبت البعثة الليبية لدى الأمم المتحدة بمذكرة شفهية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، معبرة عن اعتراض ليبيا الرسمي على فتح اليونان الباب أمام منح تصاريح دولية للتنقيب عن الطاقة في مناطق بحرية واقعة جنوب جزيرة كريت. وفي المذكرة، عبرت البعثة عن القلق العميق لحكومة الوحدة الوطنية إزاء التطورات الأخيرة في شرق البحر المتوسط، في سياق الصراع على التنقيب عن الطاقة في المنطقة بين ليبيا واليونان. وقالت البعثة في المذكرة إن الحكومة أحيطت علماً مع استياء شديد بمحتويات العدد رقم 3335 من الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، والذي يفيد بأن اليونان قد أعلنت عن دعوة دولية إلى تقديم عروض لمنح تصاريح للتنقيب عن الهيدروكربونات واستغلالها في مناطق بحرية واقعة جنوب جزيرة كريت. وأضافت المذكرة أن هذه المناطق تقع ضمن المناطق البحرية التي لا تزال محل نزاع لم يجر حله بين ليبيا واليونان. ولفتت البعثة إلى موقف ليبيا من أن هذا الإجراء يعد تعدياً واضحاً على حقوقها السيادية ونبهت إلى أنه إجراء يفتقر إلى أي أساس قانوني أو اتفاق ثنائي وهو يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي، ولا سيما أحكام اتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، ويقوض مبادئ الاحترام المتبادل وتسوية المنازعات بالطرق السلمية. وأكدت البعثة أن ليبيا تسجل اعتراضها الرسمي والقاطع على هذه المبادرة وتدعو إلى الالتزام الصارم بالمبادئ المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والصكوك القانونية الدولية ذات الصلة التي تنظم التسوية السلمية للنزاعات البحرية. في تصعيد جديد في قضية التنقيب ووفق المذكرة، تؤكد ليبيا من جديد التزامها الثابت بالحوار البناء والتفاوض وترفض رفضاً قاطعاً أي محاولة لفرض الأمر الواقع في المناطق التي لم يجر التوصل فيها إلى اتفاق قانوني. كما حثت ليبيا المجتمع الدولي تحت قيادة الأمم المتحدة على تحمل مسؤوليته في الحفاظ على السلام والاستقرار في البحر المتوسط، داعية إلى عدم الإقدام على أي إجراءات قد تؤدي إلى التصعيد. ويتمثل جوهر النزاع في مذكرة التفاهم البحرية الموقعة عام 2019، بين تركيا وليبيا، التي رفضتها أثينا بدعوى أنها غير صالحة قانونيًا بموجب القانون البحري الدولي. وأرفقت المذكرة بتقرير صادر عن المؤسسة الوطنية للنفط الليبية، مؤرخ في 7 حزيران / يونيو 2025، يفيد بأن حكومة اليونان أعلنت في 13 حزيران/ يونيو 2025 عن مناقصة دولية لمنح تراخيص التنقيب في مناطق بحرية تقع جنوب شبه جزيرة بيلوبونيز وجزيرة كريت. وأوضح التقرير أن الفترة المحددة لتقديم العروض في إطار هذه المناقصة تمتد لـ 90 يومًا من تاريخ الإعلان. وكشف التقرير أن شركة شيفرون كانت قد أعلنت، في مارس 2025، عن اهتمامها بالتنقيب عن الهيدروكربونات في منطقتي جنوب كريت 1 وجنوب كريت 2، وهما ضمن المناطق المحددة في المناقصة الدولية التي طرحتها اليونان عام 2014. وتشير الوثائق المرفقة إلى أن منطقتي «كريت 1» و»كريت 2» تقعان جغرافيًا ضمن المساحات البحرية الليبية المتنازع عليها. وتبلغ مساحة المنطقتين معًا نحو 23,300 كيلومتر مربع، ويقع أكثر من 85% من تلك المساحة جنوب الخط الحدودي البحري الذي يفصل ليبيا عن اليونان. ووفق جريدة تو فيما اليونانية، فقد قدمت ليبيا المذكرة الدبلوماسية إلى الأمم المتحدة في 20 حزيران/ يونيو، وهي المرة الأولى التي تطالب فيها طرابلس رسميًا بمناطق في شرق البحر الأبيض المتوسط كانت اليونان خصصتها سابقًا للتنقيب عن الهيدروكربونات البحرية. وتشكك المذكرة الليبية فيما يسمى الخط الوسط الذي حددته اليونان، الذي يُشكل أساسًا لترخيص الكتل البحرية جنوب جزيرة كريت، فيما تؤكد ليبيا أن هذه المياه محل نزاع ثنائي لم يُحل بعد، وتعتبرها جزءًا من نطاقها البحري. وفي الخرائط المرفقة، توضح ليبيا حدودًا بحرية تمتد من اتفاقيتها مع تركيا ويلغي هذا الخط فعليًا المنطقة الاقتصادية الخالصة لليونان جنوب جزيرة كريت، ويشكك في تأثير الجزيرة على تحديد المناطق البحرية. وترى الجريدة اليونانية أن المذكرة الدبلوماسية تمثل تصعيدًا ملحوظًا من ليبيا من الصمت إلى التأكيد الرسمي، كما تشير إلى رغبة طرابلس في تأكيد مطالباتها البحرية التي كانت غامضة أو غير معلنة سابقًا. ونقلت الجريدة اليونانية، عن مصادر دبلوماسية يونانية، أن الاحتجاج لا يُضيف أي جديد إلى الحجج الليبية السابقة، ويجري حاليًا إعداد رد يوناني رسمي للأمم المتحدة. وترفض اليونان أي ادعاءات أو إجراءات تستند إلى مذكرة التفاهم التركية الليبية، التي تعتبرها باطلة ومخالفة لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، وتؤكد أثينا أن أي حل يجب أن يستند إلى القانون الدولي، وخاصة قانون البحار، الذي يُقر بحق الجزر – مثل جزيرة كريت – في تحديد مناطق بحرية كاملة. فيما اقترح وزير الخارجية اليوناني جورج جيرابيتريتيس تشكيل فرق تفاوض فنية مع كل من حكومتي الوحدة الوطنية في طرابلس والحكومة المكلفة من مجلس النواب في شرق ليبيا لبحث سبل الحوار. وفي حزيران/ يونيو الماضي، أشعلت أزمة التنقيب عن الغاز في مناطق بحرية متنازع عليها خلافاً دبلوماسياً بين ليبيا واليونان، حيث استدعت طرابلس السفير اليوناني على خلفية ما وصفتها بـ»الخطوات الأحادية» التي اتخذتها أثينا في مناطق بحرية متنازع عليها. وأعلنت حكومتا الدبيبة وحماد رفضهما لطرح اليونان عطاءات تنقيب جنوب كريت، معتبرتين الخطوة انتهاكاً للسيادة، ومؤكدتين ضرورة الحوار لتسوية النزاع البحري القائم.

مصائد الموت: صور أقمار اصطناعية وفيديوهات وشهادات تكشف عن مفاقمة 'مؤسسة غزة الإنسانية' جوع الغزيين ويأسهم
مصائد الموت: صور أقمار اصطناعية وفيديوهات وشهادات تكشف عن مفاقمة 'مؤسسة غزة الإنسانية' جوع الغزيين ويأسهم

القدس العربي

timeمنذ 7 ساعات

  • القدس العربي

مصائد الموت: صور أقمار اصطناعية وفيديوهات وشهادات تكشف عن مفاقمة 'مؤسسة غزة الإنسانية' جوع الغزيين ويأسهم

لندن- 'القدس العربي': نشرت صحيفة 'فايننشال تايمز' تقريرا لمجموعة من مراسليها في القاهرة ولندن وتل أبيب، كشفت فيه عن 'مصائد الموت' التي تجبر الفلسطينيين الجياع على قطع مسافات طويلة للحصول على الطعام، لكن أعدادا كبيرة منهم لا يعودون أحياء. وجاء في التقرير أن جهاد، سافر خمس مرات في جنوب غزة باتجاه مواقع توزيع المساعدات التي تشرف عليها مؤسسة غزة الإنسانية، مارا بين الدبابات الإسرائيلية والجنود وأحيانا المسيرات التي تحوم فوق رأسه، حيث اصطف في الطوابير المحصنة مثل الأقفاص يدفع نفسه وسط آلاف الرجال الذين يحضرون للقفز من أجل التقاط ما يمكنهم التقاطه من طعام. وفي الخمس رحلات التي قام بها، عاد خاوي الوفاض. وفي مرة قال إن رجلا بجانبه وكانا يقتربان من موقع 'مؤسسة غزة الإنسانية' في خان يونس تعرض لإطلاق النار، و'تناثر دمه وأمعاؤه علي'، كما يقول. وفي مرة أخرى، وعندما استطاع أن يمسك بصندوق من الإمدادات، تعرض للسطو تحت تهديد السكاكين. ويقول جهاد، وهو فني الأدوات الطبية البالغ من العمر، 26 عاما: 'لقد توقفت عن الذهاب إلى هناك لأن ما يحدث هو أبعد مما تتخيله'. وتعلق الصحيفة أن 'مؤسسة غزة الإنسانية' التي روجت لها إسرائيل والولايات المتحدة بدأت توزيع المواد الغذائية في أيار/ مايو، كوسيلة لتجاوز الأمم المتحدة ومنع حصول حماس على المواد الغذائية، حسب زعم إسرائيل. لكن شهادات فلسطينيين مثل جهاد، وفيديوهات تم التثبت منها وصور للأقمار الاصطناعية، تكشف أن خطة المساعدات المثيرة للجدل، لم تخفف من احتياجات 2.2 مليون نسمة في غزة بل وزادت من يأسهم، حيث أجبرت الكثير من الفلسطينيين على قطع رحلة لم يعودوا منها أحياء. وتقول السلطات المحلية إن القوات الإسرائيلية أطلقت النار وبشكل متكرر على الفلسطينيين في طريقهم لمراكز مؤسسة غزة الإنسانية. وتقول وزارة الصحة إن أكثر من 500 شخص قُتلوا وجرح الآلاف في محاولاتهم للحصول على الطعام. وقتل الكثيرون وهم يمرون في الممرات المخصصة للوصول إلى مراكز مؤسسة غزة الإنسانية التي تنشر خرائطها على حسابها في فيسبوك. وبالنسبة للكثير من الغزيين الذي يواجهون المجاعة بعد الحصار الذي تفرضه إسرائيل قبل ظهور مؤسسة غزة الإنسانية، يقولون إن النظام لا يعرض حياتهم للخطر فقط، بل وفشل في تقديم ما يكفي من المساعدات، مما أدى إلى تناحر الآلاف على ما توفر من طعام لمن يستطيع الإمساك به. وقال حسن عبد الله، الحلاق الذي هجر مع عائلته إلى المواصي جنوب غزة، إن مراكز 'مؤسسة غزة الإنسانية' هي 'مصائد موت'. وأضاف عبد الله الذي نجح في توفير الإمدادات الغذائية، مرة واحدة من سبع رحلات قام بها: 'لو حصلت على الطعام وتجنبت رصاص الإسرائيليين، فقد لا تهرب من العصابات التي تنتظر في الخارج'. وتعلق الصحيفة أن 'مؤسسة غزة الإنسانية' التي أمّنت في الشهر الماضي تمويلا بـ30 مليون دولار من الحكومة الأمريكية، كسرت نظام المساعدات الإنسانية التقليدي. وقد تم تطوير نموذجها بالتعاون مع شركة استشارات أمريكية 'بوسطن كونسالتينغ غروب'، مع أن الشركة تقول إن العمل تم بدون موافقتها، وإن الموظفين الذين تعاونوا في المشروع جردوا من أعمالهم وتبرأت منهم. وتدير هذه المؤسسة أربعة مراكز في جنوب غزة، ويعمل فيها على الأغلب متعاقدون أمنيون أمريكيون (مرتزقة) بإشراف من القوات الإسرائيلية. ويحصل الفلسطينيون على معلومات عن مواعيد فتح المراكز ومواقع التوزيع مما تنشر المؤسسة على صفحتها في فيسبوك، حيث يبدأون رحلتهم من خيامهم أو أنقاض بيوتهم باتجاه ما تم تحديده. ووجد تحليل لـ 'فايننشال تايمز' أن المعلومات عادة ما يعلن عنها في منتصف الليل ولا تعطي إلا نصف ساعة لفتح المراكز. وبعد ذلك تضع المؤسسة منشورا بعد دقائق معدودة من الإعلان عن موعد فتح المركز، ويحتوي على معلومات من أن المركز المعين قد أغلق. وفي بعض الحالات، أعلنت المؤسسة عن إغلاق المركز حتى قبل دقائق من موعد افتتاحه. ونظرا لانقطاع الإنترنت المتكرر في غزة، فإن الفلسطينيين يجدون صعوبة في الوصول إلى الصفحة على فيسبوك وقراءة المنشورات. لكن الباحثين عن الطعام والذي يقطعون كيلومترات في طرق غير معلمة نظرا لتسوية الجيش الإسرائيلي لها في الحرب الممتدة منذ 21 شهرا، لا مجال أمامهم لعدم الخطأ في التقدير. ويقول جهاد: 'لا تستطيع معرفة وجهتك في الظلام. الطريق متاح كخريطة على شاشة هاتفك، لكن على الأرض، جميع الطرق مدمرة، وعليك المخاطرة. فإما أن تكون على الطريق الصحيح، أو تموت'. وعندما يقترب الناس من مراكز توزيع المساعدات فعليهم الانتظار في المنطقة المخصصة لهم لحين فتحها، وعادة في منطقة عسكرية نشطة. وهنا تبدأ المخاطر، حيث قال الكثير من الفلسطينيين إنهم تعرضوا للنيران القادمة من الجنود الإسرائيليين، حيث يزداد الزحام والتدافع، وعادة في الظلام، في محاولات للاقتراب من المراكز وزيادة فرصهم لتأمين الطعام. وقال محمد داوود الذي عمل قبل الحرب منسق زهور، إن إطلاق النار حدث في كل مرة حاول فيه الذهاب لمراكز التوزيع: 'ليست مرة أو مرتين.. يحددون وقتا معينا لفتح البوابة ومن ثم تبدأ الدبابات ومسيّرة رباعية المراوح بإطلاق النار'. وقال أيتور زابالغوجيازكوا، منسق الطوارئ في غزة لدى منظمة أطباء بلا حدود التي تدير مستشفيات ميدانية في القطاع، إنه يرى 'جيشا من الناس' يتجهون إلى مراكز مستشفى غزة الأوروبي قبل الفجر كل يوم. وكان يسمع دوي إطلاق نار: 'كأنها ثلاث طلقات، ثم صمت وبعدها إطلاق النار وصمت، ويبدأ المصابون بالوصول سيرا على الأقدام أو ينقلون بعربات تجرها الحمير'. وقال جوهر راهبور، وهو جراح بريطاني تطوع في مجمع ناصر الطبي جنوب غزة في يونيو/ حزيران، إن غرف العمليات الست في المستشفى غالبا ما كانت تمتلئ بالمصابين العائدين من رحلات إلى مواقع 'مؤسسة غزة الإنسانية' وقد أصيبوا بجراح نتيجة للقصف. وقال جوهر: 'نعقد اجتماعنا للجراحة العامة في الساعة 7.45 وعندها يبدأ صوت الإنذار للطوارئ في المستشفى، ونذهب إلى غرف العمليات'. وأشارت الصحيفة إلى قواعد الاشتباك لدى الجيش الإسرائيلي حسب جويل كارمل من منظمة كسر الصمت، التي تضم جنودا سابقين توثق ممارسات الجيش في الضفة وغزة: 'إذا كان الرجل في سن القتال وتقدم أكثر من اللازم، فالأوامر هي إطلاق النار بقصد القتل'. وقد اعترف الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار، مبررا أنه شعر بالتهديد. ونفى أن يكون جنوده قد أطلقوا النار بقصد القتل وأنهم أطلقوا رصاصات تحذيرية، فيما قال مسؤول بارز إن الطرق معلمة بلافتات وكتل رملية وأسلاك شائكة. وأضاف: 'المناطق خارج الطريق هي مناطق قتال، حيث يمكن للقوات إطلاق طلقات تحذيرية وبعد ذلك العمل للدفاع عن نفسها' و'هذا يضمن عدم وجود أي تهديد لقواتنا'. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم السبت إن 31 شخصا قتلوا وأصيب العشرات 'في أحدث حادث إصابات جماعية مرتبط بمواقع توزيع الغذاء'. وأضافت أن هذا كان أكبر 'تدفق للقتلى' منذ أن بدأ مستشفاها الميداني في جنوب غزة عملياته العام الماضي. ورفضت مؤسسات الأمم المتحدة التي أشرفت على توزيع الطعام والمواد الإنسانية طوال الحرب، التعاون مع مؤسسة غزة الإنسانية. واتهمتها بأنها حولت 'المساعدات لسلاح وورقة تين' لإجبار الفلسطينيين على الرحيل من الشمال إلى الجنوب، وهو هدف يريد قادة إسرائيل تحقيقه. ويقول مسؤولو الإغاثة الإنسانية، الذين أداروا نحو 400 مركز توزيع في غزة قبل أن تفرض إسرائيل حصارا في آذار/مارس، إنهم لم يروا أي دليل على تحويل ممنهج للمساعدات من قبل حماس. وقالت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، عن النموذج التقليدي: 'لقد حمينا الأشخاص الذين خدمناهم، كنا نذهب إلى الناس مباشرة لتسليم المساعدات دون وجود مسلحين في الجوار، ولم تقع أي حوادث قتل جماعية'.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store