
المومني ينعى نقيب الصحفيين الأسبق الزميل سيف الشريف
اضافة اعلان
واستذكر المومني مناقب الفقيد وإسهاماته في الصحافة الأردنية وما قدمه من جهود نقابية وإعلامية على مدى سنوات في المشهد الإعلامي الأردني.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ ساعة واحدة
- عمون
أحمد سلامة في تقديم كتاب الروابدة: حكايته .. هويتنا
عمون - قدم الكاتب الصحفي أحمد سلامة كلمة مؤثرة خلال حفل إشهار كتاب "شذرات من تاريخ الأردن" لدولة عبدالرؤوف الروابدة، بتنظيم من مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، في جامعة العلوم التطبيقية، مساء الاثنين 7 تموز 2025. وسلط الكاتب سلامة في كلمته الضوء على الجوانب الوطنية والفكرية لشخصية الروابدة، ودلالات عنوان الكتاب ومحتواه الذي يتناول محطات مختارة من تاريخ الأردن بأسلوب توثيقي وتحليلي. وتاليا نص كلمة الأستاذ أحمد سلامة في تقديم كتاب دولة عبر الرؤوف الروابدة "شذرات من تاريخ الأردن": بسم الله الرحمن الرحيم.. باستذكار السبع المثاني نبدأ، والدعاء للملك الحامي عبدالله الثاني.. سيادة الشريف شاكر .. أيتها السيدات والسادة .. الحضور البهيّ .. عبدالرؤوف: حكايته.. هويتنا .. نلتقي اليوم على شذرة جديدة من شذرات الرجل الذي حكايته هويتنا؛ أو بعض هويتنا. ويحلو لي أن أمرّ على الكتاب الذي جمعنا من أجله دولة عبدالرؤوف الروابدة هذا المساء "شذرات من تاريخ الأردن"، ولأنني لن أتحدث عن مضمون الكتاب كثيرا هذا المساء وسأقتصر في هذه المداخلة الإضاءة على بعضِ من "نورانية" المؤلف. فالكتاب، أي كتاب، وجهة نظر تتحاتت فيه رؤية الكاتب مع شغف القارئ، ومع ذلك سأكتفي القول في الكتاب إن تخير المؤلف لكلمة "شذرات" فيها توفيق من عند الله وبعض من إلهامه. فاللغة العربية عرّفت "الشذر" على أنه القطع الصغيرة من الذهب أو الأحجار الكريمة القيّمة. ويقال شذرة من ذهب أي قطعة نفيسة صغيرة، وتُجمع كما فعل المؤلف في عنوانه "شذرات". ثمة دلالة معنوية مكتسبة وفقا لعنوان كتاب دولته، بما أن الكلمة ترتبط بالأصل بما هو ثمين كالذهب، فقد استخدمها في مطلع عنوانه قاصدا للتعبير عن الأفكار القيمة المنتقاة والمعرفة المختارة بعناية، أي أن الكتاب يحمل في طياته إيحاء بالندرة والقيمة. وحين قرر دولة أبو عصام إضافة "من تاريخ الأردن" لـ "شذراته"، فكأنما دولته يستأذن القارئ بأنه لا يقدم سردا تاريخيا شاملا، بل يلمح لأحداث مختارة بعناية تمثل جواهر التاريخ في هذا الوطن أو التأشير على بعض لحظاته الفارقة. وفي ظني أن العنوان لأي كتاب هو إما بعض من روح الكاتب، وإما أنه دلالة أرادها على ما في الكتاب. فالإيجاز في الكتاب والاختيار المقصود وما يتضمنه من إثارة فكرية دون الحاجة إلى إسهاب هو الذي أملى على ضيفنا الذي نحتفل به هذا المساء انتقاء عنوانه "شذرات من تاريخ الأردن". وذلك اجتهاد عندي في عنوانه. وكتاب أبو عصام الذي جمعنا هذا اليوم هو هديته التي تدل عليه وتشبهه، وقع في 16 فصلا ويمكن وصفه بأنه نصيحة لكل من يتحدث أو يريد تناول أمر الهوية من الشباب الذين قد تأخذهم حالة التسرع أو الاندفاع إلى مناخات الانفعال. الكتاب نصحٌ لهم ولنا أن كل من مرّوا من هنا لآلاف من السنين مضت وفاتوها لهذه الأرض قد بقيت هي، لكن الفعل والرسالة هو ما تبقى من بقاياهم. والجغرافيا ليست هي الابتداء ولو كانت كذلك لما عاد سيد هذه الأمة من مكانه الأول مكّة بعد فتحها إلى مدينته المنورة به، ليقول لنا: إن الرسالة هي الأولى والأوْلى، وأن الجغرافيا قيمتها إن حملت رسالة، فأحسنوا القول عن الهوية إن أحسنتم قراءة كتاب عبدالرؤوف "شذرات من تاريخ الأردن" كما أحسن عبدالرؤوف كتابته. أيتها السيدات والسادة.. الحضور البهي: شكرا لمركز التوثيق الملكي المنير، وبتوجيه هاشمي موقّر، وبإبداع من المهند مبيضين، رفيق رحلة ضاقت بنا على نواصيها مرّات عدة وأفرجت، وللجامعة التي بالتكريم لهذا الجمع الطيب جمعتنا في محرابها.. وإلى أستاذي الجليل، الذي تلقيت على ما فاض من روحه أشرف العلوم (علم التاريخ) في مرحلتين من حياتي الجامعية (البكالوريوس، والدراسات العليا) علي محافظة، شيخ الطيب والتاريخ والبساطة والعمق الحميم، لكم جميعا الشكر والامتنان. ولمن أخرتُ ذكرَه لأستئذنكم بالإنابة عنكم أجمعين، القول له: شكرا لأنك جمعتنا هذا المساء، كما دوما كنتَ فاعلا؛ تجمع ولا تفرق يا "أبو عصام". وأشهد فيك أنك العبد لربك، رؤوفاً كنت بنا في كل صعودك لتقبض على الشمس وتمسك بخيوطها فتحول دون غيابها عن عيون وطن.. فلا أنت غبت عن عطائه لحظة، ولا أذنت للشمس أن تفلت من محرابه. أيها الأحبة: نلاقي عبدالرؤوف الروابدة هذا المساء مع جديد له من أبحاثه المدهشة بتقديم كتابه الجديد "شذرات من تاريخ الأردن" الصادر بعناية ملفتة تعكس الحب العارم من مركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي، وتؤكد مهنية المركز واهتمامه اللامحدود بإصراره على إحياء العلوم النافعة لرسالة هذا الوطن الأردني اليعربي النبيل. نقول في الباحث والبحث ما يستحقانه منا. وقلت: نلاقي "عبدالرؤوف" هكذا دون إضافة أي لقب أو وصف لاسمه، ذلك يقين عندي استتب، أن هذا الوطني المثابر والمجدّ لا يحتاج إلى أي لقب أو صفة. فاسمه وطلته علينا تشهر الحالة الصحية والعافية لوطن بأكمله. ثمة رجال، حين يحضرون يهبون أوطانهم وناسهم الونسة والسكينة.. و"أبو عصام" شيخ هذه الطريقة في بلادنا. وأستميحكم الإذن بأن مداخلتي هذا المساء ستضيئ في معظمها إضاءات عن الباحث الوطني "أبو عصام"، لأن الكتاب الذي هو رسالة وطنية سيقرؤها كل منا من زاوية رؤياه هو. أبدأ: ذات ضحى بغدادي عبّاسي، اقترب المؤدب جعفر البرمكي من ولي العهد "هارون"، وهو يؤدبه ويفتح آفاق المعرفة لديه. وهمس: إعلم أيها الأمير أن ثلاثة تدل دوما على صاحبها: الهدية، والرسول، والكتاب. ولقد منحني شيخنا "أبو عصام"، أطال الله في عمره، اثنتين قبل هذا اليوم، دلّت عليه، وأكملَ الثالثة بتشريفي حين اختارني للقول – وأرجو الله أن يكون أحسنه – عنه وفي كتابه هذا اليوم. أما الهدية، فلقد أهداني "أبو عصام" يوم السابع من حزيران عام 1989 قلما ذا قيمة لمناسبة أن سيد الرجال الحسين قد منحني شرعية لقب "الكاتب الناطق باسمه". وقال لي "أبو عصام" يومها جملةً وحكمةً دهرية: لقد فتح الحسين الباب اليوم لجيل أردني من الشباب الصحفيين للتعبير عن الحياة الأردنية الجديدة، وتستسحق أنت هذا التكريم لتكون في طليعتهم. وأما الرسول، فلقد كان أجمل الشبان في حديقة قلب "أبو عصام"، الذي أرجع الماء إلى النهر، بين الشيخ وبين المريد الذي هو أنا. كان رسول المحبة وإنهاضها من جديد؛ هو ذلك النضر، الجميل المحيّا الطاهر قبله، التليد في نسبه، الأخ الغالي الدكتور رائد العدوان. وأما الكتاب، وهو وصية جعفر البرمكي الثالثة لهارون، فها هو اليوم بين أيدينا، لندرك حواف الوطنية الصادقة المخلصة في كل حرف من حروفه، ويجّلي معاني الهوية، ويخلصها من كل أدران الانفعال والاختطاف. أيها المحترمون الأفاضل: عاشرت روحَه منذ قرابة النصف قرن، حين رأيته أول مرة وأثنى على مقالة لي كنت كتبتها في "الرأي" عن حادث انفجار في "أم البساتين" أودى بضحايا كثر بسبب إهمال إداري. لمحت يقظته ونباهة جلسته في مكتب الأستاذ الأول في المهنة، جمعة حمّاد رحمه الله، في صحيفة الرأي. كان هو والمرحوم الأستاذ طاهر حكمت، والمرحوم العم حسن التل، كلهم في مكتب الأستاذ جمعة حمّاد، حين دلفت إليه لأمرٍ مهني بطلب منه، ولم أكن قد رأيت "أبو عصام" قبل ذلك اللقاء. وأنا أحاور الأستاذ وأتلقى أمره في مسألة صحفية، عرف "أبو عصام" أنني أحمد سلامة، من كتب مقالة بعنوان "أم الشهداء أنت يا أم البساتين". وتلك المقالة كانت لسعة موجعة لما فعله السادات من إثم في كامب ديفيد وربطته بحادثة أم البساتين. يومها علمت أنه قارئ لا يدانيه أحد في مثابرته على الكتاب. وقال لي "أبو عصام" بعفويته التي تخترق القلوب ومباشرة: ظلّك أكتب هيك يا أحمد.. حلو مقالك.. فيه عروبة وفيه وطنية. من تلك الحافة قبل قرابة النصف قرن، أحاول مخلصا وصادقا ومحبا حتى الدعاء أن يحفظه الله لنا؛ أحاول أن أنتقي شذرات لبعض بعض إشراقاته هذا المساء مما يستحقه فينا من قول صادق وشهادة للتاريخ. ولو أن المتاح لي في هذا الوقت المحدد القول عن كل كله لاحتجت لوضع كتاب كامل. أولاً: عبدالرؤوف الوحدوي ليس أسلس وليس أعذب من عروبة "أبو عصام" وهو الأعمق في كل أبناء جيله في خلق ذلك التوازن بين الأردنية المشدودة بحبل سري لعروبتها، والعروبة هنا بمعناها الهاشمي على معنى الحصر. كان "أبو عصام" هو الأجرأ على الإلحاح بالفضح والملاحقة بالنقد المرّ للكيانية الفلسطينية الجائرة. وإن ما قاله عبدالرؤوف الروابدة على مدار مجاهداته ومداخلاته في نقض الكيانية الفلسطينية الجغرافية التي حملت صورة من الإلحاح على الإنفصال من بعض الاتجاهات، وتمسكه بالإعلاء من شأن الوطنية المنبثقة من الرسالة وليس الاعتماد فقط على طغيان الجغرافيا وغطرستها على الجانبين، الشرقي والغربي، ظل نبراسا للوحدويين في بلادنا وتطلعا دائما لأحلامهم بالوحدة. ونحن أحوج ما نكون عليه هذه الأيام، أن يؤخذ برؤية أبو عصام "الوطنية الرسالية الوحدوية" كأداة تعبير عن الهوية، كي يتجنب دعاة الوطنية المغرقة في التغريب النأي عن عروبتهم حباً بالآخر، وتقليدا له، وامتثالا لتعليماته. وكذلك بتخطي دعاة الوطنية الجغرافية للاستعلاء والعجرفة، التي أضحت هذه الأيام لدى جيل من شبابنا كأنها صنم يُعبد. كان "أبو عصام" حفظه الله الأردني المخلص، والعربي المؤمن، والفلسطيني التوجه. وظل هو الرائد الذي صدق أهله ووطنه. ثانياً: عبدالرؤوف الإنجاز كلنا ندعي الوَصل بــ (الأردن)، لكن الإنجاز يظل هو الفيصل والحكمْ. جاء عمانَ أمينا عليها في مطالع عام 1983.. عمّان كانت يومها تشكو من كل شيئ.. كان الحزن كله يتردد في جنباتها لغياب الخدمات واضمحلال الخضرة، ولقد لخّص رسام الكاريكاتير المبدع، جلال الرفاعي يرحمه الله، حالة عمّان قبل أن يمتطي صهوتها فارسها الأشم "أبو عصام". ونشر في جريدة الدستور على صفحتها الأخيرة رسما كاريكاتوريا خلّد فيه بؤس المرحلة وغياب الخدمات عن العاصمة. كانت صورة عمان مشوشة ملوثة ومحزونة، وسيظل عبدالرؤوف الروابدة، ذلك الريفي الأصيل الذي جاءها مثل معظمنا من خارج أزقتها من ضفتي النهر، لكنه كان من أوفى من سكنها، وخلّد مكانته فيها وفي قلوبنا، حين فازت عمّان في حقبته بجائزة أنظف وأجمل العواصم العربية. كانت هي الأولى في النظافة. كان "ترييف" المناصب العليا في عمّان قد أثبت أن السياسة ليست حكرا على أبناء المدن. وكان في ذلك نبل له وهبه لكل جيلنا الذي تلاه. حيوا معي من وهب من نظافة قلبه ومن نقاء مسيرته الوطنية عمّان نظافتها وخضرة حدائقها وارتقى بها فصارت عمّان الكبرى. وطالما أن ذكر النظافة يبيح الحديث عنها، فهل حافظنا على نظافة العاصمة؟ّ! سؤال برسم الحزن. ثالثاً: عبدالرؤوف الرئيس الأول في العصر العبدلي الثاني كان أبو عصام هو رئيس الوزراء الأول في العهد العبدلي الثاني. وهو ابن التكنوقراط الحكومي العتيد. لقد أهدى هذا الشمال الخصيب، الفاتن بخضرته، المتاخم لدماء اليرموك، التي استردت بها الشام عروبتها، والمتداخل مع النهر المقدّس، والمعانق للتلال والغلال؛ لقد أهدى هذا الشمال رئاسة الوزراء الرجال الذي عاهدوا الله والوحدة والمُلك والوطن. فكان الأول "وصفي"، وترك دمه وصية وشَهدا وارتقى حين مضى كنهايات صلاة الفجر، وخلفه في الترتيب "أحمد" الذي كان الوفي لرسالة الدم التي زمها "كايد" الجد ونثرها كحلا فدوى لعيون فلسطين وعروبتها، ومضى عن الكرسي بعد أن جللها بوقار الأداء ورزان الإباء. أما الثالث فكان ظله فينا صورة للضياء والقمر، كان عبدالرؤوف رجل الدولة الذي ناهض نظرية الخصخصة، وتنافر مع دعاة تطبيقاتها المسعورة حرصا على أصول الدولة وممتلكاتها، ووجه بوصلة "الأسلمة" في المجتمع نحو حكمة وطنية تسمو عن الحزبية الضيقة، وظل في ذلك عربي اليقين إسلامي الروح وأردني التشبث، وترك وصيته في تخليد مرحلته بأغنية عنونَت عصره ومرحلته "هلا يا عين أبونا" للشاعر المرحوم حبيب الزيودي. ورابع هدايا الشمال الخصيب للأردن الوطن، كان القاضي الفاضل عون الخصاونة، الذي أعرفه بالقلب، الرجل الذي تولى الرئاسة في واحدة من أصعب لحظات جنون ما سمي بالربيع العربي، الذي أزال حدودا لأوطان وغير نظمها. وكان تصديه للتطاول ومحاولة التشظي وإرباك الوطن حالة من تفان وطني وصورة من صور القاضي العادل، وظل في موقفه الوطني يؤذن أن حيّ على الوطن. وخامس الهدايا هو "البِشر" الذي تصدى للكورونا، ذلك اللغز الذي فتك وأهلك الزرع والضرع وضعضع الاقتصاد الوطني وأغلق الشوارع والطرقات وسدّ نوافذ الأمل وغرز القلق في كل جنباتنا؛ إذاك نهض ذلك الرجل النزيه بمسؤوليات الرئاسة وتمكن مع فريق امتلك إرادة وطنية جبّارة كان منهم الدكتور نذير عبيدات، ذلك الأكاديمي الذي ترك صورة للشهامة والمرجلة حين نثر استقالته بمسؤولية على الهواء مباشرة رغم أن بعض الإعلام المتعجرف حاول سرقة ذلك منه. ولو لم يفعل الدكتور بشر غير ذلك في فترته الزمنية التي طالت في الرئاسة كصاحب أطول مدة في العهد العبدلي الثاني، ليكفيه ذلك شرفا في سجلّه الوطني. رابعاً: عبدالرؤوف الوفاء، وجبّار الخواطر، والمتسامح هذي الأقانيم الثلاثة في عبدالرؤوف تخصه وحده. وهو صنع لها معانٍ تعود إليه وحده. ولا أحد يستطيع تقليدها. صورة "أبو عصام" الأولى في الوفاء، وفاء الريفي الذي صنع من الريف ثقافة أضحت بعضا من روح عمان. ويعرف قدر الرجال وينزلهم منازلهم. وأضاف لمعنى الوفاء معنى حين أمسك على وفائه لرفيق دربه دولة المرحوم مضر بدران وخرج عن عادة أضحت مقبولة في ثقافتنا السياسية، وهي الطعن بالذي قدم الخيرَ لك. أما جبره للخواطر، فأستلُ من سلال غلاله مثالا واحدا على ذلك، وهو علاقته البريئة بسماحة الوالد الصديق الحاج محمود سعيد "أبو خالد" رحمه الله. في ذات عشاء في منزل المرحوم الزميل فخري قعوار، سأله أحدهم – وكنت حاضرا والحج محمود غائب – سأله السائل مستنكرا: ليش جبت محمود سعيد عضوا في مجلس أمانة عمان؟ في أحق منه بذلك!ّ ردّ "أبو عصام": "محمود" وقف مع البلد ومع الدولة في أحلك الساعات ونسيه القادمون الجدد للكراسي، وددتُ في إرجاعه للصورة أن أقول للناس إن الدولة لا تنسى من قدّم لها، ولا تنسى رجالاتها المخلصين. وكان ذلك درسا لكل رجال الدولة في المحافظة على من قدّم وأخلص. بقي أن أقول إن كتب "أبو عصام" ومواقفه ستبقى إشارة وضمانة للقلوب المؤمنة بهذا الوطن، والعقول النافعة التي تعمل من أجله. هذا الإنسان الذي علم الأردنيين جميعاً الأمل والتفاؤل والونسة والتسامح حين كرس معنى جديدا لجاهة العريس ثقافة وطنية سامية، أقدم عليها برضا وهناء وبوعي وأرسلها للوطن الأردني إحدى هداياه الباهظة القيمة.. يجمع الناس ويفصّحهم ويشد من أزرهم في لحظات الضعف ويرفع من قدر المتواضع البسيط ويعلّم الأردنيين أفضل درس وأنبله: الحب والحوار من خلال الحب. لقد صنع "أبو عصام" من جاهة العرس ثقافة وطنية ستتسم بالخلود والأبد. عبدالرؤوف الروابدة وطن في رجل، قدم ذوب الفؤاد لبلاده وناسه، ورد له الأردنيون الجميل جميلا، لأنهم أحبوه ووثقوا به وأنصتوا لحكمته، واطمأنوا لطلته. وكما وقف معهم في كل منعرجات الصعب على مدار كل حياته، بادلوه ذلك في أفراحه وجعلوا من فرحته بالوريث فرحة وطن. لقد كنتُ هناك في الصريح حين تزوج عصام من بنت الأكرمين كريمة الدكتور عبدالرزاق طبيشات.. أرأيت حين صارت الصريح بيدرا لحكايا الأردنيين كأنها موسم للحصاد. أرأيت حين تدفق الأردن من كل جهاته فصارت الصريح هي الوطن. "أبو عصام" زعيم وطني، فوق الجغرافيا كان، وملبيا لرسالة الرواد، القادة الأول من بني هاشم الذي صنعوا فينا ولنا وطن رسالة. و"أبو عصام" ابن وطن أوحد في دنيا العرب، أتاح له حملة الرسالة النبوية ودعاتها أن يتلاقى العرب فيه والمسلمون (شيشان، شركس، مسيحيون، أكراد، أرمن، شوام، مصريون، عراقيون، فلسطينيون، وأردنيون) لم يفرّق بين أحد من المنتسبين له. فالأردن وطن الفرصة التاريخية الكبرى للعرب، ينتجون أجمل ما في العرب حين تتاح لهم فرصة اللقاء الدافئ. آخر القول: إني على يقين أن بعض الظن من بعضكم قد أخذه إلى ارتكابي خطأ نحويا حين استمسكت بوصف "أبو عصام" ولم أخضع لشرطي النصب والكسر اللغويين. ذلك مني قصد عنيته. فــ "أبو عصام" لا يرد إلى قلوبنا إلا مضموما وإلى أرواحنا حاميا، ولوطننا فارسا. "أبو عصام": اسم وكنية لا تقبل إلا الضم، فهذا وطن في رجل، وقف حياته كلها على خدمة المُلك، وكان من سدنته الأوفياء المخلصين، وظل أردنيا يقول ما يقتنع به أنه لمصلحة الأردن وناسه. "أبو عصام": نضمّه اليوم إلى عالم المؤرخين وعالم المحبين وعالم الاتقياء الطاهرين. مبروك الكتاب لكم أيها الأردنيون، مبروك علينا دوام عافية وصحة "أبو عصام". والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. .

سرايا الإخبارية
منذ 3 ساعات
- سرايا الإخبارية
عشيرة الزبيدي تشكر جلالة الملك وولي العهد على تعزيتهم بوفاة الدكتور مفلح الزبيدي
سرايا - تتقدم عشيرة الزبيدي بجزيل الشكر وعظيم الامتنان إلى مقام صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وسمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، على تعازيهم ومواساتهم الكريمة. كما نتقدّم بالشكر إلى معالي رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف العيسوي، ومعالي مستشار جلالة الملك لشؤون العشائر كنيعان البلوي، وأصحاب المعالي والعطوفة والسعادة، والأقرباء والأنسباء، وأبناء العشائر الأردنية من أقصى شمال الوطن إلى أقصى جنوبه، ولكل من شاركنا واجب العزاء سواء بالحضور أو الاتصال أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إن وقفتكم النبيلة كان لها أبلغ الأثر في التخفيف من مصابنا الجلل بوفاة فقيدنا المغفور له بإذن الله الدكتور مفلح مزيد دغمي الزبيدي نسأل الله أن يتغمّده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، وأن لا يُريكم مكروهًا بعزيز. إنا لله وإنا إليه راجعون.

السوسنة
منذ 3 ساعات
- السوسنة
نداء وطني
في ظل الظروف الراهنة التي يمر بها مئات السائقين الأردنيين العالقين قرب معبر نصيب الحدودي بسبب بطء الإجراءات السورية، نجد أنفسنا أمام مشهد مؤلم لا يليق بالعلاقة التاريخية بين بلدين شقيقين، تربطهما أواصر الدم والمصير والمصالح المشتركة. أكثر من 300 سائق شاحنة أردني، يواجهون صعوبات كبيرة في العودة إلى أرض الوطن، محاصرين تحت لهيب الشمس، دون حلول عملية، في انتظار إجراءات معقدة ومطولة. فهل يُعقل أن يُترك أبناء الوطن على قارعة الحدود، في انتظار من يتحرك لإنهاء معاناتهم؟إننا نرفع هذا النداء الوطني، الموجه إلى الحكومتين الأردنية والسورية، بكل صدق ومسؤولية، مؤكدين أن ما يجري اليوم ليس مجرد تأخير إداري أو عارض روتيني، بل هو أزمة إنسانية واقتصادية تمس كرامة المواطن الأردني، وتؤثر سلباً على حركة التجارة بين البلدين، وتُضعف جسور الثقة والتعاون التي بناها الشعبان على مر السنين.إن ما يحدث يتطلب تدخلاً فورياً من أعلى المستويات، ويتطلب تواصلاً مباشراً، وتشاوراً جاداً، وتنسيقاً عملياً ومستمراً بين الجانبين الأردني والسوري، لإيجاد حل جذري ونهائي لهذه الإشكالية التي تكررت مراراً وتكراراً، وكأن الزمن يعيد نفسه، وكأن صوت المواطن لا يُسمع إلا بعد تفاقم المعاناة.إننا في هذا المقام نستحضر رؤية جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، الذي أكد مراراً أن خدمة المواطن يجب أن تكون في صلب عمل الدولة، وأن المسؤول الحقيقي هو من يلمس المواطن أثر عمله، لا من يختبئ خلف المكاتب ويغرق في البيروقراطية. رجال الدولة هم من يتواجدون في الميدان، لا من يكتفون بالتقارير والملفات.فأين هم اليوم أولئك المسؤولون؟ أين هم من معاناة سائقينا على الحدود؟ أين الخطط؟ أين التنسيق؟ أين التحرك العملي الذي يليق بهذا الوطن العظيم وشعبه الأصيل؟إن الشاحنات الأردنية ليست فقط وسيلة نقل، بل هي شريان اقتصادي نابض، تنقل البضائع، وتربط الأسواق، وتعزز التبادل التجاري بين الأردن وسوريا. وكل تأخير عند المعابر، لا يعني فقط تأخر السائق، بل يعني تأخر في عجلة الاقتصاد، وخسائر فادحة للتجار، وضرراً مباشراً للمستهلك.لذلك، فإننا نطالب الحكومة الأردنية بأن تتحمل مسؤولياتها الكاملة، وأن تبادر بتكثيف الاتصالات مع الجانب السوري، لتطبيق آلية سريعة وفعالة تضمن عبور الشاحنات دون تأخير غير مبرر. كما نطالب الحكومة السورية، الشقيقة في المصير والتاريخ، أن تتعامل مع هذه القضية بروح التعاون، وأن تعمل على تسهيل الإجراءات، بما يعكس عمق العلاقات بين الشعبين.كما ندعو إلى تشكيل لجنة طوارئ مشتركة، أردنية سورية، لمراقبة ومتابعة أوضاع المعابر، وتقديم الحلول السريعة لأي عقبة قد تواجه سائقي الشاحنات أو التجار من الجانبين، في إطار من الاحترام والتنسيق والتفاهم المتبادل.ختاماً، نكرر: لا يجوز أن يبقى المواطن الأردني رهينة للإجراءات البيروقراطية، ولا أن تبقى الشاحنات الأردنية تنتظر عند الحدود لأيام دون سبب مقنع. خدمة الوطن والمواطن ليست شعاراً، بل التزام ومسؤولية وطنية وأخلاقية، وعلى من يتحمل السلطة أن يمارسها في الميدان، لا في الصالونات المغلقة.فلننهض معاً، حكومات وشعوباً، إلى مستوى اللحظة، ولنُترجم الأخوّة إلى فعل، والكلمات إلى إنجاز، حفاظاً على كرامة الإنسان، ودعماً للتعاون الاقتصادي الذي يخدم البلدين ويقوي صمودهما في وجه التحديات.وإننا لمنتظرون.