logo
السينما المغربية: حضور متكرر… وإنجاز غائب

السينما المغربية: حضور متكرر… وإنجاز غائب

القدس العربي منذ 17 ساعات

الرباط ـ «القدس العربي»: من جديد، خرجت السينما المغربية خاوية الوفاض من مهرجان «كان» السينمائي، دون أن يحظى أي فيلم أو ممثل بأي تتويج، ضمن جوائز المسابقة الرسمية، ما يطرح علامات استفهام كثيرة حول أسباب غياب الأفلام المغربية عن دائرة التتويج في المهرجانات العالمية الكبرى.
ولم يسبق لأي فيلم مغربي أن تمكن من دخول المسابقة الرسمية لمهرجان «كان»، إذ غالبا ما اقتصرت المشاركات على مسابقات جانبية كـ»نظرة ما»، مثل فيلم «الجرح» للمخرجة سلوى الكنوني، بالإضافة إلى فيلم «الجميع يحب تودا» للمخرج نبيل عيوش، الذي أعلن فوزه بجائزتين ضمن «جوائز النقاد للأفلام العربية 2025»، التي أعلنت نتائجها على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائي.
ورغم تعدد المحاولات والمشاركات في مهرجانات عربية وأوروبية، فإن هذه المشاركات، وإن كانت مهمة من حيث الحضور، لم ترقَ إلى المستوى الذي يضمن للسينما المغربية تألقا عالميا حقيقيا ومستمرا.
ويعكس هذا الوضع، حسب النقاد، ضعفا هيكليا في الصناعة السينمائية المغربية التي لم ترسخ بعد أسسها بشكل قوي، على غرار ما حققته دول عربية مثل مصر. كما يُعزى هذا التراجع أيضا إلى خيارات فنية وموضوعاتية، لا ترتكز بالضرورة على قضايا محلية عميقة، بل تميل في بعض الأحيان إلى ما يُرضي المُنتجين الأجانب منهم على الخصوص، ما يُفقد الأفلام روحها الأصيلة وخصوصيتها الثقافية.
وأفاد الناقد الفني والسينمائي مصطفى الطالب، بأن السينما المغربية تخرج مرة أخرى دون جائزة، رغم مشاركتها بفيلم مغربي «الجرح» لسلوى الكنوني في مسابقة «نظرة ما»، لافتا إلى أن جل الأفلام المغربية المشاركة في مهرجان «كان» تشارك فقط في هذه الخانة من المسابقة ولا تشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، ما يطرح أكثر من سؤال حول عدم وصولها وتألقها في مثل هذه المهرجانات العالمية.
وأشار إلى أن الفيلم المغربي «الجرح» هو من إنتاج متعدد الجنسيات، ويعزف على الوتر نفسه الذي تعزف عليها بعض الأفلام المغربية، والمتعلق بالضرب في ثقافة المجتمع المغربي وقيمه. الأمر الذي لا يؤدي إلى تألق السينما المغربية عالميا بقدر ما يخدم أصحابها والمنتج العالمي.
وأبرز الطالب متحدثا لـ»القدس العربي»، أنه لم يسبق لأي فيلم مغربي أن تمكّن من الوصول إلى جوائز الأوسكار أو الدخول في المسابقة الرسمية لـ»كان». وتابع: «صحيح أن العديد من الأفلام المغربية تألقت في مهرجانات عربية وأخرى أوروبية، لكن ليست بالشكل المطلوب الذي يضمن لها عالميتها وجودتها».
ويرى الناقد السينمائي، أن الأمر دليل على أن السينما المغربية، التي ما زالت لم تحقق صناعتها الوطنية مثل مصر، «تحتاج إلى الرفع من مستواها الفني وكذلك معالجة مواضيع ذات عمق، وبعد وطني أكثر من مواضيع ترضي الآخر، أو المنتج الأجنبي، وهذا ما نراه في الأفلام الأخرى التي تحترم نفسها وتحترم جمهورها. ذلك أن المواضيع المحلية الإنسانية هي التي تعطي للإبداع السينمائي بعده العالمي».
وأشار مصطفى الطالب إلى أن الكل يتفق على دعم السينما المغربية والدفع بها عالميا، خاصة أن المغرب يستقطب إنتاجات سينمائية عالمية، لكن ذلك يجب أن يترجم على أرض الواقع بالوقوف على الخلل، والدفع بكل الطاقات السينمائية التي لها مشروع سينمائي وطني ينهل من الواقع والثقافة المغربية، عوض احتكار المشهد السينمائي من طرف البعض، الذي يحقق نجاحه على حساب الأغلبية. وأكد: «إذا كنا نؤمن اليوم بالدبلوماسية الثقافية والسينمائية، فيجب أن نعمل لكي تكون السينما الخاصة بنا في مستوى هذا الطموح».
وفي تتويج وصفته الصحف المغربية بـ»الإنجاز اللافت»، حصد الفيلم القصير «L'mina» لمخرجته راندا معروفي جائزة Leitz Cine Discovery لأفضل فيلم قصير، ضمن فعاليات الدورة الرابعة والستين لأسبوع النقاد (La Semaine de la Critique) الموازي لمهرجان كان السينمائي لعام 2025، حيث يعد هذا التتويج الأول من نوعه لفيلم مغربي في تاريخ أسبوع النقاد.
وتم تصنيف الفيلم كعمل تجريبي- وثائقي مدته 26 دقيقة، وشكّل منصة للتعبير عن مواقف إنسانية وسياسية. فعقب عرضه، وأثناء صعود فريق العمل إلى المنصة، عبّر الفريق عن تضامنه مع القضية الفلسطينية بشكل لافت، حيث تناولت المخرجة راندا معروفي القضية في كلمتها، بينما رفع الفنان أمين مقلش العلم الفلسطيني في قلب فرنسا. ولم يقتصر هذا الموقف على الكلمات أو الرموز، بل تجسّد أيضا في الأزياء، إذ ارتدى أعضاء الفريق الكوفية الفلسطينية، وسترات تحمل عبارات مثل «سنبقى» و»راجعين يا هوى».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

السينما المغربية: حضور متكرر… وإنجاز غائب
السينما المغربية: حضور متكرر… وإنجاز غائب

القدس العربي

timeمنذ 17 ساعات

  • القدس العربي

السينما المغربية: حضور متكرر… وإنجاز غائب

الرباط ـ «القدس العربي»: من جديد، خرجت السينما المغربية خاوية الوفاض من مهرجان «كان» السينمائي، دون أن يحظى أي فيلم أو ممثل بأي تتويج، ضمن جوائز المسابقة الرسمية، ما يطرح علامات استفهام كثيرة حول أسباب غياب الأفلام المغربية عن دائرة التتويج في المهرجانات العالمية الكبرى. ولم يسبق لأي فيلم مغربي أن تمكن من دخول المسابقة الرسمية لمهرجان «كان»، إذ غالبا ما اقتصرت المشاركات على مسابقات جانبية كـ»نظرة ما»، مثل فيلم «الجرح» للمخرجة سلوى الكنوني، بالإضافة إلى فيلم «الجميع يحب تودا» للمخرج نبيل عيوش، الذي أعلن فوزه بجائزتين ضمن «جوائز النقاد للأفلام العربية 2025»، التي أعلنت نتائجها على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائي. ورغم تعدد المحاولات والمشاركات في مهرجانات عربية وأوروبية، فإن هذه المشاركات، وإن كانت مهمة من حيث الحضور، لم ترقَ إلى المستوى الذي يضمن للسينما المغربية تألقا عالميا حقيقيا ومستمرا. ويعكس هذا الوضع، حسب النقاد، ضعفا هيكليا في الصناعة السينمائية المغربية التي لم ترسخ بعد أسسها بشكل قوي، على غرار ما حققته دول عربية مثل مصر. كما يُعزى هذا التراجع أيضا إلى خيارات فنية وموضوعاتية، لا ترتكز بالضرورة على قضايا محلية عميقة، بل تميل في بعض الأحيان إلى ما يُرضي المُنتجين الأجانب منهم على الخصوص، ما يُفقد الأفلام روحها الأصيلة وخصوصيتها الثقافية. وأفاد الناقد الفني والسينمائي مصطفى الطالب، بأن السينما المغربية تخرج مرة أخرى دون جائزة، رغم مشاركتها بفيلم مغربي «الجرح» لسلوى الكنوني في مسابقة «نظرة ما»، لافتا إلى أن جل الأفلام المغربية المشاركة في مهرجان «كان» تشارك فقط في هذه الخانة من المسابقة ولا تشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، ما يطرح أكثر من سؤال حول عدم وصولها وتألقها في مثل هذه المهرجانات العالمية. وأشار إلى أن الفيلم المغربي «الجرح» هو من إنتاج متعدد الجنسيات، ويعزف على الوتر نفسه الذي تعزف عليها بعض الأفلام المغربية، والمتعلق بالضرب في ثقافة المجتمع المغربي وقيمه. الأمر الذي لا يؤدي إلى تألق السينما المغربية عالميا بقدر ما يخدم أصحابها والمنتج العالمي. وأبرز الطالب متحدثا لـ»القدس العربي»، أنه لم يسبق لأي فيلم مغربي أن تمكّن من الوصول إلى جوائز الأوسكار أو الدخول في المسابقة الرسمية لـ»كان». وتابع: «صحيح أن العديد من الأفلام المغربية تألقت في مهرجانات عربية وأخرى أوروبية، لكن ليست بالشكل المطلوب الذي يضمن لها عالميتها وجودتها». ويرى الناقد السينمائي، أن الأمر دليل على أن السينما المغربية، التي ما زالت لم تحقق صناعتها الوطنية مثل مصر، «تحتاج إلى الرفع من مستواها الفني وكذلك معالجة مواضيع ذات عمق، وبعد وطني أكثر من مواضيع ترضي الآخر، أو المنتج الأجنبي، وهذا ما نراه في الأفلام الأخرى التي تحترم نفسها وتحترم جمهورها. ذلك أن المواضيع المحلية الإنسانية هي التي تعطي للإبداع السينمائي بعده العالمي». وأشار مصطفى الطالب إلى أن الكل يتفق على دعم السينما المغربية والدفع بها عالميا، خاصة أن المغرب يستقطب إنتاجات سينمائية عالمية، لكن ذلك يجب أن يترجم على أرض الواقع بالوقوف على الخلل، والدفع بكل الطاقات السينمائية التي لها مشروع سينمائي وطني ينهل من الواقع والثقافة المغربية، عوض احتكار المشهد السينمائي من طرف البعض، الذي يحقق نجاحه على حساب الأغلبية. وأكد: «إذا كنا نؤمن اليوم بالدبلوماسية الثقافية والسينمائية، فيجب أن نعمل لكي تكون السينما الخاصة بنا في مستوى هذا الطموح». وفي تتويج وصفته الصحف المغربية بـ»الإنجاز اللافت»، حصد الفيلم القصير «L'mina» لمخرجته راندا معروفي جائزة Leitz Cine Discovery لأفضل فيلم قصير، ضمن فعاليات الدورة الرابعة والستين لأسبوع النقاد (La Semaine de la Critique) الموازي لمهرجان كان السينمائي لعام 2025، حيث يعد هذا التتويج الأول من نوعه لفيلم مغربي في تاريخ أسبوع النقاد. وتم تصنيف الفيلم كعمل تجريبي- وثائقي مدته 26 دقيقة، وشكّل منصة للتعبير عن مواقف إنسانية وسياسية. فعقب عرضه، وأثناء صعود فريق العمل إلى المنصة، عبّر الفريق عن تضامنه مع القضية الفلسطينية بشكل لافت، حيث تناولت المخرجة راندا معروفي القضية في كلمتها، بينما رفع الفنان أمين مقلش العلم الفلسطيني في قلب فرنسا. ولم يقتصر هذا الموقف على الكلمات أو الرموز، بل تجسّد أيضا في الأزياء، إذ ارتدى أعضاء الفريق الكوفية الفلسطينية، وسترات تحمل عبارات مثل «سنبقى» و»راجعين يا هوى».

وفاة لالو شيفرين مؤلف موسيقى فيلم مهمة مستحيلة عن 93 عاما
وفاة لالو شيفرين مؤلف موسيقى فيلم مهمة مستحيلة عن 93 عاما

القدس العربي

timeمنذ 2 أيام

  • القدس العربي

وفاة لالو شيفرين مؤلف موسيقى فيلم مهمة مستحيلة عن 93 عاما

نيويورك: ذكرت وسائل إعلام أن الموسيقار الأرجنتيني لالو شيفرين، مؤلف موسيقى فيلم (ميشن إمبوسيبول) 'مهمة مستحيلة' التي لا تنسى ومقطوعات موسيقية لعشرات من أفلام هوليوود وبرامج التلفزيون، توفي عن عمر ناهز 93 عاما. وقالت صحيفة ذا هوليوود ريبورتر إن نجله وليام أكد وفاته. وُلد شيفرين في بوينس أيرس، وأحب موسيقى الجاز الأمريكية في ريعان شبابه. كما كان عازف بيانو وقائد فرقة موسيقية. نال شيفرين ستة ترشيحات لجوائز الأوسكار عن مقطوعات موسيقية لأفلام مثل (كول هاند لوك) الذي عُرض عام 1967، وفيلم (أميتيفيل هورور) 'رعب أميتيفيل' لعام 1979. وفاز بأربع جوائز غرامي، إحداها عن موسيقى فيلم مهمة مستحيلة الشهيرة. وكانت هذه الموسيقى مخصصة في البداية للدراما التلفزيونية الجاسوسية التي عرضتها شبكة سي.بي.إس لأول مرة في عام 1966 والتي تحولت إلى سلسلة الأفلام الرائجة التي لا تزال تعرض حتى اليوم. وحصل شيفرين على جائزة الأوسكار الفخرية عن مجمل أعماله عام 2018. (رويترز)

عائلات مثلنا: بينما يستعد سكّان الدنمارك لمغادرة منازلهم
عائلات مثلنا: بينما يستعد سكّان الدنمارك لمغادرة منازلهم

العربي الجديد

time٢٠-٠٦-٢٠٢٥

  • العربي الجديد

عائلات مثلنا: بينما يستعد سكّان الدنمارك لمغادرة منازلهم

بعد مروره في مهرجاني "البندقية" و"تورنتو"، اختار صنّاع المسلسل الدنماركي "عائلات مثلنا" (Families like ours) عرضه على منصّات بثّ مختلفة (حالياً على " نتفليكس "). ورغم أن القصّة تدور حول تهديد فيضان في الدنمارك يتسبّب في إخلاء جميع سكانها (واختفائها دولةً)، إلا أنها بعيدة كل البعد عن الصور النمطية لسرديات الكوارث، وتطرح نظرة على الفرد وعلاقته بالمجتمع، وهو ما رأيناه في أعمال أخرى للمخرج توماس فينتربيرغ مثل "الصيد" (2012) و"جولة أخرى" (2020)، الذي نال عنه جائزة الأوسكار لأفضل فيلم دولي. وكما هو معتاد في أفلامه، ينتمي أبطال المسلسل إلى الطبقة المتوسطة العليا، ما يسمح في هذا السياق بالشعور بفداحة فقدانهم امتيازاتهم. في مستقبلٍ غير بعيد، تواجه الدنمارك إخلاءً كاملاً بسبب ارتفاع منسوب المياه. وبينما يستعد السكّان لمغادرة منازلهم، يتعيّن على البطلة، طالبة المدرسة الثانوية، الاختيار بين والديها المطلّقين والشابّ الذي وقعت في حبّه. تبدأ الأحداث في منتصف الصيف الدنماركي، إذ تستمر الحياة كالمعتاد. ولكن كصاعقة من السماء، يتمزّق كل شيء. فجأةً، فقدت جميع الممتلكات قيمتها، وتُركت المنازل والمؤسّسات وحيدةً، بينما اضطرت العائلات والأصدقاء والأحبّاء إلى النزوح. مَن يملكون المال يسافرون إلى دول غنية، بينما يعتمد الأقل حظّاً على دعم الدولة، ويضّطرون إلى الانتقال أينما وُجد مُتسع. الفوضى والانقسام والعجز تطرق الأبواب. قبل أيام قليلة من بدء عملية الإخلاء، يتلقّى جاكوب (نيكولاي لي كاس)، المهندس المعماري الناجح، إشعاراً من صهره الدبلوماسي نيكولاي (إسبن سميد)، يسمح له ببيع منزله خلال أيام، نظراً إلى الانهيار الوشيك للنظام المصرفي. رغم كلّ شيء، العملية متحضّرة كما هو متوقّع من دولة إسكندنافية تواجه تهديداً غير مرئي، لا يُلاحَظ إلا في الحلقات الأولى عبر بركٍ كبيرة من الماء على الأرض في الأيام المشمسة. لا يواجه الدنماركيون وضعاً جديداً وهم لاجئون في بلدان أخرى فحسب، بل يواجهون أيضاً فقدان جنسيتهم وهويتهم. جاكوب مُطلّق من فاني (بابريكا ستين)، الصحافية التي أنجب منها ابنته لورا (أماريليس أوغست)، ويعيش حياة سعيدة مع زوجته الثانية أمالي (هيلين رينغارد نيومان). لكن في الحلقة الثانية، "فصل الغث عن السمين"، تُقرّ لوائح التأشيرة الجديدة، بأن فاني لا تملك الموارد المالية والاستقرار الوظيفي اللازمين للانتقال إلى دول مثل فرنسا أو إنكلترا، وتُخصّص لها شقة مشتركة في رومانيا (كان الخيار الأول في السيناريو هو أوكرانيا، لكن استُبعدت لأسبابٍ واضحة). قبل سنوات، أبدى توماس فينتربيرغ رفضه لسياسات الهجرة التي بدأت تتبنّاها الدنمارك، لذا يعكس "عائلات مثلنا" أيضاً شيئاً من انعدام التضامن الذي تشهده بعض الدول الأوروبية عند اضطرارها إلى استقبال لاجئين دنماركيين. وكما رأينا في المسلسل البريطاني "الطريق" (2024)، يُشرّد أفراد عائلة عادية، من الطبقة العاملة هذه المرّة، ويضّطرون إلى التضحية بحياتهم. يُواجه نيكولاي وزوجه هنريك (ماغنوس ميلانج) درجة العنف التي قد تُسبّبها مواقف متطرّفة، خاصةً عندما يُفكّران في إمكانية مساعدة شقيقه بيتر (ديفيد دينسيك)، الذي لطالما عادى مثلية شقيقه الأصغر. في هذه الأثناء، تناقش لورا ما إذا كانت ستُرافق والدها إلى فرنسا أم ستبقى مع والدتها في رومانيا. يُقدّم المسلسل بوصفه دراما عائلية تُشبه إلى حدّ كبير أفلام الهجرة الأوروبية الكبرى مثل "بروكلين" (2015، جون كراولي) أو الفيلم السويدي الكلاسيكي "المهاجرون" (1971، يان ترويل). في الواقع، يقيم المخرج في الحلقة الأخيرة مقارنةً مع تحرير الدنمارك عام 1945 بعد خمس سنوات من الاحتلال النازي، وهي لحظة شهدت هجرة جماعية للدنماركيين. من الحلقة الرابعة، "وداعاً الدنمارك"، تتولّى لورا وصديقها إلياس (ألبرت رودبيك ليندهارت) دوراً أكبر، إذ يمثّلان الأمل في مستقبلٍ يعتمد على الشباب، لكن قصّتهما تنتهي بالوقوع في كليشيهات مبتذلة وتفشل الوافدة الجديدة أماريليس أوغست، ابنة المخرج بيل أوغست، في نقل التحوّل الذي تمرّ به شخصيتها. ومع ذلك، فـ"عائلات مثلنا" دراما مكثفة ومؤثرة للغاية في بعض الأحيان، تثير تأمّلات ذات صلة بمجتمعٍ لا يبدو مستعداً للأزمات الكبرى. لا إشارات إلى جائحة كوفيد-19، رغم أن القصّة بدأت تتشكّل قبل بضع سنوات (كان هناك بعضها في السيناريو ولكن أُزيلت في النهاية). ورغم أن شوارع كوبنهاغن الفارغة في بداية الحلقة الخامسة تذكّرنا على الفور بالإغلاق الصحي. السيناريو (اشترك المخرج في كتابته مع الشاعر والسيناريست بو هانسن، الذي كتب معه باكورته الإخراجية "أعظم الأبطال"، 1996)، يحمل بعض الحبكات المتوازية التي تبدو معزولة نسبياً، مثل قصّة لوكاس (ماكس كايسن هويروب)، المراهق المتمرّد الذي اختارته، قبل الإخلاء القسري، أكاديمية نادي ليفربول لكرة القدم، ولكن عندما تستدعيه الحكومة الدنماركية، يجب على والدته كريستل (أستا كاما أوغست) الاختيار بين السماح لابنها بالذهاب بمفرده إلى إنكلترا، أو اصطحابه إلى بولندا، حيث خُصّص منزل له. يبدو أن لوكاس يتمتّع بقدرات نفسية معيّنة، لكن هذه الحبكة الفرعية لا تتطوَّر كفايةً. الواضح هنا استمرار بعض الثوابت المشتركة في فيلموغرافيا المخرج: الحفلات، مثل الاحتفال بالعام الجديد، أو الروحانية، وكلاهما يعملان لتعزيز للشعور بالمجتمع، خاصّة في الحلقات الأخيرة. زوجة المخرج، هيلين رينغارد نيومان، التي تؤدّي دور إحدى الشخصيات الرئيسية، هي أيضاً كاهنة في الكنيسة اللوثرية. سينما ودراما التحديثات الحية 4 مشاريع أفلام ضمن قائمة "قافلة بين سينمائيات" من بينها فلسطين ورغم أن المسلسل يتناول كارثة ناجمة عن تغيّر المناخ (عانت الدنمارك من فيضانات عديدة في السنوات الأخيرة)، إلا أن لهجة العمل تبعث على الأمل بشأن قدرة البشر على الصمود والتكيّف مع التغيّرات، بما يتجاوز قرارات الحكومات. فرغم وداع الوطن، لا تزال الأرض تدور. في أماكن كثيرة، ينمو الحبّ أيضاً، ويتصالح الناس، ويبقى أملُ لمّ الشمل حيّاً. دراما عائلية حميمة عن وداع البيت/الوطن وكلّ ما نعرفه، وعن إرادة إنسانية لا تلين للبقاء والأمل والحبّ.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store