logo
في مسرحية هزلية: نتنياهو يرشّح ترامب لجائزة نوبل للسلام

في مسرحية هزلية: نتنياهو يرشّح ترامب لجائزة نوبل للسلام

الصحراءمنذ 10 ساعات
يطل علينا مجرم الحرب نتنياهو، مرتديًا بدلته السوداء الملطخة بالدم، ليعن في مسرحية هزلية المفاجأة الكبرى: لقد رشحتُ صديقي دونالد ترامب لجائزة نوبل للسلام، دعونا نتوقف هنا ونضحك، فحين يرشّح مجرم حربٍ محكومٍ من أعلى سلطة قضائية في العالم رجلًا آخر يسانده في تسليح وتغطية المجازر لنيل جائزة السلام، فإننا لا نشهد نكتة سياسية، بل انهيارًا مدويًا لمعايير الأخلاق، لم يكن سوى خدعة من الطراز الرخيص، أشبه بقطعة سكاكر تُلقى أمام طفل ليبدأ في الطاعة العمياء.فنتنياهو يعرف نقطة ضعف ترامب جيدًا: رجل نرجسي، يعشق الأضواء، ويلهث خلف الجوائز حتى لو كانت من علب كرتون، ولذا، لم يكن الترشيح سوى لترويض ترامب وشراء ولائه، لأنه يعلم أن طريق التحكم بترامب يبدأ بعبارة بسيطة: رشحتك لجائزة نوبل، إنه زواج مصلحة بين الوقاحة والدجل، بين كاذب محترف، ومُصفّق لا يفرّق بين الحق والنجومية، والنتيجة: مزيد من الدم، مزيد من الادّعاء، ومسرحية ' السلام' التي تُعرض على خشبة من الجماجم. استعراض ونفاق لشخصيتين صهيونيتين مهووستين، كلاهما ممثلان بارعان، لكن المسرحية رديئة، فالجمهور بدأ يغادر، والدم على الخشبة لا يُخفيه البريق.
في الرسالة التي بعث بها نتنياهو إلى لجنة نوبل، تحدّث عن دور ترامب في جلب الاستقرار إلى الشرق الأوسط، لكن من يقصد تحديدًا؟ ما يُعرف إعلاميًا بصفقة القرن!? والتي كانت أشبه بصفعة مليئة بالنكبات، هل هو نفسه ترامب الذي أهدى القدس والجولان لإسرائيل بقرار فردي؟ أم ترامب الذي قطع تمويل الأونروا وشرعن المستوطنات وصفّق للمجازر كأنها نجاحات اقتصادية؟, أي سلام هذا الذي صنعه ترامب؟ سلام الفوقية، حيث يكتب المحتل شروط الحياة لمن يحتلّه؟ أم سلام الابتزاز، حيث يُطلب من الفلسطيني أن يشكر قاتله مقابل تصريح عبور؟ولا تتعجب عزيزي القارئ، حين تقرأ في الرسالة أن السلام مع الفلسطينيين ممكن إذا تمّ ضمان الأمن الإسرائيلي أي الإحتلال الدائم مع سلام على طريقة أفلام الأكشن: اخرج من بيتك، تنازل عن وطنك وسنمنحك تصريح بقاء في قريتك، هذا إذا بقيت قريتك أصلًا! أي بعبارة أوضح: سنسالمكم حين تصمتون، وتتنازلون، وتذوبون وتموتون بهدوء. سلام مشروط بصيغة الإبادة الجماعية وحرية مشروطة برضا المحتل. أما قيام الدولة الفلسطينية، ورفع الحصار، وعودة اللاجئين؟ فهذه في نظرهم خرافات وهمية لا تليق بعالم الواقعية الإسرائيلية!
لكن مهلاً… ألم يقرأ نتنياهو الصحف؟ ألم تصله أصداء المظاهرات حول العالم؟ أم أنه ما زال يعتقد أن بإمكانه تغيير التاريخ بآلة بروباغندا إعلامية، مثلما يحاول تغيير الجغرافيا بجرافاته العسكرية؟ لم يدرك هذا المجرم أن العالم قد تغيّر، وأن الفلسطينيين، رغم المجازر والحصار، يكتبون فصلًا جديدًا من النصر بإرادة وصمودٍ يُعيد تعريف معنى المقاومة.
فهل يمكن أن نصدق اليوم أن لجنة نوبل بحاجة إلى إضافة قسم جديد في جوائزها تحت عنوان: السلام القاتل برعاية الاحتلال!
لن نتعجب إن أعلن نتنياهو أن بن غفير مؤهل لجائزة الأونروا للعمل الإنساني، وأن سموتريتش مرشح لجائزة اليونسكو في الحفاظ على التراث، بشرط أن يكون تراثًا بلا أصحاب.
إن ترشيح مجرم حرب لرئيسٍ ساند جرائمه ليس حدثًا عابرًا، بل إهانة صريحة وتشويه فجٌ لفكرة السلام، لكن المؤلم أن هذا المشهد يُعرض على مسرح العالم، بينما يسقط الأطفال في غزة ، ويُسحق الحق تحت وقع التصفيق المزيد.
ربما يستحق ترامب جائزة أسوأ صفقة أخلاقية في التاريخ، أو أكثر رئيس يمكن التلاعب به بابتسامة نتنياهو. أما نتنياهو فيستحق أفضل مخرج بارع لفيلم رديء يحاول فيه تحويل الجريمة إلى وسام.
الشعوب لم تعد تنخدع، العالم تغيّر، والفلسطيني، الذي صمدَ أكثر من خمسة وسبعون عامًا، لم يُهزم لا بقنابل، ولا بجدران، هو يعرف أن السلام لا يصنعه محتلّ، ولا يُهدى إليه عبر ورقة وابتسامة كاذبة، بل السلام الحقّ يولد من عدالة وكرامة ومقاومة، ومن دولة فلسطينية تُقام على ترابها.
وفي الختام، قد يظن نتنياهو أن بوسعه تزيين مشهد الإبادة بأكاذيب مزيفة، وأن ترامب سيبقى الطفل السعيد بجائزة لا يستحقها، لكن الحقيقة، مهما طال زمن السخرية، الحق أقوى من كل بروباغندا، والشعب الفلسطيني هو الوحيد الذي يكتب تاريخ هذه الأرض بالدم، والنصر قريب انشاء الله.
كاتبة فلسطينية
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

موراج العقبة الرئيسة.. ترامب مارس ضغطا شديدا على نتنياهو لوقف اطلاق النار
موراج العقبة الرئيسة.. ترامب مارس ضغطا شديدا على نتنياهو لوقف اطلاق النار

تورس

timeمنذ 36 دقائق

  • تورس

موراج العقبة الرئيسة.. ترامب مارس ضغطا شديدا على نتنياهو لوقف اطلاق النار

مارس الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مارس "ضغطا شديدا" على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما الثاني خلال أقل من 24 ساعة في البيت الأبيضل لوقف النار في قطاع غزة. وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية أن نتنياهو غادر الاجتماع دون الإدلاء بأي تصريحات علنية. الاجتماع الذي عقد في المكتب البيضاوي، مساء الثلاثاء، تمحور بشكل شبه حصري حول الوضع في غزة ، بحسب تصريحات ترامب. وقال الرئيس الأمريكي: " غزة مأساة، علينا إيجاد حل لها. أنا أريد ذلك، ونتنياهو يريد، وأعتقد أن الطرف الآخر يريد أيضا". ونقلت شبكة سكاي نيوز البريطانية عن مصادر مطلعة على المفاوضات، أن ترامب يعتزم تصعيد الضغوط على نتنياهو من أجل إنهاء الحرب. وقال مصدر أمريكي: "بدأ الضغط الأمريكي الليلة، وسيكون شديدا"، وهو ما أكده أيضا مصدر دبلوماسي شرق أوسطي. وأفادت تقارير بأن وفدا قطريا وصل إلى واشنطن بالتزامن مع وجود نتنياهو، لعقد محادثات مع مسؤولين أمريكيين حول الجهود الرامية للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار. ويجري الحديث عن إطار لاتفاق يشمل وقفا لإطلاق النار لمدة 60 يوما، وإطلاق سراح 10 أسرى أحياء على مرحلتين، وإعادة جثث 18 اسيرا، بالإضافة إلى إطلاق أسرى فلسطينيين وزيادة المساعدات الإنسانية للقطاع. ومن المقرر أن يكون ترامب ضامنا لهذا الاتفاق. وتشير المصادر الإسرائيلية إلى أن العقبة الرئيسية في مسار المفاوضات تتعلق بإصرار نتنياهو على الإبقاء على السيطرة الإسرائيلية على محور موراج جنوب مدينة رفح والذي يسميه "محور فيلادلفيا 2". ويعتبر هذا الإصرار مخالفا لتوصيات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، وقد يكون سببا في تعثر المفاوضات. وبحسب تقارير إعلامية، فإن هذه النقطة تهدد عمل صندوق المساعدات الأمريكي في غزة ، الذي لا يمكنه العمل في مناطق تخضع للسيطرة العسكرية الإسرائيلية، ما قد يضطر واشنطن إلى الاستعانة بمنظمات إغاثية دولية بديلة. وتزامنا مع ذلك، أعلنت إسرائيل نيتها إنشاء "مدينة إنسانية" في رفح، على أنقاض المدينة المدمرة، لتكون مجمعا مدنيا لسكان غزة ، بعيدا عن سيطرة حركة حماس، وهي خطوة مرتبطة ببقاء الجيش الإسرائيلي في محور موراج. ودعت عائلات المخطوفين الإسرائيليين، عبر منصة "تروث سوشيال"، الرئيس ترامب إلى "صنع التاريخ" بإنهاء الحرب وإعادة الأسرى. وقال روتيم كوبر، نجل أحد المختطفين، إن التزام إدارة ترامب "ملموس" أكثر من الموقف الإسرائيلي، مؤكدا أن إنهاء الحرب شرط لإتمام أي صفقة. وسبق اللقاء المغلق عشاء مطول بين نتنياهو وترامب بحضور مسؤولين أمريكيين، من بينهم وزير الخارجية ماركو روبيو ووزير الدفاع بيت هاسيغاوا. وخلال مؤتمر صحفي مشترك، سئل ترامب عن خطته السابقة لنقل سكان غزة ، فأحال السؤال إلى نتنياهو الذي أجاب بأن الرؤية تقوم على "حرية الاختيار"، وأنه لا ينبغي أن تكون غزة"سجنا". ورغم التقدم في بعض النقاط، أكد مبعوث ترامب، ستيف ويتكوف، أن عدد القضايا العالقة تراجع إلى واحدة فقط، معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق قبل نهاية الأسبوع، وسط استمرار الاجتماعات بين حماس والجانب الإسرائيلي في الدوحة.

ترامب: الوضع في غزة مأساوي وسأسعى لحل الصراع نهائيا
ترامب: الوضع في غزة مأساوي وسأسعى لحل الصراع نهائيا

تورس

timeمنذ 36 دقائق

  • تورس

ترامب: الوضع في غزة مأساوي وسأسعى لحل الصراع نهائيا

وفي تصريحات للصحفيين في البيت الأبيض، قال ترامب: "الوضع في غزة مأساوي، وسنعمل على حل هذا النزاع بشكل دائم". وأضاف أنه يعتزم لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجددا، لمناقشة ملف غزة والتطورات الأخيرة في القطاع. ويعقد رئيس الوزراء الإسرائيلي اجتماعا جديدا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض مساء اليوم الثلاثاء، بعد أقل من 24 ساعة على لقائهما الأول، لمواصلة النقاش حول التطورات في قطاع غزة. وأكد ترامب: "سنتحدث حصريا تقريبا عن غزة". وكان نتنياهو صرح للصحفيين عقب لقائه رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون: "يجب أن ننهي العمل في غزة ، نحرر رهائننا، وندمر قدرات حماس... لن تكون هناك حماس بعد الآن". وأشار نتنياهو إلى أن إسرائيل وافقت على مقترح الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار، واصفا إياه بأنه "جيد ويتوافق مع مقترح ويتكوف الأصلي"، مؤكدا أن "التقليل من الحديث عنه علنًا يصب في مصلحة التوصل إلى اتفاق". المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف كشف من جانبه عن تقدم في المفاوضات، معربا عن أمله في التوصل إلى اتفاق نهاية الأسبوع الجاري. وقال: "نتحدث عن هدنة تمتد ل60 يوما، تشمل الإفراج عن عشرة اسرى أحياء وتسعة قتلى". وأضاف أن القضايا الخلافية تقلصت من أربع إلى واحدة فقط، وأن المباحثات المقبلة ستعقد في الدوحة ، مشددا على أن هدف واشنطن هو تحقيق "سلام دائم" في غزة.

مع الشروق : جائزة نوبل للعدوان... والقتل والإبادة !
مع الشروق : جائزة نوبل للعدوان... والقتل والإبادة !

تورس

timeمنذ 36 دقائق

  • تورس

مع الشروق : جائزة نوبل للعدوان... والقتل والإبادة !

من أعجب عجائب الدنيا أن يتكلم نتنياهو وهو من هو في مجال العدوان والقتل والإبادة عن جائزة نوبل للسلام.. ويصل به الصلف حدّ تنصيب نفسه على رأس لجنة اسناد الجائزة فيقوم بترشيح شريكه ترامب في كل جرائم الكيان الصهيوني لجائزة نوبل للسلام.. فهل نحن أمام قمة العبثية التي تحكم العالم ...

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store