logo
مناورات نتنياهو وصفقة ترامب

مناورات نتنياهو وصفقة ترامب

القدس العربي منذ 16 ساعات
في تغريدة له على منصة «تروث»، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فجر أمس الأربعاء، أن إسرائيل وافقت على مقترح هدنة مؤقتة لمدة ستين يوما بعد اجتماع رون ديرمر، الوزير الإسرائيلي ومبعوث نتنياهو الشخصي، مع طاقم المفاوضين الأمريكيين. وتوجّه ترامب إلى حركة حماس «أتمنّى، لمصلحة الشرق الأوسط، أن تقبل حماس بهذا الاتفاق، لأنّه لن يتحسّن، فقط سيصبح أسوأ». وكتب ترامب أن القطريين والمصريين، الذين عملوا بجدٍّ في المساعدة في إحلال السلام، سوف يقدّمون هذا الاقتراح النهائي لحماس».
ونشر موقعا إكسوس الأمريكي ووالا الإسرائيلي ما نقله الصحافي الإسرائيلي براك رافيد، المعروف بعلاقاته القريبة من الإدارة الأمريكية وببعض الساسة الإسرائيليين، عن مصدر إسرائيلي، أن الوزير ديرمر أبلغ المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بأن إسرائيل تقبل المقترح القطري للهدنة المؤقّتة، وأن حكومته مستعدة لبدء مفاوضات غير مباشرة مع حماس للتوصل إلى صفقة جديدة. وليس واضحا بعد ما إذا كان المقترح الذي أعلن ترامب أن إسرائيل وافقت عليه هو المقترح القطري نفسه، أم أنّه يختلف عنه.
اكتسبت حركة حماس خبرة في التعامل مع مناورات وخدع نتنياهو، ولن تمنحه ملاذا للتهرب من وقف إطلاق النار، من دون أن تتخلى عن مطالبها المركزية
جاء إعلان ترامب ضمن سلسلة من التصريحات المتتالية، التي أطلقها الرئيس الأمريكي، معبّرا فيها عن أمله/ثقته بقرب التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ربّما خلال الأسبوع المقبل، كما قال وكرر القول. وتأتي هذه التصريحات عشية زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، التي ستبدأ يوم الأحد المقبل. ورغم تشديد الرئيس الأمريكي بأنه سيتحدث «بحزم» مع نتنياهو حول وقف إطلاق النار، إلّا أن الدلائل تشير إلى تنسيق أمريكي – إسرائيلي كامل بشأن «موقف مشترك» يطرح على حماس، فإن هي وافقت كان به، وإن هي رفضت فهي «تتحمل المسؤولية والتبعات»، بنظر الإدارة الأمريكية. يبدو المقترح، الذي تحدث عنه ترامب، مشابها إلى حد كبير لـ»مبادرة ويتكوف»، التي كثر الحديث عنها في الأسابيع الأخيرة. وهو يشمل وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوما، وإطلاق سراح 10 محتجزين أحياء إسرائيليين بالإضافة إلى 15 جثة، مقابل تحرير المئات من الأسرى الفلسطينيين وفق المفاتيح، التي اعتمدت في الصفقات السابقة. ويتضمن المقترح، وفق التسريبات، انسحابا إسرائيليا جزئيا من بعض المواقع في القطاع، وإدخالا للمساعدات الإنسانية بآليات يجري الاتفاق عليها. ويبدو أن الصفقة لن تشمل جنودا محتجزين، لأن مفتاح إطلاق سراحهم مقابل أسرى فلسطينيين يختلف عمّا كان إلى الآن. ونشرت قناة سي.أن.أن الأمريكية، أن المقترح يشمل طمأنه لحماس بشأن إمكانية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، ومع ذلك ليس فيه التزام إسرائيلي واضح، فأقصى ما تقبل به حكومة نتنياهو هو مفاوضات حول هدنة دائمة وليس حول وقف تام للحرب.
ومع تزايد الشائعات والأحاديث حول احتمال الوصول قريبا إلى صفقة وهدنة مؤقتة، تناقلت وسائل الإعلام الإسرائيلية خبر إسراع الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، زعيمي اليمين الديني المتطرّف، للتنسيق للعمل معا لإفشال الصفقة. ظاهريا، قد يبدو أن في هذا دليلا على جدية نتنياهو في القبول بمقترح الهدنة المؤقتة، الذي تطرحه واشنطن، لكنّ قد يكون ذلك مناورة نتنياهوية، لتقوية موقفه، من خلال الادعاء أن صفقة جديدة لا تلبي شروطه الكثيرة، ستؤدّي إلى إسقاط الحكومة وإلى انتخابات مبكّرة. وهو سيطلب «تعويضا» وازنا وكبيرا لقبوله بصفقة شاملة يعينه في منع تفكك حكومته، أو يساعده في الفوز بالانتخابات المقبلة. ويشمل التعويض التزاما أمريكيا بمواصلة دعم التهديد العسكري الإسرائيلي لإيران، ومسارا تطبيعيا «مبهرا»، وتوافقا بشأن مستقبل غزة، وتنسيقا أولا بأول بكل ما يخص المطالب الإسرائيلية بشأنها. في المقابل يحاول نتنياهو أن يُظهر جدية بشأن التجاوب مع المقترح الأمريكي للهدنة، من خلال تفاهم مع الجنرال إيال زامير رئيس أركان الجيش الإسرائيلي. فقد قال زامير لأعضاء المجلس الوزاري المصغّر، إن جيشه يقترب من تحقيق أهداف عملية «مركبات جدعون»، داعيا إيّاهم لإصدار تعليمات جديدة: إما السعي لصفقة تبادل فورية، أو تصعيد عسكري قد يعرّض حياة المحتجزين الإسرائيليين للخطر.
هكذا يذهب نتنياهو إلى واشنطن وسموتريتش وبن غفير على يمينه، يهددان بإسقاط الحكومة، والجنرال زامير على يساره كإثبات على «صدق» نوايا بشأن التوصّل إلى صفقة، شبح الانتخابات الفعلي والمصطنع يخيّم على المشهد وعلى جلسات نتنياهو في واشنطن، حيث سيجد الطريقة لإقناع ترامب بتقديم الدعم له لتفادي خسارة الانتخابات، كما فعل ترامب في ولايته السابقة حين قدم له رزمة من الهدايا السياسية الثمينة أنقذته من خسارة انتخابية بدت مؤكّدة. نتنياهو في ورطة سياسية ليست سهلة، فهو إن اضطر للذهاب إلى انتخابات من دون إطلاق سراح المحتجزين ووقف الحرب على غزة، فستلاحقه لعنة الفشل، لتغطي على كل ما يدعيه من «انتصارات». وإذا توصل إلى صفقة شاملة فهي ليست كافية لإنقاذه من خسارة الانتخابات، وهو بحاجة إلى دعم إضافي من ترامب يشمل ـ كما نشرت وسائل إعلام إسرائيلية ـ اتفاق تطبيع مع عمان، ومفاوضات تطبيع مع السعودية وإعلان سوري عن «إنهاء حالة الحرب» مع إسرائيل، إضافة إلى تعهّد أمريكي بضرب إيران مجددا، إن هي «أقدمت على تجديد مشروعها النووي». إذا ضغط ترامب فعلا، فسوف يقبل نتنياهو بالدخول في مفاوضات للتوصل إلى صفقة مرحلية، مبقيا لنفسه هامشا من المناورة، بحيث يستطع إفشالها «في التفاصيل»، وإن لم يتمكّن وكانت صفقة فهو سيحاول ضمان ألّا يصوّت سموتريتش وبن غفير على إسقاط الحكومة حتى لو استقالا منها، وهذا سيناريو ممكن لأن معسكر الليكود والأحزاب الدينية مرشّح لخسارة الانتخابات، إن هي جرت في الفترة القريبة.
في المقابل لم يعد لدى حركة حماس ما تقدمه من تنازلات، ومطالبها للتوصل إلى اتفاق ليس خيارية، بل اضطرارية بطبيعتها. الحركة تريد وقف الحرب وانسحاب جيش الاحتلال ودخول المساعدات وبداية الإعمار، ومستعدة في المقابل، أن تتنازل عن مشاركتها في الإدارة المدنية للقطاع وتطرح هدنة طويلة الأمد بضمانات عربية ودولية. هذه المواقف الهادفة إلى حقن الدماء وإعادة أسباب الحياة لغزة ولأهلها تعتبر «متعنتة» في القاموس الإسرائيلي ـ الأمريكي. وحتّى قبل أن تسلّم حماس ردّها على مقترح ترامب، أصدر مكتب نتنياهو توجيهات للوزراء عبر «ورقة رسائل» تنص على ترويج الادعاء المسبق أن حماس «رفضية» وتمنع الاتفاق.
لعل ما يدل على موقف نتنياهو الحقيقي من الهدنة المؤقتة المقترحة، هو ما قاله سكرتيره العسكري الجنرال رومان غوفمان في لقاء مع عائلات محتجزين جنود، وكلامه مهم، لأنه من أقرب المقرّبين لرئيس الوزراء الإسرائيلي ومن أكثر المؤثّرين عليه. ومما قاله غوفمان هو أن الأهم هو حسم الحرب مع حماس «حتى لا تعود السابع من أكتوبر ثانية. وردت عائلات المحتجزين في بيان غاضب تساءلت فيه «هل نحن أمام عملية خداع، فيه يُقال كلام للعائلات وكلام آخر لترامب. إن كلام السكرتير العسكري يتناقض مع ما قاله رئيس الأركان عن قُرب إنهاء الأهداف في غزة».
في الوقت الذي يجري الحديث فيه عن صفقة مرتقبة، يصعّد جيش الاحتلال حربه الإجرامية في غزة ولا يبدو أنّه «شبع وارتوى» من القتل والتدمير والتشريد والتجويع. ووفق ما نشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية هناك كتلة كبيرة من الضباط الميدانيين، الذين لا يؤيّدون وقف الحرب، ويسعون إلى توسيع العمليات العسكرية. في المقابل تتزايد الأصوات في إسرائيل المطالبة بإنهاء الحرب وتحرير المحتجزين. لكن القرار بيد شخص واحد هو بنيامين نتنياهو، الذي يبدو أنه يميل إلى مواصلة الحرب، إلّا إذا كبسه ترامب وضغط عليه أو أغراه بتطبيع جديد.
من جهة أخرى اكتسبت حركة حماس خبرة في التعامل مع مناورات وخدع نتنياهو، ولن تمنحه ملاذا للتهرب من وقف إطلاق النار، من دون أن تتخلى عن مطالبها المركزية في إنهاء الحرب وانسحاب جيش الاحتلال من قطاع غزة.
كاتب وباحث فلسطيني
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

"قطر تطلب من كبار قادة حماس بتسليم أسلحتهم الشخصية"
"قطر تطلب من كبار قادة حماس بتسليم أسلحتهم الشخصية"

BBC عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • BBC عربية

"قطر تطلب من كبار قادة حماس بتسليم أسلحتهم الشخصية"

تسلط جولة الصحافة الضوء اليوم على طلب قطري من حماس بتسليم كبار قادة الحركة أسلحتهم الشخصية، وقرار تعليق الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إرسال شحنات أسلحة إلى أوكرانيا التي لا تزال في حالة حرب مع روسيا منذ عام 2022، كما تتناول مقالاً عن الهوية الإنجليزية. وبحسب صحيفة التايمز البريطانية، فقد طُلب من كبار قادة حماس في الدوحة، بتسليم أسلحتهم كجزء من جهد تقوده الولايات المتحدة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار مع إسرائيل وإنهاء الحرب في قطاع غزة المستمرة منذ أكثر من 20 شهراً. وقالت الصحيفة البريطانية، إن كبار قادة حماس خارج قطاع غزة، بينهم مسؤول ملف التفاوض، خليل الحية وشخصيات رئيسية أخرى، "تلقوا تعليمات من وسطاء قطريين بتسليم أسلحتهم الشخصية". ومن بين الذين طُلب منهم تسليم أسلحتهم عضوي المكتب السياسي لحركة حماس، زاهر جبارين، أحد مؤسسي الجناح العسكري للحركة في الضفة الغربية، ومحمد إسماعيل درويش، الذي التقى رئيسي إيران وتركيا هذا العام، أثناء تنقله بين القاهرة والدوحة لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل. وفي أول تصريح بعد إعلان مقترح ترامب، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "بالقضاء على حركة حماس". وقال خلال اجتماع "لن تكون هناك حماس. لن تكون هناك حماسستان. لن نعود إلى ذلك. لقد انتهى الأمر". وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، إنه يجب "عدم تفويت الفرصة" للوصول إلى صفقة لتحرير الرهائن المحتجزين في قطاع غزة. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول دفاعي إسرائيلي ومصدر مقرب من حماس، قولهما إن المقترح يتضمن إطلاق سراح عشرة من الرهائن الأحياء المتبقين وإعادة 18 جثة لا تزال محتجزة لدى حماس في غزة مقابل سجناء فلسطينيين. ووفق الصحيفة الأمريكية فإن إطلاق سراح الرهائن إعادة الجثث ستجري على مراحل خلال الـ 60 يوماً. ولم ترسل إسرائيل مفاوضيها إلى الدوحة أو القاهرة حتى الآن، وفق الصحيفة معتبرة ذلك إشارة إلى أن "المحادثات جارية". ورغم الطلب من شخصيات من حماس "بشكل غير رسمي" مغادرة الدوحة في مناسبتين سابقتين، إلا أن قطر تستضيف المكتب السياسي للحركة منذ عام 2012. وبينما تمارس الدوحة ضغوطاً على المفاوضين في الدوحة، فإن القرار النهائي بالتوقيع على أي اتفاق يقع على عاتق عز الدين الحداد، زعيم حماس في غزة، على ما ذكرت صحيفة التايمز. "نقطة تحول" في حرب أوكرانيا وفي الولايات المتحدة، كتبت الهيئة التحريرية لصحيفة واشنطن بوست مقالاً بعنوان "تجميد ترامب للأسلحة في أوكرانيا قد يؤدي إلى عواقب وخيمة". واعتبرت الصحيفة أن "حرب الاستنزاف الطاحنة" بين أوكرانيا وروسيا وصلت إلى "نقطة تحول"، مشيرة إلى هجوم روسي جديد على المدن الأوكرانية بالصواريخ والطائرات المسيرة، يتزامن مع القرار، مع تحذير بأن كييف، التي تعاني من نقص في الأسلحة والجنود، تحتاج إلى دعم عسكري فوري وإلا فإن حكومتها ستواجه "فشلاً كارثياً". ولفتت النظر إلى أن الأسلحة التي علقت واشنطن إرسالها تتضمن صواريخ اعتراضية لنظام باتريوت للدفاع الجوي، الذي يعد محور نظام الدفاع الأوكراني في التصدي للهجمات الروسية، إضافة إلى قذائف موجهة بدقة وصواريخ تُستخدم في مقاتلات F-16 الأوكرانية. جاء هذا القرار بعد مراجعة أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) خلُصت إلى أن مخزون الذخائر في الولايات المتحدة "وصل إلى مستويات منخفضة بشكل خطير"، وفق الصحيفة. وأشارت إلى الحرب في أوكرانيا والصراع بين إسرائيل وإيران "فرضا ضغوطاً على مخزونات الأسلحة خصوصا صواريخ باتريوت"، ورأت أن إدارة ترامب "مُحقة في تقييم نقاط الضعف في الولايات المتحدة والاستعداد لأي طارئ، وخصوصاً التهديدات التي قد تطال الوطن نفسه". لكن الصحيفة قالت إن وقف تسليم أنظمة الأسلحة الحيوية لأوكرانيا في هذا التوقيت "قد يترتب عليه عواقب وخيمة لا رجعة فيها"، مضيفة أن واشنطن وحلفائها الأوروبيين والعالم سيصبحون "أقل أماناً إذا خرجت روسيا منتصرة". وتحدثت الصحيفة عن وعود أوروبية لكييف بمحاولة سد الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة، وأصبحت أوروبا أكبر مانح للمساعدات العسكرية لكييف متجاوزة الولايات المتحدة في أبريل/ نيسان الماضي. غير أن الصحيفة قالت إن الدول الأوروبية تواجه "تحدياتها الخاصة"، وإن مخزوناتها من الأسلحة "منخفضة بعد عقود من قلة الاستثمار في الدفاع"، كما أنها "تعتمد بشدة" على الولايات المتحدة في مشترياتها العسكرية. وإلى جانب نقص الذخيرة والأسلحة الدفاعية لدى أوكرانيا، تعاني البلاد من نقص في الجنود مع "ارتفاع معدل الخسائر العسكرية، الذي يُقدَّر بنحو 400 ألف جندي، إضافة إلى حالات فرار من الخدمة وهروب العديد من الشباب إلى الخارج لتجنّب التجنيد الإجباري"، وفق الصحيفة. وفي المقابل، تحدثت عن تكبد روسيا "خسائر فادحة" مع مقتل نحو 250 ألف جندي. لكنها قالت "في حرب استنزاف، لروسيا الأفضلية، وما حظيت به أوكرانيا هو الدعم القوي من الولايات المتحدة. الآن، مع قرار ترامب بتجميد الأسلحة، أصبح هذا الأمر موضع شك"، على حد تعبير الصحيفة. وقالت إذا انتصرت روسيا في الحرب، فلن يكون ذلك بسبب "ضعف العزيمة الأوكرانية، بل بسبب الإهمال الأمريكي" على حد وصفها. "الهوية الإنجليزية" وننتقل إلى صحيفة التلغراف، ومقال للكاتب، ديفيد شيبلي، بعنوان "ليس من العنصرية الإيمان بالهوية الإنجليزية". واستهل الكاتب مقاله "يمكن للإنجليز تتبع جذورهم عبر الأجيال ولديهم تاريخ يمثل إرث هويتنا الجماعية"، وقال يجب أن يكون هذا الادعاء "غير مثيرة للجدل". ويأتي الكاتب بأمثلة تاريخية قائلاً "عندما كتب "الراهب المبجّل بيد [The Venerable Bede] كتابه التاريخ الكنسي للشعب الإنجليزي قبل نحو 1300 عام، لم يشعر بالحاجة إلى تعريف من هم الإنجليز، بل وصف "الأمة الإنجليزية" على أنها موجودة في القرن السادس". ويضيف في السياق التاريخي الذي يعرضه " قد تُوّج أول ملوك الإنجليز، أثيلستان [Æthelstan]، في عام 927 ميلادي، وخلال فترة حكمه كُتبت كلمة "إنجلترا" لأول مرة على يد ألفريك أوف أينشام [Ælfric of Eynsham]". ويصل الكاتب لاستنتاج يُفيد بأن "الإنجليز كانوا شعباً، وكانت إنجلترا دولة، منذ وقت طويل جداً. نحن ما يُطلق عليه الكتاب المقدس اسم إثنوس؛ أي شعب وأمة". وأشار إلى الكاتب مات غودوين الذي ميز في مقابلة مع رئيس تحرير مجلة ذا سبيكتاتور، مايكل غوف، بين الهوية البريطانية، بوصفها هوية ثقافية واسعة، وبين الهوية الإنجليزية باعتبارها "هوية مميزة للغاية… تمتد لقرون"، قوبلت تصريحاته بغضب واشمئزاز من العديد من المعلقين. جون مكتيرنان، مدير العمليات السياسية، في حكومة توني بلير، كتب أن "مفهوم العرق الإنجليزي شرير حقًا"، في تغريدة حذفها لاحقاً، بحسب ما نقل الكاتب. وقال ماكتيرنان إن "الأجناس والأعراق غير موجودة"، على الرغم من أنه وصف نفسه بأنه "أيرلندي" و"ليس إنجليزياً أبداً"، على حد تعبير الكاتب. وأشار الكاتب إلى أنه طلب من ماكتيرنان التوضيح فقال بشأن تعريف للهوية الإنجليزية "إما أن يكون غامضاً وعديم المعنى، أو إقصائياً وخبيثاً"، وقال إنه وجد "هذه الردود غريبة جداً" متسائلاً "هل يُعدّ الاعتراف بوجود الإنجليز عنصرية؟". وقال الصحفي أوليفر كام إن "قليل من الناس يستطيعون تتبع جذورهم عبر الأجيال". وتساءل الكاتب هل كان على حق؟ ويشير الكاتب أنه بحسب لورا هاوس، خبيرة علم الأنساب الوراثي، فإن "الغالبية العظمى من سكان الجزر البريطانية سيكونون قادرين على تتبع أسلافهم حتى القرن الـ 16... (وللأشخاص الذين ينحدرون من أسلاف مسيحيين) هناك فرصة جيدة لأن يتمكن الباحثون من تتبع إحدى السلالات على الأقل حتى القرن الـ 16". وأشار الكاتب إلى أن "الاعتراف بالإنجليز كشعب لا يعني بالضرورة استبعاد الآخرين من بريطانيا، أو الهوية البريطانية، ولا يعني أيضاً أن أولئك الذين ليسوا إنجليزاً أقل شأناً، بل مختلفون فحسب".

الإدارة الأميركية تستبق زيارة نتنياهو وتطرح وقف النار في غزة بلغة واعدة
الإدارة الأميركية تستبق زيارة نتنياهو وتطرح وقف النار في غزة بلغة واعدة

العربي الجديد

timeمنذ 5 ساعات

  • العربي الجديد

الإدارة الأميركية تستبق زيارة نتنياهو وتطرح وقف النار في غزة بلغة واعدة

في ردها على سؤال حول أسباب تفاؤل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصورة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ولد دونالد ترامب في 14 حزيران/ يونيو 1946 في مدينة نيويورك، لأبوين من أصول ألمانية واسكتلندية، تلقى تعليمه الأولي في مدرسة كيو فورست بمنطقة كوينز في مدينة نيويورك. التحق بالأكاديمية العسكرية في المدينة نفسها، وحصل عام 1964 على درجة الشرف منها، ثم انضم إلى جامعة فوردهام بنيويورك لمدة عامين، ثم التحق بجامعة بنسلفانيا، وحصل على بكالوريوس الاقتصاد 1968 بإمكانية التوصل إلى اتفاق وقف نار قريب في غزة، قالت المتحدثة في وزارة الخارجية تامي بروس "نعم، إنه متفائل.. ربما لأن التغيير الدراماتيكي الذي شهده الشرق الاوسط مؤخراً أدّى إلى نشوء فرصة تتيح اتخاذ قرار من نوع آخر- دبلوماسي- في الأيام القليلة القادمة". وأضافت "ربما لأن رئاسته كانت وراء هذا التغيير (في إشارة إلى قراره بقصف المفاعلات النووية الإيرانية)". وفعلا تناول البيت الأبيض موضوع وقف النار هذه المرة بنبرة جمعت بين الصيغتين الواعدة والحازمة، مقارنة بتعاطيه الضبابي سابقاً مع هذا الموضوع. كانت الخطوة الأولى الثلاثاء عبر تروث سوشيال، حيث أعلن ترامب عن "قبول إسرائيل بالشروط اللازمة لتحقيق وقف نار في غزة لمدة 60 يوماً". وجاء الإعلان بعد لقاء مبعوثه ستيف ويتكوف مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر الذي وصل إلى واشنطن الأحد المنصرم والذي التقى أركان الادارة للتباحث في هذا الموضوع وللتمهيد لزيارة نتنياهو المقرر خلالها لقاء ترامب الاثنين المقبل. ولم يؤكد ديرمر أو ينف قبول نتنياهو، وبذلك بدا ترامب وكأنه تعمّد مسبقاً وضع زائره أمام الأمر الواقع. وفي تصريح لاحق، قال إنه سيكون "حازماً" هذه المرة مع رئيس الحكومة، ويبدو أنه يشير في ذلك إلى سوابق هذا الأخير في الالتفاف على سياسة الاستباق التي اعتمدها ترامب معه خلال زيارته إلى البيت الأبيض في مطلع إبريل/ نيسان الماضي، إذ تقصد ترامب أثناء اللقاء وضع نتنياهو أمام الأمر الواقع بإعلانه عن عزمه بدء التفاوض مع إيران حول النووي. وكان إعلان ترامب حينها بمثابة مفاجأة لنتنياهو إلا إذا كان في الأمر توزيع أدوار كما ظن البعض، كما سربت أوساطه، ورد على الخطوة بإحباطها عشية انعقاد الجولة السادسة من المفاوضات، حين بدا بشنّ الحرب الجوية ضد إيران. هذه المرة، حرص الرئيس على عدم تكرار ألاعيب نتنياهو بـ"هزّ عصا التحذير"، لكن السوابق لا تشجع، إذ تجاوزت الحكومة الإسرائيلية أكثر من مرة خلال حرب غزة التحذيرات الأميركية التي غالباً ما بدت وكأنها نصيحة أكثر مما هي خط أحمر، مثل الجدل الذي دار حول دخول القوات الإسرائيلية إلى رفح وتوسيع جبهات الحرب وغيرها. أخبار التحديثات الحية ترامب: إسرائيل وافقت على شروط هدنة لمدة 60 يوماً في غزة لكن هذه المرة تبدو العملية "نصف مطبوخة" قبل وصول نتنياهو إلى واشنطن، إذ صار البيت الأبيض بحاجة إلى تحقيق شيء من وعوده بإطفاء الحرائق في الخارج، ورئيس الحكومة حسب العارفين بالشؤون الإسرائيلية "يتطلع إلى استعادة الأسرى لمراكمة مكاسب سياسية إضافية تسمح له بإجراء انتخابات قريبة مبكرة تضمن بقاءه في رئاسة الحكومة"، الأهم أن ترامب مهّد لاستمالة نتنياهو من خلال ورقتين بسعي إدارته "لحمل سورية على التطبيع مع إسرائيل" والسلفة التي وفرتها "بضرب المنشآت النووية الإيرانية"، حسب مجلة جويش إنسيدر. ولا يبدو صدفة أن تتزامن مسارعة الإدارة إلى رفع العقوبات مؤخراً عن دمشق مع الإعداد لطبخة وقف النار. على قاعدة هذه التقديمات، صار البيت الأبيض يشعر بالارتياح لجهة موافقة الحكومة الإسرائيلية على مشروع وقف النار. وزارة الخارجية امتنعت عن الدخول في تفاصيله ولا حتى في مدته مع أنها متداولة (60 يوما)، ما يحمل على الاعتقاد أن الإدارة منفتحة على قبول تعديلات إسرائيلية لجهة المدة وغيرها من الجوانب الإجرائية. لكن يبقى السؤال "هل وقف النار المطروح سيكون مفتوحاً على تطويره لطي صفحة الحرب؟". وزارة الخارجية أكّدت على ضرورة "نهاية دائمة للحرب". لكن في المقابل، أكد نتنياهو على وجوب "هزيمة حركة حماس"، وهذا الشعار طالما اعتمده اسما بديلا لاستمرار في الحرب. بيد أن "تفاؤل" البيت الأبيض استوقف المتابعين، على الأقل لأن الظروف والمعطيات تبرره، من دون إسقاط قدرة نتنياهو على المناورة والتملص بالصورة والتوقيت الكفيلين بتخريب المشروع، كما تشهد السوابق.

"أسوشييتد برس" توثق إطلاق متعاقدين أميركيين النار على منتظري المساعدات في غزة
"أسوشييتد برس" توثق إطلاق متعاقدين أميركيين النار على منتظري المساعدات في غزة

العربي الجديد

timeمنذ 5 ساعات

  • العربي الجديد

"أسوشييتد برس" توثق إطلاق متعاقدين أميركيين النار على منتظري المساعدات في غزة

وثقت وكالة أسوشييتد برس فيديوهات وشهادات كشفت فيها عن قيام متعاقدين عسكريين أمنيين أميركيين يحرسون موقع توزيع المساعدات في غزة التابع لمؤسسة غزة الإنسانية بإطلاق الذخيرة الحية والقنابل الصوتية على الفلسطينيين "الجائعين المتدافعين للحصول على الطعام". وقالت الوكالة في تقرير لها نقلا عن متعاقدين أميركيين طلبا عدم ذكر اسميهما أن زملاءهما "أطلقوا الذخيرة الحية أثناء محاولة الفلسطينيين الحصول على الطعام". وأوضح المتعاقدان الأميركيان، للوكالة، أن زملاءهما من أفراد الأمن المدججين بالسلاح كانوا يلقون قنابل الصوت ورذاذ الفلفل باتجاه الفلسطينيين، فيما قال أحد المتعاقدين إن الرصاص كان يطلق باتجاه الفلسطينيين وفي الهواء وعلى الأرض، وأنه يعتقد أن "شخصا واحدا على الأقل أصيب". وأكد المتعاقدان أنهما تقدما بشكوى لانزعاجهما من "هذه الممارسات الخطيرة"، واعتبرا أن بعض زملائهما غير مؤهلين وغير مدققين وأنه "يبدو أن لديهم ترخيصا مفتوحا لفعل ما يحلو لهم". وكشف أحد المصادر أن المتعاقدين العسكريين الأميركيين في مواقع توزيع المساعدات "يراقبون القادمين بحثا عن الطعام ويوثقون حالات الاشتباه في أي شخص، ويتشاركون هذه المعلومات مع الجيش الإسرائيلي"، مضيفاً أن "هناك أبرياء يتعرضون للأذى بشكل مبالغ فيه ودون داع". وتضمنت مقاطع الفيديو التي نشرتها الوكالة حوارا بين متعاقدين عسكريين يناقشون كيفية تفريق الحشود ويشجعون بعضهم بعضاً بعد إطلاق النار، كما أظهرت المقاطع التي قدمها أحد المتعاقدين -كما ذكرت الوكالة- دوي الرصاص وقنابل الصوت وإطلاق رذاذ الفلفل على المتزاحمين من أجل الحصول على الطعام. أخبار التحديثات الحية حرب الإبادة على غزة | 60 شهيداً منذ الفجر وتوثيق 26 مجزرة في يومين "لمحة نادرة عن مؤسسة غزة الإنسانية" وذكرت "أسوشييتد برس" أن شهادات المتعاقدين ومقاطع الفيديو والتقارير الداخلية والرسائل النصية التي حصلت عليها تقدم "لمحة نادرة عن مؤسسة غزة الإنسانية"، ووصفتها بأنها "منظمة أميركية سرية حديثة التأسيس تدعمها إسرائيل لإطعام أهل غزة، وتعهدت الحكومة الأميركية بالتبرع لها بمبلغ 30 مليون دولار بينما لا تزال مصادر تمويلها الأخرى غامضة". ونقلت عن أحد المتحدثين باسم شركة سيف ريتش سوليوشنز Safe reach solutions، وهي شركة مقاولات أمنية أميركية متعاقدة في موقع المساعدات، أنه "لم تقع أي حوادث خطيرة في مواقعهم حتى الآن، وقد أطلق متخصصون أمنيون ذخيرة حية على الأرض بعيدا عن المدنيين لجذب انتباههم، وهذا حدث في الأيام الأولى، حيث كانت هذه التدابير ضرورية لسلامة وأمن المدنيين من أجل السيطرة على الحشود". وقبل شهرين ونصف من إعلان بدء مؤسسة غزة الإنسانية نشاطها، منعت إسرائيل دخول الغذاء والدواء والمياه مدعية أن حركة حماس تسرق المساعدات، فيما تسعى الآن لأن تحل المؤسسة محل نظام الأمم المتحدة. ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني في غزة في أزمة إنسانية كارثية في ظل قصف إسرائيل القطاع ومحاصرته. وقال المقاول الذي شارك مقاطع فيديو مع وكالة أسوشييتد برس إن الفلسطينيين الذين وصلوا إلى مواقع المساعدات ذكروا أنهم "عالقون بين النيران الإسرائيلية والأميركية"، وأن أحدهم تساءل "لماذا تطلقون النار علينا؟ لماذا يطلق الجيش (الإسرائيلي) النار علينا، لقد جئنا للحصول على طعام لعائلاتنا وليس لدينا شيء آخر". بينما نقلت وكالة أسوشييتد برس عن متعاقدَين مع شركة يو جيه سوليوشنز UG Solutions، وهي إحدى شركات المقاولات الأمنية المتعاقدة لتوزيع المساعدات، بأنهما قالا إن "الرصاص والقنابل الصوتية ورذاذ الفلفل استخدم في كل عملية توزيع للمساعدات تقريبا حتى في حال غياب أي تهديد". وذكرت "أسوشييتد برس" أن مقاطع الفيديو التي شاهدتها الوكالة "يبدو أنها تدعم شهادات المتعاقدين"، وكشفت أنه جرى التقاط هذه المقاطع خلال أول أسبوعين من عمليات التوزيع. وفي أحد الفيديوهات ناقش "من يبدو أنهم متعاقدون أمنيون أميركيون مدججون بالسلاح كيفية تفريق الفلسطينيين القريبين"، وسمع صوت أحدهم يذكر ترتيب "استعراض للقوة من قبل الدبابات الإسرائيلية"، وانطلقت رشقات نارية بما لا يقل عن 15 طلقة، وقال أحدهم "أعتقد أنني أصبت أحدا". وقال المقاول الأمني الذي صور الفيديو لوكالة أسوشييتد برس إنه رأى مقاولين أمنيين آخرين يطلقون النار باتجاه الفلسطينيين الذين "كانوا يغادرون بعدما حصلوا على طعامهم للتو"، مضيفا أنه لم يكن واضحا سبب استمرارهم في إطلاق النار بينما كان الناس يبتعدون"، وذكر أنه رأى رجلا على بعد 60 مترا في مرمى الرصاص يسقط أرضا. فيما كشفت الوكالة، وفقا لرسالة نصية داخلية تمت مشاركتها معها، أنه خلال عملية توزيع واحدة في يونيو/ حزيران، استخدم المقاولون الأمنيون 37 قنبلة صوتية و27 قذيفة مطاطية ودخانية و60 عبوة رذاذ فلفل، وذكر المقاول أن "هذا العدد لا يشمل الذخيرة الحية"، وقدم صورة لإصابة امرأة على عربة يجرها حمار. بينما كشف تقرير داخلي صادر عن الشركة الأمنية سيف ريتش سوليوشنز أن طالبي المساعدات أصيبوا خلال 31% من عمليات التوزيع التي جرت خلال أسبوعين في يونيو، ولم يحدد التقرير عدد الإصابات أو سببها، ونقلت "أسوشييتد برس" عن المنظمة أن الشركة تشير إلى إصابات غير خطيرة. أخبار التحديثات الحية بن غفير يدعو سموتريتش للانضمام إليه لإحباط جهود إبرام اتفاق بشأن غزة "أسوشييتد برس" تحققت من الفيديوهات باستخدام التحليل الصوتي في غضون ذلك، تحققت الوكالة من الفيديوهات وحددت الموقع الجغرافي لها باستخدام صور جوية، واستعانت بخبيرين في الأدلة الجنائية الصوتية، وأكدا أنه لا يوجد ما يشير إلى أن صوت الفيديوهات تم التلاعب به، وأن إطلاق النار والقنابل يشير إلى أن البنادق كانت تطلق في اتجاهات مختلفة. وقال أحد المتعاقدين للوكالة إنه خلال عمله في المواقع لم يشعر بأي تهديد حقيقي من قبل حركة حماس، في الوقت الذي أشار فيه التقرير إلى أن منظمة سيف ريتش سوليوشنز تقول إن "حماس هددت عمال الإغاثة والمدنيين الذين يتلقون المساعدات"، ولم تحدد المنظمة التهديد الذي تعرض له الأشخاص. كما قال المتعاقدان للوكالة إن محللين أميركيين وجنودا إسرائيليين يعملون جنبا إلى جنب، وأكدا أن "المحللين الأميركيين والجنود الإسرائيليين يجلسون في غرفة تحكم معا؛ حيث يتم عرض اللقطات آنياً، وأن غرفة التحكم موجودة في حاوية شحن على الجانب الإسرائيلي من معبر كرم أبو سالم إلى غزة. وقال أحد المتعاقدين الذي صور الفيديوهات: "الجيش الإسرائيلي يستغل نظام التوزيع للوصول إلى المعلومات.. وبعض الكاميرات مجهزة ببرامج التعرف إلى الوجوه"، وأن "اللقطات التي حصلت عليها الوكالة وتحمل تصنيف تحليلات هي المواقع التي تحتوي على برامج التعرف إلى الوجوه، وأن الجنود الإسرائيليين يراقبون الأشخاص الذين يطلق عليهم وصف (مهمين) ويدونون ملاحظاتهم ويقارنون المعلومات بلقطاتهم"، وأنه "لا يعرف مصدر البيانات في برنامج التعرف إلى الوجوه. ورغم اطلاع "أسوشييتد برس" -حسبما ذكرت- على تقرير داخلي لشركة سيف ريتش سوليوشنز يقول إن "فريق الاستخبارات التابع لها سيوزع على الموظفين ما يظهر صوراً للأشخاص الذين يطلق عليهم وصف مهمين في مواقع المساعدات"، إلا أن الشركة نفت الاتهامات بجمع معلومات استخباراتية، وأنها لم تنسق مع جهات إسرائيلية. بينما ذكر مقاول أن الشركة نفسها طلبت منه ومن موظفين آخرين تصوير بعض الأشخاص الذين كان مطلوبا الحصول على معلومات عنهم، مضيفا أن الصور أضيفت لقاعدة بيانات التعرف إلى الوجوه. ووظفت شركة يو جيه سوليوشنز مئات المقاولين الذين وصلوا إلى إسرائيل في منتصف مايو/ أيار، وذكر المقاولان لوكالة أسوشييتد برس أن هؤلاء لم تكن لديهم خبرة قتالية ولم يتلقوا تدريبا كافيا، وأن شركة سيف ريتش سوليوشنز لم تزود الموظفين بمسودة قواعد الاشتباك إلا بعد ثلاثة أيام من بدء التوزيع، والتي نصت على أنه لا يجوز استخدام القوة المميتة إلا في حالة الضرورة القصوى، ويجوز استخدام الأسلحة غير المميتة في الحالات القصوى ضد الأفراد العزل الذين يمارسون العنف الجسدي. وذكرت الوكالة أنه "لا يبدو أن الفلسطينيين الذين ظهروا في مقاطع الفيديو عدوانيين جسديا، بينما قالت منظمة سيف ريتش سوليوشنز إن مناوشات وقعت بين حين وآخر في المواقع لكن لم يشارك فيها أي من موظفيها"، بينما كشف المقاول الذي صور مقاطع الفيديو أن كل متعاقد كانت لديه "بندقية آلية إسرائيلية الصنع قادرة على إطلاق عشرات الطلقات في ثوان، ومسدس وقنابل صوتية وغاز مسيل للدموع". في حين قال درو أوبراين، المتحدث باسم شركة يو جيه سوليوشنز، إن "الشركة لم تكن على علم بمقطع الفيديو الذي يظهر إطلاق النار من شخص يعتقد أنه متعاقد مع الشركة"، في حين نقلت الوكالة عن المتعاقدين قولهما "إذا استمرت المنظمة على هذه الطريقة فسيستمر تعرض طالبي المساعدة الأبرياء للإصابة، وربما القتل دون داع".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store