logo
العلاقة التبادلية بين القتل والتربح

العلاقة التبادلية بين القتل والتربح

الشرق الأوسطمنذ 2 أيام
على الرغم من التهديدات الإسرائيلية والموقف الأميركي الحاد المُطالب باستقالتها ومحاسبتها بسوء السلوك والانحياز ضد إسرائيل، قدمت المفوضة الأممية فرانشيسكا ألبانيز، المعنية بفلسطين، تقريراً أقل ما يوصف أنه إحدى أخطر الوثائق الدولية المتعلقة بشركاء الاحتلال الإسرائيلي وأدوارهم في استمرار الاحتلال والاستيطان وقضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، فضلاً عن الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، حتى ما قبل السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، التي وصفتها ألبانيز بكونها تقترب من جريمة إبادة جماعية لشعب فلسطين.
الجديد الذي قدمته ألبانيز في تقريرها أمام المفوضية الأممية 3 يوليو (تموز) الجاري، المعنون «من اقتصاد الاحتلال إلى اقتصاد الإبادة الجماعية»، يركز على الأبعاد الاقتصادية والشركاء من الدول والشركات الكبرى، الذين يُسهمون بقوة في استمرار الاحتلال وتغول الاستيطان والإمعان في انتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني، ويُعد هذا البعد من الأبعاد التي لم تَنَلْ حظها من المتابعة والدراسة كما هو الحال في الأبعاد العسكرية، التي تستقطب بدورها اهتماماً مضاعفاً نظراً لآثارها المباشرة في تدمير المباني والأصول المدنية والعسكرية معاً، والأهم قتل البشر؛ أفراداً وجماعات، من دون أي شعور بالذنب أو الحرج أو الخزي لفقدان الحد الأدنى من المشاعر الإنسانية.
قد لا يجد كثيرون غرابةً في وجود كم هائل من الشركات الغربية، ومعظمها أميركية، تقدم كل صنوف الدعم المادي والمعنوي لبقاء إسرائيل قوية ومهيمنة على مقدرات الإقليم الشرق أوسطي، انطلاقاً من مبادئ سياسية ودينية تسود مؤسسة الحكم الأميركية، بغضِّ النظر عن الحزب المسيطر على الكونغرس أو الانتماء الحزبي لسيد البيت الأبيض. وحين ينظر المرء في الحقائق الواردة في تقرير ألبانيز الأخير، يجد أن هذا الدعم يقابله كم هائل من الأرباح، فهو دعم يتربح من ديمومة الاحتلال والاستيطان وقتل الفلسطينيين، ولا تقتصر الأرباح المكتسبة على الشركات صانعة منظومات الأسلحة التي تستخدمها إسرائيل، سواء المعروفة من قبل أو تلك الحديثة التي يتم تجربتها في الميدان لتقدير مدى فاعليتها، ومن ثم بناء عمليات الترويج والتسويق لتلك الأسلحة الحديثة لتحصيل مزيد من الأرباح.
هذه العلاقة التبادلية بين القتل والتربح تمتد أيضاً إلى شركات تكنولوجيا الاتصالات المهيمنة على تقنيات وبرامج وتطبيقات التواصل الاجتماعي، التي بدورها تتيح كمّاً هائلاً من المعلومات الخام عن شعوب ومجتمعات ومؤسسات وأفراد، قابلة للتوظيف في مجالات متعددة: المدنية؛ كالتسويق للمنتجات بأشكالها وأنواعها كافة، والترويج للأفكار والآيديولوجيات المختلفة. والعسكرية؛ قبل وفي أثناء المواجهات الفعلية، وإدارة العمليات القتالية، وتحديد الأهداف وتصويب الأداء الفعلي، والتعرف المسبق للتهديدات، وإعداد الاستجابات المناسبة وفقاً لحجم التهديد وطبيعته. وكلما كانت العلاقة وثيقة بين الدولة وإحدى أو غالب تلك الشركات، تصبح لديها فرصة أكبر في الحصول على خدمات معلوماتية غير مسبوقة، تعين صانع القرار على توجيه العمليات العسكرية بأقل جهد ممكن.
واقع الحال أن شركات المعلومات الكبرى لم تُقصِّر في تقديم ما لديها من معلومات تخص الفلسطينيين جميعهم؛ من له أدنى صلة بحركة «حماس»، أو لا علاقة له بأيٍّ من منظمات المقاومة، لجيش الاحتلال، الذي استطاع توظيفها بواسطة تطبيقات الذكاء الاصطناعي، بخاصة برامج التعرف إلى الوجوه، وكشف روابط القربى والعائلية، ومتابعة التحركات على الأرض لأشخاص محددين بغرض استهدافهم.
هناك كثير من التقارير الصحافية في الولايات المتحدة وبريطانيا تشرح الأدوار التي قدمتها شركات مثل «غوغل» و«أمازون» و«مايكروسوفت» و«ميتا»، مالكة تطبيق «فيسبوك» الشهير، فضلاً عن الشركة الأميركية وثيقة الصلة بالبنتاغون المالكة لتطبيق «بالانتير» الذكي المتخصص في كشف روابط القربى للأفراد وخريطة تحركاتهم ميدانياً، والتي جسدتها تعاقدات بملايين الدولارات ولسنوات ممتدة مع إسرائيل، بحيث توفر تلك الشركات، من خلال منصاتها وبرامجها الذكية، معلومات وبيانات تدخل في صميم التخطيط العسكري الإسرائيلي، لا سيما تطبيق «لافندر الإسرائيلي»، وكشفت تقارير عدة عن حجم التعاون غير المسبوق مع وحدة 8200 الاستخبارية الإسرائيلية، التي تعتمد مفهوم الدمج بين الإنسان والآلة في توجيه وإدارة العمليات الميدانية، وأن يُعطى للآلة حيز أكبر في تحديد الهدف، وتوجيه القوة المناسبة للتحرك السريع بغرض القضاء عليه، وذلك بغضّ النظر عن الإصابات التي قد تحدث للمدنيين الذين لا صلة لهم بالشخص المستهدف. والأكثر من ذلك، فقد أنشأ بعض الشركات منصات خاصة في إسرائيل لتيسير وتسريع حجم التعامل مع جيش الاحتلال، أبرزها «مايكروسوفت»، التي اسُتهدف مركزها في عسقلان خلال المواجهة الإيرانية - الإسرائيلية الأخيرة.
هذه الأدوار الخبيثة وثَّقتها حالات الغضب التي ثارت من كثير من العاملين في تلك الشركات، وحالات الاستقالة وأيضاً الطرد لهؤلاء الذين احتجوا على هذا النوع من التعاون الذي كان له الدور الأكبر في ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 50 ألفاً، وحالات الإصابة التي وصلت إلى أكثر من 200 ألف إصابة، تمثل نحو 10 في المائة من إجمالي عدد سكان القطاع. وهي نسبة عالية تعطي مصداقية لحدوث إبادة جماعية، لا سيما أن القتل المباشر صاحبه تجويع متعمد، وإغلاق المعابر، ومنع المواد الإنسانية عن جموع الفلسطينيين. بل وتوظيف الجوع والحاجة إلى المساعدات القليلة لاستهداف وقتل متعمَّد لمنتظري الغذاء في المراكز التابعة للمؤسسة الأميركية - الإسرائيلية المثيرة للجدل المسماة «غزة الإنسانية»، التي يديرها أميركيون عسكريون سابقون، غير مؤهلين للعمل الإنساني وضوابطه القانونية والأخلاقية، فمن اضطر إلى الذهاب إلى تلك المراكز كان عليه أن يوفر مزيداً من المعلومات «البيومترية» عن نفسه لتلك المؤسسة، والتي بدورها توفرها لجيش الاحتلال لمساعدته على مواصلة حربه الوحشية. وتعد حجة اكتشاف أحقية الحصول على المساعدات ومنعها عن مقاتلي «حماس» التي بررت بها تلك المؤسسة هذا الإجراء غير الأخلاقي، عذراً أقبح من ذنب، ويجسد الإذلال المتعمَّد للفلسطينيين الجوعى بدلاً من مساعدتهم والتخفيف من آلامهم.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

مسؤول إسرائيلي: من الممكن التوصل لهدنة بغزة خلال أسبوع أو اثنين
مسؤول إسرائيلي: من الممكن التوصل لهدنة بغزة خلال أسبوع أو اثنين

العربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • العربية

مسؤول إسرائيلي: من الممكن التوصل لهدنة بغزة خلال أسبوع أو اثنين

قال مسؤول إسرائيلي كبير، فجر الخميس، إن إسرائيل وحركة حماس قد تتمكنان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح محتجزين خلال أسبوع أو أسبوعين، لكن من غير المتوقع التوصل إلى مثل هذا الاتفاق خلال يوم واحد. وأضاف المسؤول، خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن ، أنه إذا وافق الجانبان على مقترح لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، فإن إسرائيل ستستغل هذه الفترة لعرض وقف دائم لإطلاق النار يتطلب من الحركة الفلسطينية المسلحة نزع سلاحها. وذكر المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أنه إذا رفضت حماس ذلك "فإننا سنمضي" في العمليات العسكرية. פגישה חשובה בבית הלבן עם נשיא ארה״ב דונלד טראמפ. An important meeting at the White House with U.S. President @realDonaldTrump. 🇮🇱🤝🇺🇸 — Benjamin Netanyahu - בנימין נתניהו (@netanyahu) July 8, 2025 وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأربعاء، إن اجتماعا عقده مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب ركز على جهود تحرير المحتجزين في غزة، في وقت تواصل فيه إسرائيل قصف القطاع الفلسطيني رغم الجهود الرامية للتوصل لوقف لإطلاق النار. وهذه ثالث زيارة يقوم بها نتنياهو للولايات المتحدة منذ تولي ترامب ولايته الثانية في 20 يناير (كانون الثاني). وقال للصحافيين في وقت سابق إنه لا يعتقد أن حملة إسرائيل في القطاع الفلسطيني انتهت، لكن المفاوضين "يعملون بالتأكيد" على التوصل لوقف إطلاق النار. والتقى ترامب مع نتنياهو يوم الثلاثاء للمرة الثانية في يومين لمناقشة الوضع في غزة. وأشار ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط إلى أن إسرائيل، وحركة حماس تقتربان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بعد مرور 21 شهرا على اندلاع الحرب. وقال ويتكوف إن عدد القضايا التي تحول بين إبرام اتفاق بين إسرائيل وحماس انخفض من 4 قضايا إلى واحدة، معبرا عن تفاؤله حيال التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار بحلول مطلع الأسبوع المقبل. وأضاف المبعوث الأميركي للصحافيين إن الاتفاق المتوقع سيشمل وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، مع إطلاق سراح 10 محتجزين أحياء وتسليم رفات 9 من المتوفين. وبدأ الصراع في غزة بهجوم شنته حماس على جنوب إسرائيل في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 أسفر وفقا للإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة. وفي الوقت الحالي، لا يزال هناك نحو 50 محتجزاً في غزة، يعتقد أن 20 منهم على قيد الحياة. وقتلت الحرب الإسرائيلية اللاحقة على غزة أكثر من 57 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في القطاع، وحولت مساحات كبيرة منه إلى ركام. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى نزوح معظم سكان غزة. وقال خبراء في مايو (أيار) إن ما يقرب من نصف مليون شخص يواجهون خطر الجوع.

الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا أُطلق من اليمن
الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا أُطلق من اليمن

العربية

timeمنذ 2 ساعات

  • العربية

الجيش الإسرائيلي يعترض صاروخا أُطلق من اليمن

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه اعترض صاروخا أُطلق من اليمن، صباح الخميس، بعد أيام قليلة من شنّ مقاتلاته سلسلة هجمات على بنى تحتية في اليمن تابعة للحوثيين. وقال الجيش في منشور على حسابه في منصة "إكس" إنّ "سلاح الجو اعترض قبل قليل صاروخا أُطلق من اليمن وتسبّب بتفعيل الإنذارات في بعض مناطق البلاد". #عاجل 🔴 اعترض سلاح الجو قبل قليل صاروخًا أطلق من اليمن وسبب في تفعيل انذارات في بعض المناطق في البلاد — افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) July 10, 2025 وكان مراسل "العربية" و"الحدث" قد أعلن أنه تم تفعيل صفارات الإنذار في وسط إسرائيل عقب رصد الصاروخ. وكان الجيش الإسرائيلي نشر، الاثنين الماضي، مقاطع لإقلاع مقاتلاته لمهاجمة أهداف للحوثيين بمواني الحديدة ورأس عيسى والصليف، معلناً أن نحو 20 طائرة مقاتلة شاركت بشن غارات على مواقع الحوثي في اليمن. وبحسب الجيش الإسرائيلي، فقد تم إلقاء نحو 60 قنبلة على أهداف حوثية، كما جرى استهدف السفينة "غالاكسي ليدر" التي يحتجزها الحوثيون منذ أشهر. ورد الحوثيون بإطلاق صواريخ على إسرائيل. وقد يؤدي استئناف حملة الحوثيين ضد الملاحة البحرية إلى جذب القوات الأميركية والغربية إلى المنطقة مرة أخرى، خاصة بعد أن استهدف الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجماعة في حملة غارات جوية كبيرة.

حرب غزة: تقدم بمفاوضات الدوحة.. وإسرائيل: اتفاق ممكن "خلال أسبوعين"
حرب غزة: تقدم بمفاوضات الدوحة.. وإسرائيل: اتفاق ممكن "خلال أسبوعين"

الشرق السعودية

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق السعودية

حرب غزة: تقدم بمفاوضات الدوحة.. وإسرائيل: اتفاق ممكن "خلال أسبوعين"

قال مسؤول إسرائيلي كبير لـ"رويترز"، الخميس، إنه قد يكون من الممكن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة مع حركة "حماس" في غضون أسبوع أو أسبوعين، فيما يواصل وفدا حماس وإسرائيل جلسات تفاوض "صعبة ومعقدة" بالدوحة، شهدت تقدماً ملحوظاً، على صعيد بعض البنود، وطفيف في بنود أخرى. وأضاف المسؤول أن إسرائيل ستعرض وقفاً مؤقتاً لإطلاق النار، مضيفاً أنه "إذا لم تضع حماس سلاحها فإن إسرائيل ستمضي في العمليات العسكرية"، وفق قوله. ويأتي ذلك، فيما يواصل وفدا إسرائيل وحماس الخميس، جلسات التفاوض غير المباشرة في الدوحة والتي وصفتها مصادر لـ"الشرق"، بـ"الصعبة والمعقدة"، حيث حصل بعض التقدم في عدة قضايا، بحسب مصادر مطلعة. ومن المتوقع وصول المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى الدوحة، لإعطاء دفعة للتوصل لاتفاق لوقف النار. "تقدم طفيف وملحوظ" ومنذ مساء الأحد، عقد الطرفان سبع جلسات تفاوضية "صعبة ومعقدة"، إذ تحقق تقدم "بين طفيف وملحوظ" في عدد من القضايا الرئيسية، لا سيما المحتجزين، والمساعدات، والانسحاب العسكري الإسرائيلي من القطاع المدمر. وقال مصدر مطلع لـ"الشرق"، إنه تم إنجاز بند تبادل المحتجزين والأسرى بإطلاق سراح 10 محتجزين إسرائيليين أحياء على دفعتين وعدد من الجثث، مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين على أن يجري التفاهم حول العدد النهائي والأسماء بما يشمل أسرى من أصحاب المؤبدات والمحكوميات العالية. حاجة لضغط أميركي وأكد المصدر أنه يمكن القول إنه "حصل تقدم لافت" في مسألة آليات المساعدات، إذ بعد تدخل أميركي تم التفاهم "مبدئياً" على السماح بإدخال المساعدات أيضاً عبر منظمات دولية والأمم المتحدة والأونروا وبكميات كافية، وليس فقط عبر مؤسسة غزة الانسانية" المدعومة إسرائيلياً وأميركياً. ونوه إلى أن هذا التقدم في عدد من القضايا "تم بعد لقاء عقده مسؤولون قطريون مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن". وأقر مسؤل فلسطيني مطلع على المفاوضات في تصريح لـ"الشرق"، بأن المفاوضات "شاقة وصعبة ومعقدة وتحتاج لضغط أميركي ودولي كبير لحصول اتفاق حقيقي لوقف الحرب". المساعدات.. والسيطرة على رفح لكن القيادي في حماس باسم نعيم قال لـ"الشرق"، إن الوفد الإسرائيلي "لا يزال يصر على الحفاظ على آلية المساعدات القائمة التي تعني مصائد الموت لشعبنا، ولا ضمانات لإنهاء الحرب". وأضاف "لا يمكن القبول بتأبيد الاحتلال لأرضنا وتسليم شعبنا لمناطق سيطرة معزولة تحت سيطرة جيش الاحتلال على غرار معسكرات الاعتقال النازية"، وتابع إن "هذا ما يعرضه الاحتلال حتى اللحظة في جولة المفاوضات الراهنة" المتواصلة في الدوحة. وأوضح نعيم أن الوفد الإسرائيلي المفاوض "ما زال يصر على إبقاء سيطرته على رفح وخاصة محور ما يسمى بموراج، إضافة لتعزيز سيطرته العسكرية على طول حدود القطاع بناءً على الواقع القائم حالياً أي في المناطق التي أُعيد احتلالها بعد 2 مارس 2025"، أي بعد انهيار الهدنة الهشة التي استمرت لشهرين بين الطرفين. وقال نعيم إن حماس "تحرص منذ اليوم الأول لانطلاق جولة المفاوضات الحالية في الدوحة، بالوصول إلى اتفاق وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب والعدوان في أقرب فرصة ممكنة، وذلك حرصاً على شعبنا ومستقبله في القطاع". وأضاف نعيم وهو عضو بالمكتب السياسي في حماس على أن "ما فشل فيه (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو على مدار 22 شهر في الحرب والمجاعة لن يأخذه على طاولة المفاوضات". وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد قال الأربعاء، إن حكومته "جادة في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة"، واصفاً ذلك بأنه "هدف يمكن تحقيقه"، فيما تتواصل المفاوضات في الدوحة. وأضاف ساعر، خلال تصريح أدلى به من العاصمة السلوفاكية براتيسلافا، أنه "في حال التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، فإن إسرائيل ستباشر مفاوضات مباشرة تهدف إلى تثبيت وقف دائم لإطلاق النار"، في إطار جهود التهدئة التي تتواصل وسط ضغط دولي متزايد لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. حماس توافق على إطلاق 10 محتجزين وأعلنت حركة "حماس" الأربعاء، الموافقة على إطلاق سراح 10 محتجزين وذلك في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرةً في الوقت نفسه، أن مسألة تدفق المساعدات، والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، وتوفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار "نقاط جوهرية" لا تزال قيد التفاوض. وأكدت الحركة في بيان صحافي، أن قيادتها تواصل "جهودها المكثفة والمسؤولة لإنجاح جولة المفاوضات الجارية، سعياً للتوصل إلى اتفاق شامل يُنهي العدوان على شعبنا، ويُؤمن دخول المساعدات الإنسانية بشكل حر وآمن، ويخفف المعاناة المتفاقمة في قطاع غزة". وأشارت إلى أن "النقاط الجوهرية" لا تزال قيد التفاوض، وفي مقدمتها "تدفق المساعدات"، و"انسحاب الاحتلال من أراضي القطاع"، و"توفير ضمانات حقيقية لوقف دائم لإطلاق النار". مباحثات في واشنطن وأفاد موقع "أكسيوس"، نقلاً عن مصدرين مطلعين، بأن مسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر عقدوا مباحثات سرية في البيت الأبيض، الثلاثاء، لبحث "العقبة" الأساسية المتبقية أمام إبرام اتفاق طال انتظاره في غزة. وبينما قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، الثلاثاء، إن 3 من بين 4 نقاط خلاف جرى حلها خلال الأيام الماضية، أشار المصدران، إلى أن النقطة العالقة تتعلق بالخطوط التي تنسحب إليها قوات الجيش الإسرائيلي خلال الهدنة التي تمتد لـ60 يوماً. وشهد الاجتماع السري توتراً بشأن هذه المسألة، لكنه أسفر عن "تقدم ملموس" في هذا الملف، بحسب المصدرين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store