
هجوم مضاد.. بكين تتحدّى واشنطن بخطة الـ AI العابر للقارات
وبحسب تقرير أعدته شبكة "CNBC" واطّلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، فإن رئيس مجلس الدولة الصيني ، قال إن خطة بلاده لإطلاق منظمة عالمية للتعاون في مجال الذكاء الاصطناعي، هي جزء من استراتيجيتها الأوسع التي تحمل اسم " AI Plus"، والتي تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي، في مختلف الصناعات الصينية ، ومساعدة دول الجنوب العالمي في مجال التكنولوجيا، في إشارة إلى تجمع واسع النطاق يضم البرازيل وأفريقيا.
بدوره كشف تقرير أعدّته "بلومبرغ" واطّلع عليه موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، أن العرض التكنولوجي الصيني الجديد، يُمثّل جزءاً من جهود أوسع يبذلها مطوّرو التقنية الصينيون لوضع معايير ومقاييس عالمية، والاستحواذ على حصة أكبر من السوق العالمية للذكاء الاصطناعي، وذلك بما يتماشى مع استراتيجية بكين طويلة الأمد لتحقيق الاكتفاء الذاتي وضمان الاعتماد على الذات في التقنيات الحيوية.
ووفقاً لما نقلته "بلومبرغ"، فقد شدد رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، في كلمته خلال مؤتمر الذكاء الاصطناعي العالمي في شنغهاي، على أن الذكاء الاصطناعي ينطوي على مخاطر تمتد من فقدان الوظائف على نطاق واسع، إلى حصول اضطرابات اقتصادية، ما يستدعي تعاوناً دولياً لمواجهتها، مشيراً إلى أنه في الوقت الراهن، تتركز الموارد والقدرات الرئيسية للذكاء الاصطناعي، في أيدي عدد محدود من الدول والشركات، وبالتالي إذا استمرت النزعة الاحتكارية وسياسة وضع الضوابط والقيود، فسيصبح الذكاء الاصطناعي أداة حصرية في يد عدد قليل من الدول والشركات.
وأقر لي بأن النقص في أشباه الموصلات يُشكّل عقبة رئيسية أمام بلاده، لكنه جدّد التأكيد على دعوة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى اعتماد سياسات تدفع بطموحات بكين التكنولوجية إلى الأمام. وأوضح أن الحكومة تعتزم الآن دعم إنشاء منظمة دولية لتطوير الذكاء الاصطناعي بشكل مشترك، ما سيتيح للدول تبادل الأفكار وتبادل الكفاءات والخبرات.
حرب المعسكرين
وبحسب ما نقلت شبكة "CNBC" عن جورج تشين، وهو شريك ورئيس مشارك للممارسات الرقمية في مجموعة آسيا، فإن ما يجري الآن هو بمثابة تشكيل معسكرين، حيث أنه من الواضح أن الصين تريد الالتزام بنهج متعدد الأطراف، بينما ترغب الولايات المتحدة في بناء معسكرها الخاص، مستهدفةً بشكل كبير صعود الصين في مجال الذكاء الاصطناعي.
وأشار تشين إلى أن الصين تحاول حشد دعم من دول مبادرة الحزام والطريق، في المقابل، تتحصّن واشنطن خلف تحالفاتها التقليدية مع دول مثل اليابان وأستراليا. فبينما تدعو بكين إلى التعاون المتعدد الأطراف، تفضّل واشنطن توجيه استراتيجيتها نحو تحالفات ضيّقة وفرض قيود على منافسيها.
وتخوض الصين والولايات المتحدة سباقاً محتدماً لتطوير تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي التوليدي، التي باتت أداة استراتيجية لتعزيز الاقتصادات وترجيح كفة ميزان القوة الجيوسياسية على المدى البعيد. وفي هذا السياق، وقّع الرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل أيام أوامر تنفيذية تهدف إلى تخفيف القيود التنظيمية وتوسيع إمدادات الطاقة لمراكز البيانات، في خطوة قوية لدعم شركات مثل OpenAI وGoogle ومساعدتها في الحفاظ على ريادة الولايات المتحدة، في عصر الذكاء الاصطناعي وضمان انتشار التكنولوجيا الأميركية عالمياً.
وتقول مستشارة الذكاء الاصطناعي المعتمدة من أوكسفورد هيلدا معلوف، في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" إن الخطة الصينية العالمية للذكاء الاصطناعي، تهدف إلى إنشاء كيان دولي يشجع على تطوير مجتمع مفتوح لتبادل الشيفرات والمعايير والخبرات، بين الحكومات والقطاع الخاص والجامعات، كما يتضمن الطرح الصيني بُعداً تشغيلياً يتمثل في تسريع الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة ، وشبكات الجيل الجديد و مراكز البيانات ، لدعم الأعباء المتزايدة للحوسبة الخاصة بالذكاء الاصطناعي، مع طرح شنغهاي كمقر محتمل للمنظمة التي ستتولى تنفيذ هذه المهام، مشيرةً إلى أن منظمة تطوير الذكاء الاصطناعي الدولية التي تسعى الصين إلى إنشائها ستكون بمثابة "تكتل" يضم عدداً من الدول، في وجه التحالفات التي تقودها أميركا في هذا المجال.
معسكران تكنولوجيان
وتؤكد معلوف أن ما أعلنت عنه الصين يُعد مؤشراً واضحاً على دخول العالم مرحلة جديدة وأكثر تعقيداً في الصراع الجيوسياسي، حيث تسعى بكين إلى خلق معسكرين تكنولوجيين متمايزين، فدعوتها الصريحة لدول الجنوب العالمي، لتكون جزءاً من شبكة نفوذ واسعة، لا يمكن النظر إليها على أنها مجرد خطوة رمزية، بل هي استراتيجية مدروسة تهدف إلى جذب الدول التي تشعر تاريخياً بالتهميش، في الأنظمة السياسية والاقتصادية العالمية التي تقودها الولايات المتحدة وأوروبا، لا سيما الدول الناشئة في أفريقيا وأميركا اللاتينية وآسيا.
وتضيف معلوف أن هذا التوجه يحمل في طياته تداعيات عميقة، قد تصل إلى حد إعادة رسم خريطة التحالفات العالمية بالكامل، إذ ستجد العديد من الدول نفسها مضطرة للاختيار بين الانضمام إلى المحور الأميركي، وحلفائه التقليديين مثل أوروبا واليابان وأستراليا، الذين يروّجون لنظام قائم على معايير صارمة في مجالات الأمن والبيانات والحوكمة الرقمية، أو التوجه نحو المعسكر الصيني الذي يَعِد بنموذج تعاون متعدد الأطراف، يوفر للدول النامية شروطاً أقل صرامة وحوافز اقتصادية مغرية.
وتحذّر معلوف من أن تعمّق هذا الانقسام، قد يُسرّع في نشوء نظام رقمي عالمي مزدوج، حيث سيُفرض على الحكومات والشركات، تبني معايير تكنولوجية وبنى تحتية مختلفة ومتعارضة في كثير من الأحيان، مما سيؤدي إلى تشظي بيئة الابتكار العالمية، ويضع قيوداً غير مسبوقة على حركة التجارة والاستثمار ونقل المعرفة، إذ ستصبح كل كتلة منشغلة ببناء أنظمتها الخاصة وحماية مصالحها، ما يحدّ من فرص التعاون الدولي الفعّال.
الصين تبني نظاماً موازياً
من جهته يقول المحلل التكنولوجي جوزيف زغبي في حديث لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، إن ما تقوم به الصين هو محاولة صريحة لبناء نظام عالمي موازٍ، حيث تستطيع الآن بكين أن تفرض رؤيتها الخاصة لمعايير الذكاء الاصطناعي، وهذا ما يمنحها أداة ضغط اقتصادية وسياسية ضخمة، فالتكتل المقترح إنشاؤه لن يقتصر على التبادل المعرفي فقط، بل سيشمل أيضاً مبادرات ضخمة في بناء البنية التحتية الرقمية، مثل مراكز البيانات وأنظمة الطاقة النظيفة ، مما يعني أن بكين لن تكتفي بالتنافس في البرمجيات بل تستهدف أيضاً السيطرة على البنية التحتية المادية للتكنولوجيا.
ويؤكد زغبي أن تصاعد التنافس بين معسكرين في مجال الذكاء الاصطناعي، يهدد بانقسام النظام الرقمي العالمي إلى كيانات متعارضة تقنياً وقانونياً، ما يخلق تحديات كبرى أمام الشركات متعددة الجنسيات، ويقوّض البحث العلمي القائم على التعاون المفتوح، لافتاً إلى أن هذا الانقسام قد يبطئ الابتكار العالمي بفعل تضارب المعايير وصعوبة تبادل البيانات، مما ينعكس سلباً على التقدم التكنولوجي ككل.
عقبات أمام طموح الصين
ويرى زغبي أن خطة بكين لخلق منظمة عالمية للذكاء الاصطناعي، تواجه تحديات وعقبات كبيرة، أبرزها اعتمادها على أشباه الموصلات المتقدمة، التي تهيمن عليها شركات أميركية وآسيوية، ما يبطئ قد طموحاتها التكنولوجية ويدفعها إلى بناء سلاسل توريد بديلة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، كما أن نجاح هذه المنظمة يتطلب دعماً واسعاً من قوى كبرى، وهو أمر قد يكون صعباً في ظل الاستقطاب العالمي المتزايد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البيان
منذ 22 دقائق
- البيان
يونان الصينية تنظم منتدى في دبي لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع الإمارات
نظم مكتب ترويج الاستثمار في مقاطعة يونان الصينية، بمشاركة عدد من المؤسسات المحلية، أول من أمس في دبي، منتدى حوارياً للتعاون الاستثماري بين الصين (يونان) ودولة الإمارات تحت شعار «استثمر في يونان». وشهد الحدث حضور أكثر من 100 مشارك، من بينهم ممثلون عن القنصلية العامة لجمهورية الصين الشعبية في دبي، ونخبة من رجال الأعمال الإماراتيين، بالإضافة إلى وفود من قطاعات السياحة الثقافية والرعاية الصحية، والزراعة المتميزة، والتجارة والمشتريات، والطاقة، والصناديق الاستثمارية. وخلال الفعالية قدم كل من مكتب ترويج الاستثمار في يونان، ومجموعة يونان للسياحة الثقافية والرعاية الصحية، ومكتب ترويج الاستثمار في محافظة «هونغخه»، عروضاً تعريفية استعرضوا خلالها أحدث التطورات في يونان على صعيد الانفتاح عالي المستوى والتنمية عالية الجودة، مؤكدين رغبة المقاطعة في توسيع آفاق التعاون الاستثماري مع الشركات الإماراتية، ولا سيما في مجالات الزراعة الجبلية المتميزة، والسياحة الثقافية والرعاية الصحية، والطاقة الخضراء والتصنيع المتقدم. كما قدم ممثلو الشركات من كلا الجانبين مداخلات بارزة تبادلوا من خلالها وجهات النظر حول مجالات التعاون المحتملة، وناقشوا فرصاً ملموسة لتعزيز الشراكة، أبرزها: • في قطاع الزراعة والمنتجات الحلال: بحث الجانبان إقامة مستودعات منشأ للمنتجات الزراعية المتميزة من هضاب يونان، والعمل على مواءمة أنظمة شهادات الحلال بين البلدين، وإنشاء منصات سلاسل إمداد عابرة للحدود. • في قطاع السياحة الثقافية والرعاية الصحية: جرى التركيز على تلبية احتياجات السياح من منطقة الشرق الأوسط من حيث التجربة الثقافية ومسارات العطلات الراقية، مع تطوير مشاريع متميزة مثل فنادق الينابيع الساخنة، والمسارات السياحية المصممة خصوصاً، لتعزيز حضور علامة يونان السياحية في المنطقة. • في قطاع صناديق الثروة السيادية: تمت مناقشة جدوى تأسيس صناديق صناعية مشتركة، حيث تم عرض عدد من المشاريع الصناعية الكبرى في يونان كونها مجالات واعدة للاستثمار. وشكلت الفعالية منصة فعالة لتعميق الفهم المتبادل بين الجانبين، والانخراط في مشاورات معمقة، وبناء توافق حول سبل التعاون العملي. كما لفتت مقومات يونان من حيث الموارد الطبيعية، وسلاسل الإمداد الصناعية، والحوافز السياساتية، والآفاق الاستثمارية، أنظار عدد كبير من رجال الأعمال الإماراتيين الذين أعربوا عن نيتهم زيارة يونان قريباً للاطلاع على البيئة الاستثمارية من قرب. وأكد الطرفان في ختام اللقاء عزمهما على استثمار هذا الحدث كونه فرصة لتعزيز التعاون التجاري والاستثماري، والعمل على تطوير منصة دقيقة لربط الشركات، وتحديد الموارد الصناعية ذات المزايا التنافسية، وتحقيق المواءمة بين العروض والاحتياجات، بما يضمن شراكة رابحة للطرفين قائمة على مبدأ المنفعة المتبادلة والنتائج الملموسة.


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
عمليات تسريح العمالة تتسارع .. والسبب الذكاء الاصطناعي
وأصبح الدخل لكل موظف مقياساً مهماً للأداء في قطاع التكنولوجيا. وتتفاخر الشركات الناشئة التي تعمل مع مسرّعات الأعمال بتأسيس الشركات بفرق عمل ضئيلة. وينشر موقع إلكتروني باسم «قاعة مشاهير فرق العمل الضئيلة» عن الشركات، التي تحقق أرباحاً بعشرات أو مئات الملايين من الدولارات، ويعمل لديها عدد قليل للغاية من الموظفين. وحتى الآن قد يبدو هذا بعيد المنال، لكن لا شك في أن النماذج اللغوية الكبيرة تعمل بالفعل على إعادة صياغة وظائف ذوي الياقات البيضاء. وفي حين يشهد عصر الذكاء الاصطناعي وظائف جديدة، وتعيد الشركات توظيف بعض العاملين، إلا أنه سيقضي في المقابل على الكثير من الوظائف، وتزداد إشارة الشركات إلى أن المهام، التي ينجزها هؤلاء الموظفون لم تعد موجودة. ومن بين آخر التطورات في هذا الصدد خفضت واحدة من الشركات الأربع الكبرى للتدقيق إلى أن أوقات التنفيذ لديها لتسليم البحوث بنسبة 75 % ووفرت 3.600 ساعة من ساعات عمل المحللين عن طريق استخدام تقارير يولّدها الذكاء الاصطناعي. وستكون هناك أيضاً عواقب ثقافية، إلى جانب تلك الاقتصادية، وإذا لن تكون الوظائف متوفرة بسهولة فهل ستحافظ الدرجات العلمية من الجامعات على قيمتها؟


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
«سوفت بنك» تزيد الاستثمار بالذكاء الاصطناعي
تعمل مجموعة «سوفت بنك» اليابانية على زيادة حصتها في «إنفيديا» و«تي إس إم سي»، في أحدث خطوة تبرز تركيز مؤسس الشركة «ماسايوشي سون» على الأدوات والأجهزة التي تدعم الذكاء الاصطناعي. وبناءً على الإيداعات التنظيمية، رفعت شركة الاستثمار التكنولوجي اليابانية حصتها في الأمريكية «إنفيديا» إلى حوالي 3 مليارات دولار بنهاية مارس، من استثمارها البالغ مليار دولار في الربع السابق، كما اشترت أسهماً في «تي إس إم سي» بقيمة 330 مليون دولار تقريباً، وأخرى قيمتها 170 مليون دولار في «أوراكل». وحسبما نقلت «بلومبرغ» عن مصدر على دراية بأنشطة «صندوق رؤية» التابع للشركة، فإن الصندوق حقق عوائد نقدية بلغت حوالي ملياري دولار في النصف الأول من عام 2023. ويسعى «سون» - البالغ من العمر 67 عاماً – للعب دور أكثر مركزية في انتشار الذكاء الاصطناعي من خلال شراكات شاملة. تُوسّع مجموعة «سوفت بنك» اليابانية من رهانها على مستقبل الذكاء الاصطناعي، عبر تعزيز استثماراتها في شركات متخصصة باتت محوراً لهذه الثورة التقنية. وكانت «سوفت بنك» قد باعت حصتها البالغة 4.9 % في «إنفيديا» عام 2019، وهي الحصة التي تُقدّر اليوم بأكثر من 200 مليار دولار.